ايعفر العشق بقلم ناهد خالد

موقع أيام نيوز

 


أعادت قدمها كما كانت ونظرت بعيناها للطاوله الجانبيه فوجدت كوب ماء حاولت مد يدها لجلبه لكنها فشلت تنهدت بعمق قبل أن ترفع صوتها قليلا مناديه عليه 
_يامن.
التف فورا ما إن سمع لصوتها يناديه اقترب منها بخطوات أجبرها علي الهدوء وهو يقول 
_حمد لله على السلامة.
أومأت برأسها بهدوء وهي تقول بهمس 

_عاوزه أشرب.
اقترب سريعا من كوب الماء وجلبه متجها لها نظرت للكوب بيده ونظرت له وقالت 
_ ارفعلي السرير مش هعرف اشرب كده.
أومئ بهدوء ورفع السرير قليلا لأعلي اعتدل يقف أمامها مره أخري فقالت 
_ممكن تعدلي المخده عاوزه أرف رأسي شويه.
تنهد موافقا واقترب منها محتارا كيف يرفع لها الوساده دون لمسها نظرت له بأعين بريئه أو تتصنع البراءه وقالت بتأوه
_ ارفعني براحه عشان الچرح تاعبني.
وكأنها تخبره بما سيفعله بطريقه غير مباشره نظر لها بتوتر وهو يستوعب حديثها أيجب عليه رفعها بنفسه!!
_________ ناهد خالد ______
استمعت لرنين هاتفها مره أخري ووجدت رقم مجهول فاستأذنت من لينا ثانية وقالت 
_هرد علي الفون وراجعه.
هتفت الأخيره بمرح 
_ خلي عم رميو يخف شويه.
أشاحت لها بيدها أن تصمت واتجهت بعيدا ترد علي المكالمه..
فتحت زر المكالمه وقالت 
_ مين
لتستمع لمن يقول 
_ أنا صالح يا ملك..
_ صالح!
هتفت بها ملك باستغراب شديد فهو لم يحادثها من قبل بتاتا ومن أين جاء برقمها من الأساس!
استمعت لصوته الهادئ يقول 
_ ايوه يا ملك صالح ابن عم غيث ازيك
ردت بهدوء ومازال الاستغراب يطغي علي ملامحها 
_ الحمد لله أنت عامل ايه
تنهد بخفوت وقال 
_ أنا تمام آسف لو أزعجتك بس كنت عاوز أسألك عن حاجه مهمه..
_ لا أبدا مفيش ازعاج بس أنت جبت رقمي من غيث
رد بنفي
_لأ أصل روحت لغيث البيت من شويه ملقتوش وكنت عارف أن شقتك قصاده فضلت ارن الجرس محدش رد ولاقيت البواب طالع وبيقولي محدش منكوا هنا فسألته علي رقمك قالي أنه معاه عشان لو حصل حاجه يتصل عليك فخدته منه.
أومأت بتفهم وهي ترد 
_فهمت اتفضل يا صالح خير
استمعت لنبرة صوته التي تعبر عن ضيقه وهو يقول 
_ هت غيث فين ياملك مش عارف أوصله.
قطبت حاجبيها باستغراب وقالت 
_ يعني ايه مش عارف توصله هو لسه مكلمني.
زفر بضيق وقال 
_ مهو مبيردش عليا وأنا عاوز أفهم في ايه.
صالح أنا مش فاهمه حاجه من امتي وغيث مبيردش عليك أنتوا اټخانقتوا
_هو الي جه اټخانق معايا من غير حتي ما أفهم السبب ومشي..
أكمل ساخرا 
_ كل الي فهمته أنه شايفني حرامي ونصاب وابن ..
هزت رأسها بعدم فهم وقالت 
_طيب يا صالح ممكن تفهمني من الأول براحه.
تنهد وهو يسرد لها ما حدث منذ قدوم غيث لشقته وذهابه وأكمل حديثه 
_ برن عليه من وقتها لاقيته مبيردش في الأول وبعد كده عملي بلوك ومش موجود في الشقه.
ذمت شفتيها تقول بحيره قلوقه
_ مش عارفه يا صالح والله أنا كلمته من شويه صوته كان متضايق بس مقاليش حاجه طيب بص أنا هتصل عليه وأشوفه فين وأروحله وهحاول اتكلم معاه وأفهم بس بلاش تشوفه أنت دلوقت مادام مضايق كده.
تنهد بضيق قائلا 
_ ماشي يا ملك وابقي 
أومأت وهي تقول بأعين نصف مفتوحه 
