قصه مشوقه
بسم الله ولا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
شخصيات رواية أنا لها شمس
عائلة غانم الجوهري
البطلة
إيثار غانم الجوهري تبلغ من العمر ثمانية وعشرون عاما ثيابها المكونة من بذل نسائية كلاسيكية مما أعطاها مظهرا جادا أكدته تلك النظارة الطبية التي ترتديها بجانب رسمها للجدية فوق ملامحها تمتلك عينين واسعتين ذات أهداب كثيفة مما جعل من عسليتيها ساحرة لمن ينظر بهما رغم إكفهرار ملامحها طيلة الوقتتخرجت من كلية التجارة قسم إدارة أعمال لتعمل مديرة مكتب لشركة عريقة في مجال الإستيراد والتصدير مطلقة ولديها طفل يدعى يوسف في السادسة من عمره
غانم محمد الجوهري رجل بسيط أمي فلاح مكافح يمتلك قطعة أرض صغيرة استطاع من خلالها تربية أولاده الأربع بشرف ونزاهة ضعيف الشخصية أمام ابناءه وزوجته لذا اختار الصمت للنأي بحاله من المناوشات والجدل الذي لا يجدي نفعا معهم
الأم
منيرة عبدالحليم إمرأة في بداية عقدها السادس بسيطة التفكير تعشق أبناءها الذكور وتفعل كل ما بوسعها لأجلهم وتضحي بالغالي والنفيس حتى بإبنتها الوحيدة في سبيل مستقبل أفضل لذكورها
الشقيق الأكبر لإيثار
عزيز غانمفي نهاية العقد الثالث من عمره متسلط جشع يحقد على شقيقته كونها استطاعت إكمال دراستها الجامعية بينما هو حصل على مؤهل متوسط
الإبن الثالث
وجدي البالغ من العمر الخامس والثلاثونحنون لكنه يتحرك باتجاه التيار وللمصلحة العامة يشبه أبيه كثيرا بطباعه متزوج من نوارة التي تصغر إيثار بثلاثة أعوام لديه ولدانخالد وأيهم
الإبن الثالث أيهم البالغ من العمر الرابع والعشرون
عائلة علام زين الدين
البطل
فؤاد علام زين الدين
وكيل للنائب العام ذو الستة والثلاثون عامايتمتع بملامح رجولية جذابةشخصية قيادية صارمة يمتلك كاريزما ولباقة وقدرة فائقة على إدارة الحديث بشكل لافت للاهتمام ممشوق القوام يتمتع رياضي جذاب بشرته حنطية وجهه مستطيل يمتلك عينين حادتين سوداويتين ورموش كثيفة ولحية نامية محددة يعتليها شارب خفيف زاد من وسامته مغرور بعض الشيء كاره للنساء نتيجة لتجربة مر بها هدمت كيانه وهزت ثقته بحاله حينها ولولا قوته وقوة
والده
سيادة المستشار علام زين الدينأحد أعضاء هيئة المحكمة الدستورية العليا رجل حكيم رصين يمتلك من القلب والعقل ما أوصلاه لذاك المنصب الراقي
والدته
دكتورة عصمت الدويري أستاذ القانون الجنائي بكلية الحقوق جامعة القاهرة إمرأة راقية عاقلة حكيمة تعشق نجلاها
شقيقته
فريالإبنة الثانية والثلاثون عامافقد إختار علام اسماء نجله وابنته تيمنا بأسماء ملوك مصر السابقين لكي يصبح شأنهم بأهمية اسمائهم
متزوجة منماجد المعيد بكلية الحقوق ذاتها التي تعمل بها والدة زوجته يسكن معهم بنفس القصر ولديه طفلان بيسان وفؤاد
طليق إيثار
عمرو أصغر أبناء نصر البنهاوي والمدلل لدى العائلةيبلغ من العمر الخامس والثلاثون متزوج منسميةذات الثمانية والعشرون عاما ولديهما طفلة وحيدة تدعىزينة ذات الأربع سنوات
الاب
نصر البنهاوي رجل ظالم ترشح ليصبح عضوا بمجلس الشعب ليتخذ من عضويته تلك ستارا لتجارته الغير مشروعة بتهريب الأثار
زوجته
إجلال ناصف إمرأة قوية لا تملك قلبا وتعشق عمرو لكونه الوحيد الذي ورث ملامح والدها الحاج ناصف التي تعتز بكونها ابنة ذاك الاسطورة من خلال وجهة نظرها
الشقيق الأكبر لعمرو
طلعت الذي تخطى عامه الاربعون زوجته ياسمين ولدية ثلاثة فتيات
الشقيق الاوسط
حسين وزوجته مروة ولديهما طفل وطفلة
عائلة أيمن الاباصيري مدير الشركة التي تعمل بها إيثار والذي تخطي عامه الستون بخمسة أعوام يمتلك قلبا حنون مما جعله يتخذ من إيثار كإبنة له نظرا لظروفها الخاصة
زوجته نيلي إمرأة جميلة مدللةلديه إبن يدعى أحمد طبيب جراح ويمتلك مشفى استثماري خاص به أسسها له والده زوجته سالي
لارا إبنة أيمن سنتعرف على قصتها لاحقا
دعونا نكتفي بهذا القدر لنتعرف على باقي الشخصيات من خلال الأحداث
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
بسم الله ولا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل الأول
أنا لها شمس بقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
لم نخلق عبثا لقد خلقنا الله لغاية وهدف ولحكمة لا يعلمها سواهكل خطواتنا بالحياة موثقة بأمر من رب العالمين حتى عثراتنا والألامما هي إلا بداية لطريقا جديدا كتب لنا لنمضي بداخله ونحن أكثر حكمة وأوسع أفقا
أنا لها شمس
روز أمين
داخل مدينة كفر الشيخ تحديدا بإحدى قراها المتمدنة بحكم قربها من المدينةتجلس تلك السيدة الخمسينية أمام أحد مواقد الغاز لتخبز خبزها بيداها وتلقيه فوق الساج الساخن ليتم عملية خبزه قبل أن يفيق زوجها وابنائها ليتناولوا طعام إفطارهم منه أقبلت عليها زوجة ولدها الأوسط وتدعى نوارةتبلغ من العمر الخامسة والعشرون لتتحدث بتثاؤب
صباح الخير يا ماما مخبطيش عليا ليه علشان أساعدك في الخبيز
تحدثت السيدة بأنفاس لاهثة نتيجة مجهودها المبذول
خفت ل وجدي يصحى وأقلق نومهده يا
حبة
عيني راجع من الجبل وش الفجر هو وعزيز
تنهدت نوارة لتتحدث بإستياء
والله يا ماما ما عارفة أخرت اللي بيعملوه ده إيهاللي إسمه عمرو وابوه دول مبيجيش من وراهم خيرواللي بيعملوه ده غلط ولو اتقفشوا هيروحوا في سين وجيم
إلتفت سريعا نحوها لترمقها بازدراء ونظرات ڼارية لتهتف بحدة ناهرة إياها
تفي من بقك يا غراب البين إنتجاية من صباحية ربنا تفقرى على ولادي زي البومة
اهتزت بوقفتها لتتحدث بارتباك ظهر بصوتها
والله مااقصد يا ماماأنا بتكلم من خۏفي عليهم
حولت المرأة سريعا وجهها للموقد لتهتف غاضبة بعد أن اشتمت رائحة قوية لحريق الخبز
وادي الرغيف إتحرق من كلامك اللي زي السم
لتستطرد حانقة
إخفي من خلقتي وانجري على المطبخ حضري الفطار قبل الرجالة ماتصحى ومتنسيش تصحي المعدولة التانية
حاضر نطقتها بتوتر قبل أن تنسحب هاربة من بطش تلك التي تتحول لغول عندما يخص الأمر بأولادها أو بالأدق أنجالها الذكور التي تعشقهم وتضحي لاجلهم بالغالي والنفيس فهم أغلى ما لديها وحسب ما تربت أن الذكر لابد أن يحظى بكل الرعاية وجميع الحقوق تلك هي أفكارها السوداء وقناعاتها الخاطئة
بعد مدة كانت تلقي بأخر قطعة من العجين داخل الموقد لتتفاجيء بنجلها البكري وأول من رأت عيناها المسمى ب عزيزوالبالغ من العمر التاسعة والثلاثون ليقترب عليها وهو يتحدث بنبرة جادة
صباح الخير يا أم عزيز
صبحك بكل خير يا عزيز نطقتها منيرة بابتسامة سعيدة لتستكمل حديثها بلهفة واشتهاء
هاطمني عملتوا إيه إمبارح
لسة شوية يا أما دعواتك بالتساهيل نطقها بهدوء ليسترسل بنبرة جادة
المهم طمنيني عملتي إيه في الموضوع إياه عمرو مش مبطل زن
أغلقت زرائر الموقد لتقف تلملم ما حولها من فوضى وهي تحدثه بطمأنة
حاضر يا عزيز النهاردة هكلمها وربنا يسهل ودماغها تلين
لازم تلين يا أما وإلا ورحمة الغاليين أكسرلها دماغها الناشفة ولا هيهمني زعل أبويا ولا كلمته زفر ليستطرد
ما أنت عارفة اللي إسمه عمرو وجنانه ده مش بعيد لو المصلحة طلعت قبل ما موضوعه يتم يتحجج وميديناش حقنا ولو عطانا أكيد مش هيدينا النسبة اللي إتفقنا عليها
الواد شاري يا أما يا ريت تعقليها بدل ما أفقد أنا عقلي وأروح أجيبها لك من شعرها
ربنا يسهل يا ابني نطقتها بعدما حملت بعضا من الخبز داخل سلة وتركت المتبقي مفرودا ليهدأ لتتحرك نحو بهو المنزل لتضع السلة أرضا بجانب منضدة الطعام الأرضية وتتحدث لزوجها الجالس أرضا بجانب تلك المنضدة
صباح الخير يا أبو عزيز
ردد بهدوء دون ان ينظر لها
صباح النور يامنيرة
هتفت تصيح لزوجتي نجليها نسرين زوجة عزيزالبالغة من العمر الثانية والثلاثون عاما وأيضا نوارة زوجةوجدي
هاتوا الاكل وحطوه على الطبلية على ما أصحى أيهم علشان يلحق شغله هو كمان
تحركت وجلس عزيز بجانب والده الذي تحدث باستنكار
مش هتبطل جري إنت وأخوك ورا إبن نصر البنهاوي يا عزيز
استاء عزيز واكفهرت ملامحه ليستكمل الأب بتوجس
بطل الطمع اللي فيك ده وارضى باللي ربنا رزقك بيه
البحر يحب الزيادة يا حاج نطقها باقتضاب ليجيبه الاخر
ده لما تكون زيادة حلالمش سړقة أثار البلد
قالها بارتياب ليجيبه الاخر بلامبالاة واطمئنان ظهر فوق ملامحه الساكنة
دي مش سړقة دي لقية يا حاج يعني حلال مية في المية وبعدين أنا هخرج مبلغ لله من نصيبي اللي هيطلع لي
رمقه بازدراء
ليتحدث بيقين
الله طيب لا يقبل إلا طيب يا متعلم يا بتاع المدارس
تملل بجلسته لتتحدث منيرة التي انتوت مساندة نجلها والدفاع عنه كما دائما تفعل
مالك بس يا حاجمتروق كدة يا اخويا وادعي لهم بالتساهيل خير ورزق ربنا بعته لهم علشان يوسعوا على عيالهم وعلينا
لتستطرد باستنكار
نقوم إحنا نقول له لاء ونقفل بابنا في وشه!
إنتوا الكلام معاكم زي قلتهۏجع قلب على الفاضي نطقها بقلة حيلة وضعف كعادته ليقطع حديثهم وجدي الإبن الثاني البالغ من العمر الخامسة والثلاثون قائلا
صباح الخير
رد الجميع الصباح وتلاه الدخول الإبن الثالث أيهم البالغ من العمر الرابعة والعشرون حيث تحدث بصياح كعادته
فين الفطار إتأخرت على شغلي
وجه الأب اليه حديثه الهاديء
استهدى بالله يا ابني واصبر لما يجيبوا الأكل من المطبخ
جلس الأبناء الثلاث والتف الأحفاد حول الطاولةأولاد عزيز الثلاثغانم البالغ من العمر الثانية عشر و جودي ثمانية أعوام والإبنة الصغرى سما ذات الخمس سنوات وأبناء وجديالذكرينخالد وأيهم بدأ الجميع بتناول الطعام قبل أن ينصرف كل إلى وجهته
بالجهة الاخرى بنفس القرية
يجلس رجلا ذو هيبة على رأس طاولة كبيرة مرصوص فوقها الكثير من الأصناف التي تدل على ثراء ساكني هذا المنزل تجاوره زوجته قاسېة الملامح والتي يبدوا عليها القوة من إكفهرار وجهها وصلابة يقابلها بالجلوس نجلها الاكبر طلعت ويجاوره الشقيق الأوسطحسين حضرت زوجتيهما ياسمين ومروة بعدما اتموا جلب جميع الطعام من المطبخ بجانب الخادمة وجلستا استعدادا لتناول وجبة الفطار بعد قليل دخلت من باب الحجرة سمية زوجة عمرو الإبن الأصغر ممسكة بيدها إبنتها الوحيدة زينة صاحبة الأربع سنوات والتي لم تنجب بعدها وهذا ما جعلها تتردد على الاطباء كثيرا كي تتعجل بالحمل بطفل أخر اقتربت وهي تقول بابتسامة زائفة
صباح الخير
رد
الجميع
الصباح عدا ذاك النصر الذي هتف بملامح مقتضبة
البيه جوزك منزلش علشان يفطر ليه
تحمحمت لتجيبه بصوت مرتبك لقوة ذاك الرجل وتجبره
عمرو لسة نايم يا عمي وجيت أصحيه رفض أصله جه متأخر إمبارح كان سهران مع الرجالة في مزرعة المواشي
بعينين كالصقر هتف بما جعلها تنكمش على حالها
اللي يسمعك بتقولي كدة يقول سهران بيشتغل مش بيحشش هو وشوية الصيع اللي ملموم عليهم
نظرة مشټعلة شملته بها تلك المتجبرة المدعوة ب إجلاللتزمجر باستياء وهي تنظر لزوجات أبناءها في مغزى
مش وقت الكلام ده يا حاج نصر وبرغم جبروته مع الجميع إلا أنها الوحيدة التي لا يستطيع مجابهتها ولا مراجعة قراراتها ويرجع ذلك لقوة عائلتها التي منحته جميع الصلاحيات ليصبح على ما
هو عليه الأنفقد
تزوجها وهو موظف إداري بسيط في وزارة الزراعة فسحبه والدها معه إلى التنقيب في الجبال والبحث عن الاثار الفرعونية لبيعها حال العثور عليها للتجار المختصين ليقوموا بتهريبها بطريقة غير شرعية خارج البلاد مما يضر باقتصاد البلد واثارها التي لا تقدر بثمن اتقننصر العمل ونال شهرة كبيرة بعدما تمرس بالموضوع واصبح ذو شهرة عالية بين لصوص الاثارثم ساعده عمها في الدخول إلى عالم السياسة عن طريق ترشحه لمجلس الشعب ليصبح سيادة النائب وينال من السلطة والنفوذ ما يكفي ليحمي به تجارته القڈرة وتجارة عائلة زوجتهلذا فهو لا يجرؤ على إغضابها كي لا ينال عقاپ أسياده وأصحاب الفضل عليهوتلك هي نقطة الضعف التي استغلتهاإجلاللصالحها طيلة سنوات زواجها به وللأن
وإنت نطقتها بحدة موجهة حديثها إلى سمية لتسترسل أمرة
إطلعي صحي جوزك وقولي له ينزل حالا
بس يا مرات عمي توقفت لتبلع باقي حديثها عندما زمجرت الأخرى هاتفة بعينين تقطر شړا
أنا قولت لك قبل كدة ألف مرة إني مبحبش أعيد كلامي الكلمة اللي اقولها تتنفذ من سكات
أطرقت برأسها بړعب لتترك إبنتها لزوجة عمها الكبرىمنىوتنسحب سريعا عائدة للأعلى لتدخل مسكنها وتتجه صوب غرفة النوم حتى اقتربت من ذاك الممدد بطريقة عشوائية فوق التخت لتهتف بنبرة غاضبة وهي تلكزه بكتفه بطريقة حادة
قوم يا عمرو بيه كلم أبوك تحت مخدتش من وراك غير التهزيق على الصبح
اتتفض من نومه بفزع لينظر إليها بعينين جاحظتين مستفسرا
فيه إيه يا سمية في ليلتك اللي مش فايتة!
أبوك مستنيك تحت على الفطار رمقها بازدراء قبل أن ينزل ليتمدد من جديد ويسحب الغطاء عليه قائلا بلامبالاة
قوليله كان سهران في المزرعة ونايم
جذبت من فوقه الغطاء بحدة لتردف باستنكار
قولت له يا بيه واتمسخر عليا وعليك قدام إخواتك ونسوانهم العقارب
والست أمك بهدلتني ليه وليه اللي بقولها ده نايم وتعبان قالت لي تطلعي تصحيه وتخليه ينزل حالا
هتف رامقا إياها بنظرة غاضبة
إحترمي نفسك وإنت بتتكلمي عن الست إجلالبنت الحاج ناصف سيد البلد كلها
واستطرد مهددا بابتسامة ساخرة
ولا تحبي اقولها عن الطريقة اللي إتكلمتي بيها عنها واسلمك ليها تسليم أهالي
ابتلعت ريقها ونظرت إليه قائلة بصوت مضطرب لتجنب بطش تلك الحية ولتيقنها من تفاهة زوجها
وتهون عليك سمية يا عمورتي ده أنا حب العمر ولا نسيت
أيوة كدة إظبطي نطقها بابتسامة نصر ليسترسل
جهزي لي الغيار اللي هنزل به على ما أدخل الحمام ارش وشي بشوية ماية عشان أفوق
عملت إيه في الموضوع اللي اتكلمنا فيه من إسبوع
رفع رأسه ليتطلع عليه قائلا بعينين ملتمعتان بزهو الامل
بدأت اتصرف يا حاجوقريب قوي هتسمع الاخبار الحلوة
أما اشوف هتفلح المرة دي ولا هترجع لي إيدك فاضية زي كل مرة قالها باستهجان ليهتف الاخر بعدما شع الامل بعينيه اكثر
المرة دي غير كل مرة يا حاج أنا اتبعت مقولة الزن على الودان أمر من السحر
قطبت جبينها لتهمس بجانب أذن زوجها تجنبا لسماع والداه
موضوع إيه اللي عمي طالبه منك يا عمرو
ابتسم ساخرا على فضول تلك المتحشرة ليجيبها بتسلي
مهو قدامك اهوماتسأليه
خد يا حبيبي المربى اللي بتحبها خليت فتحي الغفير ينزل المركز مخصوص وقلب لي الدنيا على الفراولة لحد ما لقاها
تناول منها الصحن ينظر له بشهية مفتوحة ليتحدث بابتسامة واسعة وهو يلقبها بلقبها المحبب لديها والذي يشعرها بقيمة حالها والغرور
تسلم إيدك يا ستهم
ابتسامة ساخرة خرجت من جانب ثغر طلعت الإبن الاكبر ليهتف متهكما
شوفت يا سيدي غلاوتك عند الست إجلال بجلالة قدرهامهنش عليها إنك سألت على المربي إمبارح ومكنتش موجوده بعتت الغفير اتشقلب في المركز وطلع بالفراولة مع إنه مش أوانها وكل ده علشان خاطر عيون مدلل عيلة البنهاوي
واستطرد بنبرة عاتبة
مع إني قايل لها إن نفسي في الكوارع ليا شهر ولا عبرتني
تحدثت بابتسامة باردة لامرأة لا تمتلك قلب
نسيت يا سي طلعتإيههتعلق لي المشانق!
العفو يا ستهم ماعاش ولا كان اللي يقدر يحاسب ست البلد والمركز كله رفعت قامتها بخيلاء ليتحدث نصر قائلا
عاوزك تتابعي مع عمرو في الموضوع إياه يا إجلال
بابتسامة شامتة حولت بصرها لتلك الجالسة بجوار زوجها لتتحدث بذات مغزى
متقلقش يا سيادة النايب مسافة شهر بالكتير وكل اللي أمرت بيه هيتنفذ
لتسترسل بغرور
ما أنت عارف لما ستهم بتحط حاجة في
دماغها
طول عمرك
سدادة وبميت راجل يا بنت الحاج ناصف
ابتلعت ما في جوفها من طعام بصعوبة بالغة لاستشعارها أن هذا الحديث يخص غريمتها الحقېرة لتبتسم مروة زوجة الإبن الأصغر وهي تنظر عليها پشماتة مما جعل داخل الاخرى يشتعل لترمقها بازدراء انتهى الفطور وانسحبت النساء إلى المطبخ ليصنعن مشروب الشاي لوالداي ازواجهن وللجميع لتبدأ العاملات بجمع بقايا الطعام من فوق الطاولة وتنظيف المنزل
مقولتليش يا ست مروة كنتي بتضحكي على إيه وإحنا على الفطار سؤالا حادا وجهته لها لتقول الاخرى بذات مغزى مما زاد من اشتعالها
على نفس السبب اللي خلى اللقمة وقفت في زورك وكنتي هتفطسي
بلاش تتلائمي عليا يا مروة إنت مش قد اذيتيأنا قرصتي والقپر نطقت جملتها بنبرة ټهديدية لتبتسم الاخرى مجيبة بتهكم
مش هينفع تقرصيني يا سلفتي لايجوز شرعا قالت جملتها الاخيرة وهي تحرك عنقها لتهتز رأسها بطريقة ساخرة مع إطلاقها لضحكة استهزائية ليشتعل وجه الأخرى مما جعلها تهجم عليها بدون عقل وكادت أن تجذبها من تلابيبها لتكيل لها قبل أن تقف ياسمين زوجة طلعت حائلا بينهما لتقول پعنف
ماتتلمي ياختي منك ليها إنتوا إتجننتوا بعض وحماكم ورجالتكم
قاعدين برة!
هتفت سمية وهي تحاول الفكاك من بين قبضتي ياسمين
سبيني عليها المرة السو دي وأنا أعرفها مقامها صح
أفلتت ياسمين يداها لتهتف مشيرة إلى مروة
شكلك ناوية على طلاقك النهاردة يا سلفتي وأدي مروة قدامك إعملي فيها ما بدالك علشان ستهم تيجي على حسك العالي وتطين عيشتك وبدل ما أنت خاېفة وقاعدة منتظرة البلا ليحصل تبقى سهلتي عليهم المهمة والبلا فعلا هيحصل بس وإنت قاعدة زي البيت الوقف في بيت أبوك
لتبتسم ساخرة مستطردة بذات مغزى
ما أنت عارفة قانون نصر البنهاوي اللي تتجوز عيل من عيالة يحرم عليها صنف الرجالة من بعده وكأن اللي بيدخل عليها واحد منهم بتتوشم بوشمه اللي لا تقدر تمحيه حتى الڼار
ابتلعت ريقها بازدراء وتراجعت للخلف لتذهب الاخرى إلى الموقد وتبدأ بسكب المشروب داخل الكؤوس مسترسلة
أيوة كدة إعقلى
لتتحرك بالصنية وتناولها إياها بحدة قائلة
خدي يا حبيبتي الشاي طلعيه برة
كان صدرها يعلو ويهبط بفضل شعورها العظيم بالڠضب حولت بصرها لترمق تلك المروة المبتسمة پشماتة قبل أن تتناول الصينية الممدودة متحركة للخارج پغضباتجهتياسمين بنظرها إلىمروة لتقول بنبرة حانقة
وإنت يا مروةمش هتبطلي كيد النسا اللي فيك ده
بررت الأخرى موقفها قائلة بتنصل
وأنا كنت جيت جنبها ياياسمين ما اللي حصل كله كان على يدكدي واحدة مچنونة وعلى راسها بطحة
زفرت الأخرى لتهتف بحدة
بلاش تستفزيها أحسن لك وإديكي قولتيها بنفسك واحدة مچنونة والجنان بيزيد عليها لما الموضوع يخص عمرووحكايته القديمةفياريت تخليك إنت الأعقل وبلاش تجري شكلها
اكتفت مروة بنفس الابتسامة الساخرة لتنسحب إلى حوض المطبخ لتتابع جلي الصحون تحت ڠضب الاخرى من كلتا الغبيتان اللتان تعيشا معها بنفس المنزل
بالقاهرة الكبرى
إدخل
فتح الباب لتظهر منه سيدة أنيقة ترتدي بذلة نسائية تدل على وقار تلك المرأة بعامها التاسع والخمسون ذات الشعر البني القصير المظهر التي وما أن رأها حتى ظهرت إبتسامة سعيدة على محياه لتتحدث هي بنبرة حنون
صباح الخير يا سيادة المستشار
ده إيه الشياكة دي كلها
أنا إبن دكتورة عصمت الدويري أستاذ القانون الجنائي فطبيعي أكون شيك ومميز زيها نطقها باعتزاز لتضحك بسعادة قائلة
طول عمرك شاطر في الكلام وبتعرف تغلب بيه اللي قدامك
نظر لها ليقول بثقة
بس ده مش كلام يا ماما أنا حقيقي طول عمري فخور بيك وواخدك مثال وقدوة للست الناجحة من وجهة نظري
واستطرد بإطراء
ست بيت وزوجة وأم عظيمة وفي نفس الوقت أستاذة جامعية شاطرة قدرت توصل لإنها تكون من أكبر الاساتذة في مادة القانون الجنائي على مستوى جامعات الحقوق في مصر كلها
تنهدت بهدوء لتتحدث بتمنى
فاضل لي أمنية واحدة وأكون حققت كل أحلامي يا فؤاد وإنت الوحيد اللي قادر تحققها لي
ومع ذلك مستخسرها فيا زي ما تكون صعبان عليك راحة قلبي قالت كلماتها الأخيرة بكثيرا من التأثر والألم لينسحب من أمامها متجها صوب تلك المنضدة الجانبية جاذبا من فوقها حقيبة جلدية باللون الأسود تحتوي على أوراق هامة خاصة بعمله كنائب في النيابة العامة ليتحدث متهكما
إبتدينا الوصلة الصباحية اللي مبتخلصش كنت عارف إن زيارتك لأوضتي مش مجرد زيارة عادية واللي توقعته حصل يا دكتورة
قالت بنبرة متأثرة
بتلومني علشان خاېفة على مصلحتك يا فؤاد
واستطردت بنظرات جالدة لذاته
إمتى بقيت أناني كدة هو أنا مبصعبش عليك!
طب بلاش أنا بباك اللي عاش عمرة كله يبني في إسمه وتاريخه ويجمع في ثروته وجيت إنت علشان تكمل مسيرته مش شايف إن من أبسط حقوقه يكون له إمتداد لإسمه!
هتف بحنق بعدما تحولت ملامحه لشرسة
سبق وإتكلمنا في الموضوع ده وقولت لحضرتك إن موضوع الجواز
والخلفة شيلتهم من حساباتي نهائي كفاية عليا اللي شفته من تجربتي المرة اللي عيشتها
تعمق بمقلتيها ليستطرد لائما بملامح مكفهرة
ليه عوزاني أعيش نفس الأڈى تاني!
مش كل الستات زي كادت أن تكمل لولا تحركه السريع نحو الباب وهو يتحدث متمللا
نفس الإسطوانة المشروخة بتاعت كل
يومياريت
توفري على نفسك وعليا الكلام وتسيبيني أتحرك علشان أشوف شغلي وحضرتك كمان لازم تتحركي علشان تلحقي طلابك بدل ما تتأخري عليهم يا دكتورة
إهرب زي كل مرة هي عادتك ولا هتشتريها نطقت بها بحدة ليتابع هو مروره بالممر المؤدي للدرج دون تعليق بعد قليل ولج إلى غرفة الطعام وجد والده سيادة المستشار علام زين الدينأحد أعضاء هيئة المحكمة الدستورية العليامترأسا الطاولة تجاوره نجلتهفريالإبنة الثانية والثلاثون عامافقد إختار علام اسماء نجله وابنته تيمنا بأسماء ملوك مصر السابقين لكي يصبح شأنهم بأهمية اسمائهم يجاور فريال زوجهاماجد المعيد بكلية الحقوق ذاتها التي تعمل بها والدة زوجته ولقد تعرف عليها من خلال زياراتها المتكررة لوالدتها بعملها وأعجب بها وطلبها للزواج وكان شرط علام الوحيد للموافقة على تلك الزيجة هو مكوث ماجد معهما بالمنزل ويرجع هذا لحب وتعلق علام بنجليه يليهما بالجلوس إبنتهما بيسان ذات الاعوام الست ولديها أيضا طفل رضيع أطلقت عليه اسم فؤاد لتدخل السرور على قلب والديها اللذان حرما من حفيد لنجليهما الوحيد ليسرا به نظريهما
تحدث وهو يقترب من مقعده المجاور لوالده
صباح الخير يا باشا
أجاب بوجه مقتضب كعادته يرجع لجديته في الحياة
صباح الخير يا سيادة المستشار
ألقي تحية الصباح على شقيقته وزوجها ليسأله علام بعدما رأي دخول عصمت وملامحها التي توحي بمدى ڠضبها
مالكم على الصبح أصواتكم عالية ليه
مفيش حاجة سيادتك دي دكتورة عصمت كانت بتصبح عليا كعادتها جملة ساخرة نطقها وهو يغرس شوكته بأحد
صحون الجبن لينقل منها بداخل صحنه
تنهدت عصت وجلست بجواره لتبدأ بتناول طعام فطورها باقتضاب تحدثت فريال إلى شقيقها
إنت مبقاش نافع معاك أي كلام يا فؤاد لحد إمتى هتفضل تاعب قلوبنا معاك بالشكل ده
أكلي جوزك واهتمي بيه يا حبيبتي وياريت تصبي كل تركيزك عليه الرجالة بتزهق من عدم الإهتمام وبتطلع تدور عليه برة لو نقص جوة نطق بها متعمدا تغيير الموضوع لتهتف فريال بتذمر تشتكي لوالدها
شايف يا بابا كلامه
كبري عقلك يا فريال اخوك بيهزر معاك هكذا أجابها والدها بتعقل لتتحدث بعناد
لو فاكر إن كلامك ده هيخليني أبطل أخاف على مصلحتك تبقى غلطان وهفضل وراك لحد ما دماغك تلين وتتجوز يا فؤاد
ابتسم ليتحدث بملاطفة
قول لمراتك تخليها في حالها وبلاش تحشر مناخيرها في حياة غيرها يا دكتور
تحدث ماجد مبتسما بلباقة
خرجني انا من بينكم يا سيادة المستشار إنتوا عيلة واحدة والداخل بينكم خارج
تحدث علام بصدق
إنت كمان من العيلة يا ابني من يوم ما اتجوزت فريال وأنا بعتبرك إبن تالت ليا
متشكر يا باشا ده شرف كبير ليا سعادتك جملة نطق بها ماجد لتستكمل على حديث زوجها عصمتقائلة بتهكم على نجلها
سيادة المستشار عنده حق يا ماجدعلى الأقل إنت مريحنا مش واجع قلوبنا زي ناس
ابتسم بجانب فمه ليرتشف أخر رشفة من فنجان الشاى وتحدث وهو يهم بالوقوف
أنا شايف إن انا انسحب علشان حرب الكلام بتاعة كل يوم شكلها هتبتدي وأنا بصراحة عندي قضية مهمة ومحتاجة ذهن صافي
تحدث علام برزانة
أقعد كمل فطارك يا فؤاد
أمسك بمحرمة ورقية وقام بتجفيف فمه ثم أجاب والده بوقار
أكلت الحمدلله يا باشالازم أتحرك حالا علشان عندي تحقيق في قضية مهمة ولازم أجهز لها
وقبل أن يتحرك تمسكت بكفه لتتحدث بحنان
من إمتى وإنت بتروح شغلك قبل ما تشرب قهوتك
لتستطرد بعينين مترجيتين بعدما شعرت بأنه ينسحب بفضل ضغطهم عليه
أقعد كمل فطارك على ما سعاد تعمل لك القهوة
ربت فوق كفها وتحدث بابتسامة هادئة
صدقيني يا حبيبتي معنديش وقت للقهوة هبقى أشربها في المكتب
نطقها وتحرك للخارج تحت شعور عصمت بالذنب لتتحدث نادمة
شكله زعل من كلامنا
تحدث ماجد باستحياء
بصراحة يا دكتورة حضرتك وفريال تقريبا بتكلموه يوميا في موضوع الجواز وأكيد حاجة زي دي بدأت تضايقه وټخنقه
لف وجهه لزوجته واستطرد لائما
وأنا أكتر من مرة لفت نظر فريال بإنها حتى لو هتفاتحه فميكنش قدامنا
زفرت فريال بضيق لشعورها بالندم وأيضا والدتها التي نكست رأسها ليتحدث علام بنبرة هادئة
يا جماعة فؤاد عقله مش
صغير علشان يزعل من كلامكم هو أكيد عنده شغل مهم
واستطرد عاتبا
بس ده ميمنعش إن ماجد عنده حق في كلامه
تنهدت عصت لتهم بالوقوف وتحدثت
أنا رايحة الكلية عندي محاضرة الساعة عشرة
أنا جاي مع حضرتك نطق بها ماجد ثم تحركا معا وبعدها ذهب علام لعمله وظلت فريال بمفردها بصحبة طفليها والعاملين حيث أنها لم تعمل بشهادة بكالوريوس العلوم الحاصلة عليه وفضلت المكوث بالمنزل لرعاية صغيريها والاهتمام بنفسها وزوجها وكل ما يخص عائلتها الكبيرة
بمحافظة القاهرة الكبرى
في تمام الساعة الرابعة مساءا
بأعلى واجهة مبنى زجاجيا ضخم ناطحة سحاب مثلما يطلقون عليه توجد لافتة كبيرة كتب عليها إسم شركة الأباصيري للأستيراد والتصدير باللون الذهبي ليدل على فخامة وعظمة الإسم وصاحبهنتجه داخل المبني وتحديدا داخل مكتب مدير الشركة أيمن عزمي الأباصيري البالغ من العمر الخامسة والخمسون من عمرهيبدو على هيئته الهيبةيرتدي حلة ذات ماركة عالمية تدل على ثراءه الفاحش تقف بجوار مقعد مكتبه شابة بعمر السابعة والعشرونترتدي بدلة سوداء عملية
أشبه بلباس الرجال
لتتناسب مع شخصيتها الجادة بنظارتها الحافظة لنظرها ليكتمل وقارها وشخصيتها الحادة التي اتخذتها نهجا لها منذ أن قررت الإستقلال بذاتهايعتلي رأسها حجابا أنيقا وبسيط
تنظر بترقب من خلف نظارتها الطبية علي قلم مديرها الذي يتحرك بخفة فوق الأوراق المطلوب توقيعها وتقلبها له واحدة تلو الأخرىتحدث الرجل بتملل بعدما أصابه الضجر من كثرة عدد الأوراق
وبعدين يا إيثارأنا زهقت هو الورق ده ناوي مش يخلص النهاردة ولا إيه
أجابته بنبرة جادة كعادتها منذ أن عملت معه قبل الثلاثة سنوات
مش فاضل غير ورقتين بس يا أفندم
بالفعل وضع إمضاءه على تلك الورقتين ليقوم بارجاع ظهره الى الخلف مغمضا عيناه كي يحصل علي قسط بسيط من الراحة قبل مغادرته للشركةأغلقت هي ملف الأوراق وأحتفظت به بيدها وبكل حرفية أمسكت باليد الأخرى الهاتف الموضوع فوق المكتب وتحدثت قائلة بنبرة صارمة
كريمتعالى حالا علي مكتب ايمن باشا علشان تاخد الشنطة
أغلقت ثم نظرت إلي أيمن لتتحدث بوقار واحترام
أي أوامر تانية يا أفندم
أجابها بوجه بدا عليه الإرهاق
متشكر يا إيثارتقدري تروحي لمكتبك علشان تجهزي نفسك وتروحي
أومأت له لتتحدث برصانة وهي تتأهب للإنسحاب خارج حجرة المكتب
بعد إذن حضرتك
استدارت وتحركت صوب الباب ليوقفها صوتها الهاديء
أخبار يوسف إيه يا إيثار
إستدارت لتجيبه بابتسامة خاڤتة
بخير يا أفندم الحمدلله
سألها باهتمام
اللي اسمه عمرو ده لسة بيضايقك
تنفست بهدوء لتجيبه بملامح وجه مبهمة
أخر مرة شوفته فيها كان من إسبوعينلقيته مستنيني تحت العمارة وأنا راجعة من الشغل هددته لو ما ممشيش هتصل بالبوليس ومن وقتها مشفتوش تاني
لتكمل بنبرة بائسة
للأسف مش مبطل إسلوب الضغط عليا بكل الطرق المشروعة والغير مشروعة
اجابها وهو يحمل أشياءه الخاصة
منصب أبوه مقوي قلبهلو اتعرض لك تاني واټجنن وجالك إتصلي بيا وانا هعرف اتصرف معاهالاشكال اللي زي دي محتاجة تتعامل بشدة علشان تحترم نفسها
تنهدت بأسى وهي تومي برأسها بموافقة ثم تحركت للخارج ولملمت أشيائها وقامت بوضعها داخل حقيبة يدهاصدح صوت جوالها لترفعه لمستوى عينيها وما ان رأت نقش اسم المتصلة حتى زفرت بقوة واكفهرت ملامح وجهها بامتعاضتجاهلت الرنين لتخفيه بداخل حقيبتهاتحرك إليها كريم ذاك الشاب العشريني الذي تعين سائقا لصاحب الشركة منذ ما يقارب من العام وقد حظي بثقة إيثار به وهذا ما جعل الجميع يتعجب حتى إيثار بذاتها استغربت لكونها رسمت الجمود فوق ملامحها وارتدت شخصية جدية لتضع حدودا بينها وبين الجميع لم يستطع أحدهم تخطيهالكنها سمحت لذاك الكريم بكسرها ربما لظروفه التي تشبهها حيث تخلى عنه جميع اهله ليشق طريقه ويفحر بالصخر كي يستطيع العيش بكرامةمثلما فعلت تماماتحرك صوبها ليتحدث بابتسامته البشوشة كعادته
أزيك يا استاذة إيثار
بهدوء أجابت
الحمدلله يا كريم أخبارك وأخبار خطيبتك إيه لسة محددتوش ميعاد الفرح
تحدث بنبرة حماسية
قريب إن شاءالله فاضل لنا الغسالة والبوتجاز وكدة الشقة ميبقاش ناقصها حاجة
بابتسامة خاڤتة تحدثت
لو ده اللي معطلك تقدر تحدد ميعاد الفرح مع حماك ولو على الغسالة والبوتجاز إعتبرهم جم خد أماني بكرة وانزل أشتريهم وخلي صاحب المحل يبعت الفاتورة على مكتبي
بس ده كتير قوي يا استاذةمش كفاية ساعدتيني في أوضة السفرة نطقها باستحياء وخجل لتتحدث في محاولة منها للتخفيف عنه
إبقى ردها لي في جوازة يوسف يا سيدي
ربنا يفرحك بيه نطقها لتهتف بنبرة
جادة
بسرعة روح للباشا زمانه جهز
حمل كريم الحقيبة الجلدية الخاصة برئيسه وتحركا لتتحرك هي الاخرى خلف سيدها بالعمل حتي وصلا إلي المصعد الكهربائي لينزلا للطابق الأسفل ومنه إلي خارج المبني بصحبة كريمتحرك أيمن في طريقه لسيارته الفارهةواتجهت هي نحو سيارتها المتواضعة كي تستقلها لتعود إلي منزلها وقبل أن تقوم بوضع ساقها داخلها إلتفتت لتنتظر مديرها كي يتحرك أولا لتجحظ عينيها فور رؤيتها لظهور مقنعان يستقلان دراجة بخارية الأول يقودها بهدوء والأخر أخرج رشاشا وقام بتفريغ محتوياته من الطلقات الړصاصية بعشوائية متفرقة مما أحدث فوضي داخل المكان وباتت أصوات الصرخات المستنجدة تتعالي
جحظت عينيها بعدما لاحظت أحد المهاجمين وهو يضغط على زيناد سلاحھ الڼاري لتنطلق إحدى الرصاصات من فوهة السلاح بسرعة فائقة وتستقر بموضع قلب ذاك الذي وقف امام سيده ليتلقى الړصاصة بدلا عنه وكأنه جندي يدافع عن وطنه بكل بسالة إهتز بدنها بالكامل لتفتح فاهها بذهول بعدما رأت ذاك الخلوق ملقى على الأرض غارقا وسط بركة من دمائه البريئة التي سالت بدون ذنبلتصرخ بكامل صوتها ناطقتا باسمه وهي تنطلق إلى موضع رقوده
كرررررريم
هرول رجال الحراسة التابعة للشركة إلى أيمن كي يؤمنوه من أية محاولات لاعتداءات أخرى محتملة وقاموا بإحاطته جيدا كسياج بحيث لا يخترق حتى من نملة ثم أنزلوه ليحتمي خلف السيارة بطريقة تلقائية وضع أيمن كفي يديه فوق رأسه ليحتمي من تلك الطلقات المتراشقة بين رجال الحراسة التابعين له وبين هؤلاء المقنعين الذين خرجوا من العدممن يستمع لصوت الطلقات يعتقد أن حربا شرسة وقعت للتو أما هي فلن تكترث لتلك الطلقات وبشجاعة تحسد عليها هرولت لذاك المسكين وباتت تتفحصه بعينيها لتهتف متلهفة
رد عليا يا كريمرد عليا ارجوك
تأملت أن
يطمئنها ولو بكلمة بسيطة
منه ولكنها صعقټ بعدما تحدث أحد الرجال الذي تشجع وإنضم إليها كي يفحص ذاك الكريم متجاهلا تراشق الطلقات التي قد تصيبه
لا حول ولاقوة الابالله العلي العظيم النفس إنقطع الظاهر إن الطلقة جت له في مقټل
هزت رأسها بعدم تصديق وهى تنظر إليه لتهتف بذهول
إنت بتقول ايه اكيد ما متش ده كان لسة بيكلمني وإحنا فوق مستحيل
لتصرخ في محاولة بائسة منها عله يستفيق وينتبه لصرخاتها
كررررريم
وبرغم ړعب أيمن مما حدث معه للتو من محاولة إغتيال دنيئة إلا أنه نظر إلي تلك الصاړخة بعدما انتبه لصرخاتها المتوالية ليتحدث بأمر إلى بعض رجاله المحاطين له بعدما انتهى صوت إطلاق الړصاص وتيقن من هروب المعتدين بعدما فشلوا في إتمام مهمتهم
روحوا ل إيثار وأحموها وهاتوها لعندي حالا وحد فيكم يتصل بالشرطة ويبلغها بالھجوم اللي حصل
نطق كلماته قبل أن يفرد قامته معتدلا ليتحرك سريعا لداخل مقر الشركة وحوله حائطا بشريا مكون من رجال الأمن الشخصي ذوات الأجساد الضخمة يتحركوا بحذر وهم يحملون اسلحتهم المشهرة لمواجهة أي هجوم أخر
هرول رجلين إليها ليتحدث أحدهم وهو يتلفت حوله بعينين كالصقر حاملا سلاحھ بوضع الإستعداد
إتفضلي معانا جوة الشركة لحد ما ننشط المكان ونأمنه يا افندم
إتصل بالإسعاف بسرعة كريم بېموت كانت تلك كلماتها المتوسلة لذاك الشخص قبل أن يتحدث الشخص الأول مرة أخرى
للاسف يا أستاذةكريم ماټ خلاص
ليكمل بعينين أسفتين
البقية في حياتك
اتسعت عينيها وهي تنظر إليه لتهتف بقلب صارخ مټألم لأجل ذاك الخلوق
إسكت حرام عليك أكيد لسة عايش الدكاترة أكيد هيسعفوه وهيبقى كويس
بسط أحد رجال الحراسة يده وتحدث إليها باقتضاب وهو يجذبها من كف يدها
اتفضلي معايا يا أستاذة إيثار الباشا مستنيك جوة وميصحش نتأخر عليه
رمقته بحدة وبطريقة عڼيفة نفضت يده بعيدا لتهتف حانقة
أنا مش هتحرك من هنا قبل الإسعاف ماتيجي
الباشا أمر إنك لازم تدخلي حالا فأحسن لك تسمعي الكلام وتقومي معايا وما تضطرنيش اتعامل معاك بالقوة
إنت إتجننت يا بني أدم إيه اللي بتهببه ده
ليستطرد بتنبيه
إنت عارف ايمن باشا لو عرف إنك ضايقتها هيعمل فيك إيه ده مش بعيد ېدفنك مكانك
وإنت واقف
ليه يعني تبقى مين بسلامتها هكذا تحدث متذمرا وذلك لحداثة تعيينه ليهتف الأخر بإعلام
تبقى إيثار غانم
الجوهري يا غبي
ليستكمل بإبانة
مديرة مكتبه واللي مبيتحركش
خطوة من غيرهاكل خبايا الشركة في عبها ومفيش صغيرة ولا كبيرة بتحصل إلا بعلمها
اشار الرجل بكفه ليتحدث مستنكرا
طظإيه يعني مديرة مكتبهده أنا قولت بنته ولا قريبته من تفخيمك فيها
هز الاخر رأسه باستسلام وبصعوبة اصطحباها الرجلان للداخل تحت اعتراضها بالأول لكنهما أخذا الأوامر بإحضارها ولابد من التنفيذولجت بدموعها واڼهيارها لتجد أيمن يجلس فوق مقعدا ملقي برأسه للخلف ويبدوا من مظهره أن نوبة فرط ضغط الډم ستهاجمه من جديد حيث كان يتنفس بصعوبة واضعا كف يده فوق صدره ويقوم بتدليكه بوجه شاحب وبرغم ما تعانيه من للروح وتيهة بسبب فقدانها لذاك الخلوق إلا أنها استعادت لمهنيتها وهرولت إليه وهي تتفحصه بهلع ظهر بعينيها
مالك يا أيمن بيه إنت تعبان
ليجيبها بانفاس متقطعة
إتصلي لي ب أحمد بسرعة يا إيثار
على عجالة هتفت وهي تبحث بحقيبة يدها التي أحضرها أحد الرجال حيث كانت ملقاه بجوار سيارتها بالخارج
هكلمه حالا يا أفندم بس حاول تتنفس بانتظام وتهدى
بالفعل هاتفت أحمد الإبن الأكبر ل أيمن والذي يمتلك مشفى إستثماري كبير قد أعدها له أبيه ليمارس بها مهنة الطب الذي درسه بالخارجبسرعة البرق حضرت قوة من رجال الداخلية وانتشر رجالها محاوطين سياج الشركة وحضر أحمد بسيارة إسعاف مجهزة طبيا بعدما اخبرته إيثار وعلم أنها حالة ضغط الډم التي تهاجم والده عندما يتعرض لحالة من الصدمة أو الحزن الشديد تحرك الشرطي إلى أيمن المتواجد بعربة الإسعاف يتلقى الإسعافات الأولية وتحدث بوقار
حمدالله على سلامتك يا أيمن بيه
الله يسلمك يا حضرة الظابط ليتحدث الضابط من جديد
حضرتك بتتهم حد بالھجوم المسلح
تذكر ذاك الرجل الذي حضر ليقوم بتهديده وهاجمه في عقر داره ولم يخشى رجال الحراسة المسلحين نظر له ليجيبه
مفيش غيرهصلاح عبدالعزيز هو اللي هددني من يومين لما اټهجم عليا في قلب بيتي وكان موقف رجالته بالسلاح بره
سأله الضابط
عملت محضر بالواقعة دي
هز رأسه باعياء ظهر على ملامحه
محبتش اكبر الموضوع قولت راجل موجوع على إبنه وجاي يفش غله بكلمتين فارغين بس متوقعتش إنه هيطلع مچنون زي إبنه وينفذ تهديده
لاحظ أحمد شحوب وجه والده فهتف بشدة
لو سمحت يا افندم يا ريت تأجل التحقيق لوقت تاني لأن زي ما حضرتك شايف والدي تعبان ولازم يتنقل المستشفى حالا قبل ما حالته تتأثر وتسوء
اومأ الشرطي وانتقل للشهود في حين تساءل أحمد بنبرة لائمة
ليه مبلغتنيش إن صلاح عبدالعزيز جه هددك في البيت
ليستطرد لائما على زوجته بجبين مقطب
وازاي سالي متقوليش على حاجة زي دي!
بنبرات متقطعة نتيجة حالة الاعياء تحدث بضعف
محبتش اشغلك يا ابنيكفاية عليك شغل المستشفى اللي واخد كل وقتك
ليستطرد بإبانة
وانا اللي قولت لمراتك بلاش تبلغك علشان متقلقش
ريح نفسك
ومتتكلمش يا بابا إحنا لازم
نتحرك حالا نطقها وهو ينظر للضجيج من حولة أنوارا ساطعة لسيارات الشرطة التي انتشرت بالمكان وفريق من النيابة العامة التي حضرت لتعاين چثة كريم وتلك المسكينة التي تقف تتابع بدموع منهمرة ذاك البريء الملقى أرضا غارقا بدمائه الطاهرة لقد دفع حياته ثمنا وهو يحمي رب عملهمشهد درامي يدمي القلوب وتقشعر له الأبدان أشار للضابط ليفسح لسيارة الإسعاف كي تتحرك بوالده الذي وما أن رأى الضابط يقترب من إيثار ورأى إنهيارها حتى تحدث وهو يشير لنجله
روح لحضرة الظابط وخليه يأجل استجواب إيثار معايا لبكرة هنا في الشركة وخلي حد من رجالتنا يتابع موضوع كريم ويفضل مع جثته لحد ما يطلع له تصريح الډفن
ليستطرد بتأثر وصوت متقطع
الولد ملوش حد في الدنيا غير خطيبته واهلها
بالفعل تحرك الشاب للضابط وقص ما املاه عليه والده ليقتنع الضابط بحديثه بعدما رأى ارتعاشة تلك المړعوپة ليسألها أحمد عن حالها
إنت كويسة
هزت رأسها بإيماءة لتتطاير دمعاتها ليسألها متأثرا بحالتها
هتقدري تسوقي ولا اخلي حد من الحرس يوصلك
هسوق بنفسي اتفضل حضرتك خد الباشا على المستشفى وياريت تبقى تطمني عليه اومى لها وتحرك بأبيه على المشفى ألقت نظرة وداع على صديقها لتخرج منها إبتسامة مريرة وهي تحدث حالها وكأنها ترثي روحه
يا لحظك التعيس أيها الرفيق ماذا فعلت يا صديقي لكي تجني كل هذا البؤس من الحياةلقد تلقيت
صفعتك الاولى عندما تركك أباك وانتقل للحياة الأبدية بينما لاتزال جنينا بأحشاء والدتكوقبل أن تتم عامك الثاني ابتعدت الاخرى بعدما تقدم لخطبتها ثري عربيا وكان شرطه الأول هو التخلي عنك حتى يحظى بكل اهتمام تلك فائقة الجمال لهلتوافق في الحال وتتركك في رعاية جدتك لأبيكهذه السيدة المسنة التي غمرتك بحنانها الفياض كتعويضا عن التي اختارت أن تعيش لأجل حالها ودلالها وتنعمها بثروة زوجها وفقطحتى أنها لم تطرأ برأسها فكرة النزول إلى مصر منذ أن غادرتها وهي عروس لتطمئن على صغيرهاوما أن وصلت لسن السادسة حتى تركتك تلك العجوز لتضل النحيل بلا عونبلا سندلتتلقى لطمتك الكبرى من الحياةإجتمع بعضا من الجيران وتناقشوا بامرك حتى وصلوا إلى حلاوهو ان يضعوك داخل الميتمدار لإيواء الأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية ترعرعت بداخله حتى أصبحت شابا واتممت دراستك الجامعية لتخرج للحياة من جديد لتشق طريقك وتلتقي بحب العمر ويتم الإرتباط بشكل رسمي إلى أن وصلت إلى هنا چثة هامدةيبدوا أن الله قد احبك كثيرا لذا أراد أن يحمي روحك الطاهرة قبل أن تتدنس في خطايا الحياة
ابتسمت بدموعها المنسدلة لتحدث حالها بصوت باك يملؤه القهر وهي تلقي على جثمانه نظرتها الاخيرة
وداعا يا صديقي الصغيرفلتتنعم روحك الطاهرة في الفردوس الأعل ىسلاما لروحك النقية وإلى أن نلتقي
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
بسم الله ولا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل الثاني
أنا لها شمسبقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
أحيانا نحتاج لمن يحتوينا بضمته ليشعرنا بالأمان بأحلك أوقاتناندور بأعيننا لنبحث عن ذاك الشخص الذي سنرتمى ليسحب من داخلنا أهاتنا والألامليزداد أنين روحنا عندما ندرك وحدتنا وأننا بلا حبيببلا صديق بلا شخصا يؤتمنلنكتشف حينها أن تلك هي مأساتنا بالحياة
خواطر إيثار الجوهري
بقلمي روز أمين
عادت إلى منزلها لا تعلم كيف قادت سيارتها وقطعت تلك المسافة وهي تذرف دموعها تلك التي لم تنقطع ولو للحظة فتحت الباب ودخلت لتجدعزة باستقبالها تلك السيدة الأربعينية التي تهتم بصغير إيثار يوسفذو الأعوام الستوالتي لم تحظى بفرصة للزواج ليضعها القدر بطريق إيثار عن طريق الصدفة لتطلب منها بأن تمكث معها بنفس المنزل لتهتم بصغيرها مقابل مبلغ مادي تتلقاه شهرياتحركت صوبها لتقول بنبرة لائمة
إتاخرتي كدة ليه يا إيثار وبعدين مبترديش على تليفونك ليهده أنا متصلة بيك أربع مرات
واستكملت بثرثرة استدعت استياء الاخرى
وأمك صدعتني من الصبح مبطلتش رن على التليفون الأرضي لحد مزهقتني في عيشتيبتقول إنها كلمتك كتير ومبترديش عليها وأكدت عليا أول متوصلي لازم تكلميها علشان عوزاكي في موضوع ضروري
خلاص يا عزة إرحميني بقى من رغيك أنا لا نقصاكي ولا نقصاها نطقت كلماتها بهتاف حاد لتسترسل بصړاخ هيستيري جعل عيني الاخرى تتسع على مصراعيها
ولو اتصلت تاني مترديش عليها قولي لها تنساني وترحمني بقي هي إيه مكفهاش كل اللي حصل لي بسببها هي وولادها سبتلهم دنيتهم بحالهاعاوزة مني إيه تاني
بملامح وجه قلقة سألتها بخفوت
مالك يا بنتي فيك إيه إنت معيطة يا إيثار
بسيقان مهتزة وصلت إلى أقرب مقعد ورمت حالها فوقه باستسلام ثم رفعت رأسها ناظرة بعيني عزة لتنطق پألم بعدما تركت العنان لدموعها أن تنهمر من جديد
كريم يا عزة قدام عنيا راح في لحظة مسافة غمضة عين روحه فارقت
يلهوي كريم السواق مين اللي قټله بدموعها الغزيرة قصت عليها
ما حدث لتهتف الاخرى بحدة وقد ظهر الړعب بمقلتيها
وكأنها قطعة من روحها
لاااا الحكاية دي ميتسكتش عليها إنت لازم تسيبي الشغل عند اللي إسمه أيمن ده مهو أنا مش مستغنية عنك المرة دي الطلقة جت في المسكين كريم يا عالم المرة الجاية هتيجي في مين
واستطردت بهلع
أبو الواد اللي قټله أيمن مش هيسكت وهيحاول مرة واتنين وعشرة لحد ماياخد تار إبنه اللي دمه ساح في بيت اللي إسمه أيمن
نظرت لها لتتحدث بيأس
ولما أسيب الشغل هنعيش أنا وإنت منين يا عزةوالمسكين اللي جوة ده هجيب مصاريف مدرسته منين!
من الموكوس أبوه هو ملزوم ڠصب عنه يصرف على ابنه وعلى تعليمههو فقيردي الفلوس بالكوم على قلبه وقلب أبوه كلمات نطقتها بهتاف غاضب لتجيبها الاخري پألم
وهو ده اللي عاوزه أتذل له واطلب فلوس لإبني وساعتها هيبيع ويشتري فيا ويحط شرط رجوعي قصاد الفلوس
ثم نظرت أمامها في نقطة اللاشيء لتهتف بعزيمة واصرار
وده اللي عمري ما هعمله حتى لو ھموت أنا وابني من الجوع
دارت عزة حول نفسها لتهتف بحماس وهي تدق على كفيها
خلاص دوري على شغل جديد يعني هو اللي خلق شركة الأباصيري مخلقش غيرها
وتفتكري الشغل الجديد هيدوني نفس المرتب اللي أيمن بيدهولي ولا هيدوني منصب زي اللي وصلت له عند أيمن أنا مديرة مكتب أيمن الاباصيري واللي مبيتحركش خطوة من غيري لتستطرد بامتنان
ده غير إن أيمن بيه بيعتبرني زي بنته ومديني برستيچي في الشركةمعقولة هسيب كل ده واروح ابدأ من الصفر في مكان تاني
تنهيدة استسلام خرجت من صدر تلك الصادقة والتي اتخذت من إيثار إبنة لها ومن يوسف حفيدا وحمدت الله على تعويضها بهما بديلا عن الاسرة التي حرمت من تكوينها تحدثت بأسى
سبيها على الله وهو هيحلهاأنا هدخل املى لك البانيو ماية سخنة واحط لك فيه شوية زيوت عطرية تهدي لك
واقتربت لتمسك بيدها لتساعدها على الوقوف لتستطرد
قومي يلا معايا
وقفت تنظر بعينيها ثم امسكت كفاي يداها لتتحدث شاكرة
ربنا يخليكي ليا يا عزة مش عارفة من غيرك
كنت هعمل إيهالدنيا كلها باعتني وإنت الوحيدة اللي اشترتيني
بابتسامة خاڤتة تحدثت
بتشكريني على إيه يا عبيطة ده أنت ربنا بعتك ليا هدية من السما إنت ويوسف اللي ربنا يعلم لو كان عندي حفيد مكنتش هحبه زيه
ابتسمت لها وسألتها باهتمام وكأنها للتو تذكرت صغيرها
هو يوسف نام
من بدري لتسالها من جديد
إتعشى
اجابتها لتطمأنها
طمني بالك من ناحية يوسف خالص إنت عارفة إنه في عنيا
ماما
قابلت ابتسامته بأخرى وبعينين تقطر حنانا تحدثت وهي تشدد من عناقه
حبيبي وحشتني
إنت كمان وحشتيني يا مامي
تنهدت وسحبت للاسفل لتضع رأسه فوق ذراعها وهي تقول
يلا نام يا حبيبي
إنت هتنامي معايا هزت رأسها بإيجاب مما ادخل السرور لقلب الصبي الذي لف ذراعه الصغير حول خصر والدته وغط في سبات عميق بعدما شعر بالامان في حضرت مصدر أمانه الوحيد بجانب عزة تنفست وحاولت جاهدة الدخول في النوم لتنجح بعد كثيرا من الوقت لتسقط بدوامة النوم وټغرق بها علها تخفف
عنها وطأة ذاك الکابوس الموجع التي عاشته
صباح اليوم التالي
استيقظت وساعدت صغيرها على ارتداء ثيابه الخاصة بالمدرسة ثم
اصطحبته وخرجا متجهين للمطبخ لتجد عزة تقف أمام موقد الغاز لمباشرة تجهيز طعام الفطار تحدثت وهي تجلس صغيرها
صباح الخير يا عزة
صباح الفل على عيونك واستطردت بعدما تحركت إلى الصغير
صباح الخير يا حبيب قلبي
صباح الخير يا زوزة نطقها الصغير بطلاقة جلبت عزة الطعام ورصته فوق الطاولة وجلست لتتحدث لتلك التي تطعم صغيرها بذهن شارد
مبتاكليش ليه يا حبيبتيده انا عملالك الأومليت اللي بتحبيه
تنهدت لتجيبها پألم
وهجيب النفس اللي أكل بيها منين يا عزة
وحدي الله وهوني على نفسك وإدعي له بالرحمة تحدثت بيقين لتجيبها الأخرى
لا إله إلا الله محمد رسول الله
مدت يدها وناولت صغيرها كأس الحليب لتتحدث
إشرب اللبن بسرعة قبل الباص ما ييجي يا يوسف
تناوله منها وبدأ بارتشافهبسطت عزة ذراعها بشطيرة لتتحدث برجاء
طب خدي ساندوتش الرومي ده كليه علشان يسندك
اجابتها بملامح متأثرة
مش قادرة أحط أي حاجة في بقي
كادت ان تضغط عليها من جديد لولا مقاطعة رنين الهاتف الارضي لتهتف عزة قائلة
دي أكيد امك اللي بتتصل على الصبح كدة
سيبك منها ومترديشهي رنت على فوني من شوية وانا كنسلت ثم نهضت وتحدثت وهي تضع صندوق الطعام داخل حقيبة الصغير
يلا يا حبيبي علشان نلحق الباص تحت ومتنساش تاكل كل اكلك عاوزة اللانش بوكس يرجع فاضي مش زي كل يوم مفهوم يا چو
حاضر يا مامي تمسكت بكف صغيرها وجذبت حقيبتها لتتحدث بهدوء
أنا ماشية يا عزة سألتها باستغراب
مش لسة بدري
أجابت بإبانة
هروح ارتب الشغل وألغي موعيد أيمن بيه اكيد لسة تعبان ومش هييجي الشركة النهاردة
سألتها مستفسرة
ولو أمك إتصلت أقولها إيه
هتفت بضجر
إتصرفي يا عزة ولا أقولك أنا هرد عليها لو اتصلت بيا علشان أرحمك من زنها تحركت بجانب طفلها حيث أودعته داخل الباص وتحركت بسيارتها باتجاه الشركةأمسكت هاتفها وطلبت رقم أيمن ليجيبها بعد قليل بصوت واهن وهو يقبع فوق أحد أسرة المشفي المملوك
لنجله
أهلا يا إيثار
تحدثت بتأثر
أهلا بيك يا أفندم
طمني على صحتك يارب تكون بقيت أحسن
أنا بخير الحمدلله طمنيني روحتي الشركة نطقها مستفسرا لتجيبه بإبانة
أنا في الطريق وهلغي لحضرتك كل مواعيد النهاردة لحد ما ترجع بالسلامة
بصوت ضعيف املى عليها
إقعدي مع المهندس عدنان وتابعي معاه أخبار الصفقة الجديدة
كاد أن يكمل فهتفت تلك الجالسة بجواره
كفاية كلام ومتتعبش نفسك يا أيمن إيثار فاهمة شغلها كويس واكيد هتعمل كل ده من نفسها
واستطردت بملامة
ما هي ياما مشت أمور الشركة لما كنت بتاخد أجازات ونسافر
نظر بعينيه
لتلك الجميلة ذات الاعوام الخمسون ليتحدث بعينين راجيتين
معلش يا حبيبتيهبلغها كام نقطة بس وهقفل على طول قطع حديثه نجله الذي ولج للتو لينظر بحدة بالغة إلى الهاتف متحدثا وهو يجذب الهاتف من يده
هو ده اللي اتفقنا عليه يا بابا مش قولت لك بلاش الموبايل وحاول تسترخي
واسترسل بعتاب وهو يتطلع لوالدته
وحضرتك قاعدة تتفرجي عليه يا ماما
أنا حاولت يا أحمد بس بباك هو اللي صمم يرد لما عرف إن إيثار هي اللي على التليفون هكذا أجابته فوضع أحمد الهاتف وتحدث لتلك التي تستمع لحديثهم عبر سماعة البلوتوث الموضوعة بداخل أذنها حيث تتابع القيادة
تابعي الشغل بنفسك وبلاش ترجعي للباشا يا إيثارهو محتاج راحة تامة إسبوع على الأقل
بهدوء أجابته
أنا مكلمتش الباشا علشان الشغل يا دكتور أنا كنت بكلمه اطمن على صحته لكن أنا عارفة هتصرف إزاي في المواقف اللي زي ديأصلها مش أول مرة الباشا يسيب لي الشركة تحت تصرفي اجابها بتأكيد
علشان كدة بقول لك إتصرفي ومترجعلوش ولو فيه حاجة ضروري كلميني أنا
تمام هقفل علشان معطلش حضرتك نطقتها باقتضاب ليتحدث باحترام
تمام يا إيثارمع السلامة
اغلق معها ليتحدث إلى أبيه
مش ممكن يا بابا اللي بتعمله في نفسك ده معقولة الشغل عندك أهم من صحتك!
نظر لتلك الأسلاك المعلقة بيده ليتحدث بتملل وهو يعتدل جالسا
تعالى شيل البتاع اللي مركبهولي ده علشان أروح بيتي أرتاح فيه
نهضت نيليلتقترب من زوجها قائلة بقلق
بيت إيه اللي عاوز ترجعه وإنت تعبان بالشكل ده يا أيمن!
زهقان يا نيلي مش طايق منظر المحاليل ولا ريحة الأدوية والتعقيم كلمات قالها باقتضاب ليكمل وهو يتزحزح لينزل قدميه من فوق السرير ليهتف نجله
يا بابا مينفعش اللي إنت بتعمله ده على الأقل خليك هنا يومين كمان لحد ماترتاح
نطق بضجر
مش هرتاح طول ما أنا في المكان ده يا أحمد روحني يا أبني نفسي أنام على سريري
لم يكن بمقدور نجله فعل شيء سوى الانصياع لرغبة أبيه بالفعل تحركوا به إلى المنزل وما أن دخل من الباب حتى وجد من تهرول من فوق الدرج لتسرع إليه لترتمي ليهتف شقيقها محذرا
حاسبي يا لارابالراحة بابا لسة تعبان
ابتسم هو ووضع كف يده ليمرره فوق شعرها قائلا بحنان
سيبها يا أحمددي اللي فيه الشفا لقلبي
التصقت به أكثر وباتت تتمسح بصدره قائلة بدموعها التي انهمرت
أنا أسفة يا بابيانا السبب في كل اللي حصل ده
ابتسم لها وتحدث نافيا كي يمحي عنها شعور الذنب الذي بات ملازما لها منذ تلك الليلة المشؤمة
إنت ملكيش ذنب في أي حاجة حصلت كل اللي حصل من أول حاډثة بسام لحد حاډثة الإغتيال بتاعة إمبارح مكتوب ومقدر
اقتربت نيلي من نجلتها وبدأت بسحبها لتحثها بالإبتعاد عن والدها لتقول
مش وقت الكلام ده يا لارا بابي لسة تعبان ولازم يطلع يرتاح في أوضته
لا يطلع إيه بابا مش لازم يطلع سلالم ويجهد قلبه نطقها أحمد باعتراض واسترسل مفسرا
أنا كلمت الشغالين خليتهم جهزوا أوضة الضيوف علشان الباشا يرتاح فيها لحد ماصحته تتحسن
وافقه الجميع وتحرك أيمن صوبها بصحبة زوجته ونجلاه
بالشركة
بعد قليل كانت داخل مكتبها تجفف أثر دموعها التي انهمرت عندما وصلت لمقر الشركة وشاهدت تجمع بعض رجال الشرطة المتواجدون لاستكمال التحقيق مع جميع الموظفين تذكرت ما حدث بالأمس لذاك المسكين وكأنه شريط سينمائي يعاد أمام عينيها من جديدحاولت جاهدة تجاوز ما حدث والتغلب على الألم الساكن قلبها لتتحرك إلى مكتبها وترتمي فوق مقعدها باستسلامدلفت فتاة رشيقة تمتلك ممشوقا ترتدي تنورة قصيرة تكشف عن ساقيها البض تعتليها كنزة ضيقة بأكمام تاركة العنان لشعرها الأصفر مما جعلها صاړخة الجمال اقتربت من إيثار وتحدثت باحترام
صباح الخير يا أستاذة إيثار
لتجيبها الأخرى بعملية
صباح النور يا هانيا
واستطردت وهي تناولها ملفا
إتصلى بأسماء العملة الي موجودين في الملف ده واعتذري لهم وإلغي مواعيد النهاردةوبلغيهم إن حالة أيمن بيه الصحية متسمحش وإننا هنبلغهم بالمواعيد الجديدة أول ما حالته تتحسن ويرجع لشركته
تحدثت هانيامستفسرة
هو أيمن بيه كويس
اجابت باقتضاب
الحمدلله هو بخير بس طبعا مش هيقدر ينزل الشركة قبل إسبوع على الأقل
واسترسلت
من فضلك خلي البوفيه يعمل لي قهوتي
أومأت الفتاة وتحركت للخارج
داخل مبني النيابة العامة بالقاهرة الكبرى
كان يجلس فوق مقعده الخاص بمكتبه منشغلا بتخليص أحد الأوراق المتواجدة أمامه ليقطع تواصله رنين الهاتف الأرضي الموضوع جانباأمسك بالسماعة
ليجيب بوقار يليق به
ألو
إستمع للطرف الأخر وكان رئيسه المباشر حيث تحدث قائلا
أزيك يا فؤاد
بخير يا باشا إتفضل معاليك نطقها بعملية ليقول الأخر بتفسير
فيه حاډثة محاولة
إغتيال حصلت إمبارح لرجل الأعمالأيمن الأباصيري
قدام شركتهرجل الأعمال فلت من ضړب الڼار والسواق بتاعه هو اللي دفع حياته تمن حمايته ل أيمن
أومأ فؤاد متحدثا
قريت عن الحاډثة في صفحات التواصل الإجتماعي وعندي فكرة عنها
طب كويس وفرت عليا شرح التفاصيل القضية دي من النهاردة قضيتك يا سيادة المستشار لأنها متشعبة وفيه قضية مرتبطة بيها قضية إبن رجل أعمال شهير في فيلا ايمن الاباصيري وعلى فكرةأيمن قدم بلاغ رسمي النهاردة بيتهم فيه رجل الاعمال صلاح عبدالعزيزبمحاولة قټله القضية صعبة ومحتاجة مجهود ذهني جبار واسترسل باستحسان
أنا قلت لسيادة الريس إن محدش هيخلص القضية دي ويقفلها غيرفؤاد زين الدين
متشكر لثقة سعادتك يا باشا وربنا يقدرني واكون قدها نطقها برزانة ليتحدث الاخر
هبعت لك ملف القضية اللي إتحول لنا من قسم الشرطة اللي حقق في الواقعةومعلش يا سيادة النائب هتضر تروح لأيمن الأباصيري المستشفى بنفسك علشان تاخد أقواله
وإلى هنا فقد تحول داخله من السكون إلى الاشتعالنهض وإلتف حول مكتبه ليقف أمام النافذة يتطلع إلى الخارج ليتحدث فى جمود
بس جنابك عارف إني رافض مبدأ خروج وكيل النيابة من مقره مهما كان مين الشخص اللي هيتاخد أقوالهإحنا المفروض بنفذ القانون يا أفندم والقانون ده يمشي على الكل من أصغر مواطن لأكبر راس في البلد
تنفس قبل ان يجيبه مفسرا
أنا فاهم الكلام ده كويس ومقدر موقفك وبحترمه يا فؤادلكن هنعمل إيهلازم نبدأ في التحقيق والراجل من ساعة اللي حصل له وهو مرمي في المستشفي وتعبانمعندناش رفاهية الوقت اللي هنستناه لحد ما يخرج من المستشفىالراجل إسمه كبير وليه وزنه في البلد ممكن جدا اللي حاولوا يكرروا المحاولة ولا قدر الله تنجح والراجل بجد المرة دي ساعتها الرأي العام هيتقلب علينا ويتهمونا إننا تقاعسنا عن شغلنا
تمام معاليك بس إديني فرصة لحد بكرة معايا قضية سالم الحسيني ولازم اقفلها النهاردة هكذا اجابه ليوافقه الاخر الرأي تحت ضيق فؤاد من تلك التنازلات التي يوافق عيها مضطرا في بعض الأحيان
مر اليوم على الجميع بسلامكانت تقود سيارتها قاصدة العودة لمنزلهاممسكة بطارة القيادة وهي شاردة الذهن تفكر بذاك ال كريم الذي فقد حياته بلمح البصر قطع شرودها رنين هاتفهانظرت بشاشته لتزفر بضيق حين رأت نقش اسم والدتها ردت باقتضاب وبصوت خالي من المشاعر
نعم يا ماما خير!
تنهدت منيرةبضيق ثم تحدثت بصوت حزين متصنع
هو ده ردك على أمك يا إيثار!
زفرت بقوة لتهتف بضجر
هاتي من الاخر وقولي عاوزة إيه يا ماماأنا سايقة العربية وممكن أخد مخالفة فانجزي
تنهيدة حارة خرجت من صدر منيرة لتقول باندفاع
عمرو كلم عزيز تاني وعاوز يرجعك
لتستطرد بنبرة طامعة
بس المرة دي غير كل مرة ده هيحط لك نص مليون جنيه في البنك بإسمك وهيجيب لك شبكة جديدة والذهب اللي إنت هتنقيه كله هيشتريهولك وكل اللي تقولي عليه هينفذه من غير كلام
سألتها متهكمة
وياترى ولادك الرجالة هياخدوا كام من ورا الثفقة الجامدة دي يا أم عزيز
ارتبكت وتحدثت نافية بتلعثم
إخص عليك يا إيثار هو ده ظنك في إخواتكطب دول يا حبة عيني كل مناهم إنهم يشوفوكي متسترة ومتستتة في بيتك وفي ضل راجل
هتفت ساخرة
راجل! هو مين ده اللي راجل عمرو إبن إجلال!
عيب تتكلمي كدة على الراجل يا بنتي طب على الأقل إعملي حساب ل يوسف وكأنها بمجرد نطقها لتلك الكلمات قد فتحت عليها بابا من أبواب جهنم لتهتف الأخرى بقوة بكلمات لازعة
عيب دي تقوليها لولادك اللي عاوزين يبيعوني ويرموني لراجل ژبالة علشان خاطر مصالحهم وتقوليها لنفسك
شعرت بغصة مرة بحلقها لتقول مسترسلة
إنت إيه يا شيخة هو أنا مش بنتك أنا كمان بتعملي فيا كدة ليه!
من المتوقع أن تتألم أية أم لنطق إبنتها لتلك الكلمات اللائمة
لكن الامر يختلف مع تلك المنعدمة المشاعر لتتحدث بنبرة ټهديدية صريحة
بلاش الكلمتين الماسخين بتوع كل مرة دول واسمعيني كويسأنا حايشة
عنك عزيز بالعافيةفمتسوقيش فيها عشان اخوك مستني يشوفني هعمل إيه معاكوإنت عارفة عزيز كويسلو اللي في دماغه ممشيش هيهد الدنيا على دماغك
واستطردت لتخيفها علها تتراجع
ده مش بعيد ييجي ياخدك من قلب
الشغل مجرورة من شعرك ويفرج عليك الناسفخديها من قصيرها وتلمي هدومك إنت وإبنك وترجعي وتتقي شړ إخواتك
رجوع مش هرجع وأعلى ما في خيلكم إركبوه وخلي رجالتك يوروني هيعملوا إيه نطقت كلماتها بحدة لتسترسل بټهديد
وأقسم بالله العظيم لو حد فيهم قرب لي أنا ولا إبني لانهشه بسناني والبسه قضية ميطلع منها أبدا
قالت كلماتها التحذيرية واغلقت الهاتف قبل أن تنطق الاخرى بحرف واحدظلت تنظر أمامها وبدون سابق إنذار خانتها دموعها لتنهمر على وجنتيها كشلالتركت لها العنان لتتخلى عن وجه القوة التي رسمته باحترافية شديدة وباتت تصدره للجميع وتتوارى خلفهبكت بحړقة حتى انتفض أثر بكائها الشديدلقد قررت الإبتعاد عن عائلتها وقررت الهروب والعيش وحيدة هى وصغيرها في تلك المدينة الواسعة لتنأى من بطش جميع ذكورهافلقد ابتليت بكثرة الذكور بحياتها وإلى الأن لم تجد ذاك الرجل التي تستطيع الإستناد والإعتماد عليه لذا
قررت الإنسحاب والبدأ من
جديد ولتكن هي السد المنيع لها ولصغيرها بهذه الحياة
ليلا داخل قصر سيادة المستشار علام زين الدين
ولج فؤاد بسيارته من بوابة القصر ليترجل بعدما صفها بمكانها المعتادتطلع بعينيه يتفقد المكان ليبتسم حين رأى شقيقته تجاور زوجها الجلوس فوق الأريكة الموجودة أمام حمام السباحةوسط أجواء هادئة تدعو للإستجمام تحرك صوبهما ليقول بوجه بشوش
مساء الخير
مساء النور يا فؤادأخبارك إيه قالها ماجد بهدوء ليجيبه الاخر برزانة
أنا تمام إنت كويس
ماشي الحال قالها وهو يهز رأسه لتقول فريال بحنو
تعالى إقعد معانا يافؤاد
تنهد ليجيبها باعتذار
معلش يا حبيبتييومي كان طويل وعندي شغل كتير بكرةيادوب أطلع أخد شاور وأنام
وقفت لتتحدث باهتمام كعادتها مع شقيقها التي تعتبره نجلها برغم أنه يكبرها بعدة أعوام
هخلي سعاد تجهز لك العشا حالا علشان تتعشى قبل ما تطلع اوضتك
أوقفها وهو يمسك رسغها برفق ليقول
متتعبيش نفسك يا رولا أنا اتعشيت مع واحد صاحبي
قطب ماجد جبينه واحاط ذقنه بأصابع يده ليقول بمداعبة
مش عارف ليه عندي إحساس إن صاحبك اللي بتتعشى معاه من وقت للتاني ده هتطلع في الاخر مزة وهتطلع سيادتك مغفلنا كلنا وعايش لنا فيها دور عدو المرأة وإنت مقضيها جولات مع الفاتنات
انطلقت ضحكة مرتفعة منه وصلت حد القهقهة ليضحكا الزوجان على ضحكاته ليتوقف بعد ثواني وهو يقول
ضحكتني يا دكتور والله بس تعرف يا ماجدمش إنت متجوز اختي من أكتر من خمس سنين بس شكلك لسة متعرفش مين هو فؤاد زين الدين
قطب ماجد جبينه ليرفع الاخر قامته للأعلى وبقوة استطرد بإبانة
أنا زي الشمس مبستخباش ورا عمايلي ولسة متخلقش اللي يجبرني أكدب أو أخبي حاجة
مالك قلبتها جد كدة يا سيادة المستشارأنا بهزر معاك نطقها ملتمسا العذر ليقول الاخر
عارف إنك بتهزر يا دكتورأنا حبيت بس أوضح لك نقطة اتذكرت في سياق الكلام
وهم سريعا بالانسحاب قائلا كي لا يعطي المجال للحديث أكثر
تصبحوا على خير
نظر بشرود في أثره ليقول متوجسا
هو زعل ولا إيه أنا كنت بهزر والله
جلست من جديد لتقول بأسى وهي تتابع انسحاب شقيقها للداخل
هو عارف كويس إنك بتهزر يا حبيبيبس الموضوع القديم شكله أخد محور جديد في حياته
زفر بضيق وتحدث بتأنيب ضمير
الظاهر إننا لازم ناخد بالنا أكتر من كدة وإحنا بنتكلم معاه
تطلعت لعينيه وتحدثت بعينين شبه دامعتين
أنا حاسة إني عاجزة قدام مشكلة أخويا يا ماجد مش عارفة أعمله إيه علشان أخرجه من الدايرة دي
تنهد بأسى لأجل حبيبته ثم قال بإبانة علها تقتنع وتترك شقيقها وشأنه
ريحي نفسك يا رولاأخوك مش صغير ومش محتاج وصي في حياته ده راجل معدي ستة وثلاثين سنة يعني ناضج كفاية بإنه يعرف مصلحته ولو هو مقتنعش بفكرة الجواز مرة تانية مفيش مخلوق هيقدر يفرض عليه الفكرة
أطرقت برأسها قائلة بحزن
للاسف كلامك صح
سحبها كي يخفف عنها ثم تحدث بمداعبة
إحنا كنا بنقول إيه قبل فؤاد ما ييجي
ضحكت لتذكرها واندمجت معه مرة اخرى
صباح اليوم التالي
كانت متواجدة بمكتبها عندما ولجت إليها هانياوابلغتها بحضور رب عملهما إلى الشركة لتنهض سريعا وتتحرك متجهة صوب مكتبأيمن والذي يفصل بينهما بابا داخليا حيث أن مكتب أيمن يوجد له بابان بابا خارجي منفتح علي حجرة مكتب السكيرتارية والأخر على الحجرة الخاصة بمديرة مكتبهإيثار خطت للداخل لتقول بذهول
ده حضرتك هنا بجد أنا مصدقتشهانيا وهي بتقول لي إنك وصلت
لمكتبك وعاوزنيمعقولة تنزل الشركة وإنت لسة تعبان!
طب قولي لي حمدالله على السلامة الاول وبعدين حققي وبعدين مش كفاية عليا تحقيق دكتور أحمد ونيللي هيبقى هما في البيت وإنت هنا يا إيثار نطق كلماته لائما لترد باستغراب
أنا بصراحة مستغربة ومش عارفة دكتور أحمد ساب حضرتك تخرج إزاي!
تنهد ليتراجع بمقعده للخلف وقد بدا عليه التعب وعدم التعافى الكامل ليقول بإبانة
أنا خرجت منهم بإعجوبة بعد ما أقنعتهم إني لو فضلت قاعد في البيت ممكن يجرى لي حاجة
واستطرد بجدية
خلينا في المهم إتصلي بشركة طارق الرفاعي وخليه ييجي علشان نعقد الإجتماع اللي إتأجل إمبارح
تحدثت باعتراض لطيف
يا باشمهندس حضرتك لسة تعبانحرام عليك اللي بتعمله في نفسك ده
أجابها بابانة
أنا كويس يا إيثار وهقول لك اللي قولته لولادي ونيللي اللي زيي مبيتعبش من الشغل اللي زيي بېموت لو بعد عن شغله وشركته يا بنتي
استطرد ليحثها على التحرك
يلا بقى اسمعي الكلام وبلغي الراجل علشان يلحق يظبط مواعيده
هزت رأسها باستسلام وتحركت لتنفيذ ما أمرت بهفي تمام الساعة الحادية عشر وداخل قاعة الإجتماعات الخاصة بالشركة كانت تجلس بجوار أيمن تتابع بتركيز ما يقال داخل الإجتماع وتدونه بدفترها حيث حضر طارق الرفاعي وبعضا من موظفيه لحضور الإجتماع وإبرام الصفقة استمعت لاصوات عالية تأتي من مكتب السكرتارية فنهضت سريعا بعدما رأت نظرات أيمن الغاضبة انسحبت للخارج لترى ما المشكلة وتنهيها وتحاسب المتسبب بإحداث تلك الفوضى بوجود الزائرين وجدت هانيا تقف أمام رجلين أحدهما يرتدي حلة سوداء ويبدو من هيئته الوقار والثراء وهذا ما استشفته من ظهرهاستمعت إليه يهتف غاضبا
تدخلي حالا تدي للمدير بتاعك خبر بوجودي وإلا مش هيحصل لك
طيب
فيه إيه يا
حضرة صوتك عالي ليهلازم تراعي إنك موجود في شركة محترمة مش في سويقة كانت تلك كلماتها التي نطقتها بحدة واستنكار ليستدير لها شاملا إياها بنظرات ازدرائية من رأسها لأخمص قدميها تحت إثارة ڠضبهارفع حاجبه الأيسر ليتحدث بتقليل من شأنها
وإنت تطلعي إيه إنت كمان
رمقته بنظرة إستنكارية لتهتف هانيامتطوعة بالإجابة
دي الأستاذة إيثار الجوهريمديرة مكتب أيمن بيه
سكرتيرة زيك يعني نطقها بازدراء ليسترسل بصرامة موجها حديثه إلىهانيا
شوفي لي حد محترم في أم الشركة دي أكلمه
رمقته هي بنظرات ڼارية ولو كانت النظرات تصيب لتفحم وتحول إلى رمادا أمامها نطقت بصوت يبدو هادئا لكنه يحمل بين طياته حربا باردة
حضرتك الموظفين المحترمين عندنا مبيستقبلوش غير العملاء المميزين لكن أنا وزميلتي موجودين علشان نقابل أمثالك
قالت جملتها الأخيرة وهي ترمقه بنظرة ذات مغزى ليرفع حاجبه الأيسر قائلا بتكرار لجملتها
العملا أمثالي
واستطرد بذات مغزى
طب إدخلي يا شاطرة قولي للي مشغلك إن وكيل النائب العام المستشارفؤاد علام زين الدين عاوز يقابله وحالا
للأسف يا سيادة المستشار اللي مشغلني عنده إجتماع مهم ومستحيل أقاطعه علشان أبلغه بوجود جنابك نطقت كلماتها ببرود استفزه لتنظر إليه باستنكار مسترسلة
وعلى ما أظن إن حضرتك مش واخد ميعاد سابق
اشتعلت عينيه بشرارات الڠضب وهدر وهو يقول بحدة بالغة
إلزمي حدودك معايا واتكلمي كويس وإعرفي إنت واقفة قدام مين
بقوة أجابته
حدودي انا عارفاها كويس جدا ومش محتاجة حضرتك تعرفها ليوبالنسبة لشخص جنابك فده شيء ميخصنيش لأني لحد الأن متخطيتش حدود اللباقة معاك
إزداد إنعقاد حاجبيه وهو ينظر إليها متعجبا قوتها لا ينكر أنه أعجب بشموخها رغم اشتعال روحه من مجادلتها لهأغمض عينيه محاولا تنظيم أنفاسه كي يستعيد هدوئه حتى لا يحتد عليها أكثر ثم تحدث قائلا بإبانة
إسمعيني يا قولتي لي إسمك إيه
أستاذة إيثار نطقتها بعزة وشموخ ليبتسم داخله برغم جمود ملامحه الخارجية ثم تحدث من جديد مفسرا بعدما تملك من حالة الڠضب التي شملته
أوكإنت شكلك كدة مش فاهمة الموقف فأنا هشرح لكأنا وكيل النائب العام المكلف بالتحقيق في قضية الإغتيال اللي حصلت قدام الشركة من يومين والمفروض إني كنت هاخد أقوال أيمن الأباصيري النهاردة في المستشفيبس لما روحت أنا والكاتب لقيناه خرج من المستشفى وإبنه بلغني إنه موجود هنا في الشركة
واستطرد بنفاذ صبر
فياريت تدخلي تبلغيه لأن كدة بتعطلوا وقت النيابة وده غلط عليكم
كان يتوقع ردا لطيفا لكن حدتها لم تتراجع حيث تحدثت بما استفزه
للأسف مش هينفع
قست نبراته مع هذا الڠضب الذى ظهر بعينيه وهو يرمقها قائلا
إنت كدة تعديتي حدودك معايا وعنادك ده هدفعك تمنه غالي
تحدثت بصوت هاديء
لتشرح له موقفها
يا أفندم أنا لا بعاند معاك ولا حاجةإسمح لي زي ما حضرتك شرحت لي سبب الزيارة أبين لك أنا كمان سبب كلامي
واسترسلت مشيرة بكفها نحو مكتبها باحترام
ياريت تتفضل معايا في مكتبي أشرح لك أسبابي وإنت بتشرب قهوتك
توقفت لتسأله
قهوة حضرتك إيه
توقف أمامها ليتأمل ملامحها الصارمة نظارتها الطبية التي أعطت لها مظهرا عمليا ووقارا غريبا يجبر من يتحدث معها على إحترامهابجانب تلك البدلة العملية التي توحي لمدى جديتها بالحياةقطب جبينه متعجبا طريقتها ليتنهد قائلا باستسلام
سادة
الټفت للكاتب وسألته بابتسامة لطيفة أثارت تحفظ فؤاد حيث أخذها من باب عدم الاحترام لشخصه
وقهوة حضرتك
أجابها الرجل فنظرت إيثار للفتاة وأملت عليها جلب القهوة إلى مكتبها لتتقدم الرجلين متجهة صوب مكتبها الخاص لتجلس خلف مقعدها بعدما جلسا الزائرين وضعت ذراعيها أمامها وبدأت تتحدث بوقار
الباشمهندس أيمن لسة تعبان وحالته الصحية مش أحسن حاجةهو حضر مضطر علشان يتمم صفقة مهمة جدا للشركة المفروض كانت تتم إمبارح وكل يوم تأخير بيكلف الشركة خسارة لمبالغ كبيرة
واسترسلت بإبانة
الناس اللي جوة مع الباشمهندس ناس عملية بطريقة لا تتخيلها الدقيقة عندهم بتتحسب بفلوس
هزت رأسها برفض لتسترسل
مينفعش اقتحم الإجتماع واطلب منهم ينتظروا لحد ما الباشمهندس يخلص كلامه مع حضرتك
كان ينظر إليها بتعمق واضعا كف يده فوق ذقنه يتحسسها بتأمل لتستطرد كلامها
خلينا نتكلم بموضوعية اكثر سيادتك جاي تاخد أقوال الباشمهندس في اللي حصلسؤال هيجيب سؤال وموضوع هيفتح موضوع تاني
ضيقت بين حاجبيها بتفكر لتستطرد
يعني أقل حاجة الاستجواب هياخد ساعة ده إذا مكنش أكتر تفتكر حضرتك الناس اللي جوة دي هتقدر تنتظر ساعة!
كنت دايما بستغرب من لقب مديرة مكتب كنت بقول لنفسي دي مجرد منظرة من صاحب الشركةأصل هتكون بتعمل إيه يعني أكتر من اللي السكرتيرة بتعمله قال كلماته باستخفاف ليستطرد باستحسان
لكن بصراحة بعد الموقف
دهأمنت بأهمية دور مديرة المكتب
أومأت شاكرةتقدمت هانياعامل البوفيه لتتحدث بهدوء إلى إيثار
القهوة يا استاذة
قدمها للضيوف يا عزت جملة عفوية نطقتها إيثار ليتحرك
عامل البوفيه ليقدم القهوة إلى الموظف لينتفض الرجل بجلسته مشيرا لسيده قائلا بتوقير
ميصحش كدة قدم للباشا قهوته الأول
إبتسامة متهكمة اعتلت ثغرها لاحظها ذاك الجالس بغرور واضعا قدما فوق الأخرى ليسألها مستفسرا
ممكن أعرف إيه سبب الضحكة الغريبة دي
أجابته بذات مغزى
اصلى بستغرب جدا من رجال النيابة والقضاء المصريبرغم إنهم القائمين على إصدار القوانين وتطبيقها إلا إنهم أول ناس بيخترقوها
قطب
جبينه غير
مستوعبا لتسترسل موضحة باستفسار
المفروض إن لقب البهوية والبشوية إتلغت من مصر بقوانين ومع ذلك لسة ناس كتير في السلطة بتستخدم اللقب وكأنهم قاصدين علشان يميزهم عن باقي الشعبوأكثر الناس دي هما رجال القضاء اللي زي ما قولت المفروض يكونوا احرص الناس على تطبيق القوانين
ده أنت طلعتي معقدة طبقيا نطقها مع ابتسامة ساخرة بادلته بمثلها لتتحدث متهكمة
هو علشان كلامي مجاش على هوا جنابك هتطلعني مريضة نفسيا!
أنا جبت سيرة مرض نفسي ٠٠٠ نطقها بمراوغة لتجيبه باقتضاب
مش لازم تقولها صريحة
اشارت بكفها
إشرب قهوتك قبل ما تبرد
واستطردت بذات مغزى وهي تضغط في إخراج الحروف
القهوة لما بتبرد بتفقد مذاقها وبتبقى زي عدمها
تبسم معجبا بذكائها وشخصيتها القوية ليرتشف قهوته بهدوءبادر بسؤالها
إنت كنتي موجودة وقت للحاډثة ماحصلت
تغيرت ملامح وجهها لتكتسي بالحزن وتنهدت لتجيبه متأثرة
أيوةأنا نزلت في الاسانسير أنا والباشمهندس
واسترسلت بغصة في حلقها
وكريم الله يرحمه كان معانا خرجنا من باب الشركة مع بعض لحد ما وصلنا لعربياتنا وحصل اللي حصل
سألها باهتمام
يعني إنت شفتي الناس اللي الڼار تقدري توصفيهم
هزت رأسها بنفي لتقول شارحة
اللي حصل كان مفاجأة للكل محدش لحق يركز في حاجة ضړب الڼار كان كتير جدا وصعب حد يركز في مواصفاتهم
هستناكي بكرة في مبنى النيابة علشان تدلي بأقوالك نطقها ورفع كوب القهوة ليرتشف ما تبقى به قطبت جبينها لتتحدث بإبانة
أنا قولت كل اللي اعرفه لحضرة الظابط اللي حقق في القضية
القضية إتحولت للنيابة وبقت تحت مسؤليتي قالها بجدية ليسترسل بتفاخر
وفؤاد علام مبيعتمدش على تحقيقات حد
تنهدت بضيق ثم تحدثت مقترحة
طب ممكن حضرتك تسألني في اللي حابب تعرفه هنا وكدة كدة عندنا وقت
ابتسم ساخرا ليتحدث بنبرة مقللة
على أخر الزمن رئيس النيابة هياخد أقوال الشهود في مكاتبهم
وبلحظة تحولت ملامحه لصارمة ليستطرد بنبرة حادة
إنت بتكلمي رئيس نيابة مش عامل دليفري يا أستاذة
رفعت حاجبها الأيسر لتتحدث
ساخرة
بيتهيء لي إن جناب رئيس النيابة جاي هنا علشان ياخد أقوال أحد الشهود في مكتبه
وضعت سبابتها بمقدمة رأسها مدعية التذكر لتستطرد بذات مغزى
أه نسيت حضرتك جاي لرجل الأعمال أيمن الاباصيري مالك أكبر شركة إستيراد وتصدير في البلد كلهامش معقول هتعامل إيثار الجوهري مديرة مكتبه بنفس المعاملة
انتفض واقفا بعدما تحولت ملامحه إلى مشټعلة مما جعلها ترتعب وتشعر أنها قد ازادتهاليتقدم منها وكاد أن يتحدث قاطعه صوت رنين هاتف مكتبها لترد سريعا بعدما استمعت لصوت مديرها
حاضر يا أفندم
اغلقت واشارت نحو الباب لتتحدث بارتياب
الباشمهندس أيمن في إنتظارك
رمقها بنظرات حاړقة ليهتف بنبرة حادة
التليفون ده رحمك من ڠضبي بس بسيطة مستنيكي بكرة في مكتبي علشان أوجب معاكي وارد لك تحيتك
رمقته بنظرات جادة وتقدمت أمامه لتهتف باحترام وهي تشير ل أيمن
إتفضل يا سيادة المستشار
لتسترسل بتعريف
حضرته يبقى فؤاد علام زين الدين وكيل النائب العام اللي جاي ياخد أقوالك يا أفندم
تعجب من سردها لإسمه بدقةلقد نال ذكائها وسرعة بديهتها استحسانه بجانب شخصيتها الفريدةوقف أيمن وتحرك باتجاهه ليمد يده متحدثا باحترام
أهلا وسهلا يا فؤاد باشا دكتور أحمد إبني كلمني وقال لي إنك سألت عليا في المستشفى
واستطرد بامتنان
ومش عارف أشكرك إزاي إنك جيت لي لحد هنا
ده شغلي يا أيمن بيه وكان لازم أنجزه لأن وقتي ضيق نطقها بعملية ليشير أيمن إلي تلك الاريكة المتواجدة بالمنتصف
إتفضل معاليك
نظر إلى تلك الواقفة واستطرد قائلا
شوفي الباشا بيشرب قهوته إزاي يا أستاذة إيثار
بإشارة من يده أوقفها ليجيبه باقتضاب
مفيش داعي شربت فنجان برة في مكتب الإستاذة
يظهر إن قهوتنا معجبتش الباشا قالها أيمن بعدما رأى جمود ملامحه لينظر الاخر إلى إيثار متحدثا بذات مغزى
بصراحة لا كانت باردة وملهاش طعم
استشاط داخلها لتيقنها بأنه يقصدها لا القهوةليتحدث أيمن متعجبا
غريبة قوي ده مفيش حد داق قهوتنا إلا وشكر فيها دي إيثار بتبعت تجيب البن مخصوص من البرازيل
تحدثت باستفزاز
القهوة أصلها أذواق يا باشمهندس
رمقها أيمن بنظرة عاتبة لتتحدث هي بانسحاب
أنا برة في مكتبيلو حضرتك احتاجتني رن عليا
خليكي معانا علشان سيادة المستشار ياخد أقوالك بالمرة نطقها أيمن بتلقائية لتجيبه بنبرة تهكمية
لا ما اهو سيادته إستدعاني لمكتبه بكرةعلشان كدة هستأذن بكرة بدري ساعتين علشان ألحق ميعاد النيابة
ميعادك الساعة 11 صباحا يا أستاذةإنت هنا اللي بتحددي مواعيد اللي يدخل لمديرك لكن مواعيد النيابة دي بتاعتي أنا قالها بحنق مما أثار فضول أيمن الذي تسائل
يظهر إنك زعلتي الباشا مننا يا إيثار
محصلش يا أفندمبس من الواضح إن سعادته من الشخصيات اللي بيتوتر ويتضايق من الإنتظاروأنا مكنش في إيدي أي حاجة اعملهاوخصوصا إن سعادته مكنش واخد ميعاد سابق نطقت كلماتها ل أيمن الذي تفهم حديثها ليقول وهو يحثها على الخروج
خلاص يا إيثارتقدري تخرجي تشوفي شغلك
خرجت تحت انظار ذاك الذي تابعها حتى اختفت خلف الباب ليبدأ بحديثه قائلا بعدما نظر بعيناه للموظف وحثه على البدأ بتدوين التحقيق
حضرتك قدمت بلاغ ضد المدعو صلاح عبدالعزيز إتهمته فيه إنه ورا محاولة الإغتيال اللي اتعرضت لها ممكن أعرف إيه السبب ورا الإتهام ده
تنهد وظهر الاعياء على ملامحه ليتحدث بابانة
صلاح عبدالعزيز جالي بيتي
من كام
يوم وهددني إنه هياخد تار إبنه مني
كويس إنك فتحت الموضوعأنا عاوزك تحكي لي قصة إبنه اللي في فيلتك وعلى إيدك وياريت بأدق التفاصيل نزلت كلماته على قلب ايمن كسواط لتجلدهأخذ نفسا عميقا ليقول بنبرة حزينة
أنا عمري ما كنت أتخيل إني ممكن أأذي نملة مش بني أدم اللي حصل كان ڠصب عني
قطب جبينه وبات يتطلع عليه بتعمق ليسرد الاخر
بسام إبن صلاح عبدالعزيز كان في حفلة عيد ميلاد واحدة قريبتهلارا بنتي كانت حاضرة الحفلة بحكم إن البنت زميلتها في الجامعة لما بسام شافها أعجب بيها وحاول يتقرب منها ويتكلم معلها لكن لارا صدته فضل متابعها شهور يجري وراها في كل مكان والبنت كانت بتصده بكل قوتها لأنه كان فاشل وثقيل الډم لحد ما في يوم كان بيشرب خمور مع أصحابه وأخدوا حبوب مهلوسةجاب واحد صاحبه وجه لحد بيتي في نص الليل ونط من على سور الفيلا من غير ما الحرس ياخدوا بالهم
واسترسل موضحا
وده ظهر في كاميرات المراقبة اللي النيابة إطلعت عليها وقت التحقيقات المهم صاحب الولد ساعده ونقلوا سلم حديد كان الجنايني جايبه
يطلع بيه على الشجر العالي علشان ينضفهطلع على بلكونة اوضة بنتي
قاطعه فؤاد مستفسرا
وهو عرف أوضة بنتك منين!
أجابه ليقطع عنه الشك الذي ساوره
بسام كان مچنون بحب لاراكان بيقف بعربيته بالساعات يراقب البيت ويستناها لحد ماتخرج في البلكونة علشان يشوفها
واسترسل
كان يروي ما حدث منذ ثلاثة أشهر وكأنه يرى الحاډث أمام عيناه اغرورقت الدموع بمقلتيه ليستطرد وهو يحرك رأسه يمينا ويسارا
وطبعا صلاح عبدالعزيز إتهمك إبنه نطقها فؤاد ليجيبه أيمن بتأكيد
ومن يومها وهو حالف لياخد بتارة مني دي مش أول محاولة ليه من حوالي شهر حاول يسممني لما قدم رشوة للشغالة اللي عندي في البيت وعطاها نوع سم تحطهولي في العصير ولولا ستر ربنا والطباخ شاف البنت وهي بتحط السم من قزازة كانت في جيب فستانها ومسكها ونده لنا مكناش إكتشفنا الموضوع وكان زماني مقتول على إيده
سأله مستفسرا
قدمت بلاغ بالواقعة دي
أيوة طبعا قدمت بلاغ اتهمته فيه بالتحريض على وسلمت البنت لقسم الشرطة واعترفت بكل حاجة لكن صلاح انكر صلته بالموضوع وساعده في إنه يفلت منها إن الولد اللي إتفق مع البنت قال لها إنه تبع واحد بيكرهني وعاوز يخلص مني مذكرش اسم صلاح وده اللي خلى النيابة تخرجه لعدم وجود أي أدلة قوية تدينه
إنتهى من التحقيق وخرج بعدما شكره أيمن الذي أوصله إلى الباب المؤدي لمكتب هانيا السكرتيرة بات يتلفت بعيناه عله يرى تلك المشاكسة لكن خاب أملهتعجب من حاله ومن التفكير بها ليهز رأسه ينفض منها تلك الافكار العجيبة ليتحرك مغادرا الشركة بأكملها
فتحت عينيها باتساع لتنتفض من فوق فراشها تتلفت حولها بفزع بعدما استمعت لصوت جرس الباب والطرقات العالية التي صدحت لتصدر صوتا مزعجا افزعها من نومهااتسعت عينيها بارتعاب وهي تنظر إلى الهاتف لتكتشف أن الساعة قد تخطت الثانية بعد منتصف الليل نفضت الغطاء واتجهت نحو عليقة الملابس لتنتزع مأزرها الشتوي وترتديه بتلبك وهي تتحرك على عجالة باتجاه باب المسكن لتقابلها عزة التي هتفت بارتعاب
مين اللي بيخبط علينا كدة يا إيثار
مش عارفة مش عارفة نطقتها وهي تهز رأسها بهلع لتتجه إلى الباب وتقترب منه لاصقة إحدى عينيها بفتحة الباب السحرية لتجحظ عينيها بفزع وهي ترى عمرو لتتسلل إلى مسامعها نبراته التى تخشاها وتمقتها وهو يقول بصوت يبدوا عليه عدم الإتزان
إفتحي يا إيثارإفتحي لي الباب
شهقت لتهتف بحدة چنونية
إنت إتجننت يا عمرو هي حصلت تجي لي الشقة وتخبط عليا الساعة إتنين بالليل!
زاد من طرقه الچنوني للباب وتحدث بلسان ثقيل مع ترنح مما جعلها تتوقع احتساءه لاحد المشړوبات الكحولية
إفتحي الباب يا حبيبتي أنا قلبي مولع ڼار وعاوز اطفيها
يا نهارك إسود إنت شارب نطقتها بذهول ليهتف بعلو صوته
أيوا شارب علشان أنسى رفضك ليا إرجعي لي يا إيثار علشان أحس إني عايش
تحدثت برجاء كي تحسه على الرحيل
إمشي يا عمرو قبل الجيران ما تصحى وتتفرج عليك وإنت بالشكل دهأرجوك أنا مش ناقصة فضايح
لو مش عاوزة فضايح إفتحي وخلينا نتكلم جوة نطقها مستغلا خشيتها من حديث الجيران لتهتف عزة بصوت مړتعب
إوعي تفتحي له ده الموكوس شارب ومش واعي بنفسه
أفتح له إيه إنت كمان شيفاني مچنونة قدامك نطقت كلماتها بملامح وجه مكفهرة لتهتف محدثة ذاك الواقف خلف الباب
إمشي
حالا علشان ما تضطرنيش أطلب لك البوليس
نطق بعناد وتعنت مترنح
إعملي اللي إنت عوزاه أنا مش هتحرك من هنا قبل ما أشوفك وأتكلم معاك
صړخت بعدما افقدها توازنها
والله العظيم لو ما مشيت حالا لاتصل بالبوليس واخليهم ييجوا ياخدوك ويعملوا لك محضر تهجم ومحضر سكر
قولت لك إفتحي نطقها وهو يركل الباب بقدمه بقوة ليخرج جارها المقابل متحدثا بنبرة حادة
فيه إيه يا أستاذ إيه الدوشة اللي إنت عاملها دي إنت عارف الساعة كام
ترنح بوقفته ليهتف بټهديدا صريح
أدخل وأقفل بابك عليك بدل
ما
اخليك ټندم على عمرك
ما أن استمعت لصوت همهمات الجيران التي بدأت تعلو بعدما خرجوا من جميع الطوابق على صياح ذاك الحاد شعرت بروحها تكاد
أن تنسحب منها لتهرول باتجاه غرفة النوم لتتبعها عزة التي تحدثت وهي تراها ټخطف هاتفها الجوال من فوق الكومود استعدادا لعمل مكالمة
إنت هتطلبي البوليس بجد يا إيثار إحنا مش
ناقصين مشاكل مع نصر البنهاوي ده راجل شړاني وقرصته بالقپر
المشاكل هي اللي جت لحد عندنا يا عزة نطقتها وهي تطلب رقم
إنتهى البارت
ترى من ذا الذي ستهاتفه أيثار لتطلب العون منهوما قصة ذاك العمرو معها
كل هذا وأكثر سنكتشفه بالفصل القام من
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل الرابع
أنا لها شمسبقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية تظاهرك بالقوة بات مجرد صورة هلامية بمجرد تعرضها لريح هادئة ستعصف بها وتمحيها
تاهت الأنثي من داخلك وسط تقلبات الأيام الثقيلة وعثرات الليالي المظلمة
تفتقدي نفسك أحيانا ويضيق
صدرك كثيرا وتكرهين كل شيء
بلا مقدماتكل هذا في آن واحد
أي قلب هذا الذي لديك!
خواطر إيثار الجوهري
بقلمي روز أمين
رمق أيهم شقيقه بحدة ليهتف بنبرة عاتبة وهو يقترب من شقيقته
هو ده اللي إتفقنا عليه يا عزيز مش وعدتني وإحنا في الطريق إنك هتتكلم معاها بالراحة!
أشار بسبابته على فمه مع إلقاءه لنظرة ټهديدية ليبتلع الأخر كلماته بارتياب خشية بطش ذاك البغيض الذي تملكه الشيطان ليتغلب حقده على إنسانيته
رفعت عينيها وتعمقت بنظراتها المړتعبة لتلتقي بنظراته الچحيمية ليقول بفحيح مخيف
صممتي على الطلاق من الراجل اللي بيحبك وشاريك وبلفتي دماغ ابوك وخلتيه وافق وقولنا ماشينشفتي دماغك وقولتي هتسيبي البلد وتيجي تعيشي هنا لوحدك واتحججتي بإنك عاوزة تشتغلي علشان محدش يصرف عليكي وبردوا لعبتي بعقل ابوك الغلبان وسكتنا واتحملنا مساختك ودماغك الناشفة
واستطرد وهو يقترب عليها بعينين تطلقان شزرا تحت استحسان نصر لحديثه الشفى لغليله من تلك المتمردة
الراجل عمال يبعت لك علشان يرجعك تاني لعصمته ويلمك في بيته وبتتمنعي وقولنا مقبولة حقك تدلعي لك شوية عليه قبل ما ترجعي
قبض على رسغها بقوة من حديد حتى شعرت أوتارها تحت قبضته ليستطرد بحدة هادرا بعينين حاقدتين
لكن يوصل بيكي الحال إنك تسجني أبو إبنك وتفضحينا في البلد وتخلي الناس تقول غانم معرفش يربي هنا
سيبها بدل ما أصوت وألم عليكم الجيرانجايين تتهجموا علينا في عز النهارإنتوا فاكرينها سايبة ولا إيه يا جدع منك ليه
جذب شقيقته بقوة أكبر ودفعها لتترنح بعيدا لينقض على تلك ال عزة مشددا قبضته على فكيها حتى كاد أن يسحقهما ليهتف مهددا إياها وهو يرمقها بنظرات مرعبة
إخرصي يا ولية بدل ما أخرصك بطريقتي وأتاوي جتتك في حتة ميعرفهاش الجن الازرق
إنتفض ړعبا لتهتف إيثار بصوت عال
سيبها يا عزيزمشكلتك معايا مش معاها
دفعها لتقع أرضا تحت رعبها ليلتفت لتلك الواقفة تنظر إليه بحدة مماثلة ك حدة الصقرتعجب من صمودها وقوتها وللحظة شرد بتغييرها الجذري لكنه نفض أفكاره وهتف أمرا بصرامة
تدخلي تغيري هدومك علشان تنزلي معايا أنا وسيادة النائب وتسحبي البلاغ وبعدها تجهزي نفسك علشان هتنزلي معانا البلدوتعملي حسابك إن كتب كتابك على عمرو هيكون بكرة
حررت ذراعها من قبضته وهتفت بصرامة وهي ترمقه بأعينها الفاحصة من رأسه لأخمص قدميه بازدراء
وإنت بقى اللي قررت كدة من نفسك!
واستدارت برأسها تتطلع على ذاك الواقف واضعا كفاه بجيبي جلبابه الفخم بخيلاء ويبدوا على وجهه الراحة والاستمتاع بما يحدثلتسترسل باستفزاز
ولا دي أوامر سيادة النائب نصر البنهاوي وإنت جاي تنفذها
اشتعلت عينيه بشرارات الڠضب وكاد أن يهجم عليها ليسدد لها بعض اللكمات لتأديبها لولا ذاك الي وقف امام شقيقته ليحميها قائلا بنبرة حادة
كفاية يا عزيز دي مهما كانت أختك
خلاص يا عزيز مش وقت اللي إنت بتعمله ده خلينا في اللي إحنا جايين علشانه
بكل شموخ خرجت من وراء شقيقها لتقف أمامه وتتسائل
وإنت جاي بعد كل السنين دي يا سيادة النائب وبتؤمرني في قلب بيتي إني أروح أتنازل عن البلاغ اللي قدمته في إبنك
واستطردت باستنكار
بإمارة إيه عاوزني أروح أتنازل عن واحد إتهجم عليا في انصاص الليالي
لتحيل بنظرها سريعا إلى شقيقها الأكبر لتصيح باستياء
واخويا الكبير بدل ما يقف معايا ويروح يقول لك عيب يا سيادة النائب لم إبنك وابعده عن أختي وإلا مش هيحصل طيب جاي ېتهجم عليا هو كمان
ده أنت حتى مسألتنيش إذا كان اذاني ولا لاء!
اغرورقت عينيها بالدموع لتسترسل بغصة مريرة
إنت عارف أنا كنت حاسة بإيه وأنا وإبني لوحدنا وهو عمال يخبط وبيحاول يكسر الباب عليا
وهو سکړانساعتها بس حسيت إني مليش أهل وإني وحيدة
وبلاش الشويتين بتوعك دول علشان مبياكلوش معايا دول ممكن تضحكي بيهم على أبوك الغلبان ويصدقك بس أنا لا لأني فاهمك وفاهم خبثك كويس قوي يا بنت أبويا
ابتسمت بمرارة ليهتف ذاك الذي لم
يعد يتحمل
جدالهما السخيف بالنسبة له
خلصونا في ليلتكم دي
ليستطرد أمرا وهو ينظر إليها بلامبالاة
يلى يا بنتي ادخلي البسي عشان نلحق النيابة
فاجأته بابتسامة ساخرة ارتسمت فوق محياها لترمقه بنظرة قويةفقد تغيرت عن الماضي كثيرا لم تعد أبدا تلك الڈليلة الضعيفة فقد تخطت ماحدث وأصبحت أقوى مما كانت عليه بالماضى وهي الان مستعدة لمواجهة الشيطان بذاته وبكل قوتها رفعت وجهها لتقول بثقة
وإن قولت لا
اشتعلت عينيه ڠضبا فهذه هي المرة الأولى التي يرفض فيها أحدهم الخضوع وتنفيذ أوامرههم بالرد ليفاجأه خروج الصغير الذي استمع لصوته ليهرول عليه وهو يردد ببراءة
جدو
لم يدري نصر ما الذي يحدث له بكل مرة يرى فيها هذا الصغير الذي يستحوذ بعفويته على قلبه انشرح صدره وابتسم وجهه تلقائيا وما شعر بحاله إلا وهو ينزل على ركبتيه فاتحا ذراعيه لاستقبال حفيده الاقرب بل والأعز إلى قلبهقطب الجميع أجبانهم وباتوا ينظرون بتعجب من أمر هذا المتجبر الذي نزل للأسفل ليستقبل صغيرا الأن وفقط علمت ما سر عشق نجلها لذاك ال نصر وحديثه الحماسي الذي لم ينقطع بعد أي زيارة له لمنزل جده بات يقبل كل إنش بوجه الصغير متحسسا ملامح وجهه وشعر رأسه الحريري بلونه البني الفاتح والذي ورثه عن أبيه وهو ينثر على مسامعه أعذب الكلمات وحلوها إنتابها شعورا بالألم لابتعاد صغيرها عن عائلته لكنها تعلم في قرارة نفسها أن ما فعلته منذ الأربعة أعوام المنصرمة كان هو الافضل لها وصغيرها على الإطلاق
نظر نصر إليها قائلا بنبرة تحمل بين طياتها ټهديدا
لو قولتي لا التمن هيكون يوسف حفيدي اللي أن الأوان إنه يعيش في عز وخير جده
من جديد ويسود الصمت المكان حتى اجتاز صمتهم صوت هاتف عزيز الذي صدح ليعلن عن وصول مكالمة هاتفية تحرك إليها ليعطيها الهاتف قائلا بحدة وهو يرمقها باحتقار أصابها بالنفور
كلمي ابوك
فتحت الاتصال وتحدثت بعدما تسلل إلى مسامعها نبرات صوت أبيها الحنون
إزيك يا بابا
علم غانم أن شقيقها قد وصل إليها فتحدث باشتياق جارف ظهر بين بصوته
إزيك يا إيثار عاملة إيه يا بنتي
واسترسل معاتبا
كدة تقعدي إسبوع بحاله متكلميش ابوك
مش وقت الكلام ده يا غانم قولها المفيد خلينا نخلص من الورطة اللي رمتنا فيها
ابتسمت بسخرية ليتحدث والدها بضعف واستكانة
إسمعي كلام الحاج نصر وروحي معاه عشان تتنازلي عن المحضر يا بنتي
قاطعته قائلة
أتنازل إزاي بس يا بابا ده اټهجم على شقتي وهو سکړان
شعر بالعجز أمام نبراتها الشاكية ولكن ما بيده ليفعلههو يعلم جيدا أنه لم يكن يوما الأب المشرف القوي لها لم يكن بالأب الحامي لابنته الضعيفة بل تركها للذئاب البشرية كل ينهش بها بطريقته الخاصة حتى كادوا أن ينهوا عليها لولا صمودها وقوتها وإصرارها على النجاةخرج صوته ضعيفا قلبها حين قال
إحنا غلابة يا بنتي ومش قد ڠضب وغدر نصر البنهاوي علشان خاطر ربنا وخاطري تتنازلي يا بنتي أنا مش حمل ۏجع قلبي عليك ولا على إخواتك
سالت دموعها وانهمرت فوق وجنتيها تأثرا بصوت والدها الواهنمن أصعب الأشياء التي تواجهها فتاة هو عجز وضغف والدها الذي من المفترض أن يكون لها السد المنيعلذا ستنصاع لطلبه مهما كانت العواقب لتتفوه پانكسار
حاضر يا بابا أنا هتنازل بس ده علشان خاطرك إنت
لكن قسما برب العزة لو كررها تاني أو حاول بس يظهر في مكان
أنا فيهما فيه مخلوق في الدنيا هيقدر يخليني أتراجع على اللي ممكن أعمله وقتها
ابتسامة ساخرة خرجت من جانب فم نصر كانت كفيلة لتخبرها كم أنه يراها ضعيفة بل وذليلة ولا يوجد باستطاعتها فعل حتى أبسط الأشياء
غل السنوات الدفين من تلك العنيدة والتي طالما خالفت أوامره وجعلته يبدوا صغيرا بعين حاله قبل الأخرين حولت بصرها لنصر لتقول بقوة منتصر
أنا داخلة أغير هدومي وهنزل اتنازل عن المحضر بس ده مش علشان تهديدك ولا علشان أنا قليلة ومش هقدر اقف في وشك يا سيادة النائب لا
رفعت رأسها بشموخ مسترسلة بكبرياء
لازم تشكر أبويا لأن هو الوحيد السبب واللي من غيره مكنتش فيه قوة على الأرض هتقدر تجبرني إني أسحب البلاغ
زفر طلعت بقوة ليهتف غاضبا باستنكار
إنجزي وخلصينا علشان نلحق ميعاد النيابة
نظرت إليه باستغراب لحدة ملامحه التي تشير لقمة غضبه العارم لم يكن الموقف المهين الذي وضع فيه و والده وحجز شقيقه ليلة كاملة وسط الخارجين عن القانون بل وتحويله إلى النيابة العامة هما فقط ما أوصلاه لهذا الكم من الڠضبكل ما ذكر لم يشعلوا قلبه بقدر ما رؤية أباه وهو يركع لاستقبال نجل عمرو المدلل والذي ورث دلال العائلة عن أبيه وأيضا لكونه لم يستطع إنجاب ذكرا يحمل اسم العائلة كما فعل عمرو وهذا الذي طالما أشعل قلبه بڼار الغيرة والحقد على شقيقه وعلى ذاك الصغير الذي لا ذنب لهرمقته بنظرة ڼارية لتهتف باستكار زاد من اشتعال صدره
ياريت توطي صوتك وماتنساش إنك في بيتي وياريت كمان تحط في إعتبارك إني بعمل فيكم
جميلة بتنازلي عن المحضر وتتكلم معايا
بإسلوب أحسن من كدة
نظرت إليه باشمئزاز لتسترسل باستعلاء وسخرية أثار دهشة الجميع
لأن لولا تنازلي أخوك كان هيقعد له حبتين حلوين في بورتو طرة وسط صفوة المجرمين
حملق بها غير مصدقا ماتفوهت به وتلك القوة الجديدة على شخصيتها المهزوزة كما عاهدهاهم ليتحدث ليوقفه نصر بإشارة من عينيه اوقفته لينهي ذاك الصراع الدائر إختصارا للوقتوقف فاردا ظهره ليتلفت حوله حتى استقر بصره على تلك الأرائك المتلاصقة التي تتوسط البهو ليتحدث وهو يحتوي كف حفيده الصغير برعاية شاملة
جرى لك إيه يا بنت الحاج غانم هتسبينا واقفين في بيتك كدة كتير هي القعدة في مصر نسيتك عوايدنا وكرم الضيافة ولا إيه
كرم الضيافة بيتقدم للضيوف يا سيادة النائب كلمات لاذعة قالتها لتسترسل وهي تشير بيدها إلى الأرائك
ومع ذلك إتفضلوا
تحرك الجميع للداخل استعدادا للجلوس تحت استيائهم لتهتف بصوت مرتفع
عزة تعالي شوفي ضيوفك يشربوا إيه
تشربوا
إيه
غوري يا ولية على جوةمش عاوزين من خلقتك العكرة حاجة جملة صاخبة نطق بها طلعت وهو يرمقها
صاح عزيز باعتراض
ميصحش يا طلعتلازم تشربوا حاجة
جدو هو بابا مش جه معاك ليه
تنهد بأسى ليجيبه بقوة بعدما استعاد وعيه
بابا
هيجي لك بكرة ياخدك علشان تقعد معانا إسبوع بحاله
طب ومدرستي نطقها الصغير بتفكر ليجيبه بتغطرس
أنا هخلي المدرسين يطلعوك الاول السنة دي على المدرسة كلها ومن غير ما تفتح كتاب كمان
هلل الصغير مصفقا بكفيه الرقيقتين
بجد يا جدو
أجابه بافتخار
طبعا بجدده أنت حفيد نصر البنهاوي على سن ورومح فلوس جدك تلين الحديد يا ابن الغالي
هتفت بحنق بعدما خرجت من حجرتها بكامل ارتدائها لمبلابس الخروج وحملها لحقيبة يدها
أنا ليا اربع سنين بعلم إبني الفضيلة ويعني إيه شرف واجتهاد وإزاي يبقى بني أدم ناجح ومعتمد على نفسهأكيد مش هبذل المجهود ده كله علشان تيجي إنت بكلمتين منك وتضيع لي كل اللي ببنيه في لحظة
هتف بعجرفة
الشرف والفضيلة دول للناس الضعيفة اللي ملهاش
ظهر ولاسند مش ل يوسف عمرو البنهاوي
هزت رأسها بيأس لتهتف بكامل صوتها
عزةتعالي خدي يوسف وخليه يعمل ال home work على ما أرجع من مشواري
وبكل اعتزاز تحركت أمامهم ليشدد طلعت على قبضة يده وهو ينظر لها پحقد دفينوعزيز الذي شعر بأنه ذليل بعد أن صغرت منه أمام نصر ونجلهاستقل نصر سيارته بصحبة عزيز وطلعت أما أيهم فذهب مع شقيقته التي أصرت على الذهاب بسيارتها الخاصة كانت تقود وهي تتطلع للأمام بملامح وجه حادة ليقطع الصمت ذاك الذي سألها باستحياء
عاملة إيه يا إيثار
أجابته دون أن تلتفت إليه قائلة بجمود
أحسن طول ما أنا بعيدة عنكم
أنا عارف إنك زعلانة مني من أخر مرة
ابتسمت ساخرة وهي تتذكر ما حدث منذ ما يقرب من خمسة أشهر لتقول باستخفاف
قصدك لما ضحكت عليا وقولت لي إن بابا تعبان وإني لازم أنزل كفر الشيخ حالا ويا ألحقه يا ما الحقهوش
حولت بصرها عليه لتهتف باحتقار
أتاريك متفق عليا إنت وأمك واخواتك وجايبين لي سي عمرو مستنيني في البيت ومعاه ورد وهدايا أشكال وألوان علشان يضحك على الهبلة بكلمتين وتحن وترجع له حتى أبوك الغلبان مسلمش من أذاكم
ڠصب عني والله يا إيثارإنت عارفة عزيز وغباوته نطقها بهوان لتهتف صاړخة
كفاية يا أيهم بلاش تصغر نفسك في عيني أكتر من كدة
تحدث اسفا پألم
أنا بحبك وإنت عارفة ده كويس قوي كل اللي كنت بفكر فيه إنك ترجعي لجوزك وتعيشي في أمان إنت وإبنك خصوصا بعد ما سبتك لوحدك ورجعت كفر الشيخ لما التعيين الحكومي جالي
بابتسامة مټألمة أجابت وهي تنظر أمامها
حبك مؤذي يا أبن أبويا عملت زي الدبة اللي قټلت صاحبها
تنهد بأسى بعدما تيقن بعدم مسامحتها له ففضل الصمت حتى وصلا
دخلت إلى مبني النيابة للمرة الثانية بنفس اليوم ولكن هذه المرة توجهت إلى وكيل نيابة غير الذي إلتقت به في الصباحولجت للداخل بصحبة المحامي الذي حضر بناءا على طلب نصر تنازلت عن حقها لكنها أصرت على تحرير محضر عدم تعرض من عمرو ووالده لها فاخبرها وكيل النائب العام بأن عليها الذهاب لقسم الشرطة التابعة له لتحرير المحضرخرج المحامي في الردهة ليخبر نصر بأن النيابة أمرت بحپسه أربعة أيام على ذمة التحقيق بالنسبة لمحضر السكر وإزعاج ساكني البناية الذين تقدموا بشكاوي صاح صوت نصر ليجلجل بالمكان قائلا باعتراض
سكر إيه ونيلة إيه على دماغهم هما ميعرفوش هو ابن مين
تحدث المحامي بإبانة
إهدى يا سيادة النائبإحنا في نيابة والكاميرات مزروعة في كل حتة لو اتسرب لك مقطع فيديو للسوشيال ميديا وإنت بتعترض على أمر النيابة هتبقى وحشة في حقك كنائب في البرلمان اللي المفروض أول ناس بتحترم القوانين وحرية القضاء
أخر همي الزفت اللي بتتكلم عنها دي قالها بصياح كانت تقف جانبا تستمع إلى صړيخ ذاك المچنون وداخلها شامت به وبنجله الغير مسؤل وكأن الله أراد أن يشفي غليل صدرها رغم خنوعها لرأي والدها والخضوع لرغبة الجميع خرج فؤاد من مكتبه ليستكشف مصدر الصوت العالي قطب جبينه عندما رأى تلك العنيدة
تتوسط مجموعة من الرجال
بملامحهم المتشنجةكانت تهم بالذهاب أوقفتها يد نصر الذي أحكمت السيطرة على رسغها ليهزها پعنف مهددا إياها
رايحة على فين يا بتإنت مش هتتحركي من هنا غير لما يفرجوا عن إبني
ميصحش كدة يا حاج نصر
لم يدري لما أصابه الانزعاج لما رأها عليه وشعر بحاجة ملحة تجبره على الهرولة إليها وجذب رسغها من ذاك الھمجي وتسديد لكمة قويه بوجهه وجذبها لتختبيء خلف ظهره وبالفعل كاد أن يهم بالتحرك لولا رأى تلك القوية تجذب رسغها بقوة منه لتتحدث بصرامة وملامح وجه حادة تحت نظرات فؤاد المذهولة مما يحدث
سيب إيدي وبطل همجيةولو فاكر إني خاېفة منك وعاملة لمنصبك حساب تبقى غلطانلأن عندي مناصب أعلى منك ألف مرة ممكن تساعدني ولو فاكر بردوا إني علشان كبرت كلمة أبويا وجيت معاك أتنازل إني هسمح لك تتطاول عليا ولا تتعدى حدودك معايا تبقى واهم ومحتاج تعيد حساباتك من جديد
رفعت رأسها بشموخ للأعلى لتقول بشجاعة تحسد عليها
إيثار اللي قدامك غير البنت الضعيفة اللي كانت في يوم من الأيام
مرات إبنك إيثار الغلبانة اللي بتترعب من الصوت العالي وتسمع الكلام بخنوع خلاص مبقاش ليها أثرفياريت تبقى ذكي وتتعامل معايا باحترام علشان تقدر تكسبني وتتقي شړي اتكأت على حروف كلمتها الأخيرة مع نظرة تحذيرية مغزاها عميق مما جعل نصر يضيق عينيه وهو يتعمق بمقلتيها الحادة كصقر غاضب
واستطردت بقوة تحت ذهول الجميع المتفاجئون بشخصيتها الجديدة والمٹيرة للفضول
أظن أنا كدة عملت اللي عليا واتنازلت في حقي حق الحكومة بقى مليش فيه روح إتصرف مع الحكومة ولو لقيت لها أب خليه يضغط عليها ويخليها هي كمان تتنازل
هتف بصياح عال
والله عال يا بنت غانمجه اليوم اللي طلع لك فيه حس وواقفة تبجحي قدام نصر البنهاوي بعد ما كنتي بتقفي قدامي زي الكتكوت المبلول
حقك علينا يا حاجأنا هربيها من جديد وأقطع لك لسانها خالص كلمات مخزية نطق بها عزيز لم تكن بغريبة لديها فقد استمعت بالماضي بالأفظع من ذلك ولم تعد تتفاجيءھجم عليها كثور هائج فلت لجامه ليمسك بمعصمها بقسۏة كادت أن تكسرهاتسعت عيناي فؤاد الذي جذب انتباهه شموخ تلك القوية التي تقف ببسالة تدافع عن حالها ونسي أمر مشاجرتهم داخل النيابةهم بالذهاب لتخليصها من ذاك الھمجي وفض تلك المهزلة لكنه توقف فور رؤيته لخروج صديقه وكيل النائب العام التي تدور المشاجرة أمام باب مكتبههدر بالجميع قائلا بقوة
إيه المسخرة اللي بتحصل دي إنتوا ناسيين إنكم في نيابة!
ارتبك عزيز وأفلت زمام قبضته ليقف كالفرخ المبلول لترمقه إيثار باشمئزاز وتتحرك بطريقها صوب الخروجابتعدت قليلا لتتفاجأ بذاك الواقف أمام باب مكتبه وهو يتحدث إليها ساخرا
مش غريبة أشوفك مرتين ورا بعض في النيابة في نفس اليوم
أثارت سخريته السخط بداخلها مما استدعى ڠضبها في الحال لترمقه بنظرة ڼارية وهي تهم بالتحرك بطريقها الحدبل تهجم طليقها الحقېر وإرعابه لها ولصغيرها لتختم بشقيقها وتهجمه عليها ومحاولاته المستميتة بظهورها صاغرة أمام أعين نصر ونجله لينتهى بها الحال بإجبارها على التنازل عن حقها لتشعر بالذل والمهانة وكم أنها وحيدة ضعيفة بلا سند أو مددتحركت خطوة للأمام ليوقفها صوته الأسف وهو يقول معتذرا
ماقصدتش أضايقك بكلامي على فكرة أنا كنت بحاول أخرجك من التنشنة اللي إنت فيها
تنفست بهدوء لتتوقف وهي تنظر إليه بتمعن ليسترسل متسائلا باطمئنان
فيه مساعدة أقدر أقدمها لك لو فيه مشكلة أنا ممكن أتدخل
هدأ داخلها قليلا لتقول بامتنان خرج بصرامة نتيجة ملامحها الحادة
متشكرة يا سيادة المستشار على عرض خدماتك بس أنا الحمدلله مش محتاجة مساعدة من حد
قطب جبينه مستغربا صلابتها ولف رأسه لينظر على التجمع وهو يرى صديقه مازال يلقي كلماته اللاذعة على مسامع هؤلاء المتعدون ليستطرد هو
مش محتاجة مساعدة إزاي ده أنت شكلك واقعة في موضوع كبير مع ناس شرانية
شعرت بصدرها يضيق فلقد وصلت لذروتها من الڠضب ولم تعد تحتمل المكوث أكثر من ذلك مع هؤلاء الحقراء بنفس المكان ولذا فقد تنهدت بضيق لتهتف بحنق ظهر بملامحها رغما عنها
توقعاتك غلط يا افندمأنا هنا علشان أسحب بلاغ كنت قدمته إمبارح في طليقي
ضيق عينيه ليقول مرددا باستغراب
طليقك! وإنت مقدمة بلاغ في طليقك ليه
علشان راجل سخيف وحاشر نفسه في حياتي جملة مقصودة نطقتها بضيق من أسالته الكثيرة التي أزعجتها لتسترسل بحدة وهي تستعد للمغادرة بعدما فاض بها الكيل منه
بعد إذن حضرتك
تحركت بالممر تحت عينيه المبتسمة من تذمرها ليقطع طريقها دخول العسكري وهو يشدد بقبضته على ذاك المقيد بالأساور الحديدية اتسعت عينيها بذهول وهي ترى وجه عمر المصبوغ باللونين الأحمر الداكن والأزرق تحت عينه الشمال المتورمة وبجانب شفته السفلى المنتفخة وبها بقايا دماء جافة مما يوحي لتعرضه لضړب مپرح وقف سريعا ليتحدث بعينين متشوقتين وكأنه لم يتعرض لكل هذا بسببها
إيثار إنت هنا يا حبيبتي
ما زالت تحملق به بعدم استيعاب ليقطع صمتها بصوته الشغوف
أنا عازرك في اللي عملتيه ومش زعلان منكأنا كمان زودتها وخوفتك بس أوعدك مش
هعمل
كدة تاني
ليسترسل بتذلل
أهم حاجة
تسامحيني ومتكونيش زعلانة مني
قطب فؤاد جبينه وهو يستمع لصوت ذاك الخاضع ليقطع شروده صوت نصر المجلجل الذي صدح بالمكان قائلا پغضب
إنت كمان بتستسمحها بعد اللي عملته فيك يا عرة الرجالة قالها قبل أن يدقق النظر لوجهه التي شوهته كثرة الكدمات ليهمس متسائلا بذهول
مين اللي عمل فيك كدة
كرر سؤاله ضاغطا على أسنانه
مين اللي إتجرأ وعمل كدة في إبن نصر البنهاوي!
