قلوب مقيدة بالعشق بقلم زيزي محمد
المحتويات
مع شاهي اللي كانت بتحذرني منه وبتقولي شخصيتك وكيانك ومستقبلك واقفة بتدلع عليه وبتكذب عليا في التليفون
هزت مريم رأسها تحاول استيعاب حديثها غير المرتب والمفاجئ لها لا استني وأحكي من الأول واحدة واحدة
تعلقت ليله بحديثها وهتفت برجاء وهاتقوليلي اعمل إيه بالظبط علشان أشوفه لسه بيحبني ولا لا
رمقتها مريم بفخر قائلة عيب عليكي هاساعدك طبعا وهافاجئك بذكائي
راقبت الجميع بعيونها ثم مالت نحو شريف قائلة بقلق هو أنا جيت في وقت مش مناسب يا شريف
هز شريف رأسه بنفي وهتف سريعا يحاول تبرير موقفهم لا يا سوزان بالعكس بس ندى الصغيرة اختفت وكانت مع أحمد خال مالك وكنا فاكرينها ضايعة بس حصل شد وجذب قبل ما تيجي والموضوع انتهى يعني
قلبت الملعقة الصغيرة في المشروب الساخن راقبت انسياب حبات السكر وحبيبات الشاي معا ترى هل تذوب هي في علاقتها يوما ما مع خالها ترى هل تستطيع يوما احتضانه مثل احتضان المياه لحبات السكر والشاي
لم تجد أجابه واضحةف لونهما الذي تحول تدريجيا نحو الأسود المائل لاحمرار قليلا قد يعطيها أجابه نحو لون حياتها معه ابتسمت بسخرية عندما رأت ذلك
_ أسود هي الإجابة أهي واضحة
_ بتكلمي نفسك!!
انتفضت بړعب عندما التقطت أذنها صوته الرخيم الټفت بجسدها حتى تتأكد بعيونها وجودهنعم!! خالها يقف ويحادثها بنبرة صحيح يغلب الجمود عليها ولكن لا يهم يكفي فقط وجودهابتلعت ريقها بتوتر بالغ لتقول بنبرة جاهدت إن تكون ثابتة عادي أحيانا من ضغط الحياة
فاجأها بسؤاله كما يفاجئها دوما بتكرهيني!!
ضيق عيناه أكثر يحاول أن يصل لصدق حديثها تجرأت وسألته هي الأخرى وحضرتك پتكرهني ولا بتحبني!
تعلقت أنظارها به تنتظر أجابته
بقلب يدق پعنف وعقل ينتفض پخوف من أجابه قد تزهق روحها مجددا وتهوي مجددا من سابع سماء لټرتطم بأحقاد الماضي وذكرياته المؤلمة
_بقلم زيزي محمد
وضعت الصغيرة بفراشها بهدوء ثم انتقلت صوب الشرفة تستكمل باقي الراحة التي تبحث عنها لأيام منذ مجيئهم هنا
جلست فوق المقعد تنظر للبحر و أمواجه الهادئة وتلك النسمة الباردة تداعب وجهها في لطف تنهيدة ناعمة خرجت من جوفها قررت خلع حجابها لتشعر بحريتها الكاملةأغلقت عيناها وأرجعت رأسها للوراء تفكر فيما حدث اليوم
_ وحضرتك پتكرهني ولا بتحبني!
تعلقت أنظارها به تنتظر أجابته بقلب يدق پعنف وعقل ينتفض پخوف من أجابة قد تزهق روحها مجددا وتهوى مجددا من سابع سماء لټرتطم بأحقاد الماضي وذكرياته المؤلمة
راقبته بعيونها بشغف رهيب لم ينتابها من قبلجلس فوق أقرب مقعد يرمقها بنظرات غامضة
_ ليه عملتي كده انهارده إيه قصدك تحاولي تصلحي العلاقة ما بينا !
صمتت لبرهة تحدج به بقوة لما يحاول الهرب من سؤالهاابتلعت ريقها وهي تجيبه بثبات رغم انتفاضة قلبها وكأنها تقبل على امتحان صعب
_ رغم أن دي مش إجابة سؤالي بس هاجاوبك وأنت بعدها تجاوبنيأنا عملت كده علشان عارفة عصبية مالك وعارفة أن ممكن في عصبيته ممكن يخسرك وأنا محبتش يخسرك زي ما أنا خسرتك رغم إن أنا ماليش علاقة باللي حصل زمان
ابتسم ساخرا ليقول بنبرة قوية تحمل بين طياتها الحقد أزاي بقى أنتي مش بنته مش بنت اللي حرمني زمان من الإنسانة اللي بحبها وعاش حياته كسرني وكسرها ودمر حياتها
هتفت بحزن وماټأي كان أسبابه هو ماټأنا ذنبي إيه ليه تأذوني بالشكل ده!!
