رواية الـتــل رانيا الخولي الفصل الخامس

موقع أيام نيوز

ولم يبالي بمن ظلت تبكي حزنا وألما على حالها
عاد مراد من الخارج ليجدها بتلك الحالة فعلم حينها بأنها هاتفت والدها
تقدم منها ليجلس بجوارها ويحتويها بذراعه ويضع انامله أسفل ذقنها ليرفع وجهها إليه وتحدث بروية
_ مش جولتلك مش عايز اشوف الدموع دي تاني
مسحها بابهامه وتابع
_ العيون الچميلة دي اتخلجت بس عشان تضحك وتنور حياتي مش عشان تبكي واصل.
حاولت الابتسام فأفترى ثغرها عن بسمة باهته لم تصل لعينيها فهز رأسه برفض
_ مش دي الضحكة اللي رايد اشوفها
نظرت إلى عينيه التي تحتويها بشغف وتمتمت بوله
_ مراد أنا بحبك أوي أوعى تفكر في يوم من الايام تبعد عني.
ابعد خصلاتها ليضعها خلف أذنها ورد بشغف
_ بس انا عمري ما فكرت ابعد عنك بالعكس انا حياتي كلها عايز اعيشها معاكي بس بلاش نظرة الانكسار اللي بشوفها دي انا عايزك تكوني أجوى من أكدة بكتير 
انتي جررتي تجفي جدامه عشان متمسكة بيا يبجى تواصلي تحديكي ده ومتفكريش في أي حاچة ممكن في يوم تفرج بينا.
ابتسمت بامتنان وشعور الراحة بداخلها يكتنفها بعد حديثه فتمتمت بحب 
_ مش عارفة لولا وجودك في حياتي كنت هعمل ايه
أمسك يدها ليقبلها بحب وتحدث برزانة
_ ولا حاجة انا اللي كنت هعمل بإني أفضل وراكي لحد ما تدخلي حياتي وتنوريها.
أراد ان يمحي حزنها فتمتم بمزاح
_ شكلك بتعملي إكدة عشان تنيميني من غير عشا واني حجيجي جعان جوي كان عندي ضغط عمليات كتير ومأكتلش حاچة.
اتسعت ابتسامتها واشارت لعينيها
_ من عينيه.
نهضت لتخرج من الغرفة لتحضر له الطعام أما هو فقد انمحت ابتسامته واحتل الجمود مكانها فور ذهابها
يعلم جيدا بأن أبيها لن يتركها وسيظل خلفها حتى يأخذها منه لكنه لن يسمح بذلك مادام على قيد الحياة
دلف المرحاض ليأخذ حمام دافئ كي يريح به
اعصابه قليلا بعد تلك الضغوط التي تعرض لها خلال الأسبوع الماضي.
انهت سلمى تحضير الطعام وعادت إليه لتجده أنهى حمامه وجلس على المقعد شاردا
وضعت الطعام على الطاولة الصغيرة أمامه وتمتمت بابتسامة
_ انا اللي عملت الأكل النهاردة يارب يعجبك.
ابتسم بمجاملة ثم بدأ بتناول طعامه ومازال على نهج شروده فعلمت حينها بأن هناك ما يشغله نظر إليها يسألها
_ مش هتاكلي معاي
_ لأ سبقتك واتعشيت مع طنط
ترك الملعقة من يده وتطلع إليها ليرى كم الحزن الذي تحاول اخفائه داخل عينيها فتمتم بسكون
_ سلمى انا خابر جد ايه متعذبه بعقابه ليكي بس هو بيضغط عليكي بالطريجة دي عشان ترچعيله جلتلك اتحملي وهو اللي هيرچعلك لأنه هو كمان ملوش غيرك جوي شخصيتك شوي جدامة بلاش الضعف اللي شايفه في عينيكي ده.
هزت راسها بنفي وقالت
_ بس ده مش ضعف انا بس عايزة اعرف ليه بيعمل كدة.
تنهد بتعب شديد وتمتم بلهجة حازمة
_ لأن دي حجيجته اللي انتي رافضة تصدجيها.
قطبت جبينها بعدم استيعاب وغمغمت برفض
_ بس بابا مستحيل يعمل كدة اكيد في سبب تاني.
عاد مراد يتناول طعامه كي ينهي ذلك الحديث فقد مل من التطرق به دون فائدة. 
وعندما لاحظت استياءه غمغمت بحزن
_ مش قادرة اصدق إن بابا ممكن يعمل حاجة زي دي 
ترك مراد الملعقة من يده وقال بلهجة حازمة
_ خلاص يا سلمى مش عايز حديت كتير اني عرفتك حجيجته تصدجي ولا لاه انتي حره
..
انسلت سلمى من جواره بعد أن تأكدت من نومه وخرجت من الغرفة لتذهب إلى خالتها كي ترتمي في احضانها وتخفف عن كاهلها ذلك الحمل الثقيل 
دلفت غرفتها فتجدها مستلقية على الفراش وتتلو القرآن الكريم بصوتها العذب
وعندما رأتها أغلقت الكتاب وتمتمت بهدوء
_ تعالي ياسلمى.
تقدمت سلمى منها بعد أن اغلقت الباب وجلست بجوارها وهي تغمغم بحزن
_ تعبت اوى ومبقتش قادرة اتحمل.
لاحت ابتسامة خاڤتة على وجه أمال وقالت بصبو
_ انتي اللي عاملة في نفسك إكدة جلتلك كتير عيشي حياتك مع چوزك ومتفكريش في اي كلمة ابوكي يجولها بس انتي اللي مصرة ټعذبي حالك.
تاهت نظراتها وشعرت برعشة تنتابها عندما تذكرت ما مرت به وتمتمت برهبة
_ صعب أنسى وكل حاجة قدامي بتفكرني وبابا عارف النقطة دي كويس أوي فبيدخلي منها يشككني في كل شيء
قطبت جبينها پخوف وتابعت
_خايفة مراد في يوم من الأيام 
قاطعتها آمال باستنكار
_ مراد ابني عارف ربنا زين وعارف انه ميرضاش بالظلم وهو عمره ما هيظلمك.
تنهدت آمال
تم نسخ الرابط