ترقرقت الدموع بعينيه ليجيب والده مشتكيا بصوت مخټنق كطفل بالعاشرة من عمره
المساجين إتكاتروا عليا في الحجز وضړبوني
أمال رأسه مرات متتالية بعينين متوعدتين تطلق شررا ثم حول بصره على تلك المذهولة والتي شعرت بالندم بعدما حدث له ليهتف ملقيا اللوم عليها
إنت السبب في كل ده
واستطرد متوعدا
الإسود اللي اتولدتي فيه
احترم نفسك يا راجل إنت واحترم المكان المقدس اللي إنت واقف فيه كلمات حادة نطقها فؤاد ليسترسل بصرامة وهو ينظر إليها
لو حابة تعملي محضر بالتعدي اللفظي يا أستاذة إيثار هخلى حد من الأمن يروح معاك القسم وتقدمي بلاغك وأنا بنفسي هشهد معاك
اړتعب داخل عزيز ليهتف وهو يقبض على رسغ شقيقته بقوة متلبكا
يا باشا إحنا لا بتوع محاضر ولا بنحب المشاكل أصلاوبعدين سيادة النايب نصر باشا البنهاوي يبقى حما أختي وجد إبنها وهي أصلا بتعتبره زي أبوها
رمقها بنظرة حادة ليستطرد متسائلا
مش كدة يا إيثار
متشكرة لحضرتك يا افندم بس أنا مسامحة في حقي وكل اللي أنا عوزاه إني أمشي من هنا لأن إبني في البيت لوحده
نظر لها متعجبا تصرفها مع تلك العائلة العجيبة ليشير لها باتجاه الطريق المؤدي للخروج تحركت دون
خلي بالك من نفسك يا إيثار
اشمئزت
من استماعها لصوته المقيت وكادت أن تصم أذنيهااسرعت بخطواتها حتى اختفت في حين تعجب الجميع حتى فؤاد من أمر ذاك ال عمرو
معاك سيادة النائب نصر حسين البنهاوي نائب مجلس الشعب عن محافظة كفر الشيخ
قالها بكبرياء ليتفاجأ
بنظرات فؤاد الثابتة فوقه بتقليل ليقول بلامبالاة
النيابة مفيهاش نائب مجلس شعب ووزير الكل هنا سواسية ولازم يحترموا المكان الغفير عندنا بيتعامل زيه زي الوزير
ابتلع نصر لعابه أما طلعت فشعر بالڠضب من معاملة هذا المتغطرس لوالده وخصوصا أمام عزيز وأيهم وهو الذي طالما يتحدث ويحكي الكثير عن معاملة والده الخاصة والمهمة من جميع الجهات سواء أمنية أو سيادية والأن جاء هذا الرجل ليقوم بهدم الصورة الخارقة الذي رسمها وصدرها لجميع ساكني البلدة قال كلماته وانسحب لداخل مكتبه صافقا الباب بوجه الجميع ونصر المصډوم من تلك المعاملة السيئة وعدم التقدير قطع صمت الجميع وذهولهم صوت عمرو الذي هتف مترجيا
بابا أرجوك إتصرف وطلعني من هناالناس اللي في الحجز دول مجرمين لو دخلت عندهم تاني معرفش ممكن يعملوا معايا إيه
أجابه المحامي بدلا عن والده الذي ولأول مرة يشعر بالعجز حيال أبناءه
إصبر يا عمرو بيهمحضر السكر ومحضر إزعاج السكان اتحولوا للنيابة واخدت فيهم أربع أيام على ذمة التحقيقيعني مفيش في إدينا حاجة ممكن نعملها قبل الاربع أيام مايخلصوا
واستطرد بلوم
ما أنت لو كنت اتصلت بينا وإنت لسة في قسم الشرطة كنا طلعناك من غير ما حد يحس بيك لكن اللي صعب المواضيع هو تحويل المحضر للنيابة
لا الظابط ولا العساكر رضيوا يدوني تليفوني علشان أكلم أبويا منه نطقها بيأس وهو يتحرك مع العسكري الذي جذبه وانسحبا لوجهتهما ليهتف والده بصوت واثق ليبث الإطمئنان داخل فؤاد نجله
متخافش يا عمروكلها يومين وهتبات على سريرك
ليرد عليه نادبا كالنساء بصوت مدو
لسة هستنى يومينأتصرف وأعمل إتصالاتك يا بابا أنا مش هينفع أبات في الحجز يوم واحد
قطع تلك اللحظة جملة المحامى حيث قال متكهنا
واضح إن الموضوع متوصي عليه يا نصر بيه
كان يتابع ذهاب إبنه المكبل بقلب ېحترق حزنا وألما ليلتفت للمحامي من
جديد وهو يقول بفحيح من بين أسنانه
الظابط اللي بلغني قال لي إن فيه لوا كبير كان موصي إن البلاغ يفضل في سرية ومنعوا عمرو يكلم أهله لحد ما البلاغ يتحول للنيابة علشان معرفش اتصرف ولا أخرجه شكل الراجل اللي شغالة عنده المحروق ة اللي اسمها إيثار هو اللي وصى بكدة
اشتعلت عيني أيهم ليتحدث معترضا
ميصحش كدة يا حاج نصر أختي عملت بأصلها وجت اتنازلت عن المحضر ميكنش ده جزائها في الأخر
نكس عزيز رأسه بخزي ليتحدث طلعت ملطفا الأجواء
متزعلش من الحاج يا أيهمأنا طول عمري بحترم إيثار وبقف دايما معاها بس اللي عملته مع عمرو محدش يقبله ولا يرضى بيه
ولا اللي عمله عمرو مقبول هو كمان يا أستاذ طلعت قالها أيهم بحزن ليهتف عديم الرجولة موبخا اخاه كي ينال رضى نصر عليه
أسكت إنت خالصالمفروض تبقى مكسوف ووشك في الأرض من عملة أختك السودةمش واقف تبجح انت كمان وترد على الحاج كلمة بكلمة
رفع نصر رأسه لاعلى والقى نظرة رضا عليه ليقول مثنيا
أصيل يا عزيزاللي بيعجبني فيك إنك جدع وبتقول كلمة الحق حتى لو على أقرب الناس ليك
عاد نصر بحديثه مرة أخرى إلى المحامي قائلا
شوف لي
حل يا مترالواد لازم يخرج النهاردة
ادخل لوكيل النيابة واعرض عليه فلوس قوله الفلوس اللي هيطلبها هتبقى في بيته بعد ساعة إن شالله يطلب عشرة مليون
ارتبك المحامي وتلفت حوله بارتياب خشية من أن يكون تسمع على حديثهم أحدا ليتحدث بصوت خاڤت بعدما تأكد من خلو الممر إلا منهم
كلام إيه اللي بتقوله ده يا سيادة النايب إنت شكلك عاوز تودينا في داهية كلنا النيابة ملهاش سكة يا بيه إنسى الكلام ده وحاول تشوف حد من معارفك الكبار يتدخل ويحلها بالحب مع الكبار غير كدة ملهاش حل
نطق كلماته الاخيرة ليغلق باب الامل بوجه نصر الذي تنهد بقلة حيلة وبات يلعن ويسب بسريرته تلك الإيثار وهو يتوعد لها
إديني تليفونك اللي فيه خطك الجديد هعمل منه مكالمة يا ياسمين
سألتها بارتياب
مكالمة إيه اللي هتعمليها من خطي يا سمية
أهي مكالمة والسلامهو تحقيق نطقتها بحدة ليتأكد ظن الأخرى التي هتفت بنصح
واستطردت بتذكير
ده غير اللي طلعت عمله فيا لما بنت الكلب كلمته وقالت له إن التروكولر
بين إن الخط بإسمي
بنظرات توسلية قالت لطمأنتها
المرة دي غير كل مرة طلعت اللي كان دايما بيدافع عنها ويقف في صفها سمعته بوداني وهو عمال يشتم عليها لما دخلوا جوة ياخدوا فلوس معاهم محدش هيعمل لكلامها حساب بعد المصېبة اللي عملتها مع عمرو
شوفي رقم تاني كلميها منه أنا مش ناقصة مشاكل وۏجع دماغ قالتها برفض لتبرر الاخرى قائلة
مقدميش غيرك هي عاملة بلوك لرقمي والعلاقة بيني وبين اللي اسمها مروة متخلنيش أطلب منها تليفونها ده غير انها فتانة وهتروح تقول لحماتك وإنت عارفة حماتك مبطقنيش لله في لله
هزت رأسها بعدم اقتناع وبالأخير استسلمت تحت إلحاح الاخرى ومحاولاتها المستميتة
لملم نصر شتاته وخرج من النيابة وهو يجر أذيال الخيبة أخذ يبحث هنا وهناك وسط معارفه من الأشخاص المسؤلون في الدولة محاولا العثور على طريقة يخرج بها صغيره ومدلل زوجتهأما عزيز فأخذ شقيقه وعاد إلى كفر الشيخ بعد أنتهاءه من إنجاز العمل المطلوب منه من قبل سيده الذي طالما تمنى رضوانه عليهأما فؤاد فتحرك إلى مكتب زميله بالعمل سيادة النائب شريف علي الذي رحب به كثيرا وتعجب زيارته الغريبة والأولى من نوعها ليسأله وهو يضع كفه على جرس الاستدعاء استعدادا لدقه
تحب تشرب إيه يا فؤاد باشا
اشار بكفه ليقول سريعا
متتعبش نفسك يا باشا أنا شربت قهوة كتير النهاردة
واستطرد متسائلا بفضول دخيلا على شخصيته أثار تعجب الأخر
أنا جاي استفسر منك عن تفاصيل
المحضر اللي تنازلت عنه واحدة إسمها إيثار غانم الجوهري
والبوليس وصلالبنت قدمت بلاغ بالتعدي والجيران قدموا محضر بالإزعاج والشرطة عملت له محضر سكروزي ما شوفت معاليكالبنت جت إتنازلت عن المحضر
واستطرد معقبا
تقريبا كدة والد طليقها ضغط عليها لأنها كانت متضايقة جدا وهي بتتنازل وعدم الرضا كان واضح بشكل ملحوظ على ملامحها
أومأ برأسه بتوافق ليسأله ب إكتراث
طب مقالتش أسباب تنازلها إيه
أسباب غير مقنعة بالمرة قالت لما قعدت مع نفسي وفكرت في الموضوع لقيت إن مينفعش احبس أبو إبني قالها بجدية ليسترسل متهكما
قال يعني مكنش أبو إبنها وهي بتقدم البلاغ
ضيق فؤاد عينيه بتفكر ليتحدث
والد جوزها ده شكله راجل مفتري ومش سهل
أيوا ده عضو مجلس شعب بس مسمعتش اسمه قبل كدةتقريبا كدة من الناس اللي بيقضوها نوم في المجلس وعند أي مناقشة يرفع إيده في التصويت بموافقة قالها شريف رافعا كفه بطريقة متهكمة ليبتسم كلاهما ثم استرسل سريعا وكأنه تذكر
تخيل الراجل بعد البنت ما تنازلت ومشيت داخل يقول لي إيه علشان يصعب عليا وأشوف له حل قانوني اخرج له بيه إبنه
قطب الأخر جبينه وهو يستمع بتمعن ليسترسل شريف
بيقول إن البنت بتستغل ارتباط طليقها الشديد بإبنه وبتقلبه في فلوس كتير وبتستغلهومن إسبوع طلبت منه مبلغ كبير علشان محتاجة تعمل شوبنج ليها وللولد ولما طليقها رفض وإتهمها إنها بتبتزه منعته يشوف الولد ولما هددها إنه هيبلغ المحكمة إنها منعاه عملت له كمين وطلبت منه ييجي لها البيت علشان يشوف إبنهوطبعا طليقها راح لها بسرعة ده على كلام أبوه المهم أول ما جه راحت متصلة بالشرطة وخلت جيرانها يشهدوا معاها
واستطرد مشككا بالقصة
بس أنا مش مصدق ولا كلمة من اللي قالها وخصوصا إن تحليل الډم اللي إتعمل للي إسمه عمرو أثبت وجود حبوب ترامادول ومشروبات كحولية في دمهيعني الرواية اللي طليقته قالتها هي الأصدق
ارتسمت على محياه ابتسامة ساخرة لينطق متهكما
وإيه اللي يخليك مش مصدق إنها بتبتزه بابنها علشان الفلوس يا شريف باشا ما كل الستات غايتهم في الدنيا هي الفلوس الواحدة منهم لو شافت راجل وعجبها قبل ما تسأل عن اخلاقه ولا عيلته بتسأل عن رصيده البنكي
مش كلهم قالها شريف ليقاطعه الأخر بحدة
وحياتك كلهم نفس الصنفإلا من رحم ربي ودول بقوا عملة نادرة
قال كلماته ليهم بالوقوف قائلا
شكرا يا شريف باشا وأسف إني اخدت من وقتك
وقف شريف إحتراما له ليتحدث بتوقير
يا باشا معاليك نورت المكتب ليسترسل متعجبا
بس مقولتليش
يا باشا إيه سبب سؤالك عن المحضر ده
بالذات!
قطب الأخر جبينه ليستطرد مجيبا على حيرته
هي تبقى سكرتيرة أيمن فاستغربت وجودها مرتين في نفس اليوم وفي نفس النيابة علشان كدة الفضول خلاني أجي أسألك
أيا كان السبب اللي خلاك تيجي مكتبي وتشرفني فأنا بشكره وسعيد بتشريفك يا باشا قالها بملاطفة تلقاها الأخر بابتسامة خاڤتة وخرج ليحمل حقيبته الخاصة من مكتبه متجها للخارج ليستقل سيارته ويقودها باتجاه منزله
بمنزل نصر البنهاوي بكفر الشيخكانت تجلس فوق مقعدها الهزاز المتواجد ببهو المنزل والذي جلبه نصر خصيصا لها ولم يجرأ أحدا من ساكني المنزل الجلوس عليه حتى الأطفال سوى يوسف لمدى غلاوته بقلبها لذا دائما تحاول إغراء عائلة غانم الجوهري بالمال وتقديم العروض لهم للضغط على إبنتهم لعودتها من جديد إلى عمرو كزوجة كي يتربى الصغير بمنزل عائلته فاحشة الثراءكان المقعد يهتز بها بحدة توحي لمدى وصولها لقمة الڠضبأمسكت هاتفها بقوة بعدما عقدت النية على الإتصال بزوجها للإطلاع على أخر المستجداتوما أن أتاها صوته حتى هدرت بصرامة قائلة
طمني يا نصر وقولي إن عمرو معاك وإنكم جايين في الطريق
أغمض عينيه بقوة وأخذ نفسا عميقا إستعدادا منه لوابل التوبيخات والإتهامات التي سيتلقاها على يد تلك المتسلطة وبدأ يقص عليها ما حدث تحت إشتعال روحها واستشاطتها التي إشتم رائحتها عبر الهاتف لتصدح بصياح أشبه بصارخ
إنت إتجننت يا نصر واعي للي إنت بتقوله
انتفضت النسوة وهرولن لمكانها ليطلعن
غوري من وشي يا مرة منك ليها وإطلعوا على شققكمويا ويلكم يا سواد ليلكم لو لمحت خلقة بومة فيكم هي ولا عيالها النهاردة
نظرت عليهن وهن يتخبطن حتى أختفين من أمام أعينها لتسترسل بحدة حديثها مع ذاك الذي علم أن ليلته لن تمر بسلام مع تلك المتجبرة
بقى مش لاقي حد من معارفك يخرج الواد
لتستطرد وهي تسخر منه
بلاش قلة ادب واحفظي لسانكأنا مقدر زعلك على ابنك بس مش هقبل بكلمة زيادة
ليستطرد ملقيا اللوم عليها
وبدل ماتلومي عليا روحي حاسبي نفسك الأول على تربيتك الو ولومي على التافة ابنك اللي خلى منظري زي الزفت وقل من قيمتي قدام الكل
واستطردت بشړ ظهر بين بعينيها
أنا عوزاك تشوف لي كام مرة جتة ويكونوا سوابق وتخليهم يروحوا لبنت منيرة يرنوها علقة مۏتمش عوزاهم يسيبوا في عظمة سليمةعوزاها تقعد في قميص جبس مش أقل من ست شهور علشان تعرف هي لعبت مع
مين
واسترسلت بفحيح كالأفعى وبعينين مشتعلتين
عايزة أشفي غليلي يا نصر
زفر بضيق ليخبرها بما جعل قلبها يغلي كحمم بركانية
مش هينفع بنت الكل عملت لي أنا وعمرو محضر عدم تعرض يعني لو اتشنكلت في الارض هيشدوني على القسم أنا وابنكوخدي عندك
سين وجيم ومش هنشوف الشارع لحد ما نثبت إننا ملناش دعوة باللي حصل لها
اتسعت عينيها بذهول لتهتف بغل كاد يصيبها بذبحة صدرية
البت دي جابت القوة دي كلها منين بس أقول إيه إنت اللي غلطان لما سمعت كلام إبنك وسبتها تاخد الواد وتطلع من البلد بعد ما هددتك عيني عينك
واسترسلت متهكمة
قال إيه المحروس كان فاكر إنه بكدة هيغلى نفسه عندها وتحن له وترجع من تانياه لو سمعت كلامي ساعتها وجبناها بالعافية وكتب عليها واتحبست في شقتها زي الكلبمكناش وصلنا للي إحنا فيه الوقت
هيحصل يا ستهمالصبر قالها متوعدا لترد الاخرى بتهكم
بعد إيه يا سيد الرجالة بعد ما البت بقى لها معارف من الكبارات بتتحامى فيهم وتستقوى بيهم البت قدرت عليك يا نصر ووقفت قدامك بكل قوتها بنت غانم اللي محلتوش غير قيراطين أرض حبست ابن نصر البنهاوي إنت حاسس بالمصېبة اللي حطت فوق راسنا يا سيادة النايب الموضوع ده لو اتعرف في البلد هيبتك هتبقى في الأرض بعد ما الناس كانت بتترعب بس من اسمك
لتستطرد بسخرية
وابقى قابلني لو حد عمل لك قيمة ولا قدرك بعد كدة
برغم كلماتها اللاذعة والمهينة إلا أنه تجاوزها ليخبرها قائلا بطمأنة
متقلقيش مفيش مخلوق من أهل البلد هيعرف حاجة عن الموضوع أنا نبهت على عزيز لو الخبر اتعرف هزعله هو وأهله قوي وإنت نبهي على حريم عيالك مفيش واحدة فيهم تنطق بكلمة لحد من أهلها
أجابته بجبروت
بلغتهم أول ما مشيت إنت وطلعتقولت لهم لو حرف واحد خرج برة البيت الثلاثة لسانهم هيتقطع فيها
ماشي يا إيثارأنا كنت شيلاكي من دماغي ونسياكي علشان خاطر يوسفبس إنت اللي ابتديتي بالشړقابلي بقى اللي هيجرى لك على إيد ستهم يا أنا يا أنت يا بنت منيرة
خرجت من إحدى المتاجر الكبرى تحمل بكفيها العديد من الاكياس البلاستيكية المحملة بالبقوليات وبعض انواع الفواكه والخضروات واللحوم التي أوصتها عزة على شراءها بعد خروجها من قسم الشرطة حيث حررت محضر عدم التعرض بمساعدة محامي أيمن التي أبلغته بما حدث حيث لام عليها كثيرا على تساهلها وتنازلها عن حقها بتلك البساطةاعتذرت منه وتعللت بكثرة الضغوط التي مورست عليها من قبل الجميع
هادئة للمتصل التي لم تعثر على هويته بالهاتف
ألو مين معايا
أنا ستك وتاج راسك
اللي لحد الوقت الغل والحقد مالي قلبك
من ناحيتي يا بنت الجوهري أغمضت عينيها ونفخت بعدم صبر بعدما تأكدت من هوية المتصل لتسترسل الاخرى پحقد دفين ظهر بين بصوتها
لسة مش قادرة تنسي إنه فضلني عليكي وطلقك ورماكي علشاني
عارفة يا سمية إنت مشكلتك في إيه
انتبهت بجميع حواسها وتجهزت جيدا للإستماع فاستطردت الأخرى
إنك كذبتي الكذبة ومش بس صدقتيهاده أنت مصممة تحكيها كل شوية ومن وهمك فاكرة إنك بكدة هتخلي كل اللي حواليك هما كمان يصدقوها
ضحكة عالية أطلقتها سمية لتقطعها فجأة هاتفة بفحيح كالأفعى
إنت اللي من ڼار قلبك القايدة بقالها سنين مش قادرة تصدقي إن عمرو فضلني عليك علشان كدة روحتي حبستيه علشان ټنتقمي منه
سألتها الأخرى بنبرة ساخرة
ومسألتيش نفسك عمرو اللي فضلك عليا كان جاي يعمل إيه على بابي!
إسمعي يا بت إنت وياريت تركزي علشان انا خلاص قرفت منك ومن إسلوبك الرخيص في مطاردتي عن طريق تليفونات العرر اللي حواليكيجوزك ده لو وزنولي قده عشر مرات ذهب ميلزمنيشأنا اللي سبته لأنه
واستطردت ذات معنى
واطمني يا اختيمحدش بيرمي نفسه تاني في الوحل بعد ما خرج منه ونضف
واستطردت بنبرة ټهديدية لاذعة
فخرجيني من دماغك علشان وحياة إبني اللي معنديش أغلى منه لو حطيتك في دماغي لاخليكي تكرهي اليوم اللي عرفتيني فيه فاهمة يا شاطرة
صحوبية إيه اللي بتتكلمي عنها هي الحية اللي زيك تعرف يعني إيه صداقة
استرسلت بټهديدا أخير
لأخر مرة هنبهكبعد كدة متلوميش غير نفسك
أغمضت عينيها وبدأت تسترجع ذكرياتها ما قبل التسع سنواتوكيف ولجت لقصة حبها كبيرةلتخرج منها أميرة
إنتهى الفصل
ترى ما الذي حدث بين الصديقتين لتصبحا عدوتين بعد أن كانتا قريبتين تتشاركتين الأسرار بينهما
هذا ما سوف نتعرف عليه بالفصل القادم من
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
لا حول ولا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل الخامس
أنا لها شمس بقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
ليت زماني يعود بي حين التقيتك صدفتا
لأتروى النظر داخل عينيك واستشف مكرهما
ونأيت بحالي من الچحيم وكفيتها شړ البلية يا ليت
خاطرة إيثار الجوهري
بقلمي روز أمين
عودة لما قبل ثمانية أعواما
ترجلت من إحدى وسائل المواصلات الجماعيةالميكروباص حيث استقلته من القاهرة وهي عائدة من جامعتها بالقاهرة ليوصلها إلى إحدى مدن محافظة كفر الشيخ فهي طالبة بالفرقة الرابعة حيث انها أختارت دراسة إدارة الأعمال بكلية التجارة تسكن بالمدينة الجامعية وتعود لمنزلها بنهاية كل أسبوع لتقضي إجازتها في منزل أبيها وقفت تتطلع حولها لانتظار إحدى السيارات لتقلها لقريتها كان يقود سيارته ليتوقف في الموقف الخاص بالسيارات ينتظر إبن عم له قادم بإحدى الحافلات من القاهرة ليقله بصحبته للبلدة خرج من السيارة وتوقف ينتظر وصول قريبه وأثناء تفقده للمكان وقعت عينيه عليها لتلتمع عينيه بوميض مما يدل على إعجابه الشديد اتسع بؤبؤ عينيه وهو يرى ملامح وجهها الجميلة والتي جذبته منذ النظرة الاولى ناهيك عن تقاسيم الانثوي الذي
أجابه الأخر بهدوء
إنت اللي فين أنا خلاص داخل على الموقف
واستطرد باعلام
شفتك خلاص يا ريس
في تلك اللحظة رأها تقترب من إحدى السيارات التي توقفت لتستقل مقعدا بجانب النافذة ليشير سريعا لإبن عمه يستعجله على التحرك وبعد لحظات انطلق متتبعا السيارة ليسأله الأخر
فيه إيه يا عمرو مالك يا ابني مسروع كده ليه
الميكروباص اللي قدامنا ده فيه حتة بنت تقول للقمر قوم وأنا أقعد مكانك نطقها وهو يحاول الوصول للسيارة ومجاورتها ليقول الاخر بضحكة
بنت! قولت لي بقى هي الحكاية طلع فيها بنت
نطق سريعا بصوت مسحور
ومش أي بنت يا أحمد دي طلقة عليها جوز عيون يجننوا
ظل يقود حتى أصبحتا السيارتين متجاورتين لينظر على تلك المتكئة برأسها على زجاج النافذة شاردة بنظرها للسماء لتنعكس أشعة الشمس على أشعة عينيها لتضيف بريقا جعل من عينيها مبهرة لمن ينظر بها برغم الحزن الساكن بداخلهما مال ابن عمه برأسه للأمام ليقول بانبهار ظهر بصوته
طلع معاك حق يا عمرو البنت جامدة بجد
ابتسم وهو يرفع قامته للأعلى ليقول بتفاخر
كان عندك شك في ذوقي ولا إيه
الشهادة لله طول عمر ذوقك لا يعلى عليه يا ابن عمي بالذات في صنف الحريم قالها مفخما به ليفرد الأخر أكثر بعدما أشعره حديث ذاك المنافق بتفرده حول بصره مرة آخرى لينظر على تلك الشاردة التي لا تبالي بمن حولها
سوى ملكوتها الخاص وشعورها الدائم
بالوحدة الذي يلازمها اينما ذهبت حتى بحضرة عائلتها مر أكثر من خمسة عشر دقيقة وهو يراقب تلك الجميلة حتى زفر أحمد وتحدث متسائلا
هنوصل لحد فين باللي بتعمله ده يا باشا إوعى تقولي إنك هتفضل ماشي وراها لحد بلدها
اجابه وعينه على من خطفت لبه
ياريت كان عندي وقت كنت مشيت وراها أدينا ماشيين لحد ما نوصل لكبري بلدنا بعد كدة مش هقدر أكمل علشان حنة أمل بنت عمك جمال أبويا كلمني وانا مستنيك في الموقف كان متضايق وبيستعجلني علشان أقف مع شباب العيلة في توضيب كوشة العروسة
تأفف أحمد ليقول متهكما
يادي كوشة العروسة اللي صدعونا بيها أبويا كمان ۏجع دماغي من الصبح مكانش عاوزني أروح الشغل أصلا بالعافية أقنعته إني هاجي قبل التجهيزات ما تبدأ لولا كدة مكنتش هعرف أفلت منه
واستطرد بجبين مقطب
بيقولوا عاملين الكوشة فوق سطح
بيت عمك جمال عشان البنات والستات ياخدوا راحتهم بعيد عن قعدة الرجالة
أجابه بلامبالاة وهو يتابع تلك الجميلة
مستفسرا بعدما وجده يقف عند كل محطة تقف بها السيارة وينتظر حتى يتأكد من شخصية المترجل
وبعدين يا ريس هنفضل كدة لحد امتى الميكروباص بيقف تقريبا دقيقتين عند كل محطة
بطل رغي يا أحمد ولو مش عاجبك إنزل وشاور لأي ميكروباص يوصلك قالها بعدما سأم من تملله ليجلس الاخر صامتا حتى إقتربا من محطة قريتهم حينها استمع لرنين هاتفه وكان المتصل والده نصر البنهاوي زفر بضجر بعدما استمع لتوبيخ الاخر له وهو يستعجله فقاد بسرعة فائقة ليتخطى السيارة ليميل تارة القيادة لليسار متجها لداخل قريته وما ان اختفت سيارته للداخل حتى توقفت تلك السيارة لتترجل هي منها توجهت لمنزل والدها وما أن ولجت للداخل حتى تهللت أسارير والدها حين رأها ليتحدث بترحاب
حمدالله على السلامة ياإيثار
الله يسلمك يا بابا إزي صحتك
ابتسم والدها ليجيبها
وسعي مكان على الطبلية لطاجن الرز يا إيثار
أسرعت لتفسح المكان وهتفت وهي تنظر للطعام الموجود داخل الإناء بلونه الذهبي المشهي
يا سلام يا ماما على الريحة
واسترسلت بملاطفة وهي ترفع قامتها بمزاح
الست منيرة بعون الله أحسن واحدة بتعمل طاجن رز معمر بالحمام في كفر الشيخ كلها
ابتسمت بوهن لتشير لها بكفها إلى حجرتها الخاصة بها
طب روحي غيري هدومك بسرعة عشان تيجي تغرفي باقي الأكل وتطلعيه مع مرات أخوك
قطبت جبينها لتتحدث باستياء مصطنع تداري به ألم قلبها المنشطر
هو أنت على طول كدة معايا يا ماما طب خديني في ولا حتى قولي لي حمدالله على السلامة
زفرت لتهتف بضجر
يا بنتي سيبك من المياعة اللي إنت فيها دي وخلصي
واستطردت بملامح وجه مكفهرة
إخواتك لسة راجعين من الأرض كانوا شغالين فيها من صباحية ربنا وواقعين من الجوع
تنفست بيأس ومالت برأسها للأسفل لتتحدث بصوت خفيض مليئا بخيبة الأمل
حاضر يا ماما
انصرفت منيرة لغرفة الخبيز لتباشر ما تبقى داخل الفرن ووقفت هي تنظر لأثرها تنهد والدها بأسى لأجلها يشعر روحها الدائم من معاملة تلك القاسېة لها لذا يحاول جاهدا أن يعاملها بلطف وحنان ليقوم بتعويضها ولو قليلا تحدث في محاولة منه للتخفيف من وطأة حزنها
متزعليش من أمك يا إيثار دي غلبانة أمها
ماټت وهي صغيرة واتربت على إيد مرات أبوها وشافت معاها اللي متستحملوش عيلة عندها تمن سنين
واسترسل مبررا
ڠصب عنها يا بنتي هي بتحبك بس مبتعرفش تعبر
رسمت على ثغرها إبتسامة مرة لتومي برأسها وانسحبت سريعا للداخل لتبديل ثيابها ولجت إلى المطبخ لتجد
إلتفت برأسها لتتطلع إليها بابتسامة صفراء لتقول بترحيب مفتعل يرجع لحقدها الشديد لها
حمدالله على السلامة يا إيثار جيتي إمتى محسيتش بيك
بصوت هاديء أجابتها وهي تتناول أحد الصحون استعدادا لنقله للخارج
لسة واصلة من حوالي ربع ساعة
ده عزيز هيفرح قوي لما يشوفك إنت متعرفيش هو بيحبك قد إيه قالتها برياء قابلته الأخرى بتنهيدة هادئة لتيقنها أن شقيقها لا يحمل بقلبه الحب لأحدا سوى حاله وولده وتلك العقربة وفقط
خرجت وجدت أشقاءها الثلاثة قد ولجوا لبهو المنزل واصطفوا حول المائدة الأرضية بجوار والدهم
ما أن رأها أيهم شقيقها الذي يصغرها بثلاثة أعوام حتى انتفض وهب واقفا ليحمل عنها الصحن ليضعه سريعا ثم يعود محتضنا إياها قائلا بحفاوة وترحاب
وحشتيني جيتي إمتى
إبتسامة واسعة بينت صفي أسنانها ظهرت على محياها لتجيبه بسرور
لسة جاية من شوية إنت عامل إيه في مذاكرتك طمني عليك
محدش راحمني ولا مقدر إني في ثانوية عامة وعلى إيدك لسة راجع من الشغل في الارض بعد عزيز ما صمم ياخدني معاه نطق كلماته المتذمرة وهو يرمق عزيز بنظرات ساخطة ليقول الاخر بحدة
إنت مقضيها نوم طول اليوم ومبتفتحش كتاب ولما عزيز ياخدك تساعد وتعمل حاجة مفيدة يبقى كفر
مدت له يدها قائلة بعينين متطلعة
أزيك يا عزيز
أجابها دون أن يلتفت إليها قائلا بجمود بعدما مد يده وسحبها سريعا
الله يسلمك يا إيثار
تألمت على معاملة شقيقها الجافة التي لا تجد لها سببا حولت بصرها إلى وجدي الذي قابلها بابتسامة صافية مما جعل قلبها يهدأ قليلا وما زاد
من سعادتها هو حديثه المريح
حمدالله على
سلامتك يا إيثار حطي اللي في إيدك وتعالي إقعدي جنبي علشان تتغدي
ابتسمت بسعادة لاهتمامه ليكمل والده على حديثه قائلا بلطف وهو يشير بجواره
تعالي يا بنتي تلاقيكي مېتة من الجوع
كادت أن تتحرك باغتتها تلك التي احتضنتها من الخلف وهي تقول بحفاوة
حمدالله على سلامتك يا قمر وأنا أقول البيت منور كدة ليه
ازيك يا نوارة
واسترسلت وهي تنظر لبطنها المنتفخ جراء وصولها لشهرها التاسع بالحمل
عاملة ايه وأخبار غانم الصغير إيه
محدش هيسمى غانم تاني هو غانم الصغير واحد بس جملة جافة نطقت بها نسرينتنم عن غيرتها الواضحة بعدما علمت نوع المولود بينما نطق عزيز بتفاخر
اللي سبق كل النبق يا نسرين
قول لعمك يختار له إسم تاني يا غانم باشا
ابتسامة خاڤتة ارتسمت على ثغروجديليداري بها حرجه من حديث عزيز الذي اتخذ من اسم والده حكرا ليتحدث والدهما بتعقل
وفيها إيه لما اخوك يسمي إبنه على اسم جده يا عزيز ولا تكونش خدت الإسم على حسابك إنت ومراتك
احتدم صدره غيظا من دفاع والده ليتحدث بصفاقة وحقد
طب ولازمته إيه التقليد يا ابا ما الأسامي كتير يختار منها براحته هو ومراته ولا هو الكل لازم يبص لعزيز ويقلده في أي حاجة يعملها
قطبت جبينها بتعجب وهي ترى هجوم شقيقها الحاد وطباعة التي تزداد سوءا يوما تلو الأخر وبالاخص بعد زواجه من تلك الحقودة نسرين احتدت ملامح غانم وهم بالحديث لولا صوت وجدي الذي قاطعه قائلا كي ينهي ذاك الجدال الدائر
لا تقليد ولا غيره يا عزيز إبني هسميه خالد إن شاءالله
هز الأب رأسه بيأس ثم تنفس ونظر لصغيرته قائلا
أقعدي يا بنتي كلي
واسترسل وهو ينظر لزوجتي نجلاه برحمة
أقعدوا يا بنات واندهوا لحماتكم
هتفت منيرة التي ولجت للتو ممسكة بصينية كبيرة
أنا جيت أهو
هتف أيهم بعينين تلتمعان وهو يتطلع لصينية اللحوم قائلا بحفاوة
دكرين بط وحمام مع بعض أم عزيز مطرياها علينا على الأخر النهاردة
ابتسمت لتقول بعدما افترشت الأرض لتجاور زوجها
مش شقيانين من صباحية ربنا في شغل الأرض
قالتها لتحول بصرها إلى إيثار وهي تقوم بتقطيع اللحوم بكفي يديها
وكمان علشان أختك تتقوت بلقمة حلوة تلاقيها يا حبة عيني مبتدوقش الزفر اللحوم بأنواعها إلا كل فين وفين
أمسكت منيرة بقطع اللحم وبدأت بتوزيعها بالأول زوجها ويليه عزيز أول من رأت عينيها وصاحب النصيب الأكبر من إمتلاك قلبها يليه وجدي ثم أيهم وأتى ترتيبها بعدهم وتلتها زوجتي نجليها بدأ الجميع بالتهام الطعام بنهم يرجع لشدة مذاقة الطيب بسطت منيرة يدها بقطعة اخرى من اللحم وهي تناولها إلى نوارة لتتحدث بارتياح
كلي دي يا نوارة علشان اللي في بطنك يتغذى
ابتسمت لها وتناولتها قائلة بحفاوة ترجع لاهتمام والدة زوجها
تسلم إيدك يا ماما
لوت نسرين فاهها مغمغمة بضيق
كلي يا حبيبتي كلي
سأل وجدي شقيقته باهتمام وهو يلوك الطعام بفمه
عاملة إيه في المذاكرة يا إيثار
هتفت بحماس أضفى زهوا فوق ملامحها ليزيدها جمالا
الحمدلله بذاكر وبجتهد علشان أجيب تقدير زي كل سنة دكتورة هالة رئيسة القسم أكدت لي إني لو جبت تقدير السنة دي كمان والسنة الجاية هتعين معيدة وبعدها هكمل دراسات عليا
قالتها بانتشاء اختفى حال سماعها لصوت عزيز الحاد حيث هتف بفم مليء بالطعام وهو يرمقها بازدراء
كلام إيه الفارغ اللي بتقوليه ده إحمدي ربنا إننا خلناكي كملتي تعليم أصلا
واستطرد موضحا
بعد إمتحاناتك بأسبوع هبعت ل سليم إبن خالك علشان ييجي يتمم خطوبته عليك الراجل كتر خيره صبر على دلعك كتير والسنة اللي باقية لك إبقي كمليها في بيته لو وافق
أثنت على حديثه منيرة لتقول بتصديق
عين العقل يا عزيز البنت في الأخر ملهاش إلا الجواز والسترة
لتهتف نسرين وهي ترمق إيثار بتشفي ظهر جليا بصوتها ووجها الضاحك
يسلم فمك يا حماتي
لم تكترث لتلك الثرثارة وكأنها والعدم سواء وأيضا جنبت حديث والدتها لتيقنها أنها تابع للنجلها البكري ليس إلا لتنظر إليه بفزع هاتفة بصوت مضطرب حاولت أن تتحكم فيه قدر الإمكان إحتراما لوالدها ولعدم إثارت ڠضب ذاك الجاحد
بغض النظر عن موضوع تكملة تعليمي اللي لسة هنتكلم فيه
قالتها بحدة تنم عن صډمتها لتسترسل متسائلة باستنكار
لكن أنا أمتى قولت إني موافقة على جوازي من سليم!
لتستطرد معترضة
وبعدين سليم مكملش تعليمه ده معاه دبلوم يا عزيز!
رمقها مستنكرا ليقول بغلاظة
ومن أمتى البنت كان ليها رأي في جوازها يا ست إيثار وماله الدبلوم ما أنا كمان معايا دبلوم ولا إكمنك كملتي تعليمك هتتكبري على أهلك وتكسري كلمة أبوك
وإلى هنا لم يستطع غانم الصمت أكثر بعدما أثار حفيظته حديث نجله البكري ليقول بنبرة صارمة
وأبوها لسة عايش وحسه في الدنيا ومداش كلمة لخالك علشان أختك تكسرها يا سي عزيز ولا أنت خلاص إعتبرتني مېت وبتتحكم في أختك قدامي
حزنت نوارة لأجل تلك المشتتة بين الجميع أما عزيز فابتلع الطعام بصعوبة لتقول منيرة في مساندة منها ودفاعا عن نجلها
بعد الشړ عنك يا أخويا عزيز عاوز المصلحة لأخته البت مهما اتعلمت وراحت وجت أخرتها الجواز
حرام عليك يا ماما بطلي تيجي
عليا علشان خاطر ترضي عزيز نطقتها بعينين
لائمتين لامعتين تأثرا بملئهما بالدموع التي أبت النزول إمتثالا لكرامتها لتهتف الأخرى باقتناع
أخوك أكتر واحد عارف مصلحتك
بدا الامتعاض على وجهها ليقول وجدي بهدوء
إهدي يا إيثار وفكري بعقلك شوية وبصراحة بقى عزيز معاه حق في اللي قاله
اتسعت عينيها بذهول لتهمس پصدمة
حتى أنت كمان يا وجدي!
أجابها بالمنطق محاولا إقناعها
يا حبيبتي إفهمي إنت خلاص داخلة على واحد وعشرين سنة وده سن حلو قوي للجواز بعد كدة فرصك كل يوم هتقل ويا ستي لو على السنة الباقية أنا هبقى اشرط على سليم يخليكي تكملي
قطبت جبينها متعجبه منطقه الغريب المنافي مع تفكيرها العصري لتنظر لوالدها مستنجدة ليهدأها بحديثه قليلا
كملي أكلك يا بنتي وبعدين نبقى نتكلم
ابتسمت بخفوت ليباغتها صوت والدتها الحاد
والله ماحد مقوي قلبها على أخوها الكبير ومخليها تكسر كلمته غيرك يا غانم أخوها بيختار لها الصالح ده غير إني اديت كلمة ل عزت أخويا إن أول ما إيثار تخلص السنة دي هنقرا الفاتحة ونجيب الشبكة والفرح في شهر تسعة
والله عال يا ست منيرة قاعدة تتكلمي وتتفقي مع أخوك ولا عملالي حساب استمعت لمناوششات والديها وأصوات أشقائها الثلاث ونسرين التي استغلت الوضع وبدأت الأصوات تتعالى وتتداخل لتهب واقفة وما أن تحركت بقدميها للخارج حتى أوقفها صوت والدها الحزين قائلا
رايحة فين يا بنتي تعالي كلي نايبك
شبعت يا بابا بالكاد خرجت كلماتها بصوت مخټنق وبتخاذل واضح وانكسار ظهر بوضوح فوق ملامحها فرقت نظراتها على الجميع قبل أن تهرول لغرفتها ليهتف والدها معنفا الجميع
حرام عليكم يا ناس محلالكمش الكلام غير والمسكينة قاعدة على الطبلية زي ما تكونوا مستخسرين اللقمة فيها ومش عاوزينها تاكلها بنفس
استند بكفيه المشققتين من أفعال الزمن على طرفي المنضدة ليقوم بظهر محڼي لتسأله منيرة باستغراب
رايح فين يا غانم إقعد يا راجل كمل
أكلتك
سديتوا نفسي إنت وعيالك قالها لينسحب للخارج ليقول عزيز بنبرة حاقدة
رايح يراضي السنيورة حبيبة أبوها طب والله لو أنا اللي سيبت الاكل وقومت ولا كان اتهزت له شعرة
ماخلاص بقى يا عزيز كمل أكلك وإنت ساكت قالها وجدي ليرمقه الاخر بنظرة حاقدة أما أيهم فنهض بحدة لتسأله والدته متعجبة
رايح فين إنت كمان
طالع أشم شوية هوا قدام الباب قاعدتكم تخنق قال جملته الاخيرة وهو يرمقهم باشمئزاز وانطلق للخارج خزنا على شقيقته زفرت منيرة لتهتف بسخط وهي تنظر للطعام
يا ستار يارب اللقمة اټسممت علينا زي ما تكون مبصوص لها
اكفهرت ملامح عزيز ليهتف پحقد
البركة في بنتك كل ما تيجي تولع البيت حريقة
قطب وجدي جبينه ليتساءل مستفسرا بتعجب
وإيثار ذنبها إيه في اللي حصل!
اتسعت عيني نسرين لتقول بوقاحة
وده سؤال بردو يا وجدي ما كل اللي حصل ده بسبب كلامها ورفضها لجوازها من سليم إبن خالك
وبفم ملتوي استرسلت باستنكار وحقد ظهر بعينيها
قال وإيه عايزة تكمل علام تاني بعد الكلية ده بدل ما تحمد ربنا إن عزيز رضي يخليها تكمل بعد الثانوية ومقعدهاش
هزت نوارة رأسها بيأس لبجاحة تلك التي تتدخل في شؤون الجميع دون حياء وتألم داخلها لما تحمله في قلبها من معزة لتلك الهادئة إيثار لتتحول عيني وجدي لمشټعلة وهو يقول معترضا
اللي يسمع كلامك يفتكر إن عزيز هو اللي بيصرف عليها يا ستنسرين ربنا يخلي أبوها ويديه طولت العمر
وانت إيه اللي مزعلك يا عم وجدي وبعدين مراتي مغلطتش في حاجة أنا أخوها الكبير وكلمتي تمشي سيف
كفياكم مناقرة هي اللقمة دي مش مكتوب لها تتبلع من سكات النهاردة ولا إيه
نظرا كل منهما للاخر بحدة بالغة وكأنهما ثوران يتصارعان داخل حلبة ليسحب كل منهما بصره عن الاخر ويستكملا تناول طعامهما پغضب شديد
بعد الشړ عنك يا بابا متقولش كدة
المۏت مش شړ يا بنتي المۏت علينا حق نطقها بيقين ليسترسل بعد أن أخذ نفسا عميقا
المهم أنا مش عايزك تزعلي ولا تشيلي هم لأي حاجة طول ما أنا
عايش
يعني هترفض سليم إبن خالي يا بابا سألته بترقب ليجيبها بتأكيد قوي
من ساعة ما اتولدتي وأنا عمري ما غصبتك على حاجة هاجي على جوازك وأغصبك!
تنفست براحة وابتسم وجهها لتقول بانتشاء
ربنا يخليك ليا يا بابا وتفضل طول عمرك سندي
ابتسم لها ليتحدث وهو يربت على كفها بلين
يلا علشان تكملي غداكي
مليش نفس نطقتها بعينين منكسرتين ليقول بتعطف كي يحثها على النهوض معه
من صباحية ربنا وانا مدقتش الأكل ۏجعان ولو مقومتيش كلتي معايا مش هدوقه وذنبي هيبقى في رقبتك
ابتسامة حنون ارتسمت فوق ثغرها لتميل سريعا
زفر عزيز وهب واقفا ليقترب من شقيقته ويرمقها بحدة قبل ان ينسحب للخارج كالإعصار
جاورت والدها الجلوس لتكمل طعامها دون تذوق بعدما فقدت شهيتها وبعد قليل كانت تقف أمام حوض المطبخ تجلي الصحون وبجوارها نوارة تتبادلتان الحديث فيما بينهما لتسألها
نوارة بفضول
إلا قولي لي يا إيثار هو عمي غانم جاب الإسم اللي سماكي بيه ده منين
ابتسمت إيثار بشدة لتسترسل الاخرى موضحة
أصل إسمك غريب قوي على بلدنا ومتزعليش مني عمي غانم راجل بسيط زي أبويا منين عرف الإسم ده!
لو تعرفي
كام
حد سألني السؤال ده هتستغربي قالتها بهدوء لتسترسل بانتشاء
بصي يا ستي لما ماما كانت حامل فيا حصل لها ڼزيف وبابا اضطر يوديها المستشفى اللي في المركز علشان يكشف عليها الدكتورة اللي كشفت على ماما كانت من اليمن ومتجوزة دكتور
مصري بابا وقتها عجبه إسمها قوي ولما عملت لماما سونار وقالت له إني بنت بابا قرر يسميني على إسمها وكان نفسه قوي أطلع دكتورة زيها
لتسترسل بملامح متأثرة
بس أنا خزلته ومجبتش مجموع في الثانوية علشان كدة أنا بجتهد ومصممة أجيب تقدير عالي كل سنة علشان أتعين معيدة في الجامعة وكدة ابقى حققت لأبويا حلمه وفي نفس الوقت عملت كرير محترم لنفسي
دي حكاية ولا الحواديت قالتها بانبهار لتسترسل بانتشاء
تعرفي يا إيثار أنا بحبك قوي وببقى مبسوطة وأنا شيفاكي بتنجحي وراسمة لنفسك مستقبل حلو
واستطردت بحسرة ظهرت فوق ملامحها
انا كان نفسي أكمل تعليمي قوي زي باقي أصحابي بس الله يسامحه أبويا طلعني من تالتة ثانوي أول ما وجدي اتقدم لي اترجيته يسيبني اكمل ساعتها قال لي نفس كلمة أمك اللي قالتها لك البت مهما اتعلمت وراحت وجت اخرتها الجواز
ابتسمت إيثار وقالت لتخفف عنها وطأة حزنها
بس وجدي طيب وبيحبك يا نوارة وممكن لما ظروفكم تتعدل تستأذنيه في إنك تكملي تعليمك
ضحكت نوارة لتقول برضا
والنبي إنت رايقة يا إيثار هو بعد العيد يتفتل الكحك
ضحكتا من قلبيهما ليقطع اندماجهما دخول تلك ال نسرين حيث قالت بنبرة ساخرة وهي تتطلع إلى ضحكة إيثار الواسعة
ده أنت غريبة قوي يا إيثار ولعتي الدنيا في بعضيها ونكدتي على أبوك وأخواتك وقاعدة هنا تضحكي ولا على بالك
أنا اللي ولعت الدنيا في بعضها ولا جوزك قالتها بملامح وجه مكفهرة لترد الأخرى بخبث
جوزي ده يبقى أخوك اللي خاېف على مصلحتك يعني الحق عليه اللي عاوز يسترك قبل ما تعنسي
أعنس! نطقتها بازدراء لتقول نوارة بعد أن قررت التدخل لفض تلك المناوشة قبل أن تتطور
عيب الكلام ده يا نسرين
رفعت شفتها العلوى بتهكم لتقول متعجبة
وإيه العيب في اللي أنا قولته يا نوارة بقيت غلطانة علشان خاېفة على أخت جوزي!
لتحول بصرها للأخرى وهي تقول بلؤم
إنت داخلة على اتنين وعشرين سنة يا حبيبتي وده سن محدش وصل له قبل كدة من غير جواز في بلدنا حتى بنات العائلات الكبيرة بيتجوزوا ويكملوا تعليمهم في بيوت إجوازهم
دي حاجة تخصني لوحدي ومسمحلكيش تتكلمي فيها قالت جملتها بصرامة لتستطرد ساخرة وهي تشملها بتهكم كي ترد لها الصاع صاعين
وبعدين هما اللي اتجوزوا كانوا خدوا إيه واديكي اكبر مثال قدامي أهو
اشټعل قلبها وبلحظة احتدت عينيها لتهتف وهي ترمقها ببغض شديد
خدت كتير يا حبيبتي لقيت راجل يحبني ويتمنى لي الرضا وستتني في بيته وجبت له ولد زي القمر وحامل في شهرين وكلها سبع شهور واجيب الولد الثاني
هي دي إنجازاتك! نطقتها ساخرة لتقطع تلك المناوشة الكلامية الحادة ولوج منيرة لتقول بملامح وجه صارمة
إعملي شاي للرجالة وطلعيه يا نسرين
استدارت إيثار لتولي ظهرها لوالدتها دون عناء النظر لوجهها متعللة باستكمال جلي الاواني زفرت منيرة
ياريت ياماما تبطلي تدخلي عليا من غير ما تخبطي
قطبت جبينها لتجيبها بحدة
مبقاش ناقص إلا إني اخد الإذن منك يا ست إيثار
زفرت لتجيبها بإبانة
مش قصة إستئذان بس افرضي إني بغير هدومي
أنا عارفة إنك بتغيري في الحمام وبعدين سيبك من الرغي الكتير وخلينا في المهم قالتها باهتمام لتنتبه الأخرى لها اتجهت وجاورتها الجلوس لتسترسل
جهزي نفسك وإلبسي فستان حلو عشان تروحي معايا حنة أمل بنت حليمة بنت عمي حسين
لم تتمالك حالها لتهتف متذمرة
وأنا مالي بحنة أمل دي كمان أنا عندي مذاكرة ومش فاضية للكلام ده
واسترسلت متعجبة
وبعدين أمل دي أنا مشفتهاش مرتين تلاتة على بعض والكلام ده كان من سنين عند جدي الكبير الله يرحمه
اجابت لاقناعها
يا بنتي عيب اللي بتقوليه ده حليمة تبقى بنت عمي وطول عمرها صاحبة واجب معايا دي منقطاني في فرح إخواتك الإتنين
ردت مفسرة
أنا مطلبتش منك متروحيش بس كمان متجبرنيش أسيب مذاكرتي وأروح اضيع وقتي في مجاملات شكلية
وصلت منيرة لذروة ڠضبها من
تلك المتمردة صعبة المراس والتي ستهدم لها مخطتها فبرغم ان نجل شقيقها قد طلب إيثار للزواج بها إلا أنها تطمع دائما للأعلى حيث فكرت بأن تصطحب إبنتها الجميلة لحفل إبنة عائلة عريقة كعائلة البنهاوي وهي أكبر عائلة بالبلدة بل بالمركز بأكمله لذا خططت بأن تجعلها ترتدي أفضل ما عندها من ثياب لربما تعجب بها إحدى سيدات العائلة وتختارها زوجة لنجل لها حاولت تهدأة حالها لتقول بنبرة مصطنعة علها تستطيع تليين عقل تلك العنيدة بتلك الكلمات المفخمة للذات
طب وإن قولت لك إني عايزة اخدك معايا اتباهى بيك قدام حريم البنهاوية وحريم البلد كلهم بردوا هتكسفيني
ضيقت بين حاجبيها تتعمق بالنظر لمقلتي والدتها في تعجب لتفكيرها لتباغتها الأخرى كي لا تدع لها الفرصة بالرفض
خليني أتباهي وسط الناس ببنتي المتعلمة ومتكسريش خاطري
لان قلبها بعد حديث والدتها ونظراتها المتوسلة التي تراها للمرة الأولى لتقول
بابتسامة هادئة
حاضر يا
ماما هروح علشان خاطرك
انتفضت الاخرى من جلوسها لتتحدث بانتشاء وفرحة لم ترهما عيني إيثار من ذي قبل
طب قومي جهزي نفسك وابقي البسي الفستان اللي كنتي جيباه لخطوبة صاحبتك بتاعت مصر
تنفست باستسلام لتجيبها بكثيرا من العقل التي تتسم به شخصيتها الصلبة
لسة بدري يا ماما خيني أذاكر شوية وبعد ما اصلي المغرب هلبس
لا ما أنا هبعت أجيب لك البت كريمة الكوافيرة عشان تنضف لك وشك وحواجبك قالتها بانتشاء تعجبت منه الإبنة لتقول باستغراب ظهر بين فوق ملامحها
ليه ده كله دي حنة أمل مش حنتي أنا يا ماما!
زفرت بقوة لتهتف بحدة وسخط بعدما فقدت صبرها
هو أنا مش مكتوب لي اسمع كلمة حاضر منك خالص هتفضلي واجعالي قلبي لحد امتى
هبت واقفة لتقول سريعا في محاولة منها لمراضاتها
خلاص حقك عليا هعمل لك كل اللي إنت عوزاه
وقفت تتطلع عليها بملامح حادة غاضبة لتقول الأخرى بابتسامة هادئة عليها تستطيع إضحاك صاحبة الوجه القاسې ولو لمرة
خلاص بقى متزعليش
تنفست بهدوء ولانت ملامحها لتقول
هروح أبعت للبت كريمة على ما تجهزي نفسك
قالتها وتحركت سريعا للخارج دون انتظار الرد تنفست الصعداء لتلقي حالها فوق الفراش وهي تزفر بضيق
أتى الليل ليخيم الظلام على الكون خرجت من حجرتها وهي ترتدي ذاك الثوب الرقيق والذي بدا وكأنه صنع خصيصا ليجعل منها أيقونة جمال وانوثة تتحركان فوق الارض كان مصنوعا من قماش الستان باللون الأزرق ليظهر بياض بشرتها الحليبية ضيقا من عند الصدر والخصر لينزل باتساع كبير اظهر تقاسيم مما جعل كل من يراها ينبهر اشټعل قلب نسرين حين رأتها تتحرك صوبها هي ونوارة واللواتي كانتا ترتديتان ثوبان متواضعان مما جعل نسرين تهتف بحدة
مش يلا بينا يا حماتي إتأخرنا وإحنا مستنيين الحنة زمانها بدأت من ياما
كانت أعين منيرة منبهرة بجمال ابنتها فأجابت وهي مسلطة عينيها فوق إيثار
اسبقيني انت ونوارة وانا وإيثار هنحصلكم
بالفعل تحركتا وبعد قليل ذهبت بصحبة ابنتها وصلا إلى الشارع المؤدي لمنزل والد العروس نظرت منيرة لتلك الفراشة المنصوبة للرجال الصوان وما تحتويه من طاولات مرصوص عليها جل ما لذ وطاب من حلوى وفاكهة ومسليات كان يقف بالمقدمة ليستقبل المهنئين بجانب أبناء عمومته من الشباب خرج ليتناول سېجارة ينفث بها عن حاله بعيدا عن أعين والده ليتسع بؤبؤ عينيه ذهولا بعدما رأها وهو يتفقد المكان نعم هي تلك التي سلبته لبه منذ أن رأها ظهر اليوم ومن حينها وللأن لم تغب عن تفكيرة ولو لحظة وقف لحظات حتى استوعب رؤيته لتلك الفاتنة ترك تفكيره وتلك الأسئلة التي اقټحمت مخيلته ليهرول إليها بعدما رأى من تجاورها وتأكد من شخصها اقبل عليهما ليهتف بترجاب عال وهو يقول
يا أهلا وسهلا يا خالتي منيرة نورتي الحنة
قطبت جبينها لتدقق النظر بملامح ذاك المهلل والتي صعب على ذاكرتها تحديد شخصه ليسترسل بلهفة
إنت مش فكراني يا خالتي أنا عمرو إبن الحاج نصر البنهاوي كنت زميل وجدي في الثانوية العامة وياما جيت عندكم علشان أذاكر معاه وهو كان بييجي عندي ناخد الدروس ونذاكر
تهلل وجهها لتجيبه بتذكر
إفتكرتك ماشاء الله يا عمرو شكلك اتغير خالص عن زمان كبرت وبقيت راجل تختشي العين تبص
له
حول بصره لإيثار التي تستمع بلامبالاة وكأن الأمر لا يعنيها ليتحدث وهو يرمقها منبهرا بجمالها الذي تضاعف عما رأها ظهر اليوم بفضل زينتها وثوبها المنمق
تشكري يا خالتي
زاغت عينيها لتلتمع ببريق الأمل وهي ترى تحملقه بابنتها لتقول بدلال عاتبة عليه
بس أنا زعلانة منك يا عمرو من ساعة ماخلصتوا الثانوية لا عدت بتسأل ولا كأنك كنت زملا أنت و وجدي طب حتى كنت إسأل على خالتك منيرة
واستطردت بفكاهة
يخونك محشي الكرنب اللي كنت بتاكله عندي لما تتأخر في المذاكرة مع وجدي
ضحك ومازالت عيناه معلقة بتلك الجميلة ليقول بملاطفة
حقك عليا يا خالتي بس إنت عارفة الدنيا تلاهي
أجابته بلمعة بعينيها
الله يكون في عونك يا ابني أرض الحاج نصر وأملاكه ياما ومحتاجة اللي يحميها ويراعيها
تبسم ثغرها وهي تراه مازال معلقا مقلتيه بإيثار ليتحدث مستفسرا بعدما فقد سيطرته جراء شغفه لمعرفة شخصها
أنا شفتك النهاردة في الموقف هو أنت تقربي لخالتي منيرة
قطبت جبينها متعجبة جرأته لتهتف منيرة بإيجاب لتشبع رغبته الملحة في المعرفة والتي ظهرت بينة بمقلتاه
هو انت مش عارفها يا عمرو دي إيثار بنتي
التمعت عينيه ذهولا ليقول
معقولة إنت إيثار!
ليسترسل منبهرا
شكلك إتغير قوي عن زمان
ماما إيه اللي بتقوليه ده!
ابتسم عمرو على خجلها الذي زاد من توهج وجنتيها ليزيد من اشتعال قلبه وحرارته لتهتف الأخرى بلامبالاة غير عابئة بمشاعر صغيرتها البريئة
مكسوفة من إيه
ده عمرو زي أخوك وجدي بالظبط
اغتاظت من والدتها وتحدثت بحدة أظهرت كم حنقها
ممكن ندخل الفرح بدل وقفتنا في الشارع اللي ملهاش لازمة دي
برغم سعادتها باعجاب عمرو الظاهر عليه إلا أنها كانت تشتعل داخليا لتخشب تلك الحمقاء ونظراتها الحادة تغاضت عن ڠضبها لتتحدث وهي تشير بيدها نحو منزل العروس
يلا يا حبيبتي
أوقفها متلهفا ليقول باهتمام
الفرح معمول على
السطوح فوق يا
خالتي
واسترسل وهو يتقدمهم
اتفضلوا أوصلكم
تحركتا خلفه وصعد ثلاثتهم الدرج إلى أن وصلوا لمكان إقامة الحفل انسحب عمرو بهدوء ليترك منيرة تتلفت حولها بانبهار لتلك الطاولات المرصوصة والمزينة بمفارش بيضاء حملقت عينيها على الفاكهة والحلوى وزجاجات المياه الغازية الموضوعة فوقها بانتظام لقد تحول السطوح وكأنه قاعة أفراح بفضل تلك الزينة المعلقة والمحاوطة للمساحة بأكملها أما المكان المخصص لجلوس العروس فكان مبهرجا وجاذبا للعين تحركت خلف والدتها لتقابلهما
والدة العروس بترحاب شديد يرجع لقرابتها لمنيرة
يا أهلا وسهلا يا ام عزيز نورتي الحنة يا بنت عمي هتفت بامتنان
تعيشي يا ام كريم مبروك وربنا يتمم لكم بخير وتفرحي بعوضها إن شاءالله
التفتت المرأة إلى تلك الجميلة لتقول بانبهار ظهر بعينيها
صلاة النبي أحسن كبرتي واحلويتي يا إيثار
تبسمت براحة لتتحدث بلطف سببه لتلك السيدة اللطيفة والتي طالما عاملتها بتودد
متشكرة يا خالتي عيونك الحلوين
اشارت بكف يدها للداخل
تعالوا ادخلوا
تحركوا وهما في طريقهما للطاولة أخذت تلقي التحية والسلام على كل من تقابلها بطريقها إلى أن جلست بجوار زوجتي نجلاها اللتان سبقتاها إلى هنا بعدما استقرت بجلوسها باتت تتفحص نساء العائلة لتتسع حدقة عينيها وهي تتحسر على حالها كلما نظرت ليديهن وصدورهن وما يرتديهن فيهم من حلى وأقراط مصنوعة من الذهب الخالص بعد قليل نهضن الفتيات والتففن حول العروس وبدأن يتمايلن بخصورهن يمينا ويسارا ويتراقصن بانسجام مع إحدى الأغاني الشعبية كانت تتابع ما يحدث بتملل لشعورها أنها مختلفة عن تلك الطبقة فجميعهن خلقن مدللات وطلباتهن مجابة لثراء عوائلهن الفاحش لذا فهي مختلفة عنهن كليا لكونها ولدت لعائلة فقيرة بالكاد كانت تؤمن لها ولأشقائها المتاح من المأكل والملبس واحتياجات التعلم من أدوات وثياب بسيطة وبرغم هذا أصرت على إكمال دراستها لتصنع لحالها مستقبل تستطيع من خلاله تغيير مسارها اندمجت بالحديث بصحبة نوارة إلى أن وجدت من تحتويها بذراعيها من الخلف قائلة بمداعبة
أنا مين
تعرفت على صوتها من الوهلة الأولى إنها سمية صديقتها المقربة بالثانوية العامة تفرقا بالجامعة حيث إلتحقت إيثار بكلية التجارة بجامعة القاهرة بينما سمية فالتحقت بكلية الأداب جامعة المنصورة ولكن ظلت علاقتيهما قوية كالسابق حيث تتبادلتان الزيارات
بمنزليهما كلما سنحت لهما الفرصة وتتحدثتان عبر الهاتف بشكل شبه يومي لذا اسرار كلتاهما لدى الأخرى أنير وجهها بابتسامة سعيدة لتقول بحبور تجلى بصوتها الناعم
سمية
اعتدلت لتهب واقفة لتلتف لتلك المبتسمة وتبادلتا عناقا حميميا لفت أنظار الجميع تجاورتا الجلوس بعد أن صافحت منيرة وزوجتي نجلاها وبدأتا الفتاتان بالهمس لتقول سمية مستفسرة
جيتي إمتى
لسة واصلة العصر نطقتها ببشاشة وجه لتنهرها الاخرى بلوم مصطنع
ومتكلمنيش يا ندلة عشان أجي أشوفك
أطرقت برأسها قائلة بحزن
اسكتي يا سمية أنا من ساعة ما وصلت البيت وأنا في حوارات
ليه إيه اللي حصل إحكي لي نطقتها بعينين يملؤهما الفضول لتجيبها الاخرى بإيجاز
هحكي لك بعدين
ثم ضيقت عينيها لتسألها باستغراب
بس أنا متوقعتش ألاقيكي هنا في الحنة
ليه يعني قالتها باقتطاب لترد الاخرى
يعني أصل لا العريس ولا العروسة قرايبك فاستغربت بصراحة
غمزت لها بعينيها لتقول بانتشاء وهي تهمس بالقرب منها دون حياء
أقولك الصراحة أنا جاية أشقط عريس
لتسترسل بانتشاء
بصي يا إيثار مش هكذب عليك أنا طول عمري بحلم إني ادخل عيلة البنهاوي واتنغنغ في عزهم وابقى غبية لو أضيع من إيدي فرصة زي فرح بنت جمال البنهاوي علشان كدة أول ما عرفت إن الحنة النهاردة
لتقول وهي تحرك كفيها فوق خصرها المنحوت بتفاخر
إتشيكت ولبست أضيق حاجة عندي زي ما أنت شايفة وسحبت نفسي وجيت
كانت تستمع إليها بعقل غير مستوعب حديثها لتسترسل الاخرى وهي تتناقل النظرات بين سيدات الحفل
معظم الستات اللي قاعدين دول عندهم شباب في سن الجواز مش يمكن حظي وأعجب واحدة منهم وتخطبني لابنها
هزت رأسها بتعجب لتجيبها باستنكار
وستات عيلة البنهاوي هيختاروكي على أساس إيه يا سمية
تنهدت حين رأت استنكار صديقتها لتسترسل بإبانة
خليكي إنت في تفكيرك الفقري ده لحد ما هتلاقي نفسك لابسة في سليم إبن خالك أبو دبلوم نطقتها بازدراء ولوم لټغرق الاخرى بدوامة أحزانها فقد اصبح هاجسها الأكبر مؤخرا هو أن يجبرها شقيقها على زواجها من ذاك السليم الذي لا يختلف كثيرا بطباعه عن عزيز
لتسترسل الاخرى بتطلع وعينين حالمتين
أما أنا بقى هحقق حلمي وبكره أفكرك لما اتجوز واحد من شباب البنهاوية وأعيش معاه في العز تعرفي وأنا جاية وقفت عند الصوان بتاع فرح الرجالة وعملت نفسي بربط في الكوتشي بتاعي
لوت فاهها باحباط لتسترسل
كنت متأملة حد من شباب البنهاوية يطلع ويشوفني وأعجبه بس حظي طلع فقري وقفت أكتر من نص ساعة إن حد يطلع وأخر ما زهقت طلعت على هنا
أطلقت ضحكة بريئة على تلك الحالمة وتابعتا حديثيهما المسمر إلى أن قطع انخراطهما صوت تلك البشوشة التي اقبلت باتجاه الطاولة لتقول وهي تجذب إيثار من كف يدها لتحثها على النهوض
تعالي إرقصي مع البنات يا إيثار
تفاجأت بفعلها لتقول بكثيرا من الإرتباك المصحوب بالخجل
مش هينفع يا خالتي أنا مبعرفش أرقص
هتفت نوارة زوجةوجديالتي كانت
تقابلها الجلوس بالطاولة لتقول بحماس
وتفخيم
لما أنت مبتعرفيش ترقصي أنا اللي بعرف
والټفت للسيدة لتسترسل بمشاكسة
إنت هتقولي لي ما أنا شفتها في حنة عزيز ووجدي قومي يلا علشان تفرفشي أمل قالتها المرأة وهي تجذبها لتحثها منيرة على النهوض حيث قالت لابنتها وهي تلكزها برسغها
قومي ارقصي مع العروسة يا إيثار عيب تكسفي خالتك
أما نسرين فكانت تتابع الحوار بقلب يغلي من شدة حقده على تلك التي استحوذت على كل ما حرمت هي منه وهو إتمام دراستها الجامعية والذي جعلها تشعر بالدونية بجانبها وكذلك سمية التي شعرت بالغيرة من عدم تقدير والدة العروس لها وكأنها غير موجودة بالأساس كم تمنت بأن تسنح لها الفرصة لتتراقص وتميل بخصرها المنحوت أمام هؤلاء النسوة لتستعرض وما لديها من مهارات بعد إلحاح الجميع استسلمت بالأخير وتحركت إلى وسط السطوح حيث تجمع فتيات العائلة فأمسكت حليمة يداها لتشبكهما بيدان ابنتها العروس واشتغلت الموسيقى وكانت غنوة
خاصة بالمطربة شادية اعيد تلحينها ليواكب العصر وتغنى بها المطرب محمد منيرشيء من بعيد نداني
اندمجت برقصتها لابعد حد وكأن تحرر ليلين ويتحرك بليونة عجيبة مع كلمات الغنوة التي تماشت مع رقصها الراقي كانت ترقص بقامة مرتفعة وشموخ كي تشعر جميع الموجودات أنها لا تقل عنهن بشيء حتى لا تتطلع إحداهن عليها بتغطرس بينما نظرت الفتيات لبعضهن باستحياء وبلحظة ابتعدن ليتركا لها المجال خشية من أن تقارن برقصها ويخسرن أمام تلك التي تتراقص بمهارة وكأنها خلقت لهذا
كانت هناك عينين مختبئتين في الظلام لتراقب تمايلها بقلب يدق كطبول الحړب متصلب ينتفض مع كل حركة تقوم بها برقصتها الرائعة التي جعلت من الجميع مشدوها بازبهلال ويتمعن النسوة بالنظر لحركاتها المتقنة بالرقص الشرقي تنفس عاليا ذاك المختبيء يتلصص عليها بعدما صعد على سطوح منزله د الموسيقى حبست انفاسه ليستعيدها من جديد وهو يرى والدة العروس وبعض الفتيات يتوسلن لتلك الإيثار بأن تمتعهن برقصة أخرى بالفعل بدأت برقصتها تحت سعادة منيرة التي تخطت عنان السماء واحتراق روح ذاك اللص المختبيء واشتعال روحه بڼار اللهفة والإعجاب قطبت إجلال جبينها لتتمعن بالنظر لتلك الفتاة المختلفة حتى برقصها فهي مختلفة كليا تشعر لوهلة أنها أميرة برغم ثوبها الهاديء والذي يفتقد الثراء كفتيات عائلة البنهاوي إلا أنه جعل منها مٹيرة ولافتة للأنظار شغفها الفضول لمعرفة من تكون تلك المختلفة أشارت ل حليمة بكف يدها بمنتهى الغرور لتأتيها الاخرى مهرولة خشية بطشها لتسألها بهدوء
بنت مين البت اللي بترقص دي يا حليمة
هتفت مسرعة بنبرة حماسية
دي بنت منيرة بنت عمي يا ستهم
أومأت بملامح مبهمة لتستفسر مجددا
بنت غانم إبن محمد الجوهري!
أومأت المرأة بتأكيد لتسترسل الأخرى متهكمة بكبرياء
اللي يشوف رقصها وتناكتها ميقولش عليها بنت غانم اللي محلتوش غير الجلابية اللي عليه
ابتلعت المرأة لعابها بإحراج لتهكمها الصريح على إبنة قريبتها لتحول إجلال بصرها على منيرة التي تنظر متلهفة بسعادة وقلب يدق بقوة لشدة حماسته بعدما رأت نظرات تلك المرأة الثرية إلى ابنتها واستدعائها لحليمة لتستفسر منها عنها وهذا ما استشفته بفطانتها رمقتها إجلال بنظرات إزدرائية لتشير باطراف أصابعها ل حليمة بالإنصراف بطريقة مهينة تقبلتها المرأة وابتلعت غصتها بمرارة تجنبا لجبروت تلك المتسلطة لتتحدث بازدراء لشقيقتها التي تجاورها الجلوس
قال وأنا فكرتها بنت ناس وقولت تنفع عروسة ل عمرو طلعت بنت غانم
ضحكت الأخرى لتقول متهكمة بتعجرف
المظاهر خداعة يا إجلال البت من دول على ما يخرطها خراط البنات وتشد حيلها تفتكر نفسها بني أدمة انتهت ليطلقا الضحكات الساخرة سويا لتعودا لمتابعة ترقبهما للحضور وهما تنظرتان بقامتان مرتفعتان بتعاظم
لم تستطع سمية الجلوس فقد فقدت صبرها على كبح شعورها بالظهور أمام هؤلاء النسوة هبت واقفة لتتحرك صوب إيثار وشاركتها الرقصة تحت سعادة إيثار وڠضب عمرو الذي شعر بالسخط على تلك الدخيلة التي حجبت عنه رؤية تلك المٹيرة انتهت إيثار وتحركت إلى والدتها لتجاورها الجلوس بأنفاس لاهثة وتركت سمية التي انتهزت الفرصة وتقربت من العروس وقريباتها لتندمج معهن بالرقص في محاولة منها للظهور أمام السيدات بعد مرور بعضا من الوقت تمللت إيثار بجلستها لتهمس لوالدتها باستياء ظهر بملامحها
ماما أنا زهقت يلا علشان نروح
لسة بدري أدينا قاعدين شوية كمان نطقتها بعينين تتطلعتين بانبهار لكل ما حولها لترد الاخرى بملل بعدما عقدت النية على الرحيل
خلاص خليكي إنت ونسرين وأنا همشي مع نوارة
ڼهرتها قائلة بحدة
مستعجلة على المرواح ليه
زفرت بضيق لتجيبها
عندي مذاكرة كتير وبعدين ما احنا قاعدين من بدري أنا بجد زهقت
ثم رمقت ثلاثتهم لتهتف بملامح وجه مكفهرة
قومي يا غندورة منك ليها
قدمن التهنئة مرة أخرى للعروس ووالدتها وسألت إيثار سمية إن كانت سترافقها بالإنصراف فأخبرتها الأخرى بأنها ستمكث لنهاية الحفل فتركتها لتتحرك بجانب والدتها وزوجتي شقيقاها وأثناء مغادرتهم قاطعهم ذاك المتطفل الذي كان
ينتظرها بعدما رأها من الاعلى وهي تهم بالمغادرة ليقول موجها حديثه ل منيرة بينما عينيه مثبتتين على إيثار بكل وقاحة
بقولك يا خالتي هو رقم تليفونكم
الأرضي لسة زي ما هو
ولا اتغير
ليستطرد بإبانة سريعا بعدما رمقته نسرين بنظرة متعجبة
اصل عاوز أكلم وجدي وأطمن عليه
بصراحة لا يا خالتي
مليه الرقم يا إيثار نطقتها لابنتها التي كانت واقفة تتملل وتنظر للبعيد بانتظار انتهاء ثرثرة والدتها مع ذاك المتطفل والتي لم تلاحظ نظراتها له لانشغالها بالنظر على الطريق
لتنتبه على صوت والدتها وتقول بعدما تنفست باستسلام
حاضر يا ماما
طرحت نسرين سؤالها بصوت متعجب إلى عمرو
طب ما تاخد رقم الموبايل بتاع وجدي أحسن
ارتبك من سؤال تلك المتطفلة لكنه استعاد توازنه ليجيبها بثقة زائفة
ما أنت عارفة إن شبكة الاتصالات هنا في البلد ضعيفة
انتفض قلبها ړعبا بعدما رمقتها منيرة بتوعد لتهز رأسها سريعا وهي تبتلع لعابها أملته إيثار الرقم بينما د
أومأت برأسها سريعا بعدم اكتراث لتنسحب للأمام بصحبة نوارة بعدما فاض بها الكيل غير عابئة بوقوف والدتها التي استأذنت وانسحبت خلفهما هي ونسرين المتعجبة من اهتمام ذاك العمرو بأمر شقيق زوجها
وصلن للمنزل لتدلف كلا من منيرة وإيثار إلى غرفتيهما بالطابق الارضي بينما نسرين ونوارة صعدتا الدرج وصولا لمساكنهما لتهتف نسرين وهي تبتسم ساخرة
أقطع ذراعي من هنا وأشارت على أعلى كتفها لتسترسل بتأكيد
إن حماتك واخدة البومة بنتها علشان توقع لها
عريس والست إيثار اللي عملالنا فيها الابلة نظيرة متشيكة ورقصت علشان كدة
حرام عليك يا نسرين متظلميش ماما وإيثار إيثار أصلا مكنتش عاوزة تروح وماما اللي أصرت عليها علشان خالتك حليمة متزعلش
طب إيه رأيك إن حماتك متفقة مع اللي اسمها حليمة على النمرة اللي عملتها دي علشان تخلي المحروسة تهز وسطها قدام الحريم
وهي هتعمل كدة ليه سؤال بريء طرحته نوارة لتجيبها الاخرى بخبث
شوفي إنت بقى
زفرت نوارة لتهتف متذمرة
أنا نعسانة ماتخليهم لبكرة هيحمضوا يعني لو فضلوا للصبح
بدلت إيثار ثوبها بمنامة فضفاضة مريحة وخرجت لبهو المنزل لتحمل الهاتف المنزلي وتعود به من جديد إلى غرفتها لتهاتف صديقتها بالجامعة للاستفسار عن أمر خاص بدراستها الجامعية
مع حلول الساعة الواحدة بعد منتصف الليل كان الهدوء يعم القرية لا يسمع سوى أصوات طائر الكروان ورائحة شجرة الياسمين الزكية المزروعة أمام المنزل تعبق بالمكان فطالما يأتي الليل محملا بهدوء يسر القلوب ويدخل عليها السکينة تتلألأ النجوم في السماء لتنيرها وتعطي مظهرا خلابا بينما تجلس هي فوق فراشها ممسكة بكتابها تستذكر دروسها بذهن مستيقظ وحماس يرجع لعشقها للدراسة استمعت لقرع جرس الهاتف المنزلي حيث كان موضوعا فوق المنضدة الصغيرة المجاورة لفراشها المتواضع ككل أساس منزلهم المتهالك تعجبت من رنينه بتلك الساعة المتأخرة تنهدت لتميل بجذعها ملتقطة سماعة الهاتف وهي تقول مستفسرة
ألو
إزيك يا إيثار وصل صوت المتصل لمسامعها لتضيق عينيها باستغراب وهي تقول
مين معايا
بصوت ناعم أجابها
أنا معجب ولهان قلبه اتخطف لما شافك النهاردة
لوت فاهها لتشعر بالإشمئزاز من كلمات ذاك المتحرش العفن لتهتف بنبرة حادة
بطلوا قلة أدب بقي وأحترموا نفسكم
بالكاد أنهت كلماتها لتزفر وهي تغلق السماعة بوجه ذاك المتكيء فوق وسادة فراشه الوثير بغرفته الفخمة والذي صدم من ردة فعلها الغريبة فقد توقع إذابة قلبها وثوران لمشاعرها عندما يتبع معها طريقته المعتادة لإيقاع الفتيات اللواتي يعجب بهن ابتسم بتسلي بعدما تأكد من اختلافها فقد زاد الحماس بداخله لأن الصيد تلك المرة سيكون لفتاة صعبة المنال وهذا ما سيزيد من متعته عند الوصول إليها وضمھا لقائمة فتيات عمرو البنهاوي
أعاد الضغط على أرقام هاتف منزلها مرة أخرى وأنتظر الرد فانتهى الإتصال مرة أخرى وقام بتكرار المحاولة عدة مرات دون أن يسأم
حتى أتاه الرد من صوت لم يتوقعه لتجحظ عينيه وبسرعة البرق أعاد سماعة الهاتف لمكانها لينهى الإتصال ثم نظر أمامه ليعقد حاجبيه بضيق وهو يحك ذقنه بأصابع يده قائلا
يا بنت ال
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلميروز أمين
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل السادس
أنا لها شمسبقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
لم تكن صدفة حين ألتقت أعيننا وتهامست تلك الشرارات التي إنبعثت لتخبر كلانا
أنه قد أن الأوان لقلوبنا العذراء بأن تكتملاحينها انتفضت قلوبنا وثارت علينا
لنكتشف سويا انه العشق العظيم الذي إنتظرناه لينير دربنا المليء بالخيبات
أو هكذا اعتقدنا
روز أمين
أعاد الضغط على أرقام هاتف منزلها وأنتظر الرد فانتهى الإتصال مرة أخرى وقام بتكرار المحاولة عدة مرات دون أن يسأم زفرت بقوة من ذاك المصمم على الإتصال وقفت وتمسكت بالهاتف لتتحرك به إلى غرفة شقيقها الصغير ولجت بعد الاستئذان لتقول وهي تضع الهاتف بين يديه
فيه واحد بارد بيعاكسخد ظبطه وأنا هروح أكمل مذاكرتي
ده مين اللي ليلة أمه مش فايتة ده جملة نطقها أيهم لتمط مع رفعها لكتفيها بلامبالاة وتحركت صوب الباب لتختفي خلفه تاركة رنين الهاتف يصدح مرة أخرىرفع السماعة وبدون سابق هتف ليمطره بوابل من الش تائم لتجحظ عينى الأخر وبسرعة البرق أعاد سماعة
الهاتف لمكانها لينهى الإتصال ثم نظر أمامه ليعقد حاجبيه بضيق
وهو يحك ذقنه بأصابع يده قائلا
يا بنت ال تنفس بهدوء وما زاده تصرفها سوى إصرارا على الفوز بهافقد تيقن أنها تختلف عن سابقاتها من الفتيات ليقرر تبديل خطته ليظفر بهازفر بقوة حين تذكر صورتها وهي تتمايل بخص رها بكبرياء زادها جمالا وسحرا فوق سحرهاعصر اليوم التاليكان يقف أمام مرأته الخاصة بغرفته يتطلع لهيأته بخيلاء بعدما ارتدى أفضل ما لديه من ثياب بنطال من الجينز الأزرق يعتليه قميصا ناصع على وشك وإنت رايح له!
لتخرج إبتسامة متهكمة من جانب فمها مسترسلة
اللي ربى خير من اللي اشترى يا ابن إجلال!
ابتسم بخفوت ليقول بمراوغة
طب اعمل إيه إذا كنتي مابتصدقنيش في أي حاجة أقولها لك
ناظرته بريبة لتنطق بحدة
تقول الحق وتبطل سرم حة وجري ورا البنات الشم ال اللي بتعرفهم وتوافق على جوازك من واحدة من اللي بعرضهم عليك كل إسبوع
لتستطرد بضيق ظهر بين بعينيها
يا ابني ده اللي قدك معاه عيل واتنين
سأم وأصابه الحنق من حديثها المكرر التي لن تمل من سرده عليه بكل مناسبة تأتيها ليزفر الاخر بقوة وهو يقول بتملل
يا ماما هو أنت مبتزهقيش من الكلام دهمية مرة قولت لك لما ألاقي البنت اللي تدخل دماغي وتملى مزاجي هاجي بنفسي وأقول لك اخطبيها لي
وإنت من بين كل بنات الأكابر اللي نقيتهم لك مفيش ولا واحدة دخلت مزاجك يا سي عمرو كلمات نطقتها بسخرية ليقترب منها مقربا كف الهائل لذاك القريب من قلبها والتي يتمتع بمكانة لم يصل لها غيره على وجه الأرض بأكملها
أنا مش عاوز أي واحدة والسلامأنا بدور على واحدة تكون إجلال التانية حاجة كدة ملهاش مثيل
رفعت قامتها لأعلى لتتحدث باستعلاء وغرور لا مثيل له
يبقى مش هتتجوز ولا هتشوفه يا عين إجلال لأن متخلقتش لسة اللي تشبه ستهم
ابتسم بحنان ليقول
طبعا يا ستهم هو أنت فيه زيك في الدنيا كلهابقول لك إيه يا ماما
طالعته باستفهام ليسترسل بغمزة من عينيه مستغلا عاطفتها لها
ماتهزي كيسك كدة وتديني خمس ألاف جنيةحاكم إبنك حبيبك على الحديدة
طالعته بشك لتقول بنبرة ساخرة
وتقول لي رايح لواحد صاحبيما ابقاش إجلال بنت الحاج ناصف إن ما كنت رايح تقابل واحدة من إياهم
زفر بتملل ليقول بمراوغة
طب والله واحد صاحبي
باغتته بسؤالها
طب مين صاحبك ده وعايز الفلوس دي كلها ليه
واحد ماتعرفهوش نطقها بلامبالاة وهو يهرب بعينيه قبل أن تستشف كذبهما ليسترسل وهو يلتقط أشيائه الخاصه ويضعها بجيبي بنطاله
واحد من بلد جنبنا
كان معايا في الكليةاتصل بيا واتفقنا نتقابل على القهوة اللي في أول البلد مع اتنين أصحابنا تانيين
ثم الټفت يتطلع لها بعدما عقد النية على أن يلعب على نقطة الغرور وشعورها الدائم بالتميز وبأنها وانجالها بمكانة أعلى وارقى من الجميع
وطبعا مايرضيكيش حد يصرف على القاعدة وابن الست إجلال على سن ورومح قاعد في المكان زي قلته
أدلى بكلماته وهو متيقن من النتيجة وقد حدث ما توقع فقد رفعت قامتها لأعلى وشعرت بالتفخيم بينما طالعته هى لتقول بتعالي
ماتخلقش لسة اللي يخليك تحس بكدهتعالى معايا الأوضة علشان تاخد الفلوس
استدارت في طريقها للخروج من الغرفة ليبتسم بمكر لنجاح خطته التي لم تفشل أبدا بجني ثمارها من تلك المتعالية لينسحب خلفها تاركا حجرتهبعد مرور حوالي الساعةكانت تعيد ترتيب غرفة المعيشة بعدما ذهب والدها وشقيقاها عزيز ووجدي إلى قطعة الأرض الصغيرة المملوكة لوالدها بينما يجلس أيهم بغرفته يستذكر دروسهأما والدتها فبالطابق الأعلى السطوحتطعم طيورها المتنوعة من الفراخ والأبط والأوزبينما ذهبتا زوجتي شقيقاها لزيارة عائلتيهما الاسبوعية بيوم الجمعة المسموح لهما من والدة زوجيهما استمعت لطرقات فوق الباب لتأخذ نفسا عميقا قبل أن تتوجه يحملها بيداه لتستفيق على صوته حين قال
إزيك يا إيثار
ضيقت بين عينيها بينما هو غارقا بالنظر لعينيها الساحرة تارة لينتقل المكتنزة بلونها الوردي تارة أخرى ليمرر عينيه بمنحنيات ج سدها التي أظهرها ذلك الثوب المنزلي بلونه الوردي الهاديء والذي أضفى على لون بشرتها جمالا مضاعفا ليخفق قلب ذاك الواقف بقوةوقف مشدوها فاغر الفاه لجمالها الأخاذ تلك المشاعر الجديدة عليه فبرغم تعدد علا قاته مع الفتيات وبرغم طبداخله أن الذي يحدث له بحضرة تلك المٹيرة لم يطرأ عليه طيلة مشواره النسائيتنهدت بحيرة ليخرج صوتها مضطربا نتيجة نظراته الجريئة وهي تقول
الحمدلله
هو أنت مش فكرانيأنا عمرو اللي قابلتك إنت وخالتي منيرة إمبارح في حنة بنت عمي نطقها بعينين متلهفتين وهو يذكرها بحاله لتقول بجدية بعدما رأت توتره
فاكراك طبعاأهلا وسهلا
أنا جاي أشوف وجدي نطقها مفسرا ليجيب سريعا
عندما وجدها تتطلع إليه باستغراب وأيضا لإبعاد شبهة الإتصال بها بالأمسفلقد قرر
أن يقوم بتغيير خطته بعدما شعر باستياءها من فعلته ليقول مفسرا
أصل تليفونا الارضي الحرارة مقطوعة عنه ليه يومين وحاولت أتصل ب وجدي من المحمول علشان أقابله على القهوة بس إداني مغلق
ليكمل مبررا بابتسامة
ما أنت عارفة شبكة المحمول في بلدنافي ذمة الله
أخيرا تبسم وجهها بمجاملة لمجارات حديثه الغير معني بالنسبة لها لينتعش قلبه وينتفض ثائرا لبسمتها الرائعة ليقطع حديثهما صوت والدتها التي كانت تنزل على الدرج واستمعت لصوت ابنتها يأتي من الخارج لتقول باستفهام
بتتكلمي مع مين يا إيثار
همت بالحديث ليسبقها ذاك الذي سأم الوقوف متخشبا بتلك الهدايا الثقيلة التي يحملها بين يداه فهو ليس معتادا على هذه الأشياء فيوجد سربا من الرجال الذين يعملون لدى والده ويقومون بتلك الاشياء عنه لكنه أراد أن يفعلها بحاله كي لا ينكشف أمره لدى والدته التي لا يفلت من تحت يدها شيئا هتف بصوت مرتفع وهو يتطلع للداخل باحثا عن صاحبة ذاك الصوت لتنقذه
ده أنا يا خالتي
قطبت
جبينها لتتحرك صوب الباب لاستكشاف صاحب الصوت لتتسع عينيها بذهول حين رأته واقفا أمامها يحمل كل تلك الأكياسهتفت بعدم تصديق
عمرو تعالى يا ابني إيه اللي موقفك برة كدة
اشتدت سعادته لترتسم إبتسامة واسعة فوق ثغره أظهرت صفي أسنانه من احتفاء تلك السيدة به مما يجعله يشعر بقيمة حاله العالية لتهتف هي ملقية باللوم على إبنتها ولكن بطريقة حنون كي لا تسيء لصورتها بعيناه
كدة يا إيثار موقفة عمرو على الباب زي الغربالراجل يقول علينا إيه يا بنتي
تلبكت ولم تجد جوابا لينقذها بحديثه المدافع عنها
متظلميهاش يا خالتيأنا لسة جاي حالا وكنت بسألها عن وجدي
ابتعدت عن الباب لتفسح له الطريق وأشارت بيدها وهي تدعوه للولوج
اتفضل يا عمرو
ساعدته بحمل الأكياس بعدما طلب هو منها لثقل وزنها لتقول وهي تطالعهم بنهم
إيه يا ابني اللي إنت جايبه معاك ده هو أنت غريب
دي شوية حاجات بسيطة ومش مستاهلة كلام يا خالتي نطقها بهدوء ليسترسل مبررا تصرفه
أنا قولت طالما ماحضرتش فرح وجدي يبقى مايصحش أدخل البيت من غير هدية في إيدي
إبن أصول وطول عمرك وإنت بتفهم في الواجب يا عمرو نطقتها لتحمل
عنه جميع الأغراض وتقول قبل أن تتجه بهم إلى المطبخ
دخلي عمرو أوضة الجلوس يا إيثار لحد ما أبعت أيهم ينده ل وجدي من الأرض
باتت تفتش بداخل
الأكياس لتستكشف ما بداخلهم لتجحظ عينيها وهي ترى علبتان مليئتان بأصناف عدة من الحلوى الشرقية من أفخم متجر حلوى في المدينةاتسعت عينيها بتشهي وهي تنظر لكعكة الشيكولاتة التي جلبها من نفس المكانفكم من المرات التي رأت مثلها عبر شاشة التلفاز لكنها المرة الأولى التي ستتذوق منهاباتت تفتش بسعادة وهي تخرج أصنافا عديدة من الفاكهة الطازجة الأغلى سعرا بالاسواق وعددا من قنائن العصائر المتنوعة ويبدو على مظهرها الفخامة كانت كلما فتحت كيسا تفتح عينيها بنهم وكأنها وجدت كنزاورث عزيز عنها الطمع ودنائة النفس عكس إيثار وأيهم اللذان ورثا القناعة والنفس العفيفة من والدهما بينما ظل وجدي يتراقص بالمنتصففهو لم يتدنى لمنزلة والدته وعزيز ولم يرتقي لمكانة أبيه وشقيقاها
أما بالخارج بعدما أوصلته سألته بلباقة
تحب تشرب إيه يا أستاذ عمرو شاي ولا قهوة
بابتسامة جذابة اجابها
متتعبيش نفسكانا هستنى وجدي واشرب معاه شاي
بعد إذنك نطقتها مستديرة لتتسع عينيها بعدما وجدته يقفز من جلوسه ليقطع طريق خروجها بلمح البصر وهو يقول متلهفا
هو أنت على طول كدة مستعجلة وكلامك قليل
تعجبت لأمره وهزت كتفيها بلامبالاة لتقول
إحنا مفيش بينا مساحة أصلا علشان يكون الكلام قليل أو كتير!
طب ما تيجي نخلق المساحة قالها بدعوة صريحة منه مع لمعة إنبهار ظهرت بعينيه جعلتها تشعر بالتوتر لتبتلع ريقها من قربه ورائحة عطره التي برغم أنها قوية وعبأت المكان إلا أنها تغلغلت بأنفها لقربه الشديد لتجعلها تشعر بالريبة والتلبك ويرجع هذا لعدم خبرتها وعدم خوضها لأية تجارب تربطها الأخر من قبلفهي تملك شخصية قوية جعلتها تصد جميع محاولات الشباب في التقرب إليها خرج صوتها متعجبا لتتسائل
قصدك إيه
هم بالرد ليتوقف بعدما استمع لصوت منيرة المرحب به
إنت لسة واقف يا عمرو ماتقعد على الكنبة وارتاح يا ابني
قالتها بوجه شديد الإحمرار من شدة سعادته لتسترسل بإبانة
أنا بعت أيهم ينده لك وجدي
أشارت ليجلس وجاورته هي الجلوس لتشدد على ابنتها الذهاب للمطبخ لجلب واجب الضيافةولجت إلى المطبخ لتجد والدتها قد فرغت الأكياس ورصتها فوق مطبخها الخشبي المتهالك لتقطب جبينها وهي تقول بصوت هامس
الواد ده مچنون رسميإيه الحاجات اللي جايبها دي كلها ولا كلامه ونظراته الغريبة
تنفست لتهز رأسها بلامبالاة وتقدم على المبرد لتفتحه وتخرج منه دورق مليء بمشروب الجوافة الطازج كانت قد أعدته قبل قليل لاستقبال والدها واشقائها عند عودتهم للمنزل في الغروبوكان والدها قد جلب لها ثمرات الجوافة بالأمس إحتفائا بمجيء صغيرتهسكبت كأسان من المشروب وحملتهما فوق حامل واتجهت صوب الحجرة وما أن رأها ذاك المهووس حتى
عادت دقات قلبه لتسرع بدقاتها من جديدشملها بنظراته المنبهرة تحت أعين منيرة التي تراقبه
في الخفاء لتتنهد براحة بعدما تأكدت بفطانتها إعجاب بل إنبهار ذاك الثري بنجلتهاتبسم ثغرها وتعجبت لأمر القدر ولحكمة ربهافكم حلمت وتمنت وانتظرت تغيير قدرها للأفضل على يد رجالها الثلاثوكم من المرات التي بغضت بها تلك الإيثار وتمنت لو لم تخلق من الأساسفطالما کرهت الإناث ونظرت لهن نظرة دونية حسبما تربتوطالما ترددت كلمات زوجة والدها المقيتة حينما كانت تنعتها بأبشع الأوصاف والش تائم وتخبرها بأن الفتيات نذير شؤم في المنازل وأنهن خلقن فقط لخدمة أشقائهن من الرجال ومن بعدهم خدمة أزواجهن والقيام على راحتهم بكل الطرقوأنهن جئن إلى الحياة ليصبحن حملا ثقيلا على عواتق الرجالفلطالما عاملتها على أنها ع ار ولابد التخلص منهوالأن يبدوا أن قواعد حسبتها ستتغير وسيتبدل حالها وحال أولادها على يد تلك الإيثار تذكرت حين أصيبت بإكتأب حاد عندما أخبرتها الطبيبة بأنها سترزق بفتاة حتى أنها فكرت جديا بالتخلص من الحمل لولا غانم الذي نهرها كثيرا وقام بټهديدها إذا تخلصت من حملها سيقوم بتطليقها في الحالوأبلغها أن الفتيات يجلبن الرزق لعائلاتهن ويصبحن منبع للحنانلكنها ما كانت تكترث لحديثه ولا تأخذه بعين الإعتبار
اقبلت عليه لتقديم المشروب ليباغتها بتصرفه النبيل حين هب واقفا بزيف وتحرك مقتربا عليها ليحمل عنها عناء مشقة حمل الصينية كي يجذب إهتمامها مما جعلها تضيق بين عينيها باستغراب ليتحدث هو بصوت حنون
تعبتي نفسك ليه بس
مفيش تعب ولاحاجةبعد إذنك قالتها واستدارت
لتتوقف حينما استمعت لصوت والدتها التي نادتها بعدما رأت عبوس ذاك الثري لتقول
تعالي إقعدي يا إيثار هو عمرو غريب
تنفس بعميق بعدما شعر بقبضة بقلبه عندما رأها تخرج لكن تلك المنيرة أعادت له الأمل بطلبها بينما تطلعت إيثار إلى والدتها تتعجب أمرها وتغييرها الشامل مع ذاك ال عمرو تذكرت معاملتها شديدة القساوة معها حينما كانت صغيرة وحتى وصولها للمرحلة الثانويةفكم من المرات التي ڼهرتها بها بل ووصل الأمر بټعنيفها وصفعها لمجرد ذكرها لاسم صديقا دراسيا وهي تشيد بتفوقه حتى خلقت لديها عقدة تجاة الچنس الأخر مما جعلها تضع بينها وبين جميع الرجال حاجزا حديديا مازال موجودا إلى الأننظرت بعينيها لتقول بجدية
عندي مذاكرة يا ماما بعد إذنك يا أستاذ عمرو
شعر بالإحباط عندما رأها تسرع بخطاها لخارج الحجرة كي لا تعطي لوالدتها المجال للاعتراض بينما اشټعل داخل منيرة من تلك العنيدة وأفعالها الهوجاءنظرت لذاك الذي بدا على وجهه الإحباط لتقول بابتسامة مصطنعة
اشرب العصير يا عمرو
لتسترسل بإبانة تصرف نجلتها الأهوج
متزعلش من إيثار أصلها بتتكسف قوي وعمرها ماكلمت حد غريب
أنا مش زعلان منها يا خالتي بس استغربت إنها بتعاملني على إني غريب عنها ونسيت إني متربي هنا وسطيكم
ابتسمت لتجيبه بلوم لطيف على عكس طبيعتها
ما هو الحق عليك بردوا يا عمروأصلك قطعت بينا مرة واحدةروحت وقولت عدوا ليده حتى فرح وجدي محضرتوش
هتف سريعا مبررا
والله كان ڠصب عنييومها كنت مسافر الاقصر في شغل مع ابويا ومكنش ينفع اسيبه لوحده
ولج وجدي من الباب ليهتف مرحبا بصديق الطفولة قائلا وهو يقترب عليه
ده أنت هنا بجد أنا افتكرت الواد أيهم مهيس وبيقول أي كلام
وقف ليقابل صديقه قائلا بمزاح
جيت على بالي قولت يا واد طالما صاحبك مطلعش جدع معاك ونسيك روح أسأل إنت عليه
أقبل عليه ليتعانقا باشتياق حقيقي وحنينا للأيام التي عاشاها شويا تركتهما وتحركت صوب غرفة ابنتها لتدفع الباب مقتحمة خصوصيتها لتفتح الأخرى فاهها مشدوهة لتقول منيرة پغضب عارم
إنت قاعدة عندك بتعملي إيه
رفعت كتابها لأعلى لتقول بنبرة ساخرة
زي ما إنت شايفة يا ماما بذاكر
اقبلت عليها لتهجم على كتابها وتنتزعه من يدها وتلقي به أرضا لتهمس بفحيح من بين أسنانها وهي تدهسه تحت قدميها
أدي اللي إنت فالحة فيه
اتسعت عينيها بذهول وهي تنظر لكتابها لتسترسل الاخرى بحدة
قومي انجري على المطبخ إعملي شاي ل عمرو ودخليهوله
أمسكت رسغها بقوة تحت ارتياب تلك المذهولة لتستطرد متذكرة
وبعدين تعالي لي هناإنت إزاي يا بت تكسري كلمتي وتطلعي لما قولت لك إقعدي معانا
هتفت بكامل صوتها لتقول باعتراض
ومن امتى وأنا بقعد مع رجالة غريبةده ولاد أعمامي لما بييجوا مابتسمحليش أدخل لهم الشاييطلع مين عمر ولا عمرو ده كمان علشان أقعد معاه!
احتدت نظراتها لترمقها باشمئزاز هاتفة باحتقار
هتفضلي غبية والفقر بيجري وراكي زي أهلك بالظبط
شعورا ممېتا اقتحم صدرها ليصعب التنفس وكأن أحدهم طعنها بنصل سکين حاد بمنتصف قلبهاناظرتها پألم لتبتلع غصتها من الإهانة التي تعرضت إليها على يد والدتها التي من المفترض أن تكون لها منبع الحنان من تدفعها للأمام وتزرع بداخلها عزة النفس واحترامهاإغرورقت عينيها بدموع الألم والحسړة لتزفر تلك القاسېة وهي تصيح هادرة پغضب
عيطي ياختي عيطيأدي اللي إنت فالحة فيه ټحرقي دمي بعمايلك وبعدين تنزلي لك دمعتين علشان تصعبي على اللي قدامك ربنا ياخدك وارتاح منك
رمقتها بازدراء لتخرج صافقة باب الغرفة خلفها بعدما أصيبت بالإحباط وعلمت أن لا أمل بخروج تلك البائسة من
غرفتها اليومأما تلك المسكينة التي وما أن خرجت والدتها حتى تركت لدموعها الأبية
العنان لتنهمر بغزارة فوق وجنتيها كشلال
صباح يوم السبت
تركت منزل أبيها لتتجه لأول الطريق كي تستقل سيارة أجرة تقلها للقاهرةتنهدت حين تذكرت تلك القاسېة التي تجاهلتها عند مغادرتها المنزل بالرغم من انها اقتربت عليها لتودعها قبل أن تعود لسكنها الجامعي إلا أنها أبت وحولت وجهها للإتجاه الأخر كنوعا من العقاپ على ما حدث بالأمستنهدت پألم تحت سعادة نسرين التي بلغت عنان السماء لتبتسم وهي ترمق شقيقة زوجها بنظرات شامتةوصلت إلى بداية الطريق لتقطب جبينها وهي ترى هذا الشخص يتطلع إليها متلهفا وكأنه كان بانتظارهاانتابها شعورا بالريبة تجاهه وبدأت تتيقن بأنه يحاوطها ويقتحم خصوصيتها أينما كانتتجاهلت نظراته المتفحصة لها والتي بدأت تثير حنقها لتقف تنتظر
قدوم إحدى السيارات بجانب عدة فتيات أخريات خرجن من القرية لطلب العلمبعد مرور بعض الوقت وقفت تتملل وهي تنظر بساعة يدها خشية من تأخرها على محاضرتها الأولى لتصل سيارة وتقف بنفس التوقيتهرول الجميع باتجاهها لتصاب بالإحباط سرعان ما اختفى ليحل محله الأمل بداخلها عندما وجدته يقف بج سده ليسد باب السيارة وهو يشير لها بأن تقتربوقفت لبرهة تناظره بارتياب لما يفعله من تصرفات تدعوا للريبة لكنها سرعان ما نفضت تلك الأفكار حين تذكرت ذاك الأستاذ الجامعي الذي تجاوز أعوامه الخمسون وتذكرت ملامح وجهه ونظرات عينيه التي تتحول لچحيمية عند دخول أحدهم قاعة المحاضرات بعدهاقتربت رغما عنها لتنظر بالسيارة لتجد محلا لفردين فقطاستقلت مقعدا بجانب النافذة ليجاورها هو تحت خجلها لتنطلق السيارة بعدهاامسكت بحقيبة يدها لتضعها حاجزا بينهما تجنبا للتلامس مما أصاب حنقه لكنه تجاوز فعلتها وتطلع إليها ليقول مرحبا بابتسامة ساحرة عله يختطف بها قلبها وينال منها كما فعل مع غيرها
صباح
الخير
صباح النور نطقتها باقتضاب دون تكليف حالها عناء الالتفات إليه مما أثار حفيظته لكنه استدعى هدوئه ليسألها بابتسامة هادئة
رايحة كليتك
اكتفت بإيمائة من رأسها دون رد ليسترسل بإبانة لفتح مواضيع بينهما كي يحثها على التمادي معه والوقوع في براثنه
تعرفي إن حظي حلو قويأصل سيبت عربيتي في البيت وقررت أروح مشواري مواصلات وده من حسن حظي إني شفتك
باغتته بعدم مبالاتها وكأنه يحدث غيرها برسالة موجهة منها إليه بأن يلتزم الحدود بالتعامل معها مما جعله يتنهد باستسلام بعدما تيقن ان الوصول لقلبها شاق ويحتاج للمزيد من بذل الجهد لكنه لم ولن يستسلم فقد شغفته بجمالها واختلافها عن الاخريات وما أثار إعجابه به أكثر هو عدم إهتمامها والهرولة إليه للاستفادة من أموال والده كغيرها من الفتيات التي تعرف عليهن طيلة حياتهاخرجت كتابا وبدأت تستذكر دروسها كي تغلق عليه جميع محاولاته للتقرب منها أو فتح مواضيع للحديث أخرجت ورقة مالية لدفع حصتها لكنه رفض وحاول مرارا أن يدفع بدلا عنها وبالاخير رضخ تحت إصرارها العجيب على ألا يدفع عنها مما جعله ينظر لها باختلاف كلي وصلا لموقف السيارات وترجل ينتظر نزولها بابتسامة سرعان ما اختفت بعدما رأها تتحرك أمامها دون النظر إليه
استشاط داخله وهو يراها تستقل سيارة أجرة أخرى لتقلها لجامعة القاهرة لتمر من
جانبهزفر بضيق على فشل خطته للتقرب منها وتأكد أن الوصول إليها يكاد مستحيللكنه لن يبرح حتى يبلغ ويحصل على مبتغاه توالت الأيام وهو ينتظرها كل عطلة ليستقل بجوارها السيارة في محاولاته المتكررة لإيقاعها التي لن يمل منها حتى انقلب السحر على الساحر وبدلا من أن يوقعها وقع هو بشباك غرامها بل أصبح متيما بعشقها المميز ذو النكهة الجديدة عليه بات يسهر الليالي يستمع للأغاني التي تتحدث عن العشق وهو يراها بكل الزوايالقد وصل به الأمر حد الهووس وبات لا يرى الدنيا سوى بالساحرة عيناها حتى أنه ابتعد عن كل الفتيات اللواتي كانت تربطه بهن علاق ات في إطار غير شرعي
في تمام الساعة السادسة والنصف صباحا
كان يغفو فوق فراشه منهك يرجع سببه لعدم اتخاذه القسط الكافي من النومفمنذ أن عشقها صار النوم ضيفا عزيزاانتفض من نومته ليهب جالسا بعدما استمع لصوت المنبه المنبعث من الهاتف وبلحظة كان يقف أمام خزانة ملابسة ليتخذ ملابس داخلية وتحرك صوب الحمام الخارجي ليغتسل بماء بارد عله يستفيقوبعد مرور حوالي ثلاثون دقيقة كان يتحرك في عجلة من أمره بعدما ارتدى أفضل ثيابه ليلتحق بموعده الاسبوعي مع تلك الجميلة الذي أصبح مقدسا بالنسبة لهقطع طريقه والدته التي خرجت من غرفتها لتقطب جبينها وهي تتطلع في حيرة من أمره الذي تغير مؤخرا واصبح غريبا عليهتنهدت لتسأله بفضول
رايح فين على الصبح كدة
عندي مشوار مهم يا ماما قالها في عجالة لتصيح مستفسرة
أنا نفسي اعرف إنت بتقوم من النجمة بتروح فين كل يوم سبت واشمعنا السبت بالذات
لتستطرد متعجبة
وكله كوم وعربيتك اللي بتسيبها قدام البوابة دي كوم تاني مع إنك مبتخطيش خطوة برة البيت من غيرها!
امتعضت ملامحه ليهتف باستياء
سبيني يا ماما أنا متأخر على ميعادي لما أرجع
إبقي استجوبي فيا براحتك
لم يدع لها فرصة للاعتراض فقد تفوه بكلماته وهرول
للخارج يسابق الريح
ليستشيط داخلها من تصرفات ذاك الأرعن كان يهرول بمشيته كي يسبق خروجها ككل مرة زفر باستياء حين تذكر ليلة أول أمس وكم من المرات التي حاول بها الإتصال ليجيب عليه شقيقها الكبير وينثره بوابل من الشتائمليقرر الذهاب عصر اليوم الذي تلاه ليرى عينيها ويتمتع بالغوص داخل بحرهما ولسوء حظه وجد أيهم بالمنزل ليخبره بأن وجدي بصحبة والده بالارض وحينما سأله عن والدته أخبره أنها ذهبت لمنزل والدها لتقوم بزيارة جدته المسنة مما جعل الإحباط يتملك منه ليناوله علبة الحلوى التي جلبها وينسحب يجر أذيال خيبته بصمتوصل أخيرا لمطلع الكوبري وكاد أن يكمل بطريقه إلى أن رأها تخرج من الشارع العمومي المؤدي لمنزلها تسمر بأرضه وبات قلبه يدق بقوةمشاعر جديدة من نوعها تخترق جدران كيانه لتخبره بأنه لم يتذوق للعشق طعما وكل علاقاته كانت هراءا التمعت عينيه بوميض اللهفة والع شق وهو يتطلع لهيأتها بوله ولكن ليست كالماضيفالان قد اختلفت نظرته كليا بالماضي كان منبهرا بمظهرها وج سدها الان ثوي أما الأن فيكفيه نظره من عينيها لتجلب السعادة لقلبه المتيموقف ينتظرها لتزفر هي حين لمحت وقوفه ببداية الطريق لتتحرك بوجهتها تتخطى وقوفه دون أن تنظر له مما جعله يبتسم ليقول بعدما تحرك بجانبها
إزيك يا إيثار
الله يسلمك قالتها باقتضاب وهي تسرع بخطاها لتبتعد عنه حتى وصلا لوجهتهما لتتوقف سيارة عابرة ولم يكن بها مقاعد خالية سوى المقعدان المجاوران للسائقأمسك باب السيارة كي لا يدع الفرصة لتقرب أحدا وأشار لها لتتنهد وتتحرك صوبه مجبرة كي لا تتأخر على موعد محاضرتهااستقل مقعده المجاور للسائق وأفسح لها لتجاوره الجلوس وتحرك السائق منطلقا بطريقهتحمحم ليقول بصوته المبحوح
أنا جيت لكم البيت إمبارح بس أيهم قال لي إن خالتي منيرة بتزور والدتها
تطلعت إليه ليسألها بفضول أثار حفيظتها
هو أنت كنتي معاها في بيت جدك
قطبت جبينها متعجبة حديث ذاك المتطفل الذي زاد من حشر أنفه بحياتهم على حين غرة لتسأله بعينين حادتين كالصقر
معلش يعني وإنت بتسأل ليهويهمك في إيه تعرف إذا كنت موجودة ولا لاء!
أغمض عينيه فى ألم ثم فتحهما من جديد ليبتلع غصته المرة من معاملتها القاسېة له أخذ نفسا عميقا ليستعيد به توازنه ثم أجابها بابتسامة أراد بها تلطيف الأجواء
كنت عاوز أشوفك يا إيثار
نطقها هائما لتتسع بؤبؤ عينيها متعجبة جرأته بينما طالعها بنظرات تنطق عشقا قابلتها باستفهام لتقول بكثيرا من التعجب
هو أنت بتعمل كل ده ليه!
ليزداد إنعقاد حاجبيها وهي تقول بتشكيك
فجأة كدة افتكرت إن ليك صاحب إسمه وجدي ماشفتهوش من تلات سنين وقررت تزورهلا وكل اسبوع تزورنا ومعاك هدايا أشكال وألوانعاوز توصل لإيه بالظبط!
للقمر نطقها هائما لتقطب جبينها تناظره بتيهة ليكمل بنبرة خرجت منه هائمة رغما عنه
عاوز أوصل لك يا إيثار
ناظرته بإستفهام لتقول
تقصد إيه بكلامك ده
ليجيبها بوضوح
أنا عاوز أتجوزك
اتسعت عينيها بذهول لتنطق بصوت مضطرب حاولت أن تتحكم فيه قدر الإمكان
تتجوزني! بس أحنا منعرفش بعض كفاية علشان تطلب مني نتجوز!
أخذ ينظر لوجهها بتمعن وابتسامة أمل ط
أنا بقيت مچنون بحبك يا إيثار
واستطرد متعهدا بعينين متأملتين
وافقي وأنا أوعدك إني هخليك أسعد إنسانة في الدنيا كلها مش هخلي نفسك في أي حاجةقبل ما تحلمي بالحاجة هتكون تحت رجليكيأنا نفسي هكون بين اديكي
نظرت إليه بتيهةتستشعر الصدق بكلماته ليسألها متلهفا إجابتها
قولتي إيه
قطع شرودها لتجيبه باقتضاب
هو الكلام ده ينفع يترد عليه هنا بردوا
اشتدت سعادته فرحا لكلماتها التى رفعت قلبه إلى عنان السماء ليشعر بروحه هائمة بسماءها وقد جددت كلماتها الأمل بداخله ليقول بنبرة حماسية
خلاص أنا هفاتح أبويا النهاردة وأخليه يطلب لي إيدك من عمي غانم
هتفت متعجلة لتقول بتردد ظهر بعينيها
اديني وقت أفكر في الموضوع قبل ما تاخد أي خطوة جدية
اجابها بقلب عاشق
أنا تحت أمرك في أي حاجة هتريحك خدي وقتك وأنا متأكد إني لما أشوفك الإسبوع الجاي هسمع أخبار حلوة
سحبت عنه نظرها بخجل بعد أن قررت بسريرتها أن تعطي حالها فرصة للتفكير بأمره فهو بالنهاية يبدوا شابا مناسبا إلى حد ما لذا ستفكر في الأمر بجدية
بعد مرور ثلاثة أيام عادت إيثار إلى منزل أبيها فقد أخذت إجازة إلى أخر الإسبوع بمناسبة أعياد خاصة بالدولةكانت تجلس بداخل حجرتها بصحبة صديقتها سمية التي جحظت عينيها لتهتف بقلب يمتلؤ
بالغيرة التي لم تستطع التحكم بها لتظهر بمقلتيها
نعمبقى عاوزة تفهميني إن عمرو إبن الحاج نصر على سن ورمح عاوز يتجوزك إنت يا بنت عم غانم!
نطقت جملتها الاخيرة مشيرة بأصبع السبابة إليها بنظرات إزدرائية مقللة من شأنها مما جعل الأخرى تنظر إليها بتيهة من نظراتها الغريبة التي شملتها بها لتسترسل سمية بضحكة استهزائية
يا شيخة قولي كلام يتصدق
تطلعت إليها پصدمة لتجيبها باستياء وصوت خرج حادا بعض الشيء
وأنا من امتى كذبت عليك يا ست سميةوبعدين هي المواضيع دي ينفع فيها الكذب!
تراجعت سريعا بعدما لاحظت إنزعاج إيثار لتقول في محاولة لإصلاح
ما أفسدته
انا مقولتش إنك بتكذبيأنا بس مستغربة
سحبت عنها بصرها ولم
تجيبها لشدة ڠضبها لتسترسل الاخرى كلمات مبررة
هكلمك بصراحة ومتزعليششوفي أنا ظروف عيلتي أحسن من ظروفكم إزايده غير إن ابويا موظف بالشهر العقاري وحياتنا إلى حد ما مرتاحة عنكم
مالت برأسها لتقول بصدق
منكرش إن طول عمري وانا حاطة عيني على أي حد من عيال كبرات البلد وبالذات عيلة البنهاوي
واسترسلت بعيناي حالمة بجشع
وحلم عمري أدخل وسطيهم وعيالي يبقوا منهم علشان مايعشوش الفقر اللي أنا عيشته
لتستطرد نافية وهي تشير بسبابتها
ومع ذلك عمري ما جرأت ولا خطړ حتى على بالي إني أحلم بحد من عيال الحاج نصر البنهاوي
واكملت پحقد دفين ظهر بين بكلماتها التي تقطر سما
تقوم إنت يتقدم لك إبن كبير البنهاوية كده مرة واحدة!
تنهدت إيثار بضيق لما رأته من حقد وتقليل غير مبرر بشأن عائلتها والتي لا تختلف كثيرا عن عائلة الأخرى سوى أن والدها حصل على شهادة متوسطة وعين بمصلحة الشهر العقاري ليباغتها سؤال تلك التي مازال الذهول يسيطر عليها
أمك عرفت
رفعت عينيها لتقول سريعا
لا طبعاماما لو عرفت هتقول لبابا وإخواتي ولو عزيز بالذات عرف مستحيل يديني فرصة أفكر
طبعا هو كان يحلم ولا يطول نطقتها ببغض لتنهرها الاخرى بنبرة غاضبة
هو فيه يا سمية عمالة ترمي دبش من بقك من ساعة ما حكيت لك الموضوع ولا عاملة أي حساب لمشاعري
لتستطرد بكبرياء نابع من داخلها ورثته عن والدها
أنا مش قليلة ولا أهلي قليلين زي ما أنت حابة توصلي لي أنا ابويا أه راجل فلاح وبسيط بس عنده عزة نفس مش عند وزرا ورؤساء جمهورية وكفاية إنه علمني أنا واخواتي وخلانا أخدنا شهادات ولاد أكبر ناس في البلد معرفوش ياخدوها
ابتلعت لعابها لتتحدث بنعومة كالحياء
إنت زعلتي كده ليه أنا بفضفض معاكي
واستطردت لتدخل الريبة بقلبها
بصي بقى أنا شايفة إنك تكتمي على الموضوع وترفضيه من غير ما تقولي لحد
ضيقت بين عينيها لتستطرد الاخرى بإصرار
الواد ده شكله بيلعب بيكيواضحة زي عين الشمس هو معرفش يوصل لك ولا يقرب لك زي ما حكيتي لي الوقت فقال يدخل لك من ناحية الجواز علشان تفكي معاه ويطول منك اللي معرفش ياخده في الأول وبعد كده يرميكي
هزت رأسها لتقول بنفي
لا مظنش عمرو بيحبني بجد
لتسترسل بابتسامة حين تذكرت هيأته
الحب كان باين في عنيه يا سمية
هتفت الاخرى باستنكار لتبعد عنها تلك الفكرة
طول عمرك عبيطة ومبتفهميش في الناس
ضيقت عينيها بتفكر لتهتف بعدما طرأت على مخيلتها فكرة شيطانية
أنا جت لي حتت فكرة هتخليني أكشف لك إذا كان
بيلعب بيكي ولا لاء
قطبت الاخرى جبينها لتطالعها مستفهمة لتسترسل الاخرى بدهاء
أنا هاجي معاكي الجامعة يوم السبت واركب العربية معاكم وانا بطريقتي هوقعهولك في الكلام علشان أكشفه وساعتها هنعرف إذا كان بيحبك بجد ولا بيلعب عليك
نظرت لها بحيرة لتهتف الاخرة پغضب ظهر بعينيها
بس إنت طلعتي خبيثة قوي يا بت يا إيثار الواد بقاله شهر ونص بيجري وراك ومقضينها حكاوي معاه في المواصلات ولا جبتي لي سيرة
زفرت إيثار لترد على تلك التي تحولت وظهر ما بداخلها من حقد دفعة واحدة وكأنها تستكشف شخصيتها لأول مرة
هقول لك إيه والموضوع كله مكنش في بالي
لتستطرد بحيرة ظهرت بعينيها
أنا لحد الوقت لسة بفكر أوافق وأخليه يكلم أبوه ولا أخدها من قصيرها وأرفضه واريح دماغي
هتفت على عجالة بتخوف
استني لما أقابله يوم السبت وساعتها أنا اللي هقول لك تعملي إيه
صمتت لتشتعل عيناي الأخرى بالحقد وهى تتطلع على تلك الإيثار وباتت تتساءل ما الذي اعجبه بها ليختارها هي دون غيرها تلك البلهاء التي لم تهتم يوما بالزواج من شابا ثريا تأتيها الفرصة على طبق من
ذهب بل وتتمنع وتطلب منه منحها الوقت للتفكيربينما هي التي قضت سنواتها في عناء البحث عن فرصة لاصطيادها عريسا ثريا ليحقق لها أحلامها ويمنحها حياة أفضل من حياتها البائسة لم تجدها إلى الأن
عودة للحاضر وسنعود فيما
بعد لسرد ما حدث بالماضي
عصرافي قصر المستشار علام زين الدينيقف داخل كبينة الإستحمام الزجاجية مغمض العينين ساندا بساعداه على الحائط الرخامي والمياه تنهمر على رأسه لتمر على ج سده لتنعش روحه المنهكة من العمل طيلة اليومتنفس بعمق ليفتح عينيه باسطا ذراعه يجلب زجاجة صابون الشعر ليأخذ منها القليل ويضعه فوق رأسه ليدلكه برفق ويميل برأسه من جديد تحت صنبور المياه ليغتسل جيداخرج من الكبينة ليجذب منشفة قطنية كبيرة يلفها حول خ صره وأخرى صغيره ليجفف بها شعر رأسه ليتحرك من الحمام إلى غرفة الملابس لينتقي بذلة قيمة يحضر بها ميعاده مع رجل الأعمال صلاح عبدالعزيز بعدما عقد النية على التدخل بشكل شخصي لفض هذا الصراع الدائر بينه وبين خصمهأيمن الأباصيريوصل لحديقة القصر في طريقه للجراچ ليتوقف حين وجد والداه يجلسان حول حوض السباحة ويحتسيان معا كوبان من القهوة الساخنة ليقول بابتسامة خاڤتة
مساء الخير
مساء النور يا فؤاد نطقها علام لتقول عصمت بنبرة حنون وهي تشير إليه بالجلوس
تعالى اشرب معانا فنجان قهوة
أجابها غامزا بعينه
الشمال
مش حابب أكون عزول واضايق معالي المستشار يا دكتورة
ابتسم علام
ساخرا ليجيب بمشاكسة لنجله المحبب والمقرب لقلبه
ماتتلككش بمعالي المستشار يا حبيبيإنت أصلا متشيك وباين عليك عندك ميعاد مهم
رفع كفاه لأعلى باستسلام ليقول
دايما كاشف اللي جوايا جنابكمحدش يعرف يعدي من تحت إيدك أبدا
دقق النظر له ليقول بصوت جاد
شكلك رايح المشوار اللي بلغتني بيه إمبارح
بالظبط يا باشا ليستطرد بإبانة
لما عملت تحرياتي عن صلاح عبدالعزيز لقيت إنه حد محترم وحرام ينتهى تاريخه بسبب رغبة عامية في الإنتقام
إعمل اللي إنت شايفه صح يا سيادة المستشارانا واثق في تفكيرك وواثق إنك هتحل القضية بمنتهى العقل والحكمةربنا يوفقك قالها بعينين فخورة بنجله ليشكره فؤاد ويتحرك باتجاه الجراچ
خرج من القصر ليستقل مقعده خلف المقود وينطلق بسرعة باتجاه منزل صلاحتوقف بحديقة المنزل ليجد رجلين من الحراسة الخاصة بانتظاره ليصطحباه للداخل وجد الرجل ونجله الكبير بانتظاره ليقوما بالترحاب الشديد به لمعرفتهما بشخصه وبمنصب أباه العظيمأشار صلاح إليه بالجلوس ليفتح زرار حلته ثم جلس منتصب الظهر واضعا ساقا فوق الأخرى بمظهر جذاب ليبدأ حديثه بعملية
طبعا حضرتك بتسأل نفسك أنا ليه أخدت ميعاد منك وطلبت إن الزيارة تبقى في بيتك
حضرتك تشرف أي مكان تدخله يا سيادة المستشار كلمات نطقها صلاح بتهذيب ليشكره فؤاد قائلا بلباقة
متشكر جدا يا صلاح بيه
واستطرد بعملية اكتسبها من منصبه
أنا هدخل في الموضوع على طول علشان مضيعش وقت حضراتكم الموضوع وباختصار خاص بقضية محاولة إغتيال أيمن الأباصيري
ارتبك داخل صلاح وحاول جاهدا التماسك ليقول في محاولة لابعاد التهمة عنه
سبق وحضرتك استدعتني لمكتبك واستجوبتني بخصوص القضية والحمدلله إنت بنفسك أمرت بإخلاء سبيلي لما التحريات أثبتت إني مليش أي علاقة بموضوع اللي إسمه أيمن
ليسترسل بإبانة
وإني يومها كنت عازم أهل مرات إبني هنا في فيلتي والكل شهد على كدة
ابتسامة جانبية ارتسمت على أوحت ل الأخر بأنه ليس مقتنعا بتلك النتيجة ليقول بذات مغزى
د السلوفان ليقترب نجله سريعا ممسكا بالقداحة ليشعل السېجار لأبيه تحت نظرات فؤاد المتفحصة والذي تأكد من خلالها توتر صلاح الذي وأخيرا خرج صوته محاولا الثبات
تقصد إيه بكلامك ده يا سيادة المستشارياريت تتكلم بوضوح أكثر من كده
أقصد إن أصابع الإتهام كلها بتدور حواليك يا صلاح بيه نطقها بقوة وهو يوجه له الاتهام عبر نظراته ليستطرد بإبانة
خلينا نتكلم بالمنطق ونبص للموضوع بشموليةأولا أيمن الأباصيري برغم إنه من أكبر وأشهر رجال الأعمال في البلد إلا إنه ملوش اي أعداء وده عرفناه من خلال تحريات النيابة وكمان شهادة الشهودمن ساعة حاډثة بسام إبن حضرتك الراجل اتعرض لثلاث محاولات
ليستطرد بعيني بهما اتهام
محاولة تسميمه في قلب بيته على إيد الشغالة اللي اعترفت إن فيه حد إتواصل معاها وسلمها مأتين
ألف جنية وقزازة سم وقالها تحط له منها في القهوةووعدها لما يتأكد من خبر مۏت أيمن هتاخد زيهم كمان
وضع السېجار بفمه ليسحب أكبر قدر من الدخان ثم يخرجه بقوة ليشكل سحابة فوق رأس الرجل ويعبيء المكان تحت نظرات فؤاد المتفحصة له وكشفه لتوتر الرجل الذي يحاول جاهدا بتخبأته لكنه يكشفه بحس رجل القانون الموجود بداخله ليستطرد راويا
ده غير إنك روحت له بيته وهددته صراحتا إنك مش هتسيبه غير وهو چثة زي ما عمل في إبنك بسام والكلام ده قدمه أيمن عندي في محضر رسمي من يومين وشهد عليه كل العمال اللي في بيته
أشار ممثلا بيده ليقول باتهام صريح
بعد كل الدلائل دي فسر لي بقى وقولي مين ليه مصلحة أيمن غير حضرتك
بعنفوان الشباب هتف هيثم نجل صلاح بغطرسة وصوت مرتفع خالي من اللباقة
وإحنا مالنا بكل الكلام اللي إنت بتقوله دهإنت لو عندك دليل واحد ضد بابا مكنتش خرجته من النيابة أساسا
احتدت ملامح وجهه من حديث ذاك الشاب لي الكلام
نظرات لائمة أطلقها صلاح إلى نجله كرصاصات لتخرسه في الحال ليستطرد الاخر بحديث شبه ټهديدي
ثانيا وده الأهم انا تحرياتي لسه مستمرة وأكيد هتنكشف أمور كتير
رمق صلاح بنظرة ذات مغزى ليكمل
إسأل على فؤاد زين الدين وإنت تعرف إن عمري ما أخدت قضية إلا وقفلتها مهما كانت صعوبتها أو الأدلة ضعيفة
ارتبك صلاح لتيقنه صحة ما قاله ذاك الدؤوب في عمله والمعروف عنه داخل وسطه بالنزاهة والتفاني والمهارة العالية بفك ألغاز القضايا لذا يوكل إليه القضايا المعقدة من قبل رؤساءهسأله متوجسا
إنت عاوز إيه بالظبط يا سيادة المستشارما تجيب من الأخر!
أراح ظهره للخلف أكثر وانتظر لدخول العاملة التي تحركت بعربة تقديم الضيافة وبدأت بسكب الشاي وتقديمه مع قطعة حلوى ليشكرها ثم استكمل حديثه قائلا بوضوح
من الأخر أنا عاوز أحل القضية بشكل ودي بينكم بعيدا عن القانون
قطب صلاح ونجله جبينيهما ونظرا كلا منهما للأخر بحيرة ليسترسل فؤاد بإبانة
أنا عارف إنكم مستغربين الكلام اللي بقوله ويمكن مش مصدقيني او فكريني بحور عليكم
رد صلاح سريعا
العفو يا فؤاد باشاسمعة جنابك وجناب سيادة المستشار والدك سبقاكم
تنفس براحة ليستكمل حديثه
متشكر يا افندمالحقيقة أنا فكرت كتير في موضوع العداوة
اللي بينكم وقولت حرام لما إتنين من أكبر رجال
الأعمال اللي في البلد يهدوا اللي بنوه علشان غلطة غير مقصودة
احتدت ملامح صلاح ليهتف مستنكرا
حضرتك بتسمي إبني غلطة!
أجابه بثبات وصوت قوي
ايوا غلطة وبسام الله يرحمه اللي بدأها وحضرتك ووالدته مشتركين فيها وبلاش تخليني أقول كلام هيزعلك
نكس رأسه لتيقنه من مقصد ذاك الصارم الذي يلمح على تقصيره وزوجته بحق تربية نجليهما وبالحقيقة هو مدرك لهذا جيدا لذلك فضل الصمت ليستطرد الأخر
أنا عارف إن النتيجة كانت قاسېة وصدقني مهما كانت مرارة الحاډثة وحجمها بالنسبة لك فهي لا تقل مرارة وألم بل وندم عند أيمن الاباصيري إنت عارف كويس قوي إنه شخص محترم وبيتقي ربنا في كل تصرفاته وده شيء معروف جدا عنه
ضيق بين عينيه ليستطرد وهو يهز رأسه باستنكار
إن الظروف تجبره ينهي حياة شاب بأديه ده شيء في منتهى القسۏة بالنسبة لحد ضميرة حي زيه
احتدت ملامحه ونظر إليه پغضب ليسترسل فؤاد بإبانة
صدقني أنا نفسي شفت دموع الألم والندم في عنيه وأنا بستجوبه
هتف بحدة
ولما هو ندمان عمل كدة ليه يحرمني من إبني وېغدر بيه ليه!
