جواز اضطراري بقلم هدير محمود علي
المحتويات
أدهم أمانك وفوق ده كله أدهم أبو ابننا أو بنتنا هتضحي بكل ده ليه يا مريم
عشان مش هقدر أثق فيك تاني أبداا مش هقدر أصدقك ف أي حاجة
أنا مقدرش أعيش من غير روحي ده وعايزة ورقتي في أقرب وقت أنا مش هستنا كتير
أدهم محاولا امتصاص ڠضبها طيب بصي روحي شقة باباكي زي ما أنتي عايزة وأهدي براحتك وأنا هستناكي لحد ما تهدي وترجعيلي
أدهم برجاء طب بصي خدي وقتك بس وفكري خدي مهلة عيدي فيها التفكير ف قرارك ده ولو لسة متأكده أنك عايزة تطلقي هعملك اللي أنتي عايزاه
المهلة ديه ليك أنتا بس أنا مش هستنا كتير ..ودلوقتي بقا بعد أذنك
طيب هوصلك لحد البيت مش هينفع تروحي لوحدك ولا تسوقي وأنتي كده
لأ مش هتوصلني
أدهم بحدة وحزم لأ هوصلك وإلا مش هتتحركي من هنا براحتك بقا
وصلا معا حيث بيت عمه حمل عنها الشنطة وصعد معها حيث الشقة وما أن وقفا أمام الباب حتى أخذت منه الشنطة وأغلقت الباب وهو خلفه ..
سمع صوت بكاؤها فانفطر قلبه عليها وخاصة أنه السبب في ذلك دق جرس الباب فتحت له وهي تحاول أن تخفي دموعها عنه لم تعلم أنه سمعها وحتى لو لم يسمعها فيكفيه نظره واحدة منها حتى يعلم ما تعانيه ف هي من هؤلاء البشر الذين تستطيع أن تقرأ في وجوههم كل ما يشعرون به دون التفوه بكلمة لأن ملامحهم تنطق بما يختلج في صدورهم هؤلاء لا يستطيعون أخفاء مشاعرهم قط ...
هبط من عندها حزينا لحزنها نادما على كدبه عليه يشعر بالڠضب الشديد تجاه سها تلك الفتاة التي تسببت له في الكثير من الأوجاع وإلى الآن مازلت تؤذيه حتى بعد أن خرجت من حياته...
نامت ليلتها وفي الصباح بينما همت ب فتح باب شقتها ل تذهب لجارتها تطمئن عليها وتستأنس بها وجدته نائما على السلم أمام باب شقتها يتوسد يديه ويتغطى بجاكيته صعقټ حينما رأته كذلك رق قلبها له وتسائلت هل قضي ليلته هكذا يبدو أنه متعب الآن لكنها عادت وتمالكت نفسها وربطت على قلبها في تلك اللحظة فتح أدهم عيناه وجدها أمامه واقفة وهي تنظر إليه في ذهول وقد لمح بعض
الاشفاق في عينيها لكنها كانت تحاول أن تخفيه نظرت له متسائلة
ممكن أعرف أيه اللي نيمك هنا كده
أدهم برقة مقدرتش أروح وأسيبك لوحدك كنت خاېف عليكي
مريم محاولة ربط جأشها ف ضحكت ساخرة هههه خاېف عليا ولا على ابنك ولا بنتك اللي ف بطني متحاولش تخليني أغير قراري مهما عملت مش هرجع عنه ف متتعبش نفسك على الفاضي
أتفضل بعد أذنك روح
حاضر بس أنتي كنتي فاتحة الباب ورايحة فين
نازلة عند جارتي
طيب خدي بالك من نفسك
مريم قد أماءت رأسها دون أن ترد
انصرف إلى عمله ف المستشفى وذهنه مشغول ب معشوقته التي تركها وحيدة وأخيرا وجد حل ل يطمئن عليها طيلة فترة وجودها في بيت والدها أتصل على أم محمد التي كانت تأتي لتنظف له الشقة وطلب منها أن تجلس مع زوجته في شقة والدها كانت أم محمد قد زوجت ابنتها الوحيدة وابنها قد تزوج وسافر في بلد عربي وهي تجلس في شقتها بمفردها لم تمانع ووافقت على طلبه مقابل راتب شهري قد عرضه عليها وفي المساء ذهب ل مريم وهي معه وأخبرها أنها ستجلس معها وترعاها طيلة فترة وجودها هنا وانصرف تاركا إياها عائدا ل شقته بناءا على رغبتها ....
