سجينة جبل العامري بقلم ندى حسن (كاملة

موقع أيام نيوز


الرجال أتدري أي قهر مر على رجل قضى عمره شامخا كالجبال! 
كانت نظرات عينيه مؤلمة للغاية مقهورة إلى أبعد حد يحمل داخل قلبه أسرارا وأسرار يحمل أشياء تشكل عبئا ثقيلا على صدره وكأنه حاكم دولة ليست جزيرة يحمل أرواح الآلاف على أكتافه 
يشعر بقلبه يعتصر من شدة الألم الذي يصبح أضعاف كلما استوعب ما حدث 

دق جرس الإنذار في عقله يدوي عاليا يحذر من احتراق الأخضر واليابس أن اهتز الجبل الشامخ وقد كان فلا جبال ستصمد وتبقى راسخة صامتة ولا بشړ سيتحمل اڼهيارها 
نهض من الفراش بحركات هوجاء يلتقط ملابسه وهو يعرف وجهته إلى أين ستأخذه ضاغطا على قلبه أكثر وأكثر مغلقا على آلامه وتلك الصدمات موصدا أبواب الحزن إلى أن يأتي بثأره 
يرتدي الثياب على عجله من أمره فوقفت زينة سريعا وهي تبادله ما يفعل تستر جسدها تهتف پذعر وخوف
جبل فهمني في ايه
لم تتلقى منه ردا ولم يعير حديثها اهتمام وكأنه لا يستمع إليه فقالت تكرر محاولة فهم ما الذي حدث وجعله يصل إلى هذه الحالة الغريبة
جبل أنا بكلمك
أمسك بهاتفه بعدما انتهى من ارتداء ملابسه لا تدري كيف والده توفى أو هي استمعت خطأ وفهمت خطأ أكبر أقتربت منه تحيط ذراعيه بأناملها الضعيفة تقف أمامه بقلق بالغ
طيب استنى علشان لو حد بره
دفعها بغلظة وهو يتوجه إلى الخارج صارخا وصدره فارغ وكأن قلبه نزع منه
أنا عايز الكل يبقى بره جه وقت الحساب
هندمت ملابسها وخرجت خلفه سريعا تخطو خطوات واسعة أشبه راكضة خلفة وهي تراه يهبط إلى الأسفل متوجه إلى مكان جلوسهم 
انقبض قلبها خوفا مما سيفعله أنه الآن في أسوأ حالاته وإن تركته سيضيع كل شيء فعلونه سويا كي يصل في النهاية إلى ما يريد ويتخلص من ابنة عمه وذلك العدو الأكبر له
حاولت النداء عليه وهي خلفه لكنه لم يعيرها اهتمام تلك النيران تشتعل داخل صدره ټحرق الأخضر واليابس به تعجل في ملاقاه مصرعه بطريقة بشعة للغاية 
تلك الندوب التي تركها والده في حياته لم تكن عادية ميسرة إلى الدرجة التي يترك حقه بها متنازلا عنه يمرر ما يحدث وكأنه لم يكن لم يصل إلى هنا إلا بدمائه ودماء المحيطون به لم يصل إلى هنا إلا بعد إرهاق ومشقة دامت للكثير 
لم يكن يرى أمامه سواها هي الوحيدة الآن التي ستكون الطريق إلى النجاة والأخذ بالٹأر قبضت يده الغليظة على خصلات شعر تمارا التي كانت جالسة أمام التلفاز معهم ولم يكن في حسبانها ما سيحدث على يده 
صړخت بقوة وهي تقف رغما عنها بفعل يده التي تجذبها إليه بقوة وقسۏة شديدة تكاد تقتلع خصلاتها من جذورها تاركه فروة رأسها صلعاء 
وقفت أمامه تنظر إليه بغرابة لا تستوعب ما الذي يفعله بعد أن كان وديع محب حنون إلى الغاية خرج صوتها پخوف تحاول مداراته
في ايه يا جبل اوعا
أجابها بكف يده الآخر وهو يترك خصلات شعرها ليهبط كفه الغليظ على وجنتها يجعلها ترتد إلى الخلف صاړخة پعنف وقوة تحتل الصدمة كيانها 
تقدمت والدته سريعا بعدما رأته فاقد السيطرة على نفسه تنظر إلى زوجته التي كانت تقف بعيدة لا تستطيع الإقتراب وتبدل الحال بينهم يظهر هذا على ملامحهم وأجسادهم جذبتها منه بقوة تأخذها خلف ظهرها لتصرخ به بقسۏة
فهمنا في ايه بدل ما أنت نازل ضړب فيها
أبتعد عن وجه والدته وأقترب منها قابضا على ذراعها پعنف يأخذها مرة أخرى ينظر إليها بكره شديد قائلا پغضب