هتف الأخر بنبرة صارمة
ماتغالطش ضميرك يا صلاح بيهإنت عارف كويس مين اللي غدر بالتاني وتعدى على حرمة بيته وكان هيه تك عرض بنته
ثم أشار إليه برأسه بصوت حاد عل ضميره يستيقظ
إنت نفسك لو مكانه وحد عمل كده في بنتك مش هتتأخر ثانية واحدة في إنك تاخد القرار
تنفس بأسى وظهر الإنهاك فوق ملامحه ليتنهد فؤاد بضيق لأجل ذاك الرجل المهزومتساءل بهدوء
والمطلوب مني إيه يا سيادة المستشار أنسى ډم ابني اللي سال في بيت ايمن وأروح أحط إيدي في إيده
مش أحسن ما واحد منكم يخلص على التاني وييجي واحد من ولادكم يخلص على ابن التاني علشان يحقق الاڼتقام
ليسترسل متأثرا
إنت عارف إن الإنتقام دايرة اللي
بيدخلها عمره ما هيعرف يخرج منها تانيدي دايرة مۏت كل اللي جواها هالكين
أمال برأسه بإيجاب لحديثه ثم نظر لنجله پألم ليهز الشاب المتعلم رأسه لوالده ليحثه على الموافقة حيث يختلف هيثم عن شقيقه الراحل بكل شيء هيثم رزين عاقل يساعد والده في بناء شركتهم الضخمة ليرفعا معا إسم صلاح عبدالعزيز في قائمة أكبر رجال الاعمال
بعد قليل كان يخرج من منزل صلاح واستقل سيارته منطلقا بطريق عودته للمنزل أمسك بهاتفه واخرج رقم أيمن ليهاتفه ويحددا ميعادا ليجتمع الجميع بمكان محايد لاتمام عملية المصالحةكاد أن يضغط زر الإتصال لكنه توقف فجأة حيث ابتسم بخبث وهو يبدل الرقم برقم تلك الحادة الطباعفيبدوا أنه اعتاد على مشاكستها وأعجبه الحالضغط على الرقم الذي سجله على هاتفه بعدما احتفظ به من بياناتها التي دونت من قبل الموظف بالمحضر انتظر الرد كانت تتوسط فراشها تغط في سبات عميق منهك وعقل مرهق نتيجة ما حدث لها من أهوال طيلة الأيام الماضيةتمللت بنومتها حين وصل لمسامعها صوت رنين الهاتف لتفتح أهدابها وتغلقهما من شدة نعاسها بسطت يدها لجلب الهاتف وما أن نظرت به حتى ضيقت بين عينيها وهي ترى ال رقم خاص ولا يظهر
private number
ضغطت زر الإجابة ليصل إليه صوتها الناعس وهي تجيب بنعومة أثارته حتى أنه تعجب من حاله
ألو
مساء الخير يا استاذة إيثار نطقها بصوت
رجولي جذاب لتجيبه بنفس الصوت
مساء النور مين معايا!
أنا المستشار فؤاد علام قالها بثبات لتعقد حاجبيها في حيرة لتقول
هو حضرتك جبت رقمي منين!
ابتسم على تلك البلهاء وتحدث مفسرا
هو رقمك سر حربي ولا إيه وأظن إن من خلال منصبي أقدر أجيب أي رقم بمنتهى السهولة
وهتف مستطردا بتسلي
ذاك المغرور سحبت ج سدها للأعلى لتستند على ظهر التخت ليستطرد هو ساخرا من إسلوبها الفظ معه
وقبل ما تقولي لي بتتصل ليه هقولك أنا
ابتسامة شقت لتخرج رغما عنها حيث اردفت بتساؤل لطيف
أفهم من كده إن سيادة المستشار بيتهمني إني قليلة الذوق
شعورا رائعا بالراحة اقتحم صدره حين استمع لصوتها المبتسم ولأول مرة منذ أن رأها ليجيبها بإبتسامة عذبة ارتسمت فوق الغليظة لتعطيه مظهرا رجوليا جذابا وهو يقول بملاطفة
مقدرش أقول كده طبعا
تنهدت براحة لتسأله بعملية
مقولتليش حضرتك عاوزني في إيه
تبدلت ملامحه لمتعجبة من أمر تلك المرأة الألية كما وصفها ليبتسم ساخرا ويضيف
كنت عاوزك تحددي لي ميعاد بكرة مع أيمن الأباصيري علشان عاوز أكلمه في موضوع مهم جدا
أقدر أعرف الموضوع بخصوص إيه سألته بجدية ليجيب بنفس الجدية
لك عن طريقه
بمنتهى الغرور أجابها
أنا محدش يقدر ولا يعرف يوصل لي أنا اللي بوصل وقت ما اقرر
ليستطرد أمرا بنفس الخيلاء
هتصل بيك على ثمانية المغرب تكوني شوفتي مواعيدك وحددتي لي الميعاد
لوت شف تيها باستغراب لأمر ذاك الغريب وكادت أن تجيبه لولا اقټحام
ذاك الصغير لغرفتها وفراشها ليهتف بصوت حماسي
كل ده نوم يا مامي يا كسلانة
أشارت له ليصمت بابتسامة لكنه لم يبالي بتحذيرها واسترسل بصوت لطيف
يلى بقى علشان نروح الملاهي زي ما وعدتينيقومي إلبسي فستانك الحلو وأنا هخلي عزة تلبسني الطقم الجديد اللي جبتهولي في
عيد ميلادي
لم يدري ماذا حدث له فقد
نزلت كلمات الصغير لتزلزل كيانه وتجعل صدره منشرحا في الحالباتت تشير لصغيرها بالصمت لتتحدث باعتذار
أنا اسفة للمقاطعة يا افندم
ولا يهمكده إبنك سألها بصوت لطيف لتجيبه وهي تداعب صغيرها بكف يدها الذي يتحرك على وجنته بحنان
أيوه
إسمه إيهتعجبت سؤاله لكنها أجابته بنبرة خرجت حنون رغما عنها لشدة عشقها لصغيرها الوحيد
يوسف
ربنا يخليهولك نطقها لتقول شاكرة
متشكرة وربنا يبارك لحضرتك في أولادك
ابتسم ساخرا على حاله ليقول متجاهلا دعائها بعدما قرر إنهاء المكالمة عند هذا الحد
هكلمك الساعة ثمانية ياريت ماتنسيش
إن شاءالله مش هنسى نطقتها بهدوء لتصدم بغلقه للخط دون استئذان لتجحظ عينيها وتنظر بشاشة الهاتف باستياء وهي تهتف بحنق
إنسان بارد وقليل الذوق
هو مين ده اللي بارد يا مامي سؤالا طرحه الصغير ببرائة لتجيبه وهي تزغزغه في بطنه بممازحة وهي تشبهه بشخصية كرتونية شريرة يعلمها الصغير جيدا
ده شرشبيل
جحظت عيني الصغير وفغر فاهه ليسألها باهتمام بالغ
الشرير اللي بيحارب السنافر
قالت بممازحة
هو بعينه ليقول الصغير بإلحاح طفولي
خليني أقابله يا مامي عاوز أشوفه
ربنا يكفيك شړ مقابلته يا چو نطقتها بأسى لتنفض الغطاء وهي تنهض وتحمله بحماس
يلا بسرع
علشان نغير هدومنا ونلحق الملاهي
انطلقت ضحكات الصغير لتصدح بالمكان وتملؤه لتتطلع لتلك السعادة التي ارتسمټ علي قسمات طفلها وتلك اللمعة التي تلألأت في عيناه لتضيئ قلبها العاتم بالفرحفضحكات هذا الصغير هي فقط من تعطيها القوة وتجبرها على استكمال طريقها ومواجهة الحياة بمصاعبها الكثيرة
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلميروز أمين
الفصل الثالث
أنا لها شمسبقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
لا أحد يدرك حجم معاناتك وصراعك المستوحش الساكن داخل ثنايا روحك المحطمة سواكلذا لا تلتفتي لحماقات الأخرينفيكفيك ما أنت فيه من معارك شرسة
خاطرة إيثار الجوهري
بقلمي روز أمين
ضغطت زر الإتصال برقم أيمن الأباصيري لتتحدث بحرج بعدما استمعت لصوته المتحشرج بفضل تعمقه بالنوم
أنا أسفة بجد إني بزعج حضرتك في وقت متأخر زي ده بس مقداميش حد تاني ألجيء له
سألها مستفسرا
إتكلمي وقولي فيه إيه يا إيثار أنا عارف إنك مش هتتصلي في الوقت المتأخر ده إلا إذا كانت فيه مصېبةوده اللي خلاني رديت
اجابته بصوت مړتعب
هي فعلا مصېبة يا أفندم عمرو البنهاوي واقف لي على الباب وعمال يخبط ومصر إنه أفتح له وشكله سکړان على الاخر
اجابها بنبرة خفيضة من أثر نومه
ده يبقى وقع ولا حدش سمى عليه متفتحيش وأنا هتصل بسعادة اللوا قدري الخواجة واخليه يبعت لك قوة تقبض عليه حالا وهخليه يعمل له محضر عدم تعرض ويمضيه عليه
واستطرد متوعدا
ده بعملته الغبية دي خدمك خدمة العمر
فيه إيه يا أيمن وإزاي إيثار تتصل بيك في وقت زي ده وخصوصا إنها عارفة إنك لسة تعبان!
ربت على كتفها وتحدث وهو يضغط على رقم ذاك اللواء
هحكي لك بعد ما أعمل مكالمة ضرورية يا حبيبتي
اغلقت إيثار الهاتف وابدلت ثيابها سريعا بأخرى محتشمة استعدادا لمقابلة رجال الشرطةثم هرولت إلى الباب من جديد حيث زاد صوت الخبطات وتعالت أصوات عمرو الصاړخة
إفتحي يا إيثار بدل ما أكسر الباب عليك أنا مش همشي غير لما أشوفك إنت ويوسف إفتحي يا حبيبتي ده انا حبيبك عمروإنت نسيتي أنا كنت إيه بالنسبة لك
حرام عليك إنت بتعمل فيا كدة ليهإعتقني يا اخي لوجه الله بقى نطقتها بهتاف حاد بعدما استمعت لهمهمات السكان التي تعالت ليتحدث بصوت ضعيفا متوسل أشبه بباكي
إفتحي يا حبيبتي عاوز أنام في وحشتيني قوي ونفسي تنيميني على رجلك وتلعبي لي في شعري زي زمان فاكرة يا إيثار فاكرة
اتسعت عينيها بذهول لتصرخ بعدما شعرت بالحرج من ساكني البناية ومن صورتها التي حتما ستهتز أمامهم وهي التي طالما حافظت عليها بكل ما أوتيت من قوة
بس بقى كفاية فضايح إنت إيه يا أخي شيطان ليه مصر تدمر سلامي النفسي واستقراري اللي مصدقت أبنيهم من يوم ما بعدت عنك ونضفت إتقي الله وسيبني في حالي وارجع لمراتك وبنتك
خبط بقوة ليهتف غاضا
إفتحي الباب مش هسيبك إلا لما ترجعي لي إنت بتاعتي ملكي أنا محدش هيقدر يبعدك عني ومسيرك هترجعي تاني إفتحي يا إيثاااار
قال كلماته الاخيرة بصړاخ هيستيري جعلها تهمس إلى عزة بارتياب
روحي أقعدي جنب يوسف ليصحى مخضوض من الخبط بتاع المچنون ده
اجابتها
حاضر بس هدي نفسك زمان البوليس جاي وهياخدة يرميه في الحبس وبدل ما ينام على الفرشة الحرير اللي جايبهاله أبوه هينام على البورش وسط المجرمين وقتالين
لتشيح بكفيها بغيظ
على الله واحد فيهم يغزه پسكينة يخلصنا من شره وغتاتته
دخلت إلى الصبي وظل ذاك الارعن يدق بابها ويصيح باسمها مطالبا إياها بفتح الباب حتي استمعت لصوت جلبة بالخارج لتنظر من فتحة العين وتتنفس باطمئنان بعدما رأت بعضا من الرجال مرتديين زي الشرطة وعلى الفور أمسكوه واجتمع بعضا من ساكني البناية حول الشرطة ليبدأوا في تقديم إفادتهم وازعاج ذاك المتعدي لهماستمعت لطرق أحدهم للباب
وهو يقول بطمأنة
إفتحي يا مدام إيثار ومټخافيش إحنا جايين بناءا
على تعليمات من سيادة اللوا قدري الخواجة هو قال لنا إن عندك علم إننا جايين
بالفعل فتحت وما أن رأها ذاك المعتوه حتى أفلت حاله ليهرول عليها وكاد أن يصل لها ليحتضنها لولا أيادي الشرطيان الذان لحقا به ليكبلا ساعديه خلف ظهره ويشيلا حركته بالكامل مما اصابه بالجنون لېصرخ قائلا
سيبوني إنتوا إتجننتوا إنتوا مش عارفين أنا ابن مين
هتف الضابط المسؤل عن الحملة موبخا إياه
بس يلا مش عاوز أسمع نفسك
هتف صارخا باعتراض
دي مراتيوالله
لاخليكم تندموا كلكم أنا إبن نصر البنهاوي يا بقر
رمقه الضابط بازدراء ثم توجه ببصره إلى رجاله متحدثا
خدوا المحروس ونزلوه تحت في البوكس
تحرك الرجال ساحبين ذاك الذي بات يحرك محاولا التملص من بين أياديهم وهو ېصرخ ويقذفهم بأقذر السباب محاولا التملص نظر الضابط لها وتحدث باحترام
ده طليقك يا أستاذة إيثار مظبوط
اومأت بإيجاب ليسترسل بإعلام
إحنا هنعمل له محضر سكر واقټحام المكان والتهجم على أنثى في عقر بيتها وهستناكي بكرة تيجي في القسم علشان تمضي على المحضر وتأكديه
اومأت برأسها ليتحدث إلى سكان البناية
وياريت كام حد منكم ييجوا بكرة يقدموا إفادتهم علشان نوثق المحضر ونأكد على الإتهامات الموجهة للمتهم
اومأ الجميع ليتحدث أحدهم
إحنا تحت أمرك يا باشا الأستاذة إيثار ست محترمة وليها سنين معانا هنا في العمارة محدش شاف منها حاجة وحشةانا عن نفسي هاجي بكرة أشهد باللي حصل
ليستطرد بإبانة
وهشهد كمان بإن طليقها إتهجم عليها ومسكها من ذراعها قدامي من حوالي إسبوعينوانا اتدخلت وقتها أنا والسكيورتي وخلصناها من إيده وهددناه لو ممشيش هنتصل بالشرطة
شكرته بدموع عينيها التي انسابت رغما عنها ثم توالت أصوات باقى السكان الذين تطوعوا بإدلاء شهاداتهم والوقوف بجوار تلك الخلوقة في الوقت الذي تخلى عنها أقرب الأقربون
انصرف الضابط وتحرك السكان كل لوجهته
صدح صوت أبتهالات ما قبل أذان الفجر من صوامع مساجد البلدة ليمليء القلوب بالراحة والسکينة عدا تلك الحائرة التي تجوب غرفتها ذهابا وإيابا ممسكة هاتفها تضعه على أذنها بانزعاجلم تعد تدري كم عدد المرات التي هاتفته بها ولم يردتوقفت لتهتف بضيق
لا كدة الوضع مايتسكتش عليه
أسرعت إلى خزانة ملابسها وانتقت ثوبا محتشما وارتدته سريعا ثم أمسكت بحجابا وضعته على رأسها بعشوائية لتنطلق إلى الاسفل وبلحظة كانت تطرق باب والداي زوجها لتفتح لها إجلال التي صدمت من ملامح وجه الاخرى المتوترة لتتحدث الأولى بارتياب
إلحقيني يا ماما عمرو مجاش لحد الوقت وبرن عليه تليفونه بيدي جرس ومابيردش
عقدت بين حاجبيها لتسألها بصوت متحشرج
مجاش منين أنا مش سألتك عليه قبل ما نقفل الباب الحديد قولتي لي إنه نايم فوق من بدري
تلبكت ولم تجد أمامها سوى النطق بالحقيقة لتتحدث بنبرة مړتعبة
هو اللي أكد عليا أقول لكم كدة علشان يسهر مع أصحابه براحته من غير الحاج ما يعرف ويبهدله زي كل مرة
همست بصوت خفيض وهي تحثها على الإبتعاد بعدما بدأت بغلق الباب
تعالي نتكلم بعيد بدل ما الحاج يسمعنا ويطين عيشته لما ييجي
بالفعل تحركت بجانبها إلى أن دخلتا داخل حجرة الطعام وما أن أغلقتها حتى أمسكت ذراعها لتهزها پعنف ثم صاحت بتوبيخ
عارفة يا وش البومة إنت لو إبني جرا له حاجة هعمل فيكي إيه
إنكمشت على حالها لتتحدث بړعب
وأنا ذنبي إيه يا ماما
ذنبك إنك مش مالية عين جوزك ومخلياه طافش طول الليل من خلقتك العكرة نطقتها بازدراء لتستطرد بكراهية
ده غير إنك كذبتي عليا وقولتي إنه نايم فوق
هتفت متنصلة لتبرأ حالها
هو اللي قال لي أعمل كدة والله العظيم أنا مكنتش أقدر أخالفه ما أنت عارفاه وعارفة عنده لو قالي إعملي حاجة وخالفته بينكد عليا بالشهور
بحنق أجابتها
ما هو من خيبتك دي اللي كان بيحبها بجد كان فضلني عليها
وهو لما الشيطان وسوس لسيدنا أدم وخلاه أكل التفاحة الملعۏنة
اللي خرجته من الجنةكدة يبقى حب الشيطان نطقتها بنبرة متهكمة لتستشيط الأخرى لكنها توارت بخبث خلف حزنها التي رسمته بإتقان لتسألها باستياء مصطنع
إنت بتشبهيني بالشيطان يا ماما
حملقت بدهشة مصطنعة لتقول بامتهان
شيطان مين ده اللي اشبهك بيه يا بتده الشيطان يتعلم منك ويقف يسقف لك كمان
كم تبغض تلك الحقېرة وتكن بقلبها لها كرها لا يضاهيه شيءوذلك لتيقنها بحقدها الشديد ورفضها لشخصها منذ الوهلة الأولى لدخولها للعائلة
جذبت منها الهاتف لتعيد الإتصال من جديد على هاتف نجلها ليصدح رنينه ويهتز على سطح مكتب الضابط الذي تحدث بتملل للشاويش
وبعدين في أم التليفون اللي مش عاوز يبطل زن ده
ماترد علي المتصل يا باشا وبلغه إن صاحب التليفون مقبوض عليه نطقها الشاويش ليقول الضابط وهو ينهض استعدادا للخروج
الواد متوصي عليه يا حسين الباشا
قال لي محدش من أهله ياخد خبر إلا لما المحضر يتحول للنيابة علشان أبوه ميعرفش يطلعه منها
اومأ الرجل ليستكمل الضابط
أنا طالع
السكن علشان أنام لي كام ساعة قبل
النهار ميطلع مش عاوز حد يصحيني حتى لو الدنيا خربت مفهوم يا حسين نطق الأخيرة للتأكيد ليهز الاخر رأسه قائلا
مفهوم يا باشا
بعد قليل داخل حجرة الحجز التابعة لقسم الشرطة المحتجز به
كان يقف خلف الباب ممسكا بالسياج الحديدية الخاصة بباب الحجز ېصرخ بكل ما أوتي من قوة
إفتحولي الباب يا رممإنتوا متعرفوش اللي رمتوه في الحجز ده يبقى ابن مين والله لاخرب بيوتكم كلكم
ما تخرس ياد في ليلتك السودة ديصدعتنا من ساعة ما جيت من كتر صواتك اللي زي صړيخ النسوان التف ليستكشف من ذاك الذي تجرأ ونعته بذاك الوصف
ليجد رجل ذو ضخم يتوسط الأرض بجلوسه العشوائي يرتدي ثيابا متسخة وشعر رأس وذقن مبعثرانيمتلك وجها حاد الملامح وبه الكثير من الندوب الناتجة عن چروح بطعنات توحي بمدى إجرامهلم يهتم بما رأه ليهتف بقوة يرجع سببها لعدم استيعابه لما يحدث بفضل كثرة المشړوبات الكحولية التي تناولها وهي التي أودت به إلى هنا بعدما تصرف بعدم إدراك
إنت بتكلمني كدة إزاي يا جدع إنتإنت مش عارف أنا ابن مين
هتف أحد الرجال قائلا باستهجان
ماتفوق لنفسك يا بقف إنت واقف قدام المعلم برعي كبير الحجز يعني تدي له التمام وتقلب نفسك وتطلع كل اللي في جيوبك عشان تنول الرضا ده لو مش عاوز كرامتك تتداس تحت جزمة اقل محجوز هنا
رمقهم بازدراء ليقول بكثيرا من الكبرياء
ليك حق ما انت لو تعرف أبويا يبقى مين مكنش زمانك واقف قدامي أصلا
هو كل عيل سيس ميسواش ربع جنية مخروم ييجي لنا هنا يسمعنا البوقين الحمضانين دول نطقهابرعي باستهزاء ليسترسل ساخرا بصوت غليظ
طب إشجيني يا روح أمك وقولي إنت ابن انهي حرامي في البلد
رمقه بازدراء ليهتف الاخر صارخا
ماتنطق ياد بدل ما أخلي الرجالة تعمل معاك الصح
صاح بكل صوته هاتفا پغضب
والله يا كلاب لاخلي لأبويا يربيكم كلكم
توقف كبيرهم عن الضحك بعدما استمع لسبه على يد هذا الإمعة ليعطي إشارة من رأسه صوب ذاك المغرور ليقترب منه الرجال مشكلين حلقة حوله ليرتاب داخله بعدما رأى نظرات الغدر بأعينهم المصوبة عليهانقض عليه الجميع دفعة واحدة ليركله أحدهم ويلكمة الأخر وهكذا توالت اللطمات مما جعله ېصرخ بأعلى صوته لينثر على مسامعهم بوابل من أقذر الشتائم مع تهديده الواهي لهم كل هذا تحت أنظار ذاك البرعيالذي تعالت قهقهاته لتظهر أسنانه بلونها البني المثير للإشمئزاز
هتف أحد الرجال الواقف بجوار الباب يراقب الوضع
الشاويش حسين جاي يا معلم
هرول الجميع بتخبط كل لوجهته تاركين ذاك المغرور ملقيا أرضا وأثار الضړب ظاهرة على وجههاستمع الجميع لصوت فتح الأقفال ليدخل بعدها الشاويش حسين هاتفا پغضب
صوتكم عالي ليه يا غجر
استقر بصره على ذاك ال مطروح أرضا والډماء تسيل من أنفه وفمه ليهتف حانقا قاصدا بحديثه الجميع
الله ېخرب بيوتكم إنتم لحقتوا الواد لسة داخل لكم مكملش نص ساعة
حول بصره إلى كبيرهم ليقول بنبرة لاذعة
وبعدين معاك يا برعيمش ناوي تجيبها لبر إنت ورجالتك ليه
لا أنا ولا رجالتي لينا يد في اللي حصل له يا شاويش الواد هو اللي اتشنكل وهو ماشي ووقع على بوزه اتشلفط قالها ذاك المچرم ليرد عليه الأخر بتكذيب
صدقتك أنا كدة
تحرك صوب عمرو وتحدث وهو يسنده ليساعده على الجلوس
قوم يا موكوس
ساعده على الجلوس ليسترسل بعدما نظر لوجهه بوضوح
ده أنت وشك اتشلفط على الاخر
ثم نظر لبرعي قائلا
ملكش دعوة بالجدع واتلم إنت ورجالتك بدل ما تقضيها إنفرادي النهاردة
نهض وتحدث مهددا الجميع
أنا طالع وإياك أسمع صوت حد فيكم
استند على الأرض ونهض متحاملا ليمسك بذراع الشاويش وهو يتوسل إليه قائلا
أرجوك يا حضرة الشاويش طلعني من هنا حطني في أوضة لوحدي وانا هدفع لك فلوسها
تعالت الضحكات الساخرة حتى الشاويش لم يستطع كبح ضحكاته ليقول ساخرا
تكونش فاكر نفسك نازل في لوكاندة السعادة
ليسترسل ناصحا
ماتنشف ياد
ل ياكلوك
طب رجع لي تلفوني خليني اتصل بابويا ييجي يخرجني نطقها بعينين مترجيتين ليتحدث الأخر متنصلا
الموضوع ده في إيد حضرة الظابطوهو راح السكن خلاص ومحدش يقدر يهوب ناحيته ويصحيه وإلا تبقى وقعته سودة
واسترسل مشيرا على جميع أركان الحجرة المليئة بأجساد هؤلاء المتهمين الملقون بعشوائية
شوف لك حتة فاضية اتلقح فيها انت كمان واتخمد لك ساعتين لحد النهار ميشق والظابط ييجي وأقول له
تركه وغادر مغلقا خلفه الباب غير مباليا بنداءات عمرو المتوسلةحول بصره ونظر للرجل وجده يتوعده باستكمال ما بدأ فانكمش على حاله وخر جالسا مستندا بظهر الباب لينظر للجميع بترقب وقد سكن الړعب بمقلتيه ولأول مرة يشعر بالخۏف
كم كانت ليلة عصيبة تضاف إلى لياليها الموحشة لكنها لم تتأثر بالقدر المتوقع لو حدث ما حدث بالماضي لاڼهارت وفقدت ثباتها لكنها تغيرت بفضل ما مرت به خلال الأربع سنوات المنصرمةلقد حولتها الصدمات إلى شخص أقوى حتى فاقت قدرة تحملها كثيرا من قدرة الرجال اصطحبت صغيرها وأوصلته إلى مدرسته لتواصل طريقها باتجاه مركز الشرطة التابع لمنطقتها والذي أخبرها به الشرطي صدح صوت
هاتفها معلنا عن وصول مكالمة
لتجيب بصوت هادي
صباح الخير يا باشمهندس
على الجهة الاخرى كان يجلس حول طاولة الطعام يتناول إفطاره بصحبة أسرته ليسألها مستفسرا
وصلتي لإيه يا إيثار
أنا في الطريق لقسم الشرطة هخلص هناك وأطلع على مبنى النيابة علشان قضية كريم لتستطرد بالتماس
وبعد إذن حضرتك هتأخر شوية
شوفي اللي وراكي وإرجعي بيتك إرتاحيليلتك كانت صعبة إمبارح واكيد منمتيش قالها برحمة لتتنهد براحة ويسترسل هو
أنا كلمت المتر عبدالسلام وزمانه مستنيكي في القسم هيتابع معاكي إجراءات المحضر ويعمل اللازم
اغرورقت عينيها بدموع العرفان لقد غمرها ذاك الحنون برعايته لها وطالما كان لها العون والسند بعد اللهخرج صوتها متأثرا لتتحدث بعرفان
أجابها بما نزل على قلبها بردا وسلاما وتعويضا
بطلي هبل جمايل إيه اللي بتتكلمي عنها هو فيه جمايل بين الأب وبنته
أغلق معها بعدما شكرته ليسأله أحمد مستفسرا
مالها إيثار يا بابا
قص ما حدث تحت اهتمام أحمد وزوجته ساليوشقيقته لارا بجانبني ليالتي كانت على دراية مسبقةلتتحدثنيلي بتأثر ظهر بين بصوتها
البنت دي حظها قليل قوي في الدنيا ربنا بلاها بزوج كلمة راجل خسارة فيه ولا اخواتها حاجة تقرف نطقت كلمتها الأخيرة باشمئزاز لتؤكد على حديثها سالي قائلة
عندك حق يا طنط لا ومن بجاحته ما اكتفاش باللي عمله فيها لما كانت مراته راجع يكمل ندالته وخسته معاها بعد ما طلقها
موقف أهلها المخزي مقوي قلبه هما ظلموها أكتر منه كلمات صادقة قالها أحمد بجدية كان يستمع لهم وهو يتناول طعامه أوقف ارتشافه لكأس الشاي الساخن لينزله كي يتحدث لابنته الشاردة باستفهام
ساكتة ليه يالاراإيه اللي شاغل بالك يا حبيبتي
أغمضت عينيها فى ألم ثم فتحتهما من جديد وهي تقول
هو حضرتك مش شايف كل المشاكل اللي بتحصل بسببي
واستطردت بنبرة مټألمة
أنا تقريبا مش بنام يا بابي من يوم اللي حصل مش قادرة انسى مشهد مۏت بسام منظره وهو غرقان في دمه مش بيغيب عن عنيا
علشان خاطري خلينا نسيب مصر ونروح نعيش في بلد تانية قالت جملتها بعينين متوسلتين
نبراتها الحزينة نياط قلب والدها ليقول محاولا التخفيف عنها
نسيب بلدنا ونروح فين بس يا بنتي مش كفاية سيبت بيتي اللي عيشت فيه عمري كله ونقلنا هنا لما قولتي إنك مش قادرة تقعدي فيه بعد اللي حصل
أطرقت برأسها قائلة بحزن بعدما شعرت بأنها قد ضغطت على والدها وزادتها عليه
أنا أسفة يا بابيأنا عارفة إني تعبتك معايا الفترة الاخيرةبس إنت أكيد حاسس باللي أنا بمر بيه أنا حاسة بالذنب بسبب اللي حصل ل بسام واللي حصل لكريم السواق واللي لسة بيحصل لحضرتك
واسترسلت بعينين متوسلتين
أرجوك سامحني
إوعي تحملي نفسك ذنب أي حاجة إنت بريئة من كل اللي حصل وبسام اللي إنت زعلانة عليه ده هو السبب في كل حاجة الله يسامحه
ماټ وساب الدنيا والعة
بعد قليل
كانت تجلس داخل مكتب الضابط المختص بالتحقيق بصحبة المحامي الذي بعثه أيمن تمم الضابط جميع الآجراءات ليتحدث المحامي مستفسرا
هي القضية هتتحول للنيابة إمتى يا باشا
النهاردة إن شاءالله هكذا أجابه لتتحدث هي بارتباك خشية من بطش نصر البنهاوي
أنا شايفة إننا نكتفى بالمحضر وعدم التعرض يا أستاذ عبدالسلام
أجابها الضابط بعملية
مينفعش يا أستاذة طالما عملنا المحضر وأثبتنا صحته بشهادة شهود الإثبات يبقى لازم يتحول للنيابة وبعدين سيادة اللوا قدري الخواجة موصي عليه وقال لنا لازم يتربى
استرسل بإبانة بعدما رأى ترددها بعينيها
تحقيقات النيابة هي اللي هتجيب لك حقك وتعلمه الأدب لما يلبس في جنحة هيفكر ألف مرة قبل ما يتصرف بغباء مرة تانية
أطرقت رأسها بموائمة لتتحدث
تمام أنا مضطرة استأذن لو حضرتك مش محتاجني في حاجة تانية لأن عندي ميعاد نيابة ولازم ألحقه
إحنا كدة خلصنا وتقدري تتفضلي جملة قالها الضابط لتنهض مستأذنه لتتحرك سريعا باتجاه مبنى النيابة التابعة له قادت بأقصى سرعة لتستطيع الوصول قبل حلول الوقت المحدد كي لا تدع للمدعو فؤاد فرصة مضايقتهاأخيرا وصلت قبل الميعاد بخمسة دقائق سألت على مكتبه فارشدها أحدهماقتربت من رجل الأمن الواقف أمام باب المكتب وطلبت منه إبلاغ وكيل النائب العام بحضورها وناولته بطاقة تعريفها طلب منها الرجل الإنتظار لحين اتخاذ الإذن لهاولج للداخل مغلقا الباب خلفه ليتحدث بتوقير وهو يقدم البطاقة لذاك المنكب على أوراقه بتمعن
الأستاذة بتقول إن عندها ميعاد مع حضرتك يا باشا
رفع رأسه وبسط كفه ليأخد البطاقة مدققا النظر بها إبتسامة ساخرة خرجت من جانب ثغره ثم ضيق عينيه وهو يحك ذقنه بأصابع يده ليقول بعد تفكير
خليها واقفة برة لحد ما لك الجرس
خرج العامل ليبتسم بخبث بعدما عقد النية لمعاقبتها على المعاملة التي لم تلقى استحسانه بالأمس بالخارجتمللت بوقفتها بعدما مر أكثر من نصف ساعة وهي بالانتظار دون حدوث جديد شعرت ببعض الألام بساقيها لتنظر لذاك الواقف قائلة
بامتعاض
هو أنا هفضل مسنية كتير!
الباشا قال لي مدخلكيش غير لما الجرس قالها باقتضاب كتمثال لتهتف هي بحنق
أنا مالي ومال جرس الباشا بتاعكمأنا ميعادي الساعة 11 والساعة الوقت 12إلا ربع
واسترسلت بعينين غاضبتين
تدخل تقول للباشا بتاعك
إني لو مدخلتش حالا
همشي وابقى أجي له وقت تاني يكون فاضي يشوف شغله فيه
ارجع ظهره للخلف وابتسم مستمتعا بعدما توغل داخله شعورا بالتشفيتحمحم لينظف حنجرته قبل ان يهتف بقسۏة مناديا على الحارس الذي هرول إليه ليقول الاخر بصرامة مخيفة أجاد رسمها
إيه اللي بيحصل برة يا أمينومين دي اللي إتجرأت وعلت صوتها في حضرت النيابة
دي الاستاذ قطع حديثه اقټحام تلك الغاضبة للمكتب حيث قالت بنبرة صوت لاذعة تنم عن استيائها الشديد
أنا اللي إتجرأت يا سيادة المستشار
تراجع فى مقعده وضيق عينيه ليرمقها بازدراء قائلا بلهجة متعجبة
إنت إزاي تدخلي عليا من غير ما أذن لك!
لم تهتم بحديثه اللاذع ولا بنظراته الڼارية بل تحدثت بثقة وحنق أظهرا كم إستيائها
أنا واقفة برة ليا ساعة إلا ربع منتظرة حضرتك تطلبني علشان أقول شهادتي وأمشيبس وقفتي طالت ومش عارفة هفضل مستنية لحد إمتى!
وإيه المشكلة لما تقفي ساعة وإتنيناللي يشوف حمقتك يقول إن مصالح البلاد والعباد متوقفة على جنابك نطقها متهكما لترمقه بنظرات ثاقبة وهي تقول بحزم بعدما تيقنت أنه قاصدا ليرد لها ما حدث معه بالأمس
المفروض إننا في نيابة يعني المواعيد ليها إحترامها وقدسيتهامش واقفة في فرنة بلدي علشان أستنى ساعة واتنين لما صاحب الفرنة يحن عليا ويديني دور في طابور العيش
أشار للعامل ليخرج ثم تراجع بمقعده الهزاز وأخذ يدور يمينا ويسارا وهو يرمقها بعينين باردتين كالصقيع ليقول
بنبرة ذات مغزى
أعرف ناس حياة العباد متوقفة على شغلها حرفيا ومع ذلك انتظرت ساعة بحالها
ابتسمت ساخرة بجانب فمها بعدما تأكدت من حدسها لتتحدث بذات مغزى
طب كويسكدة يبقى صفينا حساباتنا ممكن بعد إذنك نبدأ التحقيق علشان ألحق ميعاد شغلي
رفع سماعة الهاتف الأرضي دون أن يلتفت إليها قائلا بجمود
تعالى لي في مكتبي حالا يا سامي
اغلق الهاتف ثم أشار بكف يده بغرور كي تجلس دون أن يتفوه بحرف رمقته ثم جلست بحدة ليحضر كاتب النيابة بعد قليل ويبدأ بأخذ أقوالها بجدية وموضوعية وكأن شخصا أخر تلبس شخصيتهشخصا حكيما عاقلا عادلسألها بجدية
الإسم
والسن والعنوان والحالة الإجتماعية
اجابته بثقة
إيثار غانم محمد حسان الجوهري
عندي ثمانية وعشرين سنة ساكنة في مدينة نصر عنواني بالكامل موجود في البطاقة اللي مع حضرتك
نظر للبطاقة التي أمامه فوق سطح المكتب ليناولها للكاتب لمليء البيانات لتسترسل هي
الحالة الإجتماعية مطلقة
ضيق عينيه مستغربا لينفض سريعا تلك الافكار التي اقټحمت مخيلته ليلقي عليها سؤالا تلو الأخر
إنتهت من تقديم إفادتها ليتحدث بجدية
كدة خلصنا
نهضت بحدة ثم تحدثت وهي تستدير للمغادرة
بعد إذنك
أوقفها صوته البارد حيث قال قاصدا استفزازها وكأنه أعجب بحالة التنافر والتجاذب التي خلقت بينهما منذ أن إلتقيا بالأمس
هتمشي من غير ما تدوقي قهوتنا
إلتفت تنظر عليه بجبين مقطب وعقل غير مستوعب نهض وإلتف حول مكتبه ليقف أمامها لقد كان مظهره جذابا للغايةتطلعت لطوله الفارع
سبق لما زرتك في مكتبك طلبتي لي قهوة وضيفتيني بيها أنا كمان عاوز أضيفك وأشربك قهوةبس قهوة بجد
إزداد إنعقاد حاجبيها ليستطرد هو بكلمات متقطعة لتجعل منه مثيرا
قهوة فؤاد علام زين الدين
كان ينتظر رضوخها لسطوة وسامته كغيرها من النساء اللواتي قابلهن بحياته فجميعهن يذوبن بمجرد رؤيته وكعادته لم يبالي بهن وكأنهن والعدم سواءفما بالك بتلك التي يقف أمامها ويحدثها بكل ذاك الإهتمام لكنها فاجأته بنظراتها الحادة حيث تحدثت بذات مغزى
ضيافتك وصلتني يا سيادة المستشار متشكرة لأفضالك
ابتسم باستفزاز وتحدث قائلا
إنت مش لسة قايلة من شوية إننا صفينا حساباتنا
ليسترسل بمداعبة في محاولة منه بتلطيف الاجواء
خلينا نشرب قهوة على الأقل مايبقاش ليك جمايل عليا
أنا متأخرة على شغلي يا افندم فياريت لو مفيش حاجة خاصة بالتحقيق تسمح لي أمشي قالتها بملامح وجه حانقة ليشير بكف يده باتجاه الباب بملامح تحولت لمقتطبة بفضل إسلوبها المنفر لتقول هي باستياء
بعد إذنك
خرجت كالإعصار ليتأكد حينها بأنها وصلت للمنتهى مما فعله به تنفس بهدوء ليعود لمكتبه من جديد متابعا عمله ولكن بذهن شارد بتلك الفرسة الجامحة وهذا النوع من النساء الذي يصادفه للمرة الأولى بحياته
في تمام الساعة الثانية عشر ظهرا
دخل منزله كالإعصار المدمر حتى استقر بمنتصف البهو ليهتف بنبرة صاخبة زلزلت أركان المنزل بأكملها
سمية إنت ياللي إسمك سمية
خرجت من المطبخ لتهرول إليه لتتبعها ياسمين ومروة اللتان كانا يتابعان تجهيز الغداء تحت ارتيابها من عدم إجابة زوجها إلى الأن على إتصالاتها المتكررة لكنها كبتت إنزعاجها بناءا على تعليمات إجلال الصارمة وقفت أمامه مرتجف بعدما رأت ڼارا مشټعلة بعينيه الغاضبة ليمسكها من ذراعها يهزها پعنف شديد وهو يقول بسخط
جوزك فين خ
إبتلعت لعابها وظهر الړعب بعينيها لمحت إجلال قد خرجت من غرفتها لتنظر إليها بنظرات مستنجدة استشاط داخله من صمتها لېصرخ بوجهها
ماتردي يا بت
جوزك فين
فيه إيه يا
حاجبتزعق ليه جملة قالتها إجلال بداخلا مړتعب ليهتف الاخر صارخا
فيه إن بنت ناصرة ضحت علينا وقالت لك إمبارح إن جوزها نايم فوق وهو بايت برة البلد كلها
اتسعت عيناه عندما رأى عدم تفاجيء زوجته بالموضوع بل أنها أمسكت كفه لتفلته من فوق ذراع تلك التي تكاد تفقد أنفاسها من شدة رعبها
سيبها وتعالى نتكلم في أوضتنا يا حاج
قطب جبينه وسألها بتشكيك
أسيبها إزاي بقول لك البت قرطستني
هي جت الفجر خبطت علينا وقالت لي وانا محبتش ازعجكوقولت أكيد سرح في الوقت مع أصحابه ونام عند حد منهم قالت كلماتها بهدوء كي تحسه على الاسترخاء لكنها فوجئت باحتدام ملامحه ليهمس مذهولا
يعني مرات إبنك كانت جاية تقول لنا علشان نشوف البيه بيتسرمح في انهي داهية تاخده لوش الفجر وإنت اللي منعتيها تتكلم
زفرت بضيق مع تقليب عينيها بضجر لتهتف ناهرة إياه بنبرة حادة
هو كان حصل إيه للغاغة اللي إنت عاملها دي كلها يا نصر
رمقها پغضب ليصيح ملقيا اللوم عليها
حصل إن إبنك بايت في القسم يا ست إجلالإبن نصر البنهاوي عضو مجلس الشعب اللي بتتهز له شنبات بات في القسم إمبارح
لطمت خديها ليزيدها من البيت شعر قائلا پغضب عارم
وياريتها جت على قد كدة ووقفتده المحضر إتحول من نص ساعة على النيابة وكمان شوية الصحافة هتاخد
خبر وأعدائي ماهيصدقوا
إيه الكلام اللي إنت بتقوله ده يا نصر نطقتها وهي تخبط على صدرها بكفيها ليصيح بحدة
اللي سمعتيه يا اختيما أنت لو كنتي قولتي لي من ساعتها كنت عملت إتصالاتي وعرفت مكانه ولحقت المصېبة قبل ما تكبر كنت هسكت ظابط القسم بقرشين ونخلص الموضوع ولو ملوش في السكة دي كنت هجيبها له من اللي فوق منه وأخليه يقطع المحضر ولا من شاف ولا من دري
قالها پغضب ليسترسل بحدة
إنما بعد ما المحضر اتحول للنيابة مستحيل يخرج منها إلا لما بنت الجوهري تروح بنفسها للنيابة وتتنازل عن المحضر
برقت سمية عينيها وهتفت مستفسرة والغيرة تنهش قلبها
وإيه دخل بنت الجوهري في الموضوع يا عمي
إبقي إسألي البيه لما ييجي لك يا اختي نطقها وهو يهز رأسه باستهزاء ليتكرر السؤال مرة أخرى ولكن تلك المرة من المتجبرة زوجته حيث سألته بعينين متسعتين
بنت الجوهري مالها بحبس عمرو يا نصر
العرة إبنك راح لها البيت الساعة إتنين الفجر وهو سکړان واټهجم على شقتها وفضل يخبط قدام الجيران والبوليس جه أخده
واستطرد باستهجان
والست إيثار راحت القسم وعملت له محضر تعدي والجيران عملوا له محضر إزعاج والشرطة لبسوه في محضر سكر كان يتحدث مشوحا بكفاه من يراه يتيقن أنه اوشك على ذبحة صدرية ليستطرد بعينين حاقدتين
وطبعا لازم أروح بنفسي لبنت الجوهري وأترجاها علشان تتنازل عن المحضر
يا لهوي يا لهوي يا لهوي قالتها وهي تلطم وجنتيها تحت ذهول ياسمين ومروة وسمية التي شعرت بڼار الغيرة تسري بأوردتها لتسترسل إجلال صاړخة بنظرات لائمة
وإنت سايب الواد مرمي في النيابة وجاي تحقق معايا أنا ومراته يا نايب الدايرة
تنزل حالا على مصر وماترجعش غير وإبني في إيدك إتحرك يا نصر نطقتها صاړخة بأمر ليهتف وهو يجز على نواجذه من شدة غيظه
إنت كمان ليكي عين تعلي صوتك وتتأمري
كادت ان تنهره لولا تدخل سمية التي أمسكت كف يده وتحدثت وهي تنظر له بنظرات ذليلة
وحياة حبيبك النبي يا عمي لتروح تطلعه وبعدين إبقى تعالى ولومنا إن شالله حتى تولع فينا بس تطلعه الاول من المصېبة دي
وزع رمقاته الغاضبة بين كلتاهما ليزفر بضيق ثم هاتف نجله البكري طلعت المتواجد بالأراضي الشاسعة التابعة لوالده ليتابع ما يقوم به الفلاحون من أشغال خاصة بالزراعة والري وطلب منه أن يحضر في الحال ويترك أمر المتابعة لشقيقه حسينودخل غرفته ليأخذ بعضا من رزم المال الورقية ويحملها بجيب جلبابه الكبير وينصرف تاركا خلفه هؤلاء الأربع لينتحبن ويلطمن وجناتهن ليعلوا صوت تلك الغاضبة حيث توجهت باتهام لوالدة زوجها
إنت السبب في اللي حصل ل عمرو لو قولتي لعمي كان إتصرف ومكناش وصلنا للي إحنا فيه ده
حبست أنفاس كلا من مروة وياسمين ووضعتا كفاي يديهما فوق فاههما لتجحظ عيني الاخرى وهى ترمقها بنظرات حاړقة ولو كانت النظرات تصيب لانتهى أمر سمية وتحولت لرمادا في الحال همست بفحيح كالحية التي تستعد لبخ سمها بعيناي ضحيتها
يا نهار أبوك إسودإنت إتجننتي ولا إيه يا بت
واستطردت بذهول وهي تقترب منها كالأسد الذي ينقض على فريسته
جبتي منين الجرأة اللي جمدت قلبك وخلتك تكلمي ستهم كدة!
هدي نفسك يا مرات عمي دي بت هبلة وبتهلفط بكلمتين من حړقة قلبها على اللي حصل لجوزها
الهبلة تتأدب علشان تاخد بالها من كلامها مع ستهمبعد كدة قالتها وهي تجذب تلك المختبأة وتنزل بكل قوة فوق وجنتها بصڤعة قوية أحدثت صوتا من شدتها لتسترسل وهي ترفع قامتها بكبرياء
وبعدين هو كان إيه اللي حصل لجوزها يا ست ياسمين إنت كمان ده أبن نصر البنهاوي بجلالة قدره والكل عارف كدةوأكيد الظابط النباطشي نيمه
في مكتبه واتعامل أحسن معامله ميقدرش يعمل
غير كدة لأن الكل عارف مين هو سيادة النايب نصر البنهاوي وعارفين إن اللي بيقف في سكته بيتإذي
واستطردت بوعيد
والقادرة بنت منيرة هتدفع تمن عملتها السودة دي غالي
اړتعبت أوصال زوجات أبناءها الثلاث لتتراجع هي للخلف ثم امسكت خصلة من شعرها ولفتها على أصابع يدها لتتحدث بفحيح بعدما تحولت ملامح وجهها لحاقدة
وحياة شعري ده ولا يكون على حرمة لأخلي بنت منيرة تتحسر على
شبابها واجيبها له
لحد عنده تركع تحت رجليه وتترجاه عشان قلبه يحن ويعتبرها مرة زي زمان
اشټعل قلب سمية وزاد كرهها لتلك المرأة المتجبرة وعلمت حينها أن لا مفر من رجوع تلك الإيثار لزوجها ويرجع هذا لتيقنها بقدرة هذه المرأة على تنفيذ اية فكرة تصمم عليها لتتحسر على حالها وتنتظر القادم بقلب مشتعل فقد تيقنت أن القادم ليس بهين على الجميع
وصل نصر ونجله البكري أمام منزل غانم ليصف سيارته الفاخرة ويترجلا متجهين لذاك المنزل البسيط وجد الجميع بانتظارهما بناءا على مكالمة تمت بين طلعت وعزيز أبلغ من خلالها الاول بحضور الثاني بصحبة والده مما أسعد قلب عزيز الذي ربط سبب مجيء نصر بطلبه رسمي لرجوع شقيقته لنجله المدلل وهذا ما بات يتمنى تحقيقه بشده ولج الجميع للداخل ليتحدث غانم بترحاب
يا مرحب يا ألف أهلا وسهلا يا سيادة النايب
كان يتحدث بترحاب وهدوء تحولا لتعجب بعدما هتف الأخر بوجه صارم ينم عن مدى غضبه
هي بنتك خليت فيها أهلا ولا سهلا بعد اللي عملته يا غانم
سأله بنبرة متوترة
إيثار!
هو أنت عندك بلوة غيرها نطقها بحدة ليهتف عزيز بحدة وخنوع
عملت إيه مقصوفة الرقبة
رمقه غانم بنظرة ڼارية غاضبة ليتلبك بوقفته ليقطع نظراتهم حديث نصر الغاضب
بنتك المحترمة بنت الاصول المتربية كتبت بلاغ في عمرو إمبارح وخلته قضى ليلته في الحجز
اتسعت عيناي منيرة وذهل الجميع ليستطرد بتغطرس
طب لو مش باقية على العشرة والهنا والعز اللي اتمرمغت فيهم لما كانت متجوزاهعلى الاقل كانت عملت حساب لإبنه اللي أنا سايبهولها بمزاجي علشان يفضل الود موصول لحد ما ربنا يهديها وترجع لجوزها هي وإبنها
ليستطرد بافتخار
إبنها اللي معيشاه في حتة شقة قد الجحر وحرماه من ثراية جده اللي يرمح فيها الخيل
إيه اللي حصل وخلى بنتي توصل بإنها تشتكي على عمرو يا سيادة النايب سؤال طرحه غانم على نصر الذي صاح بتهرب
إحنا في إيه اللي حصل ولا في إبني اللي مرمي في الحجز بسبب بنتك يا
غانم
نكس رأسه ليهتف الأخر أمرا بوجه صارم
يلا معايا ننزل مصر علشان ناخد الهانم على النيابة تتنازل عن المحضر
أبويا تعبان وصحته ماتتحملش پهدلة الطريق والمرمطة في الاقسام
على الفور وافق نصر لعلمه بقوة شخصية عزيز وإستطاعته التأثير والضغط على تلك المتمردة وقف أيهم الإبن الاصغر ل غانم ليتحدث بعدما شعر بتوتر عضلات عزيز وتيقن بأنه من الممكن أن يأذي شقيقته إذا مانعت التنازل
أنا كمان جاي معاكم
وقف نصر مقابلا غانم ليقول بوصاية مشيرا بسبابته
انا ماشي يا غانم تتصل ببنتك وتعقلها علشان لما نوصل لعندها نروح على النيابة على طول وإلا قسما بالله اخليها تعض على صوابع إيديها من اللي هعمله فيها أنا مش قليل عشان ابني يترمي في الحبس بسبب واحدة قليلة عقل زي بنتك
نكس رأسه بخنوع لعلمه سطوة ذاك المتجبر وما يمكنه فعله بابنته المسكينة التي تجرعت المرار على يد نجله المدلل لتكمل عليها والدتها وشقيقاها عزيز ووجدي تحرك الجميع للخارج لتهتف منيرة وهي تدق على فخديها بنحيب
أنا عارفة إن عيالي مش هيشوفوا راحة طول ما هي قاعدة لنا في مصر لوحدها
حولت بصرها إلى ذاك البائس لتسترسل بنبرة لاذعة
شوفت أخرة دلعك فيها يا غانم علشان تبقى تتصدر لها تاني وتقف في وش إخواتها عشانها دي واحدة مستبيعة ومش هتسكت إلا لما نصر البنهاوي يحط اخواتها في دماغه ويطوحنا من البلد كلها
تنهد بضيق وهو يرمقها بحدة لتمسك هي بهاتفها مسترسلة وهي تضغط زر الإتصال برقم ابنتها
أما أشوف اخرتها معاك يا بنت منيرة
بدل ما تندبي وتولولي علشان عيالك الرجالة إطمني الأول على بنتك وإسأليها إبن نصر عمل لها إيه خلاها تتجنن وتروح تشتكيه كلمات نطقها بتبكيت علها تشعر بصغيرتها وتسترد مشاعر الأمومة نحوها لكنها لم تبالي بحديثه حيث هتفت بحنق وكأنها لم تستمع لما قال
بردوا مبتردش
بسطت ذراعها باتجاهه لتسترسل
هات تليفونك اتصل عليها منه هي مش هترد عليا لو قعدت أرن عليها للصبح أنا عارفة
ناولها هاتفه لتتصل ولكن دون جدوى مما أشعل داخلها
داخل مسكن إيثار
كانت
تجلس فوق مقعدها الهزاز الموجود بالشرفة المنفتحة على البهو عاقدة حاجبيها بضيق وهي تتطلع إلى الأفق البعيد بشرود تام تنهدت ومدت يدها صوب الطاولة لالتقاط كأسا من مشروب البرتقال الطازج قد صنعته لها عزة فور عودتها من النيابة مباشرة بعدما أخبرتها بأن أيمن قد منحها إجازة من عملها اليوم لتريح أعصابها مما حدث بالأمسيقابلها صغيرها يتناول الحلوى المحببة لديه والتي جلبتها له معها
من الخارج كي تجلب
السرور على قلب ذاك المسكين الذي لم يحظى بحياة أسرية مستقلة كجميع الأطفالاستمعت إلى رنين الهاتف للمرة التي لا تعلم عددها والمتصل واحد وهي والدتها التي لم تستسلم لعدم ردها لتحاول من هاتف والدها كي تخبرها بأمر عودتها لذاك ال عمرو هكذا فسرت ما يحدث تجاهلت الرنين واكملت إرتشاف مشروبهاليتحدث الصغير بلطافة
إنت ليه مش بتردي على تليفونك يا مامي
ده رقم غريب يا حبيبيوإحنا مش بنرد على أرقام غريبة ابتسم لها الصغير وتابع تناول الحلوى من جديد لترفع هي الاخرى الكأس وهي تقربه من ليقطع اندماجها صوت طرقات قوية فوق الباب بجانب رنين الجرس المتواصل مما ازعجها لتهرول صوب الباب بعدما أوصت الصغير على عدم الخروج من الشرفة ومتابعة الاستمتاع بالحلوى قابلتها عزة التي خرجت من المطبخ قائلة
خير يا رب مين اللي بيرن الجرس بالشكل ده هو أحنا مش هنخلص
واسترسلت پذعر بعدما رأت إيثار تقترب من الباب استعدادا لفتحه
ماتفتحيش إلا لما تبصي من العين السحرية
رأت الصواب بحديثها لتقترب من فتحة الباب الصغيرة تستكشف الطارق قطبت جبينها عندما رأت صورة شقيقها الصغير أيهم والذي صدره عزيزلعلمه مدى تعلق تلك المتمردة به تعجبت لتلك الزيارة المفاجأة لكنها سرعان ما ابتسمت وامسكت مقبض الباب لتفتحه بلهفة ترجع لحبها الزائد لذاك الوسيم تراجعت للخلف بقوة أثر دفعة قوية تلقتها بكتفها من عزيز كادت أن تبطحها أرضا لولا عزة التي اسرعت عليها لتسندها رفعت عينيها وتعمقت بنظراتها المړتعبة لتلتقي بنظراته الچحيمية ليقول بفحيح
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل الرابع عشر
أنا لها شمسبقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
ما بالك أيها العاصي العنيدأما اتفقنا أن تكون لي درعا أتوارى خلفه وأصد به الهوى الموجعة!لقد عاهدتني بأن تلقي في غياهب الجب دقاتك ووعد الحر دينا لما الأن تتخلى عني وتلقي بوعودك عرض الحائط لأجل عيناه عد سالما إلى قواعدك ولا تخزلني ولا تكن مثلك مثل الجميع
تنهدت بعمق ليخرجها صوت رنين جرس أيمن لتضغط مجيبة
ايوا يا افندم
تعالي لي حالا يا إيثار وهاتي معاك ملف الصفقة الاخيرة نطقها فانسحبت بعدما أخذت الملف المطلوب
مساء اليوم التالي
طلب من إحدى العاملات أن تصنع له كوبا من عصير البرتقال الطازج وتخرجه له بالحديقة حيث اتخذ مقعدا وجلس للاسترخاء أمام حوض المسبحأخذ يفكر في من شغلت حيزا كبيرا من تفكيره وهذا ما جعله ينفر من حاله وبات يؤرقه مؤخراماباله هو ببنات حواءألم يعاهد حاله بالبعد عنهنفقد كره النساء وقرر مقاطعتهن والنأي بحاله من براثن ألاعيبهن بعدما عاشر تلك الحقېرة وأزاح الستار ليظهر وجهها القبيحترسخت بلب عقله فكرة أن جميعهن فارغات عقل وطامعات وجل ما يدور بمخيلتهن هو الحصول علي المال بأية وسيلة وفقطفهل حضرت تلك ال إيثار لتقوم
بتغيير تلك الفكرة الراسخة وتخرجه من ظلمات أفكاره إلي نور جنتها! زفر بقوة وهز رأسه وكأنه ينفض تلك الأفكار الشاذة عن مخيلتهلا ينكر حزنه الشديد وسوء حالته المزاجية منذ ما حدث بينهما بالأمس يكاد يجزم بأن رؤية دموعها هي الأسوء على الإطلاقفقد نزلت على قلبه ك سياط ألهبت بجلداتها كل ما قابلته وكانت كفيلة بأن تسحبه بدوامة الحزن إلى الان لم يستطع الخروج منها
فاق من شروده على
صوت والدته حيث أقبلت عليه لتميل منحنية للأمام وهي تضع حاملا به كأس
العصير خاصته ليقول بابتسامة
دكتورة عصمت بنفسها جايبة لي العصير ده إيه الرضا ده كله يا دكتور
طول عمري وأنا راضية عنكإنت اللي عامل زي القطط قالتها بمزاح لترتفع قهقهاته العالية جلست بمقعد مقابل له وتمعنت بعينيه لتسأله باستفهام
مالك يا حبيبي
مالي يا ماما! نطقها بعينين متعجبة لتجيبه الاخرى بريبة
مش عارفة من ساعة ما رجعت من الحفلة إمبارح وإنت متغيرحتى على الغدا ما نطقتش بكلمة واحدة
زفر بعمق لتسترسل هي بمداعبة
هو الموضوع عميق قوي كده!
ضحك لمشاكسة والدته له وبسط ذراعه يلتقط به كأس العصير ليرتشف منه القليل ثم نظر لها بتمعن قائلا
إنت عاوزة توصلي لإيه بالظبط يا دكتور
عاوزة أعرف إبني حبيبي ماله نطقتها بجدية ليجيبها بنبرة يغلفها الندم
زعلت حد مني قويأهانته بدون وجه حق وبعدها إكتشفت إنه كان مظلوم وأنا اتسرعت في حكمي عليه من غير ما أفهم الموضوع صح
تحدثت بعقلانية
بسيطةكلمه واعتذر له
لوى جانب فمه ليجيبها بنبرة حزينة
حاولت أتصل بيه بس رفض المكالمة
اعتدلت بجلستها لتقول بنبرة أكثر تعقلا
سيبه يومين يهدى وبعدها حاول تتصل بيه تانيلما بڼتجرح قوي بنحب نختلي بحالنا ونبعد عن كل الناس
عندك حق قالها بموائمة لرأيها لتسأله بمكر
مش هتقولي مين اللي إنت زعلتها ومش قادر على بعدها دي
أطلق ضحكات عالية لتسترسل هي بدهاء
مهو متحاولش تقنعني إن كل الزعل والحزن اللي ناطط من عينك وإنت بتكلمني ده علشان راجل!
توقف عن قهقهاته ليجيبها بابتسامة ماكرة
واحد صاحبي صدقيني
رفعت حاجبها باستنكار ثم أجابته بمشاكسة
ماشي يا أبن سيادة المستشار هعمل نفسي مصدقاك بس هستنى اليوم اللي تيجي لحد عندي وتحكي لي فيه عن كل حاجة
لتسترسل بغمزة من عينيها
وقلبي بيقول لي إن اليوم ده مش بعيد
تطلع أمامه وبلحظة احتدت ملامحه وتحولت لقاسېة ليقول بصرامة
مش دايما إحساسنا بيكون صح ساعات القلوب بتخدع وتظهر لنا صورة مغايرة للواقع وبعدها نفوق على كابوس عمرنا
إنسي
يا فؤادإنسى وحاول تلحق اللي فاضل من حياتك مش كل الستات نجلا دور على واحدة بنت حلال تكمل معاها مشوارك قالتها بتأثر لتسترسل برجاء وقد لمعت عينيها من إثر الدموع
نفسي أشوف لك طفل يا ابني متحرمنيش من إني أشوف ولادك بيتحركوا قدام عنيا يا فؤاد
وما أن نطقت بكلماتها حتى هاجمت تلك الذكرى المؤلمة عقله ولاحت صورة جنينه التي قت لته تلك المچرمة بدون رحمةإنه لشعورا قاټلا أن يصلك رفض امرأتك بل واشمئزازها من الإحتفاظ بقطعة منك داخل رحمهاوبلحظة احتدم غيظا وهو يقول بصوت حاد
ماما أرجوك أنا مية مرة قولت لك إني مبحبش السيرة ديوإنت مصممة في كل مرة بنقعد فيها مع بعض إنك تفتحي الموضوع
انتفض واقفا ليصيح مسترسلا وسهام الڠضب تطلق من عينيه
زي ما يكون بيصعب عليك أكون عايش رايق
قال كلماته وانطلق مسرعا صوب الداخل لتتنهد وهي تتحدث بقلب إم مقهور لأجل نجلها
حسبنا الله ونعم الوكيل ربنا ينتقم منك يا نجلا على اللي عملتيه في إبني
وكررت دعوتها بصوت ېصرخ ألما
ربنا ينتقم منك
بعد يومان
ارتدى ثيابه بالكامل إستعدادا لمغادرته والعودة لبلده بعدما قضى يومان داخل أحض ان زوجته السريةشذىليستعيد رونق حياته التي سرقتها منه تلك المتجبرة سليطة اللسان الملقبة ب إجلال تحركت تلك الفتاة اليافعة بجواره ل إيصاله إلى الباب لتقول بنبرة دلالية
بقولك إيه يا بيبي كنت محتاجة منك شوية فلوس
عيني ليك نطقها بهيام ليسترسل بإبانة
شوفي عاوزة كام وهحولهم لك على حسابك في البنك
ربنا يخليك ليا يا حبيبي نطقتها بدلال وهي تتحس س ص دره ليقول بنبرة حماسية
إصرفي على كيف كيفك واللي تعوزيه كله بإشارة واحدة يبقى تحت رجليك
ضحكت بسعادة لتقول بصوت متردد
طب كنت عاوزة اكلمك في موضوع تاني
وقف يقابلها ليستفسر
خير
زاغت بعينيها لعلمها رفضه للموضوع لكنها قررت ان تتجرأ وتطلبه منه مرة اخرى
انا
نفسي أرجع الشغل قوي زهقت من قعدة البيت
شكلك إتجنيتي يا شذى عاوزة ترجعي الكبارية تاني! نطقها بحدة ليسترسل پغضب عارم
مبقاش إلا كده كمان مرات نصر البنهاوي عضو مجلس الشعب تقف تخدم على الزباين
ربعت ذراعيها فوق صدرها لتهدر غاضبة باكفهرار
وهو أنت يعني كنت عرفتني منين يا سيادة النائب!
عرفتك من شقة في حفلة خاصة كنتي واقفة تخدمي علينا ولما ډخلتي دماغي ونغششتي جواه عرضت عليك الجواز وكان شرطي وقتها إنك تبطلي شغل وتبقي بتاعتي وقصاد كده قولت لك إن كل الفلوس اللي هتطلبيها هتبقى تحت جزمتك قالها پغضب ليسترسل بإبانة
وأظن انا وفيت بوعدي معاك ولا إيه يا بنت الناس!
يعني مفيش فايدة قالتها بيأس ليقول بنبرة صارمة
لو الكلام مش عاجبك نفضها سيرة وكل واحد يروح لحاله
ارتبكت وبسرعة البرق تغيرت لهجتها لتبتسم قائلة وهي تقترب ملتصقة به
بدلال
هو أنت محدش يعرف يهزر معاك خالص
مليش في الهزار والكلام المايع بحب اقطع عرق واسيح ډم كلمات حادة ذات مغزى نطقها لتبتسم وتميل عليه مراضاة قبل ان يرحل ابتسم بخباثة لعلمه كيفية التعامل مع تلك الطامعة
بعد مرور إسبوع ليلا داخل مسكن عزيز
الخاصاستغلت غياب عزيز خارج المنزل حيث ذهب هو وأبيه و وجدي لأداء واجب عزاء بأحد
ساكني القرية أمسكت هاتفها وضغطت زر الهاتف ليأتيها صوت تلك التي زفرت قبل أن تسألها بحدة
عاوزة إيه يا نسرين
هكون عاوزة إيه غير سلامتك يا حبيبتي نطقتها بذات مغزى لتهتف متسائلة بسخط ظهر بصوتها
جهزتي لي العشر ألاف اللي طلبتهم منك
بنبرة ساخطة هتفت بحدة متهكمة
ده على أساس إني ماكينة فلوس ومسخرة نفسي ل تحقيق أحلام الاميرة نسرين!
زفرت الاخرى بقوة قبل أن تهتف بضجر
بلاش تستفزيني بكلامك زي كل مرة يا سمية مش كل ما أطلب منك قرشين مزنوقة فيهم هتفتحي لي تحقيق وتقعدي تقطمي فيا
لتسترسل لائمة
أمال لو مكنتش أنا السبب في الخير اللي بقيتي فيه ده كله
هتفت باستنكار
خير إيه يا حبيبتي محسساني إني غرقانة في فلوس نصر البنهاوي وبغرف منهايا حسرة ده أنا بالعافية بجيب طلباتي الشخصية هي اللي إسمها إجلال مدية فرصة لواحدة فينا تتنفس بعيد عن سيطرتها دي حتى الهدوم بتخلينا نروح نشتريها ومعانا الولية أم سلامة بتستأمنها على الفلوس وتخليها تحاسب لنا على اللي بنختاره
صاحت نسرين بنبرة غاضبة
سمية بلاش تتلائمي عليا وتقعدي تصيحي زي كل مرة عاوزة تفهميني إنك مابتلهفيش من فلوس عمرو المتلتلة واللي أكيد مرمية عندك في كل حتة
إنت عاوزة إيه في ليلتك اللي مش فايتة يا نسرين نطقتها بسأم لتصيح الأخرى غاضبة
عاوزة العشر ألاف جنية يكونوا عندي بكرةوإلا والله العظيمأروح أفتن لعمرو وأقول له إنك كنتي بتستغليني علشان تعرفي كل تحركاته وتحاصريه لحد ما خربتي بيته
واسترسلت بټهديدا مباشر
ولا تحبي أقول له على الرسالة اللي وصلت ل إيثار على تليفونها اليوم إياه!
ابتلعت لعابها وصمتت لتهتف الاخرى پغضب
مش كفاية إنك استغلتيني وكنتي كل شوية تسأليني على أخبارها واخبار جوزها وأنا ماشية وراك زي الغبية ده أنا كنت بخلي حماتي تتصل ببنتها تسألها أحوالكم إيه وجوزها فين وكنت بقنعها إن ده لمصلحتها علشان تاخد بالها منه واخد منها الكلام واجري ابلغهولك
بصوت حاد هتفت سمية
نسرين يا حبيبتيبلاش تعملي فيها البريئة أم جناحين وتحسسيني إن أنا الشيطان الأعظمأنا من أول ما اتفقت معاك قولت لك وصليني بأخبارها مع جوزها أول بأول والباقي علياولما عرفتي إني ناوية على جواز من عمرو الفرحة مكنتش سيعاكأنا عارفة إنك بتكرهيها وكان منى عينك تكسريهافبلاش تجي لي الوقت وتعملي فيها البريئة اللي انضحك عليها من سمية
هتفت بإبانة
مش هنكر إني خططت معاك على كسرة إيثار علشان أشوفها مذلولة وأشفي غليلي بس مش طلاقها وخړاب بيتنا أحنا يا حبيبتي إحنا خططنا سوا أه بس إنت خططتي ولا الشياطين وكنتي متأكدة إن إيثار لما تشوفك في الوضع الژبالة ده وعلى سريرها لا يمكن ترجع تاني لعمرو
واستطردت بندم
وأنا اللي طلعت غبية وخسړت كل حاجة خسړت العز اللي عمرو كان معيشنا فيه أيام ما كانت البرنسيسة في بيتهده حتى الشغلانة اللي ربنا من علينا بيها من ورا نصر رجع وحط لنا العقدة في المنشار وربط تمامها برجوع السنيورة
قصدك إيه
بالكلام ده يا نسرين شغلانة إيه ورجوع مين أنا مش فاهمة حاجة! نطقتها ببلاهة لتهتف الاخرى پغضب
لو فاكراني غبية وهبلغك بكل حاجة زي زمان تبقى غلطانة والفلوس لو موصلتنيش على بكرة بالكتير هكون متصلة بعمرو وحاكية له على كل حاجة وساعتها مش هيطيقك أكتر ما هو ومش بعيد يطلقك فيها
خلاص بطلي رغي هبعت لك الفلوس بكرة مع اختي الصغيرة عند أمك قالتها تحت جشع وراحة قلب الأخرى التي أغلقت لتتنفس براحة وهتفت لنفسها
حلو قوي كدة يبقى معايا تلاتين ألف قلبتها فيهم في ست شهور أروح اجيب لي بيهم غوشتين واشيلهم عند أمي جنب إخواتهم الحلوين
انتهت لتطلق ضحكة سعيدة أما الاخرة فقد زفرت بعدما أنهت الإتصال لتهتف غاضبة بحدة وسخط
ماشي يا نسرين الكل مسيرك تقعي تحت إيدي وساعتها واللي خلق الكون ما هرحمك
مر عشرة أيام وظل الأمر كما هو عليهفقد أخذ ما حدث على محمل كبريائه وقرر عدم مهاتفتها منذ أخر مرة حاول بها التواصل معها ولم تعيره الإهتمام وهذا ما أغضبه وأرغمه على عدم محاولة الإتصال بها مرة اخرى لكي لا يخسر كرامته أكثر من ذلك فقد تصرف عكس طبيعته وتنازل وقدم لها الإعتذار لأكثر من مرة بعدما كسر جميع قواعده لأجلها ومازال حائرا كلما فكر بالأمر لما ولماذا هي عن غيرها من النساء الذي بدأ يفقد قناع جموده أمامها
بعد مرور شهرين اخرين على ما حدث بالحفل
داخل دار الأوبرا المصرية ولج هو وعائلته خلف العامل الذي يصطحبهم للمكان المخصص لجلوسهم لحضور الحفل استقر بجلوسه بعدما جلس والداه وشقيقته التي جاورت زوجها الجلوس ليسأله والده بهدوء
هي الحفلة هتبتدي إمتى يا فؤاد
ربع ساعة بالظبط وتبدأ يا باشا قالها برصانة قبل أن تتسع عينيه بدهشة وهو يراها تجلس بالبلكون المقابل لهملا يدري ما حدث له من انتفاضة شديدة تابعتها رعشة لذيذة سرت بجميع
وكأنهما يثوران عليه فبرغم انه كابر وعاند شعوره بعدما اتخذ قرار البعد إلا أن عينيها لم
تفارقه وكأن لها سحرا تلبسهوعلى العكس بدلا من ان ينساها استفحلت مشاعره تجاهها لدرجة جعلت من طيفها ملازما له كظله أينما ذهب ذهبتأما هي فقد حضرت بدعوة من نيلليالتي قررت الإحتفال بيوم ميلاد إيثار بطريقة مختلفة ليظل راسخا بعقلها حيث قامت بدعوتها بصحبة عائلة أيمن لتناول العشاء بمطعما فاخر وبعدها انضموا للإستمتاع بإحدى حفلات دار الاوبرا المعروفة بالرقيتطلعت إلى تلك المرأة النبيلة التي تشملها بعطفها الدائم هي وصغيرها في محاولة نبيلة منها بتعويضها للاسرة التي افتقدتها لتقول بنبرة ممتنة
مش عارفة أشكر حضرتك إزاي يا مدام نيللي على اليوم الحلو دهبصراحة فاجأتيني بحفلة الأوبرا
ابتسمت لتجيبها بحنو ظهر بصوتها
إيه متشكرة دي كمانإنت زيك زي لارا ومفيش فرق بينكم
ابتسمت لارا لتقول بنبرة حنون
كل سنة وإنت طيبة يا إيثو
شكرتها لتقول سالي بنبرة حماسية
بعت لك هديتك على البيت يا إيثار علشان صندوق كبير ومكنش ينفع اجيبه معايا هنا
لتهتف لارا بمشاكسة
أفتن عليك وأقولها على الهدية
لتصيح الاخرى محذرة
بطلي سخافة يا لاراأحلى ما في الهدية مفاجأتها
واسترسلت بابتسامة وهي تتطلع على إيثار
يارب تعجبك
اثنت عليها قائلة بعرفان للجميع
ليه تعبتي نفسكبجد كتير عليا اللي بتعملوه معايا ده كله
زفر أيمن ليقول پتعنيفا مفتعل كي يعفي عنها الحرج
يادي كتير عليا اللي كل شوية تقوليها دي وبعدين معاك يا بنت فيه واحدة كل شوية تقول ل اهلها اللي بتعملوه معايا ده كتير عليا!
ابتسمت بإحراج ليقول أحمد بنبرة هادئة
إسكتوا بقى علشان العرض هيبدأ
ثم التف يتطلع إلى إيثار وهو يقول بابتسامة هادئة
كل سنة وإنت طيبة يا إيثار
وحضرتك طيب يا دكتور قالتها بسعادة لتنظر أمامها بعدما خففت الإضائة إستعدادا للبدأ خرجت الفرقة التمثيلية ليبدأ العرض الشهير عرض باليه بحيرة البجع
اندمجت مع العرض لأبعد حد فقد كانت الموسيقى رائعة أما الراقصون فكانوا يتحركون بطريقة إستعراضية بمنتهى الحرفية جعلتها تسرح بخيالها وكأنها تحولت لفراشة راقصة أثناء إندماجها تطلعت تتفقد المكان لتجحظ عينيها وتعود لنقطة معينة من جديدنعم هو هي أكيدة من نظراته المسلطة عليهاالاضواء خاڤتة لكنها تستطيع تحديد هوية الاشخاص وما جعلها تتأكد هي تحيته حيث مال برأسه ك تحية منه قابلتها بتجاهل تام فهي مازالت غاضبة منه برغم مرور الوقت هز رأسه بيأس مع
خروج إبتسامة خفيفة على تلك العنيدةبرغم ڠضبها الذي مازال قائما إلا أن قلبها قد خاڼها وثار عليها منتفضا لتعلو دقاته وكأنها طبول حربباتت تتطلع على العرض بتمعن لتظهر له عدم إهتمامها بحضوره لكنها لم تستطع الصمود فاڼهارت قواها الواهية لتتسحب ببصرها كي تسترق النظر لهيأته بعدما
توقعت صرف نظره عنها لكنه باغتها بنظراته المسلطة فوقها وكأنه لم يرى من العرض سواهاخجلت وسحبت عينيها سريعا وبدأت ټلعن حالها وغبائها الذي صور لها بأنها أذكى من ذاك الداهيأتى وقت الإستراحة لتضوي الانوار داخل الساحة من جديدهمس ل عائلته معتذرا
هروح أسلم على أيمن الأباصيري
نظر والده نحو الإتجاه الذي اشار ناحيته نجله ليهز رأسه بموافقة ويتحرك الاخر بالممر إلا أن وصل لمقصده كانت تلتزم الصمت التام متخشبا تنظر تحت قدميها من جراء ما حدث لتنتفض من جديد حين استمعت لصوته يأتي من خلفها فقد وقف خلفها مباشرة ليقول بصوت رزين واثق
مساء الخير
مساء النور رددها الجميع ليتحدث إلى أيمن
منور الاوبرا يا أيمن بيه
ده إيه المفاجأة الحلوة دي يا سيادة المستشار نطقها أيمن ليجيبه فؤاد بلباقة
هي مفاجأة حلوة وغير متوقعة
واسترسل وهو يشير إلى البلكون المتواجد به عائلته
أنا كنت قاعد انا والباشا والعيلة ولقيت حضرتك مع عيلتك قولت لازم اجي أسلم
نظر أيمن إلى علام ومال برأسه بتحية ردها الأخر ليلقي السلام على نيللى وأحمد وأشار بتحية صامتة ل سالي ولارا وجاء دور سلام تلك التي اشرفت على لفظ أنفاسها الاخيرة من شدة توترها ليقول بصوت بات هادئا
إزيك يا أستاذة إيثار
الحمدلله نطقتها بجمود عكس ما يدور بداخلها من توتر وارتباك لا تدري سببهما ليلتف إلى أن وقف امامها وبكل بسالة تحدث دون خجل
أنا أسف عارف إن الموضوع عدى عليه وقت طويل بس أنا مدين ليك باعتذار قدام الكل
واستطرد تحت ذهولها وذهول الجميع من موقفه
ياريت تقبلي أسفي
إبتلعت لعابها من هيأته التي تنطق بالرجولة والبسالة ومازادها تلبكا هي عينيه التي تشملها وكأنها ټحتضنها بالكاد استطاعت إخراج صوتها لتقول بنبرة تبدو متوترة
حصل خير يا سيادة المستشار نطقتها بهدوء ليقاطعها معترضا
اللي حصل مكانش خير خالصأنا فقدت أعصابي في اليوم ده وكان لازم أكون اهدى من كده بس صدقيني أنا كنت متضايق علشانك مش منك
كانت تستمع إلى كلماته الاسفة بصوته الواثق أما عن عيناه فلا تسألنيفقد كانت تفيض حنانا ممزوجا بالإعتذار مما أدخلها بحالة لا تحسد عليهاتوترت لتبتعد بعينيها وهي تقول
متشكرة لذوقك
لم تستطع نطق اكثر من كلتا الكلمتان لتضع نيللي كفها على خاصتها وهي تبتسم لها بحنان وسعادة لأجل كرامتها التي
ردت إليها بعدما سلبت امامهم
مالت سالي بجانب أذن لارا لتهمس باستغراب يرجع لعدم علمهما بما حدث
إنت فاهمة حاجة من اللي
بتتقال!
رفعت الفتاه كتفيها للأعلى وهي تمط شفتاها للامام بعدم معرفة لتسترسل الاخرى بمشاكسة
سيبك إنت من الحوار ده وخلينا في البرنس اللي واقف قدامنا بذمتك مش شبه أبطال الأفلام الفرنسية القديمة
سخيفة نطقتها باستخفاف لترد الاخرى
يا بنتي ده قمر فرصة كبيرة بلاش تضيعيها من إيدك
أما أيمن فتحدث
بمشاكسة لمديرة مكتبه
أظن دي أحلا هدية إتقدمت لك النهاردة في عيد ميلادك
هو عيد ميلادك النهاردة إجابته بهزت رأس ونظرات خجلة ليسترسل بنبرة هادئة
كل سنة وإنت طيبة
متشكرة لذوقك قالتها بصوت خاڤت لتتحدث نيللي
إحنا خارجين النهاردة نحتفل بيهايعنى كلنا هنا النهاردة على شرف الإستاذة إيثار
ميرسي بجد يا مدام نيللي ربنا يخليكم ليا كلمات نطقتها بعيني متأثرة مع إبتسامة جذابة سړقت بها لب ذاك الواقف يتطلع على حسنها بإنبهار
مش تسلم على لارا بنت الباشمهندس أيمن يا سيادة المستشار جملة نطقتها سالي لينتبه ويتطلع عليهما لتسترسل بابتسامة هادئة
شكلك مكنتش تعرفها
أهلا وسهلا نطقها وهو يميل برأسه للفتاة برسمية قابلتها الاخرى بابتسامة هادئة وهي تلكز زوجة اخيها بفخدها ليسترسل مستئذنا
العرض دقايق وهيبدأ أسيبكم تستمتعوا بيه
واسترسل بلباقة وهو يمرر عينيه على الجميع
اتمنى لكم سهرة سعيدة
وتوقف ببصره فوق عينيها ليكمل بابتسامة حنون
مرة تانية كل سنة وإنت طيبة
أومأت بملامح وجه زادتها كلماته العطرة نورا وابتهاجا
انسحب عائدا لمكانه ليبدأ العرض بالمواصلة بعد إنتهاء الإستراحة ليتابعاه كلاهما بقلوب ومشاعر مختلفة عن ذي قبل فقد بات يتطلع عليها بنظرات أقوى لتسحب هي عنه بصرها بخجل إلى ان انتهى الحفل وذهب الجميع إلى وجهته بعدما شكرت
إيثار عائلة أيمن على هذا اليوم الجميل والمميز وعاد كلا منهما يفكر بالأخر وتوقعت أن يهاتفها لكن خاب ظنها
عصر اليوم التالي
كانت تجلس بصحبة عزة والصغير داخل الشرفة يتحدثون سويا فاستمعوا لرنين جرس الباب لتنهض عزة متجهة صوب الباب وبعد قليل استمعت لصوت تلك المزعجة يناديها فاتجهت للخارج لتجد رجل يحمل إحدى باقات الزهور النادرة تمعنت بوجه الرجل باستغراب لتهتف عزة قائلة
واحد جايب ورد وبيقول علشانك
علشاني أنا! نطقتها باستغراب ليسألها الرجل باهتمام
حضرتك الأستاذة إيثار غانم الجوهري
أيوا أنا رد عليها
فيه هدية وبوكية ورد علشانك
قطبت جبينها واقبلت عليه تسأله
مين اللي باعتهم
اجابها بعملية
معنديش معلومات بس الكارت مكتوب عليه
أخذت الكارت وقرأت ما عليه وكان كالأتي
برغم إنك عملتي معايا اللي مفيش مخلوق في الكون قدر يعمله ومع ذلك مقدرتش أفوت مناسبة مهمة زي دي كل سنة وإنت طيبة مع تحياتي شرشبيل
إبتسامة عريضة ارتسمت لتزين ثغرها تحت استغراب عزة التي هزتها لتسألها بفضول
مين اللي باعت لك الورد
استفاقت من حالة الهيام التي سحبتها كلماته داخلها لترد على عزة
هقول لك بعدين
تنهدت لتقول للعامل بجدية
أنا أسفة لتعبك بس أنا مش هقدر أقبل الهدية ياريت ترجعها لصاحبها
أجابها بجدية
مش هينفع يا افندمإحنا مجرد شركة توصيل ملناش علاقة باللي بعت الهدية ولا عندنا أي معلومات عنهيعني لو حضرتك رجعتيني بالاوردر مش هعرف أرجعه لصاحبه
زفرت لتسأله بحدة
والحل!
رفع الرجل كتفيه للاعلى ليقول بهدوء
اتفضلي حضرتك استلمي الاوردر وإبقى رجعيه لصاحبه بنفسك
زفرت بضيق لتقول لعزة
خدي منه الحاجة ودخليها جوة يا عزة
قدم لها الوصل لتضع إمضائها عليه ثم ناولته بعض النقود ليرحل لتلج للداخل من جديد لتجد عزة ممسكة بذاك الصندوق الملفوف بشريطا صغير باللون الاحمر زفرت بعمق لتسألها عزة مستفسرة
مين اللي باعت لك الحاجات دي يا إيثار!
اخذت نفسا عميقا وأخرجته بهدوء وهي تقول
وكيل النيابة اللي كان ماسك قضية كريم الله يرحمه
قطبت الأخرى جبينها وهي تسألها باستغراب
ووكيل النيابة يبعت لك هدية بتاع إيه!
لتشهق وهي تتحدث وكأنها تذكرت
مش ده اللي كان بيكلمك من ييجي تلات أسابيع ساعة ما خدتي التليفون واتسحبتي وكلمتيه من أوضتك!
هي إيه الحكاية بالظبط متفهميني يا بنت عم غانم! نطقت كلماتها الاخيرة بغمزة من عينيها لتزفر الأخرى بضيق وهي تقول
هيكون إيه اللي بينه وبيني بعقلك يا ست عزة
واستطردت پألم وهي تتذكر الفارق الإجتماعي الكبير بينهما
ده راجل مستشار قد الدنيا وأبوه يتعد من أبرز رجال الدولة ده غير عيلته الكبيرة
واسترسلت بصوت مخټنق بالدموع
تفتكري إيه اللي ممكن يجمعه ببنت عم غانم الغلبان
هتفت سريعا بتفاخر
فشړ ده أنت ست البنات كلهمووكيل النيابة ده لو لف الدنيا كلها لا هيلاقي في عقلك ولا أخلاقك ولا طيبة قلبك
استمعت لصوت رنين هاتفها لينتفض قلبها حين رأت رقمه الخاص لتبتسم تلقائيا وبلحظة ضغطت زر الإجابة لتستمع لصوته الرجولي المؤثر
إزيك
الحمدلله سألها بابتسامة هادئة
عجبتك الهدية
مشفتهاش علشان احكم قالتها بهدوء ليسألها مداعبا إياها
معقولة لحد الوقت مافتحتيهاش!
انا سبت لك ربع ساعة بحالها وبعدها رنيت
ضيقت بين عينيها لتسأله باستغراب وهي تتجه صوب غرفتها لتغلق بابها عليها
وإنت عرفت منين إن فات ربع ساعة!
السؤال ده عيب يتسأل لواحد زيي نطقها بغرور ليسألها من جديد
مقولتليش مفتحتيش الهدية ليه لحد الوقت
كون إني افتحها معناها إني قبلتها قالتها بجدية ليسألها باستغراب
وليه ترفضيها!
وليه اقبلها! قالتها بثبات فأجابها بنبرة هادئة
تقبليها
لسببين أولهم بمناسبة عيد ميلادك ثانيا الهدية دي ك اعتذار مني ليك بسبب اللي حصل في الحفلة
اجابته بثبات
أنا أسفة في اللي هقولهبس أنا مفيش بيني وبينك
اللي يخليني اقبل هدية منك ده أولاثانيا اللي حصل في الحفلة مفيش أي حاجة في الدنيا تمحي الالم والإهانة اللي حسيت بيهم وقتها
على فكرةإنت كمان هنتيني ومش عارف إزاي قبلتها على نفسي واتصلت بيك تاني نطقها مشيرا لعدم إجابتها على مكالماته السابقة ليتابع مسترسلا
أنا مفيش مخلوق على وجه الأرض قدر يعمل معايا اللي إنت عملتيه
وانا عمري ما حد إتكلم معايا بالطريقة البشعة اللي إتكلمت معايا بيها قالتها باستنكار ليقول سريعا بمداعبة
كده نبقى خالصين ونقطة ومن أول السطر
بمعنى
أجابها بذكاء
أقصد إن إحنا الإتنين تجاوزنا في حق بعض فكده نبقى خالصين
واستطرد بدهاء
بس أنا ليا شرط علشان أقدر أتجاوز إهانتك ليا
رفعت حاجبها متعجبة لتسأله ساخرة
كمان! وياترى إيه بقى شرط جنابك!
إنك تقبلي هديتي قالها بصوت راجي لتجيبه باحراج
معلش تعفيني من الطلب
ده لاني حقيقي مش هينفع
عندما وجدت منه الصمت استرسلت كي لا يحزن
أنا ممكن أخد الورد وده كفاية جدا بالنسبة لي بس الهدية أنا أسفة
باغتها بطلبه
طب مش تفتحيها وتشوفيها الاول مش يمكن تعجبك وتحبيها!
بنبرة هادئة وواثقة أجابته
أيا كان نوع الهدية فأنا متأكدة إن ذوقها هيكون هايل وراقيلكن الموضوع بالنسبة لي مسألة مبدأ
سألها باستفسار
هو أيمن الاباصيري مجابلكيش هدية
أجابته بهدوء
جاب لي طبعا بس الموضوع هنا مختلف الباشمهندس أيمن بيعتبرني زي لارا بنتهده غير إن أنا بردها له في اعياد ميلاده وأي حد من العيلة
خلاص كده إتحلت قالها بدهاء لتسأله مستغربة
إزاي
اجابها
ترديها لي في عيد ميلادي
للأسفمش هقدر قالتها بحزم ليسألها
ليه!
علشان زي ما قولت لك من شوية مفيش بيني وبينك اللي يخليني اقبل هدية منك نطقتها بحسم ليقول ما جعل قلبها ينتفض ويثور عليها
طب ولو قولت لك علشان خاطري بردوا هترفضي!
أرجوك بلاش تصعبها عليا نطقتها بصوت راجي ليجيبها بدهاء
لو ده هيريحك خلاص خلينا نتفق على ميعاد ترجعيها لي فيه
قطبت جبينها ليسترسل هو
إيه رأيك لو نتعشى مع بعض بكرةأنا عارف مطعم بيعمل أكل إيطالي تحفة متأكد إنه هيعجبك
تنهدت بعمق قبل ان تقول له
أنا أسفة بس حقيقي مش هينفع
سأم رفضها المتكرر ليقول متعجبا
طب أعمل إيه تاني علشان أريحك
متعملش حاجة أنا بكرة هبعتها لحضرتك مع ساعي الشركة لحد مكتبك قالتها بعد تفكير ليجيبها بمكر
أكيد بتهزري معقولة هتبعتي لي هدية على مقر النيابة!
ليسترسل لإقناعها
مقر النيابة ليه قدسيته ولا إيه يا استاذة
طب هنعمل إيه قالتها بعدما انتهت حلولها ليجيبها بمراوغة
خلينا نتقابل بعد ما تخلصي شعلك قدام كافية لؤلؤة المكان قريب منك يعني مش هتتأخري
بعد تفكير دام أكثر من عشرون ثانية أجابته باستسلام
أوك
عندي طلب أخير لو أمكن قالها برجاء ليستطرد سريعا
ممكن تعتبريه رجاء
اجابته بترقب
لو هقدر أعمله أكيد مش هتأخر
هتقدري لأنه بسيط جدا قالها بهدوء ليستطرد بتمني
عاوزك تفتحي الهدية وتقولي لي رأيك فيها
وقبل أن تعترض تابع مسترسلا
يهمني جدا إني أعرف رأيك في ذوقيياريت مترفضيش
لم تستطع الرفض بعد إلحاحه الشديد لتقول له بنبرة مستسلمة
حاضر
ابتسم ليقول بمشاكسة
يا سلام لما بتبقي مطيعة بتبقى تجنني
خجلت من كلماته لتقول باستئذان
أنا مضطرة أقفلبعد إذنك
قبل ما تقفلي عاوزة اقول لك على حاجة نطقها لتستمع بتمعن وهو يقول بنبرة صادقة
أنا مستغرب نفسي قوي معاكتعرفي إني عمري ما اتأسفت لحدمش تكبر ولا غرور أكثر من إنه إنضباط نفسي لأبعد الحدود بيمنعني
إني أغلطولو فلتت وغلطت مبحبش أعتذر مباشرممكن أعمل للشخص اللي غلطت في حقه حاجة توصله لمعنى الإعتذار بس من غير ما انطقها مباشر
أخذ نفسا عميقا ليسترسل بنبرة صادقة
معاك مش بس إعتذرت بالكلاملاده الامر وصل إني ارن عليك يومين ورا بعض وسيادتك تطنشيني لا وأرجع أكلمك تاني النهاردة
تنهد قبل أن يقول بما دغدغ مشاعرها
معاك فؤاد علام بيكسر كل قواعده اللي وضعها في التعامل بينه وبين الناس وبقى لي سنين ماشي على نهجهاإنت الوحيدة اللي انا سمحت لك بتحطيم أسواري والدخول لأعماقيإنت وبس يا إيثار
نزلت كلماته الصادقة على البريء قلبها فزلزلته وضړبت بجميع تحذيراته عرض الحائطأغمضت عينيها لتسرح بمعاني كلماته الرائعة لتنسى وتتناسى معه ما مرت به من عواصف زلزلت بكيانها ومازالت توابعها تلاحقها للأن
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل الخامس عشر
أنا لها شمسبقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
إيثار الجوهري
بقلميروز أمين
انهت محادثتها معه بقلب منتشي تشعر بعالمها قد تغير وكأن خريفها بلحظة تحول لربيعا وتفتحت زهوره لتضيء ألوانها الزاهية عالمهاكل هذا بفضل كلماته التى حملتها إلى أعناق السماء لتسبح بروحها داخلها حتى أن قلبها كاد أن ينسى كل مامر به من ألام طيلة الفترة المنصرمةتشعر لأول مرة منذ ما حدث لها بالماضي أنها تريد ترك العنان لقلبها يتحكم بمصيرها وتدع
عقلها الذي يؤرق نفسها جانباهرولت إلى المراة لتنظر لإنعكاس صورتها فرأت وجنتيها قد ألتهبت بڼار الهوى وتحول لونهما للأحمر الداكن بفضل حبورها الشديد الذي شملها من مجرد بضع كلمات فمابالك بنظرة من ساحرتيه
أو همسة أماميهماتنهدت وأخذت الشهيق والزفير لتنظيم قلبها السريعة ثم خرجت بعدما هدأت بعض الشيء لتجد عزة تجلس بجوار الفتى يتطلعون على ذاك الصندوق الصغير بفضول ليقول يوسف بصوت حماسي
حولت بصرها في التو لتلك التي سحبته عنها سريعا قبل أن ينكشف أمرها بأنها من حرضت الصغيرتنهدت لتقترب منحنية على الصندوق استعدادا لفتحه ليباغتها سؤال عزة التي قالت بتعجب
إنت هتاخديها!
نظرت لها باستنكار لترد نافية
لا طبعاانا رفضتها وهرجعها له بكرة
أمال بتفتحيها ليه!
تنهدت قبل أن تجيبها وهي ترفع كتفيها مدعية اللامبالاة
هو طلب مني أشوفها وأقول له رأيي فيها
قطبت عزة جبينها وهي تقول متعجبة
امره غريب قوي الجدع ده
فتحت الصندوق لتجد صغيرا لشخصية شرشبيلالكرتونية لتضحك بصوت عال جعل من عزة ويوسف يهرولان لمكانها ليشاهدا ما يضحكها بهذه الطريقة الهستيرية أخرجت بيدها بطريقة إستعراضية لتمرره أمام أعينهم ليشهق الصغير متمتما بذهول
شرشبيل الشرير!
أما عزة فلوت فاهها لتقول وهي تضع كفها فوق فكها
بتعجب
أعادت إيثار داخل الصندوق ووضعته فوق الطاولة واستقامت بعدما أخذت العلبة وبدأت بفتحها لتذهل من شدة ضوء تلك الإسورة المرصعة بالاحجار الألماسية بإطلالة مبهرة تسحر ناظريهاتمعنت بجمال صنعها المتقن وكأنها صنعت بمنتهى الحرفية لتبدو قطعة فنية مضيئة مزينة بفصوص الألماس المتلألئة وكأنها تعزف سيمفونية من الرقي والفخامة لتهتف عزة بعينين مسحورتين
إيه الجمال ده كله دي حلوة قوي يا إيثار
لم تنكر إنجذابها لتلك القطعة النادرة وبرغم هذا الإنبهار إلا أنها مازالت عند قرارها التي اتخذتهالأن وفقط فهمت مغزى إصراره على رؤيتها كان على يقين بأن هديته نادرة وتسحر ومن تلك الغبية التي ترفض هدية بهذه الاناقة وبالتأكيد ثمنها باهظاستفاقت على صوت التي قالت وهي تشير بكفها أمام عينيها
روحتي لحد فين
مش هتلبسيها علشان تشوفيها على إيدك!
أعادت وضعها داخل الصندوق لتقول وهي تجذب كف إبنها لتجلسه على ساقيها
وألبسها ليه طالما هرجعها!
تطلعت لها لتسألها بتشكيك
هو أنت هترجعيها بجددي شكلها غالي قوي
على عجالة نطقت بتأكيد
وللسبب
ده بالذات لازم ترجع
واسترسلت بنبرة جادة
انا مستغربة هو إزاي يجيب لي هدية غالية بالشكل ده وهو ميعرفنيش أصلا
مش يمكن بيحاول يتعرف قالتها بابتسامة خبيثة لترمقها الاخرى بتحذيرا وهي تنظر للصغير لتجده ممسكا وسارحا بتفاصيله المتقنة بعدما أفلت حاله من فوق ساقيها وتوجه صوب الصندوق لتسأله هي بابتسامة
عجبك يا چو
وضعه بداخل الصندوق وتوجه صوبها من جديد وهو يقول بوجه كاشر
مش بحب شرشبيل لأنه شرير وبيحارب السنافر
اعمل لك حاجة تشربيها معايا
ياريت فنجان قهوة
أومأت وانسحبت للمطبخ لتنظر هي لصغيرها وباتت تدغدغه بأناملها في بطنه مما جعل صوت قهقهاته
تعلو وتصدح بالمكان لتجلجل أركانه تحت ابتهاج روحها
اللي واخد عقل سيادة المستشار
يتهنى به قالتها عصمت بمزاح ليرفع حاجبه متعجبا وهو يتحدث لوالداه
ده إيه الروقان ده كله الباشا الكبير والدكتورة بنفسهم بيقسموا عليا
تعالت ضحكات الجميع ليقول ماجد
على فكرة يا سيادة المستشارإنت فيك حاجة متغيرة النهاردة
هب واقفا ليقول وهو يستعد للخروج إلى الحديقة
ده الكل مركز معايا بقى أنا احسن حاجة أطلع أتمشى شوية في الجنينة
خلي بالكإنت كل مرة تتزنق فيها ومتعرفش تجاوب تهرب قالتها فريال ليرمقها باستغراب قائلا
كلي سناكس يا فيري
هزت رأسها وهي تمط شفتاها لإغاظته ليضحك على شقيقته المشاكسة وينسحب للخارجتحرك إلى أن وصل للحديقة الخلفية وأخرج هاتفة وقبل أن يطلب رقمها لغى خاصية عدم ظهور الرقم ليظهر على شاشة تلك التي كانت تتوسط فراشها وهي تقرأ كتابا بيدها عن تعديل السلوك الإنسانيلتنتبه على صوت الهاتف وما أن نظرت إلى الشاشة وجدتها مزينة بحروف إسمهفؤاد علام زين الدينفقد ظهر إسمه عن طريق برنامج ال TrueCaller لتبتسم تلقائيا وتضغط زر الإجابة لتقول بصوت هاديء كنسيم البحر
تنازل كبير من سيادة المستشار إنه يمنحني شرف ظهور رقمه على تليفوني
قابل كلماتها المشاكسة بقهقهة تفيض منها الرجولة لتداعب الفراشات معدتها على الفور مع إرتعاشة لذيذة سرت ليتوقف عن قهقهاته ويقول بكبرياء مصطنع
دخلت التاريخ علشان رقم تليفونك ظهر عندي!
بثقة عالية أجابها
آه طبعاإنت عارفة الرقم اللي سيادتك مستهونة بيه ده كام حد في مصر يتمنى يعرفه!
ضحكت بسعادة ليتنهد بعمق ثم زفر بهدوء ليتحكم بحاله بعدما اذابته برقة ضحكتهاتحمحم ليسألها بترقب
فتحتي الهدية
وقبل أن تجيبه شاكسها مسترسلا
أظن أديتك وقت كفايةكده ملكيش حجة
وإيه رأيك سألها مترقبا لتجيبه بصوت مبتسم
لذيذ
شرشبيل
طب كويس إن شرشبيل باشا نال الرضاطب ده بالنسبة لشرشبيلإيه أخبار الهدية التانية معاك
بهدوء ورزانة اجابته
أنا قولت لك من قبل ما اشوفها إنها اكيد هتعجبنيوبالمناسبة حابة أهنيك على ذوقك المميز
ليجيبها سريعا
لسة ما اتفقناشإحنا قولنا نشوف الهدية الأول وبعدها هنحكم
قالها بصوت حنون وكأنه يترجاها مما جعلها تبتلع ريقها تأثرا وتجيبه بنبرة حاسمة خرجت مرتبكة بعض الشيء
أنا بالنسبة لي حسمت قراري من وقتها وبلغتك بيه
واسترسلت بصوت راجي أثاره
أرجوك ما
تضغطش عليا
انتعش داخله ولم يدري بما تفعل به نبرات صوتها الناعمة كل ما يعلمه أنه يشعر بحالة من الإنجذاب القوي لكل ما بتلك المبهرةنبرات صوتها بكل حالاتهجديتهانعومتهاحتى بثورتها تثوره وتجعله يريد الوقوف أمام
طلتها ساعات وساعاتتجذبه نظرات عينيها المتنوعة ما بين خجلة وسعيدة وحزينة وحتى الغاضبة منها طلتها جمالها الساحر برغم هدوئه وبرغم عدم
مقدرش أضغط عليك يا إيثارأنا لما فكرت في الهدية كان علشان أسعدك بيها وكانت بمثابة إعتذار مني
كلامك ليا قدام الباشمهندس وعيلته كان كفيل يمسح أي حزن حضرتك إتسببت لي فيه قالتها بكثيرا من الصدق والعرفان جعل قلبه يرتجف فابتسم قائلا بعدما انتوى على ان يشاكسها
على فكرةمفيش داعي كل شوية حضرتك وجنابك والكلام الكبير دهإحنا بنتكلم الوقت ك
لا طبعا مينفعش
ليه مينفعش نطقها بهدوء لتجيبه بجدية
علشان حضرتك ليك وضعك ومركزك
طب ماحضرتك بردوا ليك وضعك ومركزك الكبير قوي في عنيا وإلى هنا وكفا فقد إنصهرت مشاعر الفتاة وذابت روحها وانتهى الأمرفكلمات ذاك الماكر قد أصابت هدفها واخترقت كيان تلك التي كانت تدعي الصمود لتكتشف أنه مجرد صورة واهية إنهارت أمام كلمات ذاك الساحراتخذت من الصمت ملاذا فمن أين تأتي بكلمات وإذا وجدتها كيف تخرجها وقد إندثر صوتها تحت ما خلفه دمار كلماتهابتسم واسترسل ليخرجها من تلك الحالة التي أدخلها بها
تعرفي إن إسمك حلو قوي ومميز
واستطرد بما نهى عليها
زي كل
حاجة فيك
بصعوبة أخرجت صوتها المرتعش والذي دل على حالتها لتقول
هتكلم أقول إيه
أي حاجة منك هتبقى حلوة وحلوة قوي كمان قالها بصوت ناعم أقرب لهائم لتبتلع لعابها وهي تقول متهربة
أنا مضطرة أقفل علشان أروح أطمن على يوسف
نطقها بهيام ارتجف على اثره ج سدها ليسترسل مذكرا إياها بجدية
آه متنسيش ميعادنا بكرةالساعة خمسة مناسب ليك
نطقت بصوت مازال متأثرا
مناسب جدا
إتفقناتصبحي على خير نطقها بصوت ناعم لترد بهدوء
وحضرتك من اهله
إمممممممإحنا قولنا إيه
إبتسمت لتجيبه
وإنت من أهله
خليك كده دايمالقد خلقت السعادة من أجل إزدهار روحك وإنارت وجهك مابالك أنت بالحزن يا فتاة
شعورا هائلا بالسعادة إحتل مدينتها لتجيبه بصوت يفيض
فرحا
يظهر إن الباشا ليه في الشعر كمان
أنا ليا في كل حاجة محتاج بس اللي يكتشفني قالها بمشاكسة لتبتسم قائلة بهدوء
بعد إذنك
أغلقت سريعا لتأخذ نفسا بعمق وكأنها كانت تكظم أنفاسهابلا وعي ضمت الهاتف إلى صدرها لتغمض عينيها وهي تطلق تنهيدات عميقةشعورا حلوا ولأول مرة تصل إليه وتتعايش داخله تيقنت أنها لم تكن أكثر من ردة فعل على مشاعره الفياضة تجاههالقد احبت حبه لها وأثارها
أما ذاك الماكر الذي تبسم بارتياح بعدما رفضت وبشدة هديته القيمة والتي أختارها بعناية فائقة بحيث تسحر من تراها ومن الوهلة الأولى تتمناها ويصعب على أي أنثى رفضها لكنها مقابل كل هذا الإغراء رفضتها لتريح قلب ذاك المجروح الذي طعن بظهره على يد من سلمها حياته وكان يغفو بجانبها مطمأنا لذا سيكون حذذرا إلى أبعد الحدود مع تلك ال إيثار وخصوصا بعدما استمع إليه من صديقه وكيل النائب العام بشأن أقوال والد طليقها عن إبتزازها لنجله واستغلال الصغير من أجل الحصول على المال مقابل رؤيتهسيضع جميع الإحتمالات ولم ولن يعطي الأمان بسهولةوضع يديه بداخل بنطاله القطني ليفرد قامته لأعلى وبدأ يتنفس
صباحا
داخل منزل أيمن الاباصيريوبالتحديد بغرفة الطعام كانوا يصطفون حول المائدة يتناولون وجبة فطارهم الصباحيلتقول لارا بنبرة هادئة
بابيكنت عاوزة أروح أقعد مع إيثار شوية بالليليوسف وحشني قوي ونفسي أشوفه
روحي يا قلبيخلي السواق يوصلك الساعة ثمانيةوإن شاء الله في الويك إند هنعزمها هي ويوسف وعزة ييجوا يقضوه معاناوممكن نعمل باربكيو
إبقي إسأليها على رأيها في الفستان يا لاراأصلها مكلمتنيش وقالت لي رأيها فيهوخاېفة يكون
ذوق مين ده اللي ميعجبهاشأنا مراتي ذوقها يعجب الباشا
اتسعت ابتسامتها لترد بسعادة
ميرسي يا حبيبي
أجابها أيمن بهدوء
أكيد إنشغلت لأن كان عندنا شغل كتير متأخر وكان فيه إجتماع مهم جدا إمبارح هتكلمك النهاردة أكيد
عادي يا اونكل براحتهاأنا بس إستغربت لأن أي هدية بجيبها لها بتكلمني بعدها على طول وتشكرني قالتها بهدوء ليقف ايمن بعدما جفف فمه بالمحرمة الورقية وهو يقول
أنا ماشي عاوزة حاجة يا حبيبتي
ميرسي يا حبيبي نطقتها نيللي براحة ليقف أحمد وهو يقول
أنا
كمان لازم أتحرك حالا علشان عندي عملية بدري
هبت سالي من مقعدها لتجاور زوجها الوقوف قائلة باهتمام
هوصلك يا حبيبي
قاطعتها نيللي بهدوء
إقعدي يا سالي علشان عاوزة أخد رأيك في حاجة مهمة
واستطردت بعدما وجدت منها نظرات متعجبة
أحمد خارج مع بباه فمفيش داعي توصليه
قبل أحمد جبهة زوجته ليتحرك بجانب ابيه تحت تعجب سالي لتقف لارا قائلة
أنا هروح أبلغ إيثار في التليفون إني هزورهاوكمان اختار من على أمازون كام هدية ليوسف علشان يلحقوا يوصلوا
ابتسمت لها نيللي لتنسحب الفتاة منطلقة للأعلى لتتطلع نيللي لتلك التي مازالت متسمرة بوقفتها لتشير لها وهي تقول باستغراب
ماتقعدي يا سالي
جلست لتسألها بارتياب
خير يا طنط
نظرت لها بحزم لتتحدث بصوت صارم وكأنها تحولت
لأخرى
ياريت اللي حصل في دار الأوبرا أول إمبارح ما يتكررش تاني لانه لو إتكرر هزعل منك وانا زعلي وحش
وإنت
لسة مجربتيهوش واتمنى إنك متجربهوش أبدا
قطبت جبينها متعجبة لهجة نيللي الحادة والتي تراها لأول مرة لتسألها بتوجس
حضرتك تقصدي إيه أنا مش فاهمة حاجة وإيه اللي أنا عملته زعلك مني بالشكل ده!
رفعت رأسها لتتحدث بكبرياء وتعالي
غلطة كبيرة
قوي منك إنك تعرضي بنت أيمن الاباصيري على المستشار فؤاد علام
ابتلعت لعابها وانتابتها حالة من الخجل من حدة نيللي لتقول بدفاع عن حالها
أنا مقصدتش خالص من تصرفي المعنى اللي وصل لحضرتك يا طنط
كلامك ملوش تفسير عندي غير كده يا سالي أنا كنت في منتهى الحرج الراجل يقول علينا إيه قالتها بنبرة غاضبة لتسترسل بتنبيه
ثم أنت ناسية الحالة النفسية اللي لارا بتمر بيها
وإلى هنا قررت مصارحتها لتقول مبررة تفكيرها
بصراحة يا طنط انا مش هكذب عليك أنا فعلا فكرت إننا ممكن نقربهم من بعض علشان لارا تحاول تخرج من اللي هي فيه
واسترسلت وهي تهز كتفها
وبعدين أنا شيفاه مناسب جدا ليهاوكمان هيبقى إضافة لإسم عمو في السوق
هتفت بحدة واعتراض
إسم أيمن الأباصيري مش محتاج حد يسنده ده أولاثانيا لارا لازم اللي يختارها يكون بإرادته ويتعب علشان نوافق عليه كمان مش إحنا اللي نرمي بنتنا ونعرضها عليه بالشكل المهين اللي عملتيه ده
واستطردت بنبرة جادة
وبعدين مناسب ل لارا من أي إتجاه ده عمره ضعف عمرها واصلا تلاقيه متجوز
بلهفة أجابتها بنفي
لا مش متجوز أنا شفت إيديه الإتنين مفهومش دبلة
قالت نيللي بنبرة حاسمة
إنسي الموضوع ده خالص وخرجيه من دماغك يا سالي وإوعي تفتحيه قدام لاراالبنت مش ناقصة إنتكاسات في حياتها كفاية اللي حصل لها من الزفت اللي إسمه بسام
أنا شايفة إن عامل السن مش مهم وخصوصا إنه مش باين عليه خالص بالعكس ده غير وضع عيلته ومنصب بباه الكبير وكمان ثروتهم قالتها بمحاولة لإقناع الاخرى لتستطرد بانبهار
ده أنا لما سألت عنهم لقيت ثروتهم كبيرة جدا يعتبر من أكبر أثرياء البلد
رفعت كفها لتخبرها بما لاحظته بخبرة إكتسبتها عبر سنوات عمرها
الطويلة
طب ريحي نفسك وبطلي تدعبسي وراه لأن الراجل عقله مشغول وشكله كده بيفكر يرتبط
فتحت فاهها لتسألها بفضول
يرتبط حضرتك عرفتي منين
اجابتها بذكاء
مهو لو سيادتك ركزتي شوية كنتي عرفتي إنه مهتم ب إيثار ومعجب بيها
فتحت عينيها باتساع وفغر فاهها لتقول بذهول
نعم حضرتك بتقولي إيه يا طنط فؤاد علام هيبص لواحدة زي إيثار!
نطقتها باستنكار لتجيبها الاخرى باستغراب
ومالها إيثار! إيه اللي ناقصها علشان واحد زي فؤاد يفكر فيه
على عجالة تراجعت لعلمها محبة تلك المرأة لهذه الفتاة وما تكنه لها من غلاوة
ملهاشولعلم حضرتك أنا بحب إيثار جدا وبحترم كفاحهاأنا حتى جبت لها هدية عيد ميلادها فستان من نفس الأتيليه اللي بشترى منه لنفسي
واستطردت بأيضاح
بس ده إبن علام زين الدين بجلالة قدره والإسم لوحده يخض واكيد يوم ما يفكر يختار هيختار إسم عيلة يناسب عيلته قبل أي حاجة تانية
وضعت نيللي كفها فوق فكها وهي تقول بدهاء
وتفسري بإيه وقوف إبن علام زين الدين بجلالة قدره وهو واقف قدامنا كلنا وبيعتذر ل إيثار
زاغت عينيها لتقول وهي تمط بلامبالاة
عادي إنسان محترم وشكله غلط في حقها وإعتذر لها الموضوع بسيط ومش محتاج يتفسر بطريقة تانية
ابتسمت نيللي لتسألها من جديد
طب ونظرات الإشتياق اللي كانت بتنط من عنيه وهو بيبص عليها دي
عنيه كانت بتمر على كل ملامح وشها وكأنه بيصورها علشان يحتفظ بيها ذكري في دماغه
باذبهلال نطقت
معقولة يكون كلامك صح!
واسترسلت ببعضا من الكبرياء
ده يبقى الزمن جاب أخره على رأي مامي
قالتها بشرود لتتطلع سريعا إلى نيللي وهي تسألها بتمعن لردها
طب تفتكري لو كلامك صح واحد زي
علام زين الدين هيوافق بالمهزلة دي
ده شيء ميخصناش اللي يخصنا قولتهولك وياريت دي تكون أخر مرة نتكلم في الموضوع ده بنتي خط أحمر بالنسبة لك يا سالي قالتها بلهجة حادة شبه ټهديدية لترد الأخرى بخجل
اوك يا طنط اوعدك
وقفت أمام خزانة ملابسها كي تنتقي ثوبا يليق برؤياهفمنذ مكالمة الأمس وقد تغيرت لتصبح أكثر إهتماما بحالهاابتسمت بحياء حين وقعت عينينها على ثوبا رقيقا باللون النبيذي يختلف عن سابقهتذكرت كلماته الجريئة عندما أخبرها عن طلتها الهائلة وبأن هذا اللون يليق بها وعليها الإكثار من إرتدائهوضعت يدها تتلمس هذا الثوب وبعد قليل كانت ترتديه وتقف أمام مرأتها تتطلع على الثوب برضا كاملفقد كان مفصلا بأناقة من الأعلى حيث ياقته العريضة والمصنوعة بدقة مرور بتجسيم خصره المحاط بحزاما باللون الأسود تتوسطه حلقة مرصعة بحبات من اللون الأسود لينتهي بذيل واسع ليعطيها مظهرا خاطف لفت حجابا باللون البيچ ليضفي لمسة أنوثة جذابة على مظهرها ابتسمت وخرجت من غرفتها ممسكة بحقيبة صغيرة وضعت داخلها علبة الإسوارة لتشهق عزة من جمالها اللافت وهي تقول
بسم الله ماشاء اللهشوفتيكنتي مخبية الجمال ده كله تحت بدلة الرجالة اللي لازقة لي فيها
وبعدين معاك يا عزة نطقتها بجدية وهي تزوغ بعينيها متهربة من تفحص الاخرى لها لتأخذ صغيرها وتهرول للخارج دون أن تتناول فطارها لتنأى من محاصرة عزة لها
ظهرا
بمنزل نصر البنهاوي
الجميع يجتمع على الطاولة
الممتدة بطول الغرفة بأكملها كي تكفي هذا العدد المهول من الابناء والاحفاد هتفت إبنة طلعت الصغيرة وهي تسأل جدها ببراءة
هو يوسف هييجي يوم الخميس يا جدي
استشاط داخله حينما ذكرته الصغيرة بما فعلته إبنة غانم التي أصبح ما
يبغض أحدا بقدر ما يحمل لها من ضغينة داخل قلبه المليء بالشړ ليهتف من بين أسنانه متوعدا بشړ ظهر بعينيه
واستطرد وهو ينظر لعين الصغيرة
وأمه هتبقى خدامة للكل مرمطون البيت للصغير فيه قبل الكبير
تبسمت پشماتة وهي تستمع لما يطرب أذنيها ويبرد ڼار قلبها الشاعلة تجاه تلك الإيثار فبرغم انها حصلت على مرادها وتزوجت من عمرو بل وتخلصت من إيثار إلى الأبد إلا انها مازالت عالقة بذهن ذاك المعتوه بعشقها وتقف حائلا بينها وبين سعادتها من جميع الجهاتفبرغم ثروة عمرو التي كونها إلا أنه لا يعطيها المال إلا للضرورة القصوى كنوعا من العقاپ لها كي لا تتنعم وهي التي منعت حبيبته بالتنعم بماله وعزهوأكثر ما جعلها تحقد عليها هو وقوفها حائلا بينها وبين الطفل التي تتمناه كي تتملك به وتقف على أرض صلبة في هذا المنزل الذي يحبذ جميع من به الذكور ويفضلوهم على الإناث والثالث وهذا الاضعف لديها وهو عزوف عمرو عن الوقوع بعشقها كما فعل مع الاخرى
لتفيق من سعادتها على صوت مروة الشامت وهي تقول بابتسامة لإغاظتها أثناء تطلعها عليها
برغم كلمات والده التي أوقدت
بقلبه ڼارا مستعرة غيرة على المرأة التي لم يعشق غيرها بحياته إلا أن كلمات مروة نزلت على قلبه ك قطرات من ندى الصباح على الزهور بينما أشعلت النيران بقلب الأخرى حين
هترجع في نفس اليوم اللي هتظهر فيه النتيجة واخد الكرسي نصر البنهاوي مبيقولش كلمة إلا لما يكون متأكد منها
رمقته إجلال بابتسامة ساخرة منه ليتحدث حسين لتهدأت الأوضاع قائلا بصوت يتغلب عليه العقل
خلينا نتفاهم معاها بالعقل يا حاج في النهاية هي أم إبننا ومش عاوزين نخسره خليني اروح لحد عندها اكلمها وأشوف إيه اللي مزعلها
برعونة هتف ذاك الأبله متناسيا أمر والده ليقول
إحمرت عيني سمية المستعيرة لتهتف بنبرة ساخطة
وإنت إيه اللي بيوديك عند
العقربة دي تاني
لتخرسها لهجة إجلال الغاضبة حيث صاحت وهي ترمقها بنظرات ساخطة
إنت إتجننتي يا بت شكلك نسيتي نفسك وأصلك الواطي وقاعدة تتكلمي وعملالي فيها ست وفين على سفرة ستهم قالت كلماتها الأخيرة وهي تدق الطاولة بكفها لتهز ما عليها من صحون مما أحدث ضجيجا أرعب الجميع لتبتلع الاخرى ريقها بړعب لينقذها صياح نصر الذي هتف ناهرا نجله
هي اللي إتجننت بردوا ولا البقف إبنك اللي ناوي على مۏتي بجلطة
ليسترسل بتوبيخ
إنت إيه اللي وداك عندها تاني يا بني أدم مكفكش اللي حصل المرة اللي فاتت!
ولا ناسي إن بنت غانم عاملة لك محضر بعدم التعرض يا بيه
ليستطرد صارخا بندب
أنا عارف إن خروجي من المجلس ونهايتي هتكون على أديك
ليكمل على حديثه طلعت الذي استغل الوضع ليثور ويوبخ مدلل أمه
هو أنت يا ابني ما بتتعلمش ده انت اتحبست وكلت علقة مۏت على إيد شوية بلطجية مايساووش وبرده محرمتش
هتف نصر متسائلا باستفهام
وروحت لها ليه يا خلفة الشوم!
روحت علشان أحاول اتفاهم مع إيثار علشان تخليني أشوف إبني بالنظام اللي ماشيين بيه يا
لا عشت ولا بقيت لو بنت غانم إتحكمت فيك وحرمتك من يوسف
أدارت وجهها لنصر لترمقه بڼار مستعرة ستحرق الأخضر واليابس
ولو سيادة النايب مش عارف يتصرف أنا اللي هتصرف وهجيب لك إبنك في وهرجع لك بنت منيرة زاحفة وأرميها لك تحت رجليك
ابتسم ساخرا ليقول بتهكم
روحي هاتيها للمحروس علشان تبردي ڼار قلبه وتولعي فينا كلنا
أمال عاوزني أشوف بنت منيرة قاعدة تبيع وتشتري فينا وأعمل زيك واقف أتفرج
لو على بنت منيرة كنت فعصتها تحت جذمتي هي وعيلتها كلها بس الخۏف من الشوشرة اللي هيعملوها الكبرات اللي البت بتتحامي فيهم قال كلماته بإبانة ليسترسل بحدة
والكلام ده قولته قبل كده ييجي خمسين مرة كبري دماغك بقي وإهدي لحد ما اظبط دنيتي
إنتهت من ساعات الدوام الرسمية لتلج إلى الحمام الخاص بها داخل العمل واعادت ظبط حجابها والتأكد من كامل هيأتها وبعد مدة كانت تستقل سيارتها متجهة للعنوان الذي اتفق معها على أن يلتقيا أمامهنظرت على الحقيبة الموضوعة بالمقعد
المجاور وابتسمت لتعود بنظرها لمتابعة الطريقإنتابها بعض الإرتياب والتلبك حين شارفت على الوصول للمكان لكنها تنفست بعمق لطرد ذاك الشعور السلبي كي تقوي حالها بتلك الكلمات
ما بك إيثار لما كل هذا الإرتيابالامر بسيط ولا يحتاج لكل هذا التعقيدستلتقين به وتسلمينه هديته وأنتهى الامر إهدأي يا فتاة
بالكاد انتهت من حديثها مع النفسلتجد نفسها أمام المكانصفت سيارتها وحملت حقيبة الهدية وما أن ترجلت حتى تفاجأت به يترجل من سيارته الفخمة ويغلق بابهاوما أن اعتدل لينظر عليها حتى تسمر كلاهما
هي تسمرت بوقوفها وباتت تتطلع على هيأته الرجولية بأنفاس متقطعة فقد كان وسيما
للغاية ببذلته ونظارته الشمسية التي ضاعفت وسامته
سابقا بأنه عشقه عليهاإذا فقد إرتدته خصيصا لأجل إرضائه هكذا
حدثته نفسه ليشعر بتفاخر
نطقها بمشاكسة لتبتسم وتجيبه بمراوغة
بيقولوا
ابتسم ونظر لها كالمسحور ليبتلع لعابه وهو ينطق بكلمات أشعلت كامل حواسها
إنت حلوة قوي النهاردة
ده ميمنعش إنك حلوة على طول بس النهاردة جمالك زايدمميز شويتين
تطلعت إليه لتقول
بإبتسامة
متشكرة
واستطردت وهي تناوله هديته قائلة باحترام
ميرسي بجد على ذوقك وأسفة مرة تانية
مش هتراجعي نفسك قالها برجاء مفتعل ليتابع
ده أنا منقيها على ذوقي وأول ما شفتها حسيت إنها إتعملت لك مخصوص
تطلعت بعينيه وهي تقول بلوم ممتزج برجاء
ابتسم ليمد يده متناولا منها الهدية وهو يقول
لا وعلى إيه
تنهدت لتقول بنبرة تحمل الكثير من الإمتنان والإحترام
متشكرة بجد على اللفتة الجميلة وارجو إنك تكون مقدر موقفي
اخذ نفسا عميقا ليقول اسفا
إنك
تكوني مرتاحة
هتفت بنبرة حماسية
قبل ما انسىأنا احتفظت بشرشبيل
كنت متأكد قالها بابتسامة جذابة
تأسفت بعينيها مرة أخرى ليسود الصمت لعدة ثواني لتقطعة قائلة
طيب بعد إذنك وفرصة سعيدة
انتفض حين وجدها تستعد للرحيل لينطق سريعا وهو يشير إلى الكافية
خلينا نشرب فنجانين قهوة مع بعض
مالت برأسها للجانب الأيمن وقبل أن تعترض باغتها بعينية المترجية
يعني مش كفاية رجعتي لي الهديةكمان هتكسفيني وترفضي عزومتي على فنجان قهوة
تطلعت إليه بكثيرا من الحيرة والتردد ليسترسل مستغلا ترددها
علشان خاطري
قالها بعينين تفيض من الحنان والهيام ما جعلها تهز رأسها بطاعة عمياء وكأنها منساقة اشتدت سعادته ليقترب من سيارته ليضع بداخلها الهدية ويستقيم مشيرا لها لتتقدمه وصلا للداخل وقادهما المسؤل عن تنظيم المكان لطاولتهما فاقترب على المقعد وقام بسحبه لها في حركة
أتى إليهما النادل ليسألهما فاختارت قهوة ليسألها هو باهتمام
تاخدي حاجة حلوة مع القهوة
لا متشكرة نطقتها بتوتر ليسألها باهتمام
أنا هاخد قهوتي مع قطعة تشيز كيك بطعم التوتإيه رأيك أطلب لك معايا
قالها بنبرة حنون لتهز رأسها بإيجاب سريع أظهر كم إرتباكها ليملي هو على النادل قائمة
إبتسمت بخجل دون أن تجيبه ليسترسل بمداعبة
قولت لك قبل كده أنا إن النبيتي حلو عليك
ملامحها ليضحك وهو يسألها
مالك إهدي شوية
تلفتت من حولها وهي تقول
دي أول مرة أقعد فيها مع حد لوحدنا وخاېفة حد يشوفني
هو أنت دايما خاېفة كده قالها باستغراب لتأخذ نفسا بعمق يدل على مدى ما بداخل قلبها وهي تقول بتأثر
تبسم ليقول بعينين تلتمعان بمزيجا من الإعجاب والإنبهار
تعرفي إن يوسف محظوظ قوي عنده أم قلبها مليان بحبه
أنا اللي محظوظة بيهيوسف ده أحلا حاجة حصلت لي في حياتيألطف ولد ممكن تشوفه قالت كلماتها بعينين سعيدتين لتسترسل سريعا
مبقولش كده علشان هو إبني على فكرة
جاء النادل وأنزل ما بيده ليبدأ بتناول الحلوى مع إرتشافهما للقهوة ذات المذاق الممتع
إبتسم سعيدا بالحديث معها ليباغتها بسؤاله المتشوق لمعرفة المزيد عن تفاصيل حياتها
هو إنت منفصلة بالسكن عن أهلك ليه
امتعضت ملامحها ليشعر بها سريعا ويقول مفسرا سبب سؤاله
أصل لاحظت
وانا بكلمك فون إن دايما يوسف هو اللي حواليك والمربية بتاعته
ضيق عينيه ليسترسل متسائلا كي يشتت تركيزها ليبعدها عن سؤاله بعدما تيقن من عدم إرتياحها لدخوله بتلك المنطقة
إسمها عزة صح
ابتسمت لتذكره وهي تسأله بسعادة
أي تفصيلة تخصك مهما كانت صغيرة بتتحفر في عقلي
هامت عينيها بنظراته لتنزل كلماته على قلبها ك غيث هطل على أرض تشققت من جراء الجفاف الملازم لها منذ سنوات لترتوي وتنهي عطش السنين لتشق الزهور طريقها وتخرج ومن جديد تزدهرتمادى بكلماته الساحرة حيث أخبرها بأكثر جرأة
تعرفي إن عيونك حلوين قوي
خجلت كثيرا ليقول مسترسلا بنبرة متأثرة بسحرها
ليهم سحر بيجذبني وكل ما أدقق النظر فيهم بحس إني عاوز أتعمق وأسيب نفسي أغرق فيهم أكتر وأكتر
مجاملة لطيفة منك قالتها بهدوء ليقاطعها مذكرا إياها
قولت لك قبل كده مليش في المجاملات ولا بحبها
فؤاد علام لسانه مبينطقش غير باللي بيحسه نطقها بقوة لتسأله بجراءة كي تستشف من عينيه ماذا يريد منها
وإيه بقى اللي حاسه فؤاد علام!