مرت الأيام وهو يأتي ل زيارتها كل يوم صباحا قبل أن يذهب لعمله وليلا بعد أن ينتهي منه وهي في كل المرات ترفض أن تقابله كانت أم محمد فقط هي من تقابله وتتحدث إليه وتطمئنه عليها وكان يترك معها كل يوم رساله تعطيها لها كان يكتب إليها عن شوقه وحبه لها عن طفلهما القادم عن كرهه لشقته لأنها
لم تعد فيها عن أنه لم يعد يستطيع أن يغمض عينيه حتى عن عمله كان يحكي لها ما يمر به في يومه كان يخبرها أنه يفتقد لوقوفهما معا ف المطبخ لاعداد الطعام وقال لها أنه منذ اليوم الذي تركته فيه لم يدخل المطبخ ليطبخ طعاما قط بل يشتري طعاما جاهزا حتى لا يشعر بالوحدة دونها واخبرها أيضا أنه لم يعد يرى اصدقاؤه الشباب وأنه يحبس نفسه بين
عمله وبين زيارته إليها وانه سيظل هكذا وسيحرم نفسه من كل شيء يحبه حتى تعود إليه كما أخبرها أنه يعلم أنها ستسامحه ف يوم ما حتى وإن طال سينتظره يعلم أن قلبها الذي أحبه لن يخذله ألبتة وسيغفر له ذنبه الأخير ....
كانت تقرأ خطابته وتبكي كثيرا هي أيضا تشتاق إليه لكنها مازلت مچروحة منه مټألمة لما فعله بها لمجرد خدعة من فتاة حمقاء لذا ظلت على جفائها معه ولم ترضى أن تخرج إليه حينما يأتي ليطمئن عليها وتظل حبيسة غرفتها حتى ينصرف وحينما كان يعصف الشوق بها تنظر إليه من ثقب الباب لتروي ظمأ قلبها وتكحل عيناها برؤيته ...
وفي إحدى الأيام شعرت بدوار شديد من أثر الحمل وقلة الأكل والضعف التي هي عليه ف سقطت مغشيا عليها أتصلت أم محمد ب أدهم وأخبرته ف أتي إليها في وقت قياسي كانت قد فاقت لكنها مازالت تشعر بالدوار ف حملها رغما عنها ووضعها على الفراش وقاس ضغطها فوجده منخفض بشدة وكانت تحتاج ل تعليق بعض المحاليل فقام بذلك وظل بجوارها حتى نامت وحينما تأكد من أستغراقها في النوم ظل يمعن النظر فيها لقد شعر ب حنين جارف إليها ففتحت عيناها
نظر داخلهما وكأنه يستجديها بنظرته ل تلين ثم قال برجاء
مش هتسامحيني بقا
نظرت له بقوة مصطنعة ثم أماءت رأسها بالرفض وترقرقت في عيناها دمعتين فأبت أن يسقطا فأدارت وجهها للناحية الآخرى فعلم أنها لم تسامحه حتى الآن ....
ثم طلبت منه أن ينصرف ويتركها وبالفعل حينما أطمأن عليها رحل وتركها حتى لا يؤذي نفسيتها خاصة أنه يعلم أنها تمر بمرحلة تقلب هرمونات بسبب الحمل ....