_ايوه عاوزه أشرب بقي.
جلب الكوب سريعا ومد يده لها به فقالت بهمس 
_ حاسه جسمي مټخدر مش هعرف أمسك الكوبايه.
نظر لها يتبين صدق حديثها وكأنه يريد أن يتأكد أنها لا تستغل مرضها لتجبره علي الإقتراب منها رأي نظرتها البريئه فصدق أنها لا تدعي التعب واقترب منها يقرب الكوب من فمها ببطئ شربت الماء بأكمله من شدة ظمأها نظر لها وقال بتساؤل 
_أجيبلك تاني
نفت برأسها بهدوء وقالت 
_ ممكن طلب .
أومئ بهدوء وهو يتجه لوضع الكوب فوق الطاوله الموجوده بالغرفه..
_ ممكن تخلي الدكتور يكتبلي خروج.
رد بجمود وهو ينظر لها 
_ لأ.
قطبت حاجبيها بتزمر 
_ ليه
تنهد بهدوء وقال 
_ عشان لازم الدكتور يتابع الچرح ويطمن أن كل حاجه تمام هم يومين وهتخرجي إن شاء الله.
ذمت شفتيها وقالت پخوف حقيقي 
_ أنت عارف أني بخاف من المستشفى يا يامن ومش هعرف ابات فيها.
رد بتلقائيه يطمئنها بهدوء قائلا 
_ هبات معاك متقلقيش.
نظرت له بدهشه فلم تتوقع أن يبيت معها لقد توقعت أن يتركها بعد قليل ويذهب متحججا بالعمل انتبه لما قاله فزفر بضيق من نفسه لم ينطق به لسانه دون قصد منه حمحم بارتباك يقول 
_ يعني.. عشان الدكتور مأكد أنك لازم تفضلي النهارده هنا وكده.
ابتسمت بشجن وأدمعت عيناها وهي تنظر له في حين أشاح بصره بعيدا عنها ابتلعت ريقها بهدوء وأردفت 
_ ممكن تقرب
نظر لها باستغراب مضيقا عيناه بتساؤل فقالت 
_ اعدلي المخده مش مرتاحه.
اقترب بهدوء ومد يده ليساعده علي القيام ولكنها أمسكت بكف يده بشده وتساقطت دموعها وهي تنظر له باستعطاف تقول 
_ أرجوك أسمعني حرام نضيع عمرنا في الكره والزعل وممكن لما تسمعني تقدر تسامح ونعيش حياتنا زي ما بنتمني.
تنهد بقوه وهو يقول
_ عشان كده مش عاوز أسمعك عشان عارف أن قلبي مستني أي مبرر تافه وهيسامحك.
تسائلت بعتاب 
_ وأنت عاجبك حالنا ده والعڈاب الي احنا فيه!
نفي برأسه وهو يقول موضحا 
_ لأ مش عاجبني ومحدش متعذب قدي بس عقلي مش مستوعب يسامحك بعد خداعك ليا زمان وكرامتي مش متقبله أني أسامحك بعد ما مثلتي عليا الحب وأنت بتلعبي بيا فهمتي ايه الي مخليني مش عاوز اسمعك.
شددت علي كف يده وهي تقول 
_ عقلك الي شايفني كنت بخدعك يمكن يغير رأيه لما يسمعني وكرامتك الي شيفاني مثلت الحب يمكن برضو تغير رأيها بعد متسمعني.
تنهدت بعمق وهي تري صمته الذي يأذن لها بالحديث فأردفت بدموع 
_ لما الدكتور وجيه عرفني بحالتك وعرفني علي باباك اتفقنا أن مفيش طريقه هتنفع معاك غير أني معرفكش أني دكتوره نفسيه لأنك مش متقبل الموضوع فاتفقوا أني اتعرف عليك وكأنها صدفه وأتقرب منك واحده واحده لحد مانبقي صحاب وتتقبلني وتبدأ تحكيلي عن حياتك فوقتها ييجي دوري كدكتوره نفسيه أني أغير كل أفكارك وأساعدك تخرج من حالتك دي وبعد ماتبقي كويس وتعمل العمليه أصارحك بالحقيقه