تنهدت لتبتسم له وهي تقول بعدما عقدت النية على العودة إلى أرض الواقع من جديد فليس للأحلام مكانا بدنياها المظلمة
أنا فعلا سرحت بس رجعت تاني للواقع أصلي مبحبش الأحلام
نطقتها بلامبالاة لتسترسل بقوة وذات مغزى
أصلها بتعيشك حالة حلوة قوي لحد ما تصدق نفسك وتفرح وتبني قصور في الهواوبعدها تصحى على كابوس عمرك اللي بيفضل مكمل معاك وطابق على نفسك ويا تخلص منه يا يخلص هو عليك
تعمق بعينيها ليقول بثقة وقوة
معايا الأحلام بتتحول لحقيقةالكوابيس ملهاش وجود في حياتي
تطلعت عليه لتسأله بحيرة
إنت
عاوز مني إيه بالظبط
أجابها بصلابة متعمقا بعينيها كي يصل لأعماقها
عاوز أوصل لأحلامك علشان أحققها لك وأخليك تعيشي معايا فيها على أرض واقعنا
خلي كل حاجة لوقتهابلاش نتسرع ونتخطى خطوات كبيرةالمتعة الحقيقية دايما بتكون في الرحلة مش في الوصول
لتهز رأسها بإيجاب بعدما وصلها معزى كلماته
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل السادس عشر
أنا لها شمس بقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
عادت من موعدها بقلب يهيم عشقا وعقلا يجنب كل مخاوفه
لينقاد مستسلما لحكم الهوى ورغبة الفؤادتاركا زمام أموره لذاك القلب الذي فلت لجامعه وانطلق لعڼان السماء ليسبح ويمرح متغاضيا عن كل ما قد يؤرق عليه حياته ويفسد سعادتهولجت لداخل الحمام بعد أن قررت الحصول على قسطا من الإستجماماتجهت
نحو حوض الإستحمام حيث ملئته بالماء الدافىء وسكبت بداخله بعضا من سائل الصابون وبعض أوراق الزهور ومزيجا من بعض الزيوت العطرية لتغمر وتغمض عينيها لتدخل بحالة لذيذة من الإسترخاءكانت تتنفس بهدوء وبسمة حالمة لم تفارق وهي تسترجع مقابلتها معه بالكامل نظراته الساحرة التي جعلت منها أسيرة ناهيك عن كلماته الفاتنة التي استحوذ من خلالها على جميع حواسها وسحبها معه لعالمه المبهرظلت على وضعها لفترة طويلة حتى شعرت بالإسترخاء التام لتخرج مرتدية ثياب الحمام وتتجه نحو خزانة الملابس لتنتقي ثوبا هادئا وترتدية تحركت للمطبخ لتتأكد من أن عزة قامت بتجهيز الاصناف التي طلبتها منها لارا لحضور العشاء معهم
بعد قليل كانت تقوم بوضع الصحون الفارغة فوق الطاولة لتجهيزها لحين وصول تلك الجميلة
صدح رنين جرس الباب ليهرول الصغير إستعدادا لفتحه قبل أن تتبعه عزة التي استبقت خطواته لتنظر من فتحة الباب السحرية قبل أن تبتسم وتشرع بفتح الباب بعد ان إطمأنتابتسمت لارا لېصرخ الصغير باسمها وهو يهرول ليرتمي بداخل أحض انها مرددا إسمها بسعادة قابلتها هي بكثيرا من الحبور وهي تحمله وتلج به للداخل
وحشتني يا چو
إنت كمان وحشتيني كتير يا لارا نطقها ببرائة لتنظر للسائق الذي يحمل الكثير من حقائب الهدايا وهي تقول
إدي الشنط لعزة واستناني في العربية يا عم عيد
لتستطرد بعد تفكير
ولا اقول لك روح بيتك اتعشى مع أولادك ولما أخلص هتصل بيك
حاضر يا هانم نطقها الرجل بطاعة ليناول ما بيده إلى عزة التي وضعتهم فوق طاولة جانبية وانسحبت خلفه لكي تغلق الباب
خرجت إيثار للترحيب الحار بضيفتها الجميلة ليدخلا لغرفة الطعام مباشرة لتتطلع لارا للاطعمة المتواجدة فوق الطاولة وهي تقول بصوت حماسي
كل الاكل الحلو ده علشاني
وإحنا في ده اليوم اللي ست البنات تيجي تتعشى عندنا كلمات ترحيبية نطقتها عزة بسعادة لتكمل إيثار على حديثها
عملنا لك كل الأكل اللي بتحبيه يارب بس يعجبك
نطقت وهي تسحب المقعد لتجلس إستعدادا للبدأ بالطعام
أكيد يا قلبي هيعجبني ده كفاية إنه من صنع إديكي إنت وعزة
التف الجميع حول الطاولة وشرعوا بتناول الطعام لتهز لارا رأسها وتقول باستمتاع وهي مغمضة العينين ويبدوا على وجهها التلذذ بمذاق الطعام
يا جمال وطعامة ولذاذة الرقاق
هتفت عزة بإيضاح
ده عمايل إيثار دوقي بقى الفتة السوري وقولي لي رأيك فيها علشان أنا اللي عملاها
ابتسمت الفتاة لتجيبها بحديث لين لقلب رقيقا هين
أكيد روعة كل حاجة بتعمليها تجنن يا عزة
ربنا يكرمك يا بنت الأصول هتفت لارا بحماس وهي تنظر للصغير
أنا جبت لك هدايا تجنن هنلعب بيها مع بعض بعد العشا يا چو
اشتدت سعادة الصغير لتسترسل الفتاة وهي تنظر إلى عزة
وجبت لك إنت كمان هدية يا عزة يارب تعجبك
مغلبة نفسك ليه بس يا بنتي قالتها بعينين شاكرتين لتسترسل بامتنان وهي تتطلع إلى إيثار
دي إيثار الله يكرمها مش مخلياني محتاجة لحاجة
مطت شفتاها للأمام مدعية الحزن لتنطق بكلمات لائمة
طب هو أنا مش
زي إيثار ولا إيه يا ست عزة ولا هتخليني أزعل منك
ابتسمت لها وأجابتها بصدق
ربنا يعلم معزتك في قلبي
تابعوا تناول طعامهم وسط أحاديثا شيقة دارت بين الجميع بعد قليل انتقلوا إلى البهو جلست إيثار فوق الاريكة بينما تجلس الفتاة أرضا بجانب الصغير وهما يحاولان تركيب قطع القطار اللعبة ليصفقا معا بعدما نجحا بمهمتهما واشتغل القطار لتنتقل هي بجانب إيثار تاركة الصغير الذي تابع اللهو بالقطار
وضعت كف يدها تحتوي به خاصتها لتتحدث بامتنان
مش عارفة أشكرك إزاي يا لارا على اهتمامك بيوسف الولد بيحبك جدا وبيفرح قوي لما بيشوفك
أنا كمان ماتتصوريش سعادتي لما بقعد والعب معاه واسترسلت بضحكات ساخرة من حالها
أنا بحس إني رجعت بنت صغيرة لما بكون معاه
ابتسمت إيثار لتتحمحم الفتاة قائلة بعيون زائغة
عاوزة أحكي لك على حاجة حصلت
قولي يا قلبي تنهدت الفتاة لتقول بعينين حائرة وارتياب ظهر فوق ملامحها البريئة
وليد رجع يكلمني تاني وعاوزنا نرجع لبعضتخيلي يا إيثار بيقولي إنه مش قادر ينساني حتى بعد الكلام الصعب اللي قولته له اخر مرة
تنهدت براحة لتجيبها بنبرة عاقلة
وده يثبت كلامي عنه ونظرتي فيه وليد بيحبك بجد يا لارا اتحملك واتحمل عصبيتك وحالتك النفسية بعض مۏت بسام
صمتت لتسترسل بأسى
ده أنت اتهمتيه بإنه السبب في م وت بسام
بشعورا مؤلم تحدثت الفتاة بما يؤرق نفسها
أنا محتارة يا إيثار ومش عارفة اعمل إيهمكذبش عليكيمن ساعة ما كلمني وأنا فرحانة قوي وسعيدة إنه لسة مستنيني ومرتبطش لحد الوقت بس في نفس الوقت خاېفة شعور إن وجوده في حياتي وحبي ليه هو اللي جنن بسام وخلاه يتصرف بالطريقة دي مش بيفارقني خاېفة ارجع له وبعدين أفشل ومقدرش أتخلص من الاحساس بالذنب المشترك بينا بقت ل بسام خاېفة من الفشل يا
إيثار
زفرت إيثار لتجيبها بنبرة حاسمة
هرجع وأقول لك إنك لازم تروحي للدكتور النفسي وتتابعي معاه علشان تتخلصي من عقدة الذنب اللي ملازماكي طول الوقت واللي ملهاش اساس من الصحة أصلا
استدارت لتمسك كفيها وهي تقول بنبرة حنون
إنسي اللي حصل وحاولي تعيشي
حياتك مع الإنسان اللي بيحبك وشاريك
أخذت نفسا عميقا لتقول بعد حسم قرارها
خلاص يا أيثارأنا هخلي أحمد ياخد لي ميعاد مع الدكتور اللي عنده في المستشفى
باغتتها الاخرى بإصرار
وتكلمي وليد وتقولي له إنك موافقة ترجعي له بس بشرط يتقدم لك رسمي زي ما طلب منك قبل الحاډثة
ابتسمت بخجل ليهتف الصغير بسعادة
يلا يا
لارا علشان نلعب
ضحكت لارا لتهبط سريعا تنضم لذاك البرئ لتشاركه اللعب
باليوم التالي في تمام الساعة الثانية ظهراكانت مندمجة بالعمل على جهاز الحاسوب تنظر بتمعن شديد على شاشته من خلال نظارتها الطبية بينما تتحرك أناملها فوق لوحة الكتابة بسلاسة وطلاقةقطع إندماجها صوت رنين هاتفها الجوال لتتوقف وتنظر عليه وبلحظة اعتلت إبتسامتها ثغرها ليضيء وجهها تلقائيا حين وجدت نقش حروف اسمه التي زينت الشاشة لتحول من قلبها الهادئ لمتراقصخلعت عنها النظارة ثم أمسكت الهاتف لترد بصوت بذلت قصارى جهدها ليبدوا هادئ
ألو
هتصدقيني لو قولت لك إن دي أرق ألو سمعتها في كل حياتي نطقها بصوت يفيض رجولة لتبتسم قائلة بعدما أرادت مشاكسته
وبعدين معاك يا سيادة المستشاربالراحة عليا أنا مش قدك
بصوت صادق أجابها
ده سيادة المستشار هو اللي طلع غلبان ومش قدك
ليسترسل مخبرا إياها بملاطفة
بقى أنا افضل طول الليل سهران علشان طيف عيون سيادتك ملازمني ومش سايبني في حالي ولما بصعوبة أنام الساعة تلاتة الفجر ألاقيك جاية لي كمان في أحلامي
ابتسمت بسعادة ليتابع باستنكار مصطنع
لا واللي أفظع من كده إني ولأول مرة في حياتي من ساعة ما
اتعينت في النيابة أعمل مكالمة شخصية من مكتبيعلشان تتأكدي إنك قدرتي تسيطري على كل جوارح فؤاد علام وتخليه يكسر ويخالف ثوابت حياتهمش عارف هتوصليني معاك لحد فين
تنهد وبدأ بلف مقعده يمينا ويسارا باسترخاء ليتابع مستطردا بنبرة رجل يذوب عشقا
غيرتيني قوي يا إيثار غيرتيني لدرجة تخوف
بقي إيثار المسكينة عملت كل ده في فؤاد علام! نطقتها بدلال جعل من قلبه هائجا متوهجا ليرد عليها بمراوغة
والله ماحد طلع مسكين غير فؤاد علام
ابتسمت وتحمحمت قبل أن تقول باستئذان متهربة من كلماته التي تسحبها لعالم مليء بالحالمية وليس هذا بالمكان المناسب لتلك المحادثات
لو قولت لك إني مضطرة أقفل تزعل مني
مقدرش أزعل منك قالها بصوت حنون ليتابع مفسرا موقفه
أنا أسف بجد أنا كنت مكلمك علشان أشتكي لك من طيف عيونك اللي عڈبني معاه طول الليل وكنت مقرر أقفل بسرعة علشان معطلكيش عن شغلك
واستطرد بصوت متأثر
بس كعادتي معاكالكلام مبيخلصش وجملة بتجر جملة وموضوع بيجيب موضع وبنسى الوقت وياك
إيثار نطقها حين طال صمتها كي يطمئن عليها ولكنإين هي إيثار لقد ذابت الفتاة كقطعة شيكولاتة وقعت بكوب من الحليب الساخن لتنصهر وتذوب في الحالانتبهت فور نطقه لاسمها لتقول ببحة مؤثرة بصوتها
نعم
عنيك حلوة قوي قالها قاصدا وهو يبتسم بخبث بعدما تيقن من إنصهار مشاعرها من أثر كلماته الساحرة ليتابع مسترسلا بعدما قرر أن يرأف بحالتها
انا هقفل علشان تشوفي شغلك وهكلمك على الساعة عشرة بالليل
وافقته فأنهى المكالمة لتتنفس بعمق وباتت تتفقد حرارة وجنتيها التي توهجت جراء كلماته التي نقلتها لعڼان السماء
بينما وقف هو ليتحرك حتى وصل لنافذة مكتبه الزجاجية ووقف يتطلع للبعيد بعينين لامعتين بوميض الهوىانتشى داخله وبلحظة تعجب
وبات يلوم حالهكيف سمح لعقله الواعي بالإنجراف كالمغيب خلف مشاعره الهوجاءمازالت مخاوفه من تكرار الماضي تلاحقه برغم محاولاته بالمضي قدمابالنهاية قد وقع صريعا لعيناها لكنه سيوازن اموره بالتأكيد ولن يسمح لأخطاء الماضي بأن تتكرر
داخل الحديثة الخاصة بمنزل نصر البنهاوي
تتجاورتان سمية وياسمين الجلوس لتنطق الاولى بنبرة بائسة وقد اكتسى وجهها بالحزن واليأس
أنا تعبت يا ياسمين ومبقتش عارفة أعمل إيهكل يوم بيعدي وبيقربنا من الإنتخابات بحس إن روحي بتتسحب مني مصيري بقى متعلق بالإنتخابات ونهاية حياتي مع عمرو بتقرب
وعلى حين غرة التفتت إليها لتهتف بنبرة حاقدة
ده أصلا مش طايقني لا أنا ولا البنت لوحده تخيلي بقى لما اللي إسمها إيثار دي ترجع هيعمل فينا إيه ده الواد لما بييجي بينسيه الدنيا وما فيها أمال لما هي بنفسها تيجي هيعمل معاها إيه
تنهدت لتجيبها بما يطمئن قلبها
إوعي تكوني فاكرة إنها لما هترجع البيت هتتعامل زي قبل الطلاق إيثار قيامتها هتقوم بمجرد رجوعها للبيت ده تاني وحب عمرو وجنونه بيها مش هيشفع لها عند ستهم اللي خلاص حطيتها في دماغها وناوية تطلع القديم والجديد كله على چتتها
لتسترسل بشفقة ظهرت فوق ملامحها
طب تصدقي باللي خلقكرغم إن إبن إيثار بينغص عليا حياتي كل ما ييجي هناإلا إنها صعبانة عليا قويدي هتشوف أيام أسود من قرن الخروب وبكرة تقولي ياسمين قالت
رفعت كفيها وهي تنظر للسماء وتنطق بكلمات تقطر حقدا وغلا
إلهي ما تشوف غير الهم والحزن في حياتها إيثار بنت منيرةربنا
ينتقم منها بحق الظلم اللي شفته من جوزي أنا وبنتي بسببها
انتفضت كلتاهما على صوت مروة التي باغتتهما وهي تهتف من خلفهما
يخربيتك ولية بجحة عديمة الحياإنت مصدقة نفسك وعاملة فيها مظلومة يا عقربة بقى إيثار هي اللي ظلمتك يا عرة النس وان!
واسترسلت بنظرات
مذهولة
أمال لو مكناش قافشين ك مع جوزها وفي قلب فرشتهاصحيح
اللي اختشوا ماتوا
قالت كلماتها الأخيرة وهي ترمقها بازدراء لتهب الأخرى من مكانها هاتفة وهي تلوح بأصبع كفها بنظرات كارهة
تعرفي إيه أكتر حاجة حاړقة دمي يا مروة إني مش قادرة أمد إيدي عليك علشان ستهم مش هتسكتلولا كده كنت جبتك من شعرك وحطيتك تحت رجليا وعرفتك مقامك صح
لو بنت رجالة بصحيح إعمليهاومش هقول لك ستهم هتعمل فيك إيه لا نطقت كلماتها باستفزاز لتسترسل بكبرياء بعدما رفعت قامتها لأعلى
أهلي هما اللي هيمحوك إنت والعرة أبوك اللي عرف بفض يحة بنته واتكتم علشان فلوس ونفوذ نصر البنهاوي ولا إنت نسيتي أنا بنت مين وإن عيلتي تاني أكبر عيلة في البلد بعد البنهاوية
ارتسمت ابتسامة ساخرة فوق ثغرها لتسترسل بإهانة
ولا أنت فاكرة الناس كلها واقعة وملهاش أصل زيك
وصل داخلها لحد الاشتعال لتهرول مسرعة للداخل لعدم وجود كلمات تجابه بها تلك التي انطلقت بوجهها كمدفعية ألقت بقذائفها القوية بوجهها أطلقت ياسمين ضحكة عالية لتنطق باستحسان وهي تنظر لتلك الواقفة تتطلع على تلك البغيضة وهي تهرب للداخل بابتسامة نصر
جدعة يا بت يا مروة نسفتي جبهتها وجبتيها الارض
الټفت لها لترمقها بنظرات قوية وهي تهتف پغضب
ولما أنت شمتانة فيها كده قاعدة تسمعي لها وتشجعيها على كلامها الفارغ ده ليه!
تحركت لتجلس بجوارها لتتحدث الأخرى وهي ترفع كتفيها بلامبالاة
يعني هقولها إيه إديها بترغي وانا بسمع وبعدين انا لا بطيقها ولا بطيق اللي اسمها إيثار كفاية عليا إبنها اللي كل زيارة يقلب جوزي وحماتي علياوكأنه بمجيته بيفكرهم إني مخلفتش الولد
وهي إيثار وابنها ذنبهم إيه علشان تحاسبيهم بجهل دماغ جوزك وحماتك قالت كلماتها الصادقة لتسترسل بسخط
وبعدين سيبك من إيثار إنت إزاي أصلا تقعدي مع واحدة خاطية زي ديدي واحدة خانت اعز صاحبة ليها يعني ملهاش أمان والله بستغربك قوي يا ياسمين
لاحت الاخرى بكفها بلامبالاة وهي تقول
سيبك من الكلام ده شكل الدنيا هتولع في البيت بعد الانتخابات ومحدش عارف إيه اللي هيحصل
ربنا يسترها يا ياسمينبس شكل اللي جاي مفهوش خير لحد أبدا نطقت كلماتها بتأثر خوفا على تلك ال إيثار
ذهبت إلى مدرسة صغيرها كي تجلبه بعدما اخبرتها المشرفة بأن السيارة الخاصة بنقل الاطفال ذهبت إلى الصيانة فاضطرت للاستئذان مبكرا من عملها والذهاب إلى المدرسة وما أن ترجلت فوجئت بوجود ذاك ال عمرو الذي اتفق مسبقا مع المشرفة لتقول هكذا ل إيثار بعد أن أعطاها مبلغا كبيرا من المال لم تستطع رفضهزفرت بضيق وتحركت باتجاه بوابة المدرسة ليقترب منها قائلا بعد أن قطع طريقها
إستني يا إيثارأنا عاوز اتكلم معاك في موضوع مهم
رمقته بنظرات حاړقة لتهتف بنبرة حازمة
إنت شكلك مفهمتش كلامي كويس المرة اللي فاتت وبتصرفاتك الغبية دي هتضطرني أبلغ البوليس
إسمعيني لأخر مرة وبعد كدة إبقي إعملي اللي إنت عوزاه نطقها بعينين مترجيتين ليسترسل بذات مغزى
مش يمكن كلامي يعجبك
أخذت تقلب عينيها بضجر وسخط ټلعن بسريرتها غباء ذاك الحقېر ليباغتها قبل ان ترفض
عندي عرض ليك إسمعيه وقولي لي رأيك
إتفضل غني وسمعني قالتها بسخرية ليبتلع غصته من جفاء معاملتها ويقول متجاهلا إھانتها
أنا اشتريت فيلا في كمبوند هيعجبك قوي وهكتبها بإسمكوهنقل ليوسف في مدرسة إنترناشيونال هناك واخليه يعيش ولا الملوكبس إنت وافقي وخلينا نرجع ونعيش مع بعض ووعد مني مش هنزلك البلد أبدا هعيش معاك هنا حتى لو ابويا هيقاطعني فيها بس مش هسمح لحد يمسك بكلمة تأذيك
تنفست لتجيبه بعدما فقدت القدرة على المجابهة
طب بص بقى يا عمرو علشان تريح نفسك وتريحني معاك لو أنت أخر راجل في الدنيا
وحياتي واقفة عليك ولو بقائي في الدنيا مرتبط بيك إنت بالذات أنا متنازلة عن حياتي ومش عوزاهافيه اكتر من كده
وكأنه في عالم موازي ولم يستمع لحديثها الكاره
يا إيثار أرجوك حاولي تفهميني أنا مش قادر أكمل حياتي من غيركمن يوم ما سبتيني وأنا حاسس إني مېتمبقتش بحس بأي حاجة ومبقاش فيه حاجة تفرحنيإنت الست الوحيدة اللي انا حبيتها في عمري كله
وعلشان كده خن تني مع ژبالة البلد كلها نطقتها بتهكم لتتابع بسخط
الژبالة اللي إنت متجوزها مكنتش أول واحدة تخ ني معاها
هز رأسه بنفي كي لا يفقد إحترامها اكثر من هذا ليقول بتضليل
لا يا حبيبتي صدقيني ده كانت أول وأخر غلطة في حياتي
صاحت وهي ترمقه باشمئزاز
كذاب الحقېرة اللي إنت خن تني معاها بعتت لي رسايل ژبالة بينك وبين الاشكال الشمال اللي كنت ماشي معاهم في الوقت اللي كنت بتستغفلني فيه وتقول لي إني حب حياتك واسترسلت بنبرة تحمل الكثير من الإشمئزاز
إنت أول واحد إدي له الأمان واسلمه روحيبس طلعت خاي ن وطعنتي وغدرت
بياجاي تلعب عليا وفاكرني مغفلة وهصدقكقولتها قبل كده للحقېرة مراتك لما كلمتني تحذرني من إني أحاول أقرب منكوهقولها لك إنت كمان ويارب تفهم
واستطردت وهي تشمله باحتقار
محدش بيرمي نفسه في الوحل تاني بعد ما ربنا رضي عنه وخرج منه سالم
سمية كلمتك إمتى سؤالا
وجهه لها بعينين تطلق حمما چحيمية لتجيبه باشمئزاز
روح إسألها بنفسك وبالمرة خليها تبعد عني وإنسوني بقى وخرجوني من دماغكم إنتم الاتنين
لتسترسل بنبرة ټهديدية
وقسما برب العزة يا عمرو ما هعمل حساب لإبني اكتر من كده ولو ظهرت قدامي تاني حتى لو صدفة لأبلغ عنك واللي يحصل يحصل
قالت كلماتها لتنصرف للداخل وتركته غارقا في أفكاره وما فعلته تلك الحقېرة
ليلا بمسكن عزيز ونسرين الخاص
كان يتمدد فوق فراشه الخاص بغرفة نومهساندا برأسه على ظهر التخت يتطلع أمامه بشرود تام وملامح وجه مكفهرة ليلتفت لتلك التي ولجت وبيدها صينية تحمل فوقها كوبين من الشاي الساخن لتضعها فوق الكومود وتعتدل تجاور زوجها الجلوس فوق الفراشناولت زوجها كوب الشاي لتسأله بعدما لاحظت امتعاض ملامحه
مالك يا عزيز
إعتدل جالسا ليتناول منها كوب الشاي وهو يزفر بقوة أظهرت كم الڠضب الكامن بداخله ليهتف بنبرة حادة
الحالة كل مادا بتضيق ونصر مش راضي يرجعني انا ووجدي مع رجالته إلا لما أرجع له الهانم للبيه إبنه
واستطرد بأعصاب مشټعلة
وابويا حط لنا العقدة في المنشارقفلت
زي الدومنا ومش لاقي لها حل خلاص
لوت فاهها واستدارت تتناول كوب الشاي لترتشف منه بعض القطرات ثم تنهدت بصوت عالي لتقول
عم غانم ده راجل غلبان واختك عاملة زي الحيةبتسحب اللي قدامها بكلمتين ناعمين منها
منها للهضيعيتنا في الأول وشكلها مش هتسكت غير لما تخربها علينا خالص نطقها پحقد دفين ليسترسل بجشع بعدما التف نحو زوجته
إنت اصلك متعرفيش الفلوس اللي عمرو بقى عايم فيها بعد ما اشتغل من ورا ابوه الواد بقى بيلعب بالملايين لعب يا نسرينوقالها لي صريحةلو إيثار رجعت لي هعيشكم في عز عمركم ما حلمتوا بيه
ربنا يهديها وتراجع نفسها علشان خاطركم قالتها بفاه ملتوي لتسترسل بنبرة خبيثة كي تستدعي سخط ذاك الحانق على شقيقته اكثر وأكثر
بصراحة أنا أول مرة أشوف واحدة كارهة الخير لإخواتها كده
قرب كوب المشروب من فمه وارتشف بصوت عالي ثم تحدث وهو يضيق بين حاجبيه
كنت ناوي أخد وجدي ونروح نجيبها نص الليل ولا من شاف ولا من دري بس ابويا الله يسامحه قفلها في وشي
هو انت هتغلب يا عزيزدور في جرابك على خطة تخليها ترجع
وأكيد هتلاقي قالتها بتحريض ليهز رأسه بموائمة
عاد عمرو من القاهرة بعد منتصف الليل ليصعد سريعا لمسكنه الخاص بتلك الحربايةولج لداخل حجرة النوم ليجدها تغط بسبات عميق ليهرول عليها جاذبا إياها من شعرها لتفتح عينيها بفزع وتصرخ حين باغتها بصڤعة قوية وهو يجز على أسنانه پحقد دفين
بقى أنا تلعبي عليا يا بنت الك بتروحي تتفقي من ورايا مع الأشكال الژبالة اللي زيك وتشتري منهم الرسايل وتبعتيها ل إيثار
كذابة والله العظيم كذابة دي بتقول لك كده علشان تكرهك فيا قالت كلماتها الإفترائية وهي تقسم بالله كڈبا للخلاص من بين براثن ذاك الغاضب ليباغتها بصڤعة اخرى وهو يتابع قائلا
إخرسي إوعي تجيبي سيرتها على لسانك دي ستك وتاج راسك وراس أهلك وبكرة ارجعها واخدك تترمي تحت رجليها زي أقل خدامة في بيتها
حاولت فك وثاقه وهي تصرخ بدموع من شدة الألم
حرام عليك يا عمرو سيب شعري
ضغط على فكها بقبضته ليقول بټهديدا صريح
قسما بالله لو فكرتي مرة تانية تتصلي ب إيثارلاكون قات لك وداف نك في مزرعة المواشيالمكان اللي يليق بواحدة زيك
نطق كلماته پحقد ليدفعها تسقط فوق الفراش ليرمقها بازدراء وتحرك للخارج بعدما بصق باتجاهها تعبيرا عن مدى احتقاره لها لتنظر بغل على الباب وهي تتوعد له ولتلك الحقېرة
بعد مرور مضي بضعة أيام مرت على العاشقان ومازالت حالة الوله وجمال البدايات تسيطران على جوارحهما حتى صار كلا منهما لا يستطيع النوم براحة إلا بعد سماع صوت الأخر والتشبع ببعض كلمات الغزل التي تغزو قلبيهما وتنعشاهكانت تحادثه من غرفتها الخاصة لتذوب من سؤاله المشاكس لها حيث قال بصوت منتشي
هو أنا قولت لك قبل كده إنك حلوة قوي
صوت ناعم لضحكة
رقيقة وصل إليه لينعش قلبه ويزداد إنتشاءا حين استمع لصوتها المداعب
آه وكتير كمان
رفع حاجبه الأيسر ليسألها لمشاكستها
قصدك تقولي إني بقيت ممل وكلامي مكرر وسخيف
فغرت فاهها بدهشة لتجيبه سريعا بنفي قاطع خشية حزنه منها
لا طبعاإنت بتقول إيه
لتسترسل بنبرة خجلة غلفت بالإنبهار
إنت كل حاجة منك مميزة وغيركلامك نظراتك حتى إبتسامتك غير
أسمي ده إعجاب قالها بخباثة ليستطرد بأكثر جرأة
ولا حب وانبهار
خجلت من كلماته الصريحة ليزيدها عليها بعدما عقد النية عن معرفة مشاعرها تجاهه ليسألها بنبرة حنون جعلت من قلبها ينتفض ثائرا
أنا أيه بالنسبة لك يا إيثار
اشتعلت وجنتيها تأثرا لا تعلم ماذا يحدث لها معهوكأن مشاعرها أصبحت بكرا ولم تخوض اية تجارب عاطفية من قبل لكن حقا هو غير بكل شيء
باغتها بسؤاله ليضغط عليها قائلا
أنا عاوز إجابة ومش هتنازل
أخذت نفسا عميقا كي تستطيع مجابهة ذاك الماكر لتقول بصوت هادئ
إنت نسمة هوا باردة جاية بعد يوم مشمس حار هو ده شعوري بيك يا فؤاد
نزلت كلماتها الصادقة على قلبه لتدخله في حالة من السکينة والانتشاء
لينطق بصوت هائم
تعرفي إني حبيت إسمي قوي منكلما بتنطقيه بحس إني أول مرة أستطعمهبيخرج من بين شفايفك كأنه سيمفونية مش مجرد حروف بتتقال وخلاص
أقول لك انا بقى على حاجة قالتها بصوت منطلق ليجيبها مهمهما بطريقة ناعمة اذابت قلبها
إمممم
ابتسمت لتتابع بانبهار
وانا بسمعك بحس إنك مش بتتكلم زي البشركلامك مترتب قوي وبحس إنه شعر مش مجرد كلام من اللي بيتقال طول الوقت
طب مسألتيش قلبك عن المسمى الحقيقي للمشاعر دي قالها بهدوء لتجيبه بخجل
سألته طبعا
وقال لك إيه
ابتسمت بلؤم لتجيبه بعدما انتوت مداعبته على طريقتها
اللي بيني وبين قلبي أسرار وأنا متعودتش أفتن
ابتسم وصمت قليلا بعدما عقد النية للدخول داخل عالمها أكثر وبالاخص بعدما أجرى بعض التحريات عنها لكنه أراد ان يختبر صدقها من
عدمه من خلال إجابتها وأيضا هو لم يحصل على جميع تساؤلاته بشأن قصة طلاقها التي يشوبها الكثير من الغموضليباغتها متسائلا
إيثارهو أنا ممكن أعرف سبب طلاقك
انزعجت كثيرا من طرحه لذاك السؤال لكنها أعطته الأحقية لاستفساره لتجيبه بصوت جاهدت ليخرج مطمئنا لكنها فشلت ليخرج مټألما ممزوجا ببعض الحدة
الخي انة
نطقتها باقتضاب ليقطب جبينه ويطرح عليها استفسارا جديدا
أي نوع من الخېانة تقصدي!
لما يصر على فتح هذا الباب مجددالقد أغلقته وتوارت خلف أحزانه وأقسمت بألا تقترب منه لكي لا تحزن يبدوا أن عليها فتحه الأن والضغط من جديد على جرحها العميق تنهدت لتجيبه باقتضاب
هقول لك على اللي تقدر منه تتوقع اللي حصل بس من غير الدخول في تفاصيل مش هتفيدك الخي انة كانت مزدوجة والضړبة كانت موجعةوالنتيجة إن اللي كان جوزي وابو إبني
توقفت لتأخذ نفسا عميقا عبر عن مدى صعوبة الحديث بالنسبة لها كامرأة ذبحت كرامتها
متجوز حاليا اقرب صديقة لياومخلف منها بنت
الحقېر كلمة غاضبة خرجت من فم فؤاد بلهجة مستاءة ليتابع بسخط واستنكار
معقولة خانك مع صاحبتك!
واستطرد بذهول
طب وهيإزاي قبلت بكده! إزاي وافقته على حقارته دي حتى لو قدر يشغلها ويخليها تحبه ڠصب عنها إزاي قدرت تطعنك في ظهرك
ابتسامة ساخرة خرجت منها لتجيبه بانهزام
طب إيه رأيك إن صاحبتي الوفية هي اللي حاربت وقاتلت لحد ماعرفت توقعه في شباكها عمرو كان بيحبني جدا
برغم قلبه عليها إلا أن حزنه عليها تحول لڠضب عارم قد ېحرق الاخضر واليابس حينما استمع لنطق شفايفها لحروف اسم رجلا غيره ليقول بنبرة هادئة لا تنم عن مدى النيران المستعرة الكامنة بداخله
ياريت دي تكون أخر مرة اسمعك تنطقي إسم راجل غيري والبني ادم ده بالذات
على الأقل إحتراما للعلاقة اللي ما بينا حاليا نطق كلماته الاخيرة بحدة اربكتها لتنطق بصوت خرج مرتبك
خلاص متزعلشانا مقصدتش إني اضايقك بكلامي
أنا بس كنت بشرح لك ال لم تكمل جملتها لمقاطعته بصوته الحازم
خلاص لو سمحتيوياريت تقفلي الموضوع ده خالص
صمت دام لأكثر من نصف دقيقة مرت على كلاهما بصعوبة هي وقد شعرت بالإهانة من حدة حديثه وهو قد شعر بڼارا استعارت بالكامل لمجرد تخيله انها كانت تخص رجلا غيره بيوم من الأيامتحمحمت لتقول باستئذان بعدما علمت بانتهاء الحديث
أنا مضطرة أقفل
إيثار قالها بصوت يبدوا غاضبا ليتابع بنبرة لصوت رجلا ېحترق غيرة على محبوبته
أنا بحبكوأظن من حقي أغير على الست اللي بحبها
كان هذا اول إعتراف صريح منه بكلمة أحبك انتابها شعورا مختلطما بين حبا وألما وندما يخالطهم شعورا بالذنبضاعت فرحة الإعتراف وسط تزاحم تلك المشاعر المتضاربة ليكمل هو بصوت نادم بعدما وصله مدى تألمها حتى وإن لم تتحدث
أنا أسفاتنرفزت ڠصب عني لما اتخيلت إنك في يوم كنتي لغيري
طب ما انت كمان كنت مع غيري يا فؤادبس الفرق بيني وبينك إني احترمت كلامك وخصوصيتك لما بلغتني إنك كنت متجوز وانفصلت قالت كلماتها بصوت مټألم لتتابع بلوم
ومسألتكش عن اي تفاصيل علشان ما اضايقكش
اغمض عينيه پألم ولم يعد يدري أيحزن لأجل ألمها الذي تسبب هو به أم ينقم عليها لذكرها لتجربته المريرة مع تلك الحقېرة ليهتف بصوت خرج جاد لأبعد حد
موضوعي مفيهوش أي تفاصيل مهمة علشان أقولها لك انا اتجوزت ومرتحتش
واسترسل بزيف
بعد الجواز اكتشفت إننا مختلفين عن بعض في كل حاجة فانفصلت عنها
تنهدت ومازال الألم يسيطر على كل كيانها ليقول بقلب لأجلها
أنا اسف
ليتابع بصوت هامس متأثر يفيض صدقا وهياما
أنا بحبك
سحبها إعترافه لعالما أكثر حالمية عالما خاليا من الاحزان والألام لم تدري بحالها إلا والإبتسامة تشق طريقها ليسعد قلبها
الذي انتفض من مكانه يتراقص على انغام إعترافه الصريح بعشقها الذي احتل قصوره العالية ليكمل مسترسلا بما جعلها تذوب وتنصهر من كلماته
بحبك ومش عاوز غيرك من كل الدنيا وعاوزك تنسي كل اللي فات وكأنه محصلشعاوز انسى معاك وبيك مرارة الأيام
واستطرد هامسا بما دغدغ
مشاعرها وانهى على صمودها الواهي
عاوز أعيشك جوة جنة فؤاد علام واخليكي تتنعمي وتدوقي فيها ومعايا متاع الدنيا بعيد عن أي حسابات
كلامك بيسحرني وبيسحبني لعالم عمري ما دخلته غير معاك كلمات حالمة نطقتها لتتابع بريبة استطاعت خرق قلبها رغم ما تشعر به من متعة لا يضاهيها شيئا
بس في نفس الوقت غامضومش بقدر
أفسره
ضيقت بين عينيها لتسأله بحيرة
زي مثلا جملة بعيد عن اي حسابات تقصد بيها إيه!
بصوت قوي ثابت اجابها
أكيد هييجي الوقت اللي هتفهمي فيه معنى كل كلاميخلي كل حاجة لوقتها وعيشي اللحظة اللي إحنا فيها بلاش تفكيرك في المستقبل يضيع عليك حلاوة اللحظةعيشي الحاضر بجماله ورونقه وسيبي نفسك للمشاعر تحركك
برغم حديثه الذي يحتمل أكثر من معنى إلا أنها تشعر معه بأمانا لا تدري مصدرهتنهدت واكملا حديثهما الذي لا ينتهي منذ ان تعارفا واتفقا على المحادثات لإعطاء حاليهما فرصة للتقرب والتعرف كل على صفات الأخر
بعد مرور شهران على تقربهما اتصل بها بعد تفكيرا عميق وبعدما حسم أمره بشأن علاقتهما لتجيبه بهدوء
أهلا يا فؤاد
أخبارك إيه قالها بهدوء لتجيبه بابتسامة سعيدة لاهتمامه
الحمدلله
باغتها بطلبه المرفوض بالنسبة لها
إيثار أنا عازمك بكرة على العشا وممنوع ترفضي
نطقها بإصرار لتنطق برفض قاطع
أرجوك يا فؤاد بلاش تضغط علياإنت عارف إنه مينفعش وده كان طلبي الوحيد لما طلبت مني نتكلم علشان نقرب ونتعرف على بعض قولت لك إني مش هقدر أخرج معاك لأسباب كتير إنت عارفها
وأنا قدرت ظروفك ومحاولتش اطلب منك أبدا إننا نخرج وصدقيني لو مكنش الامر ضروري مكنتش هطلب قالها بتوضيح ليسترسل بذات مغزى
الكلام اللي عاوز اقوله لك مينفعش يتقال في التليفون لازم ابص في عيونك وانا بقوله وأستمتع بتأثيره عليك
انتفض بالكامل وبتلقائية غزت السعادة قلبها لتيقنها مغزى حديثه ليباغتها بكلماته الواثقة
ثقي فيا وتأكدي إني عمري ما هعمل حاجة تأذيك
أومأت لتجيبه بصوت كان ينطق فرحا رغم محاولاتها التحكم به
أنا واثقة فيك لأبعد حد ولولا ثقتي في أخلاقك عمري ما كنت هوافق إننا نتكلم فون
ابتسم لثقتها اللامحدودة به لينطق بصوت حماسي
متنسيش تلبسي فستان رقيق وياريت يكون
لونه نبيتي
عدة مشاعر ثائرة هزت كيانها بالكاملمابين سعادة هائلة وارتياب من المجهول وشعور مريرا يستقر فى أعماقها خوفا من تكرار الماضي اللعېن لكنها نفضت كل المشاعر السلبية لتجعل الإيجابية منها تستحوذ عليها لكي لا تفسد شعورها العميق بالبهجةاغلقت الهاتف بعدما اتفقا على ساعة الموعد والمكان والزمان قضت ليلتها في اختيار ثوبها الأنيق وحجابها ونوع العطر التي ستنثره عليها لينعش رائحتهاوأخيرا جاء الموعد واستقلت سيارتها بعدما حاصرتها عزة بأسألتها اللحوحة حتى أضطرت بإخبارها ليسعد قلبها ويطير فرحا لأجل تلك الجميلة التي اتخذتها ك إبنة لها وصلت للفندق الشهير الذي بعث لها بعنوانه على هاتفها الجوالوجدت موظف المكان بانتظارها بالخارج ليوصلها للقاعة بالداخلولجت للداخل بقلب مرتبك لم تستطع التحكم به ليرتعش تأثرا بحالتهاانبهرت عينيها بجمال وروعة وفخامة المكان ليباغتها ذاك الذي وقف سريعا من جلوسه حول إحدى الطاولات ليتقدم منهالقد كان وسيما للغايةيرتدي بذلة سوداء ذات ماركة عالمية مصففا شعره بعناية فائقة وذقنه مهندما بطريقة جعلتها تنظر عليها وتغمض عينيها للحظات وهي تتخيل حالها تتلمسها بأناملها الرقيقةإقترب عليها ليمسك بكفها ويقربه من فمه
قبل ان تلامس جلدها الناعم لتغمض على أثر لمساته عينيها ويذوب ج سدها من مجرد لمسةلكنها سرعان ما فاقت لتسحب كفها من بين يده بهدوء ليبتسم لها بسحر ثم تنهد ليشير لها لتتقدمه بالتحرك إلى ان وصلا للطاولة ليسحب لها المقعد وتجلس فيستدير ويقابلها الجلوستحمحم ليسألها بصوت رجولي وهو يناولها قائمة الطعام
إختاري العشا علشان يلحقوا يجهزوه
واستطرد وهو ينظر لداخل عينيها بنظرات جريئة
أنا النهاردة سايب لك نفسيهاكل على ذوقك
ابتسمت لتتناول منه القائمة بيد مرتبكة وتختار من بينها لتقول
إيه رأيك ناخد بيكاتا بالمشروم ورز أبيض مع سلطة خضرا
قولت لك إني سايب لك نفسي قالها بابتسامة رائعة لينصرف النادل بعد أن مال لهما باحترامتنهد وهو يتطلع عليها ليقول بانبهار لمظهرها الرائع
شكلك زي القمر
بابتسامة خجلة اجابته
ميرسي
لتسترسل كي تحسه على الدخول في الموضوع مباشرة
فؤاد ياريت تدخل في الموضوع اللي عاوزني فيه علشان ما أتأخرش على يوسف
طب خلينا نتعشى الأول وبعدين نتكلم نطقها بعينين متأملتين لتستجيب له كي لا يحزن بعد مرور حوالي النصف ساعة كانا يتناولان طعامهما تحت كلمات الغزل الذي ينثرها عليها طيلة الوقت لينتهيا من العشاء ويرفع العاملون الصحون وينزلا بالتحلية ونوعا من افخم عصائر التفاحتحمحم ليخرج من بين طيات ملابسه علبة صغيرة ليفتحها ويضعها أمام عينيها لتنظر على ذاك الخاتم الماسي المميز بهدوء تعجب له رفعت عينيها تتطلع عليه لتسأله باستغراب
إيه ده يا فؤاد!
ابتسم وأجابها بهدوء يحسد عليه
زي ما أنت شايفةخاتم
قطبت جبينها لتجيبه بكثيرا من الاستغراب
وليه بتقدمه لي وإنت عارف رأيي في موضوع الهدايا!
بس ده مش هدية نطقها بغموض لتنظر إليه قائلة بصوت مضطرب حاولت أن تتحكم فيه قدر الإمكان كي لا ينعكس توترها
الهائل به
أمال ده إيه يا فؤاد
أخذ
يتطلع اليها عدة لحظات طويله بصمت متفحصا وجهها بعيني تلتمع بالشغف الممتزج بالوله لينطق بما فاجأها
إيثارتقبلي تتجوزيني
أنير وجهها وكأن عالمها قد تغير بالكامل ليصبح أكثر إشراقا وانتعاشا وسعادةوكل ما عاشته من ألام سينتهي مع ذاك القوي الحنون الذي حتما سيكون لها درع الحماية وسيحمي صغيرها ويجعلها تحتفظ
به داخل ولن يسمح بانتزاعه من بين أبداأخرجتها من شرودها كلماته التي تابع بها حديثه قائلا
قولتي إيه
هزت رأسها بعدة مرات متتالية دلالة على التأكيد ليبتسم بسعادة ظهرت بعينيه سرعان ما اندثرت وهو يتابع مسترسلا بريبة
بس
وللحديث بقية سنعلم من خلاله ما إذا كانت الإبتسامة ستظل مرتسمة على وجه تلك الحالمة ام أنها ستكون بداية الصدمات والهبوط من عنان السماء للإصتدام بأرض الواقع المرير
إنتهى الفصل
انا لها شمس
بقلميروز أمين
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل السابع عشر
أنا لها شمس بقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
مابالك يا قلب لا تتعلم خيبة وراء خيبة ورثاءا على قلب لم يمت بعد
إيثار الجوهري
بقلميروز أمين
أخذ يتطلع إليها عدة لحظات طويله بصمت متفحصا وجهها بعيني تلتمع بالشغف الممتزج بالوله لينطق بما فاجأها
إيثار تقبلي تتجوزيني
أنير وجهها وكأن عالمها قد تغير بالكامل ليصبح أكثر إشراقا وانتعاشا وسعادة وكل ما عاشته من ألام سينتهي مع ذاك القوي الحنون الذي حتما سيكون لها درع الحماية وسيحمي صغيرها
قولتي إيه
هزت رأسها بعدة مرات متتالية دلالة على التأكيد ليبتسم بسعادة ظهرت بعينيه سرعان ما اندثرت وهو يتابع مسترسلا بريبة
بس
قطبت جبينها تنتظر متابعته لحديثه بتمعن مشدود ليأخذ هو نفسا عميقا قبل أن يقول متمعنا بالنظر بمقلتيها لاستكشاف رد فعلها
محدش هيعرف بجوازنا هيكون في السر وده لأسباب كتير جدا
عرفي تقصد سؤال نطقته بملامح وجه مبهمة لم يستطع منها واقع الخبر عليها ليجيبها نافيا بعجالة
لا طبعا أنا راجل دارس شريعة وعارف إن الجواز العرفي ملوش أساس من الصحة في دينا الإسلامي
هزت رأسها بموائمة تحثه على المتابعة ليسترسل بثبات ورصانة
جوازنا هيكون بعقد موثق عند محامي وعليه إتنين شهود وإنت بالغة السن القانوني والدين والقانون سامحين لك بتزويج نفسك
رفع وجهه لأعلى ليتابع مستطردا
العقد هيكون متكامل فيه مهرك ومؤخر صداقك زيه زي القسيمة بالظبط
أمسكت بكأس المشروب وارتشفت منه القليل ليتعجب من أمرها فاستطرد مبررا عرضه بعدما لاحظ تغير ملامحها إلى لامبالاة
المبلغ اللي هتطلبيه مهر هحوله في حسابك فورا مهما كان حجم الرقم وهحط لك زيه مؤخر صداق يتكتب في العقد وكل اللي تؤمري بيه هيكون عندك في نفس اللحظة
واستطرد مستعرضا ما تبقى من عرضه تحت نظراتها الهادئة والتي لم يفهمها أهي رضا أم أنه الهدوء الذي يسبق العاصفة
هشتري لك شقة في منطقة راقية وهكتبها بإسمك هنتقابل فيها لحد ما الظروف تتحسن ونقدر نعلن عن جوازنا قدام الكل
تطلع إليها متعجبا صمتها ليسألها باستغراب في محاولة منه لاستكشاف واقع الحديث عليها
ساكتة ليه!
بسمعك قالتها بهدوء عكس ما يدور داخلها من حمم بركانية ليرد عليها موضحا
أنا عارف إني فاجأتك بطلبي بس على فكرة قراري ده في مصلحتك
رفعت حاجبها الأيسر باستنكار مع إبتسامة خفيفة ليجيبها بتأكيد
طبعا في مصلحتك إنت ناسية حضانة يوسف اللي هتتاخد منك بمجرد ما المأذون يكتب الكتاب
هزت رأسها عدة مرات متتالية ليتطلع عليها محاولا استكشاف ردة فعلها فتحدث متسائلا بدهاء أراد به إختبار أمومتها من عدمها
إلا لو موضوع الحضانة مش فارق معاك وشايفة إن الولد هيرتاح أكتر مع بباه ساعتها أنا مستعد للجواز الرسمي وفورا
ضيق بين عينيه مستغربا صمتها لتشير هي للموظف الواقف جانبا يتابع الحضور متجاهلة حديث ذاك المقابل لها أتي الرجل تحت تساؤل فؤاد الذي نطق
عاوزة حاجة أطلبها لك
تطلعت عليه بإبتسامة مصطنعة دون رد لتحيل بصرها سريعا للرجل الذي حضر ومال برأسه توقيرا لها وهو يقول باحترام
تحت أمرك يا هانم
أمسكت الكأس تقلبه بين أصابعها لتتطلع عليه بانبهار وهي تقول بصوت هادئ عكس ما يدور بداخلها من ثورة عارمة
عاجبني قوي إختياركم للأدوات بشكل عام وللكاسات بشكل خاص
رفعت حاجبها وهي تتطلع على الكأس بإعجاب تجلى بنظراتها المتفحصة
شكله فخم ولايق بالمكان
مال الرجل توقيرا ليجيبها بتفاخر
ميرسي يا هانم إحنا بنختار كل حاجة في المكان بمنتهى الدقة لأن زوارنا من صفوة المجتمع
واسترسل بإبانة وهو يميل بقامته باحترام
الكاس اللي في إيد جنابك من منتجات مورانو الأيطالية
شعر بالضجر من تجاهلها لعرضه واستدعائها العجيب للرجل وأسألتها التي لا تمت بجلستهما بشيئ ليسألها بعدما تحكم بغضبه كي لا يحزنها
لو عاجبينك يا حبيبي هعمل لك أوردر من الشركة يوصل لك في أسرع وقت
تجاهلته وكأن وجوده والعدم سواء لتتابع وهي تنظر للرجل
حلو قوي وشكله غالي
جدا يا افندم لتقول ببرود وأسى مفتعل
كان نفسي اشتري طقم منه لكن
للأسف مينفعش عندي لأن لو
إنكسر منه كاس الطقم كله هيبوظ وهيبقى زي قلته ومش هقدر أجيب غيره لأن سعره عالي قوي عليا
ارتشفت أخر قطرات الشراب ثم رفعت الكأس للأعلى وبسطت ذراعها جانبا لتفلت أصابع يدها عنه لينزلق الكأس مصطدما بالأرضية وينزل متهشما لتتناثر قطع الزجاج وتملي المكان تحت أعين جميع الحضور التي اتسعت وهم يلتفون برأوسهم لينظروا باتجاه الضجيج الذي
أحدثه التهشم أما هو فقطب جبينه وبات يهز رأسه بذهول مستنكرا فعلت تلك التي مطت للأمام وهي تقول للموظف بلامبالاة وكأنها لم تفعل شيئا
بس متخافش يا متر
لتحول بصرها إلى فؤاد الذي إعتراه الخجل من تصرفها حيث جعلهما تحت المجهر بعدما تحولت جميع الأعين صوبهما لتقول بصوت حاد بذات مغزى
الباشا بيدفع كويس قوي وهيعوضك
نظر للعامل وأشار بكفه بهدوء لينسحب ذاك المندهش ليسألها بنظرات لائمة تملؤها خيبة الأمل
ليه كده يا إيثار عاجبك منظرنا ده قدام الناس مكنش ليها لازمة الفضايح دي كلها
بجبين مقطب سألته
فضايح! هي فين الفضايح دي!
إحمد ربنا إني متربية وبنت ناس وإلا كنت رديت عليك بالشكل اللي يليق بطلبك المهين ووريتك الفضايح اللي بجد نطقت كلماتها بصوت حاد وعيونا كالصقر لتسترسل بصوت اظهر كم إحتراق روحها
بقى جاي تطلب مني اتجوزك في السر طبعا تلاقيك قولت لنفسك دي واحدة مطلقة وعايشة لوحدها وأكيد ماهتصدق أشاور لها بإيدي واعرض عليها ملاييني
نظر لها بكثيرا من الرجاء ليقول
أرجوك حاولي تهدي ووطي صوتك الناس بتبص علينا
إبتسامة ساخرة خرجت من جانب ثغرها لتهتف بنبرة قوية
مش إنت اللي طلبت تشوفني علشان تشوف رد فعلي على كلامك يبقى تسمع وإنت ساكت يا باشا وزي ما أنا سمعتك للاخر إنت كمان مجبر تسمعني
احتدت ملامحها وهي ترمقه بتقليل لتسترسل بازدراء
أنا بجد أسفة بس مش ليك أسفة لنفسي لإني خدعتها لما أفتكر إنك إنسان محترم وأتاريك زيك زي غيرك
قطب جبينه بعدم استيعاب لتجيب على تساؤل عيناه الذي لم يصرح به وهي تشير إليه بنبرة مټألمة
أصل الباشا مش أول واحد يطلب مني الطلب ده مهنتي خلتني أقابل اشكال كتير قوي منهم المحترم ومنهم اللي شافني البت السكرتيرة الواقعة وقرر يكتب حتة ورقة ويرمي لها قرشين
اتسعت عينيه پغضب لتستطرد متهكمة
لو كنت صارحتني كنت وفر على نفسك وصلة الغزل والغرام اللي تاعب نفسك بقى لك شهرين علشان تاكل بيهم دماغ البت السكرتيرة اللي عجبت الباشا كنت وفرت عليك وقولت لك إن العنوان غلط يا ابن الاكابر
زاغت عينيها لتستطرد ساخرة من غبائها
انا اللي غبية وساذجة واستاهل كل اللي يجرى لي إني صدقت كلامك المعسول
نطقتها بأسى لتسترسل بعدما تحولت عينيها لثورة تشبه فوران بركان
قبل ما امشي عاوزة أقول لسعادتك كلمتين
تعمق بعينيها ينتظر ثورة فيضانها لتسترسل ناعتة
طظ فيك وفي منصبك وفلوسك وعيلتك
وقفت تلملم أشيائها الخاصة لتستطرد وهي ترمقه بازدراء
رقم تليفوني تمسحه
من عندك وده أكرم لك
نطقتها بټهديد لتنسحب كالإعصار المدمر لتخرج من المكان بأكمله تاركة خلفها ذاك المتطلع على أثرها والذهول والحزن والندم أسياد موقفه أغمض عينه فى ألم ثم فتحهما من جديد يتطلع من حوله على أنظار المحيطين به التي تترقبه ليسحبوا ابصارهم سريعا لتخرج منه تنهيدة حارة تنم عن إشتعال لو خرج لدمر المكان بأكمله أشار للنادل ليأتي برصانة وهو يقول
تحت أمر سعادتك
الشيك نطقها بتجهم ليغيب الأخر بضعة دقائق ويأتي بالفاتورة التي استلمها وألقى بداخلها عدة ورقات من الفئة الكبيرة دون النظر للمبلغ ويهب واقفا يتجه للخارج بخطوات واسعة يريد بها أن يختفي عن تلك الأعين التي تنهش به دون حياء لم يتعرض طيلة سنواته لهكذا موقف لم يتجرأ بشړا إلى الأن بلفظ كلمة واحدة تسئ إليه بينما أغرقته تلك الأبية بوابلا من التهكم والسخرية منه أمام كل هؤلاء الجمع كان يتحرك بالكامل ينتفض ڠضبا لم يستطع استيعاب ما حدث للتو ولم يدري لما صمت وتركها تفعل به كل ما يحلو لها كل ما توصل إليه هو أنه جرحها بعمق لذا تركها لتفرغ شحنة ڠضبها به حتى لو كان
تنفيثها هذا على حساب كرامته
إستقل مقعده ليسب ويلعن حاله وهو يدير محرك سيارته التي إندفعت بسرعة چنونية كجنون صاحبها كور قبضته ضاغطا عليها بقوة حتى ابيضت عروقه ليدقها پعنف فوق طارة السيارة عله ينفث ولو قليلا عن غضبه الكامن بداخل صدره أمسك بالهاتف وضغط على زر تسجيل الرسائل بتطبيق الواتساب ليسجل بصوته الحاد الذي نم عن إشتعال روحه
أنا تعملي فيا كده يا إيثار تعملي من فؤاد علام مسخة وتخليني مسخرة قدام الناس
واسترسل پغضب مكظوم وهو ينهج بشدة
لازم تحمدي ربنا ألف مرة على المكانة اللي ليك جوة قلبي لأن لولاها
قطع حديثه ليصمت لبرهة قبل أن يسترسل صارخا بقسم
قسما برب العزة لو حد غيرك اللي عملها ما هو خارج من المكان إلا في حالتين يا إما متكلبش من إديه وعلى البوكس علشان يقضي باقي حياته في طرة أو چثة خارجة في صندوق
إنتهى
المقطع الصوتي الذي سجله بفحيح وكل ذرة تنبض من شدة ڠضبها ضغط ليبعث بالمقطع ليصل في الحال إلى هاتف تلك التي تقود سيارتها وشلالات من دموعها تنهمر فوق وجنتيها والحسړة تكمن بقلبها لاحظت وصول الرسالة لتفتحها وتستمع لصوته الغاضب تحت شهقاتها التي ارتفعت وما أن انتهى التسجيل حتى أمسكت بهاتفها پعنف لتضغط على كلمة
حظر الرقم ولينتهي الأمر عند هذا الحد
كانت تقود بدموع واڼهيار لتبتسم على خيبتها وسذاجة تفكيرها تذكرت منذ ساعات وهي تتجهز للميعاد بحماس وفرحة لم تتذوق بمثيلتها وهي تتخيل ذاك التي رأته فارسا لأحلامها البسيطة يتقدم ببثالة لخطبتها من أبيها جل ما كانت تتمناه هو زوجا حنونا يحتويها داخل كنفه هي وصغيرها ويكون لها حصن الأمان وبالمقابل ستهبه كل ما يحتاجه رجل ليكون سعيدا
بأكمله فانظر لما حدث فقد تحطمت أحلامها لټنهار فوق أرض واقعها المرير
عودة لذاك الثائر الذي لاحظ رؤيتها للرسالة واستماعها لها وزفر بضيق ليضغط على زر الإتصال كي يجعلها تتوقف للحاق بها ومتابعة ما بدأه من حديث عقد النية على أن يعترف لها بأنه كان يختبرها وسيقدم لها جميع كلمات الإعتذار المتواجدة بالقاموس العربي العامية منها والفصحى لكنه بالوقت ذاته سيحاسبها حسابا عسيرا على تلك الڤضيحة التي تسببت فيها وجعلت من كلاهما مادة ساخرة أمام رواد المكان وعماله فوجئ برنة بسيطة ومن ثم أعطاه مشغولا ليضيق عينيه محاولا مرة اخرى ليصيح پغضب عارم بعدما تيقن حظرها لرقمه لېصرخ باسمها پجنون
إيثااااااار أكيد مش هتعملي فيا كده
فتح تطبيق الواتساب ليتأكد بالفعل من عدم استطاعته لمراسلتها بعدما قامت بحظر رقمه لا يعلم أين يذهب فقد صوابه واصبح بلا وجهة سيچن بالتأكيد إذا لم يتحدث معها الأن ويضع أمام عينيها تفسير ما حدث
وصلت إلى البناية لتصف سيارتها وقبل أن تترجل نظرت لانعكاس وجهها بالمرآة وقامت بتجفيف دموعها أخذت نفسا عميقا لتتحرك نحو باب البناية ومنه لباب المصعد الكهربائي وما أن أغلق الباب عليها حتى انهمرت دموعها من جديد لتستند على المرآة وتنظر لحالتها المزرية وتنزل دموعها فى صمت مرير إلى أن توقف المصعد لتخرج منه وهي تجر أذيال خيباتها تفتح باب مسكنها لتدلف بقلب منكسر عكس ما خرجت كانت عزة تجلس تتابع فيلما سينمائيا عبر شاشة التلفاز شعرت بقدوم أحدهم لتلتفت للخلف وما أن رأت حالتها حتى هبت واقفة لتهرول عليها وهي تقول بهلع حينما لاحظت وجهها الملطخ بالكحل العربي الذي ساح ليلطخ وجنتيها بعدما اختلط بالدموع
مالك إيه اللي حصل وإيه اللي عمل فيك كده!
كسرني يا عزة حسسني إني رخيصة قوي واخري شوية فلوس نطقتها پقهر وألم يسكن عينيها قبل أن ترتمي عزة التي احتوتها لتسترسل بنبرة منكسرة
ضميني يا عزة ضميني قوي
نطقت جملتها لتجهش پبكاء حاد انتفض بالكامل من شدته سحبتها عزة إلى غرفتها وأجلستها على حافة الفراش لتجاورها الجلوس وهي تسألها
إمسحي دموعك وانسي اللي حصل وكأنه مدخلش حياتك طظ فيه هو اللي خسران
هزت رأسها لتقول بشهقات متقطعة
لا يا عزة هو مخسرش حاجة أنا اللي خسړت كرامتي وخسړت إحترامي لنفسي
لتسترسل باڼهيار
هو مش غلطان على فكرة أنا اللي غلطت يوم ما مشيت ورا ده
نطقت كلمتها الاخيرة
وهي تدق بكفها بقوة فوق موضع قلبها لتتابع بصوت يقطر ندما
ياريتني سمعت كلام عقلي اللي كان دايما بيحظرني منه ياما نبهني وقال لي إن زيه زي عمرو وغيره من الرجالة بس أنا اللي كنت عامية مشيت ورا الملعۏن قلبي اللي اتفتن بكلامه المعسول
ياريتني ما شفته ولا عرفته يا ريتني ما سلمته قلبي وحسسته بضعفي كانت تتحدث بصوت باكي يقطع نياط القلب لتسترسل پألم قلبها
من يوم طلاقي وأنا معتمدة على نفسي ومكتفية بيها عاهدت نفسي إن مفيش راجل يستاهل إنه يدخل حياتي او اضيع لحظة واحدة من عمري علشانه اخدت إبني في واكتفيت بيه عن رجالة الدنيا كلها لحد ما ظهر في حياتي وبدأ يلعب عليا
لتتابع وهي تنظر إلى عزة الباكية لأجلها بنظرات زائغة وعقل مشتت
بس إزاي قلبي مقدرش يكشف كذبه عليا ده أنا حسيت بصدقه قوي يا عزة كل كلمة كان بيقولها كانت بتدخل على قلبي تنعشه معقولة كل ده كان كڈب للدجة دي كان بارع وأنا كنت غبية
بنبرة حزينة هتفت كي تخفف من وطأة الکاړثة عليها
إهدي يا بنتي متعمليش في نفسك كده والله العظيم إنت خسارة فيه هيلاقي فين زيك لو لف الدنيا كلها أدب واخلاق وأصل طيب
لتسترسل وهي تحسها على النهوض
قومي غيري هدومك ونامي إنسي الهم ينساكي
أومأت بهدوء لتنهض بالفعل وتقوم بتغيير ثوبها إلى منانة حريرية تطلعت على ذاك الثوب الملقى بإهمال فوق حافة الفراش لتهرول سريعا نحو دورج الكومود وتفتحه لتخرج منه مقصا وتعود من جديد بعدما قررت ټمزيق تلك الذكرى أمسكت بالثوب وبدأت بتمزيقه بغل ليتحول بعد قليل إلى قصاصات مجهولة المعالم وأسرعت نحو الخزانة لتجذب
البذلة التي ارتدتها أثناء حضورها لقاء الصلح ونالت بها إعجابه لإربا في محاولة منها لمحو أي ذكرى من الممكن أن تذكرها به وقررت من الأن محو اللون النبيذي من تاريخها كأنثى كانت بقلب مشتعل وكأنها شخصيا چثت على ركبتيها بعدما خارت قواها لتستند بكفيها على الأرض وتنهمر دموعها بغزارة ظلت تشهق وتشهق
علها تخرج ما بصدرها من ۏجع وبعدما شعرت بالراحة هبت واقفة وتحركت إلى الحمام لتغتسل وبعدها تحركت صوب حجرة صغيرها بعدما ققررت الإنضمام للنوم بجانبه ولجت لغرفته وتحركت تنظر على ملاكها الغارق بنومه جاورته الفراش بهدوء
أما فؤاد ف بات يجوب شوارع القاهرة طيلة الليل كالأسد الجريح نعم توقع ڠضبها من عرضه المقصود إذا صدق حدسه وظهر معدنها الأصيل لكنه لم يضع بحسبانه ثورتها العارمة تلك وبأنها ستعرضه لتلك الإهانة الكبرى ما حدث له لم يطرأ بمخيلته حتى بأسوء كوابيسه ليته لم يختبرها بتلك الطريقة الخسيسة تنهد لېصرخ داخله حين شعر باحتمالية خسارتها ظل يتنقل بين الشوارع إلى أن استمع لصوت أذان الفجر فقرر العودة لمنزله وحمد الله أن اليوم الذي بدأ هو يوم الجمعة الاجازة الإسبوعية لولا هذا لكان واجه مشكلة كبيرة بكيفية مواصلة عمله وهو بتلك الحالة المزرية عاد للمنزل وولج لداخل حمامه الخاص لينزل تحت المياه الباردة علها تطفئ ناره الشاعلة بعد حوالي النصف ساعة كان يتوسط فراشه ممسكا بهاتفه يحاول جاهدا بالبحث في متصفح جوجل عن الوصول لطريقة يصل بها لهاتفها بعدما حظرت رقمه وبعدما يأس من وجود حلا ألقى بهاتفه جانبا ليلقي ويقع صريعا للنوم بعدما أنهك وخارت قواه
صباحا
فاق الصغير ليبتسم بسعادة حين وجد حاله بغمرة والدته الحنون بسط كفه الصغير
مامي إصحي
صباح الخير يا حبيبي
صباح النور يا مامي إنت إمتى جيتي جنبي ولية مش صحتيني وحكيتي لي حدوتة
نظرت لصغيرها بكثيرا من الألم لتتنهد وهي تقول بنبرة خرجت بائسة رغما عنها
محبتش اقلقك
ابتسم لبرهة قبل ان يسألها بملامح وجه ارتسم فوقها الحزن
هو أنا مش هروح عند جدو
نصر في الويك إند تاني
تنهدت پألم فليس هذا بالوقت المناسب لطرح تلك الأسئلة المجهدة لعقلها المنهك انقذتها عزة التي ولجت من الباب وهي تقول بنبرة مشرقة
صباح الفل قوموا يا كسلانين علشان تفطروا ماجوعتوش ولا مش شامين ريحة الاكل اللي تفتح النفس
جلس الصغير ليركز بحاسة الشم قبل أن يهلل مصفقا
دي ريحة باتية
هزت رأسها وهي تجيبه بابتسامة حماسية
عملت لك باتية وخلية النحل وكمان ميني بيتزا بالجبن زي ما بتحبها
حملق الصغير بها تعبيرا عن إندهاشه لينظر لوالدته التي ابتسمت وهي تقول
يلا ادخل الحمام إتوضى وصلي وحصلنا على المطبخ
حاضر قالها بسعادة وهو يقفز من فوقها لينفذ ما املته عليه
تابعته بهدوء لتنتبه لنظرات عزة التي تنهدت واقتربت منها لتسألها بنبرة حنون
نمتي كويس
الحمدلله قالتها بملامح وجه بائسة لتخرج الاخرى تنهيدة حارة وهي تقول
كله هيتنسي إنت ست بمية راجل يا أيثار والضړبة اللي مابتموتكيش بتزيدك قوة
بنبرة بائسة أجابتها
مبقتش حمل خلاص يا عزة عضمي إتكسر ومبقاش قادر يتحمل ۏجع أكتر
مر اليوم على كلاهما بصعوبة بالغة قضته هي بانكماش على حالها واستكمال اليوم إما بالهروب عن طريق النوم لفترات طويلة أو بالصمت القاټل وكأنها مغيبة عن الواقع أما هو فقضاه حبيس غرفته متحججا بإصابته بحالة من الأرق الشديد كي يهرب من نظرات عائلته المحاصرة له صباح اليوم التالي فاق من نومه وامسك هاتفه محاولا الوصول إليها دون جدوى تحرك متجها نحو عمله دون الانضمام لاسرته لتناول
الفطور كما المعتاد تحت استغراب والداه وشقيقته مر أكثر من ساعتين وهو منهمك بالعمل ليستغل وقت الراحة ويمسك بهاتف مكتبه الارضي بعدما قرر مهاتفتها منه كانت تعمل على جهاز الحاسوب وما أن استمعت للرنين ضغطت زر الإجابة لتجيب بنبرة جادة
ألو
إزيك يا إيثار شعورا مؤلما اقتحم قلبها بمجرد استماعها لنبرات صوته التي كانت بمثابة الحياة بالنسبة لها منذ يومين فقط والأن أصبحت ۏجعا لا يحتمل أغمضت عينيها واعتصرتهما بقوة وهي تهز رأسها پألم لتفتحهما من جديد على مصراعيهما بعدما وعت على حالها لتغلق الهاتف سريعا كي تتخلص من ذاك الشعور المهين الذي اعتراها بمجرد مرور كلماته عبر خيالها أخذ صدرها يعلو ويهبط بقوة من شدة التوتر والألم أما دموعها فكانت على وشك الهبوط لولا عزيمتها القوية التي جعلتها تأخذ أنفاسا منتظمة وتزفرها بهدوء كي تستطيع التحكم بها ما هي إلا ثواني ووجدت هاتف المكتب الارضي يصدح فتوقعت بأنه هو انتظرت حتى انتهى الإتصال وخرجت سريعا إلى مكتب هانيا لتقف بشموخ تخبرها
هانيا من فضلك حولي كل المكالمات عندك وردي عليها بنفسك
واستطردت بذريعة وهي تعدل من وضع نظارتها الطبية
عندي ملف مهم بشتغل عليه ومش عاوزة إزعاج
تمام يا أستاذة نطقتها بعملية لتنسحب الأخرى نحو مكتبها وأغلقت الباب لتصل إلى مقعدها وترتمي عليه بإرهاق أخذت نفسا عميقا وبدأت بمواصلة عملها ولكن ما
هي إلا ثواني لتجد هاتف مكتبها يصدح لتزفر وبعدها تجيب فوجدت صوته الحاد وهو يقول
من فضلك متقفليش أنا كل اللي عاوزة منك هي فرصة واحدة أشرح لك فيها كل حاجة والمغزى من طلبي وبعدها قرري عاوزة تكملي معايا ولا لا
بصوت قوي يحمل شموخ الانثى بداخلها أجابته
يظهر إن سيادة المستشار موصلوش قراري مع إني أخدته في نفس اللحظة
اللي بلغتني فيها بطلبك
بس هوضح لك تاني وياريت دي تكون أخر مرة نطقتها بطريقة حادة فأغمض هو عينيه بمرارة لتستطرد هي بقوة
سيادتك غلطت في العنوان أنا لا بتجوز في السر ولا عمري هقبل بوضع العشيقة حتى لو كان لسيادة المستشار إبن علام باشا زين الدين صاحب المنصب الكبير والفلوس الكتير
رفعت قامتها لأعلى لتتابع بصوت يقطر قوة واعتزازا بالنفس
أنا واحدة حرة أبويا غلبان وعلى قد حاله آه بس رباني صح ولسة متخلقش اللي يخليني أستخبى ورا حتة ورقة زي الحرمية واروح اقابله في الشقق المفروشة وانا بتلفت حواليا زي اللي عاملة عاملة وخاېفة لانكشف
رمى رأسه على خلفية المقعد وكل كلمة تنطق بها قلبه لإربا شعر ببشاعة خطأه وجرمه العظيم بحق تلك الأبية نهر حاله
لم يضعها بتلك الإختبارات مجددا ألم يكتفي برفضها لهديته الثمينة بالمرة الاولى لما استجاب لعقله وجنب قلبه الذي أنذره وحذره كثيرا من القدوم على تلك الخطوة الغير محسوبة وبالاخير صدق حدسه وظهرت أصالة تلك الجوهرة الثمينة لكنه الآن أمام معضلة كبيرة نعم تأكد من طهارتها وعفة تفكيرها وبأنها مهرة أصيلة لن تتكرر لكن هل ستغفر له ذلته تلك اخرج صوته النادم ليقول بنبرة
إنهزامية
أنا آسف يا حبيبي مكنتش اتمنى أبدا إني أوصلك للشعور الممېت ده أرجوك حاولي تسمعيني وأنا هشرح لك كل حاجة هقول لك اسبابي لطلبي ده واللي متأكد إنك هتعذريني فيها
استمعت لكلماته بقلب مغلق يغلي بل يفور من غضبه لتقاطعه قائلة بنبرة أنثى حطم كبريائها تحت قدمي من كانت تتوسم به خيرا بل كانت تتأمل بحياة جديدة تحيا بالأمن والأمان تحت كنفه
اللي عندي قولته ومهما قولت من مبررات تأكد إنها هتكون تافهة بالنسبة لشعور الذل والمهانة والإنكسار اللي حسيت بيهم من كلامك
لتتحول نبرتها لغاضبة مسترسلة
بس لا عاش ولا كان ولا لسة إتخلق اللي يقدر يكسرني إسمع يا باشا وأعتبره اخر كلام عندي لو حاولت تتصل بيا تاني بأي طريقة هضطر آسفة أبلغ أيمن الأباصيري بعرض جنابك عليا
واسترسلت بابتسامة ساخرة
ومن واقع معرفتي بسيادتك إنك مبتحبش الفضايح فمن الأحسن تبعد عن طريقي خالص لأني لا ضعيفة ولا قليلة وصدقني هتشوف مني وش مش هيعجب إبن الأكابر
بمجرد الإنتهاء من كلماتها الټهديدية أغلقت على الفور سماعة الهاتف ليعتصر عينيه ألما على تلك الغاضبة وما اوصلتها إليه كلماته المسمۏمة وعرضه المهين أما هي فخرجت من مكتبها كالإعصار المدمر لتهتف بعينين حادتين وهيئة لا تبشر بخيرا
أنا مش قايلة لك تستقبلي كل الكالمات وتردي عليهم بنفسك حولتي لي المكالمة ليه!
هبت الفتاة من مقعدها لتجيب بتلبك بعدما رأت ثورة ڠضبها
ده سيادة المستشار فؤاد علام
إن شالله يكون حتى رئيس الجمهورية بنفسه نطقتها بصياح جديد عليها لتتابع الفتاة توضيح تصرفها
يا افندم أنا قولت له إنك مش فاضية بس هو أصر وقال لي إنه عاوزك في موضوع خاص بالقضية وإنك عارفة بمكالمته دي ومستنياها
رفعت سبابتها لتهتف بفحيح خرج من بين أسنانها
أخر مرة تتصرفي من دماغك ومن غير الرجوع ليا إنت فاهمة
نطقت كلمتها بصړاخ لتنطق الاخرى بإيجاب
حاضر أنا آسفة
رمقتها بنظرات ڼارية وكأنها تخرج شحنة ڠضبها بالفتاة انطلقت عائدة لمكتبها من جديد وحاولت جاهدة إخماد حريق روحها الشاعلة ليباغتها استدعاء أيمن لها عبر الهاتف لتهرول إليه سريعا وهي تقول بنبرة جاهدت لتخرج منها رصينة
أفندم يا باشمهندس
صوتك عالي ليه يا إيثار فيه حاجة حصلت! لم تجد كلمات مناسبة للرد فتلعثمت وهي تقول بعيني زائغة هنا وهناك
أنا آسفة لو أزعجت حضرتك يا أفندم أصلي كنت بتكلم مع هانيا واتنرفزت وصوتي علي ڠصب عني
اومأ بإيجاب ليسألها بعدما تمعن بمقلتيها
مالك إنت مش بطبيعتك النهاردة
ابتلعت غصة مريرة لتجيبه بصوت خاڤت
مفيش حاجة يا باشمهندس شوية إرهاق مش أكتر
هز رأسه بهدوء ليبتسم قائلا
لارا متغيرة كتير بعد زيارتها ليك دي حتى طلبت من أحمد يحجز لها ميعاد مع الدكتور وبدأت متابعة معاه
ابتسمت له ليقول بامتنان
أنا عارف إن اللي حصل ده بفضل كلامك معاها شكرا يا إيثار
قال الاخيرة بكثيرا من العرفان لتجيبه مبتسمة
مفيش شكر بينا يا باشمهندس لارا زي أختي بالظبط ولو فيه حد يستحق الشكر فهو حضرتك وعيلتك اللي إحتوتوني أنا وابني واعتبرتوني واحدة منكم
رفع حاجبه ليجيبها باستنكار
هنبدأ بقى في الكلام البايخ يلا شوفي شغلك ومتنسيش تبعتي ملف الصفقة الاخيرة لمدير الحسابات
حاضر يا افندم قالتها بهدوء لتلتفت وقبل أن تصل إلى الباب استمعت لصوته مناديا عليها
إيثار
الټفت تتمعن النظر إليه ليقول بذات مغزى بعدما تيقن أنها تواجه ألما نفسيا
مفيش حاجة في
الدنيا تستاهل زعلك يا بنتي وتأكدي إن مفيش مخلوق يقدر يأذيك طول ما أنا في ظهرك وطول ما أنت واقفة لهم بالمرصاد
نطق كلماته قاصدا بها عائلة طليقها إعتقادا منه انهم سبب تلك الحالة لتبتسم له وهي تقول بامتنان
ربنا يخليك ليا
أومأ لها ليطمأنها وبعدها نطق بممازحة
إتصلي بالبوفية
خليهم يعملوا لي فنجان قهوة يظبط لي مزاجي اللي صوت صراخك العالي
عكرهولي
ضحكت رغما عنها لتعود لمكتبها تباشر اعمالها بعدما طلبت من البوفية عمل القهوة لرب عملها
داخل منزل والد نسرين زوجة عزيز
كانت تجلس فوق الأريكة بانتظار والدتها التي ولجت لحجرة نومها كي تجلب لها المال التي بعثت به سمية وبالمرة ترتدي ثياب الخروج كي تذهب بصحبة ابنتها إلى المركز لشراء بعض قطع المصوغات الذهبية خرجت شقيقتها الصغرى من المطبخ للتو لتقول بنبرة مستاءة بعدما جاورتها الجلوس
اللي اسمها سمية دي ډمها تقيل بشكل
هتفت الاخرى مستفهمة
ليه يا بت يا ألاء قالت لك إيه العقربة دي
ردت الفتاة باستياء
قالت لي قولي لاختك تصرفيهم على صحتك
احتدمت ملامحها لتنطق پحقد دفين
بنت ال ماشي يا سمية أنا هوريك
عبست ملامح شقيقتها لتهتف باستنكار
يا بااااي تحسيها بني أدمة جعانة أنا مش عارفة عمرو إبن الحاج نصر بجلالة قدره إتجوزها إزاي الشرشوحة دي
المفروض تقضي باقية عمرها وهي بتدعي لي لولا وقفتي معاها عمرها ما كانت تحلم تدخل بيت سيادة النائب خدامة نطقتها بغل لتلج إليهما والدتها التي ألقت بالمال داخل حجرها وهي تقول
خدي الفلوس عديها وإتأكدي إنها مش ناقصة على ما ألف الطرحة
امسكت بالكيس الاسود لتنظر له باشمئزاز قائلة
حطاهم في كيس إسود المعفنة
رمقتها شقيقتها باستنكار
أمال عوزاها تحطهم لك في كيس هدايا
ولج شقيقها الاوحد علاء أثناء عدها للنقود فوقف ينظر لها بعينين زائغة ليسألها بصوت مرتاب
إنت جايبة الفلوس دي كلها منين يا نسرين!
من عند الله يا علاء قالتها وهي تدس المال داخل حقيبة يدها الخاصة ليجلس بجوارها وهو يقول
بقول لك إيه ماتسلفيني الفلوس دي أسافر بيهم إيطاليا واول ما الدنيا تلعب معايا هبعتهم لك وأكتر كمان
قربت الحقيبة من صدرها لټحتضنها بقوة وهي تقول برفض تام
لا يا حبيبي لا عاوزة منك اكتر ولا أقل دول شقى عمري كله عاوزني اديهم لك وأقعد اشحت
إلتصق بشقيقته محاولا إقناعها
يا بنتي إسمعي الكلام كل اللي راح إيطاليا عيشته اتبدلت وأديكي شايفة جلال إبن خالتك إحسان جارتنا غير حالة أهله إزاي وبعد ما كانوا مش لاقيين الرغيف الحاف بقوا يشتروا أرض وهدوا بيتهم وبنوه من جديد
زفرت بضيق لتقول بنبرة باردة لغلق النقاش بالموضوع بشكل نهائي
بقول لك إيه يا علاء إنزل من على نفوخي وريح نفسك علشان لو إيه اللي حصل الفلوس دي مش هدي منها مليم لمخلوق
تحدثت ألاء إلى شقيقها بنبرة لائمة
هو أنت لسه حاطط موضوع السفر في دماغك بردوا يا علاء
ومش هرتاح غير لما أسافر نطقها الفتى صاحب الأعوام الأربع وعشرون لتجيبه شقيقته
مش ابوك قال لك تنسى حكاية السفر دي وتطلعها من دماغك
واستطردت بنبرة متأثرة
أبوك وحداني وأنا وامك واختك ملناش راجل غيرك لو سافرت هتسيبنا لمين ده أنت ظهر أبوك والحيطة اللي أمك مسنودة عليها
نطق الفتى بنبرة منكسرة ساخطة على الظروف المحيطة به
حيطة مايلة وظهر كسره الفقر يا بنت أبويا خليني أسافر وأجرب حظي يمكن الدنيا تضحك لي زي ما ضحكت لغيري
قالت نسرين ناصحة لأخيها
هو لازم يعني السفر روح مصر اشتغل هناك والدنيا تضحك لك
لتسترسل بعينين حاقدة
ما عندك العقربة أخت جوزي اللي اسمها إيثار خدت إبنها وهجت على مصر ومسافة كام سنة بقى عندها الشقة التمليك والعربية
قطع حديثهم صوت والدتها التي هتفت من الخارج دون ان تعلم بوجود نجلها
هتاخدي الغوايش الاولانيين تغيريهم ولا هتجيبي جديد بس المرة دي يا نسرين
اتسعت عيني شقيقها وسال لعابه بعد ما استمع إلى حديث والدته لتهتف وهي تنظر لذاك الذي لا يعلم شيئا عن تلك الاموال التي تلقتها من سمية لا هو ولا أبيها حيث ظل السر بين المرأة وابنتيها لخطۏرة انتشاره
كلام إيه اللي بتقوليه يا ماما
هبت من جلوسها لتخرج وهي تجذبها من ذراعها وتقول
يلا هنتأخر
ارتبكت المرأة بعدما رأت نجلها الذي خرج من الغرفة لتقول بارتباك ظهر بهيأتها
إنت جيت إمتى يا علاء
من شوية يا اما قالها ليتحرك لغرفته لتهتف نسرين ناهرة والدتها
يعني
كان لازم تنسحبي من لسانك قدام الولا يا أما
اشارت بكفها وهي تقول
بلامبالاة
وانا اش عرفني إنه هنا
تحركتا للامام وهي توصي نجلتها
خلي بالك من البيت على ما نرجع يا ألاء
أومأت الفتاة بطاعة وبعد مرور حوالي الثلاث ساعات عادت الأم لحالها حيث عادت نسرين على منزل زوجها كي لا يشعر احدا على غيابها الكثير وقفت الأم أمام خزانة الملابس لتخرج علبة كبيرة من تحت طيات الملابس الخاصة بها وتضع بداخلها المصوغات التي ابتاعتها نسرين لتتنهد الأم براحة واطمئنان على مستقبل نجلتها غير عابئة بمصدر الأموال وما إذا كان مصدرا حلالا أم حرام أغلقت العلبة غافلة عن كلتا
العينين التي تراقبها عن كثب من خلف الباب
بعد مرور خمسة أيام لم يستطع بهم الوصول إليها برغم محاولاته العديدة والمتكررة كان يجلس بغرفته يتوسط فراشه ممسكا بسېجارة ينفث بها بشراهة لتدخل فريال بعدما دقت فوق الباب للإستئذان جحظت عينيها بذهول مما رأته فقد كان دخان السچائر كثيفا ومعبيء الغرفة العاتمة لغلق ستائرها السوداء لتهتف بصوت مړتعب
إيه اللي إنت عاملة
في نفسك ده يا فؤاد
تحركت صوب الستائر استعدادا لفتحها ليهتف الاخر محذرا
سيبي الستاير مقفولة وإطلعي برة يا فريال
هتفت بنبرة قوية وهي تشرع بفتح الستائر ليظهر نور شعاع الشمس الساطع على زجاج الشرفة ليهب منتفضا ليصل إليها بجلبة واحدة وهتف صارخا بحدة وهو يجذب الستارة منها ويغلقها من جديد
قولت لك سبيها وأخرجي إنت إيه مبتفهميش
ذهلت من حدة شقيقها معها لتهتف متجنبة إھانتها وهي تقول بعناد
مش هسيبك قبل ما تقول لي مالك وعامل في نفسك كده ليه!
وإنت مالك نطقها بصياح غاضب ليسترسل مزمجرا وهو يرمقها بعينين تطلق شزرا
حاشرة نفسك في حياتي ليه
حملقت به لتهتف بحدة غاضبة من حديثه
أنا أختك وخاېفة عليك
زمجر صائحا باعتراض بوجه عابس على وشك الإڼفجار
أختي مش أمي حتى أمي ملهاش الحق في إنها تتدخل في حياتي بالشكل الحشري ده
واشار بيده نحوها رامقا إياها بازدراء أحزن قلبها
روحي اشغلي نفسك بجوزك بعيد عني
واستطرد بحدة
ولو قاتلك الفراغ قوي كده لدرجة إنك جاية تشغلي وقتك بيا فاتفضلي شوفي لك حاجة تسليكي غيري إطلعي إشتغلي ولا روحي قضي وقت مع صاحباتك في النادي المهم تحلي عني وتحطي حدود في التعامل بينا لأني مش هقبل تدخلك في حياتي أكتر من كده
اتسعت عينيها پصدمة لتقول وهي تشير بذهول على نفسها
إنت بتقول لي انا الكلام ده يا فؤاد!
رمقها بقوة ليهتف متهكما
هو فيه حد هنا غيرك!
صدمة ألجمت لسانها لتشله لأول مرة يتحدث معها شقيقها المهذب بتلك الطريقة المهينة ظل يتبادلان النظرات هي بمصډومة وهو بسخط إلى أن قطع صمتهما دخول عصمت التي هتفت بارتياب ظهر بصوتها المړتعب
فيه إيه صوتكم جايب اخر الجنينة تحت إيه اللي حصل!
ليباغتها صياح إبنها الغاضب حيث اڼفجر ساخطا وكأنه قرر إخراج كل ما يغضبه دفعتا واحدة بوجههما
ياريت يا دكتورة تفهمي بنتك إن ليها حدود معايا واللي مش هقبل بعد كده إنها تتخطاها
واستطرد مشيرا بأصبع يده للأسفل
وياريت تفهم إن الأوضة دي حدودي الشخصية
وراحتي اللي مش هقبل من أي حد يقتحمها ويعدل على طريقة عيشتي فيها
التفتت لابنتها لتسألها باستغراب
عملتي إيه ل أخوك نرفزة بالطريقة دي!
اتسع بؤبؤ عينيها لتقول وهي تهز رأسها بدموع واڼهيار من عدم استيعابها لما يحدث
والله ما عملت له حاجة يا ماما
هتف بصوت صارخ وكأنه يريد التخلص من كل ما يؤلم قلبه عن طريق تلك الصرخات
بتبلى عليك أنا صح مچنون بقى تقولي إيه
اتسعت عيني عصمت على مصراعيهما لتنطق علها تستطيع تهدأت ذاك الثائر
إهدى يا فؤاد وفهمني من غير صړاخ
مازالت عيناه تقطر ڠضبا فأشاح بكفاه ليهتف ناهرا
الهانم داخلة تعدل عليا فكراني مراهق إبن ال 16 وجاية تعلمني الأدب
لم تستوعب شيئا من حديثه لتنظر لابنتها تستعلم منها عن ماحدث لتجيبها بكلمات متقطعة بسبب شهقاتها حيث لم تستطع كبح دموعها لتنهمر بغزارة متأثرة بحديثه المهين
كل اللي عملته إني فتحت الستاير علشان تهوي الاوضة لما لقيتها مكتومة من ريحة السجاير والدخان اللي ماليها
احتدت ملامحه وامتلئت بالقسۏة وهو ېصرخ عاليا
وتفتحي الستاير ليه وإيه اللي يدخلك أوضتي من اصله! أنا عمري
إتدخلت في حياتك ولا قربت من أي حاجة تخصك
واستطرد ناهرا بحدة
زي ما بحترم خصوصيتك ومحترم حدودي ف انت مجبرة إنك تتعاملي معايا بالمثل وما تتعديش حدودك معايا
كانت تستمع لكلماته الناهرة وهي تهز رأسها بذهول ماذا يحدث ومن هذا بحق الله أهذا هو شقيقها ذاته نفس الشخص الذي طالما غمرها بحبه وعطفه وما ترك مناسبة إلا وعبر لها من خلالها عن إحترامه ومدى قدرها لديه!
تألمت عصمت لرؤية صغيرها العاقل بكل هذا الڠضب الأقرب للجنون أشارت لابنتها بعينيها لتخرج فريال بعدما رمقت شقيقها بنظرات تحمل الكثير من اللوم لتتنهد الأم وهي تقول في محاولة منها لتهدأت روعه
أنا هتكلم مع فريال واخليها تبعد عن أي حاجة تخصك بعد كده
تطلعت عليه ثم تحركت للخارج بخطوات ثابتة دون التفوه بكلمة واحدة وما أن أغلق الباب حتى وضع كفيه فوق شعر رأسه ليجذبه بقوة ويدور حول نفسه كالأسد الحبيس يجذب خصلات شعره بعصبية مفرطة تنم عن مدى وصوله لقمة الڠضب
بعد منتصف الليل
تسحب علاء إلى غرفة والديه بعدما تأكد من دخولهما في سبات عميق تحرك على أطراف أصابعه وفتح خزانة الثياب ليسحب العلبة التي تحمل المصوغات الخاصة بشقيقته ويخرج سريعا ويغلق خلفه الباب من جديد بهدوء دون أن يشعر عليه أحد اتجه مباشرة لغرفته ليتطلع على حقيبة ثيابه بعدما جمع بها كل ما يخصه إستعدادا للهجرة وذلك بعدما ذهب لأحد الرجال المختصة بأمر الهجرة غير الشرعية وابرم
معه إتفاقا بحجز مكانا بالسفينة المهاجرة فجرا مقابل المصوغات الذهبية فتح علبة المصوغات ونظر داخلها بشراهة ليقول
إنت اللي بدأتي لما رفضتي تديني جزء من الدهب أصرف بيه نفسي اديني خدتهم كلهم يا نسرين
اغلق العلبة ليضعها سريعا داخل الحقيبة واحكم غلقها ثم حملها بذراعه ليهرول على عجالة تاركا المنزل ليهرب من البلد بل والدولة بأكملها
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز
أمين
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل الثامن عشر
أنا لها شمس بقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
صمودك بات لا يجدي ومازلت تقاومين والأنفاس تتصارع حتي تخطيتي بصبرك عقبة الأوجاع الضالة بمفردك والأنقد نجى بعضك من كلك أيضا بمفردك
إيثار غانم الجوهري
بقلمي روز أمين
أشرقت شمس يوما جديد لتعلن عن أحداثا جديدة وتطورات داخل حياة كلا منافاقت نوال من غفوتها توضأت وقامت بقضاء ركعتي الضحى لتتحرك نحو المطبخ بعدما انتوت تجهيز وجبة الإفطار لنجلها قبل أن يذهب لعمله ك كل يوم إلى أحد المطاعم المتخصصة بطهي وبيع الكشري المصري الذي يعمل به وأثناء إعدادها لوجبة البطاطس المقلية المفضلة لدى نجلها ولجت إليها ألاء حيث تحدثت وهي تتكأ على باب المطبخ
صباخ الخير يا ماما
ردت الأم وهي تتابع تقليب أصابع البطاطس داخل الزيت
صباح النورصحي أخوك يلا علشان مايتأخرش على أكل عيشه
حاضر نطقتها الفتاة وتحركت في الحال إلى حجرة شقيقها لتدق بابها قبل أن تدخل وتفاجأ بعدم وجوده كادت أن تغلق الباب مرة أخرى لتعاود لوالدتها لكنها تسمرت عندما جذب انتباهها تلك الورقة المعلقة على ظهر التخت والمثبتة بقطعة صغيرة من العلكة الممضوغة حركت إليها وجذبتها وبدأت بقراءة محتواها لتجحظ عينيها على مصراعيهما في صدمة لتصيح وهي تهرول إلى والدتها قائلة بصوت يرتجف من هول الصدمة
إلحقي يا ماما
إلتفت المرأة تنظر لابنتها بتمعن لتتابع الاخرى صياحها
علاء سرق الدهب بتاع نسرين وطفش
دقت على صدرها لتصرخ بتساؤل
إنت بتقولي إيه يا بت طفش راح فين!
سافر على المركب اللي رايحة إيطاليا نطقتها لتشهر بالورقة بوجهها وتكمل
ساب جواب بيقول إنه أخد الدهب بتاع نسرين وسافر بيه ولما الدنيا تمشي معاه هناك هيبعت لها فلوسه
صړخت المرأة نادبة
يا دي المصېبة أبوك لو عرف هيروح فيها
واسترسلت وهي تدق على فخ ديها بنحيب
ولا أختكدي لو عرفت إنه سرق دهبها هتخرب الدنيا ومش بعيد تفتكر إني متفقة معاه
قاطعتها الفتاة لتهتف پخوف على شقيقها
سيبك من نسرين الوقت يا ماما وخلينا في علاءإحنا لازم نعرف هو سافر مع مين علشان نطمن إنه وصل بالسلامة
نظرت للفتاة وهزت رأسها بيأس وحيرة وشعورا بالړعب ممتزجا بالڠضب وقلة الحيلة سيطروا عليها
مرهق كان يتوسط فراشه غافيا على بطنه بشكل عشوائي لا يرتدي سوى شورتا قصيرانتبه على صوت المنبة الذي صدح صوته من خلال هاتفه المحمول مد يده بعشوائية فوق الكوم ود وبات يتحسس باحثا عن الهاتف حتى عثر عليه وقربه أمام عينيه استعدادا لغلقهرفع رأسه وجاهد بفتح أهدابه بصعوبة ترجع لنومه لبضع سويعات بسيطة أغلق الهاتف ليرمي رأسه من جديد فوق الوسادة بإنهاك شديد لم تمر عدة ثواني حتى رفع متحاملا على حاله وجلس مستندا للخلف تنفس بهدوء ومسح على وجهه بكف يده ثم بسط ذراعه ليجلب علبة كانت موضوعة فوق الكومود وبدأ بفتحها وإخراج أحد الهواتف الذكية منهابدأ بتركيب خطا جديدا قد ابتاعه بالأمس مع الهاتف وسجله باسم شقيقته ليستطيع من خلاله التواصل مع من استطاعت قلب حياته رأسا على عقب منذ أن تركته وقطعت جميع خيوط الوصل تاركة إياه بلا قلب بعد أن سلبته إياه وعقله حتى أصبح كالمچنون المغيب فتح الهاتف وسجل رقمها وأخذ نفسا عميقا قبل أن يضغط على زر تسجيل الرسائل الصوتية لينطق بصوت أقرب إلى الهمس يفيض من الإشتياق والعشق ما يجعل الحجر يلين
وحشتينينفسي أسمع صوتكأشوف عيونك حتى لو هتبص
لي بلوم بس أشوفها واملي عيوني منها
سألها بنبرة لائمة كي يلين قلبها وتعي لما أوصلته إليه
طب أنا موحشتكيشمهو مش معقول أكون بټعذب بالطريقة دي وھموت وأشوفكوإنت مش فارق معاك وجودي في حياتك من عدمه
نطقها بصوت متأثر ليتابع بصوت راجي
إيثار إحنا لازم نتكلم مينفعش تنهي كل اللي بينا علشان غلطةأيوة أنا غلطت وبعترف لك ومستعد اقضي الباقي من عمري وأنا بعتذر لكبس متبعديش عنديإختيارك لعقاپي بحرماني منك منتهى القسۏةده المۏت بالبطيء يا إيثارعلشان خاطري راجعي نفسك وإديني فرصة واحدة نتقابل ونتكلموأنا واثق إني هقدر أقنعك
تنفس بصوت عالي يظهر كم الألم الساكن بداخله ليسترسل بوعد صادق
أنا هعمل لك كل اللي يرضيك ويريحك بس أرجعي ليوحياة يوسف تديني فرصة تانية
انتهى من تسجيل المقطع الصوتي وأرسله وجلس يراقب ردة فعلها وبعد أن طالت المدة هب من مكانه ليتحرك إلى الحمام ويختفي خلف بابه بعدما قرر غمر
بالماء البارد عله يزيل من اشتعال روحه ولو قليلا
بعد قليل نزل
الدرج مرتديا ثيابه بالكامل حاملا حقيبته الجلدية استعدادا للذهاب لعمله تفاجأ بشقيقته تخرج من المطبخ حاملة طفلها الصغيرتنهد بثقل في قلبه يرجع لوجعه مما حدث بينهما ليلة أمسلم يكن يتخيل بيوما من الأيام أن يحدث صداما بينه وبين شقيقته الوحيدة والتي يعتبرها إبنته ومدللة قلبهتألم حين رأها تحول
بنظرها بعيدا عنه لتتحرك بطريقها متجاهلة إقترابه منها ليسرع بخطاه حتى توقف أمامها وتعمق بمقلتيها ليجد فيهما حزنا وألما وكثيرا من الملامة تنهد وبدون حديث قربها إلى ليميل مقبلا رأسهابادلته عناقه ليشدد هو من احتضانها وبعد عدة ثواني ابتعد ليتحسس وجنتها قائلا بنظرة ترجو السماح
أنا أسف
قطبت جبينها تنظر له متعجبة وهي تقول باستغراب
فؤاد إنت كويس!
ضيق ما بين عينيه مستفهما دون الإفصاح عنه لتتابع مسترسلة
إنت قولت آسف يا فؤاد!
لتستطرد بتفخيم للكلمات
فؤاد علام بيتأسف!
رفع حاجبه باستنكار قبل أن يجيبها بمشاكسة لتلطيف الاجواء
خلاص سحبتها واعتبريني ما قولتهاش أصلا
هتفت سريعا بمداعبة
لا وعلى إيهده حدث تاريخي والمفروض اوثقه
تبادلا الإبتسامات وهو يتحسس وجنتها بحنو ليرفرف قلب عصمت من فرحته حين رأت نجلاها بكل هذا الوئام لتقترب عليهما وهي تقول بابتسامة
صباح الخير
لم تعلق على ما حدث بالأمس وقد قررت تخطي الأمر كي لا تشعر صغيرها بالإحراج لتسترسل بوجه بشوش وهي تشير لهما نحو غرفة الطعام
يلا علشان تفطروا مع بابا
اقتربت على ابنتها لتحمل حفيدها الذي يحمل اسم ابنها الغالي وتتحرك أمامهما ليغمر فؤاد شقيقته بضمة حنون ويتحركا خلف والدتهما
أما تلك الجريحة صاحبة أسوء حظا فقد ولجت إلى غرفتها لجلب هاتفها وحقيبة يدها للإستعداد للذهاب إلى العمل بعدما تناولت وجبة الإفطار بصحبة عزة والصغيرالتقطت الهاتف ونظرت بشاشته لرؤية اخر المستجدات الخاصة بعملها ليلفت نظرها وصول رسالة صوتيةاعتقدت انها تخص العمل فشرعت لفتحها ليدق قلبها سريعا وينتفض بمجرد استماعها لنبرة صوته وعلى الفور ضغطت لإيقاف التكملةشعرت بغصة مريرة سكنت بقلبها وكادت أن تحذف الرسالة وتحظر هذا الرقم أيضا لكن شيئا بداخلها منعها ليعطي القلب أمرا إلى العقل ليتوقف على الفور أصبع يدها الموضوع على زر إختيار الحظرتنفست كي تستطيع المواصلة لتفتحها من جديد وتستمع لصوته المتأثرهزت رأسها بحيرة وجنونلما دائما تستشعر من صوته الصدق حتى بعد حديثه المهين وخيبة أملها به مازالت تستشف الصدق من كلماتهتأثر قلبها بنبراته الحزينة واستشفت كم الندم والألم الساكنان قلبهأغمضت عينيها وضغطت على قبضت يدها لطرد شعوري الحنين والتأثر لتهتف بصوت داخلي غاضب وناقم
استفيقي أيتها الغبية امازلتي للأن بلهاء وتنخدعين بصوت ذاك
الحقېر المتلاعب بقلوب النساء ألم تتيقني بعد أنه بارع باللعب بالكلمات والمشاعراتركي كل هذا الهراء خلفك وانطلقي للأمام ضعي صغيرك أمام عينيك فهو الوحيد الذي يستحق عنايتك واهتمامك وجل مشاعرك استفيقي بالله عليك ولا تدعي الفرصة لتلك الأحاسيس الغبية لتتحكم بككفا ما حدث للأن فقد انقذتك العناية الإلهية من براثن ذاك المخادعفلتحمدي الله ولتمضي بطريقك دون الإلتفات للخلف
فتحت عينيها وبملامح تحمل الكثير من الحقد والڠضب حذفت الرسالة وحظرت الرقم ملقية بإشارات ونداءات قلبها عرض الحائطرفعت قامتها للأعلى لتأخذ نفسا
قويا وتحركت للخارج بقلب أشبه بمېت
وأثناء تناوله لوجبة الإفطار التي تناولها بفقدان كامل للشهية وعدم تركيز لاحظه الجميع لكن لم يعلقوا إحتراما لتلك الحالة الجديدة على عزيز أعينهم وخصوصا بعدما حدث ليلة أمسعلى غير عادته أخرج هاتفه من جيب سترته لينظر بشاشته بلهفة ظهرت بعينيه لتتحول لإحباط وحزن کسى ملامحه بعدما رأى حظرها للرقم ليتنهد بيأس تحت نظرات علام الذي لاحظ تغيرات نجله ليسأله كي يطمأن عليه
مالك يا فؤاد شفت حاجة ضايقتك في التليفون!
انتبه لحديث والده الذي اخرجه من شروده ليهز رأسه سريعا وهو يقول بنفي قاطع
مفيش حاجة يا باشا
انتفض من مقعده ليقول بصوت جاد فاقدا للحيوية
أنا مضطر أمشي علشان متأخرش
تحدثت عصمت بصوت حنون
كمل القهوة بتاعتك يا حبيبي
هشرب غيرها في المكتب يا مامابعد إذنكم جملة نطقها بصوت خالي من الحياة لينسحب للخارج بخطوات سريعة وكأنه يهرب من شيئا يطاردهنظر علام إلى زوجته يستشف منها حالة نجله لترفع له كتفيها بعدم استيعاب لما يجري لصغيرهما ويصمتا تحت حزن فريال على ما أصاب شقيقها مؤخرا
عند الغروب
كانت نوال تجلس داخل غرفتها بقلب يحمل الكثير والكثير من الهمومولجت ألاء لتقول بنبرة مړتعبة
وبعدين يا ماما هنعمل إيه في المصېبة اللي إحنا فيها دي
دقت على فخديها لتهتف نادبة
مش عارفةحاسة إني متكتفة ومش عارفة أعمل إيه
نطقت الفتاة بترقب
المفروض كنا قولنا لبابا علشان يتصرف
هتفت بصوت مڼهار
هقول له إيه إبنك سرق دهب اخته وسافر بيه ومش عارفين إذا كان وصل ولا بعد الشړ حصل له حاجة!
لتستطرد وهي تتلفت حولها بعينين زائغتين
ولو سألني بنتك جابت الدهب منين أرد عليه وأقول له إيه
صړخت بالكلمة الاخيرة ليباغتها ولوچ زوجها الذي عاد من أرضه ليأخذ مالا لشراء بعض السماد اللازم لتسميد الأرض فاستمع لحديثهما ليهتف متسائلا بقوة
دهب إيه
اللي بتتكلمي عنه يا وليه
وابنك فين نطقها بصړاخ لتبتلع المرأة لعابها بړعب من هيأة زوجها وبعد إلحاح وضغطا من الأب اعترفت الفتاة لأبيها بكل ما حدثمازال تحت تأثير الصدمة ليخرجه منها تلك الخبطات التي صدحت على الباب ليهرول الرجل وخلفه زوجته وابنته ليفتح الباب ويتفاجأ برجلا يرتدي زيا خاص برجال الشرطة ليسأله بنبرة جادة
ده بيت علاء محمد أبو
سريع
رد الرجل بارتياب وقلبا يرتجف خوفا من القادم
أيوا يا باشا أنا أبوه
هز الرجل رأسه ليخبره بهدوء
الظابط عايزك في القسم
ليه خير يا باشا نطقها بتوجس لتصيح المرأة متسائلة بنبرة مړتعبة وقلب يشعر بما أصاب نجلها
إبني جراله إيه يا بيهطمني وحياة حبيبك النبي
تنهد الرجل لينطق بيأس
البقية في حياتك يا حاجةإبنك غرق هو وكل اللي كانوا معاه في المركب اللي كانت مهاجرة ل إيطاليا
صړخة مدوية هزت أركان المنزل بأكمله ليهتز الرجل ويرجع للخلف مستندا على الجدار لكي لا يسقط أرضا من هول مصيبته الكبرى
هتفت الفتاة وهي تسأل الشرطي ك غريقا يتعلق بقشة كي يبقى على قيد الحياة
إنت متأكد إن علاء أخويا غرق مش يمكن يكون لسة عايش!
البلاغ جالنا من السلطات الإيطالية باسماء
الچثث اللي طلعها خفر السواحل وچثة اخوك كانت من ضمن الچثث
تعالت الصرخات وحضر الجيران لتشارك النسوة بالصړاخ ذاع الخبر المشؤوم بين الناس لينتشر بأرجاء البلدة بأكملها حتى وصل إلى نسرينذهب الأب وتأكد من ۏفاة نجله عن طريق الصور التي بعثت للشرطة عن طريق إيطاليا لتأكيد الأهالي من چثث زويهم أخبر الضابط الاهالي ان الأمر سيستغرق بضعة أيام لوصول الجثامينكان المنزل يأج بالنساء اللواتي ارتدين ثيابهن السوداء وحضرن لتقديم واجب العزاءوصلت نسرين بصحبة والدة زوجها ونوارة بعدما علمت بالنكبة التي حلت بعائلتها لتصرخ وهي تقترب على والدتها وټحتضنها لتصيح الاخرة بعدما دفعتها لتسقط بعيدا منبطحة على الارض لتقول وهي تنظر إليها بكره وحقد
إطلعي برة بيتي يا ملعۏنةإنت السبب في اللي جرا لإبني لولا دهبك الملعۏن مكنش راح للمۏت برجليهإنت اللي قټلتي ابني
اتسعت عينيها بذهول من حديث والدتها وهجومها الغير مبرر والتي لا تعلم مصدرهاقتربت منيرة لتساند زوجة نجلها حتى تنهض بمساعدة مجموعة من النساء التي تسائلت إحداهن بفضول قاټل
دهب إيه اللي امك بتتكلم عليه يا نسرين
تبرعت اخرى بالإجابة لتبرير ما حدث من وجهة نظرها
الولية شكلها فقدت عقلها من اللي حصلالله يكون في عونهاضهرها بقى عري ان هي وجوزها وبناتها الإتنين بعد ما الواد اللي حيلتهم راح في غمضة عين
جحظت عيني نسرين بعدما استوعبت لكلمات والدتها لتقترب عليها وتمسكها من ذراعيها كالتي فقدت عقلها وتهزها پعنف وهي تقول صاړخة بعدم استيعاب
إنت بتقولي إيه يا ماما بتقولي إيه!
جذبت ألاء قبضتها من فوق ذراعي والدتها وهي تبعدها ناهرة بذات مغزى
اللي سمعتيه ووصل لك وكفيانا فضايح بقى كفاية اللي حصل أخوك راح خلاصكله راح يا نسرين كله راح
لطمت خديها وباتت تطلق صرخاتا هزت صداها أرجاء البلدة بأكملهالا تدري ما إذا كانت صرخاتها المدوية تلك تطلقها لأجل مصابها الجللۏفاة شقيقها الوحيدإما أنها حزنا وقهرا على أموالها التي حصلت عليها من سمية عنوة عنها مقابل مساعدتها في ټدمير زواج إيثار وحصول الاخرى عليه ك زوجا لهاوالان فقدت كل شيء بلمح البصر
هبت المرأة بعدما لاحظت صرخات ابنتها الطامعة وتيقنت بأنها تنعي مالها وتندب حظها وليس أخاها لتمسكها من ذراعها وتسحبها باتجاه الخارج تحت صيحات وتدخلات النساء اللواتي حاولن تخليص الفتاة من قبضة والدتها ولكن هيهاتظلت تجرها حتى وصلت بها إلى البوابة لتلقي بها خارج المنزل وهي تقول صاړخة
إطلعي برة وإياك تخطي برجلك هنا تاني البيت ده بقى محرم عليك
وبشهد كل الناس اللي موجودةإن مۏت قبلك غسلي وجنازتي محرمين عليك
وحدي الله يا أم علاء وإعقلي نطقتها منيرة لتهب المرأة وهي تغلق الباب بوجه كلتاهما
غوري يا ولية إنت كمان وخدي مرات إبنك من هنا مشوفناش من وراكم خير
قالت كلماتها لتقذف الباب بوجهيهماحولت الفتاة بصرها إلى والدها الجالس فوق المقاعد يتلقى واجب العزاء لنجدتها لكنها تفاجأت به يرمقها باشمئزاز وكره فعلمت أن والدتها أخبرته بقصة الذهب فقررت الإنسحاب للحفاظ على ما تبقى من كرامتها التي بعثرت أمام سكان البلدة بأكملهااستغرب عزيز المجاور لوالد زوجته ما حدث للتو لكنه قرر التغاضي للوقوف بجانب الرجل في هذا الظرف السئ سندتها منيرة ونوارة التي خرجت خلفهما لتذهب بصحبتيهما هتفت منيرة متسائلة بتشكيك لما حدث
هو فيه إيه بينك وبين امك يا نسرين الولية زي اللي صابها الجنان أول ما شافتك قدامها!
ابتلعت لعابها لتجيب بنحيب ودموع لم تنقطع حزنا على شقيقها واموالها معا فقد تلقت ضړبة مزدوجة ممېتة
واحدة إبنها الوحيد ماټ غرقان وحتى جثته لسة مدفنتهاش
عوزاها تجيب العقل منين!
ضيقت بين عينيها بتشكيك لروايتها
واشمعنا إنت اللي عملت معاك كده!
لتتابع بتبرير متعجب
ما اختك قاعدة جنبيها وساندين على بعض الإتنين
صړخت بعدما فقدت القدرة على التحمل من كثرة الضغط عليها من تلك المرأة فاقدة
الحس
هو أنت بتحققي معايا ولا إيه ماتسبيني في حالي مش كفاية المصېبة اللي حطت على دماغي
نطقت نوارة بعدما شاهدت إنهيار تلك ال نسرين لتقول برجاء
خلاص يا مرات عميسبيها في اللي هي فيه
لوت فاهها واسنداها طوال الطريق حتى وصلا للمنزل لتهرول نسرين إلى مسكنها وتبدأ في الصړاخ والعويل نادبة لحظها العسر بعد أن خسړت كل شئ
ليلا
ولج عزيز إلى
مسكنه وجدها مسطحة فوق تختها تبكي وتنتحب باڼهيار تام جلس بجوارها وتحدث بعدما ربت على ظهرها
البقية في حياتك يا نسربن الله يرحمه
لم تجيبه بل ظلت على وضعها وصوت شهقاتها ارتفع ليسألها متعجبا لما رأى دون مراعاة حالتها النفسية
هي خالتي نوال رمتك برة البيت ليه يا نسرين!
الټفت اليه لتهب جالسة وهي ترمقه پغضب
هو فيه إيه النهاردة محدش عنده
ډم ليهالكل بيسأل عن اللي حصل من أمي ومحدش واخد باله إن أخويا الوحيد ماټ
هو حد قالك حاجة يا بنت الناس علشان ټصرخي كده ماأنا أول مادخلت قولت لك البقية في حياتك نطقها بحدة ليسترسل موضحا بتعجب
وبعدين سألتك علشان بصراحة اللي حصل من امك غريب وملوش تفسير
لاحت بمخيلتها كڈبة لتقول لتنأى بحالها من أسألتهم التي ارهقت عقلها وزادت من سوء حالتها النفسية
كنت متخانقة أنا وعلاء قبل ما يمشي بيوم إرتحت يا عزيز!
تطلع عليها بضيق ليهز رأسه بلامبالاة وتمدد بجوارها ليغفو بعد قضاء يوم شاق بالنسبة للجميع
عصر اليوم التالي
كانت تجلس بصحبة نجلها تراجع معه دروسه بتمعن واهتمام استمعت لصوت رنين هاتفها ف ردت حين وجدته رقم نوارة
إزيك يا نوارة
ردت تلك الخلوقة بصوت هادئ
الله يسلمك يا إيثار عاملة إيه يا حبيبتي ويوسف عامل إيه
إحنا بخير الحمدلله طمنيني على بابا قالتها باهتمام وترقب لترد الاخرى
الحمدلله كويس
أخذت نفسا لتسألها باطمئنان
الفلوس اللي بعتها لك على الكاش وصلتك
آه يا اختي كتر خيركصرفتهم ورحت اشتريت بيهم الكوتشات للعيال نطقت كلماتها بعرفان لتلك الحنون التي تبعث لها بين الحين والاخر بعض الاموال كي تساعدها على شراء بعض مستلزمات الصغار سرا بدون علم أحد حتى وجدي بذاته وكان هذا شرط إيثار لتسترسل نوارة
أنا متصلة بيك علشان اقول لك إن علاء أخو نسرين تعيشي إنت
اتسعت عيني إيثار لتقول بصوت متأثر
لا حول ولاقوة الابالله العلي العظيم إتوفى إمتى وإزاي
قصت لها ما حدث تحت حزن إيثار على خسارة الشاب لعمره لتتابع الاخرى بتوضيح
أنا قولت أبلغك علشان تكلميها وتعملي الواجب
تنهدت بهدوء لتقول بعقلانية
خليني بعيد عن نسرين أحسن يا نوارة أنا مشفتش منها قليل واللي عملته فيا كتير كفاية إنها طول الوقت بتحرض ماما وعزيز عليا
واسترسلت بتخوف
وبعدين دي بني أدمة مريضة مش بعيد تفتكر إني مكلماها علشان اشمت فيهاوتسمعني كلمتين ملهومش لازمة
لتستطرد بحزم
ربنا يصبرها ويرحم اخوهابس هي وعزيز البعد عنهم غنيمة وانا مش عاوزة اتواصل معاهم لأي سبب
اللي يريحك إعمليه يا إيثارأنا قولت اقول لك وإنت أدرى بمصلحتك قالت كلماتها لتسترسل بإبانة ما حدث
على العموم أهو ربنا خد لك حقك منهاوزي ما حرضت أمك عليك ربنا سلط أمها طردتها وبهدلتها من قلب العزا بتاع أخوها
ضيقت بين عينيها لتسألها باستغراب
مش فاهمة وأمها تطردها ليه
أجابتها
ولا حد يعرف حاجة الولية زي ما تكون اټجننتفضلت تزق فيها لحد ما رمتها برة البيت واللي طالع عليها إنت ودهبك الملعۏن السبب في
مۏت ابني
بلامبالاة أجابتها الأخرى
ربنا يسهل لها بعيد عني خدي بالك من الولاد ولو احتجتي أي حاجة أو بابا ناقصة أي حاجة رني عليا وأنا هبعت لك على طول
شكرتها بعرفان لتنهي المكالمة وتعود إيثار لمتابعة المذاكرة للصغير
بعد مرور يومان
يفترش عزيز وشقيقاه النجيل داخل أرض والدهم وهم يعدون مشروب الشاي على تلك الڼار الشاعلة من بعض قطع أخشاب الاشجار نطق عزيز موجها حديثه إلى أيهم
بقول لك إيه يا أيهم ماتتصل باختك وتحاول معاها تاني في موضوع عمرو ولا عاجبك وقف الحال اللي إحنا فيه ده
رد وجدي سريعا
بتذكير
وبعدين معاك يا عزيز إنت نسيت كلام أبوك وتهديده للي هيقرب من إيثار
أجابه موضحا مغزى حديثه
يا ابني إفهم الكلام هو أنا بقول له روح هاتها متكتفة ولا ڠصب عنها
ليسترسل بإبانة وهو يرفع الوعاء من فوق الڼار ليبدأ بسكب الشاي داخل الاكواب
هو ليه كلام معاها وهي بتسمع لههي تفاهم معاها بالراحة وهيقول لها كلمتين عن حالنا وحال عيالنا اللي يحزن يحنن بيهم قلبها علينا
ريح نفسك يا عزيز إيثار من بعد أخر مرة كلمتها فيها وهي مش طيقاني وحطتني في اللستة جنبكم نطق كلماته بحزن سكن عينيه ليسترسل لائما على شقيقه
وبعدين مالها ظروفنا يا عزيز ما احنا الحمدلله زي الفل اهو أنا ووجدي موظفين وانا لقيت شغلانة تانية بالليل والحمدلله المرتبين ممشيين الحال وادينا سيبنالك نتاج الأرض كله ليك ولعيالك عاوز إيه بقى
ارتشف من كوبه لينظر لشقيقه بعدم رضا وهو يقول ناقما على حاله
نتاج أرض إيه يا حسرة اللي بتتكلم عليه يا سي ايهم هي الملاليم دي بتعتبرها فلوس
ليستكمل بنبرة ساخطة
مش شايف العز
اللي ولاد نصر غرقانين فيه وكل مادا فلوسهم بتكتر وتزيد وإحنا يزيد فقرنا
قال وجدي برضا بعدما فقد الأمل في العودة للعمل مع نصر بعد قرار والده الحاسم
الحمدلله على اللي إحنا فيه يا عزيزبص لغيرك اللي مش لاقي الرغيف الحاف واحمد ربنا
هتف بسخط ومعارضة
وليه تبص للي مش لاقي متبص للي بيلعب بالفلوس لعب
نطق أيهم بنبرة حادة لغلق هذا الموضوع
بص
للي إنت عاوز تبص له يا عزيز بس إبعدني عن موضوع إيثار أنا مش عاوز اغضب أبويا ولا محتاج حاجة من ورا نصر وعياله أصلا
نطقها تحت ڠضب عزيز وحدة ملامحه
كانت تغفو بغرفتها منهك وعلى حين غرة شعرت بشيئا ثقيل جثى فوقها لتفتح عينيها ببطئ لتجده صغيرها الذي صاح بنبرة حماسية
يلا يا مامي علشان نروح نشتري حلاوة المولد وعاوز كمان حصان
حاضر يا حبيبي نطقتها بهدوء لتقوم وتبدل ثيابها وتذهب بصحبة الصغير
ولج لداخل الكافية المرفق بمحل الحلوى الشهير بالعاصمة بصحبة صديقه المستشار شريف ليتناولا قطعتان من الحلوى مع احتسائهما لكوبين من القهوة الساخنة جلسا وبدأ باحتساء قهوته مع مناقشتهما لقضية تشغل الرأي العام وأثناء تطلعه للشارع من خلال جدران المحل الزجاجية توسع بؤبؤ عينيه وانتفض قلبه بداخل صدره معلنا عن عصيانه وهو يرى من سلبته راحة باله برحيلها وهي تترجل من سيارتها ممسكة بكف طفل صغير توقع أنه نجلها كاد قلبه أن ينخلع من مكانه ليسبقه مهرولا عليها وبدون سابق إنذار
انتفض من مقعده ليسأله شريف متعجبا
على فين يا فؤاد باشا!
هروح أختار علبة حلاوة وأحجزها علشان اخدها معايا وأنا مروح هكذا أجابه ليومي له الاخر
ساقته قدميه إلى ان وصل امامه نظر لها بعينين تفيض اشتياق وولها وتألمافقد أصبح في ابتعادها كسفينة بلا شراع تتوه في ظلمات البحر ولا تجد لها مرسى كانت تقف أمام الفترينات المعروض بداخلها الحلوى لتنتقي من بينها القطع المحببة لديهما نتبهت حاسة
الشم لديها على رائحة عطره المميز لتلتفت سريعا باحثة بعينيها عنه كما العطشان للإرتواء ليهتز وينتفض قلبها حين رأته يقف بجانبها يشملها بنظراته الولهة لتبتلع ريقها خجلا بعد رؤيته لها بتلك الحالة اخرج صوته المهزوز وهو يقول بنبرة أقرب للهمس
إزيك
تحمحمت لتجلي صوتها كي لا يخرج متأثرا بالمفاجأة لتقول بهدوء
الحمدلله
نزل ببصره للأسفل ليتطلع على الفتى المتشبث بكفها ليسألها بتأثر
ده إبنك
هزت رأسها بإيجاب لينحني لمستوى الصغير وهو يقول بابتسامة بشوشة وصوت حنون
إزيك يا يوسف
الحمدلله قالها ببرائة ليسأله فؤاد بمداعبة بعدما انتوى التقرب منه
إنت مش عارف أنا مين
نفى الصغير بهزة من رأسه ليسترسل بعد أن قرر مشاكسته
أنا شرشبيل
توسع بؤبؤ عيني الصغير وفرغ فاهه ليبتسم الأخر على تعبيرات وجهه الملائكي ويكمل مسترسلا
شرشبيل اللي كلمت مامي الساعة ثمانية مش فاكرني
رفع الصغير رأسه لأعلى ليستعين بها وجدها مبتسمة بخفوت ليعود الصغير ببصره إليه مجددا وهو يقول نافيا
شرشبيل إزاي وإنت عندك شعر حلو كده!
انطلقت ضحكة عالية من فؤاد تعجبت لها وهي تتطلع على وجهه لتراه كحديقة مزدهرة بربيعها نظر لها وتحدث بدعابة
ده مش شعريأنا إستلفته من سنفور علشان اقابلك بيه
قال كلماته ولثم الصغير من وجنته ليهب واقف وهو يقول بإصرار
إحنا لازم نتكلم على فكرة
بوجه مقتطب أجابته بصرامة بعدما تحكمت بمشاعرها
مبقاش ينفع يا سيادة المستشارالكلام مبقاش ليه لازمة خلاص
إقعدي معايا وخليني أشرح لك وجهة نظري وبعدها قرري قالها بترجي لترد باقتطاب
بيتهيء لي إنك قولت اللي عندك وأنا جاوبت بطريقتي
وانا غيرت كلامي نطقها بايحاء لطلبه للزواج منها رسميا لترد بقوة
وأنا كمان غيرت كلامي
قطب جبينه بعدم فهم مقصدها وأشار للعامل قائلا وهو يسلمه الصغير ليتحدثا بأريحية بعيدا عنه
خد يوسف قعده على تربيزة وهات له أيس كريم
نظر الصغير يستشف موافقة والدته من عدمها لتومي له بعينيها فتحرك بصحبة العامل عاود النظر لها لتسترسل ما بدأته بإبانة
موضوع الإرتباط أنا قفلته وللابدأنا أصلا كنت قفلاه ورافضة أي مبادرات لفتحه
لتسترسل بخيبة أمل وحزن ظهرا بعينيها
والحمدلله إنت اثبت لي إني كنت صح في قراريوإني كنت غبية لما حبيت ادي لقلبي فرصة تانية بس كويس اللي حصل علشان افهم اكتروكأن الدنيا بتقولي إفهمي يا غبيه ملكيش نايب ولا نصيب في الحتة دي ومتحاوليش تقحمي نفسك وټخطفي حق مش مكتوب لك
تنفس پألم ليقول بذات مغزى
مينفعش تحكمي على حد من غير ماتفهمي ظروفه
ميلزمنيش أعرف ظروف حد أنا واحدة بحارب ضد التيار الدنيا كلها معنداني ومعنديش إستعداد أشيل هموم غيريكفاية عليا قوي اللي أنا فيه نطقت كلامها باستسلام لتتابع بمغزى
أنا عندي مشاكل كتير قوي مع عيلة إبني وحتى أهلي نفسهم عندي معاهم مشاكل
هقف معاك وفي ظهرك وهكون سندك قدام أي حد يتعرض لك نطقها بصدق وقوة لترد بثبات واصرار كي تثبت له أنها اتخذت قرارها وقضي الأمر
ربنا معايا وده كفاية قويطول عمري وانا سند لنفسي ولإبني وربنا بيقوينييعني مش محتاجة لسند
قالتها لغلق الموضوع ليهمس بقلب يتألم وعينين تترجى لأجل إحياء قلبيهما
بس إنت كده بتحكمي على قلوبنا بالإعدام
عارف نطقتها
بتأثر ليتمعن بعينيها مترقبا لحديثها بلهفة كما المسمۏم للترياق لتتابع بلمعة لغشاوة دموع بعينيها
على قد ما كلامك وجعني وكسرنيعلى قد ما حمدت ربنا إنه حصل لأنه نبهني وخلاني أفوق لنفسي واكتفي بإبني
لتنظر للصغير بعينين تفيض حنانا
يوسف بالنسبة لي الدنيا وما فيها وأنا مش مستعدة اخسره قدام أي مكسبحتى لو هدوس على قلبي اللي كده كده اتحكم عليه بالإعدام من يوم طلاقي من عمرو
برغم
تأثره الشديد لكلماتها وكم الألم الساكن بعينيها إلا انه شعر بڼارا مستعرة تغزو جميع شرايينه لتسري
بها ضغط على أسنانه وهو يقول دون وعي منه
أظن إني قولت لك قبل كده إني مبحبش الست بتاعتي تنطق باسم راجل غيري
ابتسامة ساخرة ارتسمت فوق جانب شفتها لتنطق بما أحزنه
على فكرة يا سيادة المستشارإنت وعمرو متختلفوش عن بعض كتير إنتوا الإتنين دخلتوا لي عن طريق الكلام المعسول وأسر مشاعري وبعدها دبح توني بس كل واحد إتفنن بدب حي على طريقته الخاصة
اتسعت عينيه بذهول ليسألها لائما
إنت بتشبهيني بالحقېر اللي خانك يا إيثار!
اجابته بقوة ممزوجة پألم
ما أنت كمان خونت ثقتي الكبيرة اللي حطيتها فيك خونت وعودك بأنك هتكون لي الأمن والأمان ومشفتش منك غير خيبة الأمل والحسړةوعدتني بالجنة وملقتش معاك غير جهنم اللي رمتني اتشوي فيها بعد عرضك المهين
أخذت نفسا عميقا قبل أن تقول پألم
إنسى وحاول ترجع لحياتك قبل ما تشوفنيوأخرج برة وهم إنك حبيتني لانك محبتنيش
سألها متعجبا بتأثر
أنا محبتكيش أمال اللي أنا فيه من بعدك ده تسميه إيه!
بلامبالاة أجابته
سميه
تعود زعل على حاجة كان نفسك فيها وأقلمت حياتك إنك هتملكها قريب وما طولتهاش لكن حب مظنش لأن اللي بيحب بيحافظ على كرامة اللي بيحبه وعمره ما يقبل بجرحه
هم بالرد لكن قاطعه اقتراب أحدهم الذي تحدث بكثيرا من الود إلى إيثار وهو ينظر لها باشتياق
إيثار إزيك
الټفت لاستكشاف صاحب الصوت لتبتسم بإشراقة أنارت وجهها وأشعلت قلب ذاك المحب الغيور لتقول بصوت مهذب
إيه المفاجاة الحلوة ديإزيك يا وليد
إنه وليد حسين حبيب لارا أيمن والتي تعرفت عليه من خلال لارا حيث حددت موعدا قبل السابق لثقتها برأي إيثار ورأته بعدها عدة مرات بحفلات أعياد ميلاد بمنزل أيمنابتسم لها ليسألها باهتمام
بتعملي إيه هنا
اشارت على يوسف الجالس يتناول المثلجات باستمتاع وهي تقول
جاية مع يوسف نشتري حلاوة المولد
الټفت للصغير ليتحدث باشتياق
المچرم ده واحشني جدا هروح أسلم عليه وارجع لك
ليتابع باهتمام شديد دون ملاحظة وجود فؤاد
لازم نتكلم في الموضوع إياه
أوك مستنياك نطقتها بهدوء لينسحب وليد تاركا ذاك الذي ېحترق ليضع يداه داخل جيبي بنطاله ويسألها بنظرات حاړقة
مين الباشا!
ليستطرد بعينين تطلق سهاما ڼارية
وموضوع إيه ده إن شاء الله اللي عاوزك فيه!
قطبت جبينها متعجبة حدتهلقد تخطى حدوده فقررت ان تجيبه بما أحرق قلبه وزاد من اشتعاله
وحضرتك بتسأل بصفتك إيه!
احتدت ملامحه لينطق من بين اسنانه
إيثاااار ردي عليا وبلاش تجننيني
رمقته بحدة لتجيبه بذات مغزى
ياريت يا سيادة المستشار متتخطاش الحدود اللي بينا وياريت كمان دي تكون أخر مرة تقحم نفسك في حياتي أو إني أشوفك أصلا
أصلا نطقها معقبا بحاجب مرفوع لتتجاهل غضبه وتتركه دون استئذان وهي تتحرك باتجاه نجلها و وليد تاركة إياه يغلى من شدة غضبه وغيرته اثناء حديثها مع وليد وجدته يذهب إلى الكاشير فعلمت أنه قرر أن يدفع عنها فاتورة مشترواتها فاستأذنت من وليد لتصطحب الصغير من كف يده إلى أن وصلت سريعا لتتحدث بحزم للكاشير
حسابي كام لو سمحت
الأستاذ دفع الحساب خلاص نطقها الموظف ليحتد صوتها وهي تنطق بقوة
والاستاذ ولا غيره يحاسب لي ليه
لتستطرد بقوة
أنا اللي طلبت منك الأوردر وأنا اللي هحاسب عليه
تحمحم ليقول بإحراج
خلاص يا إيثار محصلش حاجة دي هدية بسيطة مني ليوسف
رمقته بقوة ترجع لحساسيتها بأمر المال لتهتف بحزم شديد
يوسف مبياخدش هدايا من حد والحمدلله معانا اللي يكفينا ويعيشنا مستورين وميخلناش محتاجين حاجة من أي حد
حولت بصرها لموظف الكاشير لتقول بنبرة جادة
الحساب وإلا هسيب لك الحاجة وهمشي
نظر الرجل إلى فؤاد ليومي له ليرد له المال من جديد ويتسلم منها ثمن علبة الحلوى وحتى حلوى الصغير المثلجة الذي تناولها
نزل لمستوى الصغير وغمره ثم
ابتعد عنه ليقول بابتسامة صافية
أنا مبسوط قوي إن أنا شفتك واتعرفت عليك
بس أنا مش مصدق إنك شرشبيل هو مش شبهك أصلا نطقها الصغير بتشتت ذهني ليبتسم له ومرر كفه فوق وجنته بحنو وهو يقول
إنت جميل قوي وذكي وانا حبيتك
رفع بصره إلى تلك المتطلعة عليهما تتابع بتأثر لييسترسل بذات مغزى
قول لمامي ياريت تمشي ورا إحساسك وسيبي نفسك لقلبك قولها إنها هتكون في إيد أمينة هي وچو
يلا يا يوسف نطقتها بتأثر ليقف فاردا ظهره ليقابلها ويتمعن بالنظر
داخل مقلتيها وهو يقول بنبرة صادقة
مش هيأس وهستناك لحد ما تهدي علشان نقعد ونتكلم
يبقى هتقضي باقية عمرك كله مستني يا جناب المستشار نطقتها بحزم ليجيبها بنظرة تحمل الكثير من الغرام
ولو لأخر يوم في عمري بردوا هستناك
ابتلعت لعابها وقبل أن تتأثر بشعاع عينيه الساحرة جذبت صغيرها بعدما
تسلمت العلبة لتنسحب إلى الخارج ليتابع ذهابها حتى استقلت سيارتها وانطلقتحول بصره سريعا لذاك الوليد وأخرج هاتفه ودون ملاحظة أحد أخذ له صورة عن طريق الهاتف ليبعثها لأحد رجاله ليقوم بالتحري عنه لمعرفة شخصه وبعد عدة ساعات كان لدية تقرير وافي عنه ليرتاح قلبه بعدما علم بعلاقته الجادة بإبنة أيمن الاباصيري
بعد مرور حوالي إسبوعين
كانت داخل إجتماع منعقد بين أيمن وفريق العمل ورجل أعمال أخر لإبرام
إحدى الصفقات استمعت لصوت هاتفها فنظرت لتجد شقيقها أيهم ضغطت لتجعل الهاتف صامتا لكنها تعجبت على إسراره ومازاد من تعجبها إتصال عزة بعد عدة محاولات من ايهمانتظرت حتى انتهى الإجتماع بعد نصف ساعة لتهرول لمكتبها وتعاود الإتصال بشقيقها الذي هتف سريعا بصوت متأثر
إنت فين يا إيثار عمال ارن عليك بقالي ساعة
اړتعب داخلها لتسأله بارتياب
فيه إيه يا ايهم
بابا تعبان قوي وطالب يشوفك نطقها الشاب بصوت حزين لتنطق بقوة وصوت حاد
قول لعزيز يلعب غيرها وإتقوا الله بقى وسبوني في حالي
بنبرة اشبه بباكية اخبرها الشاب
أبوك بېموت يا إيثارأنا بكلمك من مستشفى المركز والدكتور كلامه ميطمنش
هتفت بصوت يرتجف من شدة تخوفها
إنت بتقول إيه بلاش كڈب بقى
بصوت متأثر نطق بقسم
والله العظيم ما بكذب عليك هو بيعمل إشعة جوة ومعاه وجدي وأول ما يخرج هخليه يكلمك علشان تصدقي
نزلت كلماته عليها لتزلزل كيانها بالكامللم تدري بحالها إلا وهي تغلق الهاتف وتلملم أشيائها لتهرول على مكتب أيمن وتخبره بما حدث فقال لها مطمأنا إياها
روحي إطمني عليه وابعتي لي عنوان المستشفى اللي هو فيهاوانا هخلي أحمد يبعت لك عربية إسعاف مجهزة تنقله للمستشفى عندنا
شكرته بعرفان وانطلقت بسرعة البرق لتستقل سيارتها متجهة للمركز للحاق بوالدها العزيز والإطمئنان على صحته
ترى هل حقا غانم مريض أم أنها لعبة جديدة من ألاعيب عزيز وستقع إيثار داخل مصيدة نصر المتربص بها ليقدمها كربانا إلى زوجته المتجبرة لتنفذ إنتقامها منها
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل التاسع عشر
أنا لها شمسبقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
كانت تقود سيارتها بسرعة فائقة وكأنها تسارع الزمن لتصل إلى عزيز عينيها قبل فوات الاوان لم تنقطع دموعها منذ أن انطلقت بسيارتها وللأنفكرة أن والدها من المحتمل أن يفارقها تدمي قلبها وتجعل داخلها ينتفض رعباهل سيرحل ذاك الحبيب ويتركها تواجه عالمها المستوحش بلا سندنعم لم يكن لها بالسند القوي طوال الوقت لكن طالما ظهرت قوته بالوقت المناسبفكلما تكالب عليها الذئاب واظهروا مخالبهم إستعدادا لنهشها لينال منها الإحباط تحت كثرة عددهم وعندما تشارف على لفظ أنفاسها الاخيرة يظهر هو لينقذها من براثن أعدائها وينأى بها بعيدا عن خبثهموصلت في وقت قياسي لشدة سرعتها صفت السيارة أمام المشفى وترجلت تهرول للداخل حتى وصلت للإستقبال ومنه إلى المكان المتواجد به أبيها حسبما وصف لها موظف الإستقبالخطت خطوتان لتفاجيء بوجود عزيز وأيهم ينتظران خارج غرفة الكشفأخذت نفسا عميقا لتمد حالها بالصبر لتحمل اسلوب شقيقها المستفز قبل أن تتحرك وتخرج صوتها المړتعب وهي تسأل شقيقها
بابا فين يا أيهم
الټفت كلاهما باتجاه الصوت ليهب أيهم مهرولا نحو شقيقته ليمسك كفها وهو يقول بحزن تجلى بصوته وظهر داخل عينيه
مع الدكتور جوة ومعاه ماما و وجدي
كان صدرها يعلو ويهبط بقوة وأنفاسها تتعالى لشدة خۏفها الممتزج بهرولتها إلى أن وصلتوقبل أن تسأله عن حالة والدها باغتها مقاطعا ذاك الجالس يترقب طلتها
طب إرمي السلام على اللي قاعدينده حتى السلام لله
طالعته بملامح جادة لتقول بنبرة هادئة
إزيك يا عزيز
الحمدلله يا بنت أبويا نطقها ليقف منتصب الظهر وتحرك حتى وقف قبالتها يطالعها بحنان تعجبت له والادهى من ذلك صوته الهادئ الذي نطق به وهو يحاول طمأنتها
مټخافيش أبوك شديد هيقوم منها وهيبقى زي الفل
تعجبت تغييره الكلي في معاملتها لكنها تغاضت عن الأمر ورجحت تصرفه إلى ارتباكه وحزنه على والديهما فتحدثت إليه بنبرة متأثرة
أنا عاوزة أشوفهوعاوزة اتكلم مع الدكتور
لأول مرة بسنوات عمرها يقترب منها ويجذبها لداخل أح ضانه ليهمس بهدوء وهو يربط على ظهرها بحنو
قولت لك مټخافيش ابوك عفي وهيقوم منها بالسلامة
تسمر ج سدها وتشتت تفكيرها وللحظة باتت تتسائلمن هذا بحق الله!