مر أكثر من شهر وهي مازلت على عنادها أما هو فلم يمل من المحاولة
وفي إحدى الأيام وجد اتصالا هاتفيا من صديقه حازم كان يظن أنه سيلح عليه في الحضور إلى بيته للخروج من تلك الحالة ف الكل يعلم أن مريم تريد الطلاق لكنهم لا يعلمون سبب هذا وبالطبع لم تخبرهم هي بشيء وايضا هو لم يتحدث في الأمر ...
حينما أجابه أدهم بعد عده اتصالات قال له حازم پغضب
أيه يا عم أدهم لازم أتصل بجنابك مية مرة يعني عشان ترد عليا
أدهم بضيق في أيه يا حازم
أنا وليلة مټخانقين وعايزك تيجي عشان مطلقهاش دلوقتي
بالله عليك يا حازم بلاش هزارك ده وبعدين انتا ومراتك أعبط من بعض ومش ناقص تفاهتكوا بجد
تفاهتنا يا تافه ماشي يا صاحبي طب على العموم قوم أحلق دقنك وألبس حاجة حلوة كده وتعالى عشان مريم هنا بتحاول تحل مشكلتنا التافهه يعني لو حابب تشوفها ويمكن ربنا يقدرنا نعمل حاجة أنا ومراتي التافهه يا أدهم بيه ونحل مشكلة العاقلين اللي زيكوا
أدهم بفرحة بجد بجد يا حازم مريم عندكوا
أه والله هنا أخلص بقا وتعالى قبل ما تمشي
حاضر ثواني هلبس واظبط نفسي وأجيلكوا أوعى تخليها تمشي يا زوما والله أنتو أعقل تافهين في الدنيا
حازم وقد عقد حاجبيه ف دهشة أعقل تافهين حلووة جديدة ديه يلا يا بيه أنجز
أغلق أدهم الخط وحلق ذقنه سريعا وتأنق في أختيار ملابسه وإن كان دوما أنيق ثم هبط الدرج مسرعا وركب سيارته متجها نحو منزل صديقه لرؤية زوجته ومحبوبته وما إن وصل حتى أستقبله صديقه بترحاب سأله عن مريم فأخبره إنها في غرفة النوم مع ليلة وما إن سمعت صوته حتى خرجت غاضبة وقالت وهي تنظر ل ليلة بغيظ
يعني أنتي جايباني على ملا وشي وتقوليلي يا تلحقيني يا متلحقنيش
وهنطلق ومعرفش أيه وأنتو متفقين معاه
لأ والله هو متفقش معانا أحنا اللي فكرنا نجمعكوا أهوه تتكلموا مع بعض شوية
مفيش حاجة بينا نتكلم فيها يا حازم موضوعنا منتهي
أدهم وقد نظر ل حازم بعد أذنك يا صاحبي ممكن تسيبونا لوحدنا شوية
حازم طبعا يا حبيبي البيت بيتكوا يلا يا لي لي
دخل حازم وليلة غرفتهما وظلت مريم أمام أدهم الذي قال بحنو ورقة شديدة
وحشتيني أووي يا مريومة معقوول موحشتكيش شهر بحاله مش كفاية عشان تسامحيني
مريم بحدة لأ موحشتنيش عشان لازم أتعود على غيابك ولأ مش كفاية عشان مش هسامحك طول ما أنا عايشة فرصك كلها خلصت وعلى فكرة بما أننا اتقابلنا المهلة خلصت وبكره هتيجي معايا عند المأذون وهتطلقني مجيتش هروح بعد بكره ل دكتور بيعمل عمليات إجهاض وهنزل الجنين وعلى فكرة أنا عرفت الدكتور ده وأتفقت معاه على كده يعني لو مجتش معايا عند المأذون هنفذ كلامي
كان أدهم يقف مصډوما مما سمعه من زوجته معقول يا مريم أنتي تعملي كده
مريم بإصرار أيوه يا أدهم ودلوقتي
متابعة القراءة