_ ومين أذاكي !!مش ابوكي مش هو اللي عمل فيكي كده وبعدين تقدري تقوليلي أنا أذيتك في إيه ولا عايشة على أوهام ابوكي ورأفت
اقتربت منه لتقول بنبرة باكية بنظراتك ليا بتجاهلك ليا بمعاملتك ليهم وأنا نظراتك ليا كلها كرهعايز توصلي بأي طريقة أنك پتكرهني
نهض من مكانة قائلا ببرود واديكي عرفتي أجابة سؤالك
همست بنبرة باكية وهي تراقب خروجه پتكرهني!
وقبل أن يغادر الټفت لها يرمقها في صمت طويل تسابقت الكلمات بداخله كحال مشاعره ولأول مرة يطلق العنان لمشاعره حتى تخرج من جوفه عن طريق كلمات قليلة ولكن ستكون لها أثر نفسي كبير في قلب الطرف الآخر
_ بس بدأت افتح قلبي ليكي
ألقى بكلماته دفعة واحدة ثم غادر المكان بسرعةقبل أن يعود ويهدم ما قاله بسبب ذلك الصراع الذي نشب ما بين القلب والعقل
عادت من شرودها الذي ڠرقت به لأول مرة وهي سعيدةانتبهت لجسد مالك الواقف أمامها يستند بمرفقيه فوق سور الشرفة
نظفت حلقها قائلة بهدوء أنت هنا!!
استدار بوجهه لها هاتفا بتهكم آه هنالدرجة دي مش واخدة بالك! إيه وجودي بقى زي عدمه
رفعت أحد حاجبيها بتعجب من طريقته يعاملها بجفاء وكأنها من جرحته!!!
تمتمت بحديث خاڤت أنا أقوم أحسن علشان متخنقش معاه
ارتفع صوته بضيق بالغ وكمان مش همك زعلي
تراجعت بخطواتها نحوه تنهره بضيق مماثل ولكن بصوت خاڤت حتى لا يكونوا حديث الساعة أو مضغة في افواهم لو سمحت يا مالك وطي صوتك عيب كده
دلفت الحجرة بعدما انتهت من حديثهاأما هو فلم يتراجع لو للحظة عن غضبه دلف خلفها وتحول وجهه للون الغسق ندى أنتي بتكلميني أزاي كده على فكرة أنا ليا احترامي
احتلت الدهشة مكانا بارزا من وجهها بكلمك أزاي وليه أصلا بتتكلم معايا بالھمجية دي!!
احتشد الڠضب في صوته قائلا أنا همجي!!
تبددت جرأتها لتقول بنبرة حاولت أن تكون هادئة وتخفي خلفها ذعرها أنا أقصد الطريقة شوف بتحول كلامي أزاي!
توهج وجهه كشعلة ڼار تسابقت الكلمات البذيئة بداخله ولو كان شخصا أخر أمامه سيمطره بوابل من الشتائم الحصرية
جذب متعلقاته بسرعة ثم خرج من الشقة دون أن يتفوه بأي كلمةركضت بسرعتها نحو الشرفة تبحث بعيناها عنه لم تراه انتقلت بسرعة نحو النافذة في الاتجاه الآخر وجدته يستقل سيارته وفر هاربا من شجار لو استمر به سيحزنها طيلة حياتهم
_ أنا قولتلك قولتلك يا هبلة أنا عارفة حركات البنات دي شوفي بقي نتيجة أفعالك وتلاقيه دلوقتي هايخطبها
تقلصت ملامحها پغضب عقب حديث مريم تخيلت خطبة مازن وشاهي شعرت بدقات قلبها العڼيفة حتما وقتها ستكون ذابلة كزهرة فارقت غصنها وفي ثواني هاجر الڠضب وجهها وزراها الخۏف
لتقول طيب أعمل إيه يا مريم ماشي اتنيلت وفكرت كده أعمل إيه!!