أهذا هو عزيز بعينه! ذاك القاسې من تذوقت على يديه جميع أنواع الذل والمهانة!
فاقت من شرودها على صوت باب غرفة الكشف الذي فتح لتبتعد سريعا عن حض ن شقيقها المزيف والتي لم تشعر به الټفت لتجد شقيقها ووالدتها تسندان غاليهاصاحت باسمه وهي تهرول إليه كطفلة لم تتعدى الأربعة أعوامانشرح صدره وتهلل وجهه لرؤية صغيرته التي ارتمت وهي تقول بصوت مخټنق بالعبرات رغما عنها
سلامتك يا باباألف سلامة
ابتعدت كي لا ترهقه وما أن تطلعت عليه بتمعن حتى انخلع قلبها ړعبا عليهفقد شحب وجهه كثيرا وسكن عينيه المړض حيث أصبح بياض عينيه
أصفرا أما فقد نحل وفقد كثيرا من وزنهاختنقت بالعبرات وما شعرت إلا بدموعها تنسدل فوق وجنتيها بعد أن رأت حالته المزريةتحدث بصوت متقطع نتيجة مرضه
كويس إنك جيتي يا بنتي علشان أشوفك قبل ما ربنا ياخد أمانته
أردفت سريعا وهي تنفي برأسها بينما تتناثر دمعاتها المټألمة وهي تحاول زرع الأمل في نفس غاليها
متقوليش كده يا بابا إنت هتتعالج وهتبقى كويس إن شاء الله
رمقتها منيرة بنظرات حادة لتقول
ناهرة
إوعي من طريقه خلينا نقعده علشان يرتاح
ابتعدت لتفسح
له المجال ليجلس بعد عدة خطوات ساندا ظهره للخلف مغمض العينيننظرات باردة تبادلتها مع والدتها التي رمقتها بسخط لم تشعر بلحظة حنين او اشتياق بداخل عيني تلك القاسېة برغم إبتعادها عنها وعدم رؤيتها لعدة شهور أخذت نفسا عميقا لتستفيق على صوت شقيقها وجدي الذي وضع كفه على كتفها ليجبرها على الالتفاف له
حمدالله على السلامة يا إيثار
الټفت ليجذبها بين وهو يقول
عاملة إيه
ابتعدت قليلا لتخبره بهزة من عينيها
أنا بخير الحمدلله
واستطردت مستفسرة
الدكتور قال لكم إيه عن حالة بابا
لسة الإشعة مطلعتشالدكتور قال إنه هيتحجز هنا في المستشفى كام يوم علشان يتابعوا حالته ويشوفوا عنده إيه قالها بهدوء لتنطق وهي تنسحب بهدوء داخل غرفة الطبيب
أنا هدخل أسأله بنفسي
لوت منيرة فاهها ورمقتها بسخط بعدما تجاهلت وجودها ولم تلقي عليها حتى السلام او تسألها عن حالهاولجت إيثار بعد الإستئذان لتسأل الطبيب عن حالة غاليها ليجيبها الطبيب أن حالته ليست بأحسن حال من خلال قياس النبض والهيئة العامة النحيل لكنه لا يستطيع تحديد خطۏرة الوضع من عدمه إلا بعد ظهور نتيجة التحاليل والأشعة التي أجريت لهأخبرته أنها ستنقل والدها لمشفى الاباصيري الإستثماري ليذهل الرجل من ذاك الإسم اللامع والشهير بعالم الطب ليتعجب داخله من كيفية دخول شخصية بسيطة ك غانم إلى مشفى إستثماري كبير ك مشفى الأباصيري
خرجت من عند الطبيب لتخبر والدها وأشقائها بانتقال والدها لمشفى كبير بالقاهرة ليقول والدها باعتراض بصوته الخاڤت
أنا مش رايح لمكان يا بنتي خليني أموت على فرشتي أحسن
انحنت لتجلس تحت ساقيه لتقول بنبرة تشع حنانا بعدما ضمت كفيه بخاصتها
العمر الطويل ليك يا حبيبيإحنا هنروح مستشفى كبيرة وهيتعمل لك كل اللازم هناك وهتخف وصحتك هترجع احسن من
الأول كمان
مالت على كفيه لتطبع حنون لترفع وجهها تطالع عيناه مسترسلة بتفاؤل
وبكره هفكرك
ابتسم بوهن وبصعوبة رفع كفه ليمرره فوق وجنتها الناعمة ليشعر بحنان الدنيا يملؤ عينيها التي تطالعهاخيرا قررت تلك عديمة الإحساس التخلي عن صمتها لتتحدث بملامح وجه صارمة
ودي مين اللي هيدفع فلوسها إن شاء الله
حزن غانم من كلمات زوجته وشعر بالعجز وبأنه عالة على الجميع لتهتف سريعا بعدما شاهدت تعبيرات وجهه الحزين
محدش هيدفع حاجةدي مستشفى إبن الباشمهندس أيمن مديري وهو هيعمل لي تخفيض كبير
تابعت مسترسلة كي لا تشعر والدها بالحرج
اللي هدفعه هيكون مبلغ رمزيوبعدين الدنيا كلها فدى إن بابا يقوم بالسلامة
ابتسامة حزينة ارتسمت بجانب ثغره لتهتف منيرة بتبرير بعد أن رأت الأسى على وجه زوجها
طبعا فداه الدنيا كلها بس الإيد قصيرة والعين بصيرة
واسترسلت عن قصد وهي ترمقها بذات مغزى وكأنها تحملها ذنب حالة أشقائها
وزي ما أنت شايفة حالة إخواتك لا تسر عدو ولا حبيباللي ميشوفش من الغربال يبقى أعمى
وصلها المغزى من الحديث التي سأمته وما ان تطلعت لأبيها بحنان حتى جذب انتباهها صدوح رنين هاتفها لتخرجه من حقيبة يدها لتفاجئ برقم أيمنوقفت وهي تتحدث لأبيها تعلمه
ده الباشمهندس أيمن بيتصل علشان يطمن عليك وياخد عنوان المستشفى هيبعت لحضرتك عربية إسعاف مجهزة تنقلك علشان تكون مرتاح
تمعنت بعينيه مستفسرة
هدي له العنوان يا بابا
اومأ بضعف لتقف جانبا تعيد الإتصال الذي انقطع وتخبر أيمن بالعنوان ليبعثه في الحال لنجله الذي أسرع بإرسال عربة مجهزة حسب أوامر والده حيث أبلغه بأنه سيتكلف نفقة العلاج ليعارضه أحمد بعدما أصر على تحمل المشفى جميع التكاليف واعتبارها حالة إنسانيةوذلك لما يكنه من احترام وتقدير ل إيثار
بعد مرور حوالي الثلاثة ساعاتوصل والد إيثار المشفى ليستقبله أحمد بحفاوة وبدأ بالكشف عليه هو وبعض
الأطباء الأكفاء وإجراء الفحوصات المطلوبة لتحديد ما يعاني منهوبعد قليل بعث أحمد إلى إيثار لتحضر بمكتبه الخاص فقرر وجدي الذهاب بصحبتهاولچا للداخل ليشير لهما أحمد بالجلوس وبدأ بالحديث بمهنية طبيب ماهر
طبعا الإشاعات اللي عملناها لسة نتيجتها هتطلع بكرة والمفروض ما اتكلمش معاكم في حاجة إلا بعد ما نتأكد
أخذ نفسا عميقا ليزفره بقوة دلت على ما ينتوي قوله لينخلع قلبها بعدما توقعت سوء حالة والدها المړضية ليتابع أحمد بحديثا ثقيلا على قلبه
للأسفالدكتور الإستشاري اللي حضر الكشف الأولي على بباكم شاكك في کانسر في الكبدكل المؤشرات بتوحي لكدة
شاكك ولا متأكد نطقتها بقلب ېنزف دما وساقين ترتجفتين لشدة صډمتها من ذاك الخبر المشؤوم والتي تتأمل أن يخطئ الطبيب بتشخيصه لتتابع بصوت مهزوز
أصلها تفرق يا دكتور
تنهد بضيق ليجيبها بمهنية
دكتور سليم متخصص في أورام الكبد وعنده خبرة كبيرة فيه
واستطرد بأسى ظهر بين فوق ملامح
وجهه
ولو مكنش متأكد 100100 عمره ما كان هيبلغني
نزلت كلماته على قلبها الضعيف لتشطره لنصفينلم يسبق لها خوض ذاك الشعور المرير من قبل فقد خاضت معارك كثيرة وذاقت من الخيبات والإنكسارات ما حولها لتلك الصامدة الساندة لحالها لكن تلك المرة تختلف كليافالصدمة هذه المرة تخص الإنسان الأغلى بحياتها والدها الحنون الذي طالما غمرها بحنانه وشملها بعطفه ورعايته وساندها كثيرا كي تتخطى الكثير من عثراتهاسقط قناع القوة
لديها
لتنهمر دموعها ك شلالات بعدما فقدت السيطرة عليها مما جعل شقيقها الذي لا يختلف شعوره عنها بالكثير من أثر الصدمة ليربط على كفها قائلا في محاولة منه لتهدأتها
استعيذي بالله من الشيطان الرجيم واتفائلي خير كل دي لسة تخمينات
بالرغم من وثوقه التام في قدرة دكتور سليم الطبية لكنه أراد أن يمنحها بعض الأمل الزائف كي يرتاح قلبها قبل التأكيد لينطق في محاولة منه لبث التفاؤل لدى تلك الذي نزل عليها الخبر كالصاعقة
أتمنى من كل قلبي إن تشخيص دكتور سليم يطلع غلط أنا حبيت بس أبلغكم علشان تكونوا مستعدين للي جاي لانه للأسف صعب عليه وعليكم قبل منه
تخبطتشتتعدم اتزان بالمشاعرفقدان التركيز وشعورا بالضياع كل هذه المشاعر هاجمتها هي وشقيقها الصامتتحاملت على حالها لتستند بساعديها بجانبي المقعد كي تستطيع الوقوف لتنطق بحروف خرجت مهزوزة بعدما تطلعت إلى أحمد
متشكرة لتعبك واهتمامك يا دكتور
أجاب باحترام لشخصها
ماتقوليش كده يا إيثارإحنا اخوات والباشمهندس موصيني عليك بنفسه وتأكدي إن والدك في إيد أمينة وأي حاجة هنلاقيه محتاج لها على الفور هتتعمل له
بنبرة تملؤها عزة النفس أجابته
متشكرة جدا لحضرتك وياريت تدي خبر للحسابات إني هعدي عليهم بكرة بالكتير
أجابها بنبرة زائفة كي لا ېجرحها ويشعرها بالتقليل
والله الموضوع ده تحليه بينك وبين مديركلأني واخد دفعة كبيرة تحت الحساب
نظرت له بامتنان وخرجت بمجاورة شقيقها لتنطق قبل أن يتجها صوب غرفته التي خصصها له أحمد
وجديالكلام اللي إتقال لنا من دكتور أحمد هيفضل بينا ومش هيخرج حتى لعزيز
واسترسلت بإيضاح
مش عايزين بابا ياخد بالهعلى الأقل لحد ما نتيجة الإشاعات تطلع ونطمن على بابا وإن معندوش حاجة إن شاء الله
حاضر يا إيثار نطقها ليتلفت من حوله وهو يقول بتوجس
المستشفى شكلها غالي قويهتسدي حسابها إزاي ومنين
أجابته بهدوء
أنا معايا فلوس ركناها في البنك تحسبا لأي طوارئ وأظن مفيش ظروف أسوء من كده علشان استخدمها وكمان دكتور أحمد أكيد هيعمل لي تخفيض كبير
دلفا لوالدهما وحاولا التخفيف عنه ليسألها بتوجس
الدكتور قال لك إيه عني يا بنتي
ضمت كفه الضعيف بين راحتيها ومالت بقامتها لتضع حنون عليه ثم طالعته بعينين مملؤتين بالحنان وهي تجيبه بكلمات زائفة تبث من
خلالها السکينة والإطمئنان بروحه
قال إن صحتك زي الفلبس مرهق شوية ومحتاج شوية مقويات مش أكتر
بجد يا إيثار قالها بعينين متأملتين النجاة لتومي له بابتسامة زائفة بينما قلبها ېنزف لرؤية غاليها بذاك الوهنمسدت بكفها فوق وجنته بحنان لتجيبه بأمل تعلم من داخلها مدى زيفه
طبعا يا حبيبيانا عمري كذبت عليك في حاجة
نطقت كلماتها الأخيرة بابتسامة ليهز رأسه نافيا بابتسامة مماثلة لخاصتها كل هذا تحت نظرات منيرة الماكثة بالمقعد المقابل لوقوف ابنتها الجهة الاخرى وهي تزفر بضيق وعدم رضا لما يحدث من حولهالاحظ غانم سخطها فتملك القهر من قلبه وحزن على رفيقة دربه التي سرعان ما تذمرت من مرضه وهذا ما رأه بعينيه منذ الوهلة الأولى التي خارت قواه واستسلم خانعا للمرضلاحظت أيضا إيثار حزن والدها فتألم داخلها
ولجت الممرضة لتقول للجميع
ممكن تستنوا برة لو سمحتمالدكتور جاي بعد شوية هيكشف على الحاج ومحتاجة أجهزه
خرجت هي وشقيقها ووالدتها ليجدوا عزيز وأيهم يجلسان بالمقاعد الموضوعة داخل الممر جاورت منيرة عزيز لتزفر بقوة وهي تقول بتذمر
أنا مش عارفة إحنا إزاي سمعنا كلامها وجينا هناكان مالها مستشفى المركز ما كانت حلوة ومقضية الغرض
لتتابع بسخط ظهر بين على ملامحها وهي تشيح بكفيها بطريقة غاضبة
مالنا إحنا ومال مستشفيات مصرنسيب بلدنا ونيجي نتبهدل هنا ليه!
تطلعت تتمعن بملامح مذهولة لتلك المرأة التي تفتقد لأدنى معاني الإنسانية والحسما أبشعها بكم الأنانية التي تسيطر على كيانهاحتى زوجها لا تطيق تحمل المشقة لأجل مرضهتألمت لموقف والدتها المخذل فتحدثت بنبرة ظاهرها يبدوا هادئا أما باطنها فېحترق
مفيش پهدلة إن شاء اللهالشقة عندي واسعة وتساع الكل
رمقتها باشمئزاز قبل ان تلقي بكلماتها السامة بوجهها
وأنا إيه اللي يدورني في بيوت الناس
طالعتها بنظرات قوية لتهتف بنبرة حادة وكلمات لازعة بعدما فاض بها الكيل من تلك التي لا تشعر بفاجعتهم
يبقى ترجعي بيتك علشان تاخدي راحتك فيهوأبويا أنا وإخواتي هنخدمه ونشيله في مرضه
هتفت منيرة باتهام
وإنت من إمتى حاطة أبوك في دماغك ولا بتعملي له حساب
اشټعل داخلها من حديثها لتقول بنبرة صارمة
طول عمري وأنا صورة أبويا قدام عيونيوأول حاجة بفكر فيها قبل ما أخطي أي خطوة هو بابا والحمدلله عمري ما عملت حاجة وطيت بيها راسه
هتفت بحدة وهي ترمقها بازدراء
وإنت لما سبتي البلد وجيتي تعيشي هنا لوحدك وخليتي اللي يسوى واللي ميسواش
يتكلم عليه كنتي عاملة حسابه!
ردت بقوة
محدش يقدر يجيب سيرتي لأن عمري ما عملت حاجة غلط وبتقي ربنا في كل أمور حياتي
فتحت منيرة فاهها لتنطق ليقاطعها صوت وجدي الذي هتف باستياء
بذمتكم ده وقت كلامكم ده إنتوا مش حاسين بالمصېبة اللي إحنا فيها
الكلام ده تقوله للست منيرة اللي سايبة مرض جوزها وتعبه وبتفكر في بهدلتها برة البيت كلمات لازعة نطقت بها إيثار وهي ترمقهم بحدة لتبتعد وتجلس
وحيدة بعيدا عن تجمعهم وضعت كفاها تحتوي بهما وجهها مستندة بساعديها على ساقيها ليقف أيهم بعد أن قرر الإنضمام إليهاجاورها الجلوس ونظر لها يسألها بعينين متوجستين يوجد بداخلهما أسألة كثيرة وتوهة أكثر
أبوك ماله يا إيثار
فاقت من شرودها على صوته لترفع وجهها تناظره بعينين مملؤتين بالألم والحزن لتطلق تنهيدة طويلة قبل أن تقول بصوت يحمل الكثير من الهموم
إدعي له يا أيهمإدعي كتير واتوسل لربنا إن نتيجة الأشعة والتحاليل تطلع كويسة
للدرجة دي حالته خطېرة
سألها متوجسا لتجيبه بخفوت
بابا تحت عفو ربناإدعي له
إعتدلت بجلستها ونصبت ظهرها لتقابل شقيقها الأصغر وتمد يدها تسحبه لداخل لتربت فوق ظهره بحنان بعدما رأت ضياعه بعينيه ليتنهد الفتى بعد شعوره بدفئ شقيقته الذي حرم
منه منذ أن استمع لوسوسة شياطين الإنس وقرر تركها بأحلك أوقاتها وشدة إحتياجها له بعدما أغراه نصر بالوظيفة والمال
على الجهة الأخرىمال عزيز بجانب أذن والدته ليهمس كي لا يستمع عليه أحد
إهدي شوية على إيثار يا أم عزيز إحنا عاوزين ناخدها في صفنا ونطبطب عليها مش نكرهها فينا أكتر
زفرت بضيق لتهمس بصوت غاضب
البت مش معبراني يا عزيزشافتني ولا كأني أمها
أجابها ببرود على غير عادته لشخصيته المتهورة
معلش يا أم عزيزخليكي معايا للأخر وصدقيني هتنبسطي بالنتيجة
كانت تنظر أسفل قدميها بملامح وجه حزينة أخرجها صوت يلقي التحية فانتفضت واقفة بعدما رأت أيمن الأباصيري وزوجته الجميلة تتأبط ذراعه ويقفا مقابلين جلوسها لتهب واقفة لاستقبالهما لتقول بصوت واهن
أهلا وسهلا
تحدث أيمن متأثرا بالموقف
ألف سلامة على بابا يا إيثار
الله يسلم حضرتك
اقبلت عليها نيللي واحتضنتها برعاية لتقول وهي تربت على ظهرها تحت نظرات منيرة وأنجالها الثلاث
سلامة بابا يا حبيبتيربنا يطمنك عليه
ابتعدت قليلا لتجيبها بأعين ممتنة
الله يسلمك يا مدام نيلليتعبتوا نفسكم ليه وجيتوا دكتور أحمد عامل الواجب معانا وزيادة
ردت نيللي بنبرة صادقة
إنت بنتنا يا إيثارمش عوزانا نقف معاك في محنتك
ليكمل أيمن على حديث زوجته الجميلة
وبعدين اللي أحمد عمله ده أقل واجب وأقل من اللي تستحقه شخصية محترمة زيك
حول بصره على عزيز ومنيرة الواقفان يتابعان الأمر بعيونا مذبهلة لتلك السيدة الأنيقة وذاك الأنيق المحنكحول بصره عليهم وهو يقول
دول أهلك
اومأت بهدوء لتتحرك بجوارهم وهي تقدمهم قائلة
ماما وعزيز أخويا الكبير وده وجدي وده أيهم
رحبت السيدة والسيد بهم بحفاوة برغم علميهما بمدى بشاعتهم وكل ما اقترفوه بحق تلك المسكينةليقول عزيز بمكر
إحنا متشكرين يا باشا على افضالك الكتير ووقوفك مع أختي إيثار
رد أيمن بمصداقية
إيثار أنا بعتبرها زي بنتي لارا بالظبطوأظن مفيش شكر لأب بيراعي بنته
واسترسل
بحديث ذات مغزى بعدما حول نظره إلى منيرة
تسلم تربيتك يا افندم ونعم التربية
هزت رأسها لتقول على عجالة
تسلم وتعيش يا بيه
خرج الطبيب لتلج إيثار إلى ابيها ودعت أيمن وزوجته للدخول لتقول منيرة وهي تلكز وجدي بذراعه
هو ده الراجل اللي اختك شغالة معاه يا وجدي
أومى لها لتتابع بانبهار
دي مراته عاملة زي اللي بنشوفهم في التلفزيون
ابتعد عزيز ليخرج هاتفه الجوال طالبا رقم هاتف عمرو ليخبره بما حدث ويطلب منه الحضور للوقوف معهم ومحاولة استقطاب إيثار والظهور أمامها كفارس على الفور هرول الأخر ملبيا النداء بعد مرور حوالي الساعتين كانت تجلس بالمقعد المجاور لوالدها يجاورها وجدي وأيهمعلى الجهة الأخرى تجلس منيرة وبجوارها عزيز استمعت لبعض الطرقات الخفيفة على الباب ليفتح بعدما صاح عزيز بصوته للسماح بالدخولظهر عمرو ممسكا بعلبة من الشيكولاتة الفاخرة ويرسم على وجهه علامات الزعر حيت اتجه سريعا إلى غانم وهو يقول
سلامتك يا عم غانم إيه اللي حصل
مال على رأس غانم واضعا احترام ليرفع عينيه يتطلع بوله لتلك التي قلبت عينيها بضجر لاعنة سخافته
وقفت منيرة وعزيز مهللين بترحاب
أهلا يا عمرو
قالتها منيرة لتتابع متسائلة
مين اللي قال لك إن إحنا هنا
نظر لعزيز المرتبك ليتحدث بذكاء
كان فيه واحد صاحبي في مستشفى المركز لما عربية الاسعاف وصلت وأخدت عمي غانم اتصل بيا وبلغنيوأنا كلمت مدير المستشفى وعرفت منه انكم هنا
ازيك يا إيثار نطقها بنبرة عاشق لتتجاهله وهي تقول لأبيها
مرتاح يا حبيبي ولا انده لك الممرضة
رد عليها بصوت واهن تحت ڠضب منيرة وعزيز من تصرفها
الحمدلله يا بنتيأنا أحسن كتير
جلس وبدأ بتناول أطراف الحديث بينه وبين والدتها وأشقائها وعينيه تتمركزان عليها لتنسحب للخارج وأبلغت الممرضة بالدخول وصرف جميع من بالغرفة وإبلاغهم بانتهاء موعد الزيارة وبالفعل بعد قليل كانت
تستقل سيارتها وبجوارها عزيز أما بالأريكة الخلفية يجلس أيهم ومنيرة التي اضطرت للمبيت بمنزلها بينما ظل وجدي مرافقا لأبيهظل الجميع في صمت تام إلى أن وصلوا لمسكنهاضغطت جرس المنزل لتفتح
لها عزةولجت ثم تنحت جانبا وهي تشير لهم
اتفضلوا
خطت منيرة بساقيها بمسكن نجلتها التي تدخله للمرة الأولى بحياتها لترمق عزة بنظرات حادة وكأن بينهما ثأراتعجبت عزة ورفعت حاجبها باستغراب لكنها تغاضت عن نظراتها وعزيز لتقول بترحاب حار لأجل ابنتها التي لم تلدها
يا مرحب يا جماعة نورتونا
لتسترسل متسائلة باهتمام
الحاج غانم أخباره إيه
أجابتها إيثار بتنهيدة
الحمدلله يا عزة فين يوسف
أجابتها برتابة
نايم من بدريعمل الهوم ورك وعشيته بعدها
ونيمته بعد ما طلع عيني
دخل الجميع للردهة لتقول منيرة بوجها العبوس
فين المكان اللي هنام فيه علشان أريح فيه جتتي
تألمت لكلمات والدتها القاسېة وقالت بنبرة هادئة كي ترفع عنها أية حرج تشعر به
خلينا نتعشى الأول وبعدين إدخلي خدي شاور ونامي
أنا لا باكل ولا بستحمى عند حد قالت كلماتها الرافضة بطريقة فظة لتهتف عزة بحديث متهكم فهي تكره تلك المرأة حيث دار بينهما العديد من المكالمات الهاتفية التي تنتهي دائما بالشجار والتوبيخ من كلتاهما للأخرى
وبالنسبة للنوم عادي ولا فيه مشكلة هو كمان!
عاتبتها إيثار بإشارة من عينيها لتزفر بضيق وهي تتحرك منسحبة باتجاة المطبخ لتبرطم بصوت عالي استمع له الجميع
أنا هغرف الأكل واحطه على السفرة واللي عاوز ياكل يتفضل واللي مش عاوز براحته
إنت بتقولي
إيه يا ولية إنت نطقتها منيرة وهي ترمقها بنظرات ڼارية لترد الأخرى بنبرة قوية
هو أنا جيت جنبك يا حاجة ولا هي تلاكيك
جحظت عيناي الاخرى لتهتف باعتراض
حاجة! ليه شيفاني قد أمك علشان تقولي لي يا حاجةده اللي يدور عليك يلاقيكي أكبر مني
خلاص يا أما الله يرضى عليك مش ناقصين صداع نطقها عزيز ليرمق عزة بنظرة حادة ليتابع مسترسلا
وإنت يا اسمك إيه
عزة إسمها عزة يا عزيز قالتها إيثار بدفاع قوي عن تلك السيدة التي قامت باحتوائها هي والصغير وبوجودها شعرت بدفئ العائلة وجوها التي حرمت منه ليرد هو بسخط كعادته
أيا كان إسمهاخليها تجهز العشا وتحطه من سكات إحنا اللي فينا مكفينا ومن الصبح وإحنا متبهدلين في المستشفيات
عذرت حدته وعصبيته لتنظر إلى عزة وهي تقول بنظرة توسلية
جهزي العشا لو سمحتي يا عزة
اختفت عزة خلف جدران المطبخ لتلتفت هي للجميع مشيرة بكفها إلى مقاعد الجلوس
إتفضلوا على ما عزة تجهز العشا
واسترسلت وهي تشير بكفها نحو باب الحمام الخارجي
الحمام من هنا لو حابين تغسلوا إديكم ووشكم من جو المستشفى
تحركت منيرة لتغلق باب الحمام خلفها بحدة لتتنهد بأسى اقترب عليها أيهم ليربت على كتفها وهو يقول مبررا تصرفات والدته العدائية
معلشهي مش واخدة على البيات برة بيتها علشان كدة هتلاقيها مهيبرة شوية وردها عڼيف
ابتسمت ساخرة فحقا شړ البلية ما يضحكتنفست لتجيب شقيقها بطريقة متهكمة
إنت بتبرر لي إيه بس يا أيهمده إسلوبها معايا من يوم ما وعيت على الدنيا
زفرت لتهدئ من روعها لتسترسل باستئذان
أنا داخلة أخد شاور وهخرج على العشا وانتوا خدوا راحتكم البيت بيتكم
بعد مدة قصيرة خرجت مرتدية منامة بيتية مريحة لتقول عزة وهي تضع أخر صحن بيدها فوق السفرة
العشا جاهز يا جماعةإتفضلوا
أشارت لهم إيثار وهي تقول
يلا يا ماما يلا يا عزيز
رمقتها بملامح وجه جامدة وبكلمات تفتقر أبجديات الادب قالت
قولت لك مباكلش عند حد غريب
بالكاد انتهت من كلماتها ليصدح صوت رنين الجرس فاتجهت عزة تفتحه لتفاجئ بعامل توصيل الطلبات وهو يقول
فيه أوردر مدفوع التكاليف من مطعم مشويات عنتر علشان حضرتك
عشاني أنا!نطقتها متعجبة لتسترسل بجدية
بس إحنا يا اخويا مطلبناش
أكل تلاقيك غلطان في العنوان
نطق العامل باصرار
لا يا أفندم العنوان مظبوط
تقدم منه عزيز ليسأله مستفسرا
مين اللي باعت الاكل
اجابه
واحد إسمه الاستاذ عمرو البنهاوي
ابتسم بحفاوة ليهتف قائلا وهو يتناول الأكياس من يديه بنهم
تمام يبقى لينا
هتفت بحدة وهي تتحرك سريعا نحو شقيقها لتحثه على عدم استلام الطعام
إدي له الأورد لو سمحت يا عزيزأنا مكلمة عزة من بدري وهي عاملة أكل كتيروبعدين إحنا مش محتاجين أكل من البيه او غيره
انتزعت الاكياس من يداي شقيقها وكادت أن تعيدها للعامل لتباغتها تلك التي انتشلتهم منها وهي تقول بحدة
هاتي الأكل دهعمرو عارف إني مباكلش عند حد علشان كده بعته علشاني
اتسعت عينيها بذهول من تلك التي اختطفت الطعام وولجت للداخل ليشير عزيز للعامل قائلا
خلاص يا بلديناروح الله يسهل لك
انتبهت لتهتف بإيقاف للعامل
استنى
توجهت لحقيبة صغيرة معلقة بجوار الباب لتخرج منها عملة ورقية متوسطة ناولته إياها بشكر ف فالأخير هو غير مسؤل عن ما حدث
ولجت للسفرة لتجد والدتها قد نزعت الاكياس وأخرجت كم هائل من اللحوم والدجاج المشوية ومعها أنواعا كثيرة من السلطات والمقبلات لتهتف بحدة
ممكن أفهم إيه اللي حضرتك عملتيه ده إزاي تاخدي الاكل من الراجل وتحرجيني بالشكل ده!
أجابتها وهي تلوك الطعام بفمها بطريقة استفزازية
وإيه اللي يحرج في الموضوع الراجل كتر خيره عارف إننا طول اليوم في المستشفى ومش فاضيين نطبخ فبعت لنا أكل جاهزإيه بقى اللي مضايقك!
هتفت بنبرة تدل على احتراق روحها
إنت حرة تاخدي منه اللي إنت عوزاهلكن مش في بيتي
لتسترسل متعجبة بتهكم
ثم إيه اللي فتح نفسك على الاكل مرة واحدة كده مش من شوية مكنتيش
بتاكلي عند حد!
لم تعر لحديثها أية إهتمام وتابعت بكل برود إلتهامها للطعام ليقول عزيز بحدة بعد أن سأم حديث شقيقته اللازع
ماخلاص يا إيثارإنت عاملة هوليلة على إيهالراجل كتر خيره شايل همنامااجرمش يعني
هزت رأسها وهي ترمقهما بذهول لموقفهما المخزي لتتحرك سريعا لغرفة صغيرها وتغلق بابها خلفها دون أن تتناول الطعام جلس عزيز ليشارك والدته الطعام الذي أرسله عمرو لينظر إلى أيهم الواقف حائرا بينهم ويقول وفمه
ممتلئا بالطعام اللذيذ
تعالى كل يا أيهم الكباب موحوح والريش سخنة مولعة
كانت عيني عزة تتابع ما يحدث من خلال فتحة المطبخ المصمم على الطراز الاميركي لتهمس لحالها بنبرة تسمعها اذنها
ېخرب بيتكم عيلة جعانة ده انتوا ڤضيحة الله يكون في عونك يا بنتي ده أنت خيبتك في أهلك تقيلة قوي يا نضري
داخل المسكن الخاص بعزيزتقف تلك النسرينتجوب الغرفة ذهابا وإيابا لتقف فجأة وهي تقول پغضب ظهر بملامحها
لا ما أنا مش هسيب الڼار تاكلني لواحدي وإنت قاعدة مرتاحة وبتغرفي من عز ابن البنهاوي يا ست سمية
امسكت هاتفها وضغطت اتصال على رقم سمية لتجيبها الاخرى بصوت ساخط
خير يا نسرين إيه اللي فكرك بيا تاني
اجابتها بحديث لازع
قولت اتصل طالما أنت طلعتي قليلة أصل وحتى ما عزتنيش في مۏت أخويا الوحيد
بلا مبالاة أجابتها
الله يرحمه يا حبيبتي أنا لا بحب المۏت ولا بحب سيرتهومعروف عني مبعزيش حتى قرايبي
لتسترسل بعدما ضاق صدرها
ها عاوزة حاجة تاني قبل ما أقفل
باغتتها بحديثها
طبعا عاوزةاخويا أخد دهبي اللي كنت شرياه بالفلوس اللي خدتها منك يعني زي ما بيقولوا بالبلدي كدهمۏت وخړاب ديار واظن ده ما يرضكيش
ابتسمت ساخرة لتجيبها بلامبالاة
وأنا مالي يا حبيبتي بمواويلك مع عيلتك أخوك سرقك واهو دفع عمره تمن عملته السودة
واسترسلت بما احړق روح الاخرى
وإنت المفروض تحمدي ربنا إنه طهرك من المال الحړام اللي لهفتيه مني ڠصب
اشټعل داخلها لتهتف بنبرة غاضبة ټهديدية
إسمعيني كويس يا بتلو مدبرتليش خمسين
الف جنية الإسبوع ده هقول ل عمرو على كل حاجة
أطلقت ضحكة رنانة لتقول بثبات وقوة
قولي له يا حبيبتي
لتستطرد بټهديد مماثل
وأنا تاني يوم هاجي لحد بيتك واڤضحك قدام حماتك وعزيز وقابلي بقى يا شاطرة لما يعرفوا إن إنت اللي كنتي السبب في طلاق بنتهم وخړاب بيتهاوانك قدمتي لي الفرخة اللي كانت بتبيض لهم بيضة دهب على طبق من فضة
لتسترسل بقوة وجبروت
إسمعيني إنت بقى كويس وحطي عقلك في راسك أنا لحمي مر واللي هيقرب مني هنهشه بسناني يعني تبعدي عني بالذوق وتروحي ترمي بلاكي على حد غيري بدل ما احطك في دماغي
توقفت لتستطرد بټهديد مباشر مشيرة لما فعلته بإيثار
وإنت عرفاني كويس اللي بحطه في دماغي بدمره
قالت كلماتها الأخيرة بسخط لتغلق الخط دون الاستماع إلى رد الطرف الأخر مما جعلها تشتعل وتلقي بهاتفها فوق التخت وهي تصرخ باشتعال مستغلة غياب زوجها
طيب يا سمية إن ماندمتك مبقاش أنا نسرين
بعد ثلاثة أيام من مكوث غانم بالمشفىظهرت النتائج وتأكدت شكوك الاطباء بأمر غانم وللأسف اظهرت التحاليل ان المړض بالمرحلة الثالثة استقبل الجميع الخبر پصدمة وذهول
كان يجلس بمكتبه بوقت الراحة يكاد أن يفقد عقله على أثر ابتعاد من امتلكت الفؤاد وتمكنت من الغوص بأعماقه لتستقر بالوتينكيف ومتى حدث كل هذالا يوجد لديه تفسيرا كل ما بات يعلمه هو صعوبة بل إستحالة متابعة حياته بدون عينيهاتنهد بثقل بعدما أوصدت بوجهه جميع الأبواب التي يمكن الوصول إليها من خلالهافقد تسلل إلى جميع تطبيقات التواصل الإجتماعي وبحث عنها وما أن عثر عليها وحاول التواصل معها لتصيبه بالإحباط حيث كانت تقوم بحظر حسابه فور وصوله إليها لتغلق الباب بوجهها كي لا تدع الامر بين يدي قلبها ليتحكم بها من جديد وتفقد صغيرهاألقى برأسه
للخلف وأغمض عينيه يتذكر ملامحهاابتسامتها الرقيقة وضحكتها الواسعة التي تظهر صفي أسنانها ناصعة البياضتأملها لعينيهحديثها ورقيها في إختيار الكلمات اللائقة يا الله لقد اشتاقها حد الجنون حتى عبوس وجهها ونظراتها الحادة عندما تغضباكتشف كم أنه ذاب بغرامها وانتهى الأمرولكن بعد ماذا!
لقد أحزنها بالحد الذي جعلها تنفر هاربة منه كما هروب الفريسة من صيادهاأقسم بالله رب العالمين لو ترضى وتعلن غفرانها لخطيأته الكبرى بحقها ليرضخ لها ويلبي جميع رغباتها وسيصنع المعجزات لأجل رضائها وإدخال السعادة والسرور على قلبها نادر الوجودفتح عينيه ليهب واقفا على حين غرة مقتربا من عليقة الملابس ليخططف حلة بدلته ليرتديها فوق قميصه الابيض ويهرول متعجلا بعدما قرر الذهاب لشركة أيمن وليحدث ما يحدثتحرك بلا وعي بلا حسابات كعادته فقد جنب كل شيء حتى مبادئه وقوانينه التي أقر بها وفرضها على حاله مقابل الحصول على مبتغاه وأي مبتغىفهي من ردت له الروح وجعلت الحياة تدب بقلبه من جديد بعد فقدانه الشعور لسنواتاستقل سيارته وقادها بسرعة چنونية ليصل قبل انتهاء ساعات العمل حيث أشرف الدوام العملي على الانتهاءوصل بوقت قياسي وبعد عدة دقائق كان يقف أمام السكرتيرة وعينيه تتمركز على باب مكتب من استولت على لبه ليتحدث
بنبرة جادة رزينة عكس ما يدور داخله من فوضى
إدي خبر ل أيمن بيه إن فؤاد علام موجود وطالب يقابله
وقفت سريعا لعلمها بشخصه لتقول بنبرة حماسية
حالا هدي له خبر يا افندم اتفضل ارتاح
قالت كلمتها الأخيرة وهي تشير له بتوقير ليرفع كفه بممانعة لتنسحب هي للداخل وتدعه يتلصص على ذاك الباب المغلق وقلبه ينهره بشدة ويأمره بالاستجابة لاقټحام بابها وجذبها بقوة ليسكنها بين أضلعه ويرحم
أنين ذاك القلب المسكين الذي تذوق
الأمرين في ابتعادهافاق على صوت هانيا التي أشارت له نحو الباب وهي تقول
أيمن بيه في اتتظار حضرتك يا أفندم
تحرك برصانة منتصب الظهر بخطوات واثقة وما أن ولج ليتفاجأ ب أيمن ينتظره بنصف المكتب ليقترب قائلا بترحيب وحسن ضيافة وابتسامة بشوش
أهلا أهلا يا سيادة المستشار ده إيه المفاجأة الحلوة دي
صافحة فؤاد بحفاوة ثم تحدث مبررا زيارته المباغتة
أنا كنت قريب من هنا فقولت أعدي أشرب مع سعادتك فنجان قهوة وبالمرة استفسر منك عن أخر الاخبار في موضوع المصالحة بينك وبين صلاح عبدالعزيز
كانت حجته مقنعة لذا فاتت على عقل أيمن الذي ابتسم قائلا بتبجيل
جنابك تنور في أي وقت يا سيادة المستشار
أجابه ببشاشة وجه
متشكر يا أيمن بيهاتجه أيمن إلى الأريكة الموضوعة بمنتصف حجرة المكتب ليجلس فؤاد بقلب يتلوع من شدة اشتياقه لرؤية محبوبته وينتظر على أحر من الچمر ظهورها أمامه كشمس ساطعة لتنير له الدنيا وتزيل عتمته التي حلت فور غيابهارفع أيمن سماعة الهاتف الأرضي وطلب قهوة له ولفؤاد ليتحرك إليه من جديد متحدثا بترحاب عالي
منور الشركة يا سيادة المستشار
رد بحصافة
ده نورك يا أيمن بيه
جلسا يتبادلان أطراف الحديث فيما بينهما بتركيزا شديد من أيمن وعقل مشتت من ذاك الذي أرهقه الإنتظارولجت هانيا لتتحرك بدلال وأنوثة لتتحدث إلى ايمن باحترام
آسفة للمقاطعة يا افندمبس محسن الهلالي اتصل بيأكد على ميعاده مع حضرتك بكرة
سألها مستفسرا
هو ميعاده بكرة!
تقريبا يا افندم نطقتها بعدم يقين لينطق متهكما بلهجة صارمة
مفيش حاجة
في شغلنا اسمها تقريبا يا آنسة
شعرت بالإحراج يعتريها لتنطق بصوت خاڤت متأثرا بخجلها
الحقيقة يا افندم أنا بصيت في ليستة المواعيد اللي أستاذة إيثار سابتها لي ملقتش الميعاد متسجلتقريبا نسيت تسجله
واستطردت مقترحة
إيه رأي حضرتك أتصل بيها وأتأكد منها
هز رأسه ليتنطق برفض
سيبي إيثار في اللي هي فيه يا هانياوطالما محسن الهلالي اتصل يبقى متأكد
كان يراقب حديثهم بكثيرا من التمعن حين ذكر اسمها ليرتعب داخله بعد جملة أيمن الأخيرةخرجت هانيا وتركته غارقا بأفكاره المړتعبة لينتبه على حديث أيمن الذي نطق ملتمسا منه العذر
أنا آسف للمقاطعة يا فؤاد باشا
ولا يهمك يا باشمهندس نطقها بعجالة ليسأله بعدما فقد صبره وازداد ارتيابه وأراد الإطمئنان أنها بخير
هي الأستاذة إيثار في أجازة ولا إيه
لم يستغرب طرحه للسؤال فقد جمعته الظروف بها للحد الذي يسمح له بالإطمئنان عليها لذا أجابه باقتضاب
تقدر تقول أجازة إجبارية
طالعه بعدم إدراك لمقصده ليسترسل الأخر مفسرا بملامح وجه متأثرة
بباها تعبان وهي اضطرت تاخد أجازة علشان تقعد معاه في المستشفى
حزن لأجلها ليسأله متلهفا
تعبان إزاي
اكتست ملامحه بالعبوس ليجيبه متأثرا
الدكاترة اكتشفوا إنه مصاپ بکانسر في الكبدوللأسف المړض انتشر في الكبد وفي مراحله الأخيرة
نزل عليه الخبر كالصاعقة وعلى الفور جال بخاطره حبيبتهكيف حالها وكيف تقبلت ذاك الخبر المشؤومليته كان باستطاعته الهرولة إليها ليجذبها ويدخلها كي ينتزع منها أية ألم ويبث داخلها الطمأنينة والسلام لم يدري بحاله إلا وهو يسأله بتأثر
وإيثار عاملة إيه
تعجب الرجل من نطقه لاسمها بدون ألقاب لكنه تغاضى ليجيبه بأسى ظهر فوق ملامحه
مسكينة إيثارأكيد مش هتبقى كويسة ده بباها وكمان حنين عليها جدا
لقد عشقها للحد الذي جعله يلقي بجميع قوانينه عرض الحائطلم يعد للحسابات وجودا لديه عندما يرتبط الامر بها لينطق مجنبا وقاره
بعد إذنك ممكن أخد عنوان المستشفى اللي موجود فيها
على عجالة رد أيمن بهدوء
آه طبعاهو موجود في المستشفى بتاعت دكتور أحمد إبنيإسمها مستشفى الأباصيري وعنوانها
قاطعه ليهب واقفا منتصب الظهر وهو يقول
عارفها طبعا المستشفى غنية عن التعريف يا باشمهندس
تعجب أيمن من أمره ولاحظ إهتمامه المبالغ به فوقف وهو
يسأله بجبين مقطب
على فين يا سيادة المستشارده أنت لسة مشربتش قهوتك!
تحمحم ليجيبه بنبرة زائفة
أفتكرت مشوار مهم لازم أروحه
ليستطرد معتذرا بلباقة
تتعوض مرة تانية
إن شاء الله قالها ايمن بعدما وقف ليودعه وبعد خروجه وضع أيمن كفه محتويا به فكه ليضيق عينيه وبات يفكر في أمر ذاك الذي إنقلب حاله عندما استمع لخبر مرض والد إيثار
خرج من الشركة ليستقل سيارته ويقودها بسرعة فائقة متجها إلى المشفى كي يراهايعلم أنها الأن ليست بخير ليت كانت لديه الصلاحية باحتضانها ليضمها بشدة كي يزيل عنها الألام الساكنة روحها ويمدها ببعضا من الطمأنينةلام حاله ألاف المرات على ما اقترفه بحقهاتلك البريئة التي تمتلك من الحظ السئ ما يؤهلها لتصدر المقدمة في قائمة الأكثر بأسالقد وضعها تحت المراقبة المشددة خلال الفترة المنصرمة وتأكد من طهارتها وعفتها والتزامها الأخلاقي تجاه كل شيئا بحياتهاومنذ ذاك الحين وقد أصابته خيبة الأمل وتحميل
حاله الذنب كيف لمحنك مثله بألا يكتشف أصالة معدنها وندرة تواجدها كيف لرجل قانونا أن يقع في خطأ بتلك الفظاعة ويعرض على صاحبة الصون والعفاف هكذا عرض حقېر
زفر بقوة ليضع كفه يمسح به على وجهه پعنف وكأنه يعاقب حالهتوقف عند أحد المحال المجاورة للمشفى المتخصصة ببيع الزهور وانتقى باقة كبيرة ليتابع وصوله للمشفى ولج للإستقبال ليسأل عن اسم والدها الذي يحفظه جيدا منذ أن
التقى بحبيبته وقرر أنها تخصه تحرك داخل الممرات ليصل إلى رقم الغرفة ليجدها تخرج أمامه من الغرفة وهي توصد بابها خلفهاكاد قلبه أن ينخلع لرؤياها ورؤية عينيها التي اشتاقها حد الجنون بعد أن حرمته طلتهاتسمرت بوقفتها حين رأته يهل عليها بمظهره الخاطف للانفاس والمهلك لقلبها الذي مازال يكن له الحب رغم فعلته الشنيعة بحقها والتي أجزمت عدم غفرانها له مهما طال الزمان فالچرح عميق والضحېة كرامتها فمن أين يأتي الغفران! نظرت خلفها للباب المغلق وتذكرت والدها الغافي ووجدي الجالس بجواره حيث ذهبت والدتها بصحبة عزيز وأيهم ليتابعوا أعمالهم والتزاماتهم نحو عائلتهم وتركوا وجدي مع شقيقته بعد أن اتفقوا أن يتبادلوا المناوبة في رعاية والدهم كي لا تقف حياتهم
اسرعت باتجاهه ليقابلها بفرحة عارمة ل لقياها لم يستطع مداراتها بعد رؤية الساحرتين اللتين بات يعشق التطلع ببحرهما العميقيتحرك لتسوقه قدماه وهو يتعمق بمقلتيها وكأن سحرا يجذبه إليها دون إدراكا منهوصل إليها مباشرة ليمد يده وهو يقول ومازال مثبتا عينيه بخاصتيها
إزيك يا إيثار
ابتلعت ريقها تأثرا بحالته العشقية لترد بصوت هادئ بعد ان تحكمت به بمهارة
إزيك يا سيادة المستشار
ارتجف قلبيهما من لمسة كفيهما حيث احتضن خاصتها بلمسة حنون وكأنه يبث لها حال قلبه المشتاق لها لتسحب كفها من بين راحته الحنون وايضا عينيه حيث باتت تتلفت حولها خشية خروج شقيقها ورؤيتها بتلك الحالة المخزية ليقول سريعا بعدما فهم بفطانته نظراتها الزائغة
ألف سلامة على بابا
ليتابع بعيني نادمة
أنا أسف إني إتأخرت بس والله لسة عارف حالا
قطبت جبينها تسأله
عرفت إزاي
كنت في الشركة عند أيمن بيه وهو اللي قال لي نطقها متأثرا لتنظر له بعدم استيعاب فتابع بما أربكها
كنت رايح علشان أشوفك
نظرت إليه بتيهة ليستكمل بنظرة تشع حنانا
وحشتيني وكنت عاوز أشوفكاتلككت وقولت للباشمهندس إني كنت قريب من الشركة وطلعت أشرب معاه قهوة
ابتسمت بسخرية لترد بتهكم جعل ابتسامته المشرقة تنير وجهه
ومن إمتى قهوتنا بتعجبك!
قهوتكم بقت إدماني طالما هتخليني أشوف عيون حبيبي نطقها بكثيرا من الهيام الذي أربكها وجعلها تتلفت من حولها بعدم ارتياح ظهر بملامحها ليتحمحم بعدما تيقن أنه قد أزادها عليها فبسط يده مقدما لها الزهور
لينطق بتأثر بعدما وعي على حاله وفاق من هالة المشاعر التي حاوتطهما منذ أن رأى طلتها المهلكة لقلبه
ألف سلامة على بابا
تلقت باقة الزهور وتحدثت بنبرة رتيبة
مكنش ليه لزوم تتعب نفسك وتجيب ورد كفاية سؤالك واهتمامك إنك تيجي لحد هنا
مفيش اي تعب يا إيثارإنت اصلك متعرفيش إنت إيه بالنسبة لي نطقها بذو معنى لترد بنبرة حزينة منكسرة مشيرة لعرضه المهين
لا عارفة وعارفة كويس قوي يا فؤاد بيه يا علام
أخرج تنهيدة حارة عبرت عما بداخله بندم تناغم مع نظرات عينيه الاسفة وهو يقول بنبرة صادقة
مسيرنا في يوم هنقعد ونتكلمهقول لك على كل اللي في قلبي واللي دفعني للتصرف ده وساعتها أنا متأكد إنك هتعذري تصرفي
هزت رأسها بيأس ليسألها بعدما قرر تغيير وجهة الحديث كي لا يتصادما بالكلام مرة أخرى
طمنيني على باباالدكاترة قالوا إيه عن حالته
هزت رأسها بيأس وعينين خاليتين من الحياة وهي تقول
كلام الدكاترة ميطمنشبس أنا متوسمة خير في ربنا
إن شاء الله خير قالها بتأثر ليسألها بنبرة جادة
لو محتاجة أي حاجة أنا موجود
واستطرد برجولة
وأنا هروح حالا لدكتور أحمد وأسأله لو فيه أمل إن الحالة تتحسن وليها علاج برة هسفره في أسرع وقت
اجابته بصوت هادئ وعينين ممتنة
متشكرة على شعورك النبيل وعرضك للمساعدة يا سيادة المستشار
لتتابع بنبرة خاڤتة لقلب ألما على عزيز عينيها
دكتور أحمد قال إن بابا للأسف في المرحلة التالتة والمړض بدأ ينتشر في كل
نطقت كلماتها الأخيرة وقد زرفت دموعها التي انسدلت بعدما فقدت السيطرة عليها لتتابع بنبرة بها نياط قلبه
بابا بېموت يا فؤاد بېموت خلاص
لم يستطع رؤية اڼهيارها بهذا الشكلنزلت دموعها على قلبه لتكويه وكأنها مادة كاوية من الدرجة الأولىاقترب عليها ليضم كفها الممسكة بباقة الزهور بحنان وهو ينطق بنبرة حنون
إهدي يا إيثارإهدي يا
حبيبيأكيد هنلاقي حل خلي أملك كبير في قدرة ربنا سبحانه وتعالى
سحبت يدها سريعا لترفعها تجفف بها دموعها المنهمرة وهى تقول بتهرب عينيها
إن شاءالله
أتفضل حضرتك متعطلش نفسك أكتر من كدهبابا نايم واخويا قاعد جنبه واسترسلت بإيضاح
وطبعا مش هينفع أقدمك ليهأنا وإخواتي فيه بينا مشاكل بسبب رفضي لرجوعي لطليقي
أومأ لها ليقول بتفهم
عرفت كل حاجة يا إيثار ومقدر ظروفكنطمن بس على بابا ولينا كلام بعدين
نطقها بذات مغزى ليتابع بعينين يسألان بكثيرا من الترجي
أنا بس طالب منك حاجة واحدة
وأرجوك تعمليها
كانت تتطلع عليه بتعجب لتسأله بعينيها ليقول مسترسلا بإيضاح
تفكي البلوك علشان اطمن عليك وعلى باباأرجوك
نطقها برجاء ليتابع بمداعبة بعدما رأى ترددها
ده طبعا لو مش عوزاني اجي لك هنا كل يوم
ابتسمت بخفوت ليستكمل دعابته
لما أروح هرن عليك ولو لقيتك لسه عملالي حظر هتأكد ساعتها إن طلتي عجبتك وعاوزة تشوفيني كل يوم يعني هعتبرها دعوة صريحة منك بحضوري هنا كل يوم
بابتسامة واهنة لظروفها أجابته باستسلام كي لا ينفذ
تهديده
هفكه والله هفكه
حالا نطقها بأمر بعدما رفع قامته متقمصا الغرور لترفع هي حاجبها الأيسر وهي ترمقه باستنكار قائلة
لا والله ده الباشا بيديني أوامر كمان
حقي على فكرة نطقها بثقة لا يعلم أين مصدرها لتتنهد بهدوء فالان هي ليست بحالة تسمح لها بالشعور بالسعادة او الإنبهارتفهم حالتها ليخرج تنهيدة حارة من صدرها تألما لحالتها ليقول بانسحاب
طب انا همشي علشان أسيبك تدخلي لبابامش عاوزة أي حاجة
متشكرة بجد نطقتها بعينين ممتنتين ليقطع تواصل اعينهم صوت ذاك ال عمرو الذي وصل للتو وهو يقول لتنتبه
إيثار
الټفت برأسها تتطلع إليه بعبوس لرؤية وجهه البغيضلاحظ فؤاد استنكارها لينظر على ذاك الشخص بتمعن وعلى الفور تذكره نعم لقد رأه بمقر مبنى النيابة حين التقى إيثار اثناء تنازلها
عن محضر التعديبينما لم يتذكره الأخر لتشتت ذهنه ذاك الحينوقف عمرو مقابلا لفؤاد يتطلع عليه بعينين متفرسة ك ذئب خبيث سألها بنبرة حادة تنم عن غيرته على من يعتبرها ملكية خاصة قد أهداه صق ملكيتها نصر البنهاوي
مين ده يا إيثار
بنبرة صارمة غاضبة هتفت ك قطة بمخالب حادة
وأنت مالك
ابتسامة ساخرة اعتلت ثغر فؤاد الذي تأكد من أن أنثاه نمرة شرسة تهجم بشراهة على من يشاكسهاأما عمرو فقد اعتراه الخجل من هجومها الحاد عليه وخاصتا أمام ذاك الغريب الذي تحدث بهدوء متجاهلا لهذا الإمعة
أستأذن أنا وزي ما قولت لك أنا موجود في أي وقت تحتاجيني فيه
رفع قامته ليرد نيابة عنها بنبرة حادة
متشكرين لافضالك إيثار مش محتاجة حاجة من حد طالما أنا موجود
زفرة قوية خرجت منها عبرت عن مدى عدم تقبلها لحديثه أو وجوده من الأساس لتنظر إلى فؤاد وهي تنطق بابتسامة شكر وامتنان
متشكرة يا سيادة المستشارنورت
اومي لها بابتسامة وتحرك منسحبا لتتجه هي الأخرى بطريقها إلى غرفة أبيها ليقطع طريقها ذاك الغاضب الذي سألها وجنون الغيرة تطل من عينيه
مين الراجل دهوليه يجيب لك ورد وازاي تقبليه منه
بكلمات متقطعة نطقت متهكمة
وإنت ماااالك
بعينين حادتين أجابها بتحدي
إنت حبيبتي وأم إبني وتخصيني وقريب قوي هترجعي لي
ده في أحلامك مفيش قوة على ظهر الأرض تقدر تجبرني أرجع لواحد خاېن زيك قالتها بتحدي لتمضي بطريقها إلى أن وصلت لغرفة والدها وولجت غالقة الباب بوجه ذاك الحانق ليهتف من بين اسنانه
ماشي يا
إيثار لما ترجعيلي هحاسبك على كل ده
لتتحول نبرته من غاضبة لحنون بلحظة وكأنه ملبوس وهو يتابع بعينين هائمتين
بس ترجعي الأول
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
الفصل العشرون
أنا لها شمسبقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
يا قمر ليلي المنير يا من أزالت عتمتي وبطلتها تبدلت حياتي
لو ترضي عني وتغفري لاصبحت لك شمسا وغمرتك بظلي وحناني ودفنتك بين ثنايا روحي وبأعماق وجداني
شوقي إليك تخطى الحنين و وصل لحد الجنون بل والهيامفرحماك أميرتي يا من ملكتي الروح وتملكتيرحماك
فؤاد علام زين الدين
بقلمي روز أمين
تركها بصحبة ذاك الإمعة بعدما إطمأن أن أنثاه قادرة على ردعه وعدم السماح لتخطيه الحدودوصل إلى الإستعلامات ليسأل الموظفة المسؤلة قائلا برصانة
لو سمحتيمحتاج أقابل دكتور أحمد الأباصيري
تطلعت إلى هيأته الجذابة لتسأله بصوت أنثوي بعدما أعجبتها طلته
فيه ميعاد يا افندم!
أجابها بغرور لا يليق إلا به
بلغيه إن سعادة المستشار فؤاد علام موجود وطالب يقابله ضروري
ابتسمت له برقة قبل أن ترفع سماعة الهاتف الأرضي وتطلب مكتب أحمد الذي طالبها بمرافقة أحد الموظفين معه لاصطحابه لمكتبه على الفورأغلقت وأشارت لأحد زملائها باتخاذ مكانها لحين الذهاب معه شخصيا بعد أن أثارتها شخصيتهأشارت له ليتبعها قائلة
إتفضل معايا يا افندمالدكتور مستني حضرتك
جاورها الخطى لتقول وهي تحاول لفت نظره
هو حضرتك مستشار في إيه
إشمعنا نطقها قاصدا إحراجها ليسترسل بعدما وجدها تنظر له بذهول غير مستوعبة حديثه الغير لائق
ركزي في شغلك أحسن
سبته بسريرتها ولو بيدها الأمر لقامت بتوبيخهوصلا لمكتب أحمد واختفى بداخله لتنطق بصوت مسموع لأذنيها
واحد بارد وسخيف
بالداخل
وقف أحمد ليستقبل فؤاد الذي جلس ليقول باقتضاب
هدخل في الموضوع على طول علشان ما اضيعش كتير من وقتك
نطق الأخر برصانة واحترام
وقتي كله تحت أمرك ياسيادة المستشار
بعينين ممتنتين نطق
متشكر ل لطفك يا دكتور
واسترسل بإيجاز
أنا جاي اكلمك بخصوص والد الأستاذة إيثارعاوز أعرف حالته بالظبط ولو ليها علاج برة مصر أنا هتكفل بنقله وعلاجه في أي مستشفى حضرتك هتحددها وميهمكش التكاليفمهما كانت التكلفة انا هتحملها بالكامل
أخذ نفسا عميقا ليجيبه متأثرا
للأسف يا سيادة المستشارحالة عمي غانم متأخرة جداوحتى العلاج الكيماوي مش هينفع معاهلأننا هنكون بنعذبه على
الفاضينقدر نقول إنه بيقضي أخر أيامه
واسترسل بعملية
الدكتور اللي متابع حالته قال إن في خلال أيام هيدخل في غيبوبة وللأسف
قال كلمته الأخيرة بكثيرا من الاسى ليسأله فؤاد متأثرا
يعني مفيش أمل ولو حتى ضعيف يا دكتور
هزة بسيطة من رأسه مع علامات الأسى التي ظهرت بعينيه كانت كفيلة بالإجابة ليتنهد الاخر بقلب حزين لاجل حبيبتهنطق بعدما وعى على حاله
بعد إذنك أنا عاوز أدفع حساب المستشفى
الحساب مدفوع يا سيادة المستشار نطقها ليتابع بزيف كي لا يقلل من شأنها أمامه و غيره
إيثار أصرت تدفع الحساب وأنا عملت لها تخفيض كويسف متقلقش
تنفس عاليا باستسلام لينهض ناصبا ظهره وأمسك زر البدلة ليغلقه وهو يقول
متشكر لسعة صدرك يا دكتور وأسف إني اخدت من وقتك وبدون ميعاد
ولا يهمك يا افندم جنابك تشرف في أي وقت نطقها ليتطلع عليه الاخر بامتنان وهو يقول برجاء
لو لا قدر الله حصل أي حاجة للحاج غانم ياريت تبلغني
أومي له بإيجاب ليشكره الاخر قبل المغادرة
ليلا كانت بغرفة والدها مع شقيقاها وجدي وأيهم
ابتسم ليجيبها بنبرة متفائلة
الحمدلله يا بنتي أنا فعلا حاسس نفسي أحسن من ساعة ما جيت هنا
لم يكن ينطق إلا بما يشعر به فقد اعتمد الأطباء على المسكنات القوية كي يخففوا من حدة
الألم المصاحب لذاك المړض الممېت لذا فقد شعر بالتحسن بعدما خدرت جميع ألامه لتسكن وتستكينكانت على دراية بكل هذا فقد اطلعها الطبيب المعالج على البرنامج وبرغم قلبها على ما أصاب ذاك الحنون إلا أنها شعرت ببعض الطمأنينة عند علمها بعدم شعور والدها بالألم ليفارق الحياة بصمت دون ألام فيكفيه ما عاناه طيلة حياته تارة من الفقر وتارة أخرى من زوجته إبتلائه من رب العالمين في الدنيا لتكفير ذنوبه
ابتسامة تخبئ خلفها الكثير من الشعور بالمرارة خرجت لتقول وهي تمرر أناملها الرقيقة فوق وجنته الذابلة
إن شاء الله هتخف وهترجع أحسن من الاول كمان
ابتسم وجدي ليكمل على حديثها بدعابة بعدما رأى ابتسامة والده والأمل يملؤ مقلتيه
يلا بقى شد حيلك يا عم غانم علشان نجوزك واحدة ترجع لك شبابك تاني
ضحك بشدة حتى ظهرت أسنانه لينطق أيهم بمشاكسة لشقيقه
لو أمك سمعتك رجلك مش هتخطي خطوة واحدة جوة البيت تاني
كانت تتابع دعابات شقيقيها وضحكات والدها بقلب يعتصر ألما تعلم أنها الضحكات الأخيرة بحياة والدها كما تعلم أن ايامه بالحياة أصبحت معدودة تود لو بإمكانها المكوث معه والتمدد بجواره كي تنكمش وتغفى تود استنشاق أكبر قدر من رائحته العطرة بالنسبة لها لتحتفظ بها داخل رئيتيها كي تسترجع استنشاقها بعد الرحيل
يا له من شعور مرير بل الأبشع على الإطلاق بحياة الفتاةكلنا منذ أن نأتي للحياة نرى بأعيننا الأب في الصورة القوية المثالية فهو بالنسبة للفتاة مثال للبطل الخارق والصورة الكاملة فارس الاحلام كما يجب أن يكون لذا جميعنا نتمنى زوجا شبيه أبانا قرة أعيننافيا لها من طامة كبرى عندما نرى ذاك الجبل الشامخ وهو ينهار أمام أعيننا بمنتهى القسۏة
شعر بها ليتعجب لدموعها الساكنة مقلتيها فهو إلى الأن لم يدري بحقيقة مرضه وكان هذا ما جال بخاطرها واخطرت به الأطباء وأشقائها الثلاث ووالدتها كي يرحل والدها بسلام دون هلعه من ذاك الخبر المفجعوقد وافقها الجميع واستحسنوا فكرتهاسألها مستغربا حالتها
مالك يا بنتي فيه حاجة مزعلاكي
فاقت على سؤاله لتجيبه سريعا قبل أن يتطرق بمخيلته ويبحث عن سبب حزنها
سلامتك يا حبيبي
لتستطرد بزيف كي تزيل الشك
بالعكس انا مبسوطة جدا بلمتنا وضحكنا بس كان نفسي نتلم ونضحك في ظروف أحسن من كده
باغتها وجدي عندما رأى هبوط دمعاتها وخشي أن يتسلل الإرتياب إلى صدر والدهم
وهي مالها بس الظروف يا إيثارما احنا زي الفل أهووأبوك عنده شوية مضاعفات ونقص فيتامينات والدكاترة هيظبتوا له الدنيا وهيبقى زي الفل ويرجع بيته ينوره من جديد
قال كلماته الأخيره وهو يميل على يد والده ليضع حنون نال بها استحسان ذاك الطيب لتبتسم وهي تنظر لأبيها بنظرات تفيض حناناتنفس غانم ليقول لها بعقلانية
قومي روحي مع أيهم علشان ترتاحيومتجيش بكرة بالنهار روحي شغلك ومتوقفيش حياتكأنا بقيت كويس خلاص
ردت برفض تام
لا طبعا مش هرجع شغلي غير لما أطمن عليك
تنفس ليجيبها بصوت واهن
أنا بقيت كويس وأهم إخواتك معايا طول الوقت وإنت روحي شغلك وابقي تعالي بعد ما تخلصي
بابا عنده حق يا إيثار نطقها أيهم ليسترسل موضحا
كلنا بنتابع أشغالنا وبنبدل مع بعض مفيش حد حياته واقفة غيرك
متشغلوش بالكم بياالباشمهندس أيمن مقدر ظروفي كويس نطقتها بهدوء ليعترض والدها قائلا
المثل بيقول إذا كان حبيبك عسلالراجل كويس معاك فبلاش تستغلي طيبته ليزهق منك
ابتسمت له ووافقته الرأيبعد قليل كانت تقف بوسط مطبخ مسكنها تقوم بتجهيز طعام العشاء لها وشقيقهاولجت عزة وهي تفرك عينيها من أثر النوم حيث كانت تغط في سبات عميق بجوار الصغير قبل أن تستمع لجلبة أتية
من المطبخ لتجد إيثار تقف أمام موقد الڼار لتقوم بتسخين الطعامنطقت بصوت متحشرج من أثر نعاسها
إنت جيتي يا بنتي
استدارت لتتطلع عليها لتقول مشفقة على
حالتها
إيه اللي صحاك!
سمعت صوتك قولت أكيد بتجهزي أكل قالتها بهدوء لتسترسل وهي تحثها على التحرك استعدادا للوقوف بمحلها
إقعدي وأنا هسخن الاكل فيه حد من إخواتك
جه معاك
انسحبت لتجلس فوق المقعد لتشبك يديها ببعضيهما قبل أن تضعهما على سطح الطاولة وهي تقول بصوت واهن
أيهم معايا دخل ياخد شاور في الحمام اللي في أوضتي
قطع حديثهما صدوح صوت هاتفها الجوال الموضوع على الرخامة المجاورة للموقد لتمد عزة يدها تلتقطه كي تعطيها إياها وأثناء تطلعها عليه لمحت نقش اسم المستشار فؤاد علام لتسألها بجبين مقطب
إنت فكيتي له البلوك إمتى ده كمان
اخرجت تنهيدة حارة لتنطق بإبانة
جه زار بابا النهاردة وطلب مني افكه علشان يطمن عليه
وإنت طبعا ماصدقتي قالتها بابتسامة خبيثة لتقابلها الاخرى برمقة حاړقة وصوت حاد
عزةالموضوع ده مفيهوش هزار
قالت بتبرير
ومين قال لك إني بهزرالراجل عرف غلطه وندم وداير وراكي وهيتجنن علشان تصالحيه متسوقيش إنت فيها قوي كده
بملامح وجه تحمل الكثير من الهموم تحدثت
عزةأنا فيا اللي مكفيني عاوزة أكل لقمة وادخل أنام علشان أقدر أكمل
طب مش هتردي على الجدع وتريحي قلبه قالتها بعدما صدح صوت الهاتف مرة اخرى لتتنهد الاخرى بضيق وهي تتبادل النظرات بين الهاتف وعزة التي قالت بتشجيع
روحي البلكونة ردي عليه على ما الاكل يسخن
أخذت نفسا عميقا لتنسحب إلى الشرفة وتجيب قبل أن ينقطع الإتصال
ألو
أخيرا نطقها ذاك الجالس خلف مكتب والده المتواجد بالطابق الارضي لتجيبه بصوت يحمل بعض الأسف
آسفةكنت بجهز العشا ل أيهم أخويا
بنبرة حنون أبلغها
يا حبيبي إنت تعملي كل اللي يحلالك في أي وقتوأنا مستعد أستناك العمر كله
أغمضت عينيها بعدما سأمت واستحقرت حالتها وانتفاضة قلبها تأثرا بحديثه المعسوللتلوم حالها وتسبهاأخذت نفسا عميقا لتتمالك من حالها قبل أن تنطق بنبرة جاهدت لإخراجها حازمة
أرجوك يا سيادة المستشارمش معنى إني فكيت البلوك إني هسمح لنفسي قبل منك أسمع كلامك المعسول ده مرة تانية
بس ده مش كلام معسول زي ما بتقولي يا إيثار قالها معترضا ليتابع بما زلزل جدار قلبها
ده صوت قلبي ومشاعري اللي بتترجم وڠصب عني بتطلع على هيأة كلمات
تنفس لينطق بصوت يكاد أن ېصرخ بكل ما فيه ليخبر العالم أجمع بعشقه لتلك العنيدة الشرسة
ليه مش قادرة تقتنعي إني دوبت في غرامك وانتهى الأمر
أرجوك نطقتها بنبرة متوسلة لتتابع مسترسلة
لا الوقت ولا الظروف تسمح لي بإني أتناقش معاك في مواضيع زي دي
خلاص يا حبيبيإهدي نطقها بحنو ليحثها على الهدوء لكنه وعلى العكس قد أثار حنقها لتهتف بنبرة حادة عندما جال بخاطرها أنه سيعيد ما حدث ويقوم بتكراره
ياريت تبطل كلمة حبيبي ده لو حابب نرجع نتكلم تاني بس ك أصدقاء
موافق يا حبيبي نطقها قاصدا استفزازها لتصيح بحدة وزمجرة
فؤاد
عيونه قالها بكثيرا من الهيام لتبتلع لعابها بصوت عالي وصل إليه عبر السماعة ليكظم ضحكاته ويسترسل بنبرة جاهد لتخرج جادة
خلاص يا إيثارأوعدك مش هقول لك أي كلام يضايقك تاني بس ده لفترة معينة
ليستطرد بتصميم
لحد ما الاقي فرصة نتكلم فيها من القلب ونخرج كل اللي جوانا
تنهيدة حارة شقت صدرها وهي تخرج لتقول بصوت يملؤه الإحباط
الفرصة جت لك لحد عندك وبأديك ضيعتهاوللأسف يا سيادة المستشارأنا بدي للي قدامي فرصة واحدة يثبت لي فيها حسن نيتهوبعدها بقفل الملف وللأبد
نطقت كلماتها بذات مغزى لتسترسل بإيضاح بصوت صارم مقصود
تجاربي علمتني إن مفيش حاجة إسمها فرصة تانية الفرصة التانية غباء وإهدار للوقت وصدقني كله في الأخر بيودي على طريق واحد وهو الفشل
بس المرة التانية بتكون القاضية
لأن الفشل بيكون أعمق وبيدمر في طريقة أي أمل ويسيبنا بنفوس متدمرة
كان يستمع لها بقلب لأجل ما تشعر به بفضلهود لو بإمكانه لاخترق الزمن وطار إليها ليقف أمامها ويسحبها لداخل ليربط على ظهرها بمنتهى الحنان ويغمرها باهتمامه كي ينسيها تجربتها المريرة معه ومع غيرهتنهد ليقول بعدما قرر تخطي الحديث
بابا عامل إيه
هزت رأسها لتتخلص من تلك الطاقة السلبية التي تملكت منها لتقول بنبرة هادئة إلى حد ما
الحمدللهالدكاترة كثفوا له جرعة المسكن علشان ميحسش بالألم لأن للأسف المړض انتشر بصورة بشعة في كل وبابا بنيان ضعيف مش هيقدر يتحمل
نطقت كلماتها الأخيرة پألم لتشهق بعدما انتهت لتبدأ وصلة دموعها التي انسابت رغما عنها بعدما فقدت الصبرنطق بقلب يعتصر ألما عليها
إهدي من فضلك لازم تكوني قوية علشانهمينفعش يلمح في عيونك نظرة ضعف واحدة لازم تكوني مصدر قوته
بصوت يئن ألما أجابته
ڠصب عني يا فؤاد مش قادرة اشوفه بالضعف دهعقلي رافض يستوعب نوع المړض مش قادرة أتخيل إن كلها شهور ويمكن اسابيع ومشوفش بابا قدامي تاني
تنهد پألم وبرغم عشقه لنطقها لحروف اسمه التي تنطقه عندما تكون في حالة من اللاوعي إلا أنه لم يتذوق حلاوته لمرارة حديثها المؤلماجابها بكلمات عن الإيمان بالله ليحثها على التسلح بها
ده قدره يا حبيبي نطقها مغيبا ليتابع بصوت متأثر
وإنت ست مؤمنة ولازم ترضي وتصبري على البلاء وتحتسبي الأجر عند الله
إدعي له يا إيثارإدعي له كتير قالها بصوت مريح مما جعل داخلها يستكيننطقت بصوت ممتن
متشكرة يا سيادة المستشار متشكرة
بجد
تنفس عاليا لينطق
أنا معاك دايمافي أي وقت تحتاجيني فيه هتلاقيني حتى من غير ما تندهي لي أنا معاك ودايما هكون حواليك
ما هذا الشعور العجيب الذي شمل روحها بمجرد نطقه بتلك الكلمات ليغمرها بواحة من السلام النفسي لم يسبق وعاشته من ذي قبلتنفست بارتياح لم تتذوقه منذ الكثير قبل أن يباغتها صوت شقيقها الذي صدح من خلفها وهو يستعجلها
يلا علشان نتعشى يا إيثار
التفتت لتنظر للواقف خلفها وتحدثت
حاضر يا أيهمثواني وجاية
انسحب للداخل وقبل أن تنطق قاطعها باحترام
روحي إتعشي وخدي لك شاور سخن وحاولي تهدي نفسك وتنامي
اومأت دون حديث ليسترسل بانسحاب
هكلمك بكرة علشان اطمن على بابا وعليكتصبحي على خير
وإنت من أهله نطقتها لتغلق الهاتف وتنطلق عند اخيها ليلقي هو برأسه يستند بها على خلفية المقعد الضخم ويسرح بمخيلته بعينين منغلقتينتذكر انتفاضة قلبه عند رؤياها اليوملقد كان يشتاقها پجنون نظرا لابتعاده عنها بعدما حرمته طلتها حتى صوتها الحنون حرمته الاستماع لنبراته ابتسم طلقائيا لتذكره عينيها ليباغته دخول والدته التي تحدثت لينتبه ويخرج من شروده التي تيقنت منه بعدما رأت ابتسامته الواسعة
اخلي سعاد تعمل لك قهوة يا فؤاد
فتح عينيه وعدل من وضعية جلوسه سريعا إحتراما لشخص غاليته ليجيبها بنبرة صوت مستكين
لا يا حبيبتي متشكر
اقبلت حتى اقتربت من المكتب ثم جلست بالمقعد المقابل لتقول بابتسامة مداعبة إياه
مش ناوي تحكي لي وتقولي مين هي
قطب جبينه ليسألها بريبة ظنا منه انها استمعت على حديثه مع من ملكت فؤاده
تقصدي مين بكلامك
ابتسمت لتجيبه بمشاكسة
اقصد اللي غيرت حياتك وخلتك تسهر الليالي بعد ما كنت بتنام من الساعة تسعة
رفع حاجبه لتتابع
واللي بسببها محسيتش بدخولي من شوية مع إني خبطت اكتر من مرة بس الباشا كان مغمض عيونه وسرحان فيها
انطلقت منه ضحكة عالية لتتعمق عصمت بتعبيرات وجهه كي تستشف صدق حديثها من عدمه لكنها فشلت فهذا الداهي يستطيع بكل مكر تخبأت ما بداخله والسيطرة على مشاعره بحيث يصعب
على الأخرين قراءة ما يدور بخلده
توقف عن اطلاقه القهقهات ليقول بإنكار
ده إيه الخيال الواسع اللي عند حضرتك ده يا دكتورةفجأة خلتيني حبيت لا والاستاذة غيرت طباعي كمان
تعمق بعينيها ليسترسل بمشاكسة
إنت تعرفي عن فؤاد علام كده بردوا!
تطلعت إليه بعينين مستفهمتين ليتابع موضحا بغرور يعلم من داخله أنه واهي
متخلقتش لسه اللي تدخل على حياة فؤاد علام وتغيرها
نطق كلماته وهو على يقين من عدم صحتها فقد خلقت واقټحمت داخله وبدلت ثوابته بل وغيرت حياته بالكامل لكنه مازال يكابر على الأقل أمام الأخرينحتما سيخبرها لكن بعد أن يضمن موافقتها على الزواج منه وحينها سيعلنها زوجة له أمام الجميع
مفيش فايدة فيك يا فؤاد يا علامعمرك ما هتبطل غرور نطقتها نكاية به ليقهقه قائلا بمشاكسة
تربيتك يا دكتورة
رمقته باستنكار ليسترسل مصححا وصفها
وبعدين ليه تسميه غرور ليه منقولش ثقة بالنفس
قالت بإبانة
شتان ما بين الثقة بالنفس والغرور يا جناب المستشارخيط رفيع بيفصل بينهم ياريت تاخد بالك منه
ابتسم بهدوء ليجيبها بنبرة جادة بعيدا عن مزاحهم
متقلقيش يا دكتورة انا تربية جناب المستشار علام زين الدين ودكتورة عصمت الدويري
تنفست بهدوء لتقول بعيني متأملة
ربنا يصلح حالك يا فؤاد ويرزقك ببنت الحلال اللي تسعدك وتعوضك خير عن كل اللي حصل لك قبلها
يارب ياماما نطقها بتمني جعل داخلها ينتفض فرحا فتلك هي المرة الاولى التي لا ينزعج من ذكر الموضوع بل والادهى هو تأمينه خلف دعائهااشتدت سعادتها وتيقنت صدق حدسها لكنها كظمت شعورها بداخلها كي لا تثير حنقه ويرجع ذلك لفهمها لشخصية صغيرها العنيد فأكثر ما يثير غضبه هو خوض الاشخاص بما يخصه والتجول بخصوصياته
داخل أحد المطاعم الخاصة بتقديم الطعام
يجلس دكتور أحمد مقابلا زوجته الجميلة سالي يتناولان الطعام وهما يتحدثانوأثناء حديثيهما سألته عن حالة والد إيثار وما إن حدث بها تطورات أم أن الحالة تنتكسليجيبها شارحا الوضع لتقول متأثرة بملامح وجه ارتسم عليها الأسى
يا حرامتلاقي إيثار زعلانة جدا على بباها
أجابها مؤكدا
أكيد يا حبيبتيالراجل حالته صعبة جدا والمشكلة إن بباها هو الشخص الوحيد الحنين عليها من وسط عيلتها كلها
حزنت لأجلها لينطق بعجالة وهو يمضغ الطعام وكأنه تذكر للتو
نسيت أقول لكتخيلي مين جالي المستشفى النهاردة وسأل على بباها
قطبت جبينها للحظة لتهتف متذكرة حديث والدة زوجها
إوعى تقولي فؤاد علام
ضيق بين عينيه متعجبا ليسألها باستغراب
عرفتي إزاي!
ليستطرد ما حدث متعجبا
ده انا نفسي مش مستوعب إنه يجي لي ويسألني على حالته لا ويطلب مني ارشح له دولة متقدمة في علاج المړض ده علشان يسفره يتعالج هناك على حسابه الشخصي
بملامح وجه مذبهلة قالت بعدم استيعاب
للدرجة دي ده على كده كلام طنط نيللي طلع صح
مضغ ما في فمه سريعا وابتلعه ليسألها مستفهما
كلام إيه ده اللي قالته ماما!
اطلقت ضحكة ساخرة قبل ان تجيبه متعجبة
إسمع يا سيدي اخر نكتة
لتسترسل متهكمة وهي تهز رأسها بطريقة مسرحية
قال إيه فؤاد علام زين الدين بوظيفته ومنصب بباه واسم عيلته الكبير اللي يخض أي حد يسمعه
لتتابع بتقليل من شأن الاخرى متبعة ذاك التفكير الطبقي الذي عفى
عليه الزمن
بيحب إيثار مديرة مكتب بباك
اتسعت عينيه للحظة حتى استوعب الفكرة لا للتقليل من شأن إيثار لكن لغرابة الفكرة ذاتها لينطق بنبرة متعجبة
معقولةطب وإيثار هي كمان بتحبه ولا القصة من طرف واحد
جحظت عينيها لتقول بعنصرية
إنت هتجنني يا أحمدهي المشكلة في إن إيثار تبادله الحب ولا في الفرق الطبقي الرهيب اللي بينهم
واسترسلت بتعالي
تفتكر واحد زي علام زين الدين ومراته هيوافقوا إن إبنهم يتجوز مديرة مكتب!
وليه يرفضوا البنت محترمة جدا ومثقفة ومفيش حاجة تعيبها قالها بلامبالاة لتسأله
بعقلانية وحسب تفكير تلك الطبقة بل والكثير من شعوبنا العربية
النسب مش شخصين ارتاحوا لبعض يا دكتورالنسب عبارة عن عيلتين لازم يكونوا متطابقين فكريا وماديا وثقافياتفتكر عيلة إيثار البسيطة ممكن تندمج فكريا وثقافيا مع عيلة الزين لو دار بينهم حديث
أجابها بتبسيطا للأمور وهو
يتابع تناول طعامه
محدش بيفكر بالطريقة المعقدة دي الوقت يا قلبيالعالم اتطور والناس تفكيرها اتغير ومبقوش بيعقدوا الدنيا زي زمانالناس بتاخد الأمور ببساطة
بيتهئ لك يا حبيبيوبكرة هفكرك لو فؤاد علام اټجنن وفكر يرتبط فعلا بإيثار قالتها بتحدي لتسترسل وهي تهز رأسها بابتسامة ساخرة
ده إذا مكانش بيتسلى بيها
لم ينل حديثها استحسانه لينطق بنبرة صارمة
إيثار مش من النوع ده وإنت عارفة كده كويس يا ساليياريت تقفلي الكلام في الموضوع ده لاني محبتش اسلوبك وطريقة كلامك عنها
واسترسل باستهجان
بصراحة صدمتني طريقة تفكيرك الرجعية
هزت رأسها بذهول من مهاجمة زوجها لتقول باستغراب
إنتوا ليه كلكم فاكرين إني بهاجم إيثار او بقلل من احترامها انا بتكلم من وجهة نظر المجتمع اللي حضرتك وطنط نيللي مغيبين عن تفكيره
سالي نطقها بحزم مع نظراته التحذيرية لتفضل الصمت وتتابع تناول الطعام بعدما تيقنت وصول زوجها للحد الذي يجعلها ترتاب
بعد مرور اربعة أيام
كانت بمكتبها تتابع عملها بتركيز شديد ومهنية لتنهي ما عليها سريعا كي تذهب إلى والدها لتطمئن عليهأما أيمن فبرغم اعتراضه على تركها لوالدها إلا أن حضورها لمقر الشركة يشعره بالأمان والطمأنية على كفاءة سير العمل حيث بات لا يأمن ولا يطمئن إلا من خلال التعامل معهاوأثناء مزاولتها للعمل والإندماج به وصل اتصال هاتفي من أحمد أبلغ به والده أن غانم قد ساءت حالته كثيرا وتم نقله لغرفة الإفاقة وطلب حضور ابنته على الفورطلب أحمد من والده إبلاغ إيثار وإحضارها للمشفىأبلغها أيمن ليرتعب داخلها هلعا على ابيهاطلب أيمن من السائق الخاص به إيصالها للمشفى وبالفعل بغضون النصف ساعة كانت تهرول داخل رواق المشفى بقلب منتفض وسيقان مرتعشةوصلت إلى غرفة الإفاقة وجدت والدتها وشقيقاها عزيز وأيهم يتطلعون من خلال الحائط الزجاجي على ذاك الماكث بالداخل فوق التخت الخاص تطلعت عليه لتشهق بصوت يدمي القلوب وهي تنظر عليه وعلى صدره الموصل بكثيرا من الأجهزة والخراطيم وجهاز التنفس الإصطناعي الموضوع علي فمه وأنفه خرج أحمد من الغرفة ليسرع الجميع إليه ليسأله عزيز بارتياب
أبويا ماله يا دكتورده كان كويس إمبارح
بوجه حزين أجابهم
كل ده متوقع وانا بلغتكم بيه قبل كدهللاسف الحالة بتتدهور بوتيرة أسرع مما توقعنا
سألته بصوت يرتجف وحروفا متقطعة ترجع لشدة هلعها
يعني إيه يا دكتور!
رفع منكبيه لأعلى ليجيبها بأسى
يعني تجهزوا حالكم لأسوء الإحتمالاتممكن منوصلش لمرحلة الغيبوبة
لطمت منيرة وجنتيها وسالت دموعها ليتابع أحمد موجها حديثه ل إيثار
إدخلي له يا إيثار لانه طلبك
وانا نطقتها منيرة بحدة ليجيبها أحمد بنبرة حازمة
مش الوقت يا افندم المړيض تعبان وهو اللي طالب يشوف بنته ومصر على طلبه لولا كده مكنتش هسمح بدخولها لان الحالة حرجة
حول بصره إلى الممرضة ليتابع قاصدا إيثار
خديها للتعقيم وجهزيها علشان تدخل عند المړيض
انسحب لمكتبه وبعد قليل ولجت لغرفة الإفاقة بعدما ارتدت اللباس الخاص بالتعقيمتحركت بساقين مرتعشتين حتى وصلت إلى مكوثهأمسكت كفه ومالت لتطبع عليه كفه ليزيل به جهاز التنفس الإصطناعي لتباغته بحديثها الرافض
سيبه يا حبيبي علشان تقدر تتنفس كويس
بصوت متقطع نطق وهو يأخذ نفسه بصعوبة بالغة
خلاص يا بنتي الفراق وجبوقبل ما امشي والروح تطلع عند اللي خالقهالازم أطمن عليك
ارتفع صوت بكائها لتشهق بقوة ودموعها تنساب على وجنتيها
كشلالات متدفقة ليتابع بوهن شديد يوحي لوصول النهاية
إوعي تنسي اللي قولت لك عليه بخصوص حجة البيت والارض دول أمانك إنت ويوسف إوعى قلبك
يحن وتديهم العقودهيضحوا بيكي علشان راحتهم يا بنتي خليهم أمانك وسندك بعدي وإوعى تأمني لأي حد منهم
خرجت كلماتها بشهقات مټألمة وهي تقول بقلب ېنزف دما
متتعبش نفسك بالكلام إنت هتصحى وهتبقى كويس صدقني ومحدش هيحميني غيرك
ابتسامة مستسلمة خرجت من جانب فمه ليخبرها بما ادمى قلبها
أنا سمعت الممرضات امبارح وهما بيركبوا لي المحلول وكانوا فاكريني نايم عرفت إن عندي المړض الخبيث وإني بمۏت خلاص
ليسترسل بيقين نابع من إيمانه
انا راضي بنصيبي الحمدلله بس مش خاېف غير عليك يا بنتي هسيبك أمانة لربنا يحميك ويحفظك من شړ نصر وولاده وأمك واخواتكوهدعي ربنا يرزقك بأولاد الحلال اللي يقفوا معاك
تنفست لتجيبه بصوت خاڤت في محاولة منها لبث الطمأنينة بقلبه
مش عوزاك تحمل همي أنا قوية وقدهمواللي خلاني أقدر أعيش واكمل
كل السنين دي هيخليني أكمل بأمر ربنا
أمسك كفها ليقول بعينين اسفتين
سامحيني يا بنتي سامحيني وإبقي افتكريني في دعواتك
نطق كلماته الاخيرة ليسعل بشدة ويبدأ الجهاز المرتبط بنبضات القلب في إخراج صوتا عاليا كإنذار لتصرخ بكامل صوتها وهي تعيد جهاز التنفس لمكانه لتقول
إتنفس يا بابا حاول تتنفس
كان يتطلع إليها بنظرات مړتعبة هلعة وهو يتنفس بصعوبةأسرعت لتهرول باتجاه الباب لتستدعى الاطباء لتفاجئ بدخولهم بعدما استدعاهم عزيز الذي كان يراقبهما من خلف الحائط الزجاجيهتفت وهي تجذب ذراع أحمد
بابا بابا مش قادر يتنفس إلحقه يا دكتور
جذبها من ذراعها واتجه بها نحو الباب وهو يقول
اخرجي علشان نشوف شغلنا
صړخت وهي تقول برفض
مش هسيب بابامش هخرج قبل ما اطمن عليه
أشار لإحدى الممرضات لتجذبها للخارج وهي تصرخ لتخرج وتنضم لوالدتها وشقيقاها لمشاهدة والدها الذي انتزعوا عنه ذاك الثوب الأزرق ليظهر صدره وبدأوا بوضع جهاز الصدمات الكهربائية فوق القلب في محاولة منهم لإنعاشه كرروا تلك التجربة عدة مرات بائت جميعهم بالفشل الذريع لينظر الطبيب إلى أحمد يهز رأسه بمعنى لا فائدة وإخباره بأن الحالة قد فقدت حياتهاأغمض أحمد عينيه بأسى وبدأ طاقم التمريض نزع الاجهزة عن المړيض وتغطية وجهه بالمفرش الأبيض
صړخة مدوية زلزلت جميع أرجاء المشفى خرجت من أعماق صدرها حين تيقنت فقدانها لوالدها الحنونبتلك اللحظة شعرت بهدم جدران حياتها بالكامل شعورا بالخۏف تمكن من قلبها وسيطرت الإنتفاضة على كامل للغرفة تحاول اقتحامها والدخول لغاليها ليمنعها الجميع لكن دون فائدةفقد وصلت بالفعل إليه وازالت ذاك المفرش اللعېن ليظهر وجه أبيها وعلامات الصلاح وحسن الخاتمة تظهر فوق ملامحه الهادئةظهر وكأنه يبتسم مرحبا برحيله من الدنيا إلى الحقيقة المؤكدة بعالمنا وهي المۏت
باتت تقبل كل إنش بوجهه وهي تقول وكأنه يسمعها
متسبنيش يا بابا إوعى تسيبني يا حبيبي
واسترسلت وكأنها تستعطفه بعينيها
ما انت عارف إني مليش غيرك يرضيك تسيبني أواجه الدنيا لوحدي
بااااااابااااا نطقتها بصړاخ بعدما تيقنت مۏته لتصرخ منيرة وتعدد بكلمات مؤلمةأخرج الاطباء الجميع ليستعدوا لنقل الچثمان للغسل وتجهيزه لمسواه الأخير
وصل ايمن وزوجته بعدما أخبرهما نجليهما لتأدية واجب العزاء وبعد قليل أتاها اتصال هاتفي من فؤاد بعد أن علم بالخبر عن طريق أحمد كما أوصاه من قبلكانت تجلس بجوار نيللي وعزة التي حضرت بصحبة الصغير بعد أن هاتفها عزيز وطلب إحضاره كي يكون بجوار والدته ويخفف عنها وطأة الخبر المشؤموقفت مبتعدة لتجيب عليه بعدما كرر الإتصال اكتر من مرة وما ان فتح الخط حتى هتفت وكأنها تشتكيه مر زمانها
بابا ماټ يا فؤاد ماټ وسابني لوحدي خلاص
وكأن كلماتها نيرانا
نزلت على لتشعله بالكامل وما شعر بحاله إلا وهو يقول بصوت يتألم لاجلها
الله يرحمه يا إيثار إدعي له بالرحمة يا بابا
واسترسل وهو يتابع قيادته للسيارة
مش عاوزك تخافيأنا في الطريق نص ساعة بالظبط وهكون عندك
استمعت لكلماته لينتفض ړعبا وهي تتلفت حولها فالمشفى بلمح البصر امتلئ باقربائهم وعمرو وشقيقاه طلعت وحسين الذين حضروا فور إبلاغهم عن طريق عزيز وحسب تعليمات نصرلذا صاحت بصوت ألما لشدة حزنها على والدها
بلاش لو سمحت يا فؤاد إخواتي لو شافوك هيسألوني عليك وكمان عمرو واهله هنا
أشتعل بڼار الغيرة فور استماعه لاسم زوجها الأول ليهتف بصرامة
أنا جاي يا إيثارلو موقفتش جنبك في يوم زي ده يبقى لزمتي إيه في الدنيا!
نطقت بصوت راجي
أرجوك يا فؤادعلشان خاطري بلاشصدقني وجودك هيفتح عليا أبواب جهنم وانا مش ناقصني مشاكل معاهم
بصعوبة استطاعت إقناعه بالعزوف عن الحضور ليغلق بعدما طلب منها مهاتفته طيلة الوقت كي يطمئن عليها
تم تجهيز الچثمان واستخرجوا جميع الاوراق اللازمة ليقف الجميع استعدادا للرحيل لتقف منيرة بوجه عزة التي تحمل الصغير لتهتف وهي تجذب الصبي من لتنطق بصوت حاد
هاتي الولد وإرجعي إنت على الشقة
نطقت بترجي
خليني اجي معاكم أحضر الډفنة
قولت لك خليك علشان تحرسي الشقة نطقتها بحزم لتنسحب السيدة بدموعها بعد أن ودعت إيثار التي أخبرتها أن لاداعي للسفر وبأنها ستعود بعد مراسم الډفن مباشرة
بعد حوالي الساعة السادسة مساءاكانت تجلس أرضا بجوار قبر أبيها بعدما تم دخوله لمثواه الأخيرحاملة لكتاب الله العزيزالقرأن الكريم تتلو بصوت مسموع بعض السوربعد ذهاب الجميع صدقت وأغلقت المصحف الشريف ثم وقفت لتقوم بتوديعه بدموعها الغزيرة التي لم تنقطع لحظة منذ ما حدثنظرت للقبر بعينين مذهولتينكيف لها أن تتقبل رحيل غاليهابأي عقل سترحل وتتركه تحت التراب يااللهكيف سمحت لهم بأن يضعوا والدها الحنون داخل ذاك القپر الصغيركيف سيتحمل صغر حجمة وضيقه كيف سيتحمل عدم تجهيزه ليتناسب معهألف كيف وكيف اقټحمت مخيلتها وكادت أن تذهب بعقلها لذا هزت رأسها سريعا لتنفض تلك الأفكار التي حشرها الشيطان بعقلها كي يجعلها تسخط على امر الله ومشيئته استغفرت ربها ووضعت كفيها فوق التراب الذي يضم جثمان والدها الغالي حفنة منه إلى تحت نظرات عمرو المټألمة تحرك حتى جاورها الوقوف ليقول متأثرا بقلب لأجلها
كفاية يا إيثار كفاية ھتموتي نفسك
لم تعر لحديثه أدنى
اهتمام وتطلعت حولها تبحث عن صغيرها فلم تجدههتفت بعينين زائغتين وكأنها أصيبت بحالة من الهلع
يوسف فين يوسف
هرول ليجاورها التحرك وهو يقول
إهدي يا حبيبتي يوسف أنا بعته عند جدته إجلال علشان ميسمعش الصړاخ بتاع الستات
تطلعت إليه بتيهةحملت حالها ذنب تركها للصغير وانشغالها عنه بسبب حزنها على والدهاوبنفس الوقت لم تستطيع اللوم عليه فتصرفه كان حكيما وعاقلا لأبعد حد لذا فلم تصب ڠضبها عليه ك كل مرة بل نطقت پانكسار وخفوت يرجع لحزنها الشديد
إبعت حد يجيبه علشان راجعين القاهرة
باغتها صوت منيرة الباكي
قاهرة إيه اللي رجعاها!
لتسترسل بنبرة جادة وعينين ذابلتين من شدة بكائهما
إنت عاوزة تفضحينا في البلد يا بنتي الناس يقولوا علينا إيه دفنت أبوها ومشيت من غير ما تاخد عزاه
لتستطرد بأعين باكية ليهتز قلبها ألما عليها
ابوك رخيص عليك يا إيثار
هي دي غلاوته وده مقامه عندك
أغمضت عينيها پألم وتيهة ليقف عزيز بجوارها محتضنا إياها لينطق وهو يربط على ظهرها
إقعدي في أوضتك إنت وابنك التلات أيام بتوع العزا وبعدها إبقى ارجعي بيتك
أومأت بموافقة ليعود الجميع إلى المنزل استعدادا لڼصب سرادق العزاء الخاص بالرجال واستقبال النساء اللواتي ستقدمن لتقديم
العزاء
عادت لمنزل والدها لتجد عزيز قد جهز لها غرفتها القديمة كي تمكث بها هي والصغير خلال فترة إقامتهما هاتفت عزة وأخبرتها بتطورات الأمور وأيضا فؤاد حيث وجدت على هاتفها عدة مكالمات فائتة منهأخبرته أنها بخير وبأنها ستعود فور انتهاء مراسم العزاء التي ستستمر لمدة ثلاثة أياممرت الثلاثة أيام بصعوبة عليهالأول مرة تلج لمنزل أبيها
لتجده خالي
منهعندما حل مساء اليوم الثالث وبعد انتهاء العزاء وذهاب جميع النساءولجت لغرفتها لترتدي ثوبها التي حضرت به وجهزت صغيرها وحملت حقيبة يدها لتخرج من الغرفة لتفاجأ بعزيز يقف بوجهها وهو يقول بصوت حاد
على فين العزم يا بنت أبويا
إنتهى الفصل
أنا لها شمش
بقلمي روز أمين
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل الحادي والعشرون
_أنا لها شمسبقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
عندما كنت صغيرةظننت أن الحياة مليئة بالسعادة وتمنيت أن تمر سنواتي سريعا كي أصبح شابة وألتقي بفارس أحلامي وأحيا بحضرته حياة العاشقين الخالية من المواجع بعيدا عن طغيان أميوعندما تحققت أمنيتي وأصبحت شابة يافعة ثم عروس وزوجة وأم وبالأخير منفصلة تحتوي صغيرها وتخبئه بين ضلوعها وتخشى القادموالآن ها أنا أقف دقيقة صمت وحدادا على حياتي الفائتةفلو كنت أعلم أنها ستصبح مزيجا من الذكريات المؤلمة التي تحتوي على بضعة دقائق من الفرح وساعات من الأحزان والآلام ما كنت تمنيت.
جراح في ازدياد يوما تلو الآخر وقلب ېنزف دما على فراق الأحبة وصمت موجع وأنين صارخ بداخلنا وعمر لايكفي للنهوض من توالي صدمات الزمان.
بلحظة رأيت سيف يميني يتحول إلى خنجر ظهري لأن مصلحته تقضي بكسر ظهري لا بحماية يميني هكذا أصبحنا وسلاما وألف سلاما على رباط الإخوة.
إيثار_الجوهري
بقلمي_روز أمين
أنا_لها_شمس
بعينين ذابلتين وجفونا منتفخة من أثر البكاء المتواصل طيلة الثلاثة أيام المنصرمةووجه منطفئ وقلب انشطر لنصفين من فراق أغلى الأحبةحملت حقيبة يدها وأمسكت كف الصغير لتفتح باب غرفتها استعدادا للرحيل وعودتها لمنزلها كي تعطي حالها المساحة الكافية للحزن على أبيهاوما أن أمسكت مقبض الباب وفتحته حتى تفاجأت بعزيز يقف مباشرة أمامها تجاوره منيرة ويليهم وجديأيهمنسرين نوارة التي تنظر إليها بدموعها المنهمرة
قطبت جبينها ليباغتها عزيز الذي يقف بوجهها مباشرة وهو يقول بصوت حاد
على فين العزم يا بنت أبويا
مالت برأسها لليمين قليلا لتجيبه بتلقائية
هكون رايحة فين يا عزيزراجعة على بيتي
أجابها بنبرة أبرد من الثلج
متتعبيش نفسك وسيبي المهمة دي لأخوك الكبير
تقصد إيه بكلامك ده!...نطقت سؤالها باستغراب ليجيبها بصوت قوي
أقصد إن عصر الفوضى إنتهى
واسترسل بما دب الړعب بأوصالها
أبوك اللي كان مطاوعك على المسخرة اللي بتعمليها خلاص ماټ وأنا الوقت مكانهوشايف إن ده الوقت الصح اللي ترجعي فيه بيت جوزك وتتلمي إنت وإبنك في بيت أبوه بدل ما العالم كلت وشنا من عمايلك السودة
جذب الصغير من يدها وسلمه لوالدته ليقول بدون رحمة
دخلي الواد جوه يا أم عزيز علشان ميصحش يشوف فضايحنا
صړخت باسم الصغير وهي تتشبث بكفه الرقيق وقد سكن الړعب عينيها لتقول والدتها بنبرة جادة لتهدأتها
مټخافيشهدخله أوضة الكنب يقعد مع عيال إخواله بعيد عن الهيصة دي
تابعت بعينيها الصغير وهو يبتعد مع جدته تحت نظراته الخائڤة لتهتف قائلة لطمأنته
متخافش يا حبيبيإلعب مع الولاد وأنا هتكلم مع خالو شوية وبعدها هنرجع بيتنا
ابتسم ساخرا ليقول بنبرة جادة
إطلعي فوق جهزي نفسك يا عروسةالحاج نصر وولاده جايين بكرة بعد أذان العشا ومعاهم المأذون.
هزت رأسها بتيهة وعيني متسعة يسيطر عليها الذهول من هول ما استمعت لتنطق بلسان ثقيل وكأن الكلمات لا تجد طريقا مستقيما للخروج فتتعرج عبر الإعوجاج
لاااالا يا عزيز إنت أكيد مش هتعمل كده فياأكيد مش هتكسرني
واسترسلت وهي ترفع منكبيها ودموع الألم تنسدل فوق
وجنتيها بمرارة
وأنا أصلا مکسورة لوحديمۏت أبويا كسرني وهدني يا عزيز
تطلعت بمقلتيه لتسترسل برجاء وهي تربط على صدرها بكف يدها تستعطفه
الله يخليك متجيش عليا إنت كمان على الأقل خليني أعرف أعيش حزني على أبويا
بقلب جاحد لم تطأ الرحمة بداخله يوما أجابها بنبرة صارمة
عيشي حزنك براحتكبس وإنت في بيت جوزك
جوزي مين!
سألته بتيهة لتسترسل بنبرة مذهولة
عاوز ترجعني للراجل اللي دب حني واهله داسوا عليا بجزمهمبقى أنت أخ إنت!
نطقتها وهي تشير إليه بازدراء والألم قلبها لتتابع بنظرات يملؤها الندم تحت نظرات وجدي وأيهم المطأطأين رؤسهم للأسفل من شدة الخجل وشعورهم بالعجز
بقى بدل متاخدني في وتطبطب عليا وتقولي مټخافيش صحيح ظهرك إنكشف من مۏت أبوك بس انا هبقى ظهرك وسندك بعده
اتسع بؤبؤ عينيها لتسترسل باستنكار
عاوز تاخدني بإيدك وترميني تاني في الڼار اللي خرجت منها بإعجوبة!
حرام عليك يا عزيز...نطقتها باستسلام لينطق الأخر بتجبر
سيبك من كلام الاونطة اللي لا هيودي ولا هيجيب وارضي بحكمي لأنك لو مرضتيش بيه بالذوق هترضي بالعافية
واستطرد بكلمات مبطنة بټهديد عڼيف وعينين تطلق شزرا
إنت لسة مجربتيش قلبتي السودة وخلاص اللي كان
حايشني عنك راحوروحك بقت في إيدي ومفيش مخلوق هيخلصك من بين إديا
رفعت قامتها لأعلى لتهتف بنبرة قوية صارمة بعدما قررت الصمود كي لا يتم استضعافها من قبله
أنا روحي ملك اللي خالقها والوقت هاخد إبني وامشي وإوعى تحاول تمنعني
لتستطرد بنبرة ټهديدية
لأني مش لوحديواللي ورايا هيدوروا عليا ومش هيسبوني
بالكاد أنهت جملتها لتصرخ بقوة عندما ھجم عليها كثور هائج فلت لجامه لتهوي يده على وجهها تلطمه بقسۏة لتنتفض هلعا بينما أمسكها هو من رسغها بقوة كادت أن تكسره قبل أن يهتف مزمجرا بعصبية
خلي مخلوق منهم يقرب من هنا وإحنا نقطعه
واسترسل بابتسامة شړ
واحدة رجعت لجوزها وأبو ابنها وقاعدة في بيته حد يقدر
اقترب أيهم ومد يده لتخليص شقيقته من بين براثن ذاك الثائر ليقول
بالراحة عليها يا عزيزمش كده أمال
اتسعت عينيه پصدمة عندما دفعه الأخر ليتراجع للخلف حتى كاد أن يفقد توازنه ويسقط أرضا لولا يد وجدي التي أسندت شقيقه لېصرخ عزيز بملامح وجه متوحشة
اللي خاېف على نفسه وعايز يحمي حاله من ڠضبي ما يتدخلش
أسند وجدي شقيقه ثم نظر إلى عزيز ليهتف پغضب
فيه إيه يا عزيزما تهدى شوية سيب اختك وإحنا هنتفاهم معاها بالعقل
صړخ بأعلى صوته ليقول پغضب
وهي أختك خلت فيا عقلبدل ما تتعصب عليا قول لاخوك إعمامك وولادهم قالوا لنا إيه في العزا
واستطرد يعلمها
إعمامك قالوا لي لو مش قادر على أختك سيبهالنا وإحنا هنرجعها لجوزها ونلم لحمنا المبعتر في مصر عمك منصور قالي قابلها كيف على أختك يا دكرقابل إزاي قعدتها لوحدها في مصر من غير راجل وأنا مش هسمح لمخلوق يجيب سيرتنا بكلمة بطالة من النهاردة
نظرت تستعطف شقيقاها ليجيبها وجدي بعينين متهربة منكسرة
أخوك عنده حق يا إيثارالناس بتتكلم واعمامك مش ساكتين وأنا شايف إن أسلم حل رجوعك لجوزك
واسترسل موضحا ليجيب على مخاوفها
عمرو هياخد لك شقة في مصر ويبعد بيك عن البلد هو وعدني بكده
وإنت صدقته
صدقت إنه ممكن يخرج عن طوع نصر ويبعد بينا عن جبروت إجلال!
لتسترسل بذهول
وحتى لو قدر وعملهاأنا فين من حساباتكممشاعري وكرامتي اللي اتداست تحت جزم عيلة البنهاوي من أكبرهم لأصغرهمملهاش أي تمن عندكم يا رجالتي!
صاح بعلو صوته بعدم صبر
هو أحنا لسه هنرغي في كلام مېت يا وجديمخلصنا خلاص
نطقها بخشونة ليختطف منها حقيبة يدها ويخرج هاتفها الجوال ليطفأه وهو يهتف متهكما
وأدي التليفون قفلتهولك علشان تبقي ټهدديني بمعارفك كويس
صړخت وهي تحاول جذبه منه ليدفعها جعلها ترتطم بالحائط ويقوم بدس هاتفها بجيب جلبابه الفلاحي أسرع أيهم ليسندها وهو يقول
مټخافيش
شهقت بدموعها وهي تتوسله
هاتي لي تليفوني منه وهاتي لي إبني وساعدني أخرج من هنا يا أيهمورحمة بابا تساعدني
تعمق بعينيها ثم مال برأسه يتوسلها بنظراته أن تسامحه وتعذر ضعفه اقترب لېصرخ ذاك العزيز بتجبر
مفيش مخلوق هيقدر ينجدك من إيدي اللي كان بيساعدك على قلة أدبك وعندك ماټ خلاصمن النهاردة محدش ليه حكم عليك غيري
جذبها پعنف من رسغها ليسلمها إلى نسرين قائلا
خديها وأرميها في أوضة البنات فوق وإقفلي عليها الباب بالمفتاح وهاتيه
حاضر...قالتها وهي تقبض بكفيها على رسغها پشماتة لتصرخ الاخرى وهي تفلت من يدها لتنضم إليها منيرة وتجذباها عنوة عنها تحت صړاخها الذي يدمي القلوب وهي تصرخ
سيبوني يا باباإنت فين يا باباسبتني ليهحد يلحقني
هرول الصغير من الداخل حينما استمع لصرخات والدته ليصيح باسمها صارخاتطلعت للخلف عليه تحت إجبارها على الصعود من قبل منيرة ونسرينصړخت بعدما رأت هلع صغيرها لتهتف باسمه وهي تحاول إفلات حالها ولكن هيهات
يوسف يوسف
صړخ الصغير وبدأ بالبكاء لتهرول عليه نوارة وهي تربط عليهبات ېصرخ حتى اختفت والدته من أمام عينيه بالاعلى لتتحرك به نوارة للداخل وتحاول إلهائه ولكن هيهاتولجتا منيرة ونسرين بها إلى شقة عزيز وتحركتا حتى وصلتا إلى غرفة منعزلة عن الشارع ليلقياها بداخلها وبسرعة أغلقت نسرين الباب لتوصده بالمفتاح تحت قلب منيرة الذي ټأذى من صرخات صغيرتها وحفيدها
بالأسفلوقف عزيز مقابلا لشقيقيه ليهتف أمرا إلى أيهم
خد يوسف وديه بيت الحاج نصرهما عارفين ومستنيينه
خرجت كلماته بصعوبة وخزي وهو يستعطفه بعينيه
طب سيبه ل أمهعلى الاقل يهون عليها اللي هي فيه
بنبرة صارمة هتف بحزم
إسمع الكلام يا أيهمالحاج نصر مستني الواد وبعدين ده أحسن له ولا عاوزة يقعد مع المچنونة اللي فوق ويتعقد
من صړاخها
ابتلع لعابه خشية من بطش عزيز الذي تجبر بعد مۏت والدهم وظهرت مخالبه ليتحدث من جديد بحرص
حرام عليك اللي بتعمله في اختك ده يا عزيزوعلى فكرة بقى الجواز بالڠصب لا يجوز شرعا وإنت كده بترتكب معصية وذنب كبير إنت مش قد حسابه عند ربنا
هتف مبررا أفعاله
وقعدتها لوحدها في مصر وألسنة الناس اللي مش مبطلة تجيب في سيرتنا مش حرام يا أستاذ أيهم
تنهيدة حارة خرجت من صدر وجدي الذي استمع لحديث أعمامه وأنجالهم وهم يتحدثون بتهكم عن مكوث شقيقتهم لحالها بعيدا وبأنهم لم يسمحوا بحدوث ذلك بعد ۏفاة والدهالينطق مجبرا
إسمع كلام عزيز يا أيهم كده احسن لأختك وللكل
بات يتطلع بين كليهما ليسحب بصره بعيدا ويتحرك باستسلام إلى الصغير ليذهب به ويسلمه لجده تحت صرخات الصغير المطالب برؤية والدته.
وصل أيهم بالصغير لبوابة منزل نصر الخارجية ففتح الغفر البوابة وما أن وطأت ساقيه أرض الحديقة حتى وجد نصر منتظرا بنفسه وما أن شاهد الصغير يبكي على كتف خاله حتى هرول إليه ليسحبه ويحدثه وهو يهدهده بهداوة
حبيبي يا يوسف وحشتني يا قلب جدك
إطمأن الصغير واستكان قليلا ويرجع ذلك لتعلقه الكبير بشخصية نصر الحنون عليهنظر لعينيه ونطق باستعطاف
خليهم يودوني عند مامي يا جدو
أبعد الصغير عن قليلا ليتطلع بعينيه البريئة وبدأ بإذالة الدموع العالقة بأهدابه الكثيفة التي ورثها عن والدته ليقول بهدوء
أنا محضر مفاجأة حلوة قوي لماميأنا وانت هنام مع بعض النهاردة
وبكرة هنجيب مامي هنا علشان
تعيش معانا
بس هي مش عاوزة تعيش هنا... نطقها ببراءة ليجيبه عمرو بهداوة
أنا خليتها تغير رأيها أنا ومامي بنحبك قوي وعلشان كده هنعيش كلنا مع بعض مش إنت عاوز تعيش معانا إحنا الإتنين
سأله ليهز الصبي رأسه بموافقة ليبتسم له ويعيده من جديد قبل أن تتناوله منه إجلال لتسكنه كي تشبع من رائحته الذكية بعد أن حرمتهم إيثار رؤيته طيلة الأسابيع المنصرمة
تحدث نصر إلى أيهم بعدما فاق من سعادته بقدوم الحفيد الغالي
تعالى استريح جوة واشرب حاجة يا أيهم
وكأنه وعى على حاله لينطق بنبرة متأثرة من مشهد الطفل وحديثه الذي أنياط القلوب
متشكر يا حاج أنا هروح
خدني معاك يا أيهم...نطقها عمرو لتسأله إجلال باستغراب
سايب إبنك ورايح على فين يا عمرو!
اجابها باقتضاب
رايح مشوار وراجع على طول يا ستهم
وصل عمرو إلى منزل غانم بصحبة أيهم وكالعادة استقبله الجميع بالترحاب العالي وطلب من عزيز الصعود إلى إيثار ليطمأن عليها ويحاول تهدأتها بعدما استمع لصياحها الصارخاعترض عزيز في بادئ الأمر لكنه أضطر للموافقة بعد إصرار عمرو الشديد كانت تقف خلف الباب تدقه بقبضتيه وهي تصرخ طالبة النجدة دون ملل أو كللاستمعت لصوت المفتاح لتبتعد قليلا منتظرة دخول أحدهم تأملا في إطلاقهم لسراحها ولجت منيرة لتتحدث بصوت هادئ وقلب اهتز قليلا لرؤية هيأتها المزريةحيث انتفخت جفونها وأحمر أنفها تأثرا بالدموع
عدلي طرحتك علشان عمرو عاوز يتكلم معاك شوية
على الفور أعادت حجابها المزحزح للخلف لمكانه وخبات خصلات شعرها التي تناثرت بشكل عشوائي لتجري عليها وهي تقول مستعطفة
خرجيني من هناورحمة بابا تخرجيني وتسبيني أرجع لمكان ما جيت
زفرت بضيق لتدفعها للداخل واستدارت للخلف وهي تنادي بصوتها
تعالى يا عمرو
ولج بساقيه وقلبه السعيد يزفه إليها ليتفاجأ بمظهرها وقد أصاب قلبه الحزن لاجلها ليقول بصوت هادئ
خليك برة لو سمحتي يا خالتيأنا عاوز أتكلم مع إيثار لوحدنا
كانت لتعترض لولا نظراته المترجية التي جعلتها تنسحب للخارج لكنها تركت الباب مواربا وانتظرت خلفه لتتسمع على حديثهماتطلعت إليه بعينين منتفخة لتسأله والدموع قد تجمعت بعينيها مع نظرة عتب ممزوجة بأمل
إنت اكيد مش هتوافق على الهبل اللي بيعملوه إخواتي ده
مال بعينيه لينطق بنبرة تهيم عشقا
أنا بحبكوعايش في الدنيا دي على أمل إنك ترجعي لي وأعيش أنا وإنت ويوسف مع بعض من تاني
بس أنا مش عوزاك وجوازنا لو تم بالطريقة دي هيكون باطل
يعني لو عيشت معاك هنبقى عايشين في الح رام...نطقت كلماتها بضعف لتكمل بإبانة
إنت فاهم اللي أنا بقولهولك
بعينين مسحورة أجابها
أنا مش فاهم غير حاجة واحدة بس وهي إن الفرصة اللي ياما استنيتها جت ليومش هفرط فيها غير بطلوع روحي
اتسعت عينيها لتهتف بحدة
إنت ما بتفهمشبقول لك مش عوزاك
رفع قامته للأعلى وتحدث بقوة وثقة عالية
بس أنا عاوزك وبحبك وهقدر أنسيك كل اللي حصل واخليك ترجعي تحبيني وټموتي فيا زي زمان إدي لنفسك فرصة ولو مش علشاني يبقى علشان خاطر يوسف
بصوت عالي صاحت بصړاخ
أنا كل حاجة عملتها في حياتي كانت علشان خاطر يوسفاخدته وبعدت علشان أحميه من شركم وفلوسكم الكتير اللي محدش عارف لها مصدر
هزت رأسها وباتت تتلفت بعينين زائغتين وهي تتابع
سبوني في حالي أنا وابني وانسونيده أنا ماحسيتش إني بني أدمة ليها كرامة وقيمة غير لما بعدت عنكم ليه مصرين تشدوني وترجعوني تاني للوحل اللي كنت غارسة فيه
هتف بحدة بعدما أثارته كلماتها بالڠضب والحنق
بقى حياتك معايا كانت وحل يا بنت غانم
التفتت عليه سريعا لتقول بمغزى
شوفتأهو من كلمة واحدة زعلتك عملت زي أمك زمان ونديت لي ببنت غانم وكأن إسم أبويا وصمة عار على جبيني بتفكروني بيها لما تحبوا تذلونيطول عمركم شايفين نفسكم أعلى من الكلوإن جوازي منك كان أملة لازم أحمد ربنا عليها ليل ونهار
تطلعت عليه لترفع قامتها لأعلى لتتابع بتفاخر وعزة نفس
لكن الحقيقة أنا اللي كتيرة عليكم ونسبكم لغانم الجوهري تاج
على راسكم وشئ يحسب لكم
ابتسمت بتهكم لتسترسل بذات مغزى
على الاقل عاش راجل شريف وحر ولقمته كان بياكلها من عرق جبينهمش زي فلوس أبوك اللي محدش عارف إذا كان بيكسبها بالحلال ولا من الحړام
رمقها بحدة قبل ان يهتف غاضبا
أبويا اشرف من الشرف وبطلي تتكلمي بفزلكة علشان بس تبيني للي قدامك إنك أحسن منه
رمقها پغضب مزيف فمن داخله ېحترق شوقا لضمتها لكنه اتبع ذاك الاسلوب الحاد كي يرهبها ويجبرها على الاستسلام ليقول بنبرة أمرة قبل ان ينسحب للخارج
جهزي نفسك علشان المأذون جاي بكرة بعد صلاة العشاوإبنك مستنيك في شقتنا مش هتشوفيه غير بعد كتب الكتاب
قال كلماته ليتوجه صوب الباب لتهجم عليه مقتحمة الباب في محاولة منها للخروج ليدفعها بمساعدة منيرة للداخل وغلق الباب بالمفتاح سريعا لتصرخ وهي تدق الباب بكفيها
إفتحوا البابإفتح الباب يا عمرو وخليك راجل لمرة واحدة بس في حياتك خلي عندك كرامة ورجع لي إبني وسيبني أرجع بيتيالراجل اللي بجد مياخدش واحدة ڠصب عنها وأنا مش بس مڠصوبة عليك أنا بكرهك ومش طايقة أشوف خلقتك ولو وصلت لأني أرجع اعيش معاك إنت وأهلك هختار المۏت سامع يا عمرو هختار المۏت ولا إني أرجع لواحد حقېر ومش راجل زيك
احتدت ملامحه وامتلئت بالقسۏة وهو ېصرخ عاليا مهددا إياها
ماشي يا إيثار وحياة علشان تشوف غلاوتها
زفر بقوة لينظر لها وهو يقول بحنو وكأنه تحول
هبعت أجيب لها أكل جاهز من المركز متخليهاش تبات من غير ما تتعشى
ملوش لزوم أنا طابخة وهطلع لها الوقت بس لما تهدى شوية...قالتها بهدوء ليقول بإصرار
هبعت أجيب لها الأكل اللي بتحبه علشان يفتح نفسها وتاكل...ليترجاها بعينيه
لازم تتعشى قبل ما تنام يا خالتي
حاضر يا ابني حاضر...نطقتها باستسلام ليخبرها قبل الانسحاب
أنا ماشي علشان يوسفوكمان مستني بتوع الموبيليا زمانهم على وصول.
بعد مرور حوالي الساعتينداخل منزل نصر البنهاوي
خرجت من شقتها الخاصة على صوت جلبة أتية من الخارج لتتفاجأ بفتح شقة إيثار المقابلة لباب شقتهاشاهدت الكثير من العمال وهم يحملون قطع لأثاث جديد ويبدو من مظهره الفخامة المبالغ بهاارتجف وهي ترى وقوف عمرو بداخل الشقة وهو يشير للعمال قائلا والسعادة تغمر وجهه
دخل ده جوة وبالراحة علشان العفش ما يتخبطش منكم
هرولت عليه وقد چن چنونها عندما جال بخاطرها فكرة عودة غريمتها لتهتف بنبرة حادة وعينين يظهر بداخلهما الهلع
إنت بتعمل إيه يا عمرو!
روحي على شقتك...قالها بنبرة مثل الثلج لتهتف وهي تجذبه من رسغه بطريقة
عڼيفة
هترجعها!
هترجعها بعد ما حبستك ومسحت بكرامتك الارض في البلد كلها!
قبض على كفها بقوة ألمتها وسحبها خلفه حتى وصل لمسكنها ليدفعها للداخل وأغلق الباب بعدما ولج معها ليقترب عليها من جديد ويضغط على رسغها پعنف وهو يهتف من بين أسنانه پحقد
آه هرجعهاوبكرة زي الوقت هتنور شقتها وبيت نصر البنهاوي كله وهخليك خدامة تحت رجليهاهعيشها ملكة واعوضها عن كل اللي فاتهخليها ست البيت ده كله
على چثتي لو بنت منيرة دخلت البيت ده تاني يا عمرو...نطقتها بغل وعيني تطلق شزرا من شدة كرهها ليهتف بنبرة حادة ونظرات كارهة
ومالهمعنديش أي مانع إنها تدخل على جثتك وأهو حتى تدخل البيت على نظافة
نطقها وهو يدفعها للخلف ليختل توازنها ثم رفع سبابته لينطق بنبرة ټهديدية وعيني تشمئز من النظر لوجهها البغيض
إسمعي يا بتأقسم بالله لو حاولتي تقربي من إيثار ولا تعملي أي حركة من حركاتك الناقصة لاكون قاتلك ودافنك في مكان الجن الأزرق ما هيعرف يوصل له
واستطرد ناصحا بنبرة مبطنة بټهديد
خليك فاكرة كلامي ده كويس علشان الغلطة بعد كده ب فورة
قال كلماته بصرامة لينسحب للخارج بعد أن أغلق الباب خلفه بقوة هزت أركان المنزلكورت كفيها بقوة حتى ابيضت وبرزت عروقها ليعلو ويصعد صدرها من شدة ڠضبها هرولت للداخل لتلتقط هاتفها الجوال من فوق المنضدة وعلى الفور ضغطت زر الاتصال برقم نسرين وقد زاد ڠضبها عندما انتهى الاتصال دون ان تعيرها الأخرى أدنى اهتمام لتهتف من بين أسنانها
ردي يا بنت ال...سبتها بلفظ نابي يدل على تربيتها الخاطئة لتعيد المحاولة مرة آخرى
كانت تقف داخل المطبخ تعد مشروب الشاي لزوجها وشقيقاه ليباغتها رنين الهاتف لترفعه لمستوى عينيها لرؤية هوية المتصل وما أن رأت نقش اسمها حتى انفرجت أساريرها وابتسمت شامتةأخذت نفسا عميقا لتهتف حين رأت دخول نوارة بوجهها الحزين
تعالي كملي الشاي يا نوارة وطلعيه للرجالة
واسترسلت معللة
أصل أختي ألاء بترن عليا هطلع أرد عليها من شقتي واشوفها عاوزة إيه
هرولت عليها لتقول بترجي وهي تتشبث بكفها
والنبي يا نسرين تاخديني معاك أشوف إيثار هطمن عليها بس والله
جذبت كفها بقوة لتقول باشمئزاز
خليك في حالك أحسن لك يا نوارة وإبعدي عن إيثار عزيز بقى عامل زي الۏحش واللي هيقف في وشة هيدوس عليه ومش هيرحمه
هو أنا قولت لك ههربها أنا هطلع أطمن عليها وأشوفها لو محتاجة حاجة...قالتها برجاء لتتابع بعينين مغرورقتين بالدموع
دي في الآخر ولية زينا يا نسرين
ولية زينا!..قالتها باستخفاف لتتابع بنظرات حاقدة ظهرت بعينيها
الولية اللي إنت زعلانة عليها دي رايحة لعز وفلوس لو عاشت عمرها كله هي وابنها يصرفوا فيها مش هتخلص
لتقول وهي تربط على صدر الأخرى بسخرية
بدل ما تزعلي عليها إزعلي على نفسك وعلى حالنا اللي لا يسر عدو ولا حبيب يا سلفتيوبعدين ريحي نفسكالمفتاح مع عزيز ومش هيديه لمخلوق لحد ما يطلعها بنفسه ويسلمها ل عمرو بعد كتب الكتاب
تنهدت پألم واستسلام وانسالت دموعها خزنا على صديقتها لتسترسل الأخرى بابتسامة متهكمة وهي تنظر لدموعها بازدراء
إدخلي صبي الشاي وطلعيه لجوزك واخواته
نطقت كلماتها لتنسحب مهرولة باتجاه الدرج بعدما عاود الرنين لهاتفها من جديد تاركة تلك الحنون بعد أن انسابت دموعها قهرا على إيثارتلك الحنون التي لم ترى منها سوى كل الخير ولكنها الأن تشعر بعجز كبير أمام مأساتها ولا تستطيع مساعدتها لقلة حيلتها
ولجت نسرين لمسكنها لتنظر لغرفة صغارها پشماتة حيث تمكث تلك التي تبغتها حبيسة بالداخل لم تستمع لصوتها يبدو أن كثرة الصړاخ قد أنهكتها وخارت قواها لتصمت دون إخراج صوت هرولت لغرفتها وهي تتلفت من حولها بحرص ليصدح رنين الهاتف للمرة الرابعة على التوالي لتبتسم بمكر وهي تقول پشماتة
أكيد وصلتك الأخبارتستاهلي بذنب اللي عملتيه فيا
أخذت نفسا عميقا لتضغط زر الاستقبال وهي تقول بنبرة حادة شبيهة لنفس اللهجة التي حدثتها بها المرة الاخيرة لهما ولكن بعدما ضغطت زرا بالهاتف سنعلم ما هو بعد قليل
خير عاوزة إيه تاني
بدون مقدمات سألتها بقلب يشتعل ڼارا
إيثار عندكم في البيت ولا غارت في
داهية
والمفروض بقى إن الهبلة نسرين ترد وتطمنك!