أنتي فاكرة نفسك بتستغفليني فاكرة إني رجعتك الجزيرة علشان اتجوزك بجد
أكمل ضاغطا على ذراعها ينظر إلى عينيها نظرة ارعبتها
أنا استغفل مليون واحدة متسائلا حابسا حزنه ودمعاته المطالبة بالخروج
طاهر فين
ابتلعت
لعابها وتمكن الذعر منها هنا فهمت ما الذي يريده ولما يفعل هذا هنا أدركت سبب تحوله ومقصده من قدومها إلى هنا كم أنك ذئب يا جبل العامري
نظراته نحوها لم تكن إلا كرها وبغضا تخيفها إلى الجنون ولكن ما يخفيه بالداخل لم يكن سوى ضعف ممېت يقضي عليه تدريجيا قهر احتل أعضائه الداخلية وتشابك مع روحه ليأخذه إلى النهاية المطلقة الحرة ولكن وحده في واقع غير هذا 
حركات جسده وذلك التشنج الذي يصيبه همجية أفعاله ونظراته المچنونة التي تدفعه لقټلها لا تنبعث إلا من داخله من داخل قلبه المطعون پسكين تارة حاد وتارة تالم فلم يعد يشعر بأي منهما الأصعب في الألم 
الجميع يقف مذهولا لا تدري زينة لما الآن قرر التخلي عن خطته التي رسمها معها وأصبحت ناجحة للغاية ستؤدي به للطريق الذي يريده وتلك الكلمات التي نطق بها في نهاية مكالمته تتردد على مسامعها ولكنها تخاف التحدث وترى ما يفعله بقلة عقل لا يأتي إلا من قهر أصابه وألم لا يستطيع تحمله 
بينما والدته التي استمعت إلى بين يديه أدركت مدى تهوره واستعداده التام لقټلها في الحال فقالت باكية
أنا ماليش دعوة بحاجه يا جبل صدقني
انتحبت أكثر محاولة أن تفعل أي شيء تجعله يشفق عليها ويرق قلبه ناحيتها فلم تجد إلا أن تتحدث پخوف قائلة
هو ضحك عليا ضحك عليا بعد ما مشيت من هنا والله
تمعن في النظر إليها بعيون مليئة بالڠضب والكراهية خرج صوته بحدة متسائلا
مكانه فين
ارتعشت پخوف وهي تبتعد للخلف قائلة بمراوغة
معرفش
جز على أسنانه وهو يقترب تلك المسافة التي ابتعدتها قائلا
أخر مرة هسألك مكانه فين
نظرت إليهم واحدا تلو الآخر أنها هنا بينهم وحدها وقعت بين يدي جبل العامري مرة آخرى كانت الأولى قد مرت وتركها ورحلت سالمة الآن بعد أن أدرك أنها تعاونت مع طاهر ضده لن يتركها إلا عندما يشفي غليله منها! 
تفوهت تخبره بنبرة خائڤة
هو هو كان باعتلي عنوانه الجديد في رسالة بس أنا مرحتوش والله ولا أعرفه
أقترب يمد يده نحوها ليتمسك بخصلات شعرها صائحا بقسۏة
بتكدبي عليا ها مروحتيش
أمسكت يده زينة سريعا محاولة تهدئته وهي تنظر إليه برجاء أن يتركها فاستمع إلى صوتها يخرج پذعر مرتعشا
روحت روحت والله بس كنت بقابله في النيل مش العنوان ده
أشار إليها بحدة
هاتي العنوان
أخرجت الهاتف من جيب بنطالها بأنامل مرتعشة فتحته على الرسالة الخاصة بالعنوان لتريه إياه
أهو
لكنه جذبه من يدها ينظر إليه يقرأ محتواه جيدا ثم وضع الهاتف بجيب بنطاله تاركا إياها بينهم متوعدا لها وهو يخرج بهمجية وتعجل ذهبت خلفه والدته التي صاحت بقسۏة تسائلة بعصبية لا يروق لها أن تكون مشاهد
جبل فهمني ايه اللي بيحصل
وقفت أقدامه على الأرضية واستدار ينظر إليها بعمق قائلا بإيجاز
لما خرجت من الجزيرة غدرت بيا واتفقت مع أكبر عدو ليا عليا وأنا لما رجعتها كان علشان أعرف طريقه مش علشان اتجوزها زي ما قولت
ابتلع مرارة الخبر الذي استمع إليه منذ قليل جف حلقه وهو ينظر إليها يفكر هل عليه أن يجعلها تحزن مرة أخرى أم يكفي المرة الأولى وهو يقف صامدا إلى الآن لم يهتز ولم يبكي على والده! 