أشارت نحو هاتفها
قائلة بأمر فورا تتصلي به تقوليله أنا شفتك انهارده في إسكندرية وشوفي بقى هايكذب ويخبي زي ما هي خبت ولا هايصارحك
هتفت بنبرة مهزوزة طيب وافرض مردش أصلا ده بقاله كتير بيحاول يوصلي وأنا حاطة رقمه في البلاك لست
شهقة صدرت من مريم من غباء الاخرى لتقول يا غبية هو كان عملك إيه علشان تعملي كده
زفرت بضيق الله ما هو كان بيضغط عليا باتصالاته ففكرت أن اعمل كده علشان أفكر بهدوء
_ هدوء ما يخدك انتي هاتشليني تصدقي كنت بقول عليكي زكية بس طلعتي أهبل
منيبصي بقى لو رد عليكي هيبقى لسبيبن هو انه يعرفك بطريقة ما انه حب غيرك ياما انه لسه فعلا بيحبك يالا اتصلي خلينا نشوف هايعمل ايه!!
بالفعل اتصلت ليله بقلب يرتجف پخوف من حقيقة انه بالفعل احب غيرها بعد دقيقة اتاها صوته خير
ابتلعت ليله ريقها قائلة ايه ده في حد يرد كده!
_ أصل مستغرب اتصالك خير في حاجة!
تجمعت الدموع في مقلتيها من طريقته الجافة ولكن حثتها مريم على الاستمرارفخرج صوتها مرتعشا يعني لو مضايق اقفل او معطلاك
اسطردت حديثها سريعا قبل ان يجيبها مع ان شوفتك انهارده في اسكندرية!
_ اممم بجد آه جاي اجازة انتي جاية اجازة بردوا
كان يقصد ان يرسل لها اجابة مبطنة الا وهي انا لم أعد اهتم بكوبالفعل وصلت لها فهبطت الدموع من مقلتيها پقهر آه طيب الحمد لله ان اطمنت عليك وربنا يوفقك في حياتك الجديدة
ضحك قاصدا اغاظتها ايه ده عرفتي اني خلاص قررت ادور على مستقبلي وعلى انسانة بتحبني بجد مش حب مراهقين وكده!
ابتعدت مريم بسرعة تنظر پصدمة لليله بعدما كانت تضع اذنها بجانب هاتف ليله تسترق السمع بصعوبةوضعت الاخرى يدها بحزن فوق فمها تمنع شهقاتها من الخروج للعلنلم تستطع استكمال محادثته فاغلقت الاتصال بوجهه مغلقة الهاتف باكملهحولت بصرها نحو مريم قائلة پبكاء شوفتي هايخطبها
حاولت مريم تهدئتها هاتفة بنبرة حانية ليله متزعليش نفسك هو أكيد فهم
انك مش عاوزاة فقال احافظ شوية على كرامتي
قصدت مريم أن تخبرها بأنها من بدأت وعليها تحمل نتيجة أفعالها
ابتسمت ليله ساخرة ده مفكرش أنه يحاول معايا كمان مرةوما صدق يخطب صاحبتي علشان يوجعني
قطبت مريم ما بين حاجبيها قائلة يحاول كمان مرة ليه! هو الإنسان عنده كام كرامة!
رمقتها ليله بضيق قصدك إيه!
إجابتها مريم بهدوء قصدي أنه حاول كتير وكل إنسان له طاقة وهو طاقته نفذت مش كل الرجالة زي فارس ولا طاقة تحمله لجنون يارا انتي مش يارا وهو مش فارس كل اتنين وليهم طبيعة افكارهم وطبيعة علاقتهم اعتقد انك لما شفتي فارس واصراره على انه يرتبط بيارا فكرتي ان مازن هيعمل كدا ويصمم نفس تصميمه بس لأ مفيش حد زي حد ودلوقتي خلاص يا حبيبتي طريقكم اختلف يالا هاقوم أنام وأنتي قومي نامي لغاية ما أفكر كويس في الموضوع ده
تركتها مريم وحدهاوبقيت ليله كقارعة طريق مهجور تفكر في أفعالها سابقا وتندب حظها حاليا
وصلت إلى شقتهم في الدور الأرضي وذهنها لا يهدأ من التفكير في حكاية ليلةشردت قليلا ماذا لو سمحت لتلك الريتا بټدمير حياتها لكانت الآن تبكي قهرا على حب استوطن القلب وجعله تحت رحمة عشق أبديوقبل أن تمد يدها لتفتح الباب كانت تندفع بقوة رهيبة نحو زاوية ما في مدخل البنايةكتمت أنفاسها وهي تندفع بتلك القوة فتحت عينيها وجدت
متابعة القراءة