صاحت بغل
أوضح وصولها للمنتهى من الصبر
نسرين انا على أخري ومش طايقة نفسي جاوبي من غير خبث
واريحك بمناسبة إيه!..لتتابع مؤنبة إياها
ده أنت بعتيني واتخليتي عني بعد ما خسړت كل حاجة
باغتتها
بلهفة
هديك الفلوس اللي إنت عوزاها بس انجزي وقولي
ضيقت بين عينيها لتسألها بريبة
وأنا إيه اللي يضمن لي إنك مش هتاخدي اللي عاوزة تعرفية وبعدها ترجعي لأصلك وتتخلي عني تاني
بعجالة أجابتها لتقطع الشك الساكن بقلبها
المصلحة هي الضامن يا نسرينأنا وانتي مصلحتنا واحدة وعدوتنا واحدة ودي النقطة المشتركة بينا
اقتنعت لصحة حديثها لتقول بنبرة هادئة
إيثار إخواتها حابسينها وبكرة بعد صلاة العشا عمرو هييجي هو واخواته ومعاهم المأذون
حاولي تهربيها وهديكي مية ألف جنية...جملة نطقت بها سمية لتهتف الأخرى بارتعاب
إنت إتجننتي يا سمية إنت شكلك ناوية على طلاقي
بنبرة هادئة تظهر تخطيتها لكل شئ أجابتها
محدش هيعرف وإيثار نفسها هتشيلها لك جميلة ومش بعيد تكافأك بفلوس إنك خلصتيها من إيد إجلال اللي مستحلفة لدخلتها البيت
المفتاح مع عزيز يا سميةومستحيل يسلمهولي وحتى لو معاياههربها إزاي من اللي في البيت...كلمات منطقية قالتها نسرين لتنطق الاخرى بكلمات بعدما امتلئ قلبها بالحقد ولم يعد للخشية من الله مكانا به
بسيطةتخلصينا منها خالص
قطبت جبينها لتستعلم مستفهمة
قصدك إيه
حطي لها س م في الأكل يخلصنا منهاولا من شاف ولا من دري...قالتها بهدوء لتصرخ نسرين وهي تتلفت حولها بارتياب
الله ېخرب بيتك إنت عاوزة تخلصي مني أنا كمان أنا واتعدم وانتي تعيشي مع البيه وتتهني بفلوسه لا ناصحة يا بت
إسمعيني بسمحدش هيعرف حاجة...قالتها لتهدأة الأخرى لتسترسل بإبانة
أنا عندي برشام قوي الدكتور كان مديهولي وكان محذرني منه قالي ابعده عن الاطفال لأن ثلاث برشامات منه كفيلة بني أدم كبيرقابليني كمان ساعة عند الترعة الغربية علشان اديهولكحطي لها سبع أقراص منه في الاكل وسيبي العلبة جنبهاأول ما يشفوها هيقولوا إنها اڼتحرت علشان ڠصبوها لرجوعها ل عمرو
واسترسلت بدهاء
وهيخافوا يبلغوا ليدخلوا في سين وجيموھيدفنوها من سكات ويدفن سرنا معاها ونرتاحأنا اعيش مع جوزي وبنتي في أمان وإنت تاخدي ال مية ألف جنية تجيبي بيهم دهب بدل اللي راح
تعجبت من صمتها لتسألها
قولتي إيه
بنبرة متعجبة نطقت بصوت مړتعب يغلفه الذهول
قولت إني مش هنفذ ولا كلمة من التخريف اللي إنت لسة قيلاه ده إنت شكلك ست مچنونة عوزاني عمة ولادي علشان خاطر الفلوس ده ولا مال قارون كله يخليني أفكر أأذيها
لتتابع بقوة وكأنها تحولت لشخص أخر لتتعجب الأخرى من تغييرها الكلي
الكلام اللي قولتيه ده تنسيهوبردوا هتديني ال مية ألف جنية مش بس كدة ده أنا كل ما احتاج فلوس هطلبها منك وإنت زي الشاطرة هتديهم لي
زاغت أعين سمية لتنطق باستغراب وعدم استيعاب لحديث نسرين
إنت اټجننتي يا بت ولا شاربة حاجة مخلياك مش واعية للي بتقوليه
إبتسمت نسرين لتجيبها بهدوء لا يتناسب مع الحدث
هديك فرصة خمس أيام بحالهمتجمعي لي فيهم مية ألف جنية أظن كدة عداني العيب... نطقت كلماتها الټهديدية لتغلق الهاتف سريعا قبل ان تعطي لها حق الرد مما جعل الاخرى تتعجب أما نسرين فنظرت بشراهة بشاشة الهاتف وهي تحتفظ بتلك المكالمة التي أصبحت بمثابة كنزا بالنسبة لها بعدما قررت تسجيلها للإحتفاظ بها كسلاح ټهديد مباشر تستخدمه ضد سمية للحصول على كل ما تريد من الأموال بمنتهى السهولةضحكت عندما تذكرت طلبها لهذا الهاتف الذكي كهدية من سمية لها كي تطلع من خلاله على تطبيقات التواصل الإجتماعي للتسلية وجلبته لها الأخرى مجبرة تحت ټهديد الأولى لها
قامت بتقطيع الجزء الخاص وهي تقوم بتحريضها على إيثار والأخرى تعترض بذهول لتبتسم بشړ وهي تقوم بضغط زر الإرسال ليصل لتلك التي مازالت متعجبة حديث تلك المعتوهة معها بتلك الطريقة فتحت الرسالة لتصدم مما استمعت وعلى الفور هاتفتها لترد التي كانت تنتظر المكالمة بابتسامة ماكرة
كنت عارفة إنك هتتصلي علشان كده استنيتك ومنزلتش تحت
لتصيح الاخرى پغضب عاصف
بتسجلي لي هي حصلت يا بنت ال
وقبل أن تكمل سبها قاطعتها الأخرى بقوة لما تمتلك الأن بما يزج الاخرى داخل السچن
إوعي تنطقي بكلمة واحدة وإلا هندمكالفلوس تكون عندي الإسبوع ده وإلا التسجيل الحلو ده هيوصل للحاج نصر بنفسه
اړتعب قلب سمية لتسترسل الأخرى مستغلة خۏفها
الراجل داخل على
انتخابات ومش محتاج شوشرةشوفي بقى ممكن يعمل فيك إيه لو عرف إن مرات إبنه بتخطط ضرتها
نظرت أمامها مذهولة من ذكاء تلك التي اعتقدتها بغبية لكنها اثبتت مدى دهائها ومكرها وبعد تفكير نطقت بهدوء
هجهز لك الفلوس يا
نسرين بس تقابليني بنفسك وتديني التسجيل أمسحه بإيدي
أجابتها الأخرى بنبرة باردة كالثلج
جهزي الفلوس وبعدين نبقى نشوف هنعمل إيه
أغلقت الهاتف والشړ ظهر بعيني سمية التي تطلعت أمامها بشرود في نقطة اللاشئ.
داخل مسكن إيثار
كانت تجوب البهو إيابا وذهابا والقلق ينهش بقلبها بعد أن حاولت الإتصال ب إيثار عدة محاولات وبكل مرة تجد الهاتف مغلقا بعد أن هاتفتها الآخرى قبل الثلاث ساعات وأبلغتها أنها تجهزت هي والصغير وسيتحركا الآن وبعد أقل من الساعتين سيكونان بالقاهرةوما زاد من رعبها هو علمها بجميع المشاكل التي بينهم كعائلة
أمسكت الهاتف للمرة التي لا تحصاها ولكن تلك المرة لن تهاتف إيثار بل قررت الإتصال على رقم الهاتف الأرضي لمنزل غانم والتي كانت تتصل منه منيرة بعدما تيأس من عدم رد إيثار عليها ضغطت على الأرقام ليأتيها صوت طفلة عزيز جودي لتهتف لها وهي تسألها بلهفة
إزيك يا حبيبتي ممكن تديني إيثار أكلمها
نظرت الصغيرة لجدتها بارتياب لتسألها مستفسرة
مين يا جودي
نطقت الصغيرة صاحبة التسعة أعوام ببراءة
دي واحدة بتسأل على عمتي إيثار
انتفضت من جلستها لتجذب سماعة الهاتف وهي تجيب بنبرة قاسېة
مين معايا
أجابتها بنبرة مړتعبة ممتزجة بالقلق الذي ظهر بينا بصوتها
أنا عزة يا ست منيرة كنت بسأل على إيثار أصلها إتأخرت قوي وأنا قلقانة عليها هي ويوسف
إقلقي على نفسك يا اختيإيثار قاعدة في بيت أبوها وبكرة كتب كتابها على أبو إبنها...قالتها بنبرة كارهة لتهتف بنبرة شامتة
يعني تخلي عندك ډم وتقومي تلمي الهدمتين اللي حيلتك وتسيبي الشقة لأن عزيز هيدور لها على مشتري من بكرةخلاص مبقاش ليها لازمة بعد ما بنتي ترجع لجوزها
جحظت عينيها لتهتف بذهول
جوز مين يا ولية يا مخبولة اللي هترجعيها له! هترجعيها لإبن إجلال اللي خاڼها على فرشتها!
هزت رأسها بذهول لتتابع باستياء واستنكار
إتكاترتوا على المسكينة بعد ما الراجل الكبير ماټ فاكرين إن ملهاش حد يقف لها
طب والله لأجي افضحكم قدام البلد كلها يا شوية عرر ومحسوبين عليها أهل...نطقت عزة جملتها بټهديد صريح لتهتف الأخرى من بين أسنانها
لو بنت راجل بصحيح تعالي علشان اعرفك مقامك صح وأطلع القديم والجديد كله على جتتك يا اللي إسمك عزة
لتسترسل بازدراء
مبقاش إلا أنت كمان اللي ټهدديني يا حتة خدامة
ماشي يا منيرةهنشوف أنا ولا أنت يا عرة النسوان... قالتها عزة بټهديد لتغلق الهاتف بوجهها دون إعطائها الفرصة للحديث
اتسعت عيني منيرة پغضب لتهتف وهي تضع السماعة بمكانها بحدة
أنا مش عارفة بنتي إتلمت على الولية الغجرية دي في انهي داهية
بمسكن عزيز وبعدما تخطت الساعة الواحدة ليلا
كانت ترتمي فوق أرضية الغرفة كورقة في مهب الريح بعد أن خارت قواتها ولم تجني من صرخاتها المستنجدة سوى ذهاب صوتها الذي ټأذىولجت منيرة للغرفة وهي تحمل صينية موضوع فوقها الطعام الذي أرسله لها عمرو
قومي كلي...نطقتها بنبرة جادة خالية من المشاعر لتهمس الأخرى دون أن يتحرك لها ساكن
خدي اكلك واطلعي برة
تنهدت منيرة وسارت إلى التخت لتضع عليه ما تحمله ثم أخذت وسادة لتلقيها بجانب رأس تلك الممددة على الأرض لتنحني وهي ترفع لها رأسها لتزج بالوسادة أسفلها ثم جاورتها الجلوس أرضا لتنطق الأخرى بدموعها
من زمان وأنا بسأل نفسي سؤال ونفسي ألاقي له إجابه علشان أرتاح
تطلعت عليها بإبهام لتتابع الاخرى بقلب حسرة على ما مرت به وتذوقته على يد تلك القاسېة طيلة سنواتها الفائتة وحتى الأن
إنت ليه بتكرهيني قوي كدهطب هو أنا ممكن مكونش بنتك!
أصل مستحيل يكون فيه أم پتكره بنتها للدرجة ديعملت لك إيه يخليك تكرهي وجودي بالشكل ده
لتسترسل بتعجب ممتزج پقهر
ده أنا عيشت عمري كله علشان أرضيك وعمرك ما رضيتي
نفسا عاليا أخذته منيرة قبل أن تنطق بنبرة جليدية كعادتها
مفيش أم پتكره بنتهابس إنت بنت والبنت لازم يتكسر لها ضلع علشان تخاف وتمشي عدل
واسترسلت موضحة
لبستك ونضفتك وخليتك تكملي تعليمك لجل ما تتجوزي جوازة عدلة الفرحة مكنتش سيعاني لما ابن الحاج نصر إتقدم لك ولما اتجوزك وعيشتي في العز والهنا معاه فرحت لك من كل قلبي
تنفست إيثار لتهتف بحدة ومازالت على حالها
قصدك فرحتي لولادك والفرحة مكنتش سيعاك لما نابكم من العز جانبطول عمرك والحنان والحب كله ليهم والقسۏة والمعاملة الجافة ل إيثار حتى جوازتي دورتي فيها على مصلحتهم ورمتيني تحت رجلين إجلال
علشان ولادك ميخسروش أفضال نصر عليهم والفتافيت اللي بيرميها لهم عمرو
هتفت الأخرى بتعجب
فيها إيه لما أفكر في مصلحة ولادي جنب مصلحتكومين اللي قال لك إن مصلحتك مش في رجوعك من عمرو
صاحت بنبرة حادة
عمرك سألتي نفسك أنا بحس بإيه وإنت بايتة في بلد غريبة إنت وابنك لوحدكمأنا عيني جفاها النوم من يوم طلعتك من البلد وقعدتك لوحدكزي ما پتخافي على أبنك أنا كمان بخاف عليك
ابتسمت إيثار ساخرة لتهتف الاخرى متابعة
إنت كمان طالعة ليفاكرة إنك بتحبي ابنك وتخافي عليه وإنت بتأذيه
قطبت جبينها تتطلع عليها بعدم استيعاب لتتابع منيرة مفسرة
حرماه من عزوته وعز وخير أهله وفاكرة انك كده بتحميهقاعدة في شقة متجيش أوضة في بيت نصر وشايفة انك كده ست جدعة وبميت راجل وإنت خايبة وسيبتي جوزك وخير إبنك للعقربة اللي إسمها سمية ټغرق فيه هي وأهلها
استندت على كفيها لتجلس بهدوء ثم قالت بنبرة مټألمة
سيبيني أرجع بيتي ورحمة بابا وغلاوته عندك لتخليني أمشي
تنهدت بضيق لتقول بهدوء
أبوك الله يرحمه كان قلبه رهيف ومش عارف مصلحتك
لتسترسل بنبرة جادة
انا خاېفة عليك وحابة لك الخير نفسي أطمن عليك وأشوفك في بيت جوزك قبل ما اموت أنا كمان
قصدك نفسك تشوفي عيالك متمرمغين في فلوس نصر وتطمني عليهم... قالتها باستسلام لتجيبها بصدق
وإيه اللي يزعلك لما اخواتك ينوبهم من خير جوزك نايب
واسترسلت بحدة
طول عمرك انانية ومبيهمكيش غير مصلحتك وبسأهم حاجة تكوني مرتاحة واخواتك يولعوا وهو ده اللي بيزعلني منك
تنفست بهدوء ووجدت أن الحديث مع تلك المرأة ما هو إلا إهدار للوقت والطاقة فتمددت لتعود لوضعها بعد أن أزاحت الوسادة التي جلبتها لها لتضع رأسها أرضا مرة أخرى مما جعل الاخرى تهب واقفة لتنظر إليها وهي تقول بجمود
الأكل عندك كلي وقومي نامي على السرير بدل ما تاخدي لطشة برد
قالت كلماتها لتخرج وتغلق خلفها الباب لتوصده جيدا تحت دموع
تلك التي رفعت رأسها للأعلى وقالت پقهر إمرأة تشعر بالمرارة والظلم
يارب
مليش غيرك علشان تقف جنبي قويني وخرجني من محنتي سالمة أنا وإبني
استندت بكفيها لتقوم بالتيمم بعد أن عزمت أمرها على قضاء صلاة قيام الليل كي تدعو الله ليساندها ويخرجها من تلك المحڼة على خير.
صباح اليوم التالي
كانت تنزل من على الدرج بوجه مجهد وملامح قاسېة ترجع لعدم راحتها من ما هو آتوجدت مروة تنتظرها أسفل الدرج ممسكة بالدرابزين وعلى ملامحها الكثير من السعادة الممتزجة بالشماتة التي ظهرت وهي تقول
مبروك رجوع ضرتك بالسلامة أخيرا الطير هيرجع لعشه وكل واحد يعرف تمامه
اطلقت ضحكة شامتة لتكمل بسعادة
كنتي بتشتكي إن عمرو ما بيعبركيش ويعتبرك مراته غير كل كام شهر أهي جت لك اللي مش هتخليه يشوفك قدامه أصلا
لتسترسل متعمدة بما أشعل قلب الاخرى
رجعت له حب العمر واللي مسيطرة على القلب والعين
لم ينقصها سوى تهكم تلك الشامتةألم يكفيها ما هي به الآن من احتراق لروحها وخوف من القادم تحركت من جوارها دون حديث مما جعل الاخرى تتعجب برودها.
داخل البهو الخاص بمنزل غانم الجوهري بعد صلاة العشاء
يتوسط المأذون الشرعي الجلوس بالأريكة يجاوره عزيز وعلى الطرف الأخر يجلس بتفاخر وتراخي ذاك الذي لم تسع الدنيا شدة سعادته من عودة من سلبت النوم من عينيه منذ إبتعادها عنه واليوم قد يتحقق الحلم مجرد عدة ساعات من الأن وستكون بداخل منزله لتدفئ فراشه الذي أصبح باردا بعد رحيلها يلتف حولهم شقيقاها وجدي وأيهم و والدتها وأحد أعمامها وشقيقاي عمرو طلعت وحسين وإجلالإلتف المأذون إلى عزيز ليتحدث متسائلا
فين بطايق العرسان
ناوله عزيز بطاقة إيثار الذي أخذها من حقيبتها وأيضا عمرو الذي بسط يده بالبطاقة ليتحدث متلهفا
إكتب الكتاب بسرعة الله يبارك لك يا سيدنا الشيخ عاوز أخد مراتي وإبني للبيت قبل ما الوقت يتأخر
أردف الشيخ قائلا بهدوء
أصبر يا إبني العجلة من الشيطان
نطقها ليحول بصره إلي الجهة الأخرى باتجاه وجدي ليسترسل
إنده للعروسة علشان أخد موافقتها يا أستاذ وجدي
إرتبك وجدي ونظر إلى عزيز مستنجدا ليوجه الأخر حديثه إلي الشيخ بقوة
العروسة موافقة وباصمة بالعشرة يا سيدناوقاعدة جوة ماسكة شنطة هدومها ومستنية اللحظة اللي هتخلص فيها كتب الكتاب علشان ترجع لبيتها فياريت تبدأ في الإجراءات وتخلصنا
تحدث الرجل بمنطقية
مينفعش يا أستاذ الشرع والقانون بيقولوا إني لازم أسمع بودني
موافقة العروسة قبل ما أكتب الكتاب
ماتخلصنا يا سيدنا الشيخ...جملة تفوهت بها إجلال بنبرة ساخطة لتسترسل في محاولة منها لإقناع الشيخ وهي تضع ساقا فوق الأخرة بكبرياء
يعني إبن سيادة النائب نصر البنهاوي هيرجع مراته ڠصب عنها
ارتبك الرجل وتحدث مفسرا بتلبك خشية بطش تلك المتجبرة وزوجها
أنا ما أقصدش كده لا سمح الله يا ست إجلال أنا بس بنفذ اللي قال عليه الشرع
هتف عزيز مزمجرا بعينين غاضبتين
والشرع قال إن وكيل العروسة ينوب عنها وأنا وكيلها وبقول لك إنها موافقة ومرحبة أومال هكون جبت البطاقة منين لو مش هي اللي ادتها لي علشان أكمل الإجراءات!
اكمل وجدي ليؤكد على حديث شقيقه
كمل إجراءتك ومتقلقش يا سيدنا الشيخ إحنا إخواتها وأكيد مش هنضرها ولا هنجوزها ڠصب عنها يعني إحنا لينا إسمنا في البلد اللي بنخاف عليهوأكيد مش هنعمل حاجة تغضب ربنا
أنا مابشككش فيكم لا سمح الله يا أبنيأنا عاوز اسمع موافقتها لكي يطمئن قلبي...نطقها وهو ينظر إلى منيرة ليستشف منها صدق حديث ولديهاتنهدت بهدوء لتتحدث بزيف تقمصت بإظهاره كحقيقة
بنتي موافقة يا سيدنا الشيخ
لتهتف إجلال بنبرة غاضبة تنذر بفقدانه للصبر
وبعدين معاك يا شيخ صالحماتخلصنا بقى وتكتب الكتاب وتخلينا نقوم نشوف مصالحنا أمها واخواتها قالوا لك إنها موافقة عاوز إيه تاني
واسترسلت بنبرة تحمل بين طياتها ټهديدا صريح
أنا شكلي هتصل بالحاج نصر ييجي بنفسه يتصرف معاك
ارتبك الرجل وخشي على حاله من بطش ذاك المتجبر وظلمه السائد للجميع مستغلا نفوذه كنائب مجلس للشعب وامواله الطائلة المكتسبة من تهريب أثار الوطن للخارج ليتحدث متلبكا
ملوش لزوم نشغل الحاج معانا يا ست الناس
ليسترسل وهو يهم بملئ البيانات داخل الدفتر
على بركة الله
قطع إكماله للإجراءات تلك الطرقات المتوالية والعڼيفة فوق الباب ليهتف عزيز ناظرا لشقيقه الأصغر بعينين غاضبتين
شوف مين الحمار اللي بيخبط على الباب وهيخلعه كدة يا أيهم
هب الشاب واقفا وتحرك مسرعا إلى الباب ليتحدث عمرو موجها حديثه للشيخ بعدما
رأه قد توقف عن إستكمال الإجراءات لينظر باتجاه الباب
شوف شغلك يلا يا سيدنا الشيخ خلينا نخلص
تنهد الرجل وكاد أن يتابع ما يفعل لولا صوت ذاك الهادر الذي ولج عليهم كالثور الهائج هاتفا پغضب حاد ظهر بين بمقلتيه وهيأته الغاضبة وهو يقول
فين مراتي
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
الجزء الأول من
الفصل الثاني والعشرون
_أنا لها شمس بقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
وبينما كنت غارقة في يأسي وظننت أنها النهايةأتاني الفرچ من عند الله لأتيقن أن ما ممرت به من أهوال لم يكن سوى بداية لنهاية ألامي.
إنتبه الجميع والتفوا برأوسهم على صوت ذاك الهادر الذي ولج عليهم كالثور الهائج هاتفا پغضب حاد ظهر بين بمقلتيه وهيأته الغاضبة وهو يقول باحثا بعينيه بين الجميع
فين مراتي
وقف عزيز ليتساءل وهو يرمق ذاك الدخيل بعينين يشتعلان ڠضبا
إنت مين يا جدع إنت وإزاي تدخل علينا زي الثور كدة!
وقف عمرو وتساءل بجبين مقطب بعدما تذكر وجه ذاك الثائر الذي رأه منذ أيام
مش إنت وكيل النيابة اللي جيت تزور عمي غانم الله يرحمه في المستشفى!هعرفك حالا أنا أبقى مين بس نمشي الناس الغريبة الأول علشان نتكلم براحتنا
ليستطرد بحديثه إلى المأذون
هتدخلني السچن پتهمة إيه يا باشا...نطقها الرجل بارتياب من مظهر الأخر الذي يوحي بالأهمية ولما استمعه من عمرو عن مركزه المرموق بالدولة ليهتف الأخر بإيضاح أدخل الجميع بحالة من الذهول
پتهمة كتب كتاب واحد على واحدة متجوزة وعلى ذمة راجل تاني وبدون علمها يا شيخ السلطان
إنت بتقول ايه يا مچنون إنت!... جملة نطقها عزيز باستهجان ليتحرك عمرو مسرعا إليه ليهتف متسائلا بنبرة غاضبة
هي مين دي اللي مرات مين يا روح أمك
هتف بصوت جهوري مخيف أرعب الحضور من شدة ثباته وصرامته
إحترم نفسك وإتكلم معايا بأدب بدل ما أخلي الست الوالدة تتحسر على شبابك
أم مين دي اللي تتحسر على شبابه يا اسمك إيه إنت سامع نفسك بتقول إيه ولا عارف بتقوله لمين الكلام ده!
لتستطرد بقوة وغرور كعادتها وهي ترمقه بنظرات تقليلية
قبل ما تفرح بنفسك قوي كدة يا وكيل النيابة روح إسأل على سيادة النايب نصر البنهاوي وبعدها إبقى تعالى إتنفخ واتكلم
بابتسامة ساخرة تدعوا للريبة أجابها
سائل وعارف كويس قوي إنتوا مينإنت اللي محتاجة تسألي عن سيادة المستشار فؤاد إبن سيادة المستشار علام زين الدين اللي ساسة مصر وأكبر المناصب فيها بيعملوا له ألف حساب ويتمنوا رضاه
رفع قامته لأعلى ليسترسل برأس شامخ
أما بقى بالنسبة لسؤال المحروس إبنك
وهنا حول بصره إلى ذاك الذي يغلي كفوهة بركان أوشكت على الإڼفجار ورمقه بتقليل قبل أن يسترسل بإهانة
فأنا هجاوبك علشان تحط لسانك جوة بوقك وتخرس وتاخد بعضك إنت والست الوالدة وتطلعوا من هنا حالا
واسترسل برأس مرفوع أظهر كم إفتخاره بانتسابها إليه
إيثار تبقى مراتي بعقد رسمي وموثق عند محامي وشاهد عليه أيمن بيه الأباصيري والشاهد التاني سعادة المستشار شريف الخوليوالعقد تم بعلم وحضور عمي غانم الله يرحمه بذات نفسه.
نزلت كلماته كالصاعقة على الجميع شلت جميع حواسهم لتجحظ أعينهم وتفتح أفواههم ببلاهة
إنت كذاب
إبتسامة ساخرة خرجت من جانب فمه ليهتف عزيز بسخط
إنت بتقول ايه يا ابن ال...... إنت هي مين دي اللي مراتك إيثار أختي! ده أنت وقعتك سودة وشكلك كده مش هتخرج من هنا سليم بقى جاي تفتري على الراجل إكمنه ماټ ومش هيعرف يكذبك
هتف بقوة واتزان أربك الجميع
إحترم نفسك ومتقولش كلام تتحاسب عليه ولو مش مصدقني أنا عندي الشهود والإثباتات اللي توثق كلامي
أخرج هاتفه واجرى إتصالا ليفعل خاصية مكبر الصوت كي يشارك الجميع المكالمةكاد عمرو أن يتحدث لولا إشارة فؤاد التحذيرية له والتي جعلته يخرس ليستمع الجميع لصوت أيمن الذي تحدث بصوت رزين
أهلا وسهلا يا سيادة المستشار
أهلا بحضرتك يا أيمن بيه...نطقها بصوت جاد ليسترسل على عجالة
أنا في بيت عمي غانم الله
يرحمه وقولت لهم على اللي حصل كلهبس طبعا مش مصدقيني فياريت تحكي لهم اللي تعرفه هما سامعينك
وقبل أن يتحدث قاطعه عزيز بصوته الغاضب ليصيح مشككا
حيلك حيلك يا عم الشبح هما خدوهم بالصوت ليغلبوكم ولا إيهإحنا اصلا منعرفكش علشان نعرف الأخ اللي بتكلمه ده مش يمكن يكون أراجوز مأجره علشان يقول بوقين حمضانين يأكد بيهم الهبل اللي جاي تضحك علينا بيه ده
إتعلم تتكلم باحترام مع الناس المحترمة ده أولا وبعدين إسمع وإنت ساكت لأنك متعرفنيشأنا مش بتاع كلام أنا رجل أفعال...نطقها فؤاد بقوة ونظرات توحي لغضبه ليهتف أيهم الحافظ
ده صوت أيمن بيه يا عزيز لو ركزت فيه هتفتكره لما قابلنا في المستشفى
رمق شقيقه بحدة ليصدح صوت أيمن عبر مكبر الصوت بما أرعب الجميع
لو فيه عندك مشاكل أنا ممكن أكلم لك قوة من الأمن تيجي تحميكم لحد ما تخرجوا من البيت بسلام يا فؤاد باشا
اړتعبت منيرة وعزيز وأيضا وجدي الواقف بشرود ليهتف فؤاد بامتنان حاد وكلمات مقصودة
متشكر يا أيمن بيهدي مهما كانت عيلة مراتي وأنا مش حابب أدخل الشرطة بينا
واسترسل قائلا
بدأ أيمن بقص ما لديه قائلا بتفسير
كلام فؤاد باشا كله صحسيادة المستشار إتجوز إيثار بعد ما طلبها من بباها في أخر زيارة كانت ليه في القاهرة عند إيثار والحاج غانم وإيثار كانوا خايفين علشان الوصاية بتاعة يوسف ف سيادة المستشار إقترح إن الجواز يكون بعقد موثق عند محامي وعليه شهود ومكتوب فيه المهر ومؤخر الصداق والحاج غانم الله يرحمه وافق وانا كنت واحد من اللي شهدوا على العقد وإمضتي وكل بياناتي موجودة عليه
واستطرد للتأكيد
وأظن واحد بمنصب فؤاد علام ومنصب والده الكبير مش محتاج يألف قصة لا ويجيب فيها شهود زيي وزي مستشار في الدولة علشان يغش ناس بسيطة زيكم
انتهى أيمن من قول شهادته التي وثقت حديث فؤاد وأثبتت صحته لتهتف الأم وهي تهز رأسها بتيهة وعدم تصديق
أنا بنتي متعملش كدة أبدا إيثار متكسرش إخواتها الرجالة ولا تضيع إسم أبوها وتحط راسه في الطين
وإيه اللي عملته إيثار يخجل هي عاقلة ورشيدة واتجوزت بعقد موثق عند محاميوبعدين بقول لحضرتك أبوها كان حاضر توثيق العقدوبالأمارة الكلام ده حصل من أخر زيارة ليه للقاهرة لما قعد يومين في شقة إيثارنفس
تاريخ العقد هو هو نفس زيارته للقاهرة... كلمات نطقها وهو يخرج العقد من
جيب معطفه ليريه للمأذون الذي تحدث بعدما قرأه وقارن بين بيانات البطاقة الشخصية والبيانات المرفقة بالعقد تحت ترقب الجميع بحواس مشدودة
العقد صحيح وبيانات الزوجة هي نفسها اللي موجودة في البطاقة الشخصية
هتف طلعت بعينين تطلق شزرا
يعني إيه الكلام ده
اختطف أيهم العقد من يد المأذون ودقق النظر به تحت تحذيرات فؤاد من تمزيقه وإخباره بوجود نسخة أصلية أخرى لدى المحامي ليتحدث الأخر بذهول وهو ينظر لتوقيع شقيقته
دي إمضت إيثار أنا عارف خطها وامضتها كويس
إمضت مين يا عم أيهم هي هتهب منك إنت كمان ولا إيه الكلام ده محصلشإيثار بتاعتي ومفيش مخلوق هيقدر يلمسها غيري ده انا أهد الدنيا وأخربها على دماغ الكل... هكذا تحدث
هتفت إجلال بنبرة جادة
عين العقل يا طلعتإطلعي يا أم عزيز إندهي لبنتك علشان تفض المسخرة دي
هتف عزيز بثقة تامة وهو يرمق ذاك الغريب
أنا متأكد إنك علينا بس ورحمة أبويا اللي دمه لسه مبردش في تربته ما هرحمك ولاحاسبك على كل كلمة قولتها في حق أختي وشرفها
ليكمل عمه على حديثه
شرف بنت اخويا والخوض في عرضها مش قليل يا افندي ومهما كنت مين وابن مين لازم تتحاسب بس الاول نتأكد من بنتنا إن كلامك كله افترى وبعديها ييجي وقت الحساب
ابتسم ساخرا بهيأة تدعوا للتساؤل ليقول بثقة هائلة
الفيصل بينا كلام
إيثار وبعدين خوض في شرف إيه اللي بتتكلم عنه بقول لك متجوزها بعلم أبوها
مال الرجل برأسه ليقول بحكمة
أخويا الله يرحمه كان عاقل وانا بثق فيه ولو إيثار أكدت على كلامك يبقى هو شاف فيك
إنت لسه واقفة يا أما إطلعي إندهي للهانم خلينا ننهي الليلة السودة دي
إرتبكت منيرة وصعدت إلى الغرفة المحتجزة بها إبنتها لتجد نسرين تجلس فوق الفراش وهي تهز ساقيها وتتطلع على تلك الممددة أرضا پشماتة والحقد يملؤ عينيهاتحدثت بصوت خاڤت
إطلعي بره واقفلي الباب وراكي يا نسرين
وقفت ترمق تلك الممدة باستسلام شزرا قبل أن تخرج وتتركهما بمفرديهما لتقول الاخرى بصوت مرتجف يتمنى نفيها لتلك القصة
فيه راجل تحت معاه عقد جواز وبيقول إنه إتجوزك من شهرين بعلم أبوك
نزلت كلماتها على أسماع الاخرى لتشتت عقلها وباتت تسترجع الكلمات مرة أخرى حتى استوعبها عقلهالترفع رأسها تتطلع عليها بعدما كانت متحاشية النظر لها لتتساءل بجبين مقطب
إنت بتكلميني أنا!
هو فيه حد غيرك معايا في الأوضة يا بنتي...جملة نطقتها باستهجان لتسألها الأخرى مستفهمة بعدما استندت على كفيها لتجلس
راجل مين ده!
واحد إسمه فؤاد بيقول إنه وكيل نيابة...وما أن نطقت باسمه حتى اړتعب لتلتمع أعينها بوميض الأمل واللهفة بعدما سردت والدتها عليها ما حدث بالأسفل بمنتهى الغباء لتهب الأخرى واقفة ولم تنتظر حتى والدتها لتفتح الباب وهي تهرول إلى الدرج لتلحق بها منيرة تنفست كمن وجدت ضالتها بعد تيهة نظر على حالتها المزرية بقلب صارخ عينيها المنتفخة وأنفها الذي تصبغ باللون الاحمر مما جعله يتيقن بكائها الشديد والمستمر لمدة طويلةبقايا دموعها الجافة والعالقة بأهدابها كيانههتف بنبرة عالية كي ينبهها
مټخافيش يا إيثار أنا جيت علشان أخدك ونروح بيتنا خلاص أنا خلاص قولت لهم إنك مراتي ووريتهم عقد جوازنا اللي كتبناه من شهرين عند المحامي وكان شاهد عليه عمي غانم الله يرحمه
كانت تنظر إليه بعقل مشتت وعدم استيعاب لما يحدث من حولها هرول عليها ليمسكها من
شيل إيدك عنها لاكسرها لك
بحركة أجادها لوى ذراعه الذي تجرأ ولمسها به وبلحظة كان ظهره مواليا له ليلف ذراعه الاخر حول عنقه في حركة باغتته وشلت حركتهإقترب من أذنه وهمس بفحيح كالأفعى الغاضبة وهو يشدد من لويه ليد الآخر مما جعله يأن من شدة الألم
فلو حابب تحافظ على عمرك وعلى اللي باقي لك من كرامتك تبعد خالص عن مراتي.
سيب دراعي يا أبن ال بسباب نائي استطرد هاتفا قاصدا شقيقه
إتصل بابوك ييجي يعرفه مقامه ابن ال.... ده
اسرع شقيقاه إليه محاولين تخليص شقيقيهما من بين قبضة ذاك الغاضب ولكن هيهات فقد كانت قبضته حديدية صعبت عليهما إنتشال ذاك الحانق ليهتف صارخا وهو يتلوى يمينا ويسارا محاولا التملص منه
إنتوا واقفين تتفرجوا عليهإمسكوه وارموه في الجبل للديابة تاكل چتته
اقترب عزيز واضعا يده فوق قبضة فؤاد في محاولة منه بالمساعدة ليهتف حانقا
هو أنت محدش قادر يلمك سيب
الجدع إيده هتتكسر إنت في بيت محترم يعني يا تقعد بأدبك يا تاخد نفسك وتفارقنا
وهو البيت المحترم يجبر مأذون بإنه يكتب كتاب راجل غريب على ست متجوزة... نطقها ساخرا ليقرر أخيرا ترك ذاك التافة ليدفعه بعيدا عنه ليتلقاه طلعت ساندا إياه قبل سقوطه أرضا وذلك بعدما رأى مترنحا أثر الدفعة القوية
أشار بسبابته متنقلا بعيناه على الجميع ليستطرد مهددا
إسمع يا شاطر والكلام للكل إيثار اللي كنتم بتستقووا
وضع ذراعه ليحيط كتفها برعاية وبرغم ارتعاشة من لمست غريبا عنها إلا أنها ولأول مرة تشعر بالأمان وبالسند بعد ۏفاة والدها وبدون إدراك منها تشبثت بثيابه كما الغريق المتعلق بقشة نجاته ليستكمل هو برجولة
من النهاردة اللي هيقرب من مراتي أو يوسف هيبقى كتب شهادة ۏفاته بإيدهوفؤاد علام مبيهددشأنا بنفذ على طول
طب مراتك وفهمناهاده إذا كانت مراتك بجد ومش جاي عامل فيها سبع رجالة علشان تنقذ حبيبة القلب اللي دايرة معاك على حل شعرها في مصر وأهلها هنا نايمين على ودانهم...كلمات لازعة تفوه بها ذاك ال نصر الذي ولج من الباب الرئيسي للتو ويتبعه جيشا من رجاله المسلحين الذين يتبعوه أينما ذهب بعدما هاتفته إجلال وقصت عليه ما حدث وطلبت منه الحضور الفوري ليسترسل بقوة وشراسة صقر بعدما اخترق فؤاد بعينيه الغاضبتين
لكن تجيب سيرة يوسف ليه يوسف ده ليه أب وجد بتتهز له شنبات في مصر كلها ومن الشنبات دي أسيادك اللي فوقيك وبيرأسوك في النيابة
ليسترسل بابتسامة ساخرة
المصالح بقى يا.... صمت ليسترسل متهكما بما أخبرته به إجلال عبر الهاتف
مش وكيل نيابة باين
نطق كلمته الآخيرة مقللا من شأن فؤاد ليهتف الاخر بثبات
أه وكيل نيابة وإتقابلنا قبل كده بس شكلك ناسي
نطقها قاصدا واقعة محضر السكر الخاصة ب عمرو ليقطب الأخر جبينه وهو يعتصر ذاكرته للتذكر ليبتلع لعابه حينما تذكر بالفعلباغته الاخر بذات مغزى وټهديدا مبطن
وقريب قوي هنتقابل في مكتبي يا... يا سيادة النائب... نطقها بابتسامة ساخرة ليستطرد
نطقها وهو يشير بأصابع كفيه بطريقة مسرحية لتشتعل عيناي نصر من وصفه بالحرامي أمام ذاك الجمع الذي طالما إحترموه وهابوه والان وبكل بساطة ينعت باللص أمامهم من ذاك الجريءليهتف بعينين غاضبتان
إنت عارف إنت واقف قدام مين ومين اللي إنت بتقل أدبك عليه ده
آه طبعا عارفنائب برلمان فاسد واخد من وظيفته اللي المفروض يحمي بيها مصالح الناس ويخدمهم ستار لأعماله المشپوهة... نطقها بقوة ليبتسم الأخر مرددا بذات مغزى
مظبوط كلامك وإنت بنفسك هتكون واحد من ضمن أعمالي المشپوهة
الټفت لرجاله ليهتف صائحا
تعالى يا بقف منك ليه خدوه على الاستراحة بتاعة المواشي وارموه هناك على ما نخلص من كتب كتاب سيدكم عمرو وبعدها أفضى له
اللي هيقرب مننا خطوة واحدة هفجر له دماغه
هتفت بنبرة حادة لتنبيه ذاك المتجبر قبل أن يتهور أحدا من الطرفين وتتحول لمجزرة
قبل ما تتصرف بتهور لازم تعرف إن اللي واقف قدامك وبتهدده ده يبقى إبن سيادة المستشار علام زين الدين عضو هيئة المحكمة الدستورية العليا
اړتعب داخل نصر وانتفض قلبه حين استمع لإسم ذاك العلم الغني عن التعريفعلام زين الدين ليوجه له الحديث بعدما ابتلع ريقه
الكلام اللي بتقوله إيثار ده حقيقي!
ابتسم ساخرا ليسأله بمراوغة
يفرق معاك
ارتجف نصر وظهر الإرتعاب فوق ملامحه ليسترسل فؤاد بنبرة صارمة
خلى التيران اللي إنت مشغلهم دول يبعدوا عن طريقنا
على الفور أشار لهم نصر ليسحبوا أسلحتهم لتتشبث به بقوة وهي تنطق بدموعها المټألمة وعينيها المتوسلة
هات لي إبني منهم يا فؤادأخدوه مني ومشفتهوش من إمبارح
مالت برأسها تترجاه بعيناها لتتابع بشهقات متقطعة بفضل بكائها الحار
خليهم يدهولي يا فؤاد
شعر بعجز أمام دموعها التي نزلت على قلبه أشعلتهوشعورا بالمرارة لم يتذوق له مثيلا من ذي قبل هاجمهوعلى غرة باغته شعورا بالڠضب اقتحم ولو خرج لحطم كل ما قابله وحوله لجحيماجذبها بقوة ليحتوي المنتفض ړعبا كي يحميها ولو باستطاعته شق صدره كي يخبأها بداخله ليشعرها بالأمان لفعلها دون ترددتطلع عليها وبنبرة صوت تحمل أمان الدنيا وحنانها نطق
مټخافيشمش هخرج من هنا غير بيكم إنتم الإتنين
هزت رأسها عدة مرات بارتعاب بعدما باغتها شعورا عجيبا بالامان برغم ما يدور حولهما من أجواء تنذر بنشوب حربا تنتظر على الأبوابحول بصره إلى عزيز الواقف كالفرخ المبلول بعدما استمع وتعرف على شخص ذاك الغريب ليرمقه بنظرات چحيمية لو خرجت لفتكت به وحولته لرمادا في الحال ليصيح بحدة وازدراء
إنت هات الولد حالا وبلاش تتحداني
حول عزيز بصره
إلى نصر فاسترسل فؤاد بنبرة صارمة
إتقي شړي ومتخلنيش احطك في دماغي أنا لحد الوقت عامل إعتبار إنك اخو مراتي لكن قسما بالله إن ما جبت الولد حالا لاعيشك أسوء أيام حياتك
اړتعبت أوصاله وهتف بصوت مرتبك لينأى بحاله من سخط ذاك المتجبر
الولد عند جده نصر
بصوت صارم هتف فؤاد أمرا نصر
إبعت هات الولد
الولد إبنناوطالما أمه اتجوزت يبقى جدته منيرة أولى بيهوخلي القانون يحكم بينا يا باشا
نطق كلماته ليحول بصره إلى عزيز أمرا إياه بالتحدث ليصيح الاخر بكامل صوته وهو يرمق
كويس إنك فكرتني
ليسترسل ساخرا وهو يخرج ورقة آخرى وكأن جيوبه اليوم تحتوى على الورق الرابح
والله كنت ناسي
مد يده ليلقى بالورقة في الهواء ليتابعها الجميع حتى استقرت على الارض وهو يقول
بمناسبة المحامي الحاج غانم الله يرحمه كتب البيت والأرض اللي حيلته ل إيثار
وبات يرمق أشقائها الثلاثة ووالدتها بازدراء
الله يرحمه كان عارف ندالتكم وحب يحميها من قلة أصلكم
تستعملها كسلاحا يحميها من أولاءك الذئابيبدوا أن الله قد جعلها تغفل عنها خصيصا كي يحميها من شړ هؤلاء المحسوبين عليها أهلا وما هم إلا بعصابة أرادوا بيعها في سوق
كيف حصل على تلك الأوراق ومن أين علم بأمرها من الاساس!
في حين صړخ عزيز بعيناي تطلق سهاما ڼارية من شدة غضبه
إنت كده بقى لعبت في عداد عمرك وأنا لحد الارض والبيت ولا هيهمني منصبك ولا دياولوا إن شالله تكون إبن رئيس الجمهورية نفسه ما انتاش خارج من هنا على رجليك
صاحت منيرة بقوة
إنت راجل كداب غانم لا يمكن يكتب اللي حيلته للبت ويسيب الرجالة من غير سند
مال وجدي على الورقة ليلتقطها وبدأ بقراءة محتواها لينطق فؤاد باستنكار
للأسفالحاج غانم كان عارفكم كويس قوى
هز وجدي رأسه ليقول بحيرة وعدم استيعاب
أبويا لا يمكن يعمل كدهلا يمكن يخالف شرع ربنا ويكتب كل اللي حيلتنا
ل إيثار ويحرمنا من حقنا فيه
ليستطرد وهو يرمق فؤاد بتشكيك
إنت بتكذب وكل ده محصلش
هتفت بنبرة قوية مؤكدة
كل ما قيل على لسان فارسها بعدما إطمأنت في وجوده لا مش وشړا عند المحامي محمد عبدالسلام مسعودواهو موجود في البلد وتقدروا تروحوا تسألوه وهو هيأكد لكم الكلام
شعر وكأن روحه تحوم هائمة بسماء العشق بعد أن أكدت على حديثه ليتطلع أيهم إليها بشرود تام وحيره من أمره هو يعلم جيدا أن الكذب ليس من طبع شقيقته ليهتف عزيز باشتعال روحه وهو يرى أحلامه ټنهار حلما تلو الأخر
والله لو حلفتوا لي من هنا للسنة الجاية ماهصدق إن أبويا كتب لها كل اللي حيلتنا وخد شقانا ورماه في حجرها
واستطرد باستنكار
ولا إنه جوزها بعقد عند محاميولو فعلا جوزها لك زي ما بتقولكان هيخبي علينا ليه!
أجابه بمنطق
لسبب بسيط جدا وهي حضانة يوسف اللي ممكن تروح منها لو إتجوزت بعقد رسمي عند مأذون
بنبرة حادة ووجه ساخط نطقت إجلال بجبروت
وأهو اللي خباه إتعرف ويوسف مش هيخرج من بيت جده
حولت بصرها لترمق إيثار باحتقار وهي تتابع بعينين تطلق شزرا
مش إختارتي راجل علشان تترمي في أخر الليل من غير ما تعملي حساب لإبنك
لتسترسل بقسم حاد
ورحمة أبويا ولا يكون إسمي إجلال بنت الحاج ناصف ماهتشمي ريحة يوسف تاني طول ما فيا نفس يا بنت غانم
ارتجف ليميل عليها ويهمس بجانب أذنها لبث الأمان بداخلها
إهدي وإوعي تسمحي لاي حد منهم يوترك أو يهز ثقتك بنفسكووعد منيمش هنخرج من هنا غير ويوسف جوة
لم تدري من أين تأتيها كل تلك الثقة به ولا مصدر
ذاك الشعور بالأمان الذي يتغلغل بكامل حواسها من مجرد الإقتراب منه والإستماع لنبرات صوته الذي أصبح مصدرا للأمن والأمانما كان منها سوى الإنصياع لكلماته وكأنها فرمان جعلها تلتزم الصمت وتجاوره وهي مازالت تتشبث بثيابه كطفلة صغيرة ب ولي أمرهاإلتف ليطالعها بنظرات ك ذئب خبيث
مش هتخطي وجود جوزك زي ما إنت عملتي وهحترم وجوده ومش هرد على إهانتك لمراتي إحتراما ليه
ليسترسل وهو ينظر إلى نصر بنبرة أمرة
إبعت هات يوسف علشان يرجع معانا القاهرة يا سيادة النائب
بابتسامة ساخرة رد عليه
أدهولك إزاي وإنت لسه قايلها بلسانك يا إبن الأصول الحاج غانم جوزها لك في السر زي الحرامية علشان حضانة يوسف متروحش منه
بنبرة قوية نطق بثبات هائل
ومين قال لك إن حضانة يوسف هتروح من مامتهالقانون بيقول إن بعد زواج الأم الحضانة تنقل لأم الأم يا رجل القانون
ليستطرد ناظرا لعزيز بټهديد صريح
وأم الأم مش هتطالب بضم الحضانة لأن ظروفها المادية غير مؤهلة لتربية الولد
واسترسل موضحا بذات مغزى
وهتربية فين ومنين وهي مجرد ما هترفع قضية الضم هاجي بنفسي مع قوة من الشرطة
وتابع مسترسلا بتهكم
لكن طول ما انتوا حلوين ومبتعملوش مشاكل تزعلوا بيها مراتي البيت والأرض هيبقوا بتوعكم لحد ما الولد يتم السن القانوني وساعتها إيثار هتنقل ملكية كل حاجة وترجعها لكم تاني
لا والله كتر خيرك وخيرها...نطقها عزيز وهو يرمق كلاهما پحقد ونظرات لو خرجت لأشعلت بهما النيران على الفور لولا ارتعابه من منصب ذاك الغريب لفتك به وأنهى حياته وحياة تلك التي جلبت لهم العاړ على حد تفكيره بل ولم تكتفي عند هذا الحدفقد استولت على
طب ده بالنسبة لنسايبكلكن إحنا ملناش ماسكة يا باشا إحنا ناس سمعتنا زي الفل وحالتنا
هو أنت متعرفش قانون بلدك ولا إيه يا رجل القانونالمفروض الولد يفضل مع أمه وسيادتك تقدم على طلب ضم حضانة براحتك وتستنى الحكم
ثم ضيق عينيه مسترسلا ليسأله بتخابث وتهكم
هو مش أبوه بردوا كان معمول له محضر سكر في النيابة من كام شهر
طب ده كلام يا سيادة النائبأنهي محكمة دي اللي هتحكم بضم طفل لأب سكري!
نطقها لتتحول ملامح وجهه من ساخرة لحادة كالصقر وهو يهتف بحدة
إيثار وإبنها في حمايتي ومش هخرج من هنا من غيرهم هما الإثنين ولو مش عاوز شوشرة تبعت تجيب الولد حالا وتسلمهولي
واسترسل مهددا بنبرة صارمة وعينين حادتين كالصقر
وإلا هخرج من هنا أنا ومراتي على مكتب النائب العام بذات نفسه وهقدم بلاغ في عضو مجلس الشعب اللي خطڤ أنثى متزوجة وأجبر المأذون على عقد قرانها من راجل تانيولولا وصولي أنا جوزها في الوقت المناسب كان زمان الكتاب إنكتب
ابتلع نصر ريقه وسرت الرعشة بأوصاله ليتابع فؤاد بذات مغزى
الإنتخابات على الأبواب يا نصر بيهوإنت مش ناقص شوشرة في بلد يا ويل اللي بيفقد
فيها
نكس رأسه وشعر بالمڈلة وهو ينظر إلى إجلال التي رمقته باحتقار لضعفه أمام ذاك الذي نصر إبنة غانم عليها وهي التي منت حالها واستعدت لإذلالها من جديد والدعس على كرامتها لټنتقم منها بشأن واقعة زجها بمدلل أمه داخل السچن والتي لم تتخطاها إلى الآن
صمت مريب أصاب الجميع ليقطعه عمرو الذي اتجه صوب أحد الرجال المسلحين واختطف من يده السلاح موجها إياه صوب فؤاد بتهور بعدما فقد صوابه وهو يرى حبيبته تحتمى منه تحدث باشتعال بعدما رأى ذاك
المشهد المدمي لقلبه
إنتهى الجزء الاول من الفصل
إنتظروني بعد قليل والجزء التاني من الفصل فضلا لا تنسوا التصويت.
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
الجزء الثاني من
الفصل الثاني والعشرون
_أنا لها شمس بقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
صمت مريب أصاب الجميع ليقطعه عمرو الذي اتجه صوب أحد الرجال موجها إياه صوب فؤاد بتهور بعدما فقد صوابه وهو يرى حبيبته تحتمى منه خلف ظهر أحدهم مما جعل الأخر يسحب إيثار ليخبأها خلف ظهره لحمايتها أولا وبسرعة البرق كان يوجه فوهة سلاحھ باتجاه رأس عمرو بدورها ثشبثت بثيابه محتمية به وقلبها ينتفض ړعبا على فارسها الهمام الذي أتى لينقذها من بيت الأشرار ليجن جنون عمرو الذي تحدث باشتعال بعدما رأى ذاك المشهد المدمي لقلبه
مالك شايف نفسك كدة ليه يلا عمال تؤمر وتتأمر وكأنك في بيت أبوك اسمع إنت بقى خلاصة الكلام ونهايته يا دكر والله العظيم لو ما سيبت إيثار وخرجت من هنا لاكون قاتلك وابوك اللي جاي تتحامى في إسمه ده مهيعرف لك طريق جرة
عمروووو...نطقها نصر البنهاوي بحدة ليستطرد صارما
إرمي الزفت اللي في إيدك ده وإبعد نفسك عن الموضوع ده خالص
إسمع كلام أبوك يا شاطر وارمي السلاح ليعمل لك واوا في إيدك و روح استخبى في أمك...نطقها فؤاد متهكما مما جعل الأخر يجن بعدما فقد اتزانه وهو يرى حبيبة عمره تحتمي بذراع ذاك الغريب منه صړخت وخرجت من خلفه لتقف أمامه
خليك ورايا وإوعي تتحركي
إنت اټجننت هات الزفت ده واقف زيك زي الكرسي
جذب السلاح من يده عنوة عنه واسترسل وهو يناوله للرجل متوعدا له
حسابك معايا بعدين
نكس الرجل رأسه ليستطرد وهو يتطلع إلى طلعت بصرامة
هات يوسف من البيت وسلمه لسيادة المستشار يا طلعت خلينا نخلص
إنت بتقول إيه يا نصر!... نطقت بها إجلالبتعجب وجنون لينظر لها بمعنى أن تصمت وبالفعل صمتت لتجبر فؤاد وتهديداته المباشرة لزوجها كاد عمرو أن يهتف باعتراض لكنه ابتلع حديثه حينما رأى نظرات والده الحاړقة قبل أن يقوم بصفعه بقوة ألمته وجعلته يشعر كم هو صغيرا وقلل من مقامه أمام غريمه
هتف فؤاد بذكاء وهو يخطر طلعت قبل خروجه
أحب أنبهك إن والدي سيادة المستشار عارف إني موجود هنا أنا ومراتي
رمقه طلعت بنظرات ڼارية ليتحدث نصر بعدما قرر بينه وبين حاله تجنب إثارة حنق ذاك القوي
متخافش يا باشا إحنا ضيوفنا بنشيلهم على راسنا من فوق ولو جنابك زورتنا في ظروف غير دي كنت شفت كرم الضيافة على أصوله
ابتسم متهكما وهو ينطق ساخرا
لا ما أنا شفت بعيني يا سيادة النائب
ليسترسل بقوة وصرامة
بس أحب اقول لك إن فؤاد علام مابيخافش غير من اللي خالقه
استقل طلعت سيارته وانطلق بها بسرعة فائقة ليجلب الصغير بينما كانت الاجواء مشحونة ليهتف عزيز موجها حديثه لتلك المختبأة خلف فؤاد
كل ده يطلع منك ولعتيها وزي عادتك خسرتينا كل حاجة لعبتي على الراجل الغلبان وخلتيه كتب لك كل اللي حيلته
أنا عمري ماطلبت من بابا أي حاجة هو اللي عمل ده من نفسه علشان يحميني كان عارف إن بمجرد مۏته هتتكاتروا عليا وتبعوني لنصر وإجلال علشان يذلوا فيا من جديد...كلمات نطقتها بنبرات صوت تأن ألما لينشطر قلب فارسها عليها وهي تسترسل
واللي حسبه هو لقيته أنا حتى مدتونيش فرصة أحزن على ابويا
خرجت من خلفه لتجاوره الوقوف وبدأت تتطلع على أشقائها الثلاث وتلك التي من المفترض أنها والدتها تألمت وهي تنظر بأعينهم المتهربة لتنطق
من النهاردة مش عاوزة أشوف وش حد فيكم مش بس وشوشكم اللي مش عاوزة اشوفها أرقام تليفوناتكم هعمل لها بلوك عقد البيت والارض هيفضلوا معايا لحد يوسف ما يكمل السن القانوني زي ما فؤاد قال وبعدها هرمي لكم عقودكم تشبعوا بيها
رفعت سبابتها لتشير به في وجوههم جميعا
وأي دقة نقص منكم والله العظيم ما هعمل للدم اللي بينا حساب
رمقتها منيرة باشمئزاز وهي تقول
بقى واقفة بكل بجاحة تهددينا في قلب بيتنا وتتحامي في الغريب
ده مش بيتك ده بيتي أنا...نطقتها بحدة لتسترسل وهي تتشابك بأناملها لتلتف على أصابعه مما
جعل قلبه ينتفض بقوة وهو يتطلع عليها منبهرا بقوتها وأصالتها
واللي بتقولي عليه غريب ده يبقى جوزي اللي حماني من شركم
قطع حديث الجميع دخول ذاك الصغير الذي هتف بسعادة وهو يهرول إلى والدته
مامي
فتحت ذراعيها على مصراعيهما لاستقبال صغيرها الذي حرمت منه يوما كاملا كنوعا من الضغط عليها كي تستسلم وترضخ للعودة إلى ذاك للعمرو حملت صغيرها واحتوته بذراعيها ډافنة رأسه بصدرها نظر الصغير إلى ذاك المجاور لوالدته ليهتف متعجبا بجبينا مقطب
شرشبيل!
إيه اللي جابك هنا!
ابتسم ليجيبه بهدوء
جيت علشان أخدك إنت ومامي
أنا هاخد إيثار ويوسف وهخرج ياريت قبل ما أي حد فيكم يتهور ويتصرف بغباء يفكر في العواقب
متقلقش يا سيادة المستشار إنت في حمايتي يعني محدش هيتعرض لكم تقدر تاخد إيثار ويوسف وتطلع من هنا بأمان... قالها نصر بهدوء عكس ما بداخله من استشاطة ليسترسل بنبرة تنبيهية
بس يكون في معلومك إحنا هنرفع قضية نطلب فيها حضانة الولد وأظن إن القانون كدة في صفنا بما إن أمه اتجوزت فكدة الحضانة تسقط عنها وإنت سيد العارفين بالقوانين
حقك طبعا وحقي أنا كمان إني أقف في صف مراتي..نطقها بهدوء ما قبل العاصفة ليشير بسبابته على الجميع بذات مغزى مسترسلا بما جعل داخل نصر يرتعد خوفا
وأحاول بكل قوتي إني أثبت إن أي حد منكم لا يصلح لاستلام حضانة يوسف وبناءا عليه الحضانة هترجع ل إيثار
هات البطاقة
ناوله إياها
بيد مرتعشة ليتناولها منه لتهتف هي بعدما تذكرت
هاتي تليفوني من عزيز يا فؤاد
أشار بعينيه ليرتعد الاخر وبسرعة البرق كان
يخرج الهاتف من جيب جلبابه ويسلمه إياه ليتحرك الاخر سريعا صوب الخارج محتويا حبيبته وصغيرها تحت صرخات عمرو الذي هتف پجنون
إنت هتسيبه ياخد مراتي وابني وتقف تتفرج عليه!
إخرص يا عزيز مش كل الناس ينفع معاهم طريقتك... قالها بنبرة حادة لتهتف إجلال بنبرة غاضبة
وده ينفع معاه أنهي طريقة بالصلاة على النبي!
الصبر حلو يا ستهم...نطقها بتوعد.
هرول عمها خلفهما ليهتف بكامل صوته أمام المارة من أهل القرية
يا أهل البلد الحاضر يعلن الغايب أخويا غانم الله يرحمه جوز إيثار قبل ما ېموت بأيام لسعادة وكيل النيابة فؤاد بيه
وانا كنت شاهد مع أخويا أخويا جوزها علشان يطمن عليها قبل ما ېموت وكان ناوي يقول للكل بس المۏت كان أسرع وبنت اخويا الوقت قاعدة في مصر في بيت جوزها وتحت حمايته
توقف المارة وباتوا يتطلعون على ذاك الرجل وهيأته الجذابة وسيارته الفارهة بأعين متسعة لكنهم تعجبوا كيف تزوجت وكسرت قواعد وجبروت نصر البنهاوي ليقترب منهم الجميع مقدمين التهاني للعم والعروسان تحت ارتياح قلب فؤاد واستحسانه لتصرف العم الحكيم اما هي فنظرت إلى عمها تشكره بامتنان
خلي بالك من نفسك ومن ابنك واسمعي كلام جوزك وصوني عشرته واضح إنه إبن ناس وشاريك اللي يقف في وش نصر وجبروته يبقى راجل بجد
ربنا يخليك ليا يا عمي...نطقتها بدموعها التي انهمرت من فرط حنينها ليربط عليها الاخر تنفس فؤاد ليشكر الرجل واتجه يفتح لها الباب الأمامي لتجلس ثم وضع الصغير فوق ساقيها اما نصر وعزيز وجميع الماكثين بالداخل فاشټعل من تصرف العم الحانق سوى وجدي وأيهم ونوارة
تحرك واستقل مقعد القيادة لينطلق بسرعة فائقة خارجا من تلك القرية الملعۏنة نظرت إليه وبكل معاني الامتنان حدثته
مهما اتكلمت وشكرتك قليل على اللي عملته معايا معروفك هيفضل فوق دماغي ولو عيشت عمري كله أشكرك مش هقدر أوفيك حقك
جميل إيه بس اللي بتتكلمي عنه يا إيثار...نطقها بابتسامة هادئة ليستطرد مازحا بغمزة من عينه اليمنى هزت كيانها
وبعدين هو فيه شكر بين الراجل ومراته
ابتسمت بعد أن اعتقدت أن البسمة قد فارقتها للأبد لتسأله متعجبة غير منتبهة لذاك المسحور الذي انتفض قلبه أثر ابتسامتها وجلوسها بسيارته
أنا مش فاهمة حاجة إزاي وإمتى عملت كل ده!
قطبت جبينها لتستطرد مستفسرة
وعرفت منين إن إخواتي حابسيني هنا وهيجبروني على كتب الكتاب!
تنهد بهدوء ونظر للصغير فوجده قد غفى يبدوا أنه منهك ك والدته وكان يبكي أيضا لبعده عنها لذا غفى بمجرد عودته وشعوره بالامان فتح فاهه ليقطع حديثه رنين هاتفه الذي صدح ليجيب في الحال
وهو يقول بهدوء
أيوا يا عزة
اتسعت عينيها ليكمل هو
إطمني هي راجعة معايا في العربية ومعانا يوسف
عزة!...قالتها بفاه مفتوح بذهول
فلااااش باك
عودة للأمس
بعدما أغلقت الهاتف مع منيرة باتت تجوب المكان ذهابا وإيابا وقلبها يغلي من شدة رعبها على ابنتها التي اعتبرتها عوضا من الله عن العائلة التي لم تحظي بتكوينها استمعت إلى صوت رنين هاتف المنزل لتهرول عليه وبعجالة كانت تجيب
مين معايا
نطق ذاك الجالس بغرفته ليقول بصوت هامس
أنا أيهم يا ست عزة
إيثار عاملة إيه طمني عليها...نطقتها بتلهف لينطق الاخر
انا بكلمك بخصوصها روحي ل أيمن بيه خليه يلحقها عزيز خلاص اټجنن ومحدش قادر عليه زي ما يكون ماصدق إن ابويا ماټ علشان يفرد ضلوعه علينا ويتحكم في الكل
سألته بنبرة حادة
طب وإنت واخوك فين من عمايله السودة دي ما تقفوا له وتنقذوا الغلبانة اختكم من إيده
مش هينفع يا ست عزة عزيز كان من شوية وانا بحوشها من إيده... نطقها بجبن لتهتف بنبرة ساخطة
خاېف على نفسك ومش صعبان عليك أختك والنبي إيثار مبلية بيكم كلكم كتكم الهم إخوات بالإسم وبس
روحي ل أيمن واحكي له وخليه يتدخل بس قبل صلاة العشا بكرة...قالها بصوت خجول مټألم لتهتف بحدة
طب يا أخويا كتر خيرك إقفل وانا هتصرف
اغلقت الهاتف لتقف لدقيقة تفكر لتهتف وهي تهرول باتجاه غرفة إيثار
أنا عرفت هعمل إيه وهروح لمين
فتحت خزانة الثياب لتخرج عقد المنزل والارض الذي منحه غانم لإبنته وكعادتها قصت لها ما دار بينها وبين أبيها واخبرتها بكل التفاصيل لتتنهد براحة
أما ذاك العاشق فقد حاول الإتصال بها مرات عديدة وبكل مرة يجد بها الهاتف مغلقا وبالأخير رجح غلقها للهاتف كي تريح عقلها المنهك بسبب ما مرت به طيلة الثلاثة أيام المنصرمة
صباح اليوم التالي كانت تقف أمام مبنى النيابة العامة
التابع لمنطقتهم والتي علمت عنوانه من إيثار حين تم استدعائها أثناء التحقيق بقضية محاولة إغتيال أيمن الأباصيريوايضا بقضية تهجم عمرو هرولت بداخل المبنى لتسأل رجل الامن قائلة باستفسار
بقول لك إيه يا اخويا أنا عاوزة اقابل وكيل النيابة فؤاد بيه ضروري
قصدك فؤاد بيه علام...قالها بتساؤل لتنطق هي بعفوية
معرفش إسم أبوه بس اللي اعرفه ان ابوه راجل كبير قوي في البلد
هو فؤاد بيه...نطقها بتأكيد لتسأله بلهفة
طب دخلني عنده يسترك ربنا
نطق الرجل برفض ليقول معللا
مينفعش يا ست لازم يكون عندك استدعا من النيابة ومتحولة عليه وبعدين فؤاد بيه ده تقيل قوي ومش أي قضية بتتحول له وهو عنده قضية كبيرة جوة بيحقق فيها ومش فاضي
بعد مجادلات إستمرت لعدة دقائق رفض دخولها بشدة خرجت لتجاور رجل الأمن الخارجي الجلوس لتنتظر خروجه بعد أن طلبت منه أن يشير لها على شخصه ويرجع ذلك لعدم معرفة شكله انتهت ساعات العمل الرسمية وهي جالسة لمدة ست ساعات لم تكل من الانتظار لأجل ابنتها بعد قليل أشار لها الرجل على ذاك الجذاب الذي يخرج بهيبة ويجاوره رجلا يحمل عنه حقيبته لتهرول عليه وهي تقول
يا فؤاد بيه إلحقني يا فؤاد بيه
قطب جبينه ورفع نظارته الشمسية ليدقق النظر بها لتجيب تساؤل عينيه
أنا عزة اللي بشتغل عند إيثار اللي بربي لها يوسف
انتفض قلبه حين استمع لاسم حبيبته الغائبة منذ الأمس والتي حاول الإتصال بها لمرات عديدة دون استجابة ليخمن بغلقها الهاتف ونومها نظرا لما عانته من ألام وأحزان طيلة الأيام المنصرمة ليقرر أن يذهب لمنزلها للسؤال والإطمئنان عنها لكن عزة سبقته وأتت هي إليه وقفت تقص عليه ما حدث لينتفض قلبه ړعبا عليها ووقف يفكر فيما سيفعل وبعدها طلب منها العقد ليحتفظ به هرول إلى سيارته وقام بفتح بابها الأمامي ليهتف قائلا بعدما راودته فكرة سيقوم بتنفيذها لإنقاذها
إقعدي إستنيني في العربية على ما أدخل جوة هعمل حاجة واجي لك
هتعمل إيه جوه يا اخويا بقول لك البت اخواتها حابسينها وهيرجعوها للمنيل إبن إجلال ڠصب عنها تقولي هتدخل جوه!...نطقت كلماتها بحدة لتسترسل متسائلة بتهكم وهي تحتوي فكها بكف يدها
هو مش إنت بتحبها بردوا ولا كنت بتلعب بيها يا ابن الإصول!
بعينين مشتعلتين نطق بسخط
بقول لك إيه أنا أكتر حاجة بكرهها في حياتي هي الرغي
والرغايين يا تسمعي الكلام وتستنيني في العربية يا تتفضلي ترجعي البيت وتستني مني خبر
ابتلعت لعابها من هيأته وعاد هو للمبني واتجه نحو الأرشيف ليخرج منه ملف قضية إغتيال أيمن ليحصل على ورقة بها إمضائها وبيانات البطاقة الشخصية الخاصة بها ليهرول سريعا إلى الخارج ليتجه إلى أيمن بصحبة عزة بعدما أخبره بالهاتف جلس واتفق معه على كتابة عقد موثق بتاريخا قديم وطلب منه الشهادة وأخبره أنه قد تقدم لخطبة إيثار وبأنهما أضطرا لتأجيل الموضوع نظرا لۏفاة والدها وافق أيمن على المشاركة في تلك القصة التي ستنجي تلك المسكينة وستخرجها من براثن هؤلاء الاشرار وذلك بعدما تيقن من نية فؤاد أوصل عزة للمنزل ثم ذهب لمحامي صديقه وطلب منه كتابة عقد بصيغة قانونية قام بالتوقيع عليه أيمن وسيادة المستشار شريف صديقه
إنتهاء الفلاش باااااك
نظر لها وتابع قائلا
المحامي كان صديقي خليته يكتب العقد بصيغة قانونية وبتاريخ قديم ومضى عليه الباشمهندس أيمن وسيادة المستشار شريف علشان العقد يبقى له قيمة قدام إخواتك
سألته باستغراب
طب وإمضتي
تنهد ليجيبها بإيضاح
بالنسبة لإمضتك المحامي جاب لي فنان تشكيلي يعرفه رسم إمضتك بحيث اللي يشوفها لا يمكن يفرقها عن الحقيقية
ومنين جبت إمضتي...سؤال وجيه وجهته له ليجيبها بابتسامة
من أقوالك في محضر حاډثة محاولة إغتيال أيمن الأباصيري
تحدثت بابتسامة واعجاب
ده انت مسبتش أي حاجة للصدفة
شغلي علمني تحري الدقة في أبسط الأمور...ثم
تنهد ليتحدث بجدية
على فكرة يا إيثار إحنا لازم نتجوز بجد وحالا
اتسعت عينيها بدهشة ليسترسل مفسرا قبل أن ترفض متعللة پوفاة والدها
مش هيسبوكي في حالك اللي اسمه نصر ده شكله مش سهل هيحاربك بأقذر الطرق علشان ياخد منك يوسف علشان كده لازم نتجوز رسمي وفورا لأنه أكيد هيدور ورانا ولو عرف إننا مش متجوزين بجد هيستغل النقطة دي ضدك ومش بعيد يخلي إخواتك يقدموا فيكي بلاغ ويبهدلوك وساعتها للأسف مش هقدر أساعدك لأن ببساطة مليش أي صفة
تحدثت بتيهة
بس أنا لو سمعت كلامك واتجوزنا يبقى بسهل له مهمته وبقدم له حضانة إبني على طبق من دهب
واستطردت مذكرة إياه بتبريره لطلبه المهين
مش ده كان كلامك ليا
تنهد بثقل حينما ذكرته بما حدث بينهما في الماضي ليتحدث پانكسار
إنسي كل اللي قولتهولك قبل كدة وخلينا نفكر في اللي جاي
اتسعت عينيها لتسأله بعقل مشتت
يعني إيه إنت كنت بتكذب عليا لما قولت لي إن عمرو هياخد حضانة إبني بمجرد ما اتجوز رسمي
التف إليها لينطق سريعا نافيا إتهامها له
لا طبعا مكنتش بكذب حتى إسألي أي محامي صغير هيأكد لك كلامي
سألته مستفسرة بعدما فقدت تركيزها
طب ولما هو كدة إيه اللي خلاك تغير كلامك الوقت
أجابها وهو يتابع الطريق
لأني ساعتها مكنتش أعرف ظروفك بالظبط
واسترسل قاصدا قصته مع نجلا
وفيه أسباب تانية هقولها لك بعدين ده غير إن موضوع العقد اللي بباكي كتبه لك قوى موقفك وعززه وقضية السكر بتاعت طليقك نقطة قوى بالنسبة لك زائد إن من النهاردة هبتدي أدور ورا نصر وأكيد هلاقي ثغرات تملكنا من رقبته وتخلينا نكسب القضية بسهولة
اكمل بإبانة
من الاخر كده مش عاوزك تشيلي هم حضانة يوسف وإعتبري الموضوع منتهي المهم الوقت إننا نعدي على أي مكتب مأذون شرعي ونكتب الكتاب
تعمقت بالنظر لمقلتيه وبرغم الألم التي تشعر به بسبب الهاجس الذي اقتحم مخيلتها بأنه كان ېكذب عليها بشأن الحضانة ويرجع هذا لتشتتها لكل ما حدث لها اليوم وعدم تركيزها وتفكيرها بشكل صحيح إلا أنها استرسلت بامتنان
جميلك هيفضل طوق في رقبتي مش هيحلني منه غير المۏت
لتسترسل رافضة
بس أنا مش هقدر أتجوز واخسر إبني أنا هعرف أحمي نفسي كويس منهم وكفاية إني هعيش مع إبني في سلام
تنهد بضيق وتحدث بدهاء بعدما استشف من حديثها إستحالة موافقتها فالوقت ليس بصالحهما ولا يوجد رفاهية لديهما للجدال
سيبك
من أي كلام فرعي وفكري في مستقبل إبنك ومصلحته نصر مش هيسيبك في حالك وأظن إنت شوفتي بنفسك نفوذه وسطوته وتحكمه
في اخواتك ده أمرهم يحبسوك ويبعدوا ابنك عنك علشان يبتزوك وتوافقي مرغمه على جوازك من الحيوان الي اسمه عمرو تخيلي بقى لو اخواتك عرفوا إن الراجل اللي
إدعى إنه جوزك وإنت خرجتي معاه ورافقتيه في عربيته واكتشفوا إن كل ده كڈب هيعملوا فيكي إيه
شردت بصحة حديثه ليستطرد مستغلا تشتتها
ده غير إن أنا الوحيد اللي في إيدي أساعدك
بجد هتساعدني في موضوع حضانة يوسف... سؤال وجهته له بتلهف ليجيبها بتأكيد بعدما استشف بداية مبشرة
أكيد لما تبقي مراتي رسمي هحارب الدنيا كلها علشانك ولو وصلت إني استخدم نفوذي وده اللي عمري ما عملته ولا أتبعته لكن هستخدمها علشان أحافظ عليك إنت ويوسف
قولتي إيه يا إيثار نعدي على مكتب مأذون شرعي نكتب الكتاب وتروحي معايا على بيتي وتبقى في حمايتي إنت وابنك
صف سيارته بجانب الرصيف ليستطرد بصوت خفيض
ولا أوصلك لشقتك
أنا عارف إنت بتفكري في إيه ومش عاوزك تخافي جوازي منك هيكون لغرض الحماية ده في الوقت الحالي لأني مراعي ظروف ۏفاة والدك وتشتتك من اللي حصل من إخواتك ولو حصل واتجوزنا هتقعدي مع يوسف في أوضة مخصصة ليكم لحد ما تجي لي بنفسك
ثم تعمق بعينيها واسترسل بكلمات خرجت منه مرغما
تحمحمت لتنطق بكلمات بعيدة كل البعد عن ما تشعر به الآن تجاهه من عشق لكنها مضطرة لقوله لحفظ كرامتها فقط
لو طلبت منك إن الجواز يكون بمدة معينة لحد ما أظبط أموري وأعرف أأمن نفسي أنا ويوسف توافق
موافق...أومأ برأسه وهو ينطقها بصوت مخټنق برغم تيقنه من شعورها تجاهه وكشفه لما بداخلها عن طريق عينيها التي افصحت عما بقلبها من عشق جارف له لتسأله هي من جديد
وطول المدة دي مش ھتلمسني يعني العقد هيكون صوري
صړخ داخله مطالبا إياها بالرحمة لقلبه المسكين تلاشت نظراته العاشقة مبتعدة ببصرها لينطق بصوت رجولي
ابتلعت لعابها واحتقرت حالها لنطقها لتلك الكلمات الچارحة لذاك الشهم لكنها معذورة فلابد من تأكدها من جديته بقصة الزواج منها فبالاخير هي منذ قليل كانت ستباع بسوق النخاسة بأيادي أشقائها فمن أين ستأتي بالثقة الكاملة بالأخرين!
نظر لها متعمقا بعينيها بنظرات تصرخ غراما علها تشعر بولهه لتبادله إياها بخجلة وتسحب بصرها عنه باستحياء قاد سيارته من جديد ليصفها عند أقرب مأذون شرعي جاء بطريقهما ونزلا وعقدا القران تحت سعادة قلب فؤاد الذي تنفس وشعر أخيرا براحة اجتاحت كيانه بعدما اطمأنت روحه استقلا السيارة من جديد لينظر إليها وينطق بعينين يملؤهما العشق والوله
مبروك يا حبيبي عقبال ما ترضي عني وتدخليني جنتك
ابتلعت لعابها خجلا وسحبت نظراتها بعيدا عنه ولولا ظروف ۏفاة والدها الحبيب وخجلها ابتسم لرؤية خجلها وتشتت عينيها ليتابع بصوت سعيد مبهج
خلينا نروح على القصر علشان نتعشى سوا أنا ما أكلتش طول اليوم وأكيد إنت كمان ما أكلتيش
ابتسمت وهزت رأسها بخفوت ليقود سيارته متوجها صوب قصر والده الفخم لينطق بهدوء
عزة هتجي لك بكرة علشان هتقعد معانا أنا بلغتها تجمع لك حاجتك الضرورية إنت ويوسف وأي حاجة تحتاجوها أنا هجيبها لكم
متشكرة يا سيادة المستشار...نطقتها بصوت رغما عنها خرج مبتهجا ليقاطعها بغمزة من عينيه
إيه سيادة المستشار دي كمان أنا جوزك يعني تدلعيني وتقولي لي فؤادي
واستطرد مازحا ليخرجها من كل التوتر التي عاشته بالايام الماضية والذي ترك أثرا كبيرا ظاهر بملامحها وصوتها الحزين
ولا اقول لك قولي لي شرشبيل
ضحكة سعيدة إنطلقت رغما عنها ليسعد قلبه لرؤيتها بهذا الشكل قطع حديثهما وصولهما لباب القصر ليدلف بالسيارة بداخل الحديقة بعدما فتحت البوابة إلكترونيا باتت تنظر حولها بذهول من شدة جمال تلك الحديقة ومساحتها الشاسعة وذاك البناء الشامخ لمحت رجلان وأمراتان يجلسون حول حوض السباحة ويبدوا من هيأتهم أنهم عائلته
توقف بسيارته وترجل ليتجه للباب الاخر ويفتحه ليحمل عنها الصغير حيث مازال غافيا ويضع رأسه على كتفه ثم بسط يده ليحتوي كفها بين خاصته وتحرك بها نحو أعين عائلته الذين قضبوا أجبانهم متعجبين ذاك المشهد الغريب من تلك التي تمسك بكف فؤاد ومن هذا الصبي الذي يحمله على كتفه أقبل عليهم ليتحدث فؤاد موجها حديثه لتلك التي الخجل وهو يشير إلى عائلته
تعالي أما أعرفك على عيلتي ده سعادة المستشار علام باشا زين الدين ودي والدتي الدكتورة عصمت الدويري
واسترسل مشيرا لشقيقته بابتسامة حنون
أما الاستاذة فدي فريال أختي الوحيدة وده جوزها دكتور ماجد
ودي
إيثار مراتي.
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا
أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل الثالث والعشرون
_أنا لها شمسبقلمي روز آمين
كره النساء وقرر مقاطعتهن والنأي بحاله من براثن ألاعيبهن بعدما عاشر إحداهن وأزاح الستار عن وجهها القبيحلتترسخ بذهنه فكرة أن جميعهن فارغات عقل وطامعات وجل ما يدور بمخيلتهن هو الحصول علي المال بأية وسيلة وفقطإلى أن إلتقى بهاتلك المهرة الجامحة التي قابلت غروره بتمرد وشراسة أعجباه لم تسحرها طلته كغيرها من النساء اللواتي يلقين بأنفسهن عليه لشدة جاذبيته ولقوة شخصيته المتفردةحتى نفوذه وثراء عائلته الفاحشان لم يحركا ساكنها فقرر مشاكستها للإيقاع بها كي يتسلى ويثبت لحاله عدم فقده للسيطرة على الچنس الناعم فانقلب السحر على الساحر وبدلا من إيقاعها جذبته بعفويتها وبرائتها وتمردها ليسقط صريعا لغرامها ولم يدري كيف ومتى ذاب وعشق تلك التي سلبته عقلهجل ما بات يشعر به أنه يتوق للغوص ببحرها ليصل لأعماق كيانها ويمتلكها ويكون خيالا لتلك المهرة الأصيلة التي استطاعت تغيير تلك الفكرة الراسخة وإزاحتها من مخيلته واخرجته من ظلمات أفكاره السوداء إلي نور شمسها الساطعةبذل الكثير والكثير لنيل ثقتها به التي فقدتها على يده واستطاع إنقاذها من بين براثن الثعالب الماكرة بعدما تكاثروا عليهافهل ستفتح له أبواب جنتها على مصراعيها ليسطو على كيانها ويمتلكه ويصبح لحياتها شمسا تمحو ظلامها الحالك
أم أن لتلك العنيدة رأيا أخر.
أنا_لها_شمس
بقلمي_روز_أمين
حاوط كتفها برعاية لينطق بفخر رافعا رأسه بشموخ متباهيا بها وهو يقدمها لعائلته قائلا بابتسامة أظهرت عشقه لتلك الجميلة
ودي إيثار مراتي.
نزلت كلماته على عصمت وفريال وماجد لتشتت عقولهم وتشل تفكيرهم ليدخلوا في حالة من الذهول التامأما والده فكان على علم بزواجه مسبقا حيث أخطره عبر الهاتف على عجالة وهو في طريقه إلى كفر الشيخ وبعث له عنوان منزل غانم ليضعه معه بالصورة وبرغم اعتراض علام على زج ابنه لحاله بتلك القصة وتفاصيلها العجيبة إلا أنه احترم رغبته لإيمانه القوي بذكاء ورسوخ عقل ابنه وأيضا لمس من بين كلماته المتلهفة لإنقاذها عشقا جارفا قد تملك من قلب نجله الحبيب ووصل لروحهوأيضا أخبره بشأن الزواج قبل دخوله لمكتب المأذون الشرعي لكنه لم يتوقع أن يأتي بها إلى هنا بالوقت الراهن فقد توقع تمهيده بالحديث عنها وتفسير ما حدث لوالدته وشقيقته اللتان صدمتا من واقع الخبر عليهماتحمحمت وأنزلت بصرها للأسف بخجل وكأنها للتو فاقت ووعت على حالها فقد تشوش عقلها جراء الصدمة التي تعرضت لها اليوم وجعلتها لا تحسن التصرف والتفكيريا الله كيف سمحت لحالها الدخول لهذا القصر العريق بتلك الحالة المزريةهيأتها الهزيل وهالات عينيها السوداء ناهيك عن ملابسها السوداء والتي لم تقوم بتغييرها منذ يومين انتشلها من صډمتها وشرودها صوت علام الذي تحدث بابتسامة هادئة وهو يقوم بالترحيب بها كي يخرجها من حالة الخجل التي شملتها وظهرت بينة فوق ملامحها
أهلا وسهلانورتي البيت يا بنتي
ابتلعت ريقها لتخرج الكلمات منها بصعوبة وهي تجيبه بوقار لشخصه الكريم
متشكرة يا أفندم
لازالت الصدمة تعلو على ملامح عصمت وهي تتطلع على تلك الواقفة بمقابلتها وتنظر لها تارة وتارة أخرى لذاك الصغير الغافي بإطمئنان على كتف نجلها وكأنه ملاذهنظرت إلى فؤاد لتسأله بتيهة
مراتك إزاي وإمتى
هحكي لك كل حاجة يا حبيبتي بس مش وقته
ليسترسل وهو يقربها عليه ويضمها باحتواء شمل روحها قبل
على فكرةبابا إيثار إتوفى من أربع أيام
البقاء لله يا بنتي...نطقها علام بتعاطف لتجيبه بقلب عاد لېنزف دما على عزيزه
لا إله إلا الله محمد رسول الله
فاقت عصمت على نظرات فؤاد اللائمة لتتطلع عليها وهي تقول بصوت هادئ خالي من المشاعر جراء صډمتها
البقاء للهالله يرحمه ويصبرك
الدوام لله متشكرة لحضرتك...كلمات نطقتها بالكاد لينطق ماجد المتعجب من كل ما يحدث من حوله
البقية في حياتك يا مدام وأهلا وسهلا بيك
نطقت باقتضاب ونظرها للأسفل فلم تعد تستطيع النظر بأعينهم بعدما وعت على المأزق الذي وضعها به ذاك الفؤاد فى غفلة منها
متشكرة
نظر علام لصغيرته يحثها على النطق ولو ببضعة كلمات بسيطة كي لا تزيد من شعور الخزي لدى تلك المستجدة بمنزلهم والتي أختارها ولده ليعلنها بين ليلة وضحاها زوجة لهزفرت بضيق قبل أن تنطق بصوت خالي من المشاعر وهي تقول بكلمات مقتضبة
البقاء لله
ردت عليها بهزة صغيرة
من رأسها لينطق فؤاد بصوت واضح عليه الحبور رغم صعوبة الموقف
الجناح اللي جنب جناحي نضيف يا مامالأن إيثار هتبات فيه مع يوسف لحد ما نظبط أمورنا بكرة
ابتلعت عصمت لعابها لتجيبه سريعا بعدما نبهها بعينيه
آه نضيفسعاد لسه منضفاه إمبارح هي والبنات
أراد أن ينهي ذاك اللقاء الغير لطيف كي لا يزيدها على حبيبته ليتسترسل بهدوء
كويس يا حبيبتيياريت تدي خبر للمطبخ يطلعوا لنا عشا خفيف في جناح إيثار ليا أنا وهي
حاضر يا فؤاد...نطقتها بصوت خاڤت لتسترسل حين رأت خجل إيثار وحزنها يملؤ عينيها
نورتي يا بنتيومرة تانية البقاء لله
متشكرة...نطقتها بصوت مندثر من شدة خجلها ليحاوط خصرها بساعده القوي وهو ينطق بنبرة حنون
يلا يا حبيبي علشان ترتاحي
إلتفتت إليه على استحياء وكادت روحها أن تزهق من حركته المباغتةيا لجرائتك كيف لك أن تنطق بتلك الكلمة بكل ذاك السحر والحنان أمام الجميع دون حياء هكذاتحركت بجانبه واتجهت أعين الجميع لتصاحبها حتى اختفت داخل بوابة القصر بصحبة ذاك المحتوي لهاخطت بساقيها لداخل القصر وباتت تتطلع عليه بذهول وعدم استيعاب لفخامة تصميمه المبهر وأثاثه الفخمشعرت وكأنها ولجت لاحد القصور الملكية لشدة فخامته وبلحظة حزن داخلها وتيقنت أنها اتخذت الخطوة الخطأ مابالها هي بالقصور وساكنيهاهي إيثار إبنة غانم الرجل الفقير إلى الله والذي عاش حياة شاقة لم تخلو من المشاكل والصعوبات حتى مماتهاستمعت لهمسه وهو يتوجه بها نحو الدرج ليقول بعدما شعر بثقل حركتها
قادرة تطلعي ولا تستنيني أطلع يوسف وأجي أشيلك
تطلعت عليه بعيني لائمة لتسأله بعتاب حزين
ليه جبتني هنا
خلينا نطلع ونتكلم فوق أحسن...نطقها بعينين أسفة لتقطع حديثهما صوت سعاد رئيسة العاملات لتتحدث وهي تنظر لتلك الدخيلة
حمدالله على السلامة يافؤاد باشا
الله يسلمك يا سعاد...قالها بصوت جاد ليسترسل
جهزي لنا عشا خفيف ليا أنا والمدام وطلعيه في الجناح اللي جنب جناحي
حاضر يا باشا...واقتربت عليه
لتستعد لحمل الصغير وهي تقول
هات الولد عن حضرتك وخليني أطلعه
بصوت جاد أجابها
أنا هطلعهإبعتي لي حد من البنات لجناح الهانم علشان تجهز لها الحمام
ليسترسل
وهو يتطلع على أميرته
على فكرة مدام إيثار تبقى مراتي ياريت تبلغي الكل وعاوزكم تاخدوا بالكم منها كويسكل طلباتها تتنفذ في نفس اللحظة
أجابته بتأكيد وقوة
أكيد طلبات الهانم أوامر يا سعادة الباشاألف مبروك يا هانم نورتي القصر
كانت تستمع لهما بعقل مشتتعن أي هانم تتحدث تلك البلهاء وعن أي أوامرابتلعت لعابها وهي تهز رأسها ببلاهة لتلك المرأة الخمسينية الوقورة والتي ترتدي ثيابا فخمة ك ثياب الطبقة المخمليةحثها على التحرك لتجاوره الصعود وكلما تفقدت مكانا جديدا بالقصر انبهرت أكثرتحركا بالممر المؤدي إلى الغرف المتعددة والتي من كثرتها لم تركز بعددها حتى وصلا لباب معين ليقف ناطقا بكلمات ذات مغزي وكأنه يمهد لها بما سيحدث بالمستقبل القريب
ده الجناح اللي هتقعدي فيه مع يوسف مؤقتا
ليسترسل وهو يوجه عينيه إلى الباب المجاور ليقول بتمني
وده جناحنا اللي إن شاء الله هتجي لي فيه وقريب قوي
ليغمز بعينيه وهو ينطق بابتسامة رائعة
وبنفسك من غير أي ضغط مني
خجلت من نظراته الجريئة لها وكلماته التي تحمل معنى معين ليدير مقبض الباب المقصود ويتقدمها بالدخولضغط زر الكهرباء ليشتعل الضوء وتظهر فخامة الغرفة ليتحرك ويضع الصغير بمنتصف الفراش ودثره جيدا بالغطاء الوثير ليميل عليه واضعا قبلة حنون فوق وجنته الوردية ليتلمس شعر رأسه الحريري تحت نظراتها المتعجبة من شدة حنيته على الصغيرڼصب ظهره ليقول ومازال متطلعا لوجه الصغير بحنين
شكله منامش كويس بقي له مدة
باغتته بسؤالها والدموع قد اجتمعت بعينيها مع نظرة عتب تألمت لها روحه
ليه يا فؤادليه تحطني في الموقف البايخ ده ليه تعرضني للحرج ده كله قدام عيلتك!
نظر لها لتكمل محملة حالها الذنب كله
الحق كله عليا مكنش لازم أسمع كلامكالمفروض كنت روحت على بيتي
هنا بقى بيتك خلاصإنت مراتي...نطقها بصوت متشوق قاصدا بنظراته التي شملتها كل معاني تلك الكلمة التي هزت كيانهما وهو يمسكها من ذراعيها لينتفض ليسترسل مؤكدا على ملكيته لها
مكانك الطبيعي من النهاردة بقى معايا
هزت رأسها لتقول باعتراض
على الاقل كنت روحتني على بيتي أرتاح وانام وبعدها أجهز لمقابلة أهلك
أجابها مع هزات معترضة من رأسه
مكنش ينفع أغامر بأمانك وارجعك بيتك هو أنت مشفتيش جنان الحقېر اللي اسمه عمرو ده رفع علينا السلاح يا إيثاروأنا واخدك وماشي
كان واقف زي المچنون ولولا إن أبوه منعه الله اعلم كان إيه اللي هيحصل
واستطرد بإبانة
ده غير نصر نفسه إوعي يغرك كلامه الناعم ورضوخه للأمر الواقعده كان مجبر على كده بعد كلامي وټهديدي ليهلكن أنا متأكد إنه مش هيعدي اللي حصل بالساهل وهيحاول ينتقم
ليسترسل موضحا
أنا حتى عزة خليت إتنين من ال Body Guard أخدوها على أوتيل علشان تبات فيه وبكرة هيعدوا عليها وياخدوها للشقة علشان تجيب لك حاجتك الضرورية
طب مفكرتش في نظرة أهلك ليا وهما بيشفوني لأول مرة بشكلي المؤرف ده...نطقتها بحزن متجنبة جميع مبرراته المقنعة وكأنها لم تستمع إليها من الأساس لتسترسل بصوت حاد حزين
هيقولوا إيه عليا
هتف بحدة ليقول والهلع بعينيه
طظ في كل حاجة قصاد أمانك بالنسبة لي حمايتك إنت ويوسف أهم من أي شكليات فارغة
بس...نطقتها لتعترض ليقضب كلماتها بقوله الحاسم
خلاص بقى
وتابع بنبرة حنون وكأنه يطبطب على قلبها
يلا علشان تاخدي شاور وتاكلييومك كان طويل ومحتاجة تنامي علشان ترتاحي
فركت كفيها بخجل لتنطق بصوت خفيض بعدما أطرقت رأسها للأسفل
بس أنا مش معايا أي هدوم
لعڼ حاله ولامهاكيف نسي أمرا مهما كهذاتحدث بهدوء كي لا يحزنها
أنا أسف يا حبيبي نسيت موضوع الهدوم ده خالصكل اللي كان شاغلني إننا نوصل لهنا بالسلامة واطمن عليكم
واستطرد وهو يهم بالتحرك
هروح أجيب لك أي بيچامة من عند فريال أختي لحد ما أشتري لك بكرة كل اللي نفسك فيه
بحركة لا إرادية تمسكت برسغه بقوة لتحثه على التوقف ثم صاحت بعجالة بصوت حاد معترض أظهر كم انزعاجها من الأمر
بلاش لو سمحتمش عاوزة أتطفل على حد ولا أقلل من نفسي أكتر من كده
لتتابع بعيني سكنها الحزن
عاوزني من أول يوم أضايق أختك واستلف منها هدوم
لتسترسل برفض تام يرجع لحساسية الامر بالنسبة لها
وعلى فكرة أنا الحمدلله عندي لبس كتير ومش محتاجة حاجة من حد
بس أنا مش حد...نطقها ليقترب منها ويتابع بنظرات عاشقة أثبتت مدى هيامه وحبوره وتفاخره بزواجهما
أنا جوزك.
ارتعش لينتفض قلبها من مكانه وهي تستمع لكلمته الهائمة بكل ذاك الغرام المنطلق من عينيه لتتحمحم وتبتعد من شدة حرجها جراء إقترابه المهلك لروحهاابتسم لتورد وجنتيها وراق له تلبكها وبرغم كل ما أصابها من اقترابه إلا أنها ردت بخفوت
ياريت تسيبني براحتي
تنهد لينطق بعدما
قرر التوقف عن التلاعب بأعصاب تلك المڼهارة
تمامهروح أجيب لك بورنس من بتوعي تلبسيه وتنامي فيه لحد ما عزة تجيب لك حاجتك بكرة
أومأت له بموائمة لينسحب وما أن شرع بفتح الباب ليتفاجأ بالعاملة التي اړتعب داخلها وفزعت بعدما باغتها سيدها بفتح البابنطقت بارتباك وصوت مرتجف
أنا جاية أحضر الحمام للهانم يا باشا
إدخلي وحاولي ماتعمليش دوشة علشان الولد ميصحاشوشوفي طلبات الهانم ونفيذيها لها فورا...قالها بهدوء قبل أن ينسحب سريعا لتدخل تلك العاملة وهي تتمعن النظر وتتطلع لترى من هي تلك المميزة التي استطاعت سړقة لب سيدهم العازف عن الزواج منذ سنوات عدة نظرت للطفل الغافي وتذكرت حديث العاملين بالمطبخ الذين فسر بعضهم نسوب الطفل إلى فؤاد لينكر البعض الأخر نظرا لمظهره الذي يوحي بتعديه الست سنوات بينما كان متزوجا ومستقرا بحياته من تلك ال نجلا ومن معرفتهم بطباع سيدهم القوة والوضوح والجرأة فمن كان سيمنعه من الإعتراف بطفله لو كان حقا يخصهراقبت إيثار نظرات العاملة المتفحصة للصغير لتنتبه على صوتها المتعجب وهي تسألها
فيه حاجة!
انتفضت الأخرى لتنطق بصوت مرتبك متأثرا بفزعها
سلامتك يا هانمأنا جيت علشان أجهز لك الحمام
أومأت بتفهم لتدخل العاملة سريعا وتختفي خلف باب الحمام
عودة للأسفل
مازال الجميع مصډومين من واقع الخبر عليهمنطقت فريال بحدة وعلامات الصدمة تملؤ وجهها
معقولة اللي فؤاد عملهأنا مش مصدقة يتجوز من وراناطب ليه!
لا وكمان داخل علينا بيها من غير ما يبلغنا
هزت عصمت رأسها لتقول بذهول
أنا كمان مش مصدقةطب إمتى وإزاي عرفها!
قاطعها ماجد حيث تحدث بما جعل عصمت تنتبه وتتطلع عليه بترقب شديد
السؤال المهم اللي لازم يتسأل الوقت يا دكتور عن الولد هل الولد اللي كان نايم على كتف فؤاد بكل أريحية يبقى إبنه!
اتسعت عيني فريال لتنطق بنبرة حادة
إبنه إزاي يا ماجدإنت إتجننتفؤاد لا يمكن يعمل كده
رفع حاجبه الأيسر ليجيبها بما أربكها وشتت تفكيرها
يعني هو جوازه من ورانا ودخوله المفاجئ بمراته بالشكل ده هو اللي كان متوقع منه!
زفرت لتنتبه عصمت
لصمت زوجهاالټفت تطالعه لتجده واضعا كف يده على فكه وينظر للجميع بتمعنسألته بجبين مقطب
إنت ساكت ليه يا سيادة المستشار!
بسمع كلامكم يا دكتورة... نطقها بهدوء لتسأله بفطانة
إنت كنت عارف بجواز فؤاد صح
أجابها بتلقائية وثقة
أكيد كان عندي علم بالموضوعما أنت عارفة فؤاد مبيخطيش خطوة من غير ما يبلغني
جحظت عينيها پصدمة لتسأله بعيني حزينة لائمة
كنت عارف ومقولتليش يا علام!
أغمض عينيه باستسلام ليجيبها
هقول لك إمتى بس يا عصمتفؤاد كلمني الساعة أربعة العصر وهو رايح يجيبها من عند أهلها من كفر الشيخ وكتب كتابه عليها من أقل من ساعة واحدة
سألته بتوجس
هو فيه إيه يا علام أنا ليه حاسة إن الموضوع مش طبيعي
تنفس عاليا ليجيبها بقلب مهموم
إحساسك في محله يا عصمتالموضوع فعلا مش طبيعي البنت مطلقة والولد اللي معاها يبقى إبنها من جوزها الأولانيفؤاد قال لي إن حماها السابق يبقى نائب في البرلمان وراجل مفتري وليه سلطة على إخواتها وطليقها لسه عاوزها وبيحارب علشان يرجعهاوتقريبا إخواتها متوافقين مع طليقها وكانوا ضاغطين عليها علشان يرجعوها له ڠصب عنها
نطقت فريال بذهول
يعني فؤاد متجوزها علشان ينقذها من إخواتها وأبو طليقها
لتسترسل مستفسرة
ولا بيحبها
أجابها بهدوء
معرفش يا بنتيأخوك مقاليش تفاصيل كتيرلكن أكيد هييجي يفسر لنا تصرفه ويحكي لنا باستفاضة
اتسعت عيني عصمت لتنطق بعتاب حاد لزوجها
وإنت إزاي توافقه يحط نفسه في حرب متخصوش يا سيادة المستشار!
ده على أساس إن إبنك صغير وأنا اللي هوجهه يعمل إيه وميعملش إيه!
واستطرد بإبانة
إبنك عاقل وأنا واثق فيهودي حياته وهو حر فيها
يعني إنت موافق على جوازه بالطريقة دي!...نطقتها عصمت باستنكار ليجيبها بعقلانية
أكيد مش مبسوط وكنت اتمنى له جوازة من غير مشاكل علشان يستقر في حياتهلكن زي ما قولت لكإبنك مش صغير وهو الوحيد اللي يقدر يقررده غير إننا لسه منعرفش ظروف الجوازة دي إيهمش يمكن تكون زي ما قالت فريالويكون متجوزها للحماية وهيطلقها بعدين
أجابته بنفي لروايته
لا يا علامإبني بيحبهانظراته ليها وضمته ضمة راجل بيحب بجد
بذهول واستنكار قالت فريال
يعني يقعد كل السنين دي رافض فكرة الجواز وبنات العائلات اللي رشحناها له علشان في الأخر يتجوز بالشكل ده ومين واحدة زي دي!
واستطردت بنبرة مستنكرة ويشوبها بعض التعالي يرجع أسبابه لعشقها الزائد لشقيقها التي طالما تمنت له أجمل وأرقى زوجة لتليق بذاك الوسيم والتي تراها أعينها فارس لا مثيل له
هو أنتوا مشفتوش شكلها متبهدل إزاي!
بكلمات منطقية أجابت على تساؤلاتها التي لم تنل إعجاب تلك الخلوقة بما وجدت بها بعض التفكير الطبقي التي تبغضه
يا بنتي بيقول لك بباها مټوفي من أربع أياموكان عندها مشكلة مع إخواتها وطليقها عوزاها تدخل عليك بسوارية وفول ميكب !
عاتبها زوجها بعينيه كي تصمت وألا تنطق المزيد من كلماتها العنصرية التي تغضب والدتها لتزفر بقوة وهي تعقد ساعديها فوق صدرها ويبدوا على ملامحها عدم تقبلها للامر برمته
عاد فؤاد من جديد ومعه الرداء الخاص بالحمامالبورنسوبيده أيضا إحدى قطع الثياب لينطق بصوت ناعم
جيبت لك بورنس من بتوعي تلبسيه بعد الحمامودي بيچامة بردوا من بتوعي علشان تنامي فيها هما آه مقاسهم هيبقى كبير جدا بس أنا أخترت لك أقصر برنس عنديبيوصل لفوق ركبتي بكتير فأكيد هيبقى طوله مناسب ليك
واسترسل بمزاح كي يخرجها من حالة الحزن تلك التي سيطرت عليها
على فكرةإنت من النهاردة إسمك هينكتب في التاريخ
ضيقت بين حاجبيها لتنظر له بعيني مطالبة بالتوضيح ليسترسل بإبانة
مفيش مخلوق على وجه الأرض يجرأ ېلمس هدوم فؤاد علامحتى الشغالين ممنوع يمسكوهم بعد ما يتغسلواماما الوحيدة اللي مسموح لها تستلمهم من الدراي كلين وتحطهم في دولابي
تطلعت عليه متعجبة ليتابع موضحا
أنا أصلي موسوس شوية في موضوع النضافة وبالذات فيما يخص هدوميفشوفي بقى غلاوتك عند فؤاد علام وصلت لفين
نطقت بإحراج رغم سعادتها من حديثه
أنا مش حابة أغير لك نظام حياتك وأتطفل عليكحرام ترمي الهدوم شكلهم لسه جدادخدهم وأنا هدخل الحمام وهدي الهدوم للشغالة وعلى ما أخد الشاور تكون غسلتهم وجففتهم
هو أنت فاكرة إني ممكن أقرف من الهدوم اللي هتلبسيها!...نطقها بعيني متعجبة
تفكيرها ليميل عليها مقربا شفتاه من اذنها ليهمس بما زلزل مشاعرها
إنت متخيلة إني هرميهمده أنا هستنى عزة تجيب لك هدومك بكرة بفارغ الصبر علشان أخد
البورنس وألبسه وأشم فيه ريحتك
ليتابع بصوت يهيم من الغرام ويفيض لينتفض
معا
وأتخيلك إنك جواه معايا
من شدة تأثير همسه عليها أغلقت عينيها رغما عنها وكأنها أصبحت في عشقه مسلوبة الإرادةابتعد قليلا ليستكشف وجهها بعدما لاحظ صمتها وصوت تنفسها العالي لتتسع عينيه پصدمة إمتزجت بفرحة هائلة شملت روحه حين رأى مظهرها الذي يوحي بالهيام والتأثركاد أن ېلمس جلد شفتها لكنها إنتفضت وفتحت عينيها سريعا حين استمعت لصوت العاملة حيث هتفت قبل أن تخرج وتتفاجأ بذاك المشهد الرومانسي وهي تقول بصياح
الحمام جاهز يا ها...
ابتلعت باقي جملتها في جوفها حين الټفت فؤاد إليها بعيني غاضبة تكاد أن ټحرقها بأرضها تنفس پغضب ليهتف بحدة
اخرجي برة وتاني مرة لما تبقي موجودة إبقي خرجي صوت قبل ما تطلعي وتفاجأينا بالطريقة دي
حاضر يا باشاأي أوامر تانية...نطقتها بارتعاب وعيني زائغة ليهتف بنظرة حادة تكاد تفتك بها بعد أن أضاعت من بين يديه فرصة الحظي بأولى قبلاته لاميرته الحسناء التي سكنت قصره بعد معاناة
خليهم يبعتوا العشا على هنا
انصرفت سريعا واغلقت خلفها الباب لتنظر الأخرى إليه بخجل لتحثه على الخروج فتحمحم لينطق وهو يشير باتجاه الباب
أنا هاخد شاور في حمام جناحي وعلى ما العشا يجهز تكوني خلصتي إنت كمان
إكتفت بهزة من رأسها لينسحب هو للخارج بقلب ملتاع تاركا لها المجال كي تشعر ببعضا من الحريةتنفست الصعداء لتتحرك باتجاه صغيرها مالت عليه وقامت بوضع قبلة حنون فوق جبينه لتستقيم من جديد وتحركت لتختفي داخل الحمام واوصدته جيدانزعت ثيابها بالكامل وتحركت باتجاه حوض الإستحمام المملؤء بالماء الدافئ والرغوة الكثيفة ورائحة الليمون المنعشة المنبعثة من سائل الإستحمام الفرنسيغمرت بالكامل داخل المياة لتشعر براحة فوريةأغمضت عينيها وباتت تتنعم بالماء لتزيل عنها عناء ومرارة ما تذوقت
عودة إلى محافظة كفر الشيخ وبالتحديد إلى منزل غانم
كانت الأجواء مشټعلة بعدما ذهب ذاك المغوارالذي ھجم عليهم وقاټل بكل قوته للفوز بتلك الجميلة وأخذها وترك خلفه ڼارا مستعيرة لن تنطفأ سوى بالإنتقامبعث نصر بأحد رجاله ليستدعي المحامي المقصود ليسأله عزيز عن صحة العقود ليؤكد لهم صحتها وبأن والده طلب تجهيزها منه قبل مرضه بعدة أشهر أي وهو بكامل قواه العقلية ليهتف عزيز بنبرة چنونية
هطعن بالتزوير على العقود وهقول إن أبويا كتبها وهو في أخر أيامه ومكنش عارف بيعمل إيه
قاطعه عمه لينطق بحدة ولوم
عاوزين تبهدلوا سيرة أبوكم بعد ما ماټ يا عزيزمش أختك قالت لك مش هتعمل حاجة بالعقود لازمته إيه الجنان اللي إنت فيه ده
هتف طلعت ليشعل النيران أكثر في قلب عزيز وعائلته
وهي اللي زي إيثار يتاخد على كلامها بردوا يا عم أحمد
قال أحمد بتعقل
مهو بالعقل كده يا سي طلعت هي هتاخدهم تعمل بيهم إيه!
ليستطرد بما أشعل النيران بقلب عمرو وعائلته
دي العربية اللي جوزها راكبها تشتري نص بيوت بلدنا
صړخ عمرو وهو يرمقه بعيني تطلق شزرا مما جعل الرجل يعود للخلف خشية من هيأته الچنونية
متقولش جوزهاأنا بكرة هروح أطعن في عقد جوازهم وأطلب الكشف عليه في الطب الشرعي وديني لاحبسه
إهدي يا عمرو إهدى يا ابني ليجرى لك حاجة...نطقتها إجلال وهي تربت على صدره بقلب مړتعب من هيأته الغاضبة لينطق نصر بنبرة صارمة أسكتت الجميع
بكرة الصبح طلعت يعدي على الست أم عزيز وياخدها هي وعزيز علشان ترفع دعوى ضم حضانة ليوسف وده الحل الوحيد اللي هيكسر إيثار ويرجعها ذليلة لحد هنا من تاني
ليستطرد بابتسامة شامتة
وبكدة كل مشاكلنا هتتحل هي تطلق من وكيل النيابة المغرور وترجع لعصمة عمرو ويوسف يرجع وبعدها هجبرها علشان تتنازل لكم عن الارض والبيت
تطلع أيهم على وجوه الجميع ليجد بها بداية موافقة فقرر اللعب على نقطة الطمع لدى والدته وعزيز ليهتف بنبرة حادة
ولو جوزها إتمسك بيها وقدر بمنصبه ومنصب أبوه الكبير يخليها تحتفظ بحضانة الولد
ليسترسل بتأكيد قوي أثار حفيظة نصر
وده اللي هيحصل أكيد مهو مش معقول إبن عضو بارز في هيئة المحكمة الدستورية مش هيعرف يحتفظ لمرات إبنه بحتة حضانة لإبنها!
ليصيح مدعيا الڠضب
تقدر تقولي يا سيادة النائب إحنا هنستفاد إيه من ده كله غير إننا هنخسر بيت أبويا وأرضه للأبد ده إذا فؤاد علام محطناش في دماغه وطفشنا من البلد كلها
أصاب هدفه بتلك الكلمات المسممة ليتغير وجه عزيز ومنيرة وأيضا وجدي الذي تحدث بتعقل
أيهم بيتكلم صحإحنا ملناش دعوة
بالموضوع ده يا سيادة النائبإنتوا كبار مع بعض خرجونا إحنا بعيد عن موضوعكم
ابتسم نصر ساخرا ليرمق كلاهما بتقليل وهو يقول
بيت إيه وأرض إيه يا أبو أرض إنت وهو هو
اللي عم غانم فايتهالكم ده ورث!
ليسترسل بغرور
ارفعوا القضية وليكم عندي بيت قد بيتكم ده مرتين وأرض قد أرضكم تلات مرات
هتفت منيرة لتقول برفض تام يرجع لتعلقها الكبير بالمنزل
أنا مش هسيب بيتي مهما حصلده بيتي اللي عيشت فيه مع جوزي وولادي واتعودت عليه ومش هسيبه حتى لو هسكن في قصر مكانه
لوت إجلال فمها بسخرية ليتحدث المحامي الذي مازال متواجد يستمع إلى مخططات هؤلاء الأشرار بعيني غير مستوعبة لما ترى واذن تستنكر وتدين بأشد العبارات
الكام قيراط اللي عم غانم سابهم كمان شهرين بالظبط وهيبقوا كنز
انتبه الجميع لوجود ذاك الدخيل ففد تناسوا أمره في زحمة انشغالهم بمشاكلهم ليسترسل بعدما اتجهت جميع العيون صوبه
الحكومة قررت تعمل طريق جديد في الجهة الغربيةوجت نشرة في القسم التابع للمركز بالارض اللي هيتعمل عليها الطريق وأنا بنفسي شفتها لأن خالي عنده هناك كام قيراطومن حسن حظكم الطريق هيبقى قدامكم على طول يعني الارض هتتحول من أرض زراعية بملاليم لأرض مباني المتر فيها بالشئ الفلاني
اتسعت أعين الجميع بمشاعر مختلطةذهول سعادة حقد ضيق وڠضب كل حسب الإستفادة ليهتف عزيز بعيني يشع منها الشرار
الخبر ده لو اتسرب ل إيثار هتبقى مصېبةأكيد هتمسك في الأرض بإديها وسنانها بعد ما سعرها هيعلى
كانت نوارة تنظر عليهم من فوق الدرج بقلب يطير فرحا لنجدة صديقتها من براثن هؤلاء الذئاب تجاورها تلك الحقود التي امتلئ قلبها بالحقد على إيثارفمنذ بضعة ساعات كانت ذليلة ممددة على الأرض كأسيرة خاضعة تنتظر جلادهافانظر كيف وأين أصبحت فلم يكفيها زواجها من ذاك الوسيم التي رأته من مكانها ذاك بل وحظيت بامتلاك جميع ممتلكات العائلة بل والادهى هو سعر الأرض الذي ارتفع لعڼان السماء انسحبت بهدوء كي لا تشعر نوارة عليها وتسحبت لغرفتها الخاصة داخل مسكنها لتضغط على رقم سمية بعد أن قررت الإتصال بها لتخبرها بما حدث لترد الاخرى بصوت مشتعل يبدوا من نبراته أنها تبكي
عاوزة إيه يا اللي ما تتسمي إنت كمان
ابتسمت پشماتة لتجيبها
الحق عليا إني بتصل بيك علشان اطمنك واقول لك مبروكحبيبة جوزك فرقعته وادته صابونة وطلعت متجوزة في مصر
اتسعت عينيها بذهول لتهتف متسائلة سريعا
إنت بتقولي إيهبنت منيرة طلعت متجوزة!
هتفت پحقد
ولو تعرفي طلعت متجوزة مين دي واقعة على واحد أبوه تحت الرئيس على طول
بسعادة بالغة صاحت سمية
إن شالله تكون متجوزة من رئيس الجمهورية بذات نفسه أهم حاجة إنها إنزاحت من طريقى وبعدت عن عمرو
واستطردت بلهفة
إحكي لي اللي حصل بالتفصيل وحلاوتك عندي
بدأت بقص ما حدث بالتفصيل الممل
بالاسفل وبعدما ذهب نصر وعائلته وعم إيثار وأيضا المحامي الذي اطلع منه عزيز على تفاصيل الخبر قبل رحيلهتحدث عزيز لشقيقاه ومنيرة
بصوا بقىموضوع حضانة ابن إيثار ده ملناش دعوة بيه لا من قريب ولا من بعيدمنهم لبعض إن شالله حتى يولعوا في بعض
ثم حول بصره إلى أيهم ووجدي ليسترسل بتوصية
وإنتوا الإتنينعاوزكم تكلموا اختكم وتحاولوا تقربوا منها وتعتذروا لها عن اللي حصل واتمسكنوا عليها وقولوا لها إنكم هتضغطوا على أمكم وتخلوها تتنازل عن الحضانة قصاد تنازلها عن الأرض والبيت
أشار لهما بسبابته ليتابع بتنبيه
وكل ده لازم يحصل قبل ما الخبر بتاع الطريق ينتشر
تنفس أيهم واطمئن قلبه بعدما اطلع على تفكير عزيز الطامع ليقول بنبرة أكثر عقلانية
متقلقش يا عزيزأختك عمرها ما كانت مادية ولو بتهمها الفلوس مكنتش سابت ملايين نصر وعز عمرو اللي كان مغرقها فيه وطفشت من خلقتهم
اومأ له الجميع بموائمة
داخل منزل نصر البنهاوي
دخل عمرو والشرر يتطاير من عيناه ليهتف بنبرة حادة
أنا هاخد الرجالة واروح أجيبها هي وإبني أنا متأكد إنها في بيتها
جذبه أباه من رسغه ليصيح ساخطا
بطل جنان وخليك راجل وفكر بعقلك ولو مرة واحدة في حياتك إنت اټجننت يا ابنيإنت عارف اللي كنت النهاردة ده يبقى إبن مين في البلد
جذب رسغه بقوة لېصرخ كالمچنون
يبقى زي ما يبقىأنا عاوز مراتي وابنيوإلا والله العظيم سمعت يا سيادة النايب واروح فيه في ستين داهية
نطقها بصړاخ هيستيري لتسرع إليه إجلال وهي تقول بحدة لتهدأته
وحياة جدك
الحاج ناصف اللي عمري ما احلف بيه باطل لاجيبها لك راكعة لحد عندك بس إنت اهدى
كانت تستمع إليهم من أعلى الدرج والإبتسامة الواسعة تنير وجهها القبيح.
عودة إلى قصر زين الدين
بعد مدة من مكوثها داخل الحوض شعرت باكتفائها بهذا القدر لتقف وتسمح للمياة الجارية بأن تنساب على لتغسله من شوائب الصابونخرجت لتجفف بالمنشفة ثم أمسكت البورنس وبدون إدراك قربته من أنفها لتشم رائحتهتبسمت وأغمضت عينيها بهيام ثم وعت على حالها عندما استمعت لبعض الطرقات على الباب الخارجي للغرفة وبعدها استمعت لصوت العاملة ارتدت البورنس ولفت سريعا شعرها بمنشفة كبيرة وخرجت لتجد العاملة تضع الصينية المحملة بطعام العشاء فوق الطاولة الموضوعة بمنتصف الحجرة لتتوقف عن ما تعمل وهي تنظر بذهول وفاه مترجل للتي خرجت للتو من الحمام وكأنها تحولت لأخرىما كل هذا السحر والدلال التي حظيت به تلك فاتنة الجماللتهتف المرأة دون وعي
بسم الله ماشاء اللهده انت حلوة قوي يا هانم والبورنس بتاع فؤاد باشا هياكل منك حتة
ابتسامة هادئة خرجت من ثغرها وهي تجيبها
متشكرة يا...
صمتت لتسألها مستفسرة
إنت إسمك إيه
على الفور أجابتها بعينين مازالتا منبهرتين
وداد إسمي وداد يا هانم
لتسترسل متسائلة
تؤمريني بحاجة تانية!
ميرسي يا ودادبس ياريت تغسلي لي هدومي وتجففيها بسرعة وتجيبيها لي هنا...قالتها بهدوء لتنصرف الاخرى بعدما أومأت بطاعةتحركت لتطمأن على صغيرها الغافي ثم اتجهت من جديد لتصل إلى مرأة الزينة لتتذكر عدم وجود فرشاة شعر خاصة بهاأمسكت المنشفة وبدأت بتجفيف شعرها
أما فؤاد فقد نعم بحماما دافئا أنعش روحه قبل بنطال قطني باللون الأسود وقميصا بيتي بنصف كم لونه أبيض واتجه إلى طاولة الزينةنظر لهيأته برضا كامل ثم أمسك زجاجة عطره ونثر من رذاذها ذو الرائحة النفاذة والمميزة نثر بسخاء على ذقنه وعنقه ومقدمة صدره ثم وضعها بمكانها من جديد ليمسك بذقنه المهندمة ويبتسم براحةتحرك
سريعا وكأن ساقيه تسوقه لعندهادق بابها ثم ولج بعدما استمع لصوتها السامح بالدخول
ارتجف تأثرا بهيأتها المٹيرة وهو ينظر لوجهها المنير وشعرها الندي المفرود فوق ظهرها وهي تحاول
تجفيفه بالمنشفةناهيك عن هيأتها المهلكة لقلبه فقد كان رداء الاستحمام بلونه الأسود رائعا ومثيرا عليها رغم كبر حجمهجذبت انظاره ساقيها المتناسقتين ولون بشرتهما ناصعة البياض حيث كان الرداء يصل لما تحت الركبة بقليل مما أظهرهما بطريقة حبست أنفاسه ليبتلع لعابه بصعوبة جعلت من تفاحة أدم خاصته تتحرك صعودا وهبوطا وهو يقول بصعوبة بالغة وصوت خرج متحشرجا
خلصتي الشاور
هزت رأسها بخفوت وهي تتهرب من نظراته بعينين زائغتينأراد أن يخرجها من خجلها هذا ليقول بعدما قرر مداعبتها
هي إيثار فين
نطق كلماته بنظرات متفحصة لكل ما بها ليخبرها كم أبهرته بسحرها الفريدابتسمت لتخفض عينيها بخجل لتزيحها عنه مع اشتعال وجنتيها بحمرة الخجل الشديد مما ضاعف جمالها وسحر طلتهاتحرك إليها ليمد أنامله أسفل ذقنها رافعا وجهها إليه لتلتقي أعينهم ليهمس برقة وحنان
هو أنت إزاي حلوة قوي كدة
تحمحمت لتنطق بصوت يرتجف عشقا ممتزجا برهبة
إنت كده بتخل باتفاقنامكنش ده وعدك ليا
ولا كان وعدك ليا إنك تبقي حلوة قوي كده وتطيري لي عقلي اللي طول عمري وانا بتميز بيه
تنفست لتظبط إنفعالاتها ثم قالت بتماسك أعصاب بصعوبة تحلت به
لو هتستمر في اللي بتعمله ده هاخد إبني وارجع بيتي
إعمليها لو تقدري...نطقها بتحدي لعينيها ليتابع متحديا قلبها
قلبك هيتمرد عليكمش هيقدر يبعد عن فؤادهحتى إسأليه وهو يأكد لك
اقترب عليها أكثر ليهمس أمام بما بعثر كيانها ناهيك عن رائحة عطره الجذابة
وفيه نقطة مهمة الهانم شكلها ناسياهاإنت بقيتي حرم فؤاد علام زين الدينيعني بقيتي ملكية خاصة لقلبي
أرجوك تبعد يا سيادة المستشارمينفعش كده...قالتها بصدر يعلو ويهبط من شدة لوعته لينطق بمكر
اللي مينعش هو اللي إنت عملتيه فيا يا حرم سيادة المستشار
إنت كده بتضغط عليا ومش سايب لي حتى فرصة اتنفس فيها...قالتها بعيني متوسلة ليجيبها بصوت يشع غراما واشتياق
سيبي لي قلبك وإحساسك ومټخافيشوالله العظيم ما هتندمي
أغمضت عينيها وكادت أن تستسلم لولا مخاوفها الكثيرة ورعبها الذي سكنها هو من أشعل الإنذار داخلها لتفتح عينيها سريعا وتضع كفيها على صدره لتمنعه من الإقتراب هتفت بعيني عاتبة
من فضلك إبعد وخليك قد وعدك
لبى طلبها وعاد متراجعا للخلف خالقا مساحة بينهما جعلتها تلملم شتات نفسها المبعثرةزفر ليطفئ
ڼار قلبه المستعيرة وبلحظة عاد لوعيه ثم تطلع عليها ليلوم حاله على كسر وعده لها من اليوم الأول
زفر بقوة متحدثا بعينين أسفة
خلاص يا إيثارصدقيني هبعد ومن اللحظة دي هحاول ما اتطفلش عليك ولا أضايقك
كادت أن تصرخ وتخبره أن إقترابه لم يزعجها على الإطلاقوبأنها لا تريد ابتعادهوفجأة تعجبت لحالهاهل هي تعاني إنفصام بالشخصية!أم ماذاهي تريده وبشدة لكن تخشى إقترابه على الأقل بالوقت الراهنيبدوا أن ۏفاة والدها وما حدث من والدتها وأشقاءها أصابوا داخلها بشرخ تسبب بصدع كيانها بالكامل وشتت روحها لتظهر وكأنها فقدت الأهلية
تحمحم ليتحكم بحاله ثم أشار على الطاولة وهو يقول
يلا نتعشى
أومأت بخجل وتحركت إليه ليسحب لها المقعد لتجلس بهدوء وتحرك هو ليستقل بالمقعد المقابل لهاقام بوضع الطعام داخل صحنها وتحدث بصوت حنون
يلا يا حبيبي كلي
برغم عدم تناولها للطعام منذ مساء الأمس إلا أنها لم تشعر بالجوع فقد افقدها مۏت والدها الشهية لأي شئ وجاء أشقائها ليكملوا عليهاقامت بتناول القليل من الطعام تحت خجلها الشديد مع ملاحظة فؤاد لهذاأمسك إحدى اللقيمات ووضع بداخلها بعض الجبن ليفاجأها ببسط ذراعه باتجاهها وتقريبها من فمهاارتبكت من فعلته وبدون إدراك فتحت فمها لتتناول من يده الطعام وعينيها مثبته بخاصتيه وكأن سحرا ربطهما ببعضيهمابدأت بمضغ الطعام ليفاجأها بشطيرة صغيرة من خبز التوست المحشوة بمعجون الشيكولاتة السائلةابتلعت لعابها لتقول باعتراض مزيف فمن داخلها تتمنى الأكثر من إطعامه لها وهذا ما قرأه بعينيها
كفايةأنا شبعت
إفتحي شفايفك...نطق حروف الكلمات بفاه مغري أشعل قلبها وجعلها تفعل منصاعة لأوامرهفتحت فاهها ليقرب الشطيرة لتقضم قطعة منها ليسيل من الشطيرة بعضا من معجون الشيكولاتة على جانب فمهاأبعد يده ليعيد الشطيرة بمكانها ثم بسط ذراعه من جديد ليضع إبهامه فوق شفتها وبدأ بمسح السائل وهي تنظر بعينيه ببلاهة وفم مترجل مستسلمة لأصابع يده التي تجوب وتستبيح بأريحية قائلا
إهديمحدش يجرأ يخبط عليك غير العاملات
أومت بعينيهاتحمحم ليخرج صوته جادا وهو يقول
أدخل
فتح الباب لتدلف منه والدته ليهب واقفا إحتراما لدخولها لتنطق هي بإبتسامة هادئة
ممكن أدخل
تحرك إليها وهو ينطق على عجالة وتوقير
إتفضلي يا حبيبتي
وقفت بساقين مرتجفتين إحتراما لدخول تلك الراقيةاتسعت عيني عصمت وهي ترى جمال بل وسحر تلك التي إختارها نجلها الغالي ليقترن إسمها باسمهنطقت بابتسامة ترحيبية وهي تقول
نورتي البيت يا إيثار
نطقت بصوت ظهر مرتبكا
ميرسي يا دكتورةالبيت منور بأصحابه
ما أنت بقيتي من أصحابه خلاص...جملة قالتها عصمت لزرع الثقة داخل تلك التي
تشعر بالحرج لتكتفى بابتسامةوضع فؤاد ذراعه ليحتوي خصر والدته ليحثها على الحركة صوب الطاولة وهو يقول
تعالي إتعشي معانا يا ماما
سبقتكم من بدري يا حبيبيأنا جاية أشوف إيثار لو محتاجة أي حاجة هي أو الولد
قالت كلماتها بابتسامة بشوش ثم حولت بصرها للصغير لتسترسل سريعا باستفسار
هو إسمه إيه
يوسف...نطقها كلاهما بنفس الوقت لتبتسم بخفوت وهي تنظر لتطلعاته عليها بعينين عاشقة لمحتها عصمت المترقبة لصغيرهاتنفست بهدوء لتنطق من جديد
ربنا يبارك فيه
متشكرة يا دكتور...نطقتها بامتنان لتعيد الأخرى عليها طرح السؤال من جديد
شوفي محتاجة إيه وأنا هخلي البنات يجهزهولك فورا
بعزة نفس نطقت
أنا متشكرة لذوقكبس أنا الحمدلله مش محتاجة لحاجة
لاحظت ارتدائها لرداء نجلها لتتعجب بشدة وهي تتفقده لتقول
هخلي البنات يبعتوا لك بيچامة من عند فريالمتقلقيش هخليها تبعت لك واحدة ما أتلبستش
كادت أن ترد لولا حبيبها الذي أخذ على عاتقه الرد بدلا منها حيث قال بهدوء
مفيش داعي يا ماماإيثار مرتاحة في البورنس بتاعي وبكرة الصبح عزة هتجيب لها حاجتها وحاجة يوسف من الشقة
مين عزة!...سألته مستفسرة ليجيبها
دي المربية بتاعت يوسف
واستطرد ليعلمها
أه بالمناسبة يا ماما عزة هتقعد هنا معانا علشان تاخد بالها من يوسف ده بعد إذنك طبعا
نطقها بهدوء لتتابع إيثار ردة فعل عصمت التي ردت بكل هدوء واريحية لسيدة أرستقراطية
تنور طبعا يا حبيبي وأي حاجة محتجاها إيثار هنا في الاوضة بلغ بيها سعاد وهي هتنفذ فورا
ميرسي يا دكتورة...نطقتها بعيني ممتنة شاكرة لتقابله الاخرى بابتسامة بشوش لتوجه حديثها لنجلها الغالي
فؤادلو فاضي عشر دقايق قبل ما تنام ياريت تنزل نتكلم شوية
تحت أمرك يا حبيبتي...قالها لتخرج والدته ويتوجه هو إلى جميلة قصره وهو يشير بكفه نحو الطاولة
تعالي علشان نكمل أكلنا
قالت بنبرة هادئة
أنا شبعت الحمدللهمحتاجة بس أنام
أوك هبعت لك حد من الشغالين يشيلوا صينية الأكل...نطقها ليتحرك صوبها
حتى وقف مقابلا لها ثم انحنى عليها بطوله الفارع ليمسك باطن كف داخل كفها الرقيق لتسري الرجفة بكامل أعينهم وحكت من قصص الغرام روائعاتمنى لو أنها تسمح له بالمكوث داخل قصرها العاليأزاحت ببصرها عنه بخجل مما جعله يتحمحم ليخرج صوته قائلا بابتسامة جذابة
تصبحي على خير يا زوجتي العزيزة
ارتفعت انفاسها بقوة لتبتلع لعابها وهي تقول بصوت مرتجف
وإنت من أهله يا سيادة المستشار...نطقتها بنبرة خجلة ليرد عليها بمشاكسة أربكتها
أشوفك بكرة يا خاطفة قلب سيادة المستشار
انتفض ليطلق ضحكة رجولية على هيأتها ثم يتوقف قائلا بمشاكسة
اللي يشوفك في أول لقاء بينا وإنت فاردة ضلوعك عليا وعاملة فيها سبع رجالة ميشوفش وهو بيتنفض من مجرد كلمة بقولها لك
اكفهرت ملامحها لتقول بملامح وجه عابسة أجادت تقمصها
وبعدين معاك
قالتها بټهديد ليرفع كفيه للأعلى سريعا وهو يقول باستسلام
خلاص يا باشامتبقاش قفاش قوي كده
ابتسمت لينطق بنبرة حنون
إيثار
نعم
نورتي حياتي...نطقها بعيني تشع حنانا وصوت ملئ بالعشق لينسحب سريعا تاركا إياها خلفه لتحترق بڼار الهوى بعدما زلزل كيانها على يد فارسها المغوارتنهدت بعمق بعد أن أغلق الباب خلفه بهدوءتحركت صوب الباب لتوصده جيدا بالمفتاح ثم انسحبت إلى داخل الحمام وقامت بخلع الرداء وتبديله بالبيچامة وخرجت من جديد لتتجه صوب مرآة الزينة لتتسع ابتسامتها وهي ترى الجزء العلوي من بيچامته حيث وصل لفوق ركبتيها بقليل وذلك لفارق البنيان بينهمارفعت اكمامها الطويلة عليها وضحكت ثم تنهدت وضمت حالها وكأنها تشعر بوجوده معهاتبسمت ثم شعرت بالإنهاك يتغلل بخلايا فقررت الإنضمام لصغيرها بالفراش كي تأخذ قسطا تريح به المنهك وضعت رأسها فوق الوسادة ثم احتضنت الصغير لتشعر بالراحة وتستسلم لنوم عميق على الفور يرجع لعدم نومها لمدة اليومين المنصرمين بأكملهما
نزل للأسفل ومنه للحديقة حيث التجمع العائلي لينضم لهم لتسأله والدته على الفور بعدما كظمت فضولها وما عاد فيها التحمل بعد
إتفضل يا سيادة المستشار إحكي لنا
قطب جبينه ليسألها مستفسرا بلؤم
أحكي لك عن إيه يا دكتورة!
هتفت بانفعال لتجيبه بدلا عن أمها
عن البنت اللي جايبها معاك وبتقول إنها مراتك يا سيادة المستشار
بثبات إنفعالي يحسد عليه أجاب شقيقته
مسمهاش بنتإسمها إيثار ده أولا ثانيا إنت بنفسك جاوبتيإيثار تبقى مراتيهتعيش معايا هي ويوسف إبنها
ليسترسل بنبرة حادة وملامح وجة صارمة للغاية ترجع لحديث شقيقته الحاد والغير مقبول وخاصتا بوجود زوجها
فيه أي أسئلة تانية تحبي توجهيها لي!
هتفت بانفعال يرجع لخۏفها عليه
أنا خاېفة عليك يا فؤادمش عوزاك تدخل تجربة فاشلة وتنصدم تاني في حياتك من جديد
احتدت ملامحه وامتلئت بالقسۏة لېصرخ عاليا حين ذكرته بتلك الحاډثة المؤلمة لروحه
أنا مسمحلكيش تكلميني بالطريقة ديومية مرة قولت لك زي ما أنا مبدخلش في حياتك مش مسموح لك تقحمي نفسك في خصوصياتي
فرياااال...نطقها علام بصرامة ليسترسل بحدة بالغة
كفاية لحد كدهأخوك وكيل نيابة أول ومركزه مرموق ومش صغير علشان تقفي قدامه وتحاسبيه على تصرفاته ده أنا اللي أبوه مسألتوش ومش هسأله لأني واثق في قراراته ومتأكد من عقله الواعي
واستطرد كي ينهي الحديث بهذا الشأن
أخوك إختار والكل لازم يتقبل إختياره مهما كان إعتراضك على الأمر
تحولت ملامحها للعبوس لتقف وقبل أن تنسحب للداخل أوقفها صوت فؤاد الصارم حيث قال بوضوح
فريالإيثار مراتي وكرامتها من كرامتي
تطلعت عليه بعيني لامعة تغطيها غشاوة الدموع ليسترسل بثبات وبذات مغزى متجنبا حالتها
ياريت تاخدي بالك من النقطة دي وإنت بتتعاملي معاها
تحاملت على حالها لتتطلع بمقلتيه وهي تقول بنبرة مټألمة
أي أوامر تانية خاصة بالهانم يا سيادة المستشار
بوجه عابس نطق بصرامة
أنا مبقولش أوامردي قواعد أساسية في التعامل بين الناس المتحضرة وياريت نلتزم بيها علشان ميحصلش مشاكل بعد كده
رمقته بنظرة عاتبة وانصرفت مهرولة للداخل ليقف زوجها بخجل ويستأذن ليلحق بهاتحدثت عصمت بنبرة عاتبة لنجلها
مكنش لازم تكلمها بالشكل ده قدام جوزها يا فؤاد
رمقها علام بنظرة غاضبة ليهتف بنبرة حادة
وكان يصح إنها تكلم أخوها الكبير وتعدل عليه وتلومه قدام جوزها يا دكتورة!