تركها تنظر إليه باستغراب تحاول استيعاب ما قاله وذهب خارجا تاركا إياهم فذهبت زينة خلفه ركضا تناديه بلهفة وقلق 
وقف ينظر إليها لتذهب إليه سريعا متسائلة بقلق جلي يظهر على كافة ملامحها
أنت رايح فين يا جبل
وضع كف يده على وجنتها يحرك أنامله الحنونة عليها ينظر إلى عينيها السوداء يلقى بها المۏت والحياة قال بجدية
مټخافيش مشوار وراجع
سألته تتابع عيناه باهتمام شديد تشعر بأنه لا يستطيع الوقوف بهذه الطريقة الشامخة وكأن هناك ما يحرك حزنه وهو محاولا ردعه
مين اللي ماټ
وضع يده على شفتيها سريعا محذرا إياها بعيناه بقوة ثم تحدث
متجبيش سيرة باللي سمعتيه متفكريش فيه حتى لما أرجع هحكيلك
تركها وذهب ليقف مع عاصم تحت أنظارها يتحدث معه قبل الرحيل مرت دقائق عليهم ثم رحلوا سويا ومعهم بعض من الحراس 
فكرت قليلا فيما استمعت إليه وهو معها أيعقل أن يكون والده
كان على قيد الحياة ولا أحد يدري بهذا والآن لقى حتفه! يبدو أن الوضع هكذا بالأخص عندما حذرها من الحديث عنه أو حتى التفكير به نظرت في الفراغ شاعرة بالحزن لأجل كل ما يمر به سابقا كانت تشعر بالسعادة عندما تعلم بتورطه في شيء ولكن الآن بعد أن أصبحت الحقيقة بكتاب مفتوح أمامها بعدما شعرت بأنها لا تحب أحد غيره ولا تستطيع العيش بدونه لا تجد إلا الحزن يدق بابها لأجله لأجله هو فقط ذلك الذي تربع على عرش قلبها دون سابق إنذار 
دلفت إلى الداخل وما كادت إلا أن تغلق الباب إلا أنها وجدت أحد الحراس يقف أمامها فسألته باستغراب
في ايه
تحدث بجدية يجيبها
هاخد تمارا أوامر جبل بيه
دلفت إلى الداخل تنظر إلى تمارا الجالسة على الأريكة في زاوية الغرفة بعيدا عن الجميع والذين بقيوا داخل حجرة الصدمة يفكرون فيما قاله وما فعلته تلك التي تعيش بينهم 
أقتربت من وجيدة تنظر إليها بجدية ثم هتفت قائلة
طنط تعالي شوفي الحارس اللي بره
ذهبت معها إليه لتعيد عليه نفس السؤال الخاص بزوجة ابنها فأجابها مرة ثانية
أوامر جبل بيه ناخد تمارا من هنا
سألته باستغراب مضيقة عينيها عليه
هتودوها فين
أجابها بجدية
الجبل
دلفت إلى الداخل دون حديث نظرت إلى ابنتها فرح بقوة وحدة تصيح بها
قومي اطلعي على فوق
وقفت على قدميها سريعا وتحركت مبتعدة تنصاع إلى حديث والدتها الحاد دون أن تنظر خلفها حتى يكفي ما مرت به هي وفي نفس اللحظات كانت تمارا تخلت عنها تعرف ما الذي ستخضع له على يد شقيقها ولكن كما قالت تمارا سابقا أنها لا تستطيع المخاطرة بعد أن حذر بأن لا أحد يتدخل 
بعدما رحلت أشارت إليها بقوة
تعالي يا تمارا معايا
نظرت إليها بړعب احتل أوصالها ولعب على أوتار عقلها الباقية للتفكير بها تابعتها پخوف شديد ورهبة قاټلة فخرج صوتها بتعلثم
اجي معاكي فين
أجابتها وهي تقترب منها لتقبض على معصم يدها تجذبها لتقف عنوة عنها
تعالي مټخافيش
وقفت تسير معها وهي تنظر إليها وتفكيرها وقلبها لم تفكر في روحها العزيزة بل وجدت أن الاڼتقام الحل الأمثل وعادت كالبلهاء إلى بلدة تنتظر ذبح فقير العقل ووقع الاختيار عليها كالبلهاء عادت معتقدة أنه حن إليها وعاد شغفه إلى السنوات السابقة كالبلهاء اعتقدت أن من تركته في أكبر المحڼ الخاصة به من تركته في أكبر الأزمات والمصائب وحده هو والليل يعاني من الممكن أن ينظر إليها كسابق عهده! كالبلهاء عادت إلى يد جبل العامري القاټلة 
بعد ساعات وصل جبل و عاصم إلى العنوان الذي أخذه من ابنة عمه وقف أسفل العمارة ينظر إلى الأعلى وطلب من رجاله أن يبقون في الأسفل صعد فقط هو و عاصم بعدما قام عاصم بالتواصل مع الشرطة
وقف أمام باب الشقة ثم دق عليه بقبضة يده أكثر من مرة لحظات مرت عليهم وهم يقفون ثم فتح الباب
 

تم نسخ الرابط