لأنك ساعتها هتتقبل عشان هتكون عرفت أن حياتك دلوقتي أحسن وأن أفكارك كانت غلط وكنت هتدمر نفسك ده كان كل ترتيبنا بس للأسف بعد ما قربت منك وبقينا أصدقاء معرفش امتي الوضع اتغير وحبتني وأنا كنت حاسه بده من قبل ما تقولي بس عملت نفسي مش واخده بالي ولما صارحتني روحت وقولتلهم ومبقتش عارفه اعمل ايه بس كان فاضل خطوه واحده وهي العمليه وتكون كويسه فقالولي استمر لحد بعد العمليه بعد كده أصارحك بكل حاجه.. بس ملحقتش وأنت عرفت.. ووقتها أخدت اغبي قرر في حياتي وهو أني هربت بدل ما أواجهك أنا مقصدتش أعلقك بيا أو اخليك تحبني أنا اي حاجه عملتها كانت في سبيل أنك تبقي كويس مش أكتر مكنش قدامي طريقه تانيه ولا أنا ولا والدك الي كان بيتقطع بسبب حالتك دي ولا الدكتور وجيه نفسه كان عارف يتصرف معاك وأنت رافض تسمع أي حاجه.
نظر لها وتسائل بملامح واجمه 
_ وحبك ليا
نظرت له تهتف بصدق رغم ما تشعر به من ألم يشتد 
_أنا عمري ما قولتلك أني بحبك يا يامن أنا كنت بستقبل كلامك واسكت أنا مقولتش إني بحبك غير لما حبيتك فعلا قولتلهالك النهارده قبل ما أدخل العمليات قولتها وأنا حاسه بكل حرف فيها أنا مكنتش اقدر اقولهالك زمان وأنا بكدب لأن الحب أسمي من أني استخدمه عشان خطتي تكمل وتبقي مجرد كلمه رمتها في وسط جمله امشي بيها الحوار فهمت ليه وقتها مكنتش بقولها وكمان عشان اكون صريحه معاك أنا كنت فاهمه أن مجرد تعود ولما أبعد عنك هنساك وهتعود علي البعد عشان كده قرار الهروب كان سهل بس معداش كتير يمكن شهر وبدأت معاناتي ووقتها عرفت أنك مش مجرد تعود وأني حبيتك بس حسيت ان قرار الرجوع صعب يمكن مكنتش جاهزه له وقتها ويمكن كنت متلخبطه وفي وسط بلد جديده وحياه جديده ببدأها مكنتش عارفه أنا عاوزه ايه او أيه القرار الصح ولما جه وقت قررت فيه أني لأ عاوزه أرجعلك كان عدي سنه تقريبا ومبقتش عارفه هرجع بأنهي عين..
سحب المقعد القريب وجلس عليه ناظرا لها وكفه مازال أسير كفها وقال وعيناه تتعمق بها 
_ وليه رجعتي دلوقتي ايه الي فرق
ضغط علي أسنانها تكبح ألمها فهذه فرصتها الوحيده كي تبوح بكل ما في جعبتها ولن تضيعها تنهدت بخفه وقالت 
_ لما لقيتك هتضيع مني ومبقاش قدامي فرص تانيه يا الحقك يا أبعد عنك للأبد وهتكون مجرد صفحه في الماضي وأنا مش عاوزه كده ولا هقدر استحمل أعيش بقية حياتي اتحسر علي أني ضيعتك من ايدي.. وكمان
صمتت وأخفضت رأسها وهي تنظر لكفها المحتضن لكفه بخجل وكأنها تخشي هروبه وقالت بخفوت 
_ يعني غيرتي حركتني زياده وخلتني بعد ساعه واحده من مكالمة أحمد ليا أحجز تذكره رجوع متقبلتش أنك تخطب وبعد فتره أسمع إنك اتجوزت الموضوع كان صعب عليا اتقبله ومحسيتش بنفسي غير وأنا في مصر.
تنهد بعمق وقال بحيره 
_ المفروض أعمل ايه
أغمضت عيناها بتعب وهي تشعر بآلمها يشتد بشكل بشع ولكنها تحاول الصمود لا يجب أن تنهي هذا الحوار قبل أن تحصل علي مسامحته فتحت جفنيها وقالت بابتسامه مرهقه 
_ محدش مبيغلطش يا يامن بس الغلط الي بيبقي مقصود منه خير مينفعش يتقارن بالخداع أو التلاعب أنا غلط بس كان نيتي خير وقصدي أوصل بيك لبر الآمان ومتدفنش نفسك بالحيا لكن مخدعتكش ولا لعبت بيك واعتقد ده يغفرلي وحبي ليك ورجوعي أحارب عشانك برضو يغفرلي وهروبي زمان اعتبره ضعف مني أو غباء مش فارقه وأنا مش مستعجله.. علي مسامحتك.. عندي استعداد استني.. وأحارب اكتر.
ارتفع صدرها بتنفس قوي ولم تشعر بنفسها وهي تضغط علي كف يده
 

 

تم نسخ الرابط