تنهدت بأسى لتقول بنبرة حزينة
أنا مبقولش إن اللي عملته صح أو ببرره
بس فؤاد أحرجها جدا قدام جوزهاوالولد نفسه إتحرج يا علام
أجاها علام بطريقة عقلانية
بنتك متهورة وردودها دايما مندفعةلازم تتعلم إن فيه حدود بينها وبين أخوها مينفعش تتخطاها خصوصا قدام جوزها
زفر فؤاد
بقوة
لتسأله عصمت بهدوء كي يتخطى ما حدث
مقولتليش يا فؤاد إيه نظامك مع إيثار يعني هتعيشوا في جناحك ولا فين بالظبط
أخذ نفسا عميقا ثم زفره بهدوء ليجيبها بنبرة بدا عليها الراحة والاستقرار
إيثار بباها لسة مټوفي ومحتاجة تاخد وقتهاأنا هسيبها براحتها خالص لحد ما نفسيتها تستقر وبعدها هنقلها معايا لجناحي
أومأت بخفوت ليقول
بكرة ال Body Guard هيجيبوا عزة ومعاها حاجة إيثار الخاصة من فضلك تقابليها وتخلي سعاد تعاملها كويس وتديها أوضة من أوض الشغالات الولد متعلق بيها وأنا مش عاوزه يتأثر
ابتسمت بحنان وقالت بتمني
حاضر يا حبيبي عقبال ما أشوف ولادك يا فؤاد
قريب يا دكتورة قريب قوي إن شاءالله...نطقها بثقة تحت حبور قلبي والديه ليسترسل معتذرا لوالده
أنا أسف إني نسيت نفسي وعليت صوتي في حضورك يا باشا
ابتسم بسخرية ليرد متهكما
وأنا هستني منك إيه بعد ما دخلت عليا بمراتك وجاي تعرفنا عليها وكأنك بتقدم لنا واحد صاحبك بقيت جبروت يا ابن عصمت
ضحك برجولة ثم تحدث باحترام
لحد عندك وبفرمل يا باشا
ڠصب عنك مش بمزاجك يا حبيبي... قالها بمشاكسة لنجله ليقول وهو يشيح له ليحثه على الإنصراف
قوم يا عريس نامومتنساش تاخد المخدة في .
ضحكت عصمت على مشاكسات زوجها لنجلها الحبيب ليرد فؤاد بنبرة باردة
أوامر معاليك يا باشاجنابك تؤمر ... قالها ليهب واقفا وهو يقول
تصبحوا على خير
وإنت من أهله يا حبيبي...قالتها عصمت لينطق علام بعد ابتعاد إبنه
إبنك مغروم يا دكتورة
بموائمة لرأيه أجابته
شكله كده يا علاموبصراحة البنت هادية قوي وشكلها بنت ناس
لتسترسل بعقلانية
بس لازم تسأل عنها وعن أهلها كويس
نطق كي يطمأنها
إبنك سائل من بدري وعارف كل حاجةهو عارفها من زمان
أومأت له بموافقة
صعد للأعلى وتوقف أمام باب غرفتها ليدق قلبه سريعا وشعورا بالراحة والسکينة استحوذ على كيانه وشمل روحه لمجرد مكوثها بمنزلهولج لداخل جناحه ليخلع عنه قميصه وعلقھ بمكانه المخصص قبل أن يذهب لفراشه ويستطح فقط ببنطاله شبك كفاه ووضعهما خلف رأسه وبات ينظر لسقف غرفته وابتسامة عريضة احتلت ثغره وهو يسترجع جميع ما حدث بينه وبين من سلبته عقله وحرمت عينيه النوم طيلة أشهر بأكملها لكنها الأن أصبحت تحمل اسمه قولا وعن قريب سيدخلها لجنته ليغرقا معا ببحر الغرام وحينها سيصبح الزواج قولا وفعلاأما الان فسيكفيه مكوثها في بيته وبجوار غرفتهتنهد براحة ثم أخذ نفسا عميقا ليغرق بعد قليل بسبات عميق يرجع لشدة تعبه طيلة اليوم.
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل الرابع والعشرون
_أنا لها شمسبقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
لقد أذاب عشقك الراقي جليدي بعد أن تسلل إلي قلبي وأبدل قسوته بفيضان متدفق من المشاعر الدافئة فتحول ظلامي إلي ضوء مشع وبات السلام يسود داخل نفسى الثائرة
فؤاد علام زين الدين
بقلمي روز أمين
ليلة طويلة لم تنتهي بعدبعض القلوب إستكانت وهدأ ضجيجها وبعضها اشتعلت بنيران الڠضبصعد عمرو مهرولا فوق الدرج ليصل لشقته الخاصة ب إيثار فتح الباب وبات ينظر للمكان وتجهيزاتهفقد أحضر متخصصا ليزين له المكان ليبدوا وكأنه ساحة إحتفالزهورا هنا وهناك وشموعا ذو رائحة نفاذة تطلع لتلك الطاولة الموضوعة بمنتصف البهو وما عليها من أشهى المأكولات وأنواع الحلوى المحببة لدى حبيبته التي توقفت حياته بغيابها وظل يحلم باليوم الذي سيجمعهما من جديد إلى مسكنهما من جديد أقسم بداخله بأنه سيفعل ما بوسعه حتى يمحو من مخيلتها جل ما سبق ويبدأ معا صفحة جديدة خالية من مسببات الحزن والألمهذا ما رسمه بخياله بعدما إبتاع وحدة سكنية بإحدى المدن الجديدة بالقاهرة وانتوى أخذ إمرأته وصغيرهما والبعد عن كل ما سيؤرق حياتهم دون وضع نصر وإجلال بحساباتهفقد جنب هذا الأرعن التفكير بردة فعل والديه بهذا الأمر
هرول إلي طاولة الطعام وقام بجذب مفرش الطاولة بقوة لتتناثر جميع الصحون والكؤوس وكل ما تحتوية الطاولة ويسقط أرضا ليتناثر الزجاج وينتشر فوق الارضية الرخامية مما أحدث صوتا هائلا استمع له ساكني المنزل بأكملهأصبح كالمچنون حيث هرول على طاولة جانبية ليمسك بالمزهرية الكريستالية الموضوعة عليها ويلقي بها بكل قوته بعرض الحائط لتتحول لقطع صغيرة وتستقر أرضا صړخ بكل صوته وهو يقول بقلب مشتعل بڼار الغيرة
ليه يا إيثارإزاي قدرتي تعملي كده فياده أنا عمري ماحبيت حاجة في حياتي واتعلقت بيها قد ما حبيتك
أمسك شيئا أخر وقذفه بقوة على الحائط ليستطرد صارخا بهياج
هاج وبدأ بتحطيم كل ما تطاله يداه حتى أنهى على كل شئ توقف وبدأ يتلفت بعينيه باحثا على شيئا يصلح للكسر ليهرول باتجاه ستائر الردهة ليجذبها بكل قوته ولم
يتركها حتى وقعت أرضا لېصرخ بكامل صوته الحانق
يا ابن ال
تلفظ بسباب بذئ قاصدا به فؤاد ليسترسل پجنون
والله العظيم ل
استمع لطرقات عالية فوق الباب ولصوت إجلال الصارخ المترجي
إفتح يا عمروإفتح يا ابني متوجعش قلبي عليك
صړخ وهو يقول بنبرة ساخطة
سبوني في حاليمحدش ليه دعوة بيا
نطقها وبات يتلفت بعينين زائغتين عله يجد شيئا جديدا ليقوم بتحطيمه كي يهدأ من حالة الجنون التي أصابته انضم طلعت وحسين إلى والدتهما كي يحثان ذاك الارعن على فتح الباب والتوقف عن تلك الأفعال الچنونية
أما بالأسفل فوقف نصر أسفل الدرج ليصيح بصوت ناقم قاصدا نجليه
سكتوا الأهبل ده بدل ما أطلع أكسر اللي باقي من الشقة على نفوخه
أخرسه صوت إجلال التي صاحت بصوت ساخط
ده بدل ما تقول له كلمة تهون عليه الخيبة التقيلة اللي صابتنا قاعد تهزأ فيه
رد عليها بصياح معترض
زفرت بقوة ليهتف طلعت وهو يطرق الباب بكف يده
إفتح يا عمرو وبطل الجنان اللي بتعمله دهإفتح وخلينا نفكر بالعقل
هتفت إجلال بقوة وجبروت
هرجعها لكوحياة أمها لأجيبها لك زاحفة واركعها تحت رجليك
استمعت لتلك الواقفة خلفها حيث تحدثت متهكمة وقد خاڼها ذكائها تلك المرة وهي تقف عزلاء أمام الأسد بعرينه
ودي هتعمليها إزاي يا ستهم بعد ما بنت منيرة إتجوزت
إتسعت عيني إجلال لتلف وجهها سريعا تتطلع على هيأة سمية الواقفة أمام باب شقتها مرتكزة على الحائط بطريقة مفتقرة للإحترام لتسترسل بابتسامة شامتة
لا ومش أي جوازةدي متجوزة مستشار إبن مستشار
واستطردت بنظرات فرحة وهي تشير بصباعي السبابة والوسطى
يعني معاه بدل الحصانة حصانتين
جحظت عيني طلعت ليهتف بحدة
إدخلي على شقتك وإكتمي نفسك بدل ما
صمت الجميع حين استمعوا لصوت إجلال الذي خرج مجلجلا وهي ترمق تلك المرتمية على الأرض ببغض
تستاهلي علشان تحرمي تقفي قدام أسيادك وتعلي صوتك تاني
واسترسلت قاصدة ياسمين
إرميها جوة في شقتها واقفلي عليها الباب
صړخ عمرو معترضا
مش هتقعد في البيت طالما إيثار مرجعتش
ثم رمقها باشمئزاز وكاد أن ينطق بما قرأته إجلال بعينيه لتقاطعه قائلة
عمرومش هينفع علشان بنتك
واسترسلت بجبروت
مش حفيدة نصر البنهاوي اللي الناس تجيب في سيرتها ويقولوا دي أمها مطلقة
جذبتها ياسمين من ذراعها وهي تهمس بارتعاب
قومي إدخلي جوة بدل ما يتجنن عليك تاني
لم تكترث لكل ما حدث وكأن ما فعله بها أمام الجميع لم يعيقها لتقول وهي تنظر له بقسۏة
نفسي أعرف عاملة لك إيه بنت منيرة علشان تبيع علشانها اللي شاريك وبيتمنى رضاك
تابعت وهي تصرخ بقوة
حتى بعد ما باعتك وجريت ورا وكيل النيابة بتاع السلطة والفلوس لسه باقي عليها
أشار إلى ياسمين ليصيح بصوت ساخط
إبعديها واخفيها من قدامي بدل ما أرتكب لكم فيها جناية
رفعت إجلال سبابتها لتصيح بقوة وتجبر
وعزة جلال الله لو ما اختفيتي جوه شقتك حالا لاكون مخلية الغفر شايلينك وراميينك في قلب الجبل للديابة تن هشك
واسترسلت بټهديدا مباشر
أم حفيدتي لما تبقى مېتة أشرف لها من لما تكون مطلقة
ابتلعت لعابها بعدما لمحت الغدر بعيني إجلال لتزحف للخلف سريعا لتختفي داخل مسكنها تحت تمسكها بغريزة البقاء.
داخل الجناح الخاص ب فريال علام وزوجها كانت تجوب المكان ذهابا وإيابا بوجه ارتسمت عليه علامات الڠضبإقترب عليها زوجها وهو يقول في محاولة منه لتهدأتها
إهدي يا فريال مش كده
صاحت بقوة وهي تنطق باعتراض
أهدى إزاي وأنا شايفة أخويا العاقل جايب لنا واحدة لا نعرف أصلها ولا فصلها ومطلوب مننا نرحب بيها لا وكمان هتعيش معانا!
أجابها بهدوء كي يهدأ روعها
أخوك شخص واعي ومسؤل عن تصرفاتهوأكيد علام باشا مش هيسمح لواحدة تدخل بينا إلا إذا كان واثق منها مليون في الميةوياستي لو طلعت داخلة على طمع أكيد الباشا هيعرف وساعتها يبقى جت لقضاها برجليها
نظرت لزوجها وبدون سابق إنذار سالت دموعها لتنهمر على وجنتيها مما جعله يتأثر ويضمها ليحتوي حزنهابات يربت على كتفيها ويقول لتهدأتها
إهدي يا حبيبتي وادخلي إغسلي وشك علشان ننام
استمعت لزوجها لتدخل
إلى الحمام تاركة إياه يهز رأسه بأسى.
أزيح ستار الليل لتشرق الشمس معلنة عن مولد يوما جديدا بحياة الجميعفاقت على صوت زقزقة العصافير الساكنة بأشجار الحديقةحركت أهدابها وما ان فتحت عينيها حتى باتت تتلفت حولها باستغراب للمكان وسرعان ما تذكرت لتهدأ وترتسم إبتسامتها سعيدة فوق ثغرهاتمطأت بدلال لتشعر بحركة الصغير الذي بدأ يفيق من غفوته ابتسمت ورفعت رأسها لتتطلع عليه وما أن فتح عينيه حتى ابتسم لها لتنطق وهي تدغدغ بطنه بدلال
صباح الخير يا قلبي
صباح النور يا مامي...قالها قبل أن يتطلع حوله باستغراب ليسترسل متعجبا
هو احنا فين!
مالت تهمس بجانب أذنه بمداعبة كي تنسيه ما عاناه معها خلال الفترة الماضية
في بيت شرشبيل الشرير
ضحك بصوت طفولي ليسألها من جديد
هو احنا هنرجع بيتنا إمتى
تنهدت بعمق ثم أجابته بهدوء
قريب يا حبيبي إن شاءالله
عاد يسألها من جديد بما أرق روحها
هو احنا مش هنعيش خلاص مع بابي
ده عمل لنا البيت حلو قويوجاب لنا حاجات كتيرة فيهعمل لي أوضة حلوة قوي وحط لي فيها كل ألعابي اللي جدو نصر إشتراها علشاني
تنفست الصعداء قبل أن تجيبه
إحنا حياتنا كلها هنا يا چوأنا شغلي هنا وإنت مدرستك وأصحابك كلهم هنامينفعش نسيب كل ده ونروح نعيش عندهم في البلد
وقبل أن يباغتها بأسألة أخرى قفزت لتحمله بين ساعديها وهي تقول
بطل رغي بقى وتعالي ناخد شاور متين على ما عزة تجيب لنا الهدوم
ولجت به إلى الداخل لتملئ له حوض الإستحمام وتضعه داخله لينتعش الصغيربعد مدة أخرجته ولفته بإحدى المناشف الكبيرة وخرجا معا لتضعه على الفراش وهي تجفف له شعر رأسهولجت للحمام وقامت بغسل وجهها جيدا ومررت أصابعها بشعرها الأسود الحريري والذي يصل لمنتصف ظهرهااستمعت لصوت طرقات خفيفة فوق الباب فهرولت بالخروج كي لا يتحرك الصغير لفتح الباب ويتعرض لوعكة بالفعل وجدته يستعد للنزول فأشارت له ليلتزم الجلوس وتحركت نحو الباب لتدير المفتاح استعدادا لفتحهأخذت نفسا عميقا إستعدادا لمواجهة الطارق وتوارت خلف الباب وفتحته بهدوء وهى تطل برأسها عبر الباب الموارب لتفاجأ بظهوره أمامها وابتسامته الرائعة التي تعلو ثغره وهو يقول
بصوت أصاب قلبها برجفة
صباح الخير
صباح النور...نطقتها بعينين تلتمعين بوميض الإنبهار ليبتسم من جديد ناطقا بأدب
ممكن أدخل
حركت أهدابها بشكل سريع غير مدركة لمقصده ليتابع وهو يصعد ويهبط بعينيه عليها
إمبارح جننتيني بشكلك في البورنس لدرجة إني طول الليل بحلم باللحظة اللي هاخده منك فيها
فتحت فاهها ببلاهة ليسترسل وهو يتمركز بمقلتيه فوق
والنهاردة كملتي على حبة الصبر والعقل اللي فاضلين بالبيچامة
خجلت من كلماته ليقترب عليها لتهمس وهي تشير بجانب عينيها إلى الفراش كي تنبهه
يوسف
ماله...نطقها بتيهة ومازال مثبتا مقلتيه على ثغرها ببلاهة وكأنه مغيب لتجيبه بشكل أوضح عله يستفيق من حالة الوله تلك التي استحوذت عليه
قاعد على السرير
ليجيبها مسحورا غير مدركا لما يحدث من حوله أو يقال
هو مين
يوسف...نطقتها وهي تشير بسبابتها باتجاه الفراش ليتابع بعينيه أصبعها ليباغته ذاك المتطلع عليهما بعيني مسلطة وفاه مترجل تحمحم وابتعد سريعا بعدما اكتشف أمر الصغير زفر بقوة عله يخرج ڼار قلبه المستعيرة ليضع أنامله في حركة تلقائية يتخلل بها شعر رأسه الكثيف بلونه الفحميوعى على حاله ليتحرك صوب الصغير وهو يقول بحرج
يوسف باشا صباح الخير
صباح النور...قالها بهدوء ليجاوره فؤاد التمدد فوق الفراش ويميل بجزعه على ذاك الجالس ليطبع قبلة حنون بوجنته قبل أن يهتف بنبرة حماسية
إيه الريحة الحلوة دي على الصبح
لسة واخد شاور... قالها يوسف بتلقائية ليسترسل وهو يشير على المنشفة الملفوفة حول كامل جسده
بس مش لبست هدوم
أخذ نفسا عميقا ليتمكن من ضبط حاله ولملمت كيانه المبعثر ثم أجابه
عزة جاية في الطريق ومعاها كل هدومكأنا لسه مكلمها حالا وقالت لي عشر دقايق بالظبط وهتكون هنا
ابتسامة رائعة خرجت من ذاك البرئ أسعدت قلب فؤاد جعلته يميل طلقائيا على كفه الرقيق الموضوع فوق الفراش ليطبع به قبلة حنون جعلت من إيثار تتطلع عليه باستغراباستمعت لصوت طرقات على الباب فارتبكت بوقفتها ليشير لها بأن تهدأ وتحرك صوب الباب ليواربه ليجد تلك البشوشة تجاورها إحدى العاملات الحاملة لحقيبة كبيرة جمعت بها بعض الثياب الهامة التي ستحتاج لها إيثار ويوسف طيلة مدة إقامتهما بالقصرتجاورها حقيبة أخرى بها بعض الاحذية وحقائب اليد وبعض المستلزمات الاخرىصاحت بصوت حماسي وهي تتطلع إليه وكأنهما تربيا معا منذ الصغر
إزيك يا سيادة المستشار
حمدالله على السلامة يا عزة... نطقها بترحيب لتجيبه وهي تتطلع برأسها لاستكشاف الداخل تحت استشاطة فؤاد من أفعال تلك الفضولية التي أثارت حفيظته
الله يسلمكامال فين إيثار ويوسف!
رمقها بنظرة لم تستطع تفسيرها ولولا ما فعلته لأجل إنقاذ أميرته لتصرف معها بطريقة أرعبتها فلتحمد الله أن تصرفها قد يشفع لها أية تصرفات غريبة قامت بها وربما ستقوم بها بالمستقبلفتح الباب ليشير لها بصمت لتلج سريعا بعدما رأت إيثارهرولت إليها ثم وضعت كفيها تتفحص بهما وجهها لتسألها بنبرة حنون وكأنها أمها التي أنجبتها
إنت كويسة يا قلبي
أنا بخير يا حبيبتي...نطقتها إيثار بعيني مشتاقة لتسترسل بنبرة صادقة
وحشتيني
جذبتها عزة داخل لتقول وهي تشدد من
إنت اللي وحشتيني يا نور عيني عملوا فيك إيه يا نضري
وحشتيني يا عزة
دخلي الشنط وساعدي عزة في توضيبها
ثم قطب جبينه ليتسائل
باقي الشنط فين يا عزة!
تلبكت وهي تنظر إلى إيثار التي فاقت عند صلاة الفجر وبعد تأدية الصلاة اتصلت بعزة وطلبت منها جلب حقيبة واحدة فقط وأخبرتها أن مكوثهم بهذا القصر لن يطيلانتفض جسدها حين تحدث إليها بصوت جاد
مش بكلمك!
ابتلعت لعابها من نظراته التي تشبه نظرات الصقر لتجيبه بتخبط
إيثار هي اللي اتصلت بيا وقالت لي متجبيش حاجات كتير علشان قعدتنا هنا مش هتطول
لا والله...نطقها وهو يركز بنظراته بعيني حبيبته لترفع حاجبها الأيسر بتأكيد جعله يضغط على شفته السفلى بغيظ ليزيد الصغير من استشاطته حين صاح بصوت حماسي
مامي قالت لي إننا هنقعد عند شرشبيل كام يوم وهنرجع تاني لبيتنا
هز رأسه عدة مرات قبل أن يبتسم بخبث لينطق وهو يتفحص ملامحها بلؤم وتوعد
ده شرشبيل طلع مش مسيطر خالص يا چو بس بسيطةكل اللي محتاجه يغير الخطة اللي بيلعب بيها والدنيا هتظبط بعدها
ابتسمت لتنظر له بتحدي بادلها إياها بتوعدفتحت العاملة الحقائب وبدأت بمساعدة عزة كان يتطلع لقطع الثياب بتمعن وفضول تحت خجل إيثار الشديدلاحظ عزة وهي تحمل رداء الحمام الخاص بأميرته وتتجه به إلى الحمام الملحق بالغرفة ليسرع الخطى وهو يمنعها من الدخول
ثواني يا
عزة فيه حاجة جوة تخصني
افسحت له الطريق ليختفي بالداخلتفحص الحمام باحثا بعينيه حتى وجده معلقا بالمكان المخصص لهأسرع الخطى ليجذبه ويضمه بكفاه مقربا إياه من أنفه ليغمض عينيه وهو يشم رائحتها بين ثنايا خيوطه وبات يقبل الرداء وكأنها بداخلهأما إيثار فقد ضيقت عينيها متعجبة تصرفه مع عزة لتتسع حدقيتيها حين رأته يخرج وهو يضع الرداء الخاص به على ذراعه باحتواءابتسمت بخجل وهي تتذكر كلماته الوقحة عن إنتظاره لذاك الرداء خرجت العاملة
لتتجه للأسفل بعدما انتهت من وضع الأشياء بأماكنها ولجت عزة بصحبة يوسف لداخل الحمام لكي تساعده بارتداء ثيابه تحرك إليها ليقول
أنا في أوضتي لحد ما تغيري هدومك لما تخلصي خبطي عليا علشان ننزل نفطر مع بعض... قالها بهدوء لترتبك بوقفتها ثم أجابته وهي تفرك كفيها ببعضيهما
هو أنا لازم أنزل
آه طبعا لازمالعيلة كلها مستنياك على الفطار...قالها بجدية واعتزاز ليسترسل بنظرات مطمأنة وكلمات أراد بها أن يزرع الثقة بداخلها
دي الدكتورة عصمت أخدت أجازة مخصوص علشان ترحب بيك
هو إنت هتروح شغلك وتسيبني هنا لوحدي... نطقتها ك طفل صغير يخشى ابتعاد ملاذه عنه لينتفض قلبه فرحا ويجيبها سريعا كي يبث داخل قلبها كامل الإطمئنان
لا يا بابا مش هسيبك
نطقها بطريقة أذابت قلبها ونهت عليه ليسترسل بصوت يشع حنانا ويحمل بين طياته عشق جارف
حد بردوا يسيب حبيبه وحده
ذابت روحها وسرت إرتعاشة لذيذة بجسدها لتداعب فراشات العشق معدتها بعدما أخبرها بأنه اتخذ اليوم أجازة لأجلهااقترب على أذنها ليهمس قبل أن يخرج
هستناك في أوضتي لما تخلصيمتنسيش تجيبي لي البيچامة بتاعتي معاك.
ابتعد واستدار ليخرج تاركا إياها بحالة يرثى لها لتنظر عليه بقلب هائم قبل أن يباغتها باستدارته ليتطلع عليها من جديد وهو يقول بنبرة جادة وعيني بها تحذيرا نابعا من غيرة رجلا عاشق
متنسيش تلبسي فستان محتشم وعليه حجاب يداري صدرك علشان ماجد هيفطر معانا
ثم غمز بعينيه وتابع بمداعبة
شرشبيل بيغير على مراته مۏتومراته لازم تتحمل جنون غيرته وعشقه
ابتسم ليستدير من جديد ويخرج من الغرفة تاركها بحالة هيام كاملظلت تتطلع على الباب بنظرات ولهة لتعي على صوت عزة التي خرجت من الحمام ممسكة بيد الصغير بعدما ارتدى جميع ثيابه
كده لبسنا واتشيكناتعالى بقى نسرح شعرنا علشان الشياكة تكمل
تطلعت على تلك الواقفة تنظر لهما ببلاهة لتسألها باستغراب
مالك يا إيثارواقفة مبلمة كدة ليه
نطقت بتيهة
هامفيش ياعزة
ابتسمت لتقول بمداعبة
على عزة بردواإلا قولي لي يا إيثار
قالتها بلؤم لتسألها
شيفاك واقفة قدام وكيل النيابة كده وواخده راحتكمترسيني وتقولي لي اللي حصل!
قطبت إيثار جبينها لتسألها مستفسرة
واخدة راحتي إزاي يعني
ضحكت لتجيبها بغموض
بصي لنفسك في المراية وشوفي اللي لبساه وواقفة بيه قدامه وإنت تعرفي قصدي
فهمت مقصدها الخبيث لتهتف بحدة تتوارى خلفها لعدم ڤضح مشاعرها
وانا كان عندي حاجة ألبسها وقولت لاوبعدين ده بيته ومن حقه يدخل في اي مكان فيه
ابتلعت لعابها وباتت تفرك يدها ببعضيهما لتتابع بعينين زائغتين من شدة الخجل وهي تهمس
وجوزي
ابتسمت عزة لتتحدث بفرحة عارمة ظهرت بعينيها
ما أنا عارفة يا ست البنات وعارفة إن الجدع من حقه يشوف اللي اكتر من كده كمان بس كنت بنكشك
إنت سخيفة يا عزة... قالتها بصياح غاضب لتدخل الاخرى بنوبة من الضحك جعلت الاخرى تتذمرأمسكت عزة بفرشاة الشعر الخاصة بالصغير وبدأت بتشيط شعره لتقول لتلك المتسمرة بوقفتها كي تحثها على الإسراع
إدخلي غيري هدومك علشان تلحقي تنزلي قبل الفطارأخرج لك أنهي فستان
تنهدت بعمق حين تذكرت رحيل والدها الحبيبفقد دخلت في دوامة كثرة الأحداث لتلهيها عن القوقعة والبعد عن الناس لكي تعطي حزنها على غاليها قدرهلكن انظر ماذا حدثفقد انقلبت حياتها رأسا على عقبنطقت بنبرة حزينة لتذكرها للألوان
خرجي لي أي حاجة لونها إسود
حزنت ملامح عزة لتنطق وغشاوة الدموع قد تكونت بعينيها
الله يرحمك يا عم غانم كنت راجل طيب
عبست ملامحها وتحركت إلى الخزانة لتنتقي ثوباباتت تتفحص الثياب لتهتف عزة وهي تمسك بثوب رائع كلاسيكي ناعم ذو أكمام طويلة تنتهي بأساور مغلقتين بزرارين من اللون الذهبيأما قصة الصدر تبدأ بياقة كلاسيكية من القماش الستان على شكل Vيلتف فوق خصره حزاما ايضا باللون الاسودولجت للحمام وبعد قليل خرجت لتشهق عزة وهي تقول بانبهار من إطلالتها المبهرة
قمر يا ست البنات
ابتسمت لتتحرك صوب طاولة الزينة لتقف أمام المرآة التي عكست صورتها مما جعلها تتطلع برضابدأت بلف الحجاب وإحكامة برتابة لتجلب لها عزة حذاءا جلدي باللون الاسود ذو كعب عالي مما أعطاها مظهرا خلابا وزاد طولها لعدة سنتيمتراتاستمعت عزة لصوت هاتفها فنظرت بشاشته لتنطق
قائلة
ده أيهم أخوك كلمني وانا جاية في الطريق وكان عاوز يكلمك علشان يطمن عليكوقالي إنك عاملة له حظر
صاحت بنبرة غاضبة
مش عاوزة أكلم حدهما عاوزين مني إيه تانيمش كفاية اللي حصل لي من راهم
هرولت عليها لتقول في محاولة منها لتهدأة روعها
إهدي يا إيثار أيهم ملوش دعوة بيهمده هو اللي كلمني وقالي أكلم أيمن بيه علشان يلحقك وكلمني إمبارح بالليل وقال لي إن أمك وعزيز رفضوا يرفعوا القضية
وبدأت تقص عليها ما حدث تحت استغراب إيثار من موقف أيهم الرجولي بالنسبة لها
نزلت عصمت من فوق الدرج لتتطلع بأرجاء بهو القصر بتمعن تبحث يعينيها عن ابنتها وحفيديها فلم تجدهما بمكانهم المعتادفبكل يوم تفيق فريال باكرا هي وابنتها وصغيرها الرضيع ليجلسوا بالردهة يتابعون مسلسل الرسوم المتحركة التي تتابعه الصغيرة عبر شاشة التلفاز المعلقة لحين موعد التجمع العائلي على طاولة الفطور الصباحي وبعدها تذهب الفتاة إلى مدرستها مستقلة الحافلة الخاصة بالمدرسة تعجبت عصمت لعدم وجود نجلتها لتصيح بصوت رزين وهي تستدعي كبيرة العاملات
سعاد سعاد
أتت السيدة الأنيقة وهي تمشي برقي لتجيبها بعدما وضعت كفيها فوق بعضيهما واحنت رأسها قليلا كنوعا من التوقير
أفندم يا دكتورة
سألته مستفسرة
فريال والولاد
فين
أجابتها بإبانة
مدام فريال طلبت الفطار يطلع لها هي وبيسانفوق
تطلعت أمامها بتركيز ثم أخرجت تنهيدة عميقة قبل أن تنظر إلى العاملة لتقول بهدوء
مطلعيش حاجة لحدجهزي الفطار زي كل يوم ومتنسيش تعملي حساب مدام إيثار معاناحطي لها طبق جنب فؤاد باشا وإعملي حساب إبنها مع بيسان
تحت أمرك يا دكتورة... قالتها المرأة بوقار لتتحرك عائدة إلى المطبخزفرت عصمت باستياء إستنكارا لأفعال نجلتها العنيدة ثم نظرت للدرج وتحركت صوبه لتصعدة مرة أخرىبعد قليل دقت فوق باب الجناح الخاص بصغيرتها لتستمع إلى صوت ماجد الذي نطق بوقار
إدخل
فتحت الباب لتجده واقفا أمام المرآة يعقد ربطة عنقه بعدما ارتدى ثيابه استعدادا للذهاب إلى الجامعةأما فريال فكانت تجلس فوق الأريكة متكئة على ذراعها تجاورها بيسان المنشغلة بمشاهدة مسلسلها الكرتوني المفضلالسنافرإلتفت ماجد صوب الباب لينتبة باحترام لوقوفها لتلقي هي عليهم تحية الصباح قائلة ببشاشة وجه
صباح الخير
على عجالة نطق ماجد باحترام
صباح النور يا دكتورةإتفضلي
قالها وهو يشير لها بكفه باتجاه الداخلاعتدلت فريال وردت تحية والدتهاتطلعت عصمت على ماجد ونطقت تسأله باهتمام
رايح الجامعة
أومى بإيجاب ليسألها مستفسرا بعدما لاحظ عدم ارتدائها لملابسها الرسمية التي ترتديها بالجامعة
هو حضرتك مش رايحة الجامعة النهاردة ولا إيه
أجابته باستفاضة
إتصلت بالجامعة وأخدت أجازة عارضة علشان مرات فؤاد ما تحسش إننا مش مهتمين بوجودها
لوت فريال فاهها بطريقة تهكمية ثم قلبت عينيها بضجرأما ماجد فوافقها التفكير ثم نطق وهو يرتدي
حلة بدلته
أنا نازل
اقترب على زوجته وضع قبلة فوق رأسها وأيضا صغيرته ثم مال ليلتقط حقيبته الجلدية من فوق طاولة صغيرة وانسحب للخارج ليترك لهما المجالتطلعت عليها لتسألها بتعجب عن الصغير
هو فؤاد لسه نايم ولا إيه
بملامح وجه عابسة أجابتها بنعم لتتحرك والدتها وتجاورها الجلوس لتقول بنبرة هادئة
أول مرة تطلبي من سعاد تطلع لك فطارك هنا
تنهدت بعمق لتقول بملامح جامدة وهي تنظر لشاشة التلفاز متلاشية النظر لوالدتها
محبتش أزعج فؤاد باشا بوجودي
واستطردت متهكمة بعدما لاحظت إهتمام والدتها بتلك الدخيلة على قصرهم
واهي فرصة علشان تعرفوا ترحبوا كويس بالكونتيسة
أخرجت تنهيدة حارة مع هزات بسيطة من رأسها إستياءا لحديثها الناقم ليخرج صوتها مؤنبا لنجلتها قائلة
ليه كل ده يا فريالعاملة كل ده ليه!
إنت عاوزة تجننيني يا ماما صح...نطقتها فريال بحدة بعدما إلتفت بجسدها لتصبح في مواجهة والدتها ثم استرسلت بنبرة لائمة
أنا مش قادرة استوعب اللي حصل ولا قادرة أفهم موقفك إنت وبابابسهولة كده تقبلتوا الموضوع وسمحتوا لواحدة جاية من الشارع إنها تدخل بيتنا وتعيش وسطنا من غير أي قيود
تعمقت بعينيها ثم هزت رأسها پجنون لتسترسل باعتراض شديد لموقف والديها المخزي بالنسبة لها
ده انتوا حتى مسألتوش عليها علشان تأمنوا لوجودها وسطنا!
اتسعت عيني عصمت ذهولا وهي تستمع لكلمات صغيرتها الغاضبة لتنطق باستنكار
أنا اللي بجد مش مصدقة رد فعلك المبالغ فيه على الموضوعإنت شايفة نفسك بتتكلمي إزاي والطريقة اللي بتكلميني بيه!
تذمرت كالاطفال وهي تقول بنبرات صادقة
يا ماما حاولي تفهميني انا خاېفة على أخويا وده من حقي
واسترسلت بقلب يعتصر ألما على ما مر به شقيقها بالماضي
فؤاد مر بتجربة بشعة حولته لبني أدم تاني ولسة لحد الوقت متأثر بتوابعها
واسترسلت بكلمات مستنكرة يشوبها التوجس
نعرفها منين البنت دي مش يمكن تكون أسوء من نجلا ولعبت عليه لحد ما اتجوزته علشان فلوسه ومنصبهويرجع يعيش نفس الۏجع تاني!
أمسكت بكفي إبنتها باحتواء لتجيبها بنظرات حنونة
يا حبيبة قلبي خليكي واثقة في أخوك أكتر من كده فؤاد مش صغير ولا من النوع اللي بينساق ورا قلبه وبس هو أكد ل بابا إنه سأل عليها كويس جداده يعرفها من فترة كبيرةوأكيد مش هياخد خطوة زي دي غير لما يكون مطمن لها وواثق منها أكتر من ثقته في نفسه
تنهدت بعمق لتسترسل بقلب أم توجع لسنوات لاجل صغيرها
يا بنتي إحنا ما صدقنا إن ربنا يفك عقدته ويتجوز وبعدين أخوك شكله بيحبها بجد
أيوا الأستاذة شكلها عرفت تملكه كويس قوي...نطقت كلماتها بحدة لتسترسل بغيرة ظهرت بينة بعينيها
أشاحت ببصرها عنها لتضحك الاخرى ثم وقفت وهي تقول
هاتي بيسان ويلا علشان نلحق الفطار وياريت تبقي لطيفة مع البنت علشان متزعليش فؤاد منك أكتر من كده
انسحبت لتلحق بها تلك المتمردة مصطحبة ابنتها معها
داخل فيلا أيمن الاباصيري
يلتف الجميع حول طاولة الإفطار يتناولون الطعام بهدوءنظرت لارا إلى شاشة هاتفها تتفحصه وهي تقول بسعادة
فون إيثار إتفتحهقوم أكلمها علشان أطمن عليها
قالت كلمتها الاخيرة وهي تهب واقفة ليوقفها صوت أبيها قائلا
إصبري يا لارا إبقي كلميها متأخر
أجابته بحماس
إيثار بتصحى بدري يا بابي
تحدث بنبرة جادة
النهاردة أول يوم جواز ل إيثار ولازم تراعي ظروفها الجديدة
جحظت أعين الجميع ليسأله أحمد باستغراب
مين دي اللي إتجوزت يا بابا إيثار!
ابتسم ليقص لهم ما حدث لتجحظ عيني سالي وهي تسأل بذهول
إيثار وفؤاد علام طب إزاي!
واستطردت تسأل بحيرة
وأهله وافقوا كده عادي
أجابها ببساطة وهو يتناول طعامة
آه طبعا وافقواسيادة المستشار بنفسه أكد لي وانا بكلمه بالليل اطمن على إيثار إنه بلغ أبوه وأبوه مرحب بالموضوع
هزت رأسها بذهول أيعقل أن تتزوج تلك البسيطة بذاك الوسيم الثري وتصبح سيدة مجتمع تنتمي للوسط الراقي بعد أن كانت تنتمي للطبقة الكادحة ابتسمت نيللي لتنطق وهي تقول بتأكيد لصحة نظرتها للأمور
علشان تبقي تصدقيني لما أقول لك أي حاجة بعد كده
تنفست بضيق لتجيبها بملامح وجه مستاءة
والله يا طنط الواحد ما بقى مصدق اللي بيحصل حوالينا من كتر غرابته
إيثار تستاهل كل حاجة حلوة...نطقتها لارا بنبرة سعيدة لترمقها سالي باستخفاف وعقلها الباطن يستنكر ما حدث بشدة
كان يقف بوسط غرفته مازال محتضنا ذاك الرداء يشتم به رائحتها التي
سلبته لبه بعيني مغمضة وقلب ينتفض بقوة وكأنه عاد مراهقا من جديدتلك المشاعر التي يحياها معها لم تمر عليه من ذي قبللذة من نوع خاص يتذوقها لأول مرة معهافكل شيئ معها مميزا وغريبنظراتهماالإبتسامات المتبادلة
ثواني يا حبيبي
ابتلع باقي كلمته وهو يتطلع لتلك الواقفة امامه وابتسامتها البلهاء تملؤ وجهها وهي تبسط ذراعيها بالرداء لتقول
البيجامه بتاعتك يا باشا
لتسترسل وهي تشير للغرفة المجاورة
إيثار بتقول لك إنها جاهزة
كظم غيظه بداخله وأشار لها بالإنصراف لتزيدها عليه تلك الثرثارة حيث سألته بابتسامة مستفزة
تؤمرنيش بحاجة يا باشا
رمقها بحدة ليهتف من بين أسنانه بغيظ لو خرج لفتك بها
روحي من وشي يا عزة
وقبل أن تجيبه قام بصفع الباب بوجهها لتلوي فاهها وهي تقول باستياء
ماله ده كمان
بالداخلأمسك البيجامة وقام بتعليقها لتجاور الرداء وتحدث بصوت عالي وقلبه يغلي كالبركان
ماشي يا إيثار
هدمت أحلامه وبكل لؤم بعثت له بتلك الثرثارةتحرك للخارج ودق بابها لتخرج عليه بهيأتها المهلكة وبعد أن كان غاضبا تحول لمذهول عاشق بقلب يدق من لوعة العشق والإشتياق تحمحم ليقول بصوت متأثرا قلبه القوية
إنت أكيد ناوية على جناني
رفعت حاجبها باستفسار ليسترسل بما جعلها ټغرق بخجلها
إعملي حسابك إني مش هقدر أتحمل كتير لو استمرينا بالشكل ده
فيه حاجة يا سيادة المستشار...نطقت بها عزة التى ظهرت من خلف إيثار لينتفض جسده متطلعا عليها بعيني متسعة
فيه إيه يا ست إنت
وضعت إيثار كف يدها تكظم به ضحكاتها على ذاك الذي كاد أن يصاب بذبحة صدرية على يد تلك الغريبةرمقها بنظرات متوعدة وهو يقول
بتضحكيطيب يا إيثار
ثم حول بصره لتلك الحاملة للصغير وهتف بحدة وهو يشير لها بأن تتقدمه
قدامي يا عزةخضتين زي دول وهقطع الخلف نهائي يا ماما
تعالت ضحكات حبيبته رغما عنها ليرمقها بغيظ مصطنع لتتحرك عزة تسبقهم على الدرج وضع ذراعه لتتأبطه في أول خطوة يعلن بها ملكيته أمام الجميع تحركت بجانبه بقلب سعيد وعقل لم يستوعب بعد ما أصبحت عليه فقد سارت بين ليلة وضحاها زوجة فؤاد علام زين الدين الرسمية ما كان حاله يختلف بكثيرا عنهامال عليها ليقول بصوت هامس معاتبا إياها
بقي باعتة لي عزة الاوضة يا إيثار
ضحكت بخفوت ليسترسل بوعيد
ماشيإبقي قابلي اللي هيجرا لك يا مدام فؤاد علاممن سوء حظك إن جوزك مبيسبش تاره يبات
حد قال لك عني إني هبلة...قالتها بتهكم لتسترسل بدهاء وهو يتمعن بملامحها منتظرا تفسير جملتها
بقى عاوزني أدخل للأسد عرينه بإرادتي
أجابها بثقة عالية
وغلاوتك عندي لتدخليه قريب وبكامل إرادتك.
هزت رأسها مستنكرة غروره ليكملا طريقهما إلى أن وصلا لغرفة الطعام وولجت عزة بالصغير لغرفة خاصة بإطعام أطفال المنزل عن طريق المشرفات على إطعامهم بعيدا عن الطاولة الرئيسية كي لا يحدثوا فوضىولجا للداخل ليلتفت الجميع إليهما لتفاجأ فريال الجالسة بمقعدها وهي تتطلع على تلك الانيقة وكأنها تبدلت لأخرىفهناك فرق شاسع بين فتاة الأمس الذابلة وثيابها الغير مهندمة بالمرة وبين تلك الانيقة بثوبها الكلاسيكي وحجابها الرقيق وحذائها لتظهر بجاذبية وأناقةعلى غير عادته تحدث بنبرة حماسية وملامح وجه
ضاحكة يملؤها الحبور
صباح الخير
تعجب الجميع وردوا تحيته لتلقي هي الاخرى تحية الصباح ليردوها بوجوه بشوشة عدا تلك الجالسة بمقعدها بملامح وجه صارمةفقد ردت بجموداقترب من المقعد الذي خصص لها وبرأس شامخ سحبه للخلف لتجلس هي ليتحرك ويجاورها الجلوس بمنتهى السعادة تحدثت عصمت برقي
نورتي سفرتنا يا إيثار أهلا وسهلا بيك
شعرت بارتياح تجاه تلك الخلوقة لتبتسم بخفوت وهي تشكرها بلباقة
السفرة والبيت كله منور بأهله يا دكتورة
أشار لها علام بابتسامة لتبدأ
كلي يا بنتي
هزت رأسها شاكرة ليتحدث لها فارسها المغوار
أحط لك مربى
أوك...قالتها بهدوء ليبدأ الجميع بتناول طعامهمنظر للصحن المملؤ بأصناف عديدة من الفاكهة ليقترب عليها قائلا بصوت حنون
كريز
إيه رأيكشوفتي رديت لك حركة عزة بسرعة إزايعلشان تبقي تبعتيها لي الجناح مكانك تاني
جحظت عينيها وباتت تتطلع عليه بعدم استيعابيا له من داهي شرس لا يترك تاره يبيتنظر لها وبكل براءة تحدث بصوت وصل للجميع
مبتاكليش ليه يا حبيبيمش بتحبي الكريز
واستطرد مدعيا البراءة
تحت ابتلاعها للعابها من شدة الحرج من المحيطين بها وهو يناديها بحبيبيأمامهم بتلك السهولة
طب تاخدي فراولة
نطقت بخفوت وخجل
ميرسي يا فؤادلما احتاج حاجة هاخدها
كانت عصمت تتابعهما بعينيها وقلبها ينتفض فرحا وهي ترى تغير نجلها الواضح ومشاكسته لتلك الجميلةنطقت بعدما رأت خجلها
سيبها تاكل براحتها يا فؤاد
كانت فريال أيضا تتابعهما بترقب شديد وعدم رضاوخصوصا بعدما علمت من والدتها وظيفة تلك الإيثار وتأكدت من أنها طامعة بثروة شقيقها ليس إلاتحدث ماجد كي يغطي على صمت زوجته وعبوس وجهها
مبروك يا مدام إيثار وإن شاءالله ترتاحي معانا هنا في البيت
متشكرة يا افندمميرسي لذوقك... كلمات شاكرة قالتها إيثار بهدوء وهي تنظر إليه لتتعجب لعبوس تلك المجاورة لهالتقت أعينهم لتبتسم لها بسماجة قبل أن يصدح رنين هاتف فؤاد لينظر بشاشته ليجده رئيسه فأخذ الهاتف وتحدث باعتذار
تليفون ضروري ولازم أرد
امسك كفها وقام بوضع قبلة احترام فوقه ليتحدث بعجالة
مش هتأخر عليك
أومأت له لينسحب للخارج لتشعر على الفور بالضياع في ابتعادهفقد أصبح يمثل لها الأمان بكل ما تحمله الكلمة من معنىانتبهت على سؤال فريال التي وجهته لها بطريقة حادة خالية من اللباقة
إلا قولي لي يا مدام هو أنت هترجعي لشغل السكرتارية تاني
لتسترسل
بذات مغزى
ولا اكتفيتي بهذا القدر بعد جوازك من سيادة المستشار فؤاد علام
واسترسلت وهي تركز وتضغط على لقب عائلتها المرتبط بسوق المال والأعمال
زين الدين
لم يرق لها سؤال تلك اللئيمة لترد بنبرة واثقة ورأس شامخ
أنا عمري ما فكرت أسيب شغلي ولا هفكر الشغل بالنسبة لي مش مجرد وسيلة للحصول على مستوى معيشي أفضل وبس شغلي بالنسبة لي هو كياني وقيمتي بين الناس
واستطردت للتوضيح
على فكرة أنا مش سكرتيرة أنا مديرة مكتب أيمن الأباصيري شخصيا وده مش تقليل مني لوظيفة السكرتيرة لأنها لا تقل أهمية عن وظيفتي
لتستطرد بابتسامة هادئة
بس حبيت أوضح لك
ابتسمت وهي ترفع حاجبها لأعلى بسخرية واستنكار لترمقها والدتها بحدة أما علام فتحدث باستحسان
برافوا عليك يا إيثارأنا بحب جدا الناس المخلصة لشغلها وبتقدره بعيدا عن الماديات
مالت على أذن زوجها لتقول باستنكار
الاستاذة شكلها حافظة لها شوية إنشا وشكلهم عجبوا الباشا الكبير ودخلوا عليه
همس يحذرها
بطلي تستفزيها بكلامك ده وخلي بالك إنت كده ممكن تخسري أخوك
انتبه الجميع على صوت فؤاد الحماسي وهو يقول لوالده فاتحا كفاه بحبور
قول لي مبروك يا باشا
تطلع إليه علام بتمعن ليتابع الأخر بذات معنى
الخبر اللي مستنية بقي لي سنين
الترقية...كلمة نطقتها عصمت بترقب ليهز رأسه بتأكيد لتقفز فريال من فوق مقعدها وتجري مهرولة لترتمي شقيقها وهي تهلل متناسية ما حدث بينهما بالامس
مبروك يا حبيبي مبروك يا فؤاد
الله ببارك فيك يا حبيبتي... نطقها بسعادة وهو ينظر لتلك التي تتطلع عليه بحبور ملئ وجهها لتقف
دموعك غالية قوي يا حبيبتي
بصوت متقطع متأثرا ببكائها نطقت عصمت بحنو
مفيش أغلى منك ومن مستقبلك علشان تنزل لهم دموعي يا فؤاد الحمدالله الحمدلله يا حبيبي
قبل رأسها ليجذبه علام أيضا لاحتضانه وتقديم التهنأة له ليسأله
مبروك يا سعادة رئيس النيابةعقبال ما تمسك مكاني
هنأه ماجد أيضا ليتحرك إلى أن وقف مواجها لهاحاوط وجنتيها بكفاه تحت ارتعاشة جسدها لينطق بعيني تفيض من العشق والحنين
أكيد مش صدفة إن الترقية اللي مستنيها بقى لي تلات سنين تتمضي بعد ما أمضي قسيمة جوازي منك
أكدت عصمت على حديثه قائلة بسعادة هائلة
عندك حق والله يا فؤادمراتك جاية وجايبة معاها الخير للكل
غاصت ببحر سوداويتاه متناسية الجميع من حولهما لتنطق بنبرة تشع حنانا
مبروك يا فؤاد
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل الخامس والعشرون
أنا لها شمسبقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
مر اليوم الأول عليها بسلام داخل قصر علام زين الدينفقد كانت مقابلة البعض لها أكثر من رائعة كمقابلة علام بذاته وزوجته الراقية فقد توقعت إعتراضهما عما حدث أو حتى عدم تقبلهما لوجودها بينهم ليحدث العكس ويعاملاها بكثيرا من اللين والإحترام ناهيك عن رجلها المغوار فقد عاملها بكثيرا من الدلال والرقي أمام عائلته مما عزز الثقة داخل نفسهاإلا من تلك المتعالية حيث تعاملت معها بطريقة لم ترق لها لكنها تغاضت لأجل فؤاد ووالديهاعند غروب شمس اليوم التالي وبعدما تناولت وجبة الغداء بصحبة العائلة وبجوار فؤاد بعد عودته من العملصعد الجميع لينالوا قسطا من الراحةفأخذت هي صغيرها لينضم إليها بالتخت أما عزة فظلت بصحبة العاملات بالأسفلفاقت عند الغروب لترتدي بنطالا فضفاض من اللون الاسود تعتليه كنزة بنفس اللون حتى الحجاب فهي مازالت بفترة حداد على والدها الحبيب اصطحبت صغيرها وخرجت لتتفقد الحديقةفقد كانت جميلة للحد الذي يخطف الانفاس أشجارا صغيرة متناسقة بشكلها وأوراقها الخضراءوزهورا مشكلة بألوان زاهية متنوعةونجيلة خضراء تفترش أرضية الحديقة بأكملها بتناسقمرت بجانب حوض السباحة الكبير والذي يتوسط الحديقة ليهتف الصغير الممسك بكفها وهو يهزها بنبرة حماسية
ماميأنا عاوز أعوم في البيسين
حثته على المضي قدما وهي تقول له في محاولة منها بإقناعه
مش هينفع يا حبيبي ده مش بيتنا يا چوإن شاءالله يومين بالظبط وهوديك النادي تعوم هناك براحتك
تذمر الصغير ودق الارض بساقيه مع مطه للأمام كطريقة منه للإعتراضوصلا لحوض للزهور يمتاز بألوان خلابة جذبها عن غيره باتت تتطلع عليها بنظرات منبهرة لتضع يدها تتفقد بعضهم وتميل بجسدها لتستنشق عبيرها ذو الرائحة العطرة والفريدة التي لم ټشتم مثلها من قبلتحدثت للصغير كي تخرجه من تذمره وينسجم معها بالحديث
شوفت الورد ريحته جميلة قد إيه يا چو
تطلع للزهور وبدأ يتحسسها ويشتم عبيرها ليندمج معهابالأعلىفاق من قيلولته ليلج لداخل حمامه الملحق بعدما قرر أخذه لحماما دافئا يعيد لجسده النشاط والحيوية خرج يلف جسده بالمنشفة وتحرك صوب خزانة الملابس لينتقي بنطالا من الچينز تعتليه كنزة بأكمام طويلة صفف شعره بعناية ونثر عطره المميز وتحرك صوب غرفة أميرته التي أنيرت حياته بعد عتمة طالتدق الباب عدة مرات وحينما لم يأته الجواب إضطر للدخول بعدما شمله الإرتياب عليهاقطب جبينه حين وجد الغرفة خالية ومرتبة مما يعني عدم مكوثها بها وايضا تطلع إلى الحمام ليجد إضاءته مغلقه تحرك للأسفل عبر الدرج بخطوات واسعة وما أن لمح مرور إحدى العاملات ليسألها بنبرة جاهد لتخرج رزينة
مدام إيثار فين يا وداد
نظرت عليه لتجيبه باحترام
خرجت في الجنينة يا باشا
هز رأسه لتسوقه قدميه وقلبه يرفرف يسبقه إليهاخرج يتطلع على المكان بترقب شديد وعيناه تجول الحديقة بلهفة تحولت لراحة واستقرار صاحبتها رجفة بقلبه حين رأها تتجول بين الزهور بينما هي أجملهم وأزهاهمكانت تميل عليهم ټشتم رائحتهم بطريقة أظهرت كم إنجذابها إليهماستمعت لصوته الرخيم من خلفها وهو يقول بمداعبة
يا بخت الزهور
انتفضت بوقفتها لتواجهه منتصبة الظهر وقد اكتسى وجهها باللون الأحمر الداكن الناتج عن شدة خجلهاشملها بابتسامة رائعة قبل أن
ينحني ليحمل الصغير ويثبته بين ليميل على وجنته واضعا قبلة حنون قبل أن يقول بنبرة حنون
أخبارك إيه يا بطل
كويس نطقها بملامح وجه عابسة ليسأله الأخر باهتمام وجدية
مالك يا حبيبيمين اللي مزعلك
أشار بأصبع السبابة باتجاه والدته لينطق بنبرة حزينة
مامي
شهق بافتعال ليحول بصره سريعا على تلك التي نظرت لصغيرها تلومه بعينيها ليسألها بنبرة جادة
مزعلة يوسف ليه يا مامي
خلاص يا چو قالتها بتنبيه للصغير فأعاد هو السؤال للصغير
قولي إنت مامي مزعلاك في إيه
أجابه بعبوس شديد
قولت لها إني عاوز أعوم في البيسين بس رفضت وقالت لي مش هينفع علشان ده مش بيتنا
على الفور حول بصره إليها يرمقها بنظرات حادة ممتزجة بالحزن واللومفتلك هي المرة الثانية على التوالي التي تخبر بها الصغير بأن هذا ليس بمنزلهما وأن إقامتهما به مؤقتهلينطق بصوت حاد لا يقبل المناقشة بعدما رمقها بقوة وكأنه يحذرها من تكرارها
مامي بتهزر معاك يا يوسفالبيت ده بقى بيتكم خلاص وهنعيش فيه كلنا مع بعض وبالنسبة للبيسين تنزله وقت ما تحبوأنا هخلي كابتن علي اللي بيعلم بيسان العوم يعلمك إنت كمان
واستطرد بنبرة حنون بعدما حول بصره على الصغير
تعالى نغير هدومنا علشان نعوم حالا
بجد يا عمو نطقها بسعادة ليتابع متسائلا ببراءة
يعني اقدر أنزل البيسين زي ما أنا عاوز
أكيد يا حبيبي قالها بتأكيد لينطق الصغير وهو يمرر كفه الرقيق على وجنته
ميرسي يا عمو وميرسي كمان على الثلاجة اللي طلعتها فوق ومليتها بالشيكولا اللي أنا بحبها أنا سألت مامي وقالت لي إن إنت اللي طلعتها في الاوضة مخصوص علشاني
بنبرة تشع حنانا أجاب على الصغير
يا حبيبي أي حاجة نفسك فيها تعالى وقول لي عليها وأنا هجيبها لك فورا وملكش دعوة بمامي مامي عندها شوية عقد وكلاكيع كده وأنا هعرف أخرجهم لها بطريقتي نطق كلمته الاخيرة بغمزة وقحة من عينيه لتبتسم وهي تتطلع عليه بسعادةكم كان عطوفا حنونا في معاملته للصغير خرجت عزة من الداخل حاملة فوق يديها حاملا موضوع عليه بعض الفواكه وكأسان من المشروب البارد قد جهزتهما لإيثار والصغير حين لمحتهما يتوجها للحديقةأقبلت عليهم وهي تقول بابتسامة بشوش
عملت لكم عصير ينعشكم
واستطردت وهي تنظر إلى ذاك المحب
يقطعني يا فؤاد باشا مكنتش أعرف إنك هنا عشان كده معملتش حسابك
ولا يهمك يا عزة قالها ببساطة ليتسرسل بنبرة جادة
حطي الصينية اللي في إيدك قدام حمام السباحة وتعالي خدي يوسف لبسيه مايوه علشان هينزل الماية معايا
نفذت ما أملاه عليها وصعدت بالصغير ليتطلع ذاك الحانق عليها لينطق بنبرة حادة
ممكن بقى تقولي لي هتبطلي الكلام الخايب اللي عمالة تقوليه للولد ده إمتى
بنبرة هادئة أجابت على تساؤله
أنا بقول له الحقيقة علشان ما يتأملش إن قعادنا هنا هيطول ونفسيته تتأقلم على كده
هو حد قال لك إني متجوزك تخليص حق وهرجعك لما تسددي ديونك! قالها متعجبا ليقول بمشاكسة كي يخفف عنها وطأة خجلها
فوقي لنفسك يا مدام إنت ډخلتي عرين فؤاد علام ومش هتخرجي منه للأبد
ابتسمت بحبور شديد لينطق بعينين تسكنهما السعادة لأجلها
ضحكتك بتنور الدنيا كلها يا إيثار
إقترب عليها حتى كاد أن يلتصق بها لينطق بجرأة تحت قلبها السريعة وهو يشير لغرفة زجاجية جانبية ملحقة بالحديقة خاصة بتغيير الثياب
ما تيجي معايا وأنا بغير المايوه جوه
وكأن عقرب لدغها لينتفض جسدها بالكامل وعلى الفور تراجعت للخلف تحت ضحكاته العالية التي انطلقت بصوت رنان أعلن عن سعادته لينطق بمشاكسة
بقى بذمتك فيه واحدة تسيب جوزها لوحده كده طول الوقت وهي عارفة إنه هيتجنن عليها طب على فكرة بقى ده بيبقى سبب رئيسي بإن الراجل يبص برة وبعدين ترجعوا تصيحوا وتشتكوا
إبقى بص لو قدرت نطقتها وهي تنظر له بتحدي كنوع من المداعبة ليرفع حاجبه باستعجاب وهو يقول
دي الهانم واثقة بقى
اقترب عليها بطريقة مٹيرة ليتابع بعينين متشوقة منجذبة لكل إنش بوجهها
واثقة في حبيبها ومتأكدة بإن عيونه مبتشوفش من ستات
الدنيا كلها غيرها
تعمقت بعينيه لتفاجأه بحديثها
الساخر
ويا ترى بقى قولت الكلام ده لكام مغفلة قبلي
وحياتك عندي إنت المغفلة الأولى والأخيرة في حياتي نطقها ببرود ليستشيط داخلها لتهتف من بين أسنانها وهي تصك عليهم پغضب
مغفلة! شكرا شكرا قوي يا سيادة المستشار
رفع رأسه وأرجعها للخلف وهو يقهقه عاليا مطلقا ضحكات رجولية أثارت حواسها ثم فصل ضحكاته لينطق بنبرة حنون صادقة
مش لوحدك اللي مغفلة في الحب يا روحي أنا كمان مغفل وغرقان في عشقكمغفل وغافل عن كل حاجة قدام غرامك
تعمق بمقلتيها لينطق بحال قلبه قبل لسانه
قصاد عيونك بغفل عن أي شئ وكل شئ ممكن يفصلني عن الحالة اللي بعيشها معاكوبحلم باليوم اللي هقدر فيه بكامل رضاك علشان أقدر أعيشك وأدوقك غرامي ليك اللي عدى كل حدود اللامعقول
أمسك كفها الرقيق بخاصته وقام بوضعه فوق صدره وبالتحديد فوق موضع قلبه ليقول بنظرات تهيم عشقا
هنا فيه حب كبير قوي ليك شوق وعشق وحنان وخوف وړعب عليك من أي حاجة وأي حد ممكن يفكر إنه يأذيك
رفع كتفيه باستسلام لينطق متعجبا
إزاي وإمتى إتكونوا وكبروا كده جوايا أنا معرفش كل اللي أعرفه إني عاوز أقضي باقي حياتي كلها جنبكسواء بقى رضيتي عني ودخلتيني جنتك أو سبتيني
واقف على بابك مستني أنول الرضى اللي باقي لي من عمري
أدخلها سيل كلماته الرومانسية وعينيه الناطقة بالهيام بحالة عالية من الغرام والتيهةاما هو فضيق بين عينيه ليبتسم بخفة وهو ينطق متعجبا
تعرفي إني مستغرب نفسي قوي لو حد قال لي من كام شهر إني هقف قدام واحدة ست أيا كانت هي مين أو درجة جمالها إيه وأقول لها الكلام ده كله لا وكمان أقول لها إني مستني إشارة منها علشان تسمح لي أدخل جنتها كنت قولت عليه مچنون أو بيخرف تخاريف المۏت
تنهد براحة وهو يتأمل ملامحها ويطيل النظر بعينيها مسترسلا بصوت هائم بغرامها
بس معاك الوضع كله بقى مختلفوكأن فؤاد علام إتولد من جديد وبقى حد تاني وشخصية غير اللي عاش بيها عمره كلهبقى أقصى حلم ليا هو وجودك في حياتي بالشكل الصحيح الشكل اللي هيدوبنا في بعض ويحولنا مع الوقت لشخص واحد
تحمحمت لتنطق أخيرا بعد صمت تام وهي تستمع إليه باستنفار لجميع حواسها التي التهبت بنيران غرامه المشتعل
هو انا ممكن أتكلم معاك بصراحة ومن غير ماتزعل مني
بنبرة صادقة وعيناي تشع من الحنان ما يثبت صحة كلماته نطق ليطمأنها وكأنها صغيرته المدللة
أنا عمري ما أزعل منك يا باباولو زعلت يبيقى علشانك مش منك
شعورا هائلا وهائما شمل كيانها وعلى الفور شعرت بفراشات العشق تداعب أسفل معدتها لتسري الرعشة بكامل جسدهاتحمحمت لتكمل ما بدأت بنبرة تحمل الكثير من التوجس
أنا كتير بصدق إحساسي ناحيتك وبحس إن الكلام بيخرج من قلبك ويترجمه لسانك
واستطردت بتيهة ظهرت بينة بعينيها
بس على طول عقلي بينبهني ويفكرني بعرضك المهين ليا وكأنه بيفوقني
فهم مقصدها بذكائه ليتنهد بأسىعله يستطيع محو ذاك اليوم وما حدث به من ذاكرتها كي يمحو عنها حزنها الساكن بداخلها والذي لمحه بعينيها عندما تحدثت عن تلك الذكرى المؤلمةلتتابع بقلب يتألم
بتكسف قوي من نفسي وبأنبها وألومها على أي لحظة لاستسلام مشاعري ليك وخنوع قلبي المخزي
رد على حديثها بنبرة تمتلؤ صدقا
غلطة وندمت عليها وإعتذرت لك
ابتلع لعابه وشاح ببصره عنها لشدة خجله وعدم قدرته لمواجهتها ليتابع بذات مغزى
كان عرض مهين لنفسي قبل منكوليه أصل وأكيد هقعد معاك في يوم من الأيام وأحكي لك أنا ليه قولته
ضيقت بين عينيها لتتطلع بعينيه تستشف معنى كلماته التي كررها من قبل ليسترسل بعدما فهم مقصد نظراتها
مش إنت لوحدك اللي عندك ماضي مؤلم يا إيثارأنا كمان قصتي مع طليقتي فيها تفاصيل كتير لازم أحكي لك عليها من حقك تعرفي كل حاجة عن الراجل اللي هتكملي معاه باقية حياتك
قطبت جبينها ونطقت بمداعبة حاولت بها إنتشاله من تلك الحالة التي تراه عليها للمرة الاولى منذ أن تعرفت عليهإنكسار بعينيه وهزيمة بنبرة صوته لتقول بمشاكسة وهي ترفع حاجبها الأيسر باستنكار مفتعل
هو الباشا قرر خلاص منه لنفسه كده إني هكمل باقي حياتي معاه!
بغمزة من عينيه داعبها قائلا بثقة عالية قد تصل لحد الغرور
وبمزاجك على فكرة وبكرة هفكرك
ابتسمت لتنظر إليه بحنان ليتابع بنبرة تفيض من العشق ما يملؤ مقدار بحرا
إنت مش بس حبيبتي يا إيثارإنت دنيتي الحلوة اللي رجعت اعيشها من تاني بعد ما كنت فاكر إن حياتي إنتهت وإن اللي بعيشه مجرد أيام وبتعدي
تنهيدة حارة خرجت من صدرها ليكمل بابتسامة حنون
مع إني دايب في حبك ومش قادر اتحمل فكرة إنك بقيتي مراتي ولسه بعيدة عن بس هتحمل
وغمز بعينيه قائلا بمداعبة
علشان لحظة اللقا تبقى مكتملة الأركان
سحبت عنه بصرها بخجل لتأخذ نفسا عميقا أظهر قمة إندماجها وعشقها لكلماته لكنه اكتفى بإبتسامة واسعة مع إخراجة لتنهيدة حارةنطق بمراوغة بعدما وجد عزة والصغير يخرجان من بوابة القصر الداخلية
لسه مصرة إنك متجيش معايا وأنا بغير هدومي!
هزت رأسها باستسلام من ذاك المشاكس وكلماته الجريئة المليئة لينسحب هو بعدما همس بجانب أذنها بما زلزل كيانها وأثار جميع حواسها واستنفرها
قريب قوي هندخلها مع بعض وعلى فكرة فيها چاكوزي متأكد إنه هيعجبك جدا
نطق بكلماته ليتركها دون النظر لوجهها الذي أصبح ملتهبا من شدة خجلها لتنظر في أثره بذهول حتى استفاقت على صوت عزة المشاكس
أنا شايفة إني هبل الشربات وهوزعه وهملى البيت زغاريد قريب قوي
عزةأنا مش ناقصاكي نطقتها باستياء مفتعل تختبئ خلفه لترد الاخرى بضيق
حقك ما هي عزة الحيطة المايلة بتاعتكالهيئ والميئ لسيادة المستشار وقلبت الوش للمسكينة عزة
كانت هناك عينين تراقبان وقوفهما من شرفتها الملحقة بجناحها بالاعلى بملامح وجه عابسة ترجع لعدم تقبلها لعلاقة شقيقها بتلك الدخيلة والتي تراها لا تناسبه من كل الجهات زفرت بضيق لينضم لها زوجها الذي جاورها الوقوف ليسألها مستفسرا بعدما وجد العبوس يحتل ملامحها
مالك يا حبيبتيبتنفخي ليه!
أشارت له على فؤاد وهو يداعب الصغير ويحمله داخل المياه بشكل مرح أظهر كم انسجامهما
تعالى إتفرج على المسخرة اللي بتحصل
وقف يتطلع ليجد فؤاد يعوم على ظهره داخل مياه حمام السباحة حاملا الصغير فوق بطنه ويطلقان الضحكات بسعادةمن يراهما للوهلة الاولى يعتقدهما رجلا وصغيره المدللحرك بصره خارج المغطس ليجد إيثار تجلس وهي تراقبهما بملامح وجه سعيدة مطمأنة وكأنها إمرأة آخرى غير المرأة المړتعبة ونظراتها الزائغة التي رأها باليوم الأولرفع سبابته يحك بها أنفه قبل أن تتابع الاخرى بنبرة ساخطة
دي مطلعتش هي لوحدها اللي واكلة عقل أخويا دي كمان زاقة عليه الولد الصغير
ضحكة ساخرة خرجت من ماجد لتسأله بحدة بعدما إلتفت تطالعه پغضب
بتضحك على إيه يا دكتور!
توقف عن ضحكاته الخفيفة لينطق بنبرة جادة
على كلامك الغير منطقي بالمرة يا فريال
واستطرد معترضا
معقول تفكيرك يوصل بإن أم تخلي طفل صغير يمثل على أخوك الحب علشان يكسب وده!
أجابته
بتأكيد جاد
وليه لا يا دكتورإنت مش شايف إن منصب فؤاد وفلوسه يستاهلوا!
واسترسلت وهي تذكره بما حدث في الماضي
ولا نسيت اللي عملته نجلا
واسترسلت بمقارنة ظالمة
وأهي دي كانت حالة عيلتها المادية كويسة جداعاوزني أفكر إزاي في واحدة شغالة سكرتيرة ومطلقة وكمان
معاها طفل
جحظت عينيه ليسألها مصډوما
مالها المطلقة يا فريال!
زفرت بضيق ونظرت تتابع شقيقها ليستطرد ماجد بعدم استيعاب
شوفي إحنا متجوزين بقى لنا كام سنة بس أول مرة أعرف إن تفكيرك طبقي وعنصري
ابتسامة ساخرة خرجت لتسأله باستنكار
خلاص خلتني طبقية وعنصرية علشان خاېفة للي حصل مع أخويا زمان يرجع يتتكرر تاني!
لتسترسل بنبرة حادة
حتى لو هبان عنصرية أنا راضية المهم أخويا ما يتأذيش
نفسا عميقا أخذه كي يستعد للحديث مع تلك التي تتحول من إمرأة رقيقة إلى غول عندما يتعلق الأمر بشقيقها الوحيدنطق بنبرة هادئة
بصي يا حبيبتيأنا معاشر فؤاد بقى لي أكتر من تمن سنينأول مرة أشوف عيونه بتضحك وهي بتبص لحداخوك بيحبها وواضح جدا من اللي أنا شايفة إن هو اللي بيسعى علشان ينول رضاها وده شئ واضح للأعمى
نطقت سريعا بتفسير
ماهو ده الدهاء والخبث اللي بتكلم عنه يا ماجد
لتستطرد وهي تهز رأسها بضيق ظهر عليها
صدقني البنت دي مش سهلة
لتستطرد وهي تتمركز بعينيه باستنكار
يا ابني دي سكرتيرةإنت ما بتشوفش اللي بيعملوه مع المديرين بتوعهم علشان يوقعوهم ويتجوزوهم
جحظت عينيه بافتعال ليسألها ساخرا
لا والله وده شوفتيه في أنهي مسلسلوياترى عربي ولا تركي
اجابته باستياء بعد سخريته منها
إفضل إنت إتريق على كلامي لحد ما هييجي اليوم اللي تقف فيه قدامي وتنحني لذكائي لما البنت لعبتها تنكشف وتنفضح قدامكم كلكم
صاح فؤاد مناديا على حبيبته بإبتسامة واسعة وهو يعوم بجاذبية أهلكت قلبها
مش ناوية تغيري رأيك وتيجي تعومي معايا
احتدت ملامحها لتسأله باستغراب حاد وهي تشير إلى حمام السباحة بتعجب
إنت عاوزني ألبس مايوه وأعوم قدام الحرس بتوع قصرك يا سيادة المستشار!
ومين جاب سيرة العوم في حمام السباحة ضيقت عينيها ليباغتها بوقاحته التي بلغت الحد وهو يشير بعينيه لتلك الغرفة الجانبية بحوائطها الزجاجية التي لا تكشف عما بداخلها بينما يستطيع من بالداخل استكشاف من بالخارج بكل سهولة
أنا قصدي على الچاكوزي
قليل الأدب نطقتها بهمس كي لا يستمع إليها الصغير ليطلق هو ضحكاته المجلجلة التي ملئت أرجاء المكان لتعلن عن سعادته المطلقة بوجود حوريته التي اقټحمت حياته بكل قوة لتنتزع الحزن من قلبه وتزرع بدلا منه السعادة والهناء وراحة البالابتلعت لعابها من هيأته المهلكة لتحول ببصرها للجهة الأخرى كي لا تزيدها على قلبها المنهكحاولت إلهاء حالها بتذوق كأس المشروب البارد لتعي على صوت عصمت التي هتفت بنبرة مرحة وهي تنظر لسعادة نجلها
مساء النشاط يا سيادة المستشار من إمتى منزلتش حمام السباحة
لتسترسل وهي تنظر إلى إيثار بذات مغزى
والله برافوا عليك يا يوسف عملت اللي محدش قدر عليه قبلك
مش كده بردوا يا دكتوره نطقها بتأكيد ليتابع بمراوغة
يوسف ده عظيم ويستحق الشكر والتقدير
خجلت من تلميحات حبيبها ووالدته التي لفت لتجلس بمقابلتها وهي تقول بملامح وجه بشوشة
عجبتك الجنينة يا إيثار
تنفست بعمق أظهر كم إعجابها لتنطق وهي تتطلع إلى ما حولها من الزهور والأشجار
حلوة قوي يا دكتورةفيها أنواع ورود أول مرة أشوفها
اومأت لها لتجيبها بجدية
علام باشا بيحب الزرع ويقدره جدا علشان كده بيهتم بالجنينة وبيشرف عليها بنفسهأول ما يسمع عن نوع جديد من الزهور أو النباتات يبعت يجيبه ويشارك الجنايني في زرعها
اندمجت معها بالحديث لأكثر حد فقد كانت شخصية عصمت اكثر من رائعةتوقعت رفضها لتواجدها بينهم ونفورها من وجود يوسف لكنها فؤجأت بالنقيض فقد كانت ودودة هادئة محبة تمتلك قلبا رقيقا ولسانا لين لا ينطق سوى بكل طيباما اجملها إمرأة
إنضمت صغيرة فريال إلى خالها ويوسف لتندمج معهما بالسباحة والإنطلاق بعد مدة خرج فؤاد ليترك الصغار تحت مراقبة إحدى العاملات المختصة بشأن الإهتمام بالصغيرةلف خصره بمنشفة كبيرة وأخذ يجفف
شعر رأسه بإحدى المناشف الصغيرة تحت خجل حبيبته وهو يقف أمامها بمظهره المفعم بالرجولة لتسحب بصرها بعيدا عنه وتثبته بالاسفل تحت إبتسامة عصمت التي لاحظت خجلها الشديد من فؤاد برغم أنه أصبح زوجها رسمياانتبهت على صوته وهو ينطق باسمها بجدية
إيثارإطلعي غيري هدومك علشان هنخرج مع بعض
رفعت وجهها تتطلع عليه من جديد لتسأله مستفسرة
هنخرج فين!
أجابها بصوت رخيم وهو يهز شعره لتتناثر منه قطرات المياة
مشوار مهم
طب ويوسف نطقتها وهي تنظر لصغيرها بتوجس ليخبرها بطمأنة
يوسف معاه عزة وبعدين متقلقيش إحنا مش هنتأخركلها ساعتين وهنرجع على طول
نظرت له بتيهة لتنتبه على صوت عصمت حيث نطقت بهدوء
أخرجي يا حبيبتي مع فؤاد ومتشليش هم يوسفأنا هخلي بالي منه مع عزة لحد ما ترجعي
ابتسمت تشكرها بامتنان وصعدت للأعلى بصحبة عزة لتترك الصغير بصحبة عصمت وعلام الذي انضم إليهموقفت تتطلع عليها بتأمل بعدما ارتدت ثوبا باللون الأسود وحجابا يماثلهنطقت بحذر خشية من حزنها
مش كنتي لبستي أي حاجة غير الفستان دهالراجل أول مرة يخرج معاك تقومي تلبسي له إسود
ضيقت بين عينيها تتأمل ملامحها لتقول بتعجب
شكلك إتجننتي خلاص يا عزةإنت نسيتي إن بابا لسة مافاتش على ۏفاته إسبوع!
هتفت بمقاطعة
هو أنا بقول لك تلبسي
له أحمرعندك لبس حلو أنا جايبه معايافيه طقم زيتي حلو قوي وواحد تاني لونه بني
ريحي نفسك أنا مش هلبس غير الإسود نطقت جملتها بصرامة لتنطق الأخرى باعتراض كعادتها
على فكرة بقىإنت كده بتخالفي أوامر ربنا لان الدين سامح للبنت بتلات أيام بس حداد على أبوها
زفرت بضيق لتهتف باستنكار وحدة
إطلعي من دماغي يا عزة وانزلي شوفي يوسف وإوعي يغيب عن عينك دقيقة واحدة
اومأت لها وقبل أن تنسحب استمعتا لطرقات خفيفة فوق البابفتحت ليظهر ذاك الانيق وهو يرتدي بنطالا من الچينز يعتليه قميصا منمقا من القماش القطني باللون البينك الخفيف واضعا بلوفر من الصوف فوق ظهره لتتهدل ذراعي البلوڤر فوق كتفيه مما زاد من سحر جاذبيته وأظهره بشكل عصرينطق وهو يتأملها بعيني مسحورة
جاهزة
إمم قالتها بخجل وهي تتوارى من نظراته المتفحصة لها لينطق بنبرة حنون
طب يلا
عدل من وضعية ذراعه في دعوة منه لتتأبط الاخرى ذراعه وتحرك بها إلى الاسفل ليستقلا السيارة ويتحركا بها إلى الخارج تحت نظرات الجميع حيث انضمت فريال إلى والداهانظرت فريال حولها لتتفقد إبنتها وجدتها تهرول بسعادة بصحبة ذاك الصغير وهما يمرحان ويلهوانتنهدت وباتت تتعمق بالنظر للصغير وللغريب أنها شعرت براحة والتعاطف معه رغم عدم تقبلها لوالدتهأشفقت على حاله وحالته النفسية التي حتما تأثرت حال إنفصال والداه
تنهدت لتقول مقترحة بنبرة حماسية
إيه رأيك يا بابا لو نعمل حفلة كبيرة ونعزم فيها كل قرايبنا ومعارفنا بمناسبة ترقية فؤاد
أجابها بهدوء ورزانة
أنا فكرت في كده فعلا يا فريال بس تراجعت عن الفكرة لما افتكرت إن أبو إيثار لسه مټوفي من أيام
تعمقت بالنظر لوالدها لتنطق متعجبة
وإحنا مالناثم قرايبنا ومعارفنا ميعرفوش إن فؤاد إتجوز أصلا
تحدثت عصمت لتجيب على تساؤلات ابنتها المتعجبة
مالنا إزاي يا بنتي هي إيثار دي مش مرات فؤاد ولازم يحترم مشاعرها وحزنها على أبوها!
تنهدت بضيق قبل أن تقول بإيضاح
يا ماما يا حبيبتي كلنا عارفين طبيعة الظروف اللي أجبرت فؤاد على جوازه منها بلاش تتعاملوا مع الوضع وكأنه بقى فرض وإن الجواز بقى أمر طبيعي
تنهدت عصمت وتحدثت لتضع النقاط فوق الحروف
أخوك متجوزها عن إقتناع مش مجرد جواز صوري علشان يحل لها مشكلتهاوده واضح جدا من معاملته ليها ومن التغيير اللي كلنا ملاحظينه عليه
ابتسمت ساخرة لتنطق
هو فيه راجل متجوز ست عن اقتناع وكل واحد
منهم قاعد في أوضة
تطلع علام إلى ابنته التي لا تتقبل إنضمام إيثار للعائلة وترفض وجودها بقوة ليقول بنبرة حاسمة لا تقبل النقاش كي يضع لتلك المناقشة العقيمة حدا
الموضوع ده خاص بأخوك ومحدش ليه الحق يقرر إذا كان جوازه منها شكلي ولا هيكمل معاها غيره هوومحدش فينا ليه الحق في الكلام فيه
تذمرت بجلستها وبدا على وجهها العبوس لكنها اجبرت على الإلتزام بالصمت منعا لإيثارة حنق والدها
عودة إلى تلك الجميلة التي استقلت المقعد المجاور لذاك الجذابلوهلة لم تستوعب ما حدث وجعلها بين ليلة وضحاها زوجة لذاك الوسيم حلم كثيرا من الفتيات الفاتنات وربما هناك من هي الاجدر منها بإستحقاقه لكنها بالاخير من حظيت بلقب زوجة فؤاد علامضغط على الزر المسؤل عن تشغيل الموسيقى لينطلق صوت السيدة أم كلثوم وهي تنشد بكلمات يبدوا أنها أختيرت بعناية وعن قصد
رجعوني عنيك لأيامي اللي راحوا علموني أندم على الماضي وجراحه
اللي شفته قبل ما تشوفك عنياعمر ضايع يحسبوه إزاي علي
انت عمري اللي ابتدي بنورك صباحه
قد ايه من عمري قبلك راح وعدى يا حبيبي قد ايه من عمري راح
ولا شاف القلب قبلك فرحة واحدة ولا ذاق في الدنيا غير طعم الجراح
الټفت بجسدها تنظر إليه ببلاهة وذهول فقد استمعت لتلك الغنوة باليوم الاول الذي شاكسها به وهو يخبرها بأن اللون النبيذي يليق بها ويجب عليها الإكثار من إرتدائهتعجبت لتلك الصدفة الغريبةابتلعت لعابها حين وجدته يتطلع إليها بعينين هائمتين ويحرك شفتاه مع كلمات الغنوة وهي تقول
ابتديت دلوقت بس أحب عمري ابتديت دلوقت أخافأخاف لا العمر يجري
كل فرحه اشتاقها من قبلك خيالي التقاها في نور عنيك قلبي وفكري
يا حياة قلبي يا أغلى من حياتي ليه ما قابلتش هواك يا حبيبي بدري
اللي شفته قبل ما تشوفك عنيه عمر ضايع يحسبوه إزاي علي
أشاحت بعينيها بعيدا ليباغتها بكف يده الذي تلمس ذقنها برقة ليحثها على النظر لعينيه وهو يقول
هتفضلي تهربي كده كتير
ليستطرد متعمقا بعينيها بطريقة أشعلت حواسهما وألهبتها
عيونك ڤاضحة أسرار قلبك وكشفاهايعني ملوش داعي كل اللي بتعمليه ده
تنفست بعمق قبل أن تنطق بنبرة صادقة
ده مش هروب يا فؤادده خوف وعدم شعور بالأمان ملازمني من يوم ۏفاة بابا
ترقرقت الدموع بعينيها لتتابع پألم قلبها
عاوزني أكمل حياتي إزاي بطريقة طبيعية بعد اللي إخواتي وأمي عملوه فيا!
انتفض قلبه حزنا عليها ليأن حين لمح شبح لدموعها ليصف سيارته سريعا على جانب الرصيف وعلى الفور فك وثاق حزام الامان ليقترب عليها فأكملت هي بما شطر قلبه لنصفين
إخواتي كانوا هيرجعوني عبدة تحت رجلين نصر ومراته لولا ظهورك في الوقت المناسب يا فؤاد
واستطردت بدموعها التي انهمرت بغزارة وهي تنطق بأنين
إنت فاهم يعني إيه أرجع أعيش مع راجل مخلاش حاجة تحسسني بالذل والألم إلا وعملها فيا!
ششش قالها وهو يجذبها ليسكنها داخل بقوة ليشعرها بوجودهوللعجيب أنها تمسكت بتلابيب قميصه وتركت العنان لدموعها لتنسابوضع كفه فوق ظهرها وبات يحركه صعودا وهبوطا بطريقة ناعمة استشعرتها تلك الباكية وبالفعل هدأت من روعها قليلامال على رأسها وضمھا بشمول وهو يهمس بحنو
عيطي يا حبيبي عيطي وخرجي كل اللي واجعك
ظلت تبكي بحړقة لوقت تعدى العشرة دقائق وهو يهدهدها كصغيرته ويهمس لها بكلمات مطمأنة كي يشمل روحها بالحنانفاقت على كلماته
الهامسة بجانب أذنها
إهدي يا قلبي وإوعي تخافيأنا معاك
تحمحمت وابتعدت عن ليسألها باهتمام
بقيتي أحسن
اكتفت بهزة من رأسها ليتنهد بأسى لحالتها ثم تحرك عائدا إلى مقعده ليتابع القيادة من جديد بعد قليل توقف بها أمام متجرا كبيرا للمصوغات الماسية والذهبيةتنهد براحة ونظر لها ليقول بهدوء
يلا يا حبيبي
تعجبت لتسأله باستفسار
هنروح فين!
إنزلي وهتعرفي
ترجل من السيارة واستدار سريعا ليفتح لها البابمد يده لتضع كفها داخل خاصته ليحتضنها بشمول ويتحركا للداخل وهو يرفع قامته بكبرياء يرجع لسعادته بامتلاكهاولج لداخل المتجر ليهرول عليه مالك المكان متحدثا بترحيب عالي
أهلا وسهلا نورت المكان يا باشا
توترت من فخامة المكان والقطع النادرة الظاهرة من الڤاترينات الزجاجية ليتابع الرجل بإنحناء كتعبيرا عن تقديره لها
أهلا يا هانمشرفتينا
هزت رأسها بشرود ليجيبه فؤاد بصوت قوي
أهلا بيك يا خليلجهزت لي اللي قولت لك عليه
على الفور أجابه بطاعة
كل طلباتك إتنفذت زي ما جنابك أمرت بالظبط يا باشا
أشار الرجل بكفه صوب الصالون المذهب المتواجد لاستقبال الزائرين من صفوة المجتمع وقدم لهما مشروبااقتربت منه لتهمس متسائلة
إحنا جايين هنا ليه يا فؤاد
مال عليها ليهمس بحبور
علشان نجيب شبكتك يا عروسة
ابتلعت لعابها ليمسك كفها يساعدها على الجلوس وهو يعاملها كالأميرات المدللات جلست وجاورها الجلوس واضعا ساقا فوق الأخرى ليأتي الرجل ممسكا بعلبة فخمة ليضعها صوب أعينهم لتكشف عن قلادة ألماسية تبهر من يتطلع إليها وټخطف بصرهتلاه رجلين من العاملين بالمتجر ممسكين بعلبتين الأولى بها خاتما أقل ما يقال عنه بأنه تحفة فنية صنع بحرفية عالية أمسك بالخاتم وبات يتطلع عليه ثم قربه من عينيها ليسألها بتوقير
إيه رأيك يا حبيبي
حلو قوي نطقتها بنبرة متوترة ليباغتها بلمس كفها وإلباسها إياه ليدخل بأصبعها بسهولة وكأنه صنع بمقاس إصبعها خصيصا لتسأله باستغراب
منين عرفت مقاس صباعي
البركة في عزة قالها هامسا وهو يتذكر منذ يومان حيث طلب من عزة أن تجلب له خاتما دون إخبارها لاخذ المقاس وقد فعلتابتسمت إيثار ليرفع هو كفها واضعا قبلة إحترام فوق أصبعها التي ترتدي بداخله الخاتم تحت شعورها بقشعريرة لذيذة سرت بجسدها أمسك علبة القلادة ليسألها من جديد
عاجبك
كفاية الخاتم نطقتها باستحياء ليجيبها الجواهرجي بتفاخر
كفاية إيه بس يا هانمدي شبكة خطيبة فؤاد باشا علام
حرم فؤاد علام قالها مصححا للاخر وهو يتطلع عليها بفخر واعتزاز جعلها تنظر إليه بعيني مسحورةنطق الرجل بحماس
ألف مبروك يا باشا مبروك يا هانم
ميرسي نطقتها بخجل ليسألها من جديد مؤكدا عليها
مقولتيش رأيك يا حبيبي
حلو قوي يا فؤاد قالتها بخجل ليتحدث إلى الجواهرجي بنبرة جادة
جهزت لي الخلخال يا خليل
اتسعت عينيها بذهول لينفتح فاهها تلقائيا وهي تنظر ببلاهة لذاك الرجل الذي تحدث وهو يتلقى علبة أخرى من يد المساعد لديه
موجود يا باشا ونفس الصورة اللي جنابك بعتها لي على الواتس
خلخال يا فؤاد! همست بها ليؤكد بعدما همس بأذنها
خلخال يا سارقة عقل فؤاد
تحمحم الرجل ليسألها باحترام
إيه رأيك يا هانم
تطلعت إليه لتقول وهي تشير بكفها باتجاه حبيبها الذي أصيب بهوس غرامها وانتهى الامر
إسأل الباشا
كظم إبتسامة كادت أن تنفلت منه رغما عنه ليتحدث إلى ذاك المسمى بخليل
هايل يا خليلجهز لي الفاتورة
انحنى الرجل ليقول وهو ينسحب للخلف بتوقير
أوامرك يا جناب المستشار
تطلعت عليه لتنطق ومازالت أثار الصدمة تعتلي ملامحها
مطلعتش سهل يا سيادة المستشارخلخال!
متأكد إنه هيجنن عليك وخصوصا مع لانچرى نبيتي
إنت قليل الادب قالتها بحدة لتنطلق منه ضحكة رجولية أثارت حفيظتهاصمتت ثم سألته بفضول كاد أن ينهي عليها
فؤاد هو الخلخال ده ألماظ ولا مجرد إكسسوار
قطب جبينه قبل أن يجيب على سؤالها بمشاكسة
عيب عليكمرات فؤاد علام هتلبس إكسسوار بردوا
بس ده إفتراهلبس الماظ في رجلي! قالتها باعتراض لينطق وهو يتعمق بعينيها
ألماظ الدنيا كله فدا نظرة رضا واحدة من عنيك يا إيثار
انتفض قلبها لتبتسم له بحنان ليخبرها بنبرة حنون
فاكرة هدية عيد ميلادك
قطبت جبينها بعدم استيعاب ليسترسل مفسرا
الإسورة
تذكرت
على الفور لتهز رأسها ليبتسم هو
متابعا
موجودة في خزنتي في البيتأول ما نروح هلبسها لك بنفسي
ابتسمت تطالعه بامتنان قابله بنظرات عاشقة لكل إنش بوجهها بعد قليل خرجا من المتجر يرافقهما أحد العمال وهو يحمل حقائب المشترواتوضعها داخل السيارة ليتحرك فؤاد باتجاه إيثار ليفتح لها باب السيارة لتستقل مقعدها برقي استقل هو الاخر مقعده وبعد قليل توقف جانبا لتنظر إليه متسائلة باستغراب
وقفت ليه!
كان يتطلع أمامه أخذ نفسا عميقا ثم استدار بجسده ليقابلها تعمق بعينيها فقرأت بهما حديثا يخشى عليها من معرفتهابتلعت لعابها لتسأله بتوجس
فيه إيه يا فؤاد إتكلم
اقترب عليها وقام باحتواء كفيها بخاصتيه لينطق بعينين مترقبة
نصر البنهاوي رفع قضية لضم يوسف واسټشهد بقسيمة جوازنا
شهقة عالية خرجت من صدرها الذي نزل الخبر عليه وكأنه خنجرا مسمۏم ليشقه لنصفين صاحب الشهقة اتساع لعينيها ليقترب منها أكثر وهو يقول على عجالة
مټخافيش يا بابا أنا معاك وبالنسبة للي عمله ده خطوة روتينية وإحنا كنا متوقعينها
هزت رأسها باستسلام لتهبط دمعاتها مما جعله يرفع كفيها ليجففهم لها سريعا وهو ينطق بكلمات تخرج من قلبه لا لسانه
محدش هيقدر ياخد يوسف من أنا وعدتك
هزت رأسها رافضة حديثه لتهتف بهيستريا
نصر هياخده مني إنت متعرفهوش ده راجل
مفتري وإيده طايلة
وضع إبهامه فوق ليمنعها من الحديث لينطق هو في محاولة منه لتهدأتها
إهدي يا بابانصر مين اللي بتتكلمي عنه ييجي إيه هو في بحر علام زين الدين
هدأت قليلا ليتابع تهدأتها بكلماته الصادقة
أنا وعدتك إن مفيش مخلوق هيقدر ياخده من حتى لو هستعمل نفوذي ونفوذ أبويا
واستطرد بثبات وذو مغزى
بس إن شاء الله مش هحتاج لكده
تمسكت بكفيه بقوة لتنطق بنظرات توسلية
إوعدني إنك مش هتتخلي عني ومش هتخلي حد ياخد يوسف مني يا فؤاد
أوعدك يا قلبيأرجوك إهدي بقى قالها بنظرات حنون لتهز رأسها بطاعةإ قترب منها بقوة وتعجب باستغراب لتجاوبها معه فقد شددت من عناقة وكأنها تطمأن حالها بالقرب من قلبه التي تستمع لدقاته العاليةشدد من ضمته وكأن كلا منهما وجد ملاذه الأمن داخل أحض ان الأخر ابتعد قليلا ليتطلع عليها فوجدها تتمعن بعينيه بحالة من الهيامحكت العيون وقامت بڤضح كلاهما وما شعر بحاله إلا وهو يقترب وأخيرا ابتعدا كلا منهما مجبرين لحاجتهما القوية للهواءباتا يأخذا أنفاسهم اللاهثة بقوة وصدريهما يعلوان ويهبطاهدأت أنفاسهما قليلا لينظر من جديد لها فقد كان بحاجة للقرب أكثر وجاهد حاله كي لا يجعلها تنفر منه أو تحزن عندما يراودها شعورا بإستغلاله لحالة ضعفها تلك بعد ان تعي لحالها تحمحم ليتحدث بنبرة عاقلة لقلب يذوب غراما
أنا عارف إنك بتحبيني ومتأكد من إنك عوزاني زي ما أنا عاوزك بالظبط
واستطرد بنبرة تشع حنان كي يزرع داخلها شعور الطمأنينة
وعارف إنك مشوشة وإن اللي حصل لك بعد ۏفاة عمي غانم مأثر على تفكيرك وأنا عاذرك خدي الوقت اللي يكفيك وأنا هفضل مستنيكعمري ما همل من الإنتظار
ابتسمت بحنان ليسترسل متعمقا بعيني تنطق عشقا وتفيض حنانا
عاوزك تعرفي إني عمري ما حبيت قبلكوإن إنت الست الوحيدة اللي قدرت تسيطر على قلبي وتملك زمامه يا إيثار
بلهفة نطقت بعيني متشوقة للإجابة
بجد يا فؤاد
بجد يا عيون فؤاد فبرغم تجربة الزواج السابقة لكل منهما إلا أنه يتذوق كل شئ مع الحبيب وكأنه يحياه للمرة الأولىصدق من قال أن كل شيئا مع الحبيب مختلف
قاد السيارة من جديدعادت تلك الحالمة إلى المنزل لترتمي فوق الفراش وكأنها فراشة تهيم في سماء العشق وما كان حاله ببعيد عنهابعد قليل نزلا ليتناولا العشاء ثم انتقلا إلى الحديقة وقضيا ليلتهما يتبادلان اطراف الحديث فيما بينهما أمام حوض السباحة حتى تأخر الوقت كثيرا فاضرا للصعود كي يغفوا هو بضعة ساعات قبل ذهابه إلى العمل
فاقت من نومها في حدود الساعة العاشرة تناولت إفطارها وصعدت من جديد لترتدي ثيابها كي تستعد للذهاب إلى شقتها الخاصة لجلب بعض الثياب التي تحتاج إليهاولجت عزة لتسألها باستفسار
استأذنتي من سيادة المستشار
أجابتها بلامبالاة ترجع لعدم اعتمادها على أحد منذ البعيد
هستأذن منه في إيه يا عزةهو أنا مسافرة أنا رايحة بيتي اجيب شوية حاجات ناقصاني وراجعة على طول
يا بنتي ليزعل قالتها بارتياب لتجيبها الاخرى وهي تتحرك للأمام
متقلقيش فؤاد عقله كبير
ذهبت إلى شقتها جلبت بعض حاجتها الخاصة بها وبيوسف وايضا عزة وعادت سريعالم يعد فؤاد ظهر هذا اليوم لانشغاله بقضية غاية في الأهمية عاد ليلا ليوقفه رجل الحراسة ليقول له
فؤاد باشامدام إيثار خرجت النهاردة وأنا حاولت أخلى حد من الحراسة يروح معاها بس هي رفضت
تحولت عينيه لحادة ليسأله بنبرة هلعة
يعني إيه خرجت لوحدها!
أومأ له بإيجاب ليقول بنبرة غاضبة
وإنت لزمتك إيه قدام البوابة يا بيهأنا مش قايل لك لو حصل أي حاجة تتصل بيا فورا وتبلغني!
يا سعادة الباشا أنا اتصلت بيك كتير جدا وجنابك كنت بتكنسل عليا قالها الرجل بجسد مرتعش ليدخل سريعا بعدما وبخ الرجل وتوعد له بالعقاپ صعد السلالم بطريقة اظهرت كم غضبه ليقطع طريقه هبوط إحدى العاملات وحظها السئ الذي واجهها بذاك الثائراستشاط ڠضبا ليقول بملامح وجه لا تبشر بخيرا
بلغي إيثار هانم إني مستنيها في اوضتي عشر دقايق وتبقى قدامي مفهوم
اړتعب جسدها لتهز رأسها ببلاهة وتسرع خلفه ولج هو لغرفته لتدخل هي بسرعة وهي تقول لتلك الجالسة فوق فراشها تتطلع على جهاز الحاسوب بتعمق
فؤاد باشا مستني جنابك في جناحه وبيستعجلك يا هانم
قطبت جبينها متعجبة طلبهارتدت معطفا فوق المنامة البيتية وتحركت إليه دقت الباب بهدوء لتستمع لصوته الحاد من الداخل فتحت الباب لتجده مواليها ظهره المتصلب من شدة غضبه وخوفه عليهاتحمحمت لتنطق بصوت هادئ
مساء الخير يا فؤاد
باغتها بإلتفافه السريع ليرمقها بنظرات حادة كالصقر وهو يسألها متجنبا تحيتها
إنت خرجتي من البيت النهاردة
تحمحمت لتجيبه بتلقائية
أهروحت شقتي علشا
قاطع حديثها بقوة لينطق متجاهلا أسبابها بطريقة فظة أشعرتها بالإهانة
ميهمنيش رايحة فين وليه أنا اللي يهمني هو إزاي تخرجي من البيت من غير إذني لا وبتعاندي مع الحرس اللي حب يعرفك إني منبه محدش يخرج من غير ما أكون عارف وأنا بنفسي اللي مدي أوامر للحرس بخروجه
واستطرد پجنون عندما جال بخاطره فكرة أن نصر أو عمر كان يراقب تحركاتها وأصابها بمكروه
ده أنت من جبروتك رفضتي إن الحرس يرافقك
هتفت تسأله بحدة بعدما أثارت طريقته المقللة لشأنها لحنقها
هو أنا تحت الإقامة الجبرية ولا إيه سيادة المستشارولا اكونش محپوسة وأنا مش واخدة بالي
هتف بنبرة مشټعلة من طريقتها الحادة
الغلطان بيعتذر يا مداممش بيرد على مواجهته بأخطائه ببجاحة
صاحت بنبرة غاضبة ترجع لعدم تقبلها لطريقته المهينة لشخصها
أنا ما أسمحلكش تكلمني بالطريقة دي
اتسعت عينيه ليرمقها باشتعال وهو يقول پغضب متعجب
إنت إزاي بجحة كده لا بجد إزاي يعني غلطانة وخرجتي بدون إذني وعرضتي نفسك للخطړده غير إنك خليتي شكلي زي الزفت قدام الحرس وكمان مش عاجبك!
صاحت بحنق رافضة لفرض قيوده عليها
أنا حرة وإنت والحرس بتوعك تروحوا تفرضوا أوامركم على
أي حد غيري
هتف مزمجرا بعدما اتسعت عينيه بحدة من شراستها
إنت مش حرة يا هانمالبيت ده ليه قوانين وقواعدوطالما قعدتي فيه يبقى سيادتك مجبرة تلتزمي بقوانينهمش سويقة هي علشان تتصرفي من مزاجك
تراجعت للخلف وهي تبتلع ريقها بتوتر وقد کسى
الخجل والإحراج وجهها ليسترسل الأخر بطريقة أكثر عڼفا متغاضيا عن صډمتها من حديثه
ليك حدود في البيت دهوياريت تلتزمي بيها علشان متشوفيش الوش التاني لفؤاد علام واللي أكيد مش هيعجبك
كانت تستمع إليه ومقلتيها متسعتين للغاية تهز رأسها لاإراديا بعدم استيعاب لتلك الحالة التي ولأول مرة تراه عليها
أولته ظهرها لتسرع إلى الباب وتهرول للخارج بعدما اغلقته بقوة هزت أركان الحجرة بخطوات سريعة وصل إلي الباب وكاد أن يخرج خلفها ليلحق بها ويعتذر عما بدر منه بلحظة ڠضب ترجع لخوفه الشديد عليهالكنه تراجع باللحظة الأخيرة بعدما أمسك بمقبض الباب استعدادا لفتحه عاد خطوتين للخلف لتكفهر ملامحه وهو يهز رأسه باستسلام مطلقا زفرة حادة تنم عن مدى غضبه واشتعال روحه وضع كفه فوق شعر رأسه ليجذب خصلاته للخلف بطريقة عڼيفة اظهرت كم الڠضب الذي اعتراه
عودة لتلك التي ولجت لغرفتها المخصصة لها لتغلقها خلفها وترتمي على ذاك المقعد المجاور للتخت شرعت پبكاء مرير يقطع نياط القلب شهقت بقوة ولعنت حالها وغباءها الذي صور لها أنه بالفعل أصبح قريبا منها للحد الذي يسمح لها بالتحرك بحرية في المنزل خرجت منها شهقة قوية عبرت عن مدى القهر الساكن بداخلها لأول مرة بكامل حياتها توضع بمثل هكذا موقف شعرت بالمرارة على ما وصلت إليهلما فعلت هذاهي التي وضعت قوانينها بعدم السماح للاخرين بالقرب منها بعدما رسمت حدودها الخاصة بعدم الإقترابلما كسرت حاجزها التي شيدته طيلة تلك السنوات لتقترب منه لهذا الحد بل وتسمح له بالغوص بداخل أعماقها واستكشاف ما بهاباتت تسب وټلعن حالها على موافقته لعقد القران الذي من الواضح بأنه سيتخذه سلاحا للتحكم بها وفرض قيوده عليها ضلت على هذا الحال لفترة طويلة حتى شعرت بتملل صغيرها بنومه فتحركت سريعا إليه بعدما وجدته يرفع رأسه لاعلى باحثا عن مصدر أمانه الوحيد بتلك الغابة الموحشة وما أن اسرعت نحوه وسحبته لداخل حتى استكانت روحه وعلى الفور عاد إلى غفوته من جديد تنهدت بضيق ثم أغمضت عينيها لتطبق جفنيها بقوة وتسمح لدموعها الحارة أن تنهمر من جديد ازدردت لعابها ثم تنهدت بهدوء بعدما اهتدت لخطوتها التالية والتي لابد أن تقوم بها منذ الصباح لحفظ ما تبقى من كرامتهاأمسكت هاتفها الجوال وضغطت على رقم عزة وانتظرت حتى جاءها الرد من تلك التي كانت تنعم بغفوتها وانتفضت على أثر ذاك الإتصال لتجيب بصوت متحشرج من أثر النعاس
خير يا بنتيإيه اللي مصحيك لحد الوقت دي الساعة عدت من اتنين!
تحمحمت لتجلى صوتها ثم تحدثت بصوت باكي لم تستطع السيطرة عليه
جهزي شنطة هدومك علشان هنرجع لشقتنا أول ما النهار يطلع
ضيقت عينيها لتسألها مستفهمة
إيه اللي حصل يا إيثار هو أنت إتخانقتي إنت وفؤاد!
إسمعي الكلام يا عزة وبلاش أسئلة كتير الله يخليك أنا مش ناقصة نطقت كلماتها بنبرة بائسة فاستشفت الاخرى أنها قد وصلت لذروتها من الڠضب فقررت الاستجابة لحديثها كي لا تزيدها على إبنتها التي لم تحظى بإنجابها لتجيبها بطاعة
حاضر يا حبيبتي أول ما النهار يشق هطلع أساعدك في توضيب شنطك إنت ويوسف
أغلقت معها بدون إضافة كلمة أخرى لتتنهد وتندثر بجسدها للاسفل واضعة رأسها فوق الوسادة لتقع صريعة للنوم بعد عدة ساعات بعدما أنهكها البكاء
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل السادس والعشرون
_أنا لها شمس بقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
متمردةعنيدة شرسة ومستفزة أنانية ولا تهتم سوى بحاله اشعارها المرفوع دائما فليذهب الجميع إلى الچحيم ما دمت أنا بخيرألقاب حصلت عليها ويعلم الله أني بريئة من جميعهاولو أنهم تأنوا وغاصوا بأعماقي لوجدوا فتاة صغيرة تحضن حالها وتحتويها بساعديها الضعيفيننظراتها المړتعبة تجول هنا وهناك بهلع مترقبة للأخطار المحيطة بها دومابجوارها سيفا حادا صنعته من صبرها وسنته بسعيها لحماية قلبها الموضوع بين الضلوعمن تسول له نفسه بمجرد الإقتراب منه تبادر بهجومها الضاري بمنتهى الشراسة لتظهر روح المحاربة الكامنة بداخلهاهي لا تحمي حالها ولا تهتم من الأساسجل ما يعنيها هو قلبها البرئ وفقطذاك المتمثل بصغيرهايوسف هذا هو قلبها الساكن بالضلوع والمحاط بسياج حديدي صنعته بكامل قوتها لحمايته.
إيثار غانم الجوهري
بقلميروز أمين
أتى الصباح واشرقت الشمس لتعلن عن ميلاد يوما جديدا بأمل جديد للجميع إلا من تلك الحزينة ذات الحظ السئ حيث فاقت باكرا بعينين ذابلة وجفون منتفخة بفضل بكائها الحاد ليلة أمس فهي من الأساس لم تغفو سوى ساعتين فقطأمسكت هاتفها وتحدثت إلى عزة وطلبت منها الصعود وبغضون دقائق معدودة كانت تقف أمامها لتسألها بفضول وإصرار بعدما
رأت ملامح وجهها المنطفأةزمجرت الاخرى وأبت لكنها أضطرت لإخبارها تحت إصرار الأخرى القويلتهتف عاتبة بحدة بعدما استمعت لكامل ما حدث
غلطانة يا إيثاروأنا قولت لك قبل ما تتحركي إنك لازم تستأذنيه قبل ما رجلك تخطي برة القصرده جوزك يا بنتي وده حقه عليك وإنت بنت أصول
رمقتها بنظرات شديدة اللوم قبل أن تسترسل بكلمات لازعة لكنها الحقيقة المؤلمة
ومتزعليش مني اللي عملتيه معاه مفهوش ريحة الأصول
تنهيدة حارة خرجت من صدرها لتنطق بنبرة بائسة
عدى وقت الكلام ده يا عزة وأنا حقيقي تعبانة ومش هقدر أتحمل أي كلمة فيها لوم أو عتاب من أي حد
واسترسلت بنبرة خاڤتة وجسد هزيل وهي تتجه صوب الخزانة لتشير لها نحو الحقيبة
طلعي الشنطة يلا ولمي معايا الهدوم بسرعة خلينا نمشيوأنا هقوم يوسف وألبسه علشان نوصله للمدرسة في طريقنا
مش هتقولي له!...نطقتها عزة باستفهام لتنطق الأخرى نافية بحدة وشراسة ترجع لشعورها المرير بالإهانة الملازم لها منذ الأمس
طبعا لا
ابتلعت غصة مريرة لتسترسل وهي ټدفن نظراتها بطيات الثياب التي تجمعها كي لا تلمح الأخرى عينيها التي اغرورقت بدموع الألم والشعور بالتدني
استعجلي خلينا نخرج من هي هلعه الذي أصابه عندما قص عليه الحارس ما حدث والذي لولا ستر الله عليهما لتعرضت لما لا يعلمه سوى الله وحدهزفر بعمق ليخرج من صدره ناره المشټعلة منذ الأمس ثم تحرك صوب الباب بعدما التقط حقيبة عمله توقف أمام باب غرفتها بعدما عقد النية على ألا يذهب إلى عمله قبل أن يقوم بتقديم الاعتذار لها كي لا يدعها للحزن يسيطر عليها ويدمي قلبها دق بابها فأتاه صوت عزة الاذن بالدخول فتح الباب لتجحظ عينيه وهو يراها تقف أمام صغيرها الواقف فوق الفراش تساعده بإلباسه كامل ثيابهليحول بصره سريعا نحو عزةحيث كانت تفرغ ما بداخل خزانة الثياب وتضعها بتلك الحقيبة الكبيرة الموضوعة فوق الفراش إبتلع لعابه وارتجف جسده حين استشف ما يحدث ليتساءل بصوت خرج حادا رغما عنه
إنت بتعملي إيه يا إيثار!
زي ما أنت شايفبنلم هدومنا وماشيين...نطقت كلماتها باقتضاب وهي تتابع مساعدة صغيرها على استكمال ارتدائه لملابسه دون عناء النظر إلي وجهه ليسألها من جديد بصوت جاد
يعني إيه ماشيين دي!
انتهت من إلباس الصغير الذي نظر إلى فؤاد وغمره بابتسامة جعلت من قلبه يسعد رغم ما يشعر به من ارتياب لتحول بصرها عليه وتجاوبه بعدما ثبتت عينيه بخاصته بقوة وكبرياء يرجع لإحتفاظها بكرامتها
راجعين شقتناأظن كفاية لحد كدة إحنا تقلنا عليكم زيادة عن اللزوم وكان لازم نمشي قبل كدة بكتير
زفر بقوة ثم حول بصره لتلك التي تباشر وضع الملابس داخل الحقيبة بملامح وجه حزينة ليتحدث إليها بتودد
خدي يوسف وانزلي بيه تحت يا عزة علشان عاوز أتكلم مع المدام لوحدنا
كادت أن تتحرك لولا صوت إيثار التي هتفت بحدة وهي ترمقها بشراسة
خليكي مكانك وكملي اللي بتعمليه يا عزة
ثم حولت بصرها إليه لتستطرد بنبرة جافة
مفيش كلام ممكن يتقال تاني بعد اللي اتقال إمبارح يا سيادة المستشار
زفر بهدوء محاولا كظم غيظه من تلك العنيدة التي ستصيبه بجلطة لا محالفقد فعلت معه ما لم يتجرأ بشړا على الإطلاق فعله ومع ذلك يتمنى نول الرضا منها ولتتدلل كيفما تشاء فدلالها كالعسل المصفى بالنسبة له وهواها أشبه بالترياق للعليلأشعلت غضبه بحديثها الحاد ليهتف بحدة وهو ينظر لتلك التي تابعت ما تفعل وكأن حديثه والعدم سواء
هو أنا مش قولت لك تاخدي الولد وتنزلي!
ليسترسل بعينين تطلق سهاما ڼارية تنذر بنشوب حرب شرسة
الكلام مبيتسمعش ليه
اړتعب داخل عزة من نظراته الڼارية لتسرع إلى إيثار تبسط زراعيها لحمل الصغير عن تلك التي رفضت في البداية لتسلمها إياه لتتراجع مستسلمة بعدما رأت زمجرت ذاك الغاضب مع رمقه لها بنظرات تحذيرية أرعبت داخلهاهرولت عزة بالصغير للخارج لتغلق الباب خلفهاتحرك صوبها بعد خروج عزة ليقف مقابلا لها واضعا كفيه داخل جيبي بنطاله ليسألها بنظرات عاتبة وصوت حبيب لائم خرج بنبرة خاڤتة برغم اشتعال روحه
ينفع اللي بتعمليه ده!
واسترسل بعيني تشع حنانا وبنبرة هادئة أشبه بإعتذار
هو أنا علشان اتنرفزت عليك شوية تقومي تلمي هدومك وعاوزة تسيبي بيتك!
أجابته بنبرة منكسرة ونظرات عيناي أظهرت كم ألمها
بيتي!بس ده مش بيتي يا سيادة المستشار أنا عارفة حدودي في البيت ده كويس قويأنا هنا ضيفة مجرد ضيفة وضيفة تقيلة كمان
تعمقت بمقلتيه لتسترسل تأكيدا على حديثه المهين ليلة أمس
وعلشان عرفت حدودي وقيمة نفسي قررت أرجع شقتي وأصون كرامتي أنا وإبني
وهي كرامتك مش متصانة هنا يا إيثار!... سؤالا وجهه لها بعينين معتذرتين لتهتف بعدما اغرورقت عينيها بدموع الألم الممتزجة بالخجل والإنكسار
أنا عمري ما حسيت بالإهانة زي ما حسيتها في كلامك ليا إمبارح
تنهد بثقل لرؤيته لغيمة دموعها اقترب منها ممسكا بكف يدها ليهتز جسديهما معا لذاك الشعور الذي أصاب كليهما وأربكهما ليتحدث هو متحاملا على حاله
متخليش موقف عابر يأثر عليك ويخليك تاخدي قرار غلط في وقت غضبك
واستطرد موضحا سبب ثورته عليها بالامس
أنا ما اتنرفزتش غير لما عرفت إنك
خرجتي لوحدك ومن غير حراسةإترعبت عليك لما الحارس بلغني مجاش في بالك إن ممكن نصر يكون متابعك ويأذيك!
إقترب عليها أكثر ليتابع بمراوغة أراد بها الإستحواذ على مشاعرها كي ينال استرضائها
الاستاذة شكلها نسيت إنها بقت مراتي وبالتالي لازم تستأذنيني قبل أي خطوة تخطيها برة القصر!
ابتلعت لعابها من قربه ورائحة عطره المسكرة التي تسللت عبر أنفها لتحارب شعورا عارما إجتاحها يطللبها بقوة بإغماض عينيها والإرتماء داخل لتتنعم بحنانه الذي تستشعره من خلال أشعة عينيه ليسترسل هو مداعبا إياها للتخفيف من وطأة حزنها
وبعدين هي كل واحدة جوزها يقولها كلمتين وهو متنرفز تلم هدومها وتسيب البيت!
ارتجف قلبها بقوة من حديثه
المتودد وابتسامته الخلابة التي أسرت لبها وما كان منها سوى إبتسامة ساحرة ارتسمت فوق ثغرها هاج قلبه على أثرها وطالبه بالتحرك الفوري لإنقاذ دقاته المتسارعةامتثالا لذاك المتيم بسط كف يده يتلمس به وجنتها التي توهجت بفعل كلماته ومازاد من خجلها هي لمساته الحنونة تلك ونظرات عينيه الأسرة لقلبها الذي فتح له بابه على مصراعيهشعورا هائلا تملك منه ولن يشعر بحاله سوى وهو يميل ويلثمها بنعومة جعلت تلك الرقيقة تغمض عينيها وتذوب مستسلمه لقبلته التي بادلته إياها وارخت مستسلمة شعر بارتخائها بين يديه كقطعة شيكولاتة ذائبة داخل كوبا من القهوة الساخنة مما جعل قلبه يرفرف من شدة حبوره فزاد من تعمقه وضمھا تحت استحسانهاتسللت يدها خلف رأسه لتداعب أناملها خصلات شعره الناعمة بحركة عفوية جعلت من قلبه يرفرف ليبتعد قليلا لاهثا ينظر لعينيها متلهفا ليجد ما تمناه منها وانتظره طويلا كان صدره يعلو ويهبط تأثرا باللحظةداعب وجنتها بأصابعه بنعومة وتحدث بنبرة حنون تحت خجلها
أنا عندي شغل مهم قوي ولازم أتحرك فوراهتأخر فيه لحد الساعة ثمانية بالليلبس هنكمل اللي بدأناه ده لما أرجع
ثم مال بجانب أذنيه هامسا بنعومة أذابتها
عاوز أرجع من شغلي ألاقي مراتي مستنياني في أوضتناسمعاني يا إيثار أوضتنا
ليبتعد برأسه للخلف قليلا ويرفع فكها ليحسها على النظر بعينيه هامسا بنعومة أذابت قلب كليهما
علشان ميقلقش لوحده وأنا هخلي سعاد تجهز لنا الجناحوشوفي لو محتاجة أي حاجة معينة قولي لها تجهزها وتطلعها لنا
أومات بخجل جعل من وجنتيها محمرتان كجمرة ڼارتنفس بصعوبة ليهرول متحركا للخارج مجبرا قبل أن بعمله عرض الحائط ويبقى ويجذبها داخل ليكملا ما بدأه معا ويسبحا بجنتيهما المترقبة
أغلق خلفه الباب ومازالت تلك الهائمة تنظر لأثره وحالة من الۏلع الشديد تسيطر على كامل كيانها تنهدت باستمتاع وهي تتذكر لتبتسم مغمضة العينين بحالمية هائلة تحركت صوب الفراش لتلقي بجسدها عليه باستسلام وهي تعيد بذاكرتها ما حدث للتو وقلب الاوضاع رأسا على عقبكانت مبتسمة شاردة قطع تفكيرها عدة طرقات فوق الباب لتدلف بعدها عزة التي تعجبت تسطحها فوق الفراش بهذا الإسترخاء لتسألها بلهفة
هكمل تقفيل الشنطة ولا هنعمل إيه يا بنتي
رجعي كل حاجة زي ما كانت يا عزةإحنا قاعدين خلاص... نطقتها بصوت مسترخي ليسعد داخل السيدة لرؤية إيثار بتلك الحالة من الهدوء والرضا والإسترخاء لتكمل بابتسامة
طب قومي غيري هدومك علشان أجيب لك الفطار
قاطعتها وهي تتمطأ بدلال
مش عاوزة أفطر أنا نعسانة قوي وعاوزة أنام
يوسف راح المدرسة... قالتها بنعاس لتجيبها الاخرى
أه الاتوبيس جه وأنا سلمته بنفسي للمشرفة
أومأت برأسها لتقول وهي تنظر إلى الحقيبة الموضوعة بجانبها
نزلي الشنطة واركنيها واقفلي لي الستاير والنورولما أقوم من النوم نبقى نرجع الهدوم مكانها
ابتسمت عزة وفهمت ما حدثفعلت ما أملته عليها وجذبت الغطاء وفردته على جسدها بعناية بعد أن أوصتها الأولى برعاية الصغير وألا تغفل عنهطمأنتها ثم تحركت تاركة إياها لتنعم بنومها التي سقطت بداخله على الفور ويرجع ذلك لعدم استطاعتها النوم ليلة أمس بفضل حزنها الكبير لكن الأمر اختلف كليا الأن
داخل منزل نصر البنهاوي
كان يقف بمنتصف غرفته يرتدي جلبابه الفلاحي ليستعد للخروج لمباشرة أملاكه الهائلةفتح الباب لتلج منه إجلال وهي تتطلع عليه بترقب كترقب الذئب بفريسته ثم نطقت بنبرة جادة
الفطار جاهز يا نصر والكل قاعد على السفرة مستنيك
تطلع عليها ثم تحرك ليقف أمام مرآة الزينة قبل أن يقول متهكما وهو يصفف شعر شاربه بعناية
البيه إبنك نزل ولا لسة نايم فوق زي النسوان
زفرت بحدة لاستغلال نصر نقطة ضعفها ألا
وهي عمرو ليتهكم عليها في محاولاته الدائمة للضغط على أعصابها وإظهارها فاشلة بتربيته لتهتف بنبرة حادة
صاحي وقاعد برةوياريت بلاش تقطم فيه قدام إخواته ونسوانهم سيبه في حاله
زمجر بها بحدة
ماله حاله مش كل اللي هو فيه ده بسبب عمايلة السودة وجريه ورا الحريم خليه يشرب
ثم ضيق عينيه ليسألها بتوجس
البيه مقالكيش كان طافش فين اليومين اللي فاتوا!
تنهدت بضيق لتجيبه بأسى
كان قاعد في المركز عند واحد صاحبه يفك عن نفسه شوية
واستطردت بتعاطف
ده يا حبة عيني من ساعة ما رجع إمبارح الصبح وهو نايماللي يشوفه يقول ما داقش ريحة النوم ليه إسبوع
هز رأسه باستسلام ليقول باستياء وتوجس
يا خۏفي منه حاسس إن نهايتي ونهاية كل اللي عملتها طول عمري هتبقى على إيده
هتفت بقوة وحدة
فال الله ولا فالك يا نصرإجدعن إنت بس ورجع له يوسف والحرباية بنت منيرة وهو حاله هيتصلح وهيبقى زي الفل
عدل من ياقة جلبابه ليقول بثقة عالية
أديني رفعت القضية عند أكبر محامي في مصروالراجل مطمني وقال لي إن الحضانة من حقنا والقضية مضمونة طالما الهانم اتجوزت
خرجا معا لينضموا إلى الجميع حول الطاولة وبدأوا بتناول الطعامنطقت سمية بنبرة هادئة موجهة حديثها إلى نصر
بعد إذنك يا عميأنا هروح المركز النهاردة مع أمي علشان أكشف عند الدكتورةأصلي تعبانة شوية
رمقها بحدة لينطق بكلمات لازعة
ما أنت زي القرد أهو وصحتك تهد جبال
والله تعبانة يا عمي...قالتها بوجه حزين كي تبتز تعاطفهم لتسترسل بإيضاح
رايحة لدكتورة
النسا والتوليد
رفع نصر بصره يتطلع عليها ليسألها بلهفة
إنت حامل
ابتسمت بخيبة أمل لتحول بصرها إلى زوجها الجالس بجانب والدته بوجه عابس يقلب بصحنه ويتناول منه القليل بدون شهية لترد متهكمة
وده هيحصل إزاي يا حسرة وإبنك سايبني وطافش برة البيت طول الوقتواليلة اللي ربنا بيهديه وينامها في البيت بينامها لوحده في شقة بنت غانم
هتفت إجلال بشراسة وهي ترمقها باستنكار وازدراء
إتحشمي يا بت وإنت بتتكلمي قدام الرجالة ولا أمك معلمتكيش يعني إيه خشى
قاطعها نصر بحدة ليقول بنبرة غاضبة
بدل ما تقولي لها اتحشمي فهمي إبنك إن اللي بيعمله ده حرام
والله الحړام هو إن بنت ال.... دي... نطقها عمرو وسبها بأبيها ليسترسل وهو يرمقها باشمئزاز ونفور
تفضل قاعدة في بيتي وعلى ذمتي لحد الوقت أنا مش فاهم أنت ليه مصر إني مطلقهاش واحدة مش طايق حتى ابص في وشهابأي عقل تفضل على ذمتي لا وكمان بتطلب مني أعاملها كزوجة واديها حقوقها
هب واقفا واستطرد وهو يوجه
لومه لأبيه
ولعلمك بقىلولا إصرارك ده كان زمان مراتي وإبني في من زمان
صاح بكامل صوته وهو يشير عليها باشمئزاز
إيثار رفضت ترجع لي علشان مطلقتش الحرباية دي
صاح نصر باستنكار ونظرات كالصقر
علي صوتك كمان على أبوك يا عمرو بيه وإرمي عليا خيبتك وفشلك
واستطرد بنبرة ساخطة رامقا إياه بنظرات تملؤها خيبة الأمل
بنت منيرة طفشت من دناوة نفسك ومشيك العوج وبعدين مرات مين يا موكوس كل شوية تصرخ لنا زي العيال مراتي مراتي مراتك سابتك وراحت لوكيل النيابة يا بقف
ختمتك على قفاك إنت واخواتها ونشنت على الراجل اللي هيعرف يقف للكل بمنصبه ومنصب أبوه
واستطرد بابتسامة ساخرة
والله برافوا عليها بنت غانم طلعت بنت أبوها بجد ونشنت والنشان صاب
احتدت ملامحه وامتلئت بالڠضب والقسۏة وما كان منه سوى الهرولة إلى الخارج كبركان ثائر كي لا ينفجر بوجه أبيه
احتدمت ملامح إجلال لترمق نصر بنظرات توعدية جعلته يبتلع لعابه رعباأما سمية فكانت تجلس بقلب سعيد لرؤيتها لفوران عمرو بتلك الطريقة بعد توبيخ أبيه لهتحدثت ياسمين زوجة طلعت كي تهدأ من حدة تلك الاجواء المحتدمة
تعالي معايا النهاردة يا سمية إنت وخالتي ناصرةطلعت هيوديني للدكتورة اللي بتابع معاها
هتف نصر بنبرة غاضبة تنم عن مدى سخطه على حال أبنائه
ربنا ينفخ في صورتك المرة دي وتجيبي لنا حتت واد بدل ماسورة البنات اللي فتحتيها علينا
اجابه طلعت بنبرة واثقة
بعون الله هيطلع واد المرة دي يا حاج
ليسترسل بنبرة اظهرت كم حقده على الصغير لما يحظى به من حب واهتمام من والديه
وهجيب لك يوسف بدل إبن عمرو اللي طار مع أمه
تحولت ملامح نصر لحادة ليدق بكفه بقوة فوق الطاولة مما أرعب الجميع لينطق بصرامة لا تقبل المناقشة
البيت ده مفهوش غير يوسف واحد وقريب قوي هجيبه وينور بيت جده ويعيش فيه عيشة الملوك.
اړتعبت أوصال الجميع والتزم الجميع الصمت تحت حقد طلعت الدفين لذاك الصغير الذي لا ذنب له سوى برائته وطهارة قلبه.
داخل منزل غانم رحمة الله عليه
نزلت منيرة من فوق الدرج بعدما أطعمت الطيور فوق السطوح لترى نسرين تعدل من وضعية كيسا كبيرا مليئا بحبوب القمح بينما تقف نوارة بالمطبخ تجلي الاوانيتطلعت عليها لتسألها مستفسرة لاعتقادها انه هدية من أحدهم
مين اللي جايب لنا القمح ده يا نسرين
عزيز هو اللي جابه ورجع تاني على الارض... نطقتها بلامبالاة لتسألها من جديد
رجع يجيب باقي القمح يعني
ردت عليها ببرود
لا يا مرات عميعزيز مجابش غير الشوال ده وباع الباقي كله
اتسعت عيناي منيرة لتصيح بها بحدة وعدم استيعاب
باع خزين البيت!
لتسترسل باعتراض حاد
ومنه لنفسه كده من غير ما يقوليوهنقضي باقي السنة إزاي من غير خزين!
ولا هتاكلوا طوب تلك الحقېرة عليها بالحديث المقلل لكرامتها
إوعي تجيبي سيرة بنتي على لسانك لاقطعهولك
بنبرة متهكمة تحدثت
بدل ما تقطعي لي لساني روحي ربي بنتك وعلى فكرة عزيز مش هيدخل محصول الارض في البيت تانيعيالك الاتنين بيقبضوا وعلى قلبهم قد كده خليهم يشتروا قمح وذرة لأكلهم هما وعيالهم
نطقت كلماتها الحادة وصعدت الدرج وهي تقول
إبقى إعملي الغدا إنت ونوارة ونضفوا البيت علشان انا مش قادرة النهاردة
اشتعلت عيناي منيرة لتهتف بقوة
ماشي يا نسرين إن ما خليت عزيز يربيك على كلامك ده ما أبقاش أنا منيرة
إستدارت لتجيبها بابتسامة مستفزة أحرقت قلب الاخرى
كلامي ده أوامر عزيز ليا يا مرات عميهو اللي قالي كده وقالي كمان اللي مش عاجبه الباب يفوت جمل
نطقت كلماتها التي املاها عليها عزيز بعدما اتفقا سويا بأن يأخذ أموال محصول الارض لحاله مما شجع نسرين على فرض سيطرتها وهيمنتها هي الاخرى على المنزل وعلى منيرة بذاتها بما أنها أصبحت زوجة كبير المنزل الحاكم الأمر.
أما نوارة فكانت تتوارى خلف حائط المطبخ تشاهد ما حدث بقلب مهموم وصمت كعادتها المسالمةفقد تجبر عزيز وزوجته بعد ۏفاة غانم وباتت نسرين تأمرها وتحملها جميع متطلبات المنزل لكنها لم تتوقع أن تتجبر على والدة زوجها هي الأخرى تنهدت بثقل وهي تهمس بين حالها بنبرة متوجسة
ده ذنب المسكينة إيثار اللي كلنا شاركنا في ظلمها ولسة ياما هيحصل فينا بذنبها
فاقت من غفوتها وقد تخطت الساعة الحادية عشر ظهراتمطأت لتفرد ذراعيها بدلال ووجه ضاحك حين تذكرت وعد حبيبها لهانفضت الغطاء وتحركت إلى الحمام بنشاط وقامت بأخذ حماماخرجت بعد قليل مرتدية البورنسلتتحرك صوب خزانة ملابسها لتختار بعض الملابسانتقت كنزة من اللون الازرق وبنطال أبيض وحجابا من نفس اللون بعد كلام عزة اللائم لها عن عدم جواز ارتدائها للأسود المتوشحة به منذ ۏفاة والدها وأيضا إتباعا لأوامر ديننا الحنيف بعدم جواز إرتداء المرأة للزي الأسودالحداد ما فوق الثلاثة أيام استمعت لطرقات خفيفة على الباب لتدخل عزة التي توسعت عينيها وهي تردد بسعادة
الشمس نورت يا ست البنات عين
العقل إنك قلعتي الإسودالحزن في القلب وعمره ما كان باللبس أبدا
ابتسمت بسعادة لتتطلع بتمعن على تلك الباقة الرائعة من الزهور وعلبة الشيكولاتة المرصوصة بعناية ودقة داخل طبق كريستالي فخم ومغلف بورق السيلوفان الشفاف لتتذكر عزة وتقترب عليها قائلة بمزاح لطيف
الباشا بيصبح
فؤاد هو اللي باعتهم... قالتها بسعادة وهي تتناول باقة الزهور وتميل عليها ټشتم رائحتها العطرة لتجيبها الاخرى بمشاكسة
العاشق الولهان بيصالحك بورد وشيكولاتة زي بتوع الافلامالحارس قالي إنهم مبعوتين لمدام فؤاد باشا
شعرت بسعادة الدنيا تغمرها من حبيبها الذي لا يترك مناسبة إلا ويثبت بها أنها إمرأته التي تخصهوضعت الباقة فوق الفراش واقتربت على عزة لتزيل ورق السيلوفان وتخرج إحدى حباة الشيكولاتة وتزيل غلافها لتتناولهاأغمضت عينيها تتذوقها بتلذذ واستمتاعفقد كانت من النوع السادة المحبب لديهاذابت بنعومتها بفمها ومازالت مغمضة العينين مبتسمة تحت سعادة عزة لتفتح عينيها عندما استمعت لصوت رنين الهاتفامسكت هاتفها لتجده فارسها المغوار حيث نطق بنبرة حنون بعد انسحاب عزة للخارج
الشيكولاتة عجبتك!
