في قبضة الأقدار بقلم نورهان العشري
و هرولت إلي حيث يقع الملحق الذي تقطن به هي و شقيقتها و قد كانت شهقاتها تشق سكون الليل المحيط بهم و قد كان يراقب إنهيارها و رحيلها بقلب مټألم فهو بحياته لم يكن شخصا ظالما برغم غضبه إلا أنه كان مسالما حنونا ذو قيم و مبادئ و لكن الإنتقام شوه الرؤيه لديه و جعله كالأعمي لا يري أمامه إلا من شعور بعدم الراحه وصل إلي حد الألم احيانا الذي يؤرقه ليلا حين يتذكر حديثه معها و طريقته الفظه و المحتقرة !
زفر بحدة و قرر الذهاب إلي الجراج الخاص بهم ليمارس هوايته المفضله و الوحيدة التي تنجح في جعله يفرغ شحنات غضبه و أثناء مروره بالملحق الذي تقطن به توقف لثوان و ألقي نظره علي أحد النوافذ قبل أن ينطلق في وجهته و ما أن خطي خطوتان حتي سمع صړاخ قادم من هناك جعل كل خلاياه تضطرب و دب الذعر في جميع أوصاله فهرول إلي هناك و قام بالطرق بقوة علي الباب الذي أنفتح و أطلت فرح المرتعبه و فجأة تجمدت الډماء بعروقه حين وقعت عيناه علي تلك الملقاه أرضا و أسفلها بقعه من الډماء..
الفصل السابع
أن تعشق إمرأة مثلي إنه أمر شاق للغايه
لم أكن أنثى إستثنائيه يوما بل أنا الاسوء من بين جميع النساء و عليك أن تدرك هذا أولا لأن الطريق إلي قلبي لن يكون سهلا أبدا
فعليك تتقبل جميع صفاتي السيئة و تراها ميزات ! أن تتقبل جميع تصرفاتي المتقلبة دون أن تسأل عن الأسباب ! أن تتعامل مع ردودي الغير متوقعه علي أنها أمور طبيعيه ! أن تراني جميله بجميع حالاتي و تري مزاجيتي أجمل أنواع الدلال ! أن تراني دائما مميزة ببساطتي بعفويتي بحماقتي ! ألا أكون مجبرة دائما علي إدهاشك ! أريد عشقا خالصا يرمم شقوق قلبي و يصلح ندبات روحي أريد أمانا ينتزع الخۏف العالق بثنايا فؤادي و إعلم حينها أنك ستحظي بعشق سرمدي يفوق حدود الأبديه ..
كان الأمر في المشفي علي صفيح ساخن بينما الصمت يسيطر علي الجميع للحد الذي يجعل هسيس أنفاسهم مسموع بوضوح . بينما القلوب تحترق بهدوء قاټل و الألسنه عاجزة عن الحديث فأي كلام يمكن أن يقال يخفف من وطأة هذه الصدمه الكبيرة حين أخبرهم الطبيب أنهم علي وشك خسارة الطفل !
خنجر مسمۏم بنيران الذنب إنغرز بمنتصف قلبه حين رآها غارقه في دمائها بينما تجمد في مكانه لا يعي ماذا يحدث ! فقط ألم هائل أجتاح كيانه حينما سقطت كلمات فرح كجمرات فوق قلبه و هي تقول بصړاخ
لازم نوديها المستشفي حالا دي حالة إجهاض
كان مسيطرا علي مقود سيارتة الضخمة بينما لم يستطيع السيطرة علي نبضاته الهادرة التي تتخبط پعنف بين ضلوعه و كأنها تعلن ثورتها عليه و إنقلابها ضده و ضد هذا العڼف المعنوي الذي إرتكبه بحق تلك الجنة التي كانت ټصارع آلام تفوق طاقتها و حدود قدرتها .
قبضه قويه إعتصرت قلبه و هو يضعها فوق الحامل أمام المشفى بينما كل خليه به تصرخ غاضبه علي تركها و متألمه علي حالها و شحوب ملامحها التي كانت تضج بالحياة حين كانت تتحدث مع الفرس فقد كان يستمع إلي حديثها بقلب ممزق و عقل مشتت فكل الإتهامات تشير إلي أنها مذنبه حتي حديثها و نبرة الندم التي تغلفه تؤكد علي ذنبها الكبير الذي لم تستطيع غفرانه لذاتها بينما عيناها الشئ الوحيد الذي ينطق ببرائتها . و يكاد قلبه يصدقها بينما عقله ينهره بشده و يحذره من مغبة الوقوع بسحرها الآثر فيتضاعف الذنب بقلبه و هذا ما لن يستطيع إحتماله أبدا !
فرح حين رأت شقيقتها تتوسط الأرضيه الصلبه غارقه بدمائها مھددة بفقدان جنينها فلم تتمالك نفسها إذ خرجت صرخه متألمه من جوفها بينما جسدها أخذ يهتز بقوة و هي ټحتضنها بالسيارة في طريقهم إلي المشفي و دموعها المتساقطة لا تتوقف أبدا بل أخذت تزداد كلما مرت دقيقه تلو الأخرى دون أن يطمئنهم أحد .
تود لو تكسر تلك الأبواب الزجاجيه و تخترق تلك الغرفه لټحتضنها و تخبرها بأنه لا طاقه لها بالفراق أبدا .
تود أن تصل نبرتها المتألمه إلي أعماق قلبها حتي يتمسك بالحياة و ألا يفقد الأمل مطلقا. تريد قطع