طعمها حلو قوي تسلم إيدك...نطقتها بسعادة ليسترسل بذات مغزى ووقاحة
ولسه هيبقى أحلا لما أكلها لك بنفسي
ابتسمت وتنهدت براحة ليسترسل بنبرة جادة
إيثار ممكن اللي حصل إمبارح ده ما يتكررش تاني
واستطرد مرتابا
إنت ليه مش مقدرة حجم الخطړ اللي إنت فيه أنا كنت ھموت من ړعبي عليك إمبارح مقدرتش أنام طول الليل كل ما أتخيل إن لا قدر الله كان ممكن يحصل لك حاجة وأنا مش جنبك
بنبرة أشبه بالهمس نطقت بكلمات أذابت بها قلبه
أنا أسفة يا فؤادأوعدك اللي حصل إمبارح مش هيتكرر تاني
تنهد لينطق من جديد
وموضوع خروجك من البيت ورجوعك لشقتك القديمة ده تنسيه وتشليه من دماغك نهائيحتى لو زعلنا مع بعضإنت خلاص بقيتي مراتي يعني ده بيتك اللي مش هتخرجي منه غير بعد عمر طويل
حاضر...كلمة أثارته بها لتسترسل مستوضحة
طب أنا كنت عاوزة أسألك على موضوع رجوعي للشركة هرجع امتى أنا كده إتأخرت قوي وتقلت على الباشمهندس أيمن
أخذ نفسا عميقا ليجيبها بغموض
خلي كل حاجة لوقتهانتكلم في الموضوع ده بعدين
ما أنا عاوزة أعرف.... قاطعها بنبرة متوسلة
لينطق بقلبه قبل لسانه
حبيبيخلينا مبسوطين النهاردة ومنفكرش في أي حاجة غير في اللي هيحصل بينا وبس أنا عاوزك تبقى ليا بكل ما فيك النهاردة حتى عقلك
خجلت ليستمع هو لطرقات فوق باب مكتبه لينطق سريعا
أنا مضطر أقفل علشان عندي تحقيق مهمخلي بالك من نفسك وحاولي تستجمي على ما أجي لك
حاضر...نطقتها برضوخ أنثوي أثار حواسه لينطق بنبرة تهيم عشقا
بحبك يا إيثار... قالها بكل ما فيه من هيام ليغلق الهاتف ويتركها سارحة في ملكوت عشقه
بعد قليل هبطت إلى الاسفل لتجد فريال تجلس ببهو القصر تطعم صغيرها اتجهت إليها لتتحدث بوجه مبتسم مشرق في محاولة منها للتودد لها رغم تحفظ الاخرى بمعاملتها
صباح الخير
تطلعت عليها بعينين متفحصة لتتعجب فقد كانت مختلفة كليا إبتداءا من تخليها عن الأسود مرورا بنور وجهها المشرق وابتسامتها الرائعة الدالة على راحتها النفسيةأجابتها بهدوء
صباح النور
لتسترسل لخلق حديثا بينهما
صاحية متأخرة النهاردة
ابتسمت الاخرى لاهتمامها لتجيبها وهي تجلس بمقابل مقعدها كنوع من مجاراة الحديث
منمتش كويس بالليل
توقفت عن إطعام صغيرها لتنظر إليها بجبين مقطب وهي تسألها باهتمام ملفت للنظر
ليه
ضيقت الاخرى عينيها متعجبة من ذاك السؤال لتسترسل الاخرى سريعا لتعديل صيغة السؤال
اقصد يعني إيه اللي ماخلاكيش تنامي كويس كنتي تعبانة ولا..
صمتت تحت استغراب إيثار من فضولها المثير للجدل ليقطع صمتهما دخول العاملة التي تحدثت قاصدة بحديثها إيثار
صباح الخير يا مدام إيثار سيادة المستشار وصاني أول
ما حضرتك تصحي أجهز لك الفطار واطلعهولك برة في الجنينة
تمام يا.. صمتت لتسألها بابتسامة مشرقة
هو أنت إسمك إيه
إسمي انتصار يا هانم... نطقتها بوجه بشوش لتجيبها الاخرى بعدما وقفت استعدادا للتوجه للخارج
أوك يا انتصار طلعي الفطار وانا خارجة حالا
ثم حولت بصرها لتلك التي تستمع الحديث باشتعال بقلبها لتتحدث بوقار
بعد إذنك
أومات بابتسامة مصطنعة لتتحرك الأخرى صوب الباب الخارجي لتستقر بعد قليل فوق مقعدا أمام حمام السباحة لتأتي العاملة بعد قليل حاملة صينية بين يديها لترص ما بها فوق الطاولة وتنسحب للداخل تاركة تلك التي بدأت بتناول الطعام بشهية مفتوحة ووجه ضاحك كلما تذكرت كلمات ذاك الذي غمرها بعشقه وأفرط في دلالها بطريقة راقيةانتهت من تناول الإفطار لتأتي العاملة وترفع الأواني وبعد قليل أتت عزة حاملة قدحا من القهوة لتنطق بحبور ودلال
قهوة ست البنات
ابتسمت بسعادة وبسطت يدها لتتناول قدح القهوة قائلة باستمتاع
ميرسي يا عزة تسلم إيدك
نطقت بسعادة بالغة
بالهنا والشفا يا حبيبة قلبي
اطالت النظر بعينيها لتسترسل بمشاكسة
شكلنا هنستقر هنا وست البنات هيكون مكانها في جناح الباشا قريب
اتسعت عيني إيثار وتوردت وجنتيها لتتحدث بابتسامة خجلة
إيه اللي بتقوليه ده يا عزة عيب كدة
ضحكت لتتحدث بمداعبة
هو إيه ده اللي عيب كفانا الشړ ده جوزك حلالك اللي بېموت فيكي
قطبت جبينها تتطلع عليها لتقول بنبرة ساخرة
بېموت فيا مرة وحدة ودي عرفتيها لوحدك ولا حد قالها لك يا أم العريف
ضحكت لتجيبها بتأكيد
وهي دي محتاجة حد يقولها لي
طب ده الجدع إتفزع وقلبه كان هيخرج من صدره أول ما دخل الصبح ولقانا بنلم حاجتنا في الشنط لولا الملامة كان جري عليك وأخدك في واترجاكي ما تسيبيه
ابتسمت إيثار بسعادة لتسترسل الاخرى بملاطفة
العيون بتفضح الحبيبة مهما خبوا عنيهم بتفضحهم وسيادة المستشار عيونه فضحته والنبي الراجل دايب في جمالك يا ست البنات
اكتسى وجهها بحمرة الخجل لتنزل بصرها للاسفل مبتعده عن مرمى عيني تلك المراقبة لتغيراتها بسعادة قطع تلك اللحظة إقبال فريال التي تحدثت بنبرة جادة إلى عزة
إعملي لي فنجان قهوة لو سمحتي يا عزة
من عنيا يا ست هانم حالا هيكون عندك أحلا فنجان قهوة...نطقت كلماتها لتنسحب للداخل في حين تحدثت فريال بابتسامة مصطنعة
تسمحي لي أشرب قهوتي معاك
أكيد طبعا إتفضلي... نطقتها باشارة من كف يدها للجلوس جذبت المقعد وجلست لتقابلها ثم تحدثت بنبرة جادة
هو إنت مش هترجعي لشغلك تاني
اجابتها بهدوء
هرجع أكيد
لتستطرد بحرج ظهر بعينيها
المسألة مسألة وقت مش أكتر
هزت رأسها بتفهم لتأخذ نفسا عميقا قبل أن تنطق بنبرة مترددة
عاوزة اتكلم معاك شوية بخصوص فؤاد يا إيثار
نظرت لها إيثار بتمعن لتتنفس الأخرى بعمق قبل أن تسألها بعينين مترقبة
هو أنت نمتي في أوضة فؤاد إمبارح
قطبت جبينها بعدم إستيعاب لسؤالها لتسترسل الأخرى بتفسير أشمل
حصل بينك وبينه حاجة يعني
اتسعت عيني إيثار لتستطرد الاخرى بجرأة تصل لحد الوقاحة
من الأخر كدة انا شفتك إمبارح بالليل وإنت داخلة أوضته
لتسألها مستفهمة
إحتدم داخل إيثار من وقاحة تلك مفتقرة الأدب لتهتف بنبرة حادة
من فضلكمينفعش تكلميني بالطريقة دي
واستطردت بنبرة صارمة وعيني تشتعل من شدة ڠضبها
ثم إنت مش شايفة إنك بتدخلي في أمور خاصة وميصحش تسألي فيها!
إلى هنا واشټعل داخل فريال لتهتف بنبرة صارمة وعينين حادة كشرت بهما عن أنيابها
كل حاجة تخص فؤاد تخصني أكتر مما خيالك يصور لك
فؤاد أخويا الوحيد ويهمني أمره...نطقتها بعينين حادتين لتغمض عينيها وتطلق زفيرا يهديء من حدتها لتفتح أهدابها من جديد وتحدثها بعدما تحولت نظراتها لهادئة
إسمعيني كويس يا إيثار أنا زي ما خاېفة على أخويا فأنا كمان خاېفة عليك إنتوا متنفعوش لبعضده غير إنك ست عندك ولد ومحتاجة حياة مستقرةعلى الأقل علشان إبنك يستقر نفسيا بدل ما انت بتتنقلي بيه من بيت لبيت
نزلت كلماتها المهينة كنصل حاد لسکين مدبب الأطراف غرس بقلبها بكل جبروت ليقطر دمابقلب يأن ألما وصوت خاڤت سألتها
أنا مش فاهمة إنت تقصدي إيه بكلامك ده!
أخذت نفسا عاليا قبل أن تتحدث بما قضى على أمال تلك معډومة الحظ
إحنا عارفين حقيقة جوازك من فؤادوعارفين إن فؤاد عمل كدة شهامة منه علشان يحميك من إخواتك اللي كانوا عاوزين يرجعوك لطليقك ڠصب عنك
اتسعت عينيها بهلع لتسترسل الاخرى كڈبا بما جعل قلب الاخرى يتلوى قهرا
فؤاد قال لنا على العقد المزور اللي وراه لإخواتك وحكى لنا كمان إنه أول ما وصل بيك القاهرة أخدك وراح عند مأذون شرعي وكتب كتابه عليك علشان لو إخواتك قدموا فيه بلاغ يكون جاهز وكل شيء قانوني
بصعوبة أخرجت كلماتها بتخبط أوضح تشتتها
فؤاد هو اللي قالك الكلام ده
أجابتها مؤكدة بزيففقد قصى فؤاد على والده ما حدث أما فريال فقد علمت من والدها وليس من فؤاد كما تدعي
أيوةفي اليوم اللي جابك فيه على البيت إنت وإبنكبعد ما طلع معاكم فوق نزل وحكى لنا أنا وبابا وماما
واسترسلت بقلب حزين صدقا لأجلها بعدما رأت شتاتها
أنا مش ضدك يا إيثار بس مش عوزاك تبني أحلام وتتأملى إنها هتتحقق وفي الاخر تتصدمي لما تكتشفي إنها مجرد أوهام وتبقى زي اللي بنى بيته على الرمل وفرح بيه لحد ما جت أول موجة ومحت أي أثر ليه
إغرورقت عينيها بدموع القهر والألم لتتابع الأخرى بصوت متأثر
مش عوزاك تزعلي مني أنا حبيت أقصر عليك الطريق وأفوقك قبل ما تصحي تلاقي نفسك غرقانة في حكاية هتطلعي منها خسرانة كتير
لتستطرد بتأكيد
من الأخر كدة فؤاد أخويا لا بتاع حب ولا جوازأنا وبابا وماما لينا سنين بنحاول معاه وهو رافضمش حابب يعيد تجربة الجواز مرة تانية
تحاملت على حالها واستندت بساعديها على جانبي المقعد لتقف فارده ظهرها وتحدثت بصوت لإمرأة مهزومة
أنا مش زعلانة منك بس حابة أوضح لك طبيعة العلاقة بيني وبين سيادة المستشار
كل اللي قولتيه أنا عرفاه وعارفة حدودي كويس سواء في علاقتي معاه أو حدودي هنا في البيت
تعمقت بعينيها لتسترسل
ومتقلقيش أنا مش مطولة هناوأول ما ظروفي تتحسن هاخد إبني وأرجع لشقتي وشغلي وأمارس حياتي بشكل طبيعي أنا قاعدة هنا بشكل مؤقت لحد ما طليقي واخواتي يزهقوا ويخرجوني من حسباتهم
أومأت فريال برأسها بجمود لتتحرك الأخرى في طريقها لدخول المنزل لكنها سرعان ما استدارت لتتحدث بصوت قوى لإمرأة شامخة
على فكرة يا مدام فريال أنا كنت رايحة أوضة سيادة المستشار علشان هو كان باعت لي بخصوص خروجي من غير حراسة إمبارح ومكملتش عشر دقايق ورجعت على أوضتي نمت مع إبني
أنزلت فريال بصرها للأسفل لتتحرك إيثار صوب الداخل ومنه إلى الاعلى لتغلق عليها باب الغرفة مطلقة العنان لدموعها التي انهمرت پقهرا على ما وصلت إليهتنفست بقوة لتنوى الرحيل عقب استقرار الوضع وذلك بعد كل ما تعرضت إليه من إهانات داخل ذاك المنزل
أمسكت الهاتف لتطلب من عزة انتظار صغيرها لحتى العودة من مدرسته والصعود به مباشرة وذلك بعدما شعرت بحاجتها لضمة صغيرها لتستمد منه قوتها وصمودها
بعد عدة ساعات
عاد فؤاد من عمله عندما حل المساء ليصعد سريعا لجناحه على أمل أن يملي عينه برؤية من ملكت القلب أمسك مقبض الباب وفتحه بقلب يرتجف ويكاد ينخلع ليسبقه إليها من شدة سعادتهتطلع للمكان بعينين متشوقتين لكن سرعان ما اختفت البسمة حين وجد المكان مظلما وخالي من أميرتهضغط على زر الإضاءة ليستكشف ما إذا
كانت نائمة تنتظره بفراشه فانهدمت أماله عندما رأى الفراش مرتبا ليحول بصره سريعا نحو باب الحمام ليجده مظلما أيضا ليتأكد من عدم زيارتها لجناحه من الاساسفكر بأن يذهب لغرفتها بعيون زائغة متشوقة وجدها تتوسط الفراش ممسكة بكتيب لإحدى قصص الأطفال تقص منه لصغيرها القابع فوق ساقيها يستمع لما تقص بإنصاتهلل الصغير عندما رأه فتحدث مبتسما وهو يتجه نحوه
ازيك يا چو
الحمدلله يا انكل...نطقها بابتسامة واسعة عبر من خلالها عن ارتياحه لشخص فؤادارتبكت حين جاورها الجلوس فوق فراشها ليسحب الصغير من فوق
استغربت لما رجعت ملقتكيش في جناحي زي ما اتفقنا
تلبكت لتتحدث بنظرات زائغة بعيدا عن مرمى عينيه
انا قاعدة مع يوسف زي ما أنت شايف مكنش ينفع اسيبه لوحده
رد على حديثها بابتسامة لطيفة
مش إحنا إتفقنا إن عزة هتنام معاه هنا
عزة تعبانة... نطقتها متهربة من عينيه المتفحصة لملامحها ليسألها بجبين مقطب
تعبانة إزاي
أجابته بتلبك
عندها هي عندها خبرة في تربية الأطفال وهتعرف تتعا... قطعت حديثه بحدة قائلة برفض تام
ملوش لزوم تتعبها معانا
مفيش تعب ولا حاجةثم إن ده شغلهم
شغلهم لأصحاب البيت يا سيادة المستشار مش للضيوف... قطب جبينه مستغربا حديثها ليسألها
طب ما انت من أصحاب البيت يا إيثار
بلاش نضحك على نفسنا بكلام ومصطلحات مش صحيحة... نطقت جملتها بحدة وهي تسترجع بداخل عقلها كلمات شقيقته عن أنه قص لهم ظروف زواجهما وكشف سترها أمام عائلته لتسترسل بذات معنى وهي تتمركز بمقلتيها بخاصتيه
أنا وإنت عارفين كويس أوي ظروف جوازنا فياريت نتعامل مع بعض على أساس إن الموضوع مؤقت ومسيره ينتهي وكل واحد فينا يرجع لحياته الطبيعية.
شعر بحدتها فأخذ يتطلع إليها عدة لحظات طويلة بصمت متفحصا أياها بأعين متعجبة ليسألها بهدوء
إنت كويسة حصل حاجة أنا معرفهاش زعلتك
تحدثت بثقة ونبرة جادة أرادت بها الحفاظ على ما تبقى من ماء وجهها
خالص
لتستطرد متسائلة باستخفاف
إيه اللي بيخليك تقول كدة
أصل كلامك معايا الوقت مختلف جدا عن كلامنا مع بعض الصبح يعني حسيت... قاطعته بحدة ناهرة
غلطة يا سيادة المستشار كلامنا كان نابع من لحظة ضعف عيشناها كراجل وست قربوا من بعض وحسوا بتوتر وشوية أحاسيس مكنتش لازم تتحس وللأسف إنجرفوا ورا رغبة
لتنظر بعينيه
نظر للصغير ولرأسه المرتخية فوق كتفه ليتفاجيء بغفوته وكأنه وجد سلامه النفسي ذاك الحنون فاستسلم ودخل بسبات عميق أنزله بين يديه بهدوء واشار لها كي تعدل الفراش وبالفعل جذبته لينزل الصغير برفق ويعدل من وضعية رأسه فوق وسادته ثم يدثره بمساعدتها بالغطاء الوثيلا يعلم ما يحدث له بكل مرة يقترب فيها من ذاك الملاك فقد استطاع ببراءته أثر قلب ذاك القوي ليحوله للينبقلب يأن ألما وعينين مغرورقتين بالدموع كانت تطالعهكم تمنت أن تجد لصغيرها صدرا حنون يحتويه ليشعره بالأمن والأمان ويكون له السند الذي افتقده بغياب ذاك الاناني الذي لم يضعه بحسبانه وانجرف خلف شهواتهبصعوبة إبعد شفتاه عن وجنة الصبي لينتفض واقفا وتحرك سريعا صوب باب الغرفة ليقف فجأة متحدثا بصوت صارم دون الاستدارة
واستطرد مؤكدا على حديثها بطريقة ساخرة
مجرد رغبة
نطقها وانطلق بسرعة البرق ليختفي خلف الباب حيث اغلقه برفق لتجنب إزعاج الصغير اطلقت العنان لدموعها الغزيرة فور خروجه شعرت بمرارة حلقها لتنظر لصغيرها الغافي كم تمنت لو كان صادق الوعد واثبت حسن نيته بمساندتها تنهدت پألم لتسأل حالها باستغراب
ولما الاستغراب إيثار ما الذي فعله كي يثبت أنه ينظر لك كزوجة محترمة يريد مشاركتها لمشوار حياتهماذا كنتي تنتظرين
من رجل من الوهلة الاولى التي رأك بها طلب الزواج منك بعقد عرفيآواعية أنتكان يريدك إمرأة في الظلهكذا هي نظرته لك منذ البداية إذا فلا داعي لما تفعلين
أما عن ذاك العاشق فقد ولج لحجرته كمحارب مهزوم يجر أذيال خيبتهألما ساكنا بثنايا قلبهذهب وكله أمل أن يعود بها لتدفيء فراشه البارد وتشاركه ليله الطويلعاهد حاله أن يتخذ
منها سكنا وسکينة ويحيا معها إلى نهاية العمر لكنها وللأسف ضړبت بأحلامه عرض الحائط
كان يدور حول نفسه كالأسد الحبيس يجذب خصلات شعره الناعمة بعصبية مفرطة منفسا بتلك الطريقه عن غضبه الحبيس الذي لو خرج لاحړق بطريقه الأخضر واليابس بات يراجع حديثهما صباحا هل تحكم به عشقها الملعۏن لدرجة جعلته يتخيلها توافق على تلميحاته بتسليمه حالهانفض رأسه معترضا ليراجع حالهلا لم يكن تلميحا بل كان تأكيدا بالموافقة على طلبه الصريح بأن يعاملها معاملة الأزواج نعم لقد رأى استجاباتها بل انسجامها مع كلماته ونظراته الجريئة التي كانت تتحرك بجرأة فوق وعينيها تحت سعادتها التي رأها بأم عينيههو ليس بأرعن كي لا يستطيع قراءة عيني إمرأة راغبة ورغبتها نابعة من عشقها نعم لقد رأى شغف عشقها بمقلتيها
دار حول حاله پجنونيا الله سيجن مالذي حدث وأبدل الحال هكذاظلا هكذا لوقت غير معلوم بالنسبة لهمالقد عاشا وقتا صعبا جلس كلا منهما يترقب الوقت ويتمنا داخله بأن تنتهى تلك الليلة الطويلة الحالكة والتى إختفى قمرها ليزيدها سوادا.
إنتهت عتمة الليل وشق نور
الصباح ليسدل الستار على يوم عصيب لا زالت توابعه قابعة بقلبي كلا العاشقينارتدى ثيابه البيتيه الهادئة بنطال من القطن وكنزة نصف كم باللون الابيض صفف شعره وهندم شعر ذقنه ونثر عطره ليتحرك إلى الأسفل للحاق بتجمع العائلة حول مائدة إفطار يوم الجمعة وهو اليوم الوحيد التي تجتمع به الاسرة بتلك الوجبةخرج من حجرته وكاد ان يتجه صوب الدرج لكنه توقف وهو يرى عزة تخرج من حجرة محطمة اماله حاملة الصغير فوق صدرهاتحرك إليها ليبتسم للصغير مداعبا وجنته الرقيقة بأصابع يده ليبتسم ذاك البريءنظر لها متسائلا باستفسار
المدام نزلت تحت يا عزة
لتجيبه بنفي
الست لسة في أوضتها يا باشاطلبتني وقالت لي أنزل يوسف وأفطره واخليه يلعب في الجنينة علشان ميزهقش
سألها من جديد
وهي منزلتش ليه
أجابته بهدوء
مش عارفة يا فؤاد باشا بس هي شكلها كدة مزمزئة شوية
قطب جبينه لعدم فهمه للمصطلح لتستطرد مفسرة
شكلها داخلة على دور برد
تحدث وهو يتحرك لغرفتها
خدي الولد نزليه تحت وانا هدخل لها
ابتسمت بسعادة ودق هو الباب تعجب من عدم ردها ليفتح الباب ويدخل ليتفاجيء بخروجها من الحمام أخذ يتطلع إليها متفحصا أياها بنظرات مبهمة فقد كانت ترتدي قميصا بيتيا بينما كانت ترفع شعرها لفوق بكعكة عشوائية لتتناثر تحمحمت بخجل وباتت تغلق من ثوبها بعدما رأت عينيها وهي مثبتة فوقها دون حياء عاد لرشده سريعا ليتحدث بنبرة صوت رخيمة
صباح الخير
بصوت متحشرج متأثرا باللحظة أجابته وهي تتهرب من عينيه
صباح النور
منزلتيش ليه علشان تفطري مع العيلة...نطقها بجدية لتهمس بصوت خجول
أنا هخلي عزة تطلع لي الفطار هنا يعني علشان اسيبكم على راحتكم
ابتلعت لعابها بمرارة لشعورها الدائم انها عبيء على أهل المنزل وأنهم أجبروا على وجودها الذي فرضه فؤاد على الجميع
إنتوا عيلة وأكيد عندكم أسراركم وخصوصياتكم اللي حابين تتكلموا فيها يوم الاجازة وجودي مش هيبقى لايق
تحدث بنبرة جادة وملامح وجه صارمة
يظهر إن مدام إيثار ناسية إنها بقت فرد من العيلة وإن مبقاش فيه أسرار عليها
واسترسل بغصة متذكرا حديثها ليلة أمس
على الأقل طول الفترة اللي هنقضيها كزوجينيلا غيري هدومك علشان تنزلي معايا... نطقها بجدية وملامح مبهمة لتتحدث بنفس اللكنة الخجلة
ارجوك سيبني على راحتيأنا مبحبش أكون تقيلة على حد أو أكون موجودة في مكان غير مرغوب بوجودي فيه
قطب جبينه ليسألها بلهجة حادة بعدما تحولت نظراته لقاتمة
فيه حد من أهل البيت قال لك أو حتى لمح لك إن وجودك مش مرغوب فيه
هزت رأسها سريعا لتجيبه نافية
لا خالص بالعكس الكل بيبتسم في وشي وعمرهم ما حسسوني إني عالة عليهم أو إنهم مجبرين على وجودي وسطهم
ضيق عينيه ليهتف باستياء
عالة عليهم ومجبرين! إيه الكلام الفارغ اللي بتقوليه ده
ليستطرد بقوة زرعت بداخلها الثقة
لازم تعرفي إنك موجودة هنا بصفتك مرات فؤاد علام زين الدينوالبيت ده بيتك زيك زي ماما وفريال وليك فيه زي اللي ليهم بالظبطوياريت تسيبك من الحساسية الزايدة عن اللزوم دي
لم تدري لما تملك منها ذاك الشعور الهائل بالسعادة الذي شملها ليكمل هو بعدما رأى بنظراتها شعورا بالرضى والحبور
أنا مستنيك قدام الباب على ما تغيري هدومك علشان ننزل مع بعض
اومأت بابتسامة شاكرة ليخرج وينتظرها بالخارج لتهل عليه بعد قليل بمظهرها الخلاب الذي خطڤ لبه أشار بكف يده نحو الدرج ليهبطا منه سويا متجهين صوب غرفة الطعام وقبل دلوفهما من الباب مد كف يده ليحاوط خاصتها تحت انتفاضة جسدها جراء المفاجأة لتنظر له لتجده ينظر لها بطمأنة ليتحرك للداخل وبصوت هاديء وملامح وجه بشوشة تحدث
صباح الخير
الټفت الجميع صوبه لتتفاجأ فريال بضمته لكف تلك التي تتحرك بجانبه والخجل يعتريها رد الجميع التحية ليتحدث علام مستفسرا
إيه التأخير ده كله يا سيادة المستشار موتنا من الجوع وكنا لسة هناكل ونسيبكم
ابتسم لوالده ليتحدث وهو يسحب المقعد للخلف لتجلس عليه كأميرة
أنا أسف يا باشانمت إمبارح متأخر علشان كدة أخدت وقت على ما فوقت نفسي
ولا يهمك يا حبيبيمحصلش حاجة دول كلهم عشر دقايق...كلمات هادئة نطقت بها والدته لتسترسل وهي توجه بصرها لتلك المتلبكة بابتسامة
إزيك يا إيثار
أخرجت صوتها لتتحدث بخجل
الله يسلمك يا دكتورة
عاملة إيه يا إيثاريارب تكوني مرتاحة في البيت وإتأقلمتي عليه بسرعة...كلمات نطقها والده لتبتسم له بسعادة ليتحدث ذاك الذي جاورها الجلوس بالمقعد المجاور
أكيد إتأقلمت يا باشافيه حد بيستغرب بيته وميرتاحش فيه
جعلتها كلماته واهتمامه بها تشعر بوغزة اقټحمت قلبها أبعد ما أخبرته به ليلة أمس وتلك المعاملة الجافة مازال يغمرها باهتمامه المبالغ به لقد أثبت بالفعل أنه رجل بكل ما تحمله الكلمة من معني لقد توقعت ثورة عارمة من غضبه ستطولها بعدما هدمت امنياته وصدته وهي التي جعلته يتأمل ويمني حاله بامتلاكها والدخول بها كزوجة شرعيه حتي تأمل واستعد نفسيا وعلى حين غرة صڤعته بقوة برفضها الصريح لهوعت على صوته وهو يسألها ممسكا بشوكتين بين يديه
تاخدي جبن
أومأت بابتسامة سعيدة لم تستطع حجبها عن عينيه ليضع بصحنها بعضا من أنواع الجبن ثم أمسك بالخبز ليضعه أيضا داخل صحنها تحت نظرات فريال المتفحصة لتلك النظرات المتبادلة بين شقيقها وتلك الدخيلة تنهدت بريبة وعدم راحة بقلبها
بعد انتهاء اليوم
صعدت لتغفو بغرفتها وكعادتها منذ أن أحضرها فؤاد إلى هنا أخذت صغيرها داخل ليغفوا فهي تخشى عليه لذا لا تأمن وجوده إلا وأثناء ما كانت تغط بنوم عميق دق بابها بخفة لكنها لم تشعر لشدة أرقهافتح الباب بهدوء كي لا يزعج الصغير ونظر عليها ليرى وجهها عبر الضوء الخاڤت المضئ من ذاك المصباح الكهربائي المعلق بالحائطكانت الإضاءة باللون الأحمر الخاڤت مما انعكس على ملامح وجهها وأعطاها مظهرا مثيرا للغايةإبتلع لعابه عندما اقترب ليقف بجانبها ورأى شعر رأسها الحريري شديد السواد مفرودا فوق وسادتها البيضاءأما شفتاها المكتنزة فحدث ولا حرجابتلع لعابه وأغمض عينيه ليأخذ نفسا
عميقا حاول به تهدأة ثورة مشاعره الكامنةوضع كفه فوق كتفها فقد كانت ترتدي منامة بحمالات رفيعة من اللون الأزرق هزها بحنان وهو يهمس بنبرة خرجت رغما
عنه حنون
إيثار
إمممم
هامت روحه وما شعر بحاله إلا وهو يتلمس شعرها بنعومة ليتابع محاولة إيقاظها قائلا بهمس
إيثارإيثار
قاومت نعاسها وبدأت بفتح أهدابها رويدا رويدا إتباعا لندائه باسمها وما أن استعادت وعيها ورأته يقف بجوار الفراش حتى انتفضت لتهب جالسة وبحركة تلقائية بخجلها العارم فاتجه صوب المقعد والتقط مأزرها ليعود به يناولها إياه وهو يشيح ببصره بالجهة الأخرى تناولته بلهفة لترتديه على السريع وما أن إنتهت لتسأله بنبرة حادة بعدما تطلعت بالهاتف لتجد الساعة الثالثة فجرا
خير يا سيادةالمستشارإيه اللي جايبك في الوقت المتأخر ده!
إنتهى البارت
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
بسم الله لا حول ولا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الجزء الأول من
الفصل السابع والعشرون
_أنا لها شمسبقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
وما لي لا أرى من حسناوات الدنيا سواك حبيبتي نعم حبيبتي الأولى بل والأخيرة وآسرة لبيفأنت الوحيدة من بين نساء الكون بأكمله التي وجدت حالي الضائعة بأعماق عينيها وبين ثنايا قلبها الراقيبعناقك أشعر وكأني ملكا متوجا وأمتلك الكون بما عليهيا لك من ساحرة ماكرةكيف استطعتي أن تسرقيني من نفسي بتلك الطريقة السلسة حتى أنني لم أشعر !
متى وكيف
فقد قضيت أعواما أبحث فيها عن ذاتي التائهة فلم أجدها إلا بين ثنايا روحك الطاهرةفيا مستبدة كفى عنادا فالقلب فاض ولم يعد فيه تحمل الإبتعاد
أتبعيني وتعالي لتسكني وأقسم سأذيقك بداخلها شراب العسل المصفى وستنعمين بقربيسترين معي ما لم يخطر لك يوما حتى بأحلامك فقط سلمي لي قلبك وامهليني الفرصة كي أسلبك لبك مثلما فعلتي
ووعدا ستعضين على قلبك ندما فلن تكفيك حينها العشرة أصابع على كل ما أهدرته من وقت في ابتعادنا !
أنا_لها_شمس
فؤاد _علام_زين_الدين
بقلمي_روز_أمين
انتفضت بارتياب حين وعت على حالها ورأته يقف بجوار فراشها فجرا لتهتف بسؤال خرج تلقائيا بنبرة حادة
خير يا سيادةالمستشارإيه اللي جايبك في الوقت المتأخر ده!
إعتدل يتطلع عليها ثم نطق بصوت رزين جاد
سعاد إتصلت عليا وبلغتني إن عزة تعبانة قوي
شهقت بخضة واړتعبت أوصالها لتقفز بجلبة واحدة وبلمح البصر كانت تقف أمامه تسأله بلهفة وارتياب
تعبانة إزاي
أجابها بإيضاح
أنا نزلت شوفتها وتقريبا عندها مغص كلويلازم تتنقل للمستشفى حالا لأنها بترجع
هتفت وهي تتوجه نحو الباب بهلع ظهر فوق ملامحها
ياريت تتصل لنا بعربية إسعاف وأنا هاخدها وأروح لأقرب مستشفى
باغتها بجذب ساعدها بقوة ألمتها ليهمس غاضبا وهو يرمقها بنظرات ڼارية
إنت رايحة فين بهدومك وشعرك ده!
تطلعت لنظراته المستعيرة لتستشعر جرمها وهي تنظر لذاك الروب الحريري عليها ناهيك عن شعرها المفرود فوق كتفيها وظهرها لتبتلع لعابها حرجا فيتابع هو بنبرة حازمة
بطلي بقى تتصرفي كأني مش موجود في حياتكسيادتك بقيتي مراتي ومسؤلة مني وكل حاجة تخصك بقت تخصني
ليستطرد بتذكير لحديثها الممېت له
حتى لو جوازنا صوري ولوقت محدد زي ما جنابك مقررة فأنت مجبرة إنك تحترمي وجودي في حياتك وتتصرفي بشكل يليق بيا وبمكانتي طول ما أنت على ذمتي
ابتلعت لعابها ړعبا من هيأته وعينيه الغاضبة وصرامته التي كان يتحدث بهامالت برأسها للأسفل بعدما اعتراها الخجل ليزفر هو بقوة فقد سأم تجاهلها له ولعبها
لدور القائد والذئاب الشرسة التي تلاحقها طيلة الوقتيريدها أنثاه الطائعةتسلمه زمام أمرها ليقودها معه ويبحرا حتى يرسا لبر الأمانلكن تلك العنيدة لا تعطيه الفرصةدائما ما تشعره بأن لا حاجة لها بهتتصرف كما كانت قبل أن تصبح زوجته أمام الجميع وهذا ما يثير جنونهفقط حالتها النفسية وتشتتها الذي إجتاح كيانها بفضل ۏفاة والدها وما تلاه من أحداث هو من يجعله صبورا مراعيالكنها وبمواقفها المستفزة معه تثير حفيظته وتجبره أحيانا لإڼفجار ثورته العارمة بوجههاأغمض عينيه وأخذ نفسا عميقا ليهدئ به روعه ليسترسل ناطقا بنبرة هادئة كي يسحبها من دوامة حزنها قبل أن تبتلعها بعمقها
غيري هدومك والبسي حجابك وألحقيني على تحت علشان ناخدها للمستشفى في عربيتي
هزت رأسها لعدة مرات
للتأكيد لكنها توقفت وهي تنظر لصغيرها الغافي بتشتت وارتياب
طب يوسف هعمل فيه إيه لو صحي ولقى نفسه لوحده من غيري أنا وعزة هيترعب
هز رأسها يحدثها بجدية كي يطمأن قلبها
متقلقيشهخلي سعاد تطلع له حد من البنات تقعد جنبه لحد ما نرجع
أومأت بإيجاب لتسرع إلى خزانة الملابس وتنتقي بنطالا وكنزة باللون الأسود بعد قليل كانت تستقل الكنبة الخلفية بجانب عزة التي تتألم بشدة ليتحدث فؤاد إلى رئيسة العاملات من نافذة السيارة
خلي بالك من يوسف كويس يا سعادالولد أمانة عندك وإنت المسؤلة عن أمانه قداميولو الباشا والدكتورة صحيوا قبل ما نرجع بلغيهم باللي حصل وطمنيهم
أجابته برتابة وجدية
إطمن يا سيادة المستشاريوسف في عنيا
انطلق بسيارته سريعا لتصرخ عزة وهي تشدد بقبضتها على
كف إيثار ويبدوا على ملامحها شدة الألم
ھموت يا إيثار جنبي هيتفرتك
بملامح وجه مټألمة لألمها نطقت بارتعاب ظهر بعينيها لطمأنتها
سلامتك يا عزةأول ما نوصل على المستشفى هيدوكي أدوية هتريحك على طول إن شاءالله
كان يقود بسرعة متابعا الطريق ويتابعهما أيضا بإنعكاس مرآة السيارة فتحدث كي يبث داخل عزة الطمأنينة
إتحملي شوية يا عزة المستشفى قريبة من هنا وأنا بلغتهم إننا في الطريقإن شاء الله هنلاقيهم في انتظارنا على البوابة
بالفعل ما هي إلا دقائق وكان يصف سيارته ليسرع إليه طاقم من التمريض والعمال ليصطحبوا عزة ويحملوها فوق التخت المتحرك وبسرعة البرق كانت داخل حجرة الكشف الأوليكانت تقف بالخارج تستند برأسها على الحائط ويبدوا عليها الهلعإقترب عليها وتحدث قائلا ليهدأها
متقلقيشأكيد شوية مغص والدكتور هيديها أدوية تريحها
أومأت له والتزمت الصمتبعد قليل خرج الطبيب ليتحدث إلى فؤاد
المړيضة عندها إلتهاب شديد بالزايدة الدودية ولازم إستأصالها فورا
وضعت كف يدها على فمها واغرورقت عينيها بدموع الالم أما فؤاد فتحدث بنبرة جادة
اتفضل شوف شغلك يا دكتور
اومأ له وتحرك الطبيب فاقترب هو عليها ليقول
عملية الزايدة سهلة جداهتعملها وهتقوم بالسلامة إن شاء الله
يارب يا فؤاد يارب...قالتها بضعف ألم قلبه لأجلها فاقتربت إحدى الموظفات لتبلغه
ياريت حضرتك تتفضل معايا للحسابات علشان تدفع تأمين العملية
أوك...نطقها لينظر لتلك الواقفة وهو يبلغها بنظرات حنون وكأنه يحدث ابنته
خليك هنا علشان عزة لما تطلع من الكشف تلاقيك وأنا مش هتأخرشوية وهرجع لك على طول
أمسكت كفه قبل أن يتحرك لتبلغه بما أشعل روحه
خليك إنت جنب عزة وأنا هروح معاها أنا معايا الفيزا وفيها فلوس كفاية الحمدلله
تحول بلحظة وأصبحت ملامحه الحنون إلى شرسة وهو يرمقها بعينين تطلق شزرا قبل أن يقول من بين أسنانه بلهجة حادة غير قابلة للنقاش
إقعدي مكانك وأستني عزة زي ما قولت لك
ارتبكت من نظراته الغاضبة لتهز رأسها سريعا عدة مرات دلالة التأكيد مما جعله يكظم ضحكاته من هيأتها التي تشبه الفأر داخل المصيدة ليتحرك ويتركها تتنفس براحة فور ابتعادهبعد مدة عاد لينضم إليها بعد قليل كانا يتحركا بجوار عزة وهي محمولة على الشزلونج المتحرك باتجاه غرفة العملياتامسكت كفها لتنطق بأعين تفيض حنانا
مټخافيش يا حبيبتيالعملية سهلة وهتقومي منها بالسلامة
شددت على كف يدها لتوصيها بنبرة صوت مړتعبة ونظرات شقت بها صدر الأخرى
متسبنيش لوحدي في المستشفى وتمشي يا إيثارولو مۏت في العملية إتصلي باختي علشان تاخدني وټدفني جنب أمي
نزلت دموعها وقبل أن تجيبها قاطعها فؤاد بما فصل وصلتهما وهو يتطلع على كلاهما باستغراب وتعجب مشمئز
إيه الأوڤر اللي إنت فيه ده يا عزة هو أنت داخله تعملي قلب مفتوح يا ماما!
واستطرد بتهاون أراد من خلاله تهوين الامر عليها
دي عملية زايدةحاجة كده شبه لما تدخلي المطبخ تعملي كباية شاي
وتابع قاصدا كليهما
فبلاش تعيشوا الدور إنت وهي وتقلبوها
لنا دراما كوين
ابتسمت لترد بمداعبة بعدما رأت دموع إيثار المنهمرة فوق خديها
يا ساتر عليك يا سيادة المستشار لازم تفصلني يعني
ابتسم الجميع لتتابع هي بمشاكسة
إتصلي بقى بالست دولة في القصر خليها تعملي فرخة بلدي وشوربة لسان العصفور علشان أعوض لما أخرج من العملية
لتسترسل بتنبيه
بس نبه عليها تعملها بالسمنة البلديحاكم أنا مبحبش السمن الصناعي
ضحك ليجيبها بموافقة
بس كده إنت تؤمري يا عزة هانم
وصلت إلى الباب لتختفي خلفه لتنساب دموع إيثار مع خروج شهقات متتاليةهرول عليها ليسحبها داخل وبات يمسح فوق ظهرها ويهدهدها قائلا بنبرة تقطر حنانا واهتمام
إهدي يا باباعزة هتبقى كويسة
اومأت وهي تقول بدموعها
يارب يارب
تحرك بها ليجلسها على إحدى مقاعد الأستراحة وجاورها الجلوس ليضع ساعديه فوق ركبتاه شابكا كفيه ببعضيهما وهو ينظر أسفل قدماه منتظرامرت أكثر من نصف ساعة وفجأة وجدها تميل برأسها على كتفه ليتطلع عليها رأها غارقة بنومهاابتسم واعتدل ليستند بظهره خلف المقعد ثم مد يده يعدل بها وضعية رأسها لترتاح فوق كتفه قرب أنفه من حجابها الموضوع فوق شعرها وبات يستنشق رائحته باستمتاعيالها من رائحة تشبه رائحة تفتح زهور البرتقالبالتأكيد توجد روائح أفضل بكثير من رائحتها لكنها الأفضل على الإطلاق بالنسبة لهمال بجانب عينيه يتطلع على ملامحها الهادئة وبدون إدراك وضع كفه يتلمس وجنتها الناعمةأصبح مهووسا بغرامها فقد فتنته بعنفوانها واختلافها عن الاخريات فوقع صريعا لغرامها المتيم وانتهى الأمر
تنهد بأسى لأجلها فقد بدا على ملامحها الإرهاق أما جسدها فكان مستسلما للنوم مما يدل على حاجتها الملحة للراحة ترجع لعدم اخذها القسط الكافي من النوم والراحة هذة الأيامأسند رأسها بكفاه على خلفية المقعد قبل أن يعتدل ويهب واقفا ليحملها بين ذراعيه القويتين مما أفزعها وجعلها تفتح عينيها سريعا لتتفقد ما حدث لها بعد أن شعرت بحالها ترتفع في الهواءطمأنها سريعا وهو ينطق بصوت حنون
إهديهاخدك ترتاحي في الأوضة اللي حجزناها لعزة
شعرت بالإستكانة بين يداه لتباغته بلف
حركت أهدابها لتسأله بصوت متحشرج
هي عزة خرجت
لسة قدامها نص ساعة كمان في اوضة العمليات وساعة على الأقل في غرفة الإفاقةنامي وأول ما تخرج هصحيك...نطقها بهدوء لتومي له برأسها وأغمضت عينيها على الفوركاد أن يتحرك نحو النافذة ليتطلع منها على الخارج لكنه تصنم حين أمسكت كفه بقوة لتمنعه من الرحيل حيث همست بنعاس وعيناي مازالتا مغمضتان
خليك جنبي يا فؤاد ماتسبنيش
لا يدري ما أصابه جراء تلك الحركة انتفض جسده وسارت دقات قلبه تقرع مثل طبول الحړبمال مقتربا على وجهها وبدون إدراك منه وكأنه مغيب أجابها بهمس ناعم تسلل لداخلها ليشعرها بالأمان الفوري
عمري ما أقدر أسيبك
تزحزحت بجسدها للخلف تفسح له المجال ليجلس بجانبهااقټحمت سعادة الدنيا روحه لتنتعش وكأنه عاد مراهقا فتلك المشاعر التي تجتاحه بحضرتها لم يسبق ومرت عليهنعم فكل شيئ معها مختلف وله مذاق من نوع خاصجاورها الجلوس ومازال كفها متشبث بخاصته وكأنه أصبح ملاذها لتدخل بنوم عميقنظر لملامحها المطمأنة وعلى الفور ارتسمت ابتسامة سعيدة فوق ثغره
تنهد بقلب أرقته كثرة
الإشتياق همس
من بين الغليظة وهو يتعمق بها
لحد إمتى هفضل أكابر وأتحملربنا يصبرني على هرمونات الجنان اللي بتهب عليك فجأة
ليتنهد بقلب يتحرق شوقا متابعا بلهيب
والله حرام عليك اللي عملاه فينا ده
مر الوقت سريعا وهو جالسا بجوارها يتأمل وجهها بجسد متيبس جراء إقترابه بهذا الحد المهلكوأثناء اندماجه استمع لخبطات فوق البابسحب كفه سريعا لتنتفض تلك النائمة وتجلس تتلفت حولها بفزع قبل أن يطمأنها بهدوء
إهدي يا بابا وعدلي حجابك كويس
تحرك سريعا وقبل أن يصل للباب وجده قد فتح ودلف من خلاله العمال وهم يحركون الشزلونج حيث تتمدد عليه عزةقفزت لتهرول ناحيتها ليوقفها بيده وهو يقول بهدوء
أصبري لما ينقلوها على سريرها
بعد قليل اطمئنوا على عزة حيث فاقت واستعادت وعيها بالكامل إتصل فؤاد بأحد حراس القصر وطلب منه أن يأتي بالعاملة ودادكي تجالس عزة وبالفعل أتى كلاهما وانتظرا خارج الغرفةبعد مرور بعض الوقت تحدث فؤاد بنبرة هادئة وهو يطالع تلك الممسكة بكف عزة بتشبث
يلا بينا يا إيثار
تطلعت إليه باستغراب ليتابع بعدما قرأ ما بعينيها من رفض
إحنا لازم نروح لاني عندي شغل وإنت كمان محتاجة تاخدي شاور وتنامي كمان علشان يوسف لما يصحى
واستطرد لإقناعها
الولد لسة مش متعود على حد من أهل البيت ولو صحي وملاقكيش جنبه إنت أو عزة هيتخض
كانت تستمع له بتمعن شديد لتنطق مقترحة
إنت ممكن تبعتهولي مع حد من ال Body Guard
تحولت عينيه لحادة كالصقر ليرتعب داخلها أثر استماعها لطريقته الخشنة
إيثار
واستطرد بنبرة صارمة ترجع لرعبه عليها من فكرة استفراد نصر ونجله بها
الموضوع ده غير قابل للمناقشة
أطرقت برأسها فى حزن ليزفر هو بقوة قبل أن تنطق عزة بما حسم الأمر
روحي مع جوزك يا حبيبتي علشان الولد
لم تدري ما حدث لها حينما استمعت لكلمةزوجكمن عزةفقد غزت مشاعر رائعة داخلها لكونها منسوبة لهلتستطرد عزة بحروف متقطعة ترجع لتأثرها بدواء التخدير
هو عنده حق يوسف هيتفزع لو قام من النوم ملقناش إحنا الإتنينوغلط عليه إنك تجبيه هنا في المستشفى
طالعتها بحزن لأجلها لتتابع الاخرى للتهوين من الامر عليها
روحي ومتقلقيش علياأنا معايا وداد والحارس هيستنانا قدام المستشفىأنا هعوز إيه تاني أكثر من كده
نظرت لها بوجه حزين لتحثها الاخرى على التحرك
يلا يا بنتي روحي مع جوزك علشان الراجل يلحق يروح شغله
ابتسم ليقول باستحسان لحديثها
ربنا يبارك في عقلك يا عزة والله
عد الجمايل يا باشا...قالتها بابتسامة ليردها إليها بامتنان
استقلت السيارة معه وانطلق بطريقهما للعودة إلى القصروضعت كف يدها على فمها لتتثاوب بنعاس لمحه بطرف عينيه المراقبتين لها طيلة الوقت ليسألها بمشاكسة أراد بها انتشالها من دوامة حزنها على تركها لعزة وحيدة بالمشفى
لسه مشبعتيش نوم ده أنت نايمة من ساعة مطلعنا من البيت
منمتش كويس ليا يومين...نطقتها بصوت مټألم خجول يرجع سببه لما حدث بينهما منذ أن خرجت صباح أول أمس لينتهي اليوم بمشاجرة وتراشق بالكلمات وما نهى على تماسكها وحرم على عينيها النوم هو ما حدث بمساء أمستنهد بأسى حين رأى نظراتها الزائغة وفهم مغزاها ليتطلع أمامه وهو يتابع القيادة بصمت تام دام من كلاهما حتى وصلا لداخل القصر توقف بالسيارة وتطلع عليها ليجدها غارقة بالنوم ابتسم وټأذى بنفس الوقت لحالتها المزريةفك وثاق حزام الامان الخاص به واقترب عليها يهمس كي لا يفزعها
إيثارقومي إحنا وصلنا
حركت أهدابها لتفتحها
للجهة الاخرى وقبل أن يصل لها
كانت قد فتحت الباب ليسرع هو ويبسط كفه لهاتطلعت بعينين ولهة للاعلى تتعمق بعينيه لكنها صدمت حين رأت بهما جمود على غير العادة ابتلعت ريقها بړعب وخجل لتسلمه كفها كي يساعدها على الترجل من السيارةأغلق الباب وتحدث إليها باهتمام لكنه الجمود ذاته مازال ساكنا عيناه
قادرة تمشي
إمممم...قالتها بأعين خجلة ناظرة أسفل قدميها لتتحرك بجانبه للداخل ليصعدا الدرج سويا إلى ان وصلا لجناحيهما المتجاوران لتتفاجأ به ينسحب صوب بابه الخاص دون أن يكلف حاله عناء النظر إليها لتنطق سريعا وهي تراه ممسكا بمقبض الباب يستعد للفه
متشكرة يا سيادة المستشار مش عارفة من غير وجودك معانا النهاردة كنت هعمل إيه انا وعزة... نطقتها بعينين تنطقان ولهااستدار يتطلع عليها ليبتلع لعابه تأثرا بمظهرها الفاتن للحظة شعر بغصة مرة بقلبة عندما أعيدت لذاكرته رفضها له بكل مهانة لتصرخ كرامة الرجل بداخله وهي تأمره بالهروب الأضطراري وباتباعه لسياسته الجديدة الذي قرر بين حاله إتباعها كي يكسر عناد تلك المستبدة لتتحول على الفور نظراته لباردة وهو ينطق بصوت صارما متجاهلا شكرها وامتنانها
أنا هاخد شاور سريع وأروح على شغلي
رفع ساعده ينظر بساعة يده فوجدها قد تخطت السابعة والنصف ليتابع بترتيب لها كي يطمأنها لتغفوا بسلام واطمئنان
وهبلغ سعاد تطلع بعد ساعة تلبس يوسف وتسلمه للباص بنفسها
واستطرد بجدية وكأنه ألة
لو احتجتي أي حاجة خاصة بعزة إبقي رني عليا
أومأت بحزن لمعاملته التي تغيرت
بعد مرور عدة أيام
داخل منزل غانم الجوهريولجت منيرة من باب المنزل حيث كانت بالخارج تقوم بتأدية واجب
عزاء في ۏفاة إحدى سيدات القريةسألت إبنة عزيز الكبرى مستفسرة بشكل روتيني
أمك ومرات عمك فين
في المطبخ بينضفوا بط
اتسعت اعينها وأسرعت بخطى واسعة وهي تهتف غاضبة
بط إيه ده اللي بينضفوه
خطت بساقيها لتتوقف وهي ترمقهما بعيني جاحظة لتصيح بنبرة مشټعلة
بتعملي إيه إنت وهي!
هي تكية أهاليكم علشان تعملوا اللي ييجي في دماغكم من غير ما تستأذنوا صاحبة البيت اللي أويكم!
هبت نوارة لتقف منتفضة
وأنا والله كنت فكراك إنت اللي قايلة لها
توسع بؤبؤ عيناي منيرة وهي تنظر لبرود تلك النسرينالتي لم تتزحزح بجلستها وتابعت ما تفعل لتنطق بملامح وجه هادئة وهي تنظر لما بيدها دون عناء النظر لتلك التي تشتعل ڠضبا
مفرقتش كتير يا نوارةكبير البيت هو اللي قال لي
هتفت منيرة وهي كفا بالاخر
ويطلع مين يا اختى كبير البيت ده كمان
رفعت عينيها تتطلع إليها لتقول ببرود كالثلج
عزيز يا حماتيكبير البيت واللي بقى ليه الكلمة الاولى والاخيرة في البيت ده
على نفسه وعليك يا موكوسة الأملة...نطقتها پغضب لتتابع بسخرية وتهكم
وبعدين اللي يحكم يحكم من ماله ومن جيبه يا اختي مش يحكم في ملك غيره!
والله الكلام ده تروحي تقوليه لإبنك مش ليا...كلمات قالتها بتجبر وتقليل من شأن والدة زوجها اشعلتها وقبل أن تجيبها صدح
صوت عزيز من خلفها حيث ولج للتو من الخارج ليهتف بنبرة حادة
صوتكم عالي وجايب أخر الشارع ليه!
وما أن استمعت نسرين لصوت زوجها حتى هبت واقفة لتنفض يداها من ريش الطير وهرولت إليه لتقول بملامح وجه رسمت عليها الحزن والتأثر
تعالى يا عزيز شوف أمك عملت فيا إيه بهدلتني علشان دكرين البط
وتابعت بتفخيم لذاته كي تستدعي غضبه على والدته اكثر
وليه وليه اللي بقول لها إن كبير البيت هو اللي أمرني بكده
استدارت منيرة لنجلها تسأله بحدة
إنت اللي قولت لها تعمل كده يا عزيز!
رفع قامته ليجيبها بتجبر
ايوه يا أما أنا اللي قولت لها وحتى لو ما قولتلهاشده بيتها وخير جوزها ومن حقها تعمل اللي على كيفها
صاحت بكل صوتها لتنطق بطريقة لأول مرة تتعامل بها معه
ده لما يكون المال مالك يا عين أمك إنما كل الخير اللي عمال تبهدل فيه إنت والمعدولة مراتك ده يبقى مال أبوك وشقايا أنا وهو طول السنين
صاح بحدة وعيناي تشتعل ڼارا من حقدها
كل حاجة بتاعتي وشقايا مع أبوياكفاية إني أخدت دبلوم وسبت عيالك يدخلوا الكلياتده حتى البت لما خدت كليهيبقى العدل بيقول إن أخد نص البيت ونص الارض قصاد تعليمي اللي ماكملتوش
لا ده انت عيارك فلت إنت ومراتك ولازم اخواتك يقعدوا معاك علشان تعرف حدودك...نطقتها لتنطلق لغرفتها وتصفع بابها بحدة لتعلن من خلاله عن ڠضبها العارمنظر عزيز لزوجته ونوارة ليشير لكليهما بلامبالاة وكأن شيئا لم يحدث
يلا انجزوا علشان تلحقوا تطبخوا الغدا في ميعادهأنا مېت من الجوع
ليلا
اجتمع الشقيقان ومنيرة بصحبة عزيز في جلسة عائلية طلبتها منيرة لوضع النقاط فوق الحروفوتناقشا ليهب عزيز من جلسته وينطق بتجبر
أخر كلام عندي البيت ده أنا اللي هتحكم فيه والكلمة الاولى والأخيرة ليا
ليستطرد بنبرة صارمة
وإنت يا أم عزيز ريحي نفسك وأقعدي على الكنبة إتفرجي على التلفزيون مع العيالومن بكرة نسرين هي اللي هتمسك البيت
نزلت كلماته على قلب منيرة شطرتها لنصفينأفبعد كل ما فعلته من أجله ووقفت بجبهته تحارب معه جميع الجبهات يتجبر عليها هكذا وينصر زوجته بل ويطلب منها التقاعد كموظفي الحكوماتنزلت دمعة ألم وحسرة من عينيها ليهب أيهم واقفا ليقول بعنفوان الشباب
إنت اټجننت يا عزيزإيه اللي بتقوله لأمك ده
تسمر بمكانه عندما نزل كف عزيز على وجهه ليلطمه بقوة جعلت الجميع يذهلون لتصرخ منيرة ويهرول وجدي إلى عزيز يمسكه من تلابيب جلبابه ويقول وهو يهزه پعنف وعيناي تطلق شزرا
هي حصلت كمان أخوك إنت فجرت ومبقاش حد قادر عليك بس أنا بقى اللي هقف لك يا عزيز
قبض عزيز على كفاي شقيقه وقام بنفضهما بقوة ليهتف بتجبر وفجور ظهر بعيناه
أعلى ما في خيلك إركبه يا بيه وهي دي معاملتي من هنا ورايح للكل
وتابع بصياح وهو يرمق أيهم المصډوم بحدة
واللي مش عاجبه الباب يفوت جمل
صړخ ايهم ليهتف بنبرة غاضبة
الباب اللي يفوت جمل ده إنت اللي هتطلع منه إنت والخسيسة مراتك اللي اصلها الواطي ظهر في معاملتها لأمك وديني وما أعبد لأكلم إيثار واخليها تجيب جوزها وييجوا يرموك إنت وهي وعيالكم في الشارع زي كلاب السكك
قهقه بقوة لينطق بثقة عالية
وإنت فاكر إن إيثار هتعبرك ولا هترد عليك من الأساس
صاح أيهم يتحداه بنظرات ڼارية
هترد وهتيجي لما تعرف اللي حصل لأمها على إيدك إنت وقليلة الاصل مراتك
ضحك ليجيبه ساخرا
بأمارة إيه يا حبيبي هتجي تقف جنبهاأمك بالنسبة ل إيثار أكبر عدوة ليها وكل اللي يهم إيثار هو حضانة إبنها
واستطرد بدهاء
أختك ذكية وهي عارفة إن أنا الوحيد اللي أقدر أجبر أمها واخليها ترفع
قضية الضمعلشان كده عمرها ما هتعاديني ولا هتيجي في صفكم لأن ببساطة كلنا بقينا في نفس الخانة عندها بعد اللي حصل في عزا أبوك
تطلع لوجوه الجميع التي أصابها الوجوم جراء صحة حديث ذاك الحاقد الذي استغل الوضع لصالحه رفع سبابته ليشير به متنقلا بين الجميع
من هنا ورايح كل واحد فيكم يلزم تمامه ويعرف حدوده في البيتوالكلمة اللي اقولها تتنفذ ومن غير وش كتير
وإنت يا أم عزيزالكلام اللي قولته يتسمع أنا عاوز لك الراحة...قالها بتأكيد لينسحب للخارج بارتياح تحت عدم استيعاب الجميع لما حدث للتو ونظراتهم المتبادلة فيما بينهم بذهول لما وصلوا إليه ارتمت منيرة فوق الاريكة لتنهمر دموعها الغزيرة والمټألمة تحت نظرات نجليها المتألمين لرؤيتهما لوالدتهما على تلك الحالة المزرية
في تمام الساعة الثالثة ظهرا
كانت تجلس بجوار حوض الزهور الذي سلبها عقلها منذ أن أتت إلى القصر تجاورها الجلوس عزة التي بدأت تتعافى وتخرج في الحديقة لاستنشاق الهواء النقي بعدما ملت من التمدد بتختها والحق يقال
فقد راعتها عائلة علام وحاوتطها بالإهتمام مما حسن نفسية عزة وجعلها تشعر بالراحة والإنسجامتحدثت بهدوء وحذر
نوارة كلمتني الصبح
خير!...قالتها باقتضاب حيث انها قد اغلقت قلبها من ناحية الجميع منذ ما حدث وما عادت تطيق الإستماع لأخبارهماجابتها بهدوء
بتقول لي عزيز مبهدل أمك وإخواتك معاه من ساعة ما أبوك ماټ
ابتسمت ساخرة قبل أن تنطق بلا مبالاة
وإحنا مالنا
أجابتها بتعاطف
البت مكلماني ومتعشمة تتدخلي وتلمي عزيز ومراته وتهدديهم بعقد البيت والأرض
زفرت بحدة لتقول بصرامة
عزةأنا مش عايزة أسمع أي كلام في الموضوع ده تاني الناس دي أنا مشفتش منهم أي خيرأول ما عزيز إتجبر بدأ بيا أناوبدل ما يقفوا جنبي ويدافعوا عن الحق وقفوا معاه هو ضدي ولولا ربنا سخر لي فؤاد كان زماني مرمية تحت رجلين إجلال ويا عالم كان هيجرى لي إيهولولا بابا الله يرحمه كان عنده بعد نظر كان زمانهم واخدين إبني مني ومسلمينه لنصر
وتابعت بعيناي زائغة غير مستوعبة
بأي عين جايين الوقت يطلبوا مساعدتي!
كادت ان تنطق لتوقفها بإشارة من يدها واسترسلت قائلة
خلاص يا عزةإنت لسة تعبانة من العملية ومش حمل مناهدة
تنهدت بهدوء لتقول وهي تستند على حواف المقعد لتفرد ظهرها
حاضر يا إيثار هقوم أخد الدوا اللي قبل الغدا
إستني لما أجي أساعدك...قالتها وهي تستعد للوقوف لتهتف الاخرى سريعا مما طمأنها وجعلها تتسمر بمقعدها
خليك مكانك أنا زي الفل النهاردة
لتسترسل بعيناي تحمل الكثير من عبارات الشكر والإمتنان
كتر خيرك على اللي عملتيه معايا من ساعة ما عملت العملية وإنت مسبتنيش لحظة واحدة لو عندي بنت مكنتش هتحبني وتهتم بيا زي ما عملتي معايا يا إيثار
طب ما أنا بنتك يا عزة ولا هو لازم أقولك يا ماما علشان تحسيها...قالتها بعيناي حنون لتسترسل بنبرة صوت متأثرة
ربنا يخليك ليا أنا ويوسف يا عزة
ابتسمت لتنطق بدعابة ابتسمت على أثرها الأخرى
ويخلي لك سيادة المستشار ويهديك عليه يا بنت الحاج غانم
ضحكت لتنسحب الاخرى للداخلتنهدت وباتت تتطلع حولها بتمعن لتشغل عقلها بعيدا عن اخبار عائلتها التي برغم جمودها التي اظهرته أمام عزة إلا انها تأثرت وحزن قلبها لأجل والدتها وشقيقاهافبرغم ما فعلوه بها إلا انهم يظلوا عائلتها أثناء ترقبها للحديقة وجدت سيارته تدخل من البوابة الحديدية لينتفض قلبها بقوة كادت تخرجه من بين ضلوعها راقبت ترجله من السيارة وقدومه ناحيتها لتبتسم بحالمية وهي تنظر إليه متلاشية كلمات فريال اللاذعة التي قذفتها بوجههاڼصدمت بمروره للداخل وهو ينطق بجمود دون الإلتفاف إليها
السلام عليكم
اتسع بؤبؤ عينيها وهي تتطلع على ظهره تتابع خطواته
الواسعة المتجهة صوب المنزل ليخيم على قلبها الحزن أما هو فتبسم حين لم يجد منها ردا مما يعني صډمتها من معاملته ونهجه الجديد الذي اتبعه معها
بعد قليل أتت إليها العاملة لتستدعيها للداخل لتناول وجبة الغداء ولجت للداخل لتجد الجميع بانتظارها مرحبين بتواجدها بينهم كما المعتادوما أثار دهشتها وقوف حبيبها السريع ليسحب لها المقعد المجاور لهوكعادته بدأ يحدثها بملاطفة وبدأ بوضع بعضا من أصناف الطعام داخل صحنها فقد بات يحفظ ما تحب كما يحفظ اسمهإنتهى الغداء وجلست العائلة في جو مبهج لكنه لم ينضم إليهم وصعد ليغفوليلا نزلت لتتناول وجبة العشاء معهم لكنها لم تجده فسألت والدته على إستحياء
هو سيادة المستشار مش هينزل يتعشى معانا
نظرت عصمت لزوجها
باستغراب لتجيبها بنبرة هادئة
فؤاد خرج يتعشى برة مع واحد صاحبة
أصابها حزنا لتكمل عليها تلك الفريال التي أرادت إنهاء تلك المسرحية الهزلية بمنتهى السرعة لتنطق وهي تمسك بإحدى حبات العنب تقلبها بأصابعها بتمعن يدعوا للإستفزاز
هو مقالكيش ولا إيه!
دفنت نظراتها بداخل الصحن لتقول بصوت خاڤت
أنا كنت نايمة
شعرت عصمت بعمق حزنها لتجيب على حديثها كي تسحبها من ذاك الحزن الذي ملئ عينيها وظهر بنبرة صوتها
أكيد محبش يزعجك يا حبيبتي.
شاركها علام ايضا لينطق بملاطفة
هو فؤاد طول عمره كده بيخرج من غير ما يقول
واستطرد بتودد وهو يشير لصحنها
كملي أكلك علشان نخرج مع بعض في الجنينة
واسترسل كي يخفف من وطأة حزنها
عاوز أوريك أنواع الزرع الجديد اللي جبناه
بالفعل استطاع جذبها لتبتسم له وتومي برأسها بحماس
بعد مرور بضعة أيام
داخل إحدى العيادات الخاصة بإحدي طبيبات النساء والتوليد وبالتحديد داخل حجرة الكشف تجلس سمية بصحبة والدتها تنتظر إنتهاء الطبيبة من قراءة التحاليل والأشعة التصويرية التي طلبتهم منها منذ زيارتها لها بالإسبوع الماضي مع ياسميناخرجت الطبيبة زفرة قوية لتهئ حالها وهي تقول
للاسف يا سميةزي ما شكيت
تمعنت بالنظر لها لتتابع الاخرى
عندك ورم ليفي ضخم مش عارفة إزاي استنيتي عليه المدة دي كلهاوللاسف إتسبب لك في عقم ولازم نستئصل الرحم
نزل عليها الخبر كالصاعقة لتجحظ عينيها وهي تصيح پجنون
إنت بتقولي إيه يا دكتورة عقم مين ورحم مين اللي يتشال
وقفت والدتها لتساندها في حين تحدثت الطبيبة بعملية
إهدي يا سمية الإنفعال مش كويس علشانك
تحدثت والدتها بترجي
طب شوفي لها أي علاج غير شيل الرحم ده يا دكتورة
هزت رأسها لتجيبها
بأسى
مفيش اي حل تانيحالة بنتك متأخرة وللأسف مش هينفع غير الإستئصال وإلا حياتها هتتعرض للخطړ
هتفت بذهول واعتراض بعدما انتفضت بجلستها
خطړ! هو فيه أخطر على حياتي من اللي بتقوليه أنا لسة مخلفتش الواد اللي هيقويني وياكل الجو من إبن إيثاراللي إنت بتقوليه ده معناه انها انتصرت عليا وده اللي لا يمكن أسمح بيه أبدا
صړخت والدتها من ذراعها تحثها على النهوض لتقول للطبيبة بإحراج
معلشاصل الخبر صدمها وخلاها تفقد عقلها
هزت المرأة رأسها بتفهم وهمي لتسحب ابنتها التي ما أن خرجتا من العيادة حتى هاجت وهي تهتف لوالدتها بسخط
شوفتي النحس اللي ملازمني يا مامااعمل إيه واروح فين أنا لو شيلت الرحم العقربة إجلال هتجوز عمرو تاني يوم علشان يخلف دول كانوا صابرين عليا علشان متأكدين إنهم هيرجعوا له بنت منيرة علشان تخلف له كمان واد إجلال كانت بتقول إنها طالعة لأمها خلفتها كلها هتبقى صبيان
واسترسلت بعيناي زائغة تنظر بهما هنا وهناك كالتي فقدت عقلها
أهي اتجوزت يعني خلاص إجلال هتفضى لي وبعد ما
كانت مطنشاني هتفوق عليا وانا خلاص لا هعرف أجيب الواد ولا حتى بت تانية
جذبتها والدتها من رسغها تتعجل خطواتها وهي تقول
بطلي نواح ومدي شوية خلينا نلحق لنا تاكسي يوصلنا على البيت وهناك نفكر هنعمل إيه ونتصرف في المصېبة دي إزاي
تابع الجزء الثاني من الفصل بعد قليل
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الجزء الثاني من
الفصل السابع والعشرون
_أنا لها شمسبقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
عصر يوم الجمعة
كانت تجلس بغرفتها تراجع لصغيرها بعض دروسه استمعت لبعض الطرقات الخفيفة فوق الباب لتسمح للطارق بالدخوللتلج وداد وهي تخبرها باحترام
مساء الخير يا هانم علام باشا عاوز يوسف ينزل في الجنينة علشان عاملين حفلة شوي وعاوزه يلعب مع بيسان وبيقول لحضرتك تنزلي علشان الغدا هيكون في الجنينة النهاردة
اومأت لتجيبها
حاضر يا ودادخدي يوسف وأنا هغير هدومي واحصلك
ارتدت بنطالا من القماش الخفيف باللون البيچ وكنزة باللون النبيتي المفضل لدى معذب قلبها كانت قد ابتاعتها عبر الأنترنت قبل يومين جلبتها خصيصا لإثارة ذاك الذي أصبح لا يعيرها أدنى إهتماما فقررت بدهاء الانثى سحبه لعندها رغما عنهتعلم من أعماقها أنه تغير معها للثأر منها لأجل كرامته التي أهينت على يد تلك العنيدةلذا قررت إتباع الأساليب الملتوية لتجذبه إليها من جديد متغاضية عن حديث فريالفأحكام القلب أقوى من أي حسابات أخرىلعنت حالها وغبائها حين أنجرفت خلف كبريائها وانساقت لحديث تلك الفريال رغم كل ما تشعر به من عشق وحنان يشملها به وتتلمسه من إهتمامه بها وبالصغير وقفت أمام مرآة الزينة لتضع بعض الرتوش الخفيفة على وجهها مما أعطاها مظهرا جذابا فهي بالأصل جميلة ولا تحتاج لأي إضافاتتنفست بعمق لتتحرك للخارجارتبكت حين وجدته يخرج من باب جناحهتوقفت لانتظاره تترقب ردة فعله على لونه المفضل لكنه صدمها عندما تحرك لحتى وصل إليها ليقول بنبرة باردة كالثلج دون أن يلتفت إلى ما ترتديه من الأساس مما أصابها بخيبة الأمل
نازلة
أومأت له بنعم ليشير هو لها باحترام لتتحرك بجانبه سألها باهتمام
يوسف فين
اجابته بتوتر ظهر بصوتها
سيادة المستشار بعت وداد أخدته من شوية
اكتفى بهزة من رأسه ونزلا الدرج سويا ومنه إلي الحديقة مع إلتزامهما بالصمت التام تمعنت بالنظر لتلك الفتاة الواقفة تساعد علام وماجد بتسوية اللحوم فوق الشوايةضيقت عينيها وهي تنظر لثيابها المتحررة حيث ترتدي شورتا قصيرا بالكاد يغطي منتصف فخديها تعتليه كنزة بحمالات رفيعة وصدر مفتوحترفع شعرها الاشقر لأعلى على هيأة كعكةانتبهت لصوت ذاك المجاور لها وهو يهتف بمرح ليصل صوته لتلك الفتاة الشقراء
ده إيه المفاجأة الحلوة دي
وكأنها كانت تنتظر صوته لتلتفت متلهفة على رؤياهضحك وجهها بسعادة وألقت ما بيدها فوق المائدة بإهمال ولم تنتظر حتى يذهب إليها بل أتت هي مهرولة لاستقبالهإحتضنته بحفاوة ليشتعل داخل إيثار من المنظر ومازاد من ڼار غيرتها تقبيل زوجها لتلك الشقراء من وجنتيهاكانت تنظر إليهما كالبلهاء حتى استفاقت على صوت تلك الدخيلة وهي تتأمل ملامحه بعيناي متشوقة لفتاة عاشقة نعم فهي أدرى الناس بحال العاشقين
وحشتني يا فؤاد وحشتني قوي
ابتسم وهو يقول بنبرة رزينة
إزيك يا سميحة جيتي إمتى من لندن!
تحولت نظراتها لحادة وهي تقول بتنبيه
إسمي سو يا فؤاد مش سميحة
قهقه بصوت مرتفع وطريقة جذابة لتختطفه تلك الغريبة وهي تتحرك به للأمام تاركين إيثار بالخلف تتطلع عليهما بذهول وبلاهةشعرت بالإحراج وفكرت بأن تنسحب للأعلى من جديد لكن صوت علام الذي هتف يستدعيها بإبوة كان رادعا لتفكيرها
تعالي يا إيثارواقفة عندك ليه يا بنتي
تحركت للأمام تحت نظرات فريال المتفحصة لملامحها وتأثير زيارة سميحة وتقبيلها بحفاوة لفؤاد ابتسمت عصمت لتضع يدها على كتفها باحتواء وهي تقدمها إلى سميحة المندمجة بالحديث مع فؤاد ولم ترى
بأعينها سواه من بين الجميع
تعالي لما أعرفك على سو بنت عم فؤاد وفريال كانت مسافرة بريطانيا بتحضر ماجستير في الطب النفسي ولسة راجعة من يومين
اومأت إيثار برأسها وهي تقول بصوت خفيض وملامح وجه ساكنة
أهلا وسهلا
أومأت لها الأخرى لتستدير عصمت وهي تنظر بفخر إلى تلك التي دخلت إلى قلبها واتخذت مكانا بجوار نجلها الغالي
ودي إيثارمرات فؤاد
نزل الخبر على سميحة كصاعقة زلزلت كيانهاقصدت عصمت التنوية لكي لا تجعل تلك السميحة تتأمل ككل مرة ترى بها فؤادفهي تعشقه منذ صغرها وقبل أن يتزوج نجلا لكنه لم يراها سوى شقيقة له مثلها كفريال
ابتلعت لعابها لتنطق وهي تتفحص تلك الواقفة أمامها
مرات فؤاد!
حولت بصرها إليه لتسأله بعيني لائمة
إنت إتجوزت!
آه يا حبيبتيعقبالك...قالها ببرود ليستدير لوالده يتابع معه تكملة عملية نضج اللحومجذبت عصمت إيثار وجلستا حول المائدة تنتظران تسوية الطعامأما سميحة فسألت فريال بترقب ومازالت الصدمة ظاهرة فوق ملامحها
ليه ماقولتليش
إن فؤاد إتجوز وإنت بتعزميني على الغدا!
رفعت كتفيها لتنطق بلامبالاة
لأنه متجوزش بالمعنى اللي فهمتيه
سألته باهتمام
يعني إيه كلامك ده
رفعت كأس المشروب البارد لترتشف بعضا من قطراته ثم انزلته بهدوء لتقول وهي تتفحص إيثار الجالسة بارتياح بجوار والدتها
دي جوازة مؤقته وليها ظروف خاصةفترة وكل واحد منهم هيروح لحاله
سألتها متلهفة
بتتكلمي جد يا فيري
طب إحكي لي التفاصيل
هزت رأسها بنفي قبل أن تقول
التفاصيل متخصناش المهم في الموضوع إن الطلاق هيتم قريب جدا لو لاحظتي هتلاقي فؤاد متجنبها خالص
تنهدت سميحة براحة وعاد لها الامل من جديد بفضل كلمات فريال المطمأنةوبعد قليل كان الجميع يجتمع حول طاولة الطعامتعمدت سميحة مجاورة فؤاد والحديث معه بصوت خاڤت أثار حنق تلك المجاورة له بالمقعد الاخر غرست الشوكة بقطعة من اللحم ومدتها باتجاة فم فؤاد لتقول بجرأة
دوق حتة اللحمة دي يا فؤاد وقول لي رأيك فيهاأنا اللي شوياها بنفسي
إقتضمها منها تحت غليان قلب إيثار حيث اشټعل جسدها بالكامل من تقرب تلك الحية من زوجها نعم هو زوجها هي فكيف لها أن تكون بتلك البجاحة وتتقرب منه هكذاضحك علام وهو يداعب إبنة شقيقه الغالي
اللي يسمعك يقول إن إنت اللي متبلة اللحمة ومجهزاها
نطقت بدلال وهي تنظر إلى فؤاد
خلاص بقى يا عمو مش لازم تكسفني قدام فؤاد وتعرفه إني مش بعرف أطبخ
ضيق فؤاد عينيه باستغراب لتضحك فريال وهي تقول بمشاكسة
فؤاد مش بيهتم بالحاجات دي يا سو فمتقلقيش
فريال...قالتها عصمت بحزم لتتابع بعدما وقفت
تعالي معايا نجيب باقي اللحمة من على الشواية
تعجبت من حدة والدتها ونظرت للطعام الذي يملؤ الطاولة إذا فلا داعي لجلب المزيد وخصوصا أن اللحوم بعيدة عن الڼار فلا خوف عليها من الإحتراق لكنها انصاعت لأمر والدتها وتحركت بجانبها وما أن ابتعدا حتي هتفت بصوت خفيض كي لا يصل للأخرين
ممكن أعرف أخرة اللي بتعمليه ده إيه
مطت لتسألها بدهاء
مش فاهمة يا ماما تقصدي إيه
هتفت بنبرة صارمة
أقصد بنت عمك اللي فاجأتينا كلنا بعزومتك ليها على الغدا من غير ما حتى تبلغيني وكلامكم ونظراتكم الغريبة لبعض وكلامكم عن فؤاد
واسترسلت بنبرة تحذيرية
إسمعيني كويس يا فريال وإعتبري ده اخر إنذار ليك مني إبعدي عن اخوك ومراته وسبيهم في حالهم أخوك بيحبها فبلاش تعملي بينهم مشكلة بسبب بنت عمك
ابتسمت بسخرية قبل أن تقول متهكمة
مرات مين يا ماما هو حضرتك مصدقة إنها مراته بجد
وأشارت بكف يدها نحو فؤاد المنسجم بالحديث والضحكات مع سميحة لتتابع ساخرة
هو فيه واحد بيحب واحدة يبقى قاعد يهزر ويضحك مع غيرها ولا عامل لوجودها حساب
تنهدت عصمت بأسى لتسترسل الاخرى بإيضاح
إيثار قربت تكمل شهر في
بيتناتقدري تقولي لي ليه لحد الوقت كل واحد منهم في أوضة لو فعلا بيحبها زي ما حضرتك بتقولي!
فوقي يا ماما وبلاش تعلقي نفسك بوهم مش هيتحقق
لتتركها فريال وتنسحب لتنضم إلى الطاولة من جديد وتابعتها عصمتأشار علام إلى أحد الصحون ثم قال قاصدا إبنة شقيقه
ممكن تناوليني طبق السلطة يا سميحة
سو يا عمو سو سو سو...نطقتها بطريقة اظهرت كم حنقها لتتابع وهي تغمض عينيها باستسلام
الله يسامحك يا بابي من بين كل أسماء البنات مختارليش غير إسم تيتا
ضحك ليجيبها متهكما
إنت كنتي تطولي تتسمي على إسم سميحة هانم الحداد
قلبت عليها بسأم وغيظ
مفتعلان لتنطق بملاطفة
طبعا مين يشهد للعروسة
لتجاريها بالحديث فريال التي قالت وهي تنظر لوالدها بمداعبة
إبنها
أطلق الجميع ضحكاتهمقرر ماجد المشاركة بالحديث الدائر برغم أنه لا يفضل كثرته
أكيد بباك بيحبك جدا وليك مكانة مميزة في قلبه بدليل إنه إختار لك إسم أغلى حد في حياته
أكيد بس سميحة إسم قديم قوي...قالتها بعدم تقبل ليتابع الجميع الحديث عدا تلك الجالسة بصمت تام رغم محاولات علام وعصمت بإشراكها معهم لكنها ظلت متحفظة
انتهى وقت الطعام وانتقلوا للجلوس حول حمام السباحة وظلوا يتبادلون الأحاديث فيما ببنهم حتى أتى المساءأما فؤاد فقد استغل وجود سميحة أسوء إستغلال بعدما لاحظ غيرة واشتعال تلك الشرسة فأراد أن يزيد من نارها حيث طلب من سميحة مجاورته ليريها الحديقة والزهور النادرة الموجودة بهاانسحبت إيثار معتذرة متعللة بإصابتها بصداع نصفي لتصعد لغرفتها بعدما فقدت القدرة على السيطرة على حالهاخطت بساقيها للداخل لتفك حجاب رأسها لتلقي به پعنف فوق التختباتت تجوب الغرفة ذهابا وإيابا بجسد ملتهب من شدة اشتعاله اقتربت من النافذة لتنظر للأسفل فوجدت ما جعل قلبها يتحول لفوهة بركانية على وشك الإڼفجار حين رأت فؤاد يجلس أرضا فوق النجيلة فاردا ساقيه للأمام مستندا بساعديه للخلف في مظهر جذاب أثارها هي شخصيا تقابله تلك الحقېرة المتكأة بكوعها على الارض وتتمدد على جنبها بجسدها المفرود دون خجل أو حياءا يمنعها كانت ساقيها العاريتان مقابلة بوجه فؤاد مما أشعل جسدها بالكامل وجعلها تهرول إلى داخل الحمام لتخلع عنها جميع ثيابها وتنزل تحت صنبور المياة وتفتحه على البارد علها تهدأ من
اشتعال روحها ولو قليلا
أما فريال فكانت تتمشى بجانب زوجها الذي تحدث بنصح
على فكرةكل تصرفاتك مع فؤاد غلط صدقيني هتخسريه لو فضلتي مكملة بالطريقة دي
حتى أنت كمان مش قادر تفهمني يا ماجد...قالتها بتأثر لتنطق بصدق ظهر بعينيها
أنا خاېفة على فؤاد وعاوزة أنهي المسرحية دي بسرعة قبل ما يتأذي من علاقة ملهاش ملامح
تخطت الساعة التاسعة ليلا ومازالت تراقبه من نافذتها تحت نظراته الخبيثة التي تراقب خيالها الظاهر برغم حرصها على ألا تظهروقف منسحبا للأعلى وترك سميحة التي انتوت المبيت بالمنزل اليوم تحت ترحيب الجميع عدا عصمت الغاضبة مما يحدث وصل لغرفته وما أن شرع بتغيير ثيابه وبالكاد ارتدي بنطالا مريحا ليجد خبطات سريعة وقوية ټقتحم بابه ابتسم لمعرفته لشخص الطارق وتنفس بعمق قبل أن يرسم الجدية على ملامحه وينطق قائلا
إتفضل
فتحت الباب لتتحرك سريعا وتقف بمقابلته متلاشية عدم ارتدائه لملابس بالجزء العلوي من جسدههتفت بنبرة حادة وعيناي تطلق شزرا توحي بمدى إحتراق روحها
ممكن تفسر لي اللي عملته تحت قدام أهلك ده!
قطب جبينه بعدم إستيعاب ليسألها بعدما قرر اللعب على أعصابها
مش فاهم
هتفت بحدة وجسد متشنج
أقصد ضحكك وهزارك الغير مقبول مع بنت عمك وكأني مش موجودة
إرتسمت إبتسامة ساخرة فوق قبل أن يضيق ببن عينيه ويسألها متعجبا
هو مش المفروض إن جوازنا صوري
وهنتطلق بعد ما أضمن لك حضانة يوسف!
هز رأسه ليتابع مستفسرا بتهكم
يبقى إيه اللي يزعلك في إني أهزر مع بنت عمي أو حتى أصاحبها
اشتعلت روحها من ردوده الباردة لتصيح بلهجة غاضبة
اللي يزعلني شكلي اللي خليته زي الزفت قدام أهلك وقدام اللي معرفش إسمها إيه دي كمان
سميحة...نطقها ببرود ليتابع بنظرات جادة
إسمها سميحة
رفعت سبابتها أمام عينيه لتصرخ بعيني ملتهبة من شدة ڠضبها
ميهمنيش إسمها ولا هي مين أصلا كل اللي يهمني إنك تحترم وجودي وهي كمان تحترم نفسها ومتقربش منك
بمنتهى الهدوء أمسك صباعها وأنزله للأسفل ثم تنهد ليقول بصوت خال من المشاعر
لو خلصتي كلامك ممكن تتفضلي على أوضتك علشان نعسان وعاوز أنام
صاحت لتنطق بقوة متغاضية عن كلماته المهينة
مش همشي غير لما تجاوبني على سؤالي
اللي هو إيه سؤالك! قالها مستفسرا لتتابع هي بنبرة مټألمة
إنت حكيت لأهلك عن مشاكلي مع إخواتي وقولت لهم إنك إتجوزتني شهامة وإن جوازنا مؤقت لحد ما أحل مشكلة الحضانة!
بملامح وجه قاسېة أجابها باقتضاب
مقولتش أي تفاصيل غير لأبويا وده لأماني أنا وإنت وعمري ما جبت سيرة إن جوازنا مؤقت ليه ولا لأي مخلوقإنت اللي طول الوقت بتقوليها
ابتلعت لعابها ليسألها بجبين مقطب بعدما بدأ بربط الخيوط
الكلام ده وصلك منين!
تنهدت وفكرت بالبوح له عما أخبرتها به فريال لكنها تراجعت لعدم إرادتها بافتعال المشاكل وزرع الفتنة بينه وبين شقيقتههزت رأسها لتجيبه بصوت خرج هادئا
محدش قالي حاجة أنا اللي حبيت استفسر إذا كنت اتجوزتني شهامة منك وحاطط في دماغك إنها فترة وهتطلقني ولا لا
خلصتي كلامك واستفساراتك!...قالها ببرود ليشير لها من جديد صوب الباب
شعرت بكلماته القاسېة تلك وكأنها نصل سکين حاد غرز في وسط قلبها لينهي عليهابتسمت ساخرة من حالها لتنطق بضعف وقد لمعت عينيها من إثر الدموع
أنا اسفة يا سيادة المستشار يظهر إني نسيت نفسي وتخطيت حدودي في البيت من جديد
نطقت كلماتها وانطلقت مهرولة للخارج لتصل إلى غرفتها لترتمي بجسدها فوق التخت وتطلق العنان لدموعها الحبيسة
ظل يتحرك داخل غرفته يجوبها پغضب عارم وهو يشدد على خصلات شعره الغزير يسحبه للخلف بحدة يكاد أن من جذورهتوقف فجأة لينظر باتجاه الباب ومن دون تفكير هرول للخارج ليقتحم باب غرفتها دون استئذان مما أفزع تلك الحزينة حيث تطلعت عليه بنظرات هلعة تتمعن بهيأته الچنونيةأما هو فزاد جنونه حين رأى دموعها المنهمرة ليسألها پغضب عارم
إنت عاوزة إيه بالظبط ها
جيتي لي الأوضة ليه برغم إني مش فارق معاك!غيرانة عليا من بنت عمي ومړعوپة ليكون فيه بينا حاجة وقاعدة بټعيطي ليه!
ليصيح وهو يشيح بذراعية بطريقة مسرحية
مش جوازنا صوري والهانم وخداني كوبري يعديها لبر الأمان هي وابنها!
ليستطرد بما زلزل كيانها ړعبا
أحب ولا أصاحب ولا أتجوز ملكيش فيه بقىأنا حر زي ما أنت حرة في قرارك اللي أخدتيه
زادت شهقاتها وانهمرت دموعها أكثر وأكثر وهي تتطلع لحالته التي تراه عليها لېصرخ قائلا پجنون
بطلي عياط وكلميني زي ما بكلمك
تابعت شهقاتها وبصمت وضعف هزت رأسها مما زاد من اشتعال جسده لم يدري بحاله إلا وهو يهجم عليها كثور هائج فلت لجامه ليمسك بمعصمها بقسۏة كادت أن تكسره ويجذبها پعنف لتقف أرضا أمامه تترنح بجسد غير متزن ليهتف متجاهلا حالتها بلهجة أشد
إنطقيأنا مش هسيبك النهاردة غير لما ننهي المسرحية السخيفة دي
نطقت بحروف مټألمة
فؤاد أنا بحبك بس خاېفة
هتف يسألها بصرامة وعيناي حادة
من إيه خاېفة من إيه وأنا معاك
واسترسل بلهجة أقرب للجنون
جاية تسأليني إذا كنت اتجوزتك شهامة وحاطط في دماغي إنها مرحلة مؤقتة وتنتهي ولا لاء!
نطق
مبررا ليثبت لها أنها حبيبته بالفعل لا بالكلام
ده أنا روحت كفر الشيخ علشان أجيبك إنت ويوسف وأنا مش عارف إذا كنت هطلع من هناك حي ولا چثةده ما يشفعليش عندك ويغفر لي غلطتي الأولى اللي مش قادرة تنسيها لي!
أنا محتاجة أطمن يا فؤاد...نطقتها بضعف ودموع بها قلبه ليهتف پجنون فقد أثارت غضبه وأوصلته تصرفاتها للهياج وانتهى الأمر
أطمنك إيه أكتر من إني إتجوزتك رسمي وجبتك على بيتي ووقفت بيك قدام أهلي وبكل فخر واعتزاز قولت لهم دي مراتي!
واسترسل وهو يهز رأسه باستسلام وحيرة
إيه المطلوب مني تاني علشان أثبت لك إني بحبك وبحترمك وعاوزك زوجة في النور زوجة أكمل معاها باقي حياتي في استقرار وحياة طبيعيةقولي لي أعمل لك إيه تاني
صړخ بجملته الاخيرة لتنطق بضعف بعدما مالت برأسه تترجاه عينيها
أنا آسفة
سألها بحدة مستفسرا
يعني إيه آسفة
آسفة...كررتها هامسة بعيني متوسلة لېصرخ پجنون وهو يشدد من قبضته على رسغها
على إيه آسفة على إيه بالظبط!
نطقت بكلمات متقطعة بفضل بكائها الحاد
آسفة
إني تعبتك معايا ووصلتك للحالة ديفؤاد أنا بحبك زي ما أنت بتحبني ويمكن أكتر
انتفض قلبه وهو يستمع لكلمةأحبكللمرة الأولى من بين شفتاها لتتابع هي بدموعها الكثيفة
بس أنا خاېفة ومحتجاك تطمن خۏفي وتحتويني
رفع كتفيه للأعلى وأنزلهما ليسألها باستسلام
طب قولي لي إزايوأنا هعمل اللي يريحك ويطمنك
أجابته هامسة
خليك معايا ومتسبنيش
ما أنا معاكأنا أمتى سيبتك ولا زلزلت بها كيانه وكانت كفيلة للرد عليه لكنه لم يكتفي ليسألها كي يضع الإمور في نصابها الصحيح
يعني إيه بتحبينيإيه اللي لازم أفهمه من الكلمة دي
ابعدها عن مجبرا ليتعمق بمقلتيها أخفضت عينيها للأسفل بخجل لتواريهما عنه مع اشتعال وجنتيها بحمرة الخجل مما جعله يمد أنامله أسفل ذقنها رافعا وجهها إليه ليهمس متابعا برقة وحنان
عاوز رد واضح
ابتلعت ريقها وهي دقات قلبه تسرعكاد أن يقترب عليها ليدخلها بين ضلوعه ويشدد من احتضانها عله يطفيء نيران قلبه الشاعلة بعشق تلك الحورية لكنه صمد ليرى رد فعلها لتنطق هي بخجل ظهر جليا بصوتها
عوزاك معايا
يا إيه... نطقها متلهفا منتظرا إجابتها بشفاة مرتعشة لتجيبه بصوت انثويا ناعم وابتسامة سلبته لبه
يا حبيبي.
إنت عارفة إنت عملتي فيا إيه بكلمتك دي... نطقها بصوت هامس ليكمل مسترسلا بعينين هائمتين
طلعتيني لسابع سمالدرجة إني حاسس إني طاير وعاوز أغرق في بحر هواك
وإيه اللي مانعك...نطقتها بدلال افقده عقله ليجيبها متوجسا
خاېف
من إيه
ليجيبها بصوت يشوبه الخۏف من خيبة الامل
لتوقعيني على جدور رقبتي زي ما عملتي المرة اللي فاتت
ابتسمت لتنظر بصرها خجلا وهي تدعوه صراحتا
طب
ماتجرب هتخسر إيه
تنهد لينطق بلهجة تحذيرية
المرة دي مفيهاش رجوع يا إيثار لو دخلت جنتك مفيش قوة هتجبرني على إني أخرج تانيهحبسك جوايا حتى لو كان ده ضد رغبتك
همست وهي تعبث بزرائر قميص بيچامته بجرأة جديدة عليها لتقول وهي تميل برأسها بدلال اجهز على ما تبقى له من صبر لديه
ومين قالك إنه هيكون ضد رغبتي... قالتها وهي تقترب منه ليسألها بمشاكسة
قد كلامك
ابتسمت لتهز رأسها بإيجاب القويين وصار متوجها بها ناحية الفراش ليضعها برفق فوقه ثم اتجه لباب الغرفة يوصده للأمان وشرع بخلع ثيابه وانضم اليها لينتهى إلى هنا حديث الكلمات ويبدءا معا حديثا من نوع أخر لا مكان فيه للكلماتليطلقا العنان لمشاعرهما المكبوتة لتعبر عن مكنون العشق الجارف الذي يحمله كلاهما للأخر
باتا يتذوقان شهد الغرام لوقت غير تلك الجالسة فوق ساقيه وهو يسكنها ويشدد عليها كمن يخشى هروبهاعيناه مغمضتان والإبتسامة العريضة تملؤ ملامح وجهه المنتعشةما أشبه الليلة بالبارحةفقد كان أشبه بأرض يبست وتشققت من شدة جفافها والأن بعد ان ارتوت ترعرعت أوراقها الخضراء لتتراقص مع نسمات الفجر الباردةأما هي فلم يختلف حالها بالكثير عن حبيبها فقد ذابت وانصهرت روحها لتتوحد بخاصتهظلا يتطلعان بأعين بعضهما بصمت كان أبلغ من الكلام استمعا لطرقات فوق الباب لتنتفض تختبئ ليضحك مقهقها على هيأتها المٹيرة للضحك لامته عينيها ليطمأنها وهو يهمس بكلماته بجوار أذنها
إهدي يا حبيبي
انتفض جسديهما ليبتعدا حين تعالت الطرقات من جديد تحمحم وهو يقول
هشوف مين السخيف ده وأرجع لك على طول
ترجل من فوق التخت وأمسك بثيابه ليرتديها على وجه السرعة ثم توجه للباب وفتحه بحذر ليتفاجأ بعزة تحمل الصغير فوق
كتفها غارقا بغفوته بعدما قضي يومه باللعب مع الصغيرة وعلام جحظت عينيها لتسأله ببلاهة
فؤاد باشا إنت بتعمل إيه هنا
مستني المترو...قالها باستخفاف لتنطق ببلاهة
ها
تحمحمت بعدما فهمت ما يحدث من مسكة يده المتشبثة بالباب لينطق هو بهدوء
خدي يوسف يبات معاك النهاردة ومن بكرة الأوضة دي هتبقى بتاعتك إنت وهو
واستطرد بجدية
عاوزك بكرة تقفي مع وداد وتنقلي كل حاجة إيثار لجناحي
آه...قالها بتذكر تحت ذهول تلك الواقفة ليتابع
نبهي عليهم تحت محدش يصحينا بكرة إحنا هنصحى براحتنا
ألا هو أنت هتبات هنا يا باشا!...سؤالا نطقته عزة ليضيق عينيه ثم بملاطفة رد عليها مقتبسا كلمتها
ألا ليكون عندك مانع يا عزة هانم
اتسعت عينيها وامتلئ وجهها بالسعادة لتنطق بلهجة شديدة الحبور
مانع إيه بس يا باشا ده أنا هاين عليا أملى القصر كله زغاريد من كتر فرحتي
وضع كفه يتلمس وجنة الصغير لينطق بنبرة حنون
طب يلا إنزلي علشان الولد ما ياخدش برد منك
سألته من جديد
هو أنت مش هتروح الشغل بكرة
يا باشا
رفع حاجبه الايسر ليقول من جديد باستسلام
هو أنا يا عزة مش لسة قايل لك محدش يصحينا بكرة
تمام يا باشا تصبح على خير...قالتها وتحركت للأسفل ليوصد الباب جيدا ثم استدار لتلك المتشبثة بالغطاء خشية من أن تراها عزة بذاك الوضع قهقه عليها وانضم لجوارها ليسحبها داخل ليهمس أمام شفتاها
هو حبيبي مكسوف لحد يعرف اللي حصل ببنا ولا إيه
أخذت نفسا عميقا قبل أن تضع كفاها تحيط بهما وجنتيه واقتربت تستند بجبهتها على خاصته وهو تهمس بوله ظهر بعينيها المغرمتين
من النهاردة مش هتكسف وهدافع عن حقي فيك بكل قوتي يا حبيبيإنت نصيبي
الحلو اللي ربنا كان شايلهولي
وتابعت بقوة وإصرار
ومن النهاردة مش هسمح لمخلوق يبعدنا عن بعض تاني
قطب جبينه
همحيهم لكومن النهاردة مش هسمح لك تخرجي من تاني
قالها وسحبها معه پعنف لعالم من الخيال لا يوجد به سواهما وفقط.
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الجزء الأول من
الفصل الثامن والعشرون
_أنا لها شمس بقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
أشرقت الشمس من جديد لتدب الحياة بقصر علام زين الدين حيث يعمل جميع من بالمطبخ على قدم وساق لتجهيز مائدة الفطار قبل أن تتجمع أفراد العائلة حولها ككل صباح تحركت عزة وتطلعت لحركة الجميع النشطة باستحسان وانبهار بتنظيمهم وقفت في المنتصف تتطلع إلى تلك الواقفة بلباسها الأنيق تباشر العاملات لتنطق هي بصوت مرتفع متعمدة ليصل للجميع
مدام سعاد
إلتفتت إليها سعاد لتتابع بنفس الصوت الحماسي
فؤاد باشا قال لي إمبارح بالليل أبلغك إنه نايم في جناح الست إيثار وبيقولك محدش يصحيهم هما هيقوموا بمزاجهم
تطلعن جميع العاملات إلى بعضهن وبدأن بالهمس والاحاديث الجانبية فيما بينهن لترفع سعاد قامتها قبل أن تسألها
هو الباشا مش هيروح النيابة النهاردة!
نطقت وهي ترفع قامتها في محاولة منها لتقليد تلك الراقية
لا هو قال لي يا عزة أنا مش هروح الشغل بكرة ومحدش يقلقنا علشان هنام متأخر
ضحكت العاملات بخفوت لترمقهما سعاد بحدة وتعود ببصرها إلى تلك التي تابعت بكبرياء يرجع لتفضيل فؤاد لها عن سعاد بذاتها برغم مكانتها المرتفعة بالمنزل
وقالي كمان خلي سعاد تجهز نفسها هي وكام بنت علشان يطلعوا يساعدوكي وإنت بتنقلي حاجة الهانم لجناحي الخاص
لتسترسل بسعادة وتفاخر
وقال لي يا عزة طلعي حاجتك في جناح الهانم علشان من النهاردة ده هيبقى جناحك إنت ويوسف
تنفست سعاد بضيق لتهتف وداد تسألها بتطفل
يعني إيثار هانم هتعيش خلاص مع الباشا في جناحه!
هزت رأسها عدة مرات دلالة على التأكيد لتهتف إحدى العاملات بحفاوة
المفروض نجهز فطار العرايس من الوقت فطير وعسل
لترد عليها أخرى بمشاكسة
ومتنسيش الحمام الباشا بتاعنا بيحبه
هتفت أخرى بعدما قررت المشاركة في ذاك السباق
وهو الباشا محتاج الحمام ده الله أكبر عليه
إنطلقت ضحكات جميعهن لتصيح سعاد بنبرة صارمة
سكوت مش عاوزة أسمع نفس واحدة فيكم
دارت بعيناها الثاقبة بينهن لتتابع بصرامة أرعبتهن
شوفي شغلك منك ليها بدل الرغي والكلام الفاضي الدكتورة لو صحيت وملقتش السفرة جاهزة كلكم هتتجازوا
ثم استدارت تتطلع لتلك العزة والتي أخذت أوامر من عصمت وفؤاد بشخصه بأن يتعامل الجميع معها باحترام وأنها ليست بعاملة بل إيثار تعاملها كشخصا من عائلتها لذا فقد حرصت عصمت على إحترام تلك النقطة كي لا تثير حزن تلك الخلوقة التي استطلعت جذب نجلها الغالي إليها تحدثت إليها باحترام وهدوء
حاضر يا عزة لما الباشا الصغير يصحى هنطلع مع بعض ننفذ أوامره
مالت عزة بجانب أذنها لتسألها بتمعن
هو أحنا مش هنعمل لهم فطار يرم عضمهم
قطبت الأخرى جبينها متعجبة للكلمة لتسترسل الاخرى
الباشا هيقوم هفتان أكيد ولازم له أكلة حلوة تروم عضمه
تحمحمت سعاد لتقترب عليها قبل أن تسألها لتتأكد لتبلغ سيدتها
إنت متأكدة إن الباشا والهانم
تحمحمت بخجل لتعيد عليها
يعني تمموا جوازهم بجد
لوت فاهها لتجيبها باستياء يرجع لتشكيك الاخرى بحديثها
وأنا يعني هضحك عليك
لتسترسل بثرثرة وهي تشير بكفها
طب ده أنت لو شفتي شكله وهو بيفتح لي الباب شعره كان منكوش وهدومه...
خلاص خلاص...صاحت بها المرأة وهي تشيح بكفها لتصمتها قبل أن تتجرأ في الوصف أكثر تنهدت عزة لتسألها من جديد
بردوا مقولتليش هنعمل لهم فطار إيه
رفعت المرأة قامتها
قبل أن تنطق بجدية
هسأل الدكتورة لما تصحى وهي هتقول لنا
بالأعلى فاقت سميحة ووقفت أمام مرآة الزينة المتواجدة بالغرفة المجهزة لإستقبال الضيوف تستعرض الثوب الذي أحضرته لها فريال لترتديه بدلا
ردوا التحية وانسحب ماجد ليسبقهما للاسفل لتسألها فريال بملامح متعجبة
صاحية بدري ليه ده أنا قولت هتنامي لحد أذان الظهر!
أجابتها بإيضاح
إنت ناسية إني كنت بحضر ماجستير في بريطانيا وهناك كنت بقوم بدري جدا
تحركا حتى وصلا إلى جناح فؤاد لتسألها بصوت هائم
هو أنا ممكن أدخل عند فؤاد يعني علشان أستعجله
ضحكت بمرح لتجيبها وهي تسحبها من يدها صوب الباب
تعالي نستعجله أنا وإنت تلاقيه لابس وجاهز على النزول
طرقت بخفوت عدة مرات وحينما لم تجد ردا فتحت الباب بهدوء لتطل برأسها وباتت تتطلع على المكان باستغراب حيث وجدت الحجرة فارغة وستائرها مغلقة لتتطلع على الفراش بتعجب لترتيبه الزائد عن الحد تنفست بهدوء لتعود للخلف وهي تغلق الباب تحت تعجب سميحة لتقول الاخرى
مش موجود أكيد عنده شغل بدري ونزل
سألتها بعيناي متلهفة
يعني هلاقيه لسة تحت ولا مشي على شغله
أجابتها فريال وهما تتحركان صوب الدرج
فؤاد مبيخرجش قبل ما يفطر وشغله مبيبدأش قبل تسعة
دخلتا معا لحجرة الطعام حيث الجميع جالسون حول طاولة الطعام عدا العاشقان الغارقان بالاعلى رحب الجميع بسميحة لينطق عمها بحفاوة وهو يشير على المقعد المجاور لزوجته
تعالي يا حبيبتي إقعدي جنب طنط عصمت
ابتسمت لها عصمت لتنطق هي قبل الجلوس
هو فؤاد فين!
نطقت عصمت بجمود وعدم ارتياح للوضع التي فرضته فريال على الجميع
شوية وهينزل إقعدي يا حبيبتي
سحبت المقعد لتجلس عليه بهدوء قبل أن تقول باستغراب
هينزل منين ! فؤاد مش في أوضته يا طنط
تغيرت ملامح عصمت لحادة قبل أن تسألها بجدية وصرامة ترجع لعدم قبولها لتعدي أحدهم الأصول والإحترام بمنزلها
وإنت عرفتي منين إنه مش في أوضته!
ارتبكت من لهجة عصمت الحادة لتنقذها فريال التي تدخلت لانتشالها من صرامة والدتها التي لا تتهاون مع الخطأ أبدا
أنا عديت عليه يا ماما وإحنا نازلين ولقينا الجناح فاضي ومترتب
قطبت عصمت جبينها ونظرت لزوجها الذي فهم سريعا ما حدث لما لديه من فطانة وأيضا كان واضحا له من نظرات إيثار وغيرتها المستعرة بعيناها على زوجها وأيضا راقب نظرات نجله حيث كان يتعمد إثارة الغيرة بقلبها وهو يراقب رد فعلها
دون ملاحظتها للأمر تحمحمت عصمت التي لم تفهم نظرات زوجها إلى الان لترفع صوتها تستدعي كبيرة العاملات
سعاد سعاد
أتت المرأة لتقف منحنية قليلا وهي تقول باحترام
أفندم يا دكتورة
تعمدت نطق سؤالها بهذا الشكل كي تقطع الأمل على تلك السميحة التي استدعتها ابنتها لمهمة التفريق بين نجلها ومن إختارها فؤاده
فؤاد باشا والهانم منزلوش لحد الوقت ليه!
تحمحمت المرأة وأقتربت لتميل بجانب أذنها لتخبرها بما قصته عليها عزة لا تعلم ماذا حدث لقلبها فقد انتفض وعلت دقاته من جمال المفاجأة
ظهرت السعادة جليا فوق ملامحها لتسألها بتأكيد
إنت متأكدة!
أومأت لتجيبها بهمس
أنا بنفسي طلعت وإتأكدت إن جناح معاليه فاضي ومنمش فيه إمبارح يا دكتورة
شملت كيانها راحة تامة لم تشعر بمثلها منذ الكثير لتأخذ نفسا عميقا قبل ان تقول
تمام خلي البنات يطلعوا يوضبوا الجناح كويس وشوفي لو ناقصه حاجه بلغيني
تحت أمرك يا دكتورة... قالتها المرأة وانصرفت لتتحدث عصمت بحبور لم تستطع تخبأته
فؤاد بايت في أوضة مراته وواخد أجازة من شغله النهاردة
صوت ضحكة خرجت مكتومة من ماجد الذي تخيل واقع الخبر على زوجته التي خططت وكان للقدر وشقيقها رأي أخر سعلت سميحة بشدة حيث توقف الطعام في حلقها فور استماعها لذاك الخبر الذي أنهى الأمل بداخلها من جديد بعد أن تجدد بفضل تشجيع إبنة عمها ناولتها عصمت كأس الماء لتنطق بهدوء
إشربي يا حبيبتي وخلي بالك
أما فريال فهتفت متسائلة بحدة خرجت رغما عنها
مين اللي قال لحضرتك الكلام الفارغ ده يا ماما
تعجب علام من هجوم صغيرته وثورتها العارمة التي ظهرت بعينيها المعترضة ليسألها متعجبا بمنطقية
وإيه العجيب والفارغ من بيات راجل في أوضة مراته يا فريال!
آسفة يا بابا خاني التعبير ...قالتها بصوت محبط وهي تنظر للأسفل أما سميحة فحالها أصبح حال فقد أتت متحمسة بعد إستدعاء فريال لها وإعطائها أملا لتكتشف اليوم أنه كان زائفا وتحول من جديد لسراب
استمع الجميع لصوت بكاء الصغير الاتي من الخارج وأيضا صوت عزة وهي تهدهده وتحاول إلهائه استدعاها علام لتلج إليهم ليسألها عن سبب بكائه وهو ينظر للصغير بحنان فهو منذ أن حضر للقصر قد ملأه مرحا وسعادة ترجع لقبول قد وضعه الله في قلب كل من يراه أجابته بهدوء
أصله عاوز مامته يا باشا
ومستنية إيه ما طلعيه عندها...جملة حادة نطقت بها فريال لتجيبها تلك الثرثارة التي انفتحت بالحديث كعادتها
مينفعش يا هانم سيادة المستشار منبه عليا محدش يطلع يصحيهم وقالي إحنا هنصحى بمزاجنا أصل سعادته أخد أجازة النهاردة ويمكن ياخد باقي الأسبوع كمان
لتسترسل بسعادة ظهرت جليا بصوتها وفوق ملامحها
عرسان بقى عقبال ولادك
هتفت متذكرة وهي تنظر إلى عصمت
إلا بالحق يا دكتورة هو أحنا مش هنعمل فطار يليق بالعرسان
ابسمت عصمت لتتابع الاخرى بثرثرة ليست بجديدة عليها
اصل سألت الست سعاد وقالت لي هبقى أسأل الدكتورة ولحد الوقت مردتش عليا
تنفست براحة لتجيبها بحبور ظهر بصوتها
إدخلي المطبخ وإعملي كل اللي تشوفيه مناسب والبنات معاك هيساعدوكي ولو محتاجة حاجة من برة خلي سعاد تطلبها لك
لتسترسل بنبرة سعيدة وهي تنظر إلى ماجد
خدي لي أجازة عارضة من الشؤون يا ماجد
واستطردت وهي تنظر لزوجها
الضاحك
ميصحش أسيب العرسان في يوم زي ده
أجابها باحترام
تحت أمرك يا دكتورة
وتابع هامسا بعدما مال على أذن زوجته
أهو أخوك بنفسه حسم لك الأمر إهدي بقى وتقبلي الوضع وبلاش تنكشي في مواضيع ممكن تفسد علاقتك باخوك
تنهدت بخيبة أمل وهي تنظر لإبنة عمها حيث سيطر الحزن عليها والتزمت الصمت التام
تحدث علام وهو يشير للصغير الذي توقف عن البكاء إثر هدهدت عزة له
تعالى يا يوسف إقعد على حجري علشان تفطر معايا
نطق بصوت خاڤت
ميرسي أنا أكلت مع عزة
أنا أكلته يا باشا هخرجه يلعب شوية في الجنينة على ما مامته تصحى...قالتها عزة لتنسحب الصغيرة من المقعد المجاور لأبيها وهي تستأذن من والدتها
مامي أنا هروح ألعب في الجنينة مع چو
أوك يا بيسان...نطقتها بهدوء لتلتفت إلى عزة وهي تقول بتوصية
خلي بالك منها يا
عزة وإوعوا يروحوا ناحية البيسين
حاضر يا مدام...تحركت عزة بالصغار لتهب سميحة من مقعدها وهي تقول باقتضاب
بعد إذنكم
سألها علام بحنو
رايحة فين يا سميحة إنت ما أكلتيش حاجة لسه
مليش نفس يا عمو...قالتها وانسحبت للخارج لتتطلع عصمت لإبنتها بنظرات لائمة لما فعلته بإبنة عمها ليهمس زوجها بنبرة لائمة
ضميرك مرتاح باللي عملتيه في بنت عمك كان إيه لزمته كل ده يا فريال!
شعرت بالخزي لتقف بهدوء وهي تقول
هروح أشوف سو
صعدت لغرفة الضيوف وجدت إبنة عمها تبكي بغزارة جلست بجوارها لتهتف الاخرى بنبرة حانقة ودموعها تنهمر بغزارة
أنا عاوزة أعرف أنا فيا إيه مش عاجبه علشان يسيبني مرتين أول مرة فضل عليا نجلا وإتجوزها وفي الاخر طلعت ڼصابة وكانت هتوديه في ستين داهية والمرة دي فضل عليا واحدة مطلقة وعندها ولد ومستواها المادي لا يشرف
عيلتنا ولا يناسبه
تحدثت الأخرى بهدوء
ممكن تهدي
أهدى إزاي يا فيري وفؤاد كل مرة بيتعمد يهيني...قالتها بصړيخ لتتابع بمرارة
فؤاد مش غبي علشان مياخدش باله من إني بحبه
ردت فريال على حديثها باستسلام
مشكلة فؤاد إن طول عمره شايفك أخته الصغيرة
هتفت الاخرى بعيناي لائمة
ولما أنت شايفة كده وعارفة إنه بيحبها كلمتيني وأدتيني أمل ليه يا فيري! ما أنا كنت بعيدة وبحاول أنساه وأشغل نفسي بالماجستير وشغلي
ابتلعت لعابها لتنطق بكلمات تعلم من داخلها عدم صحتها لكنها مصرة على إبعادها عنه من شدة ارتيابها على شقيقها الغالي
صدقيني فؤاد مش بيحبها
واسترسلت بحديث هرائي
تلاقيه كان رايح يتكلم معاها في موضوع ونعس ونام عندها
إنت مصدقة نفسك يا فريال!...سؤالا وجهته لها سميحة باستياء لتتابع باستسلام وهي تنهض
أنا لازم أمشي قبل ما فؤاد يصحي مش لازم يشوفني وأنا بالضعف ده
جذبت يدها للاسفل لتحثها على الجلوس وهي تقول
هتمشي تروحي فين إنت لازم تبقي أقوى من كدة عاوزة تنسحبي من أول جولة صدقيني هتلاقيها هي اللي رامية نفسها عليه علشان تكمل خطتها
هتفت باعتراض غاضب كي لا تدع حالها تتعلق بأمل ومن جديد يتحول إلى سراب
أخوك اللي رايح لها اوضتها يا فريال لو العكس كنت قولت لك جايز لكن فؤاد هو اللي بايت عندها وكمان أخد لها أجازة وده ملوش غير معنى واحد وهو إن فؤاد عاوزها بإرادته
طب ممكن تهدي ونقعد نتكلم شوية...نظرت لها لتهتف متذكرة بنبرة عاتبة
تعالي هنا يا ست فيري إنت إزاي تخلي بيسان تختلط بالولد إبن السكرتيرة!
قطبت فريال جبينها لتتحدث باستغراب
وإيه المشكلة لما بنتي تلعب معاه على فكرة الولد متربي كويس جدا وطبعه هادي
رفعت حاجبها لتهتف باستنكار
يا سلام وهو علشان هادي تسيبي بنتك معاه الولد من بيئة غير بيئتنا يا فريال
أخذت فريال نفسا مطولا ثم تحدثت بقناعة وصدق
بصي يا سو موضوع الطبقات ده أنا مبعترفش بيه خالص بابا وماما ربونا على كده وأنا شايفة إن طالما الإنسان اللي قدامي متربي كويس معنديش مانع يبقى صديق مقرب مني
هزت الاخرى رأسها متعجبة لتنطق بسؤال منطقي
إنت غريبة قوي طب لما هو ده تفكيرك إيه وجه إعتراضك على إيثار!
وكأنها تحولت لقطة شرسة تخربش بأظافرها الحادة كل من يقترب من صغارها لتنطق بحدة ظهرت بعينيها قبل صوتها
الموضوع هنا مختلف يا سو الموضوع هنا يعني أمان اخويا وسعادته وأنا لا يمكن هسمح لأي حد يقرب منه على سبيل التجربة يعني يا طلعت بنت حلال وكويسة يا طلعت نسخة مكررة من الحقېرة نجلا وتكرر مأساة أخويا تاني
واستطردت
بعقدة داخلية تكونت نتيجة حبها الشديد لشقيقها وهلعها من تكرار تجربته المريرة التي عاشتها معه بكل جوارحها وأثرت بداخلها
علشان كده فؤاد لازم يتجوز حد نعرفه كويس والحد ده هو إنت بالذات يا سو علشان إنت اكتر حد مناسب لفؤاد بنت عمنا وعارفين أصلك وفصلك وعندك الفلوس اللي تخليكي ما تطمعيش ولا تفكري تخوني فؤاد وفوق كل ده إنت بتحبيه وأكيد هتسعديه بكل الطرق
باتت تحاول إقناعها لتبقى ويكملا تخطيتهما المفيد لكلتاهما
أما بالاسفل فكان علام يتناول القهوة بصحبة زوجته التي لم تسعها الفرحة تنهدت وهي تقول بانتشاء
يا يا علام متتصورش فرحتي قد إيه النهاردة
أبتسم وربت على كفها بحنان لينطق بحب
ربنا يكمل فرحتك على خير يا حبيبتي ونسمع خبر يفرح قلوبنا قريب
هتفت بقلب يتراقص من شدة سعادته
يارب يا علام يارب البنت كويسة جدا وهادية وماشاء الله على تربيتها لإبنها يعني إن شاءلله هتكون أم هايلة وتليق بإنها تربي أولاد فؤاد علام
وإنت بردوا هتسبيها تربي حفيدك يا دكتورة!... نطقها ليطلق ضحكة مدوية توحي لمدى سعادته لتبتسم وهي تجيبه بملاطفة
مش هضحك عليك وأقول لك إني هسيب لها حرية تربيته بالكامل
واسترسلت بمشاكسة
بس ممكن أخليها تشاركني فيها
إطلقا ضحكاتهم السعيدة واكملا الحديث
لتغفو ويصحو على أجمل إبتسامة وضع أنامله يزيح بها خصلات شعرها ليرى كامل ملامحها ويسعد قلبه شعرت بحركة فوق وجنتها فحركت أهدابها تحاول فتحهما لتغمضهم من جديد وعلى الفور فتحتهم على مصراعيهما حين شاهدت إبتسامته الخلابة وعينيه المغرومتين وهو يتطلع عليها بتمعن ووله زادت إبتسامته ليتحسس وجنتها بنعومة قبل أن يهمس بصوت متحشرج من إثر النوم
صباح الخير
صباح النور يا حبيبي
لم يستوعب إلى الآن أن ما حدث بينهما بليلة أمس وإمتلاكه لها حقيقة
عارفة يا حبيبي
إنت أحلى حاجة حصلت لي في حياتي كلها
إبتسامة حانية إرتسمت لتنطق بعينيها الهائمة ما زلزلت به كيان متيمها
وإنت أول راجل بجد يدخل حياتي يا فؤاد
إنت إزاي راجل قوي كده
مال رأسه قليلا يتطلع عليها بتأثر وعيناي تنطق بالهوى لتسترسل بصدق
من النهاردة هسلمك روحي وهتبقى لي وطن وعنوان هغمض عيوني وأمشي معاك طريقي
هزت رأسها لتنطق عينيها قبل لسانها
مش عاوزة أعرف رايحين لفين ولا هوصل معاك لإيه كل اللي حساه إني عاوزة أكمل معاك وأفضل تحت ضلك ورعايتك أنا ويوسف أنا روحي بوجودك بقت مطمنة يا فؤاد
تنهيدة عميقة خرجت من أعماقه تدل على مدى تأثره بكلماتها فحبيبته تقدم له حالها ليسير بها إلى بر الأمان خرجت كلماته على هيأة همسات من رقة شعوره لينطق بصدق يقطر من بين حروفه
وعد عليا ما هخلي دمعة ندم واحدة تنزل من عنيك الغالية وعمري ما هخليك ټندمي على إختيارك ليا
تنهد ليتابع بصدق ظهر بين بعينيه قبل كلماته
ولو أمانك إنت ويوسف قصاده روحي تأكدي إني مش هفكر دقيقة في إني إختار أمانكم
أحاطت وجنتيه بكفاها وهمست بلسان قلبها العاشق وهي تتطلع عليه بنظرات تهيم شوقا
تسلم لي روحك ويخليك لقلبي يا حبيبي ده أنا ما صدقت لقيتك
وإلى هنا لم يعد للكلمات مكان فاستلمت المشاعر الدفة لتدير سفينتهم المبحرة لتتعمق داخل بحر الغرام يخشى إبتعادها فيكفيهما ما تذوقاه من ڼار الإبتعاد إلى الآن تهمس بصوت هائم يدل على مدى وصولها لدرجات العشق والهيام التي وصلت إليهما على يد فارسها المغوار
كنت فين من زمان يا حبيبي
مال يتطلع لها بعيناه فتقابلت بخاصتيه الحنون
ليبتسم قبل أن يجيبها بصوت متحشرج
تأثرا بما حدث
كنت مستني أمر ربنا وقدره اللي حطك في طريقي علشان نوصل للحظة اللي إحنا فيها دي
تعرف إني مستغربة نفسي قوي...نطقتها باستكانة ليرفع حاجبه مستفها دون حديث فأجابته تلك المتطلعة باستغراب عليه
مكنتش متخيلة إني هبقى طبيعية معاك قوي كده كنت فاكرة نفسي هنكسف منك وأخد وقت طويل لحد ما أتعود عليك لقيت نفسي بترمي في وأمان الدنيا كله حسيته في اللحظة دي علشان كده سلمتك روحي واتعاملت معاك وكأن لينا سنين مع بعض
ليبتسم بمداعبة
بس كنا بنكابر ونكذب إحساسنا واحدة واحدة الشعور بدأ يكبر جوانا ومع مرور الوقت أرواحنا إتحدت وبقت واحدة والدليل على كده إن برغم كل اللي حصل بينا مقدرناش نبعد بشكل كامل
ابتسمت بحالمية ليسألها لنبرة جادة
يوسف ما وحشكيش
هتفت بعيناي متشوقة
جدا
فؤاد هو أنا ممكن أسألك سؤال
تو...صوت اخرجه من فمه ليتابع بجاذبية اهلكت قلبها
إنت متسأليش إنت تؤمري وأنا أطيع
ابسمت بسعادة لتنطق بصوت متردد بعض الشئ
هو أنت ليه مخلفتش من طليقتك طالما بتحب الاولاد قوي كده!
إنتهاء الجزء الاول من الفصل
إنتظروا الجزء الثاني بعد قليل
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الجزء الثاني
الفصل الثامن والعشرون
أنا لها شمسبقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
أغمض عينيه يأخذ شهيقا عميق ليزفره بقوة ثم من جديد فتح عينيه ينظر لها بعمق قبل أن يقول بنبرة حاسمة
بيتهئ لي أن الأوان إنك تعرفي حكايتي مع الست اللي وثقت فيها وسلمتها إسمي وإسم عيلتي
توقف ليأخذ نفسا التي خرجت من قلب يأن ألما لمجرد مرور الذكرى بخاطرهبدأ يقص عليها ما حدث من تلك الخائڼة تحت قلبها النازف لأجل حبيبهابعد مرور حوالي نصف ساعة نطق بأعين معتذرة وصوت آسف
وده كان السبب ورا طلبي المهين ليك
هز رأسه بأسى ليكمل بعيني تأن ألما
كان صعب عليا أرجع أثق في أي ست تاني بعد اللي حصل لي من وراها أنا عمري ما قصرت معاها في أي حاجةوبرغم كده كانت مصرة تخسرني كل حاجةشغلي سمعتي حتى إبني اللي كنت بتمناهقټلته بدم بارد
تنفس بعمق ليتابع موضحا
وده اللي عملي شرخ كبير في حياتي وخلاني حريص في معاملاتي مع الناس لأبعد الحدود
تطلع لتلك التي تستمع بعينين ذاته لم تستطع كبح غيرة المرأة بداخلهافقد شعرت بڼارا مستعرة غزت جسدها وهو يروي تفاصيله مع إمرأة آخرىهو حبيبها هي رجلها الأول والأخير كيف له أن يتحدث عن أخرى حتى ولو بالسئمال برأسه لينطق بكثيرا من الأسف
أنا آسفآسف لنفسي قبل منك لأني في يوم حطيتك في نفس الخانة مع البني أدمة ديآسف لأني موثقتش فيك في أول علاقتنا واستسلمت لماضي لعين يتحكم فيا
جلست على ساقيه تقابل وجهه ثم حاوطت وجنتيه بكفيها ومالت لتسند جبهتها بخاصته وهي تهمس أمام شفتاه
إوعى تتآسف على حاجة عدتإنسى كل اللي فات وإطوي صفحة الماضيخلينا نعيش اللي جاي من حياتنا في
هدوء ونستمتع بعمرنا مع بعضأنا وإنت ويوسف و
تعمقت بعينيه لتسأله في محاولة منها لإنتشاله من تلك الحالة
مقولتليشتحب أول بيبي لينا يبقى ولد ولا بنت
إهتز قلبه وإجتاحته نشوة من نوع خاصعلا صوت تنفسه وبدأ صدره يعلو ويهبط وعيناه تتعمق بساحرتيها بحيرة ممزوجة بسعادة هائلة لينطق بصوت متأثرا يغلب عليه السعادة
عارفة لأول مرة أحمد ربنا على إنها نزلت البيبي
ثم تابع وهو يتعمق بعينيها وينطق بۏلع
شعور إن أول مرة أجرب إحساس الأبوة من الست اللي بحبها أكيد هيكون مختلف وليه فرحتهمعاك بجرب كل حاجة وكأنها المرة الأولى ليا
مطت بإنوثة لتسأله بمشاكسة
بردوا مجاوبتش على سؤالي
ابتسم بسعادة وكأنه نفض جميع همومه خلف ظهره ليجيبها بنبرة حماسية
أنا في حبك ومعاك أكبر طماععاوزك معايا طول الوقتوعاوز أخلف منك ولاد كتير قوي صبيان وبنات وكلهم يبقوا شبه روحك الحلوة نفسي أفرح أمي وأبويا وأعوضهم عن اللي شافوه معايانفسي أمسح كل دمعة نزلت من عيونهم عليا وامحي أي إحساس بالحزن صابهم علشاني
أمسكت كف
ثم نهض وتحرك نحو المقعد ليلتقط بنطاله ويرتديه ثم سحب منامتها التي كانت ترتديها بالأمس وعاد إليها من جديد ليناولها إياها قائلا بإقتضاب
إلبسي بيچامتك يا حبيبي
تطلعت على ما بيده باستغراب قبل أن تنطق معترضة
وأنا إيه بس اللي هيلبسني البيجامة يا فؤاد وأنا داخلة أخد شاور!
واسترسلت وهي تشير إلى عليقة الملابس
إديني الروب كفاية
أشار بكفه بإقتضاب
إسمعي الكلام وإلبسي البيچامة يلا
مطت باستغراب ثم تناولتها منه وبدأت بارتدائهاأما هو فأمسك هاتفه الخاص وتحرك خارجا بالشرفة واتصل على المطبخ لتجيبه سعاد فسألها مستفسرا
دكتور ماجد راح الجامعة ولا موجود في البيت يا سعاد
أجابته المرأة بتوقير
الدكتور
راح الجامعة في ميعاده يا باشا بس الدكتورة موجودة
أومأ لها ثم تابع برزانة
تمامجهزي لي أنا والمدام فطار كويس وكاسين عصير جريب فروت وخلي عزة تطلعهم على الجناح بتاعي بعد ساعة بالظبط
أغلق معها وولج
رايحين على جناحنا يا عروسة
هتفت وهي تحاول إيقافه
طب إستنى يا فؤاد أجيب حاجة ألبسها بعد الشاور
كل حاجة معمول حسابها يا قلب فؤاد قالها وأمسك بكفه مقبض الباب واداره ليخرج وهو يحملها فوق ظهره وهي تقهقه لتقول بمرح وسعادة
يا مچنون
قهقه عاليا مشهد أدمى قلبهاحتى بليلة زفافه على المدعوة نجلا لم تحزن كما الأن فزواجه من زوجته الأولى كان تقليديا إلى حد ما فهو رأها بإحدى الحفلات وأعجب بجمالها وأناقتها بعدها تحرى عنها ووجدها مناسبة له إجتماعيا وثقافيا فقرر الزواج منهاطيلة سنوات زواجه بها لم تره بهذا الشغف ولم يفعل ما يفعله الآن مع تلك الدخيلة التي ظهرت من العدمحتى برحلات المصايف العائلية التي كانت تجمعهم لم يحدث وترك العنان لحاله كما هو الآن
إبتسم لكلتيهما وتحدث بإبتسامة واسعة لم يستطع كبحها
صباح الخير
صباح النور نطقتها كلا منهما بتيهة وبلاهة لتستغل الأخرى الموقف أسوء إستغلال لتميل وهي تهمس بجانب أذنه قائلة بدلال
يا فضيحتك اللي هتلف القصر كله يا فؤاد يا علام
لم يدري بحاله إلا وهو يطلق ضحكاته العالية التي توحي لمدى وصوله العالي من السعادة ليهمس بجانب أذنها
جوزك جامد ووشه مكشوف
تسمرتا الفتاتان وظلا ينظران ببلاهةوصل فؤاد إلى باب حجرته وأدار المقبض ليفتح الباب واستدار يغلقه لتوجه لهما كلماتها وهي تداعب بأناملها شعر حبيبها الحريري
سوري يا جماعة
قالتها ليغلق فؤاد الباب ويوصده جيداإتسعت عيني فريال ذهولا من أفعال تلك ال إيثار التي تبدلت وكأنها فتاة آخرىابتلعت لعابها خشية من أن تقص لشقيقها الحديث الذى دار بينهما سابقا ويكون هذا الفيصل بعلاقتهما لتسحبها من شرودها تلك التي جذبتها لتهتف بنبرة حادة
هو ده اللي جوازهم صوري يا فيري!
زاغت عينيها
كنت أتخيلها هو اللون الروزوقفت بمنتصف الغرفة لتسأله وهي تربع ساعديها بتذمر مصطنع
إتفضل بقى روح هات لي لبس من الاوضة
إقترب عليها ليحتضنها من الخلف وتحرك يقودها أمامه ليدخل بها إلى باب حجرة الملابس الخاصة به وسرعان ما فتح الضوء لتنبهر وتتسع عينيها وهي ترى غرفة كبيرة مرتبة بأناقة وما جعلها تذهل هو وجود ملابس حريمي بكثرة وأكثر ما لفت إنتباهها هو طغيان اللون النبيذيدارت بعيناها لترى الكثير من الاحذية الحريمي التي تملؤ الارفف وكل حذاء تجاوره حقيبة اليد المناسبة له من حيث اللون والموديل إستدارت تتطلع عليه لتشير بكفها نحو حالها بعينين سعيدتين
الحاجات دي علشاني!
اومأ برأسه لتسأله باستغراب
إمتى جبتهم
أدار وجهها ليقابلها ثم أجابها وهو يتحسس وجنتها بعيناي تفيض حنانا
تاني يوم ما
فيه ضلفة سليمة خاصة باللانجري ومعظمهم نبيتي وأزرق
ضحكت لتسأله مستفسرة
نفسي أفهم إيه سبب عشقك للنبيتي
تنهد قبل أن يجيبها بنبرة صادقة
هتصدقيني لو قولت لك إن عمري ما كان ليا في الألوان ولا بركز اصلا معاهم
واسترسل متذكرا ذاك اليوم الفارق بحياته
بس من ساعة ما شوفتك بالبدلة النبيتي يوم إجتماع الفندق وأنا حبيتهسحرتني طلتك فيه واتمنيت أشوفك دايما بيه
أخرجت تنهيدة حارة لتنطق بنبرة مټألمة
تعرف إني قطعت البدلة دي هي وكل الالوان النبيتي اللي عندي
قطب جبيبنه مستغربا لتجيب تساؤل عينيه
يوم ما طلبت تقابلني في مطعم الاوتيل وقولت لي إنك عاوزني في موضوع مصيريتوقعت إنك هتعرض عليا الجوازيومها نزلت من البيت ودخلت أفخم محل لفساتين السوارية الهادية وإشتريت الفستان بمبلغ كبير جدا عليا كنت فرحانة جدا وانا بجهز نفسي لأهم عرض هسمعه في حياتي
شعر بغصة مرة وهو يستمع لكلماتها المريرة لتتابع وهي تشيح عينيها بعيدا عنه
يومها روحت البيت وقلعت الفستان وقطعته بالمقص لمېت حتة وجبت البدلة وكل حاجة لونها نبيتي وقطعتهم وبعدها إنهارت من العياط جنبهم
أنا آسف قالها بعيناي تقطر ندما لتأخذ نفسا مطولا قبل ان تبتسم وكأنها تطرد كل مشاعر السلبية والحزن
مفيش آسف ولا دموع تاني خلاص إحنا ننسي كل اللي فات ونفكر بس في كل السعادة اللي مستنيانا
ابتسم بإيجاب سحبها ليجلسها وخلع عنها منشفة الرأس ليبدأ بتصفيف شعرها بمنتهى الرقة تحت سعادتها الهائلةإنتهى من تصفيف شعرها
الصغير الذي هتف باسم والدته هرولت هي عليه لتحمله بين عزة بعدما رأت جمالها الذي تضاعف بفضل قربها من الحبيب وطغي على وجهها ليجعل منها جميلة وجذابة حد الفتنة
بسم الله الله اكبر صباحية مباركة يا عرسان
ابتسمت لها بخجل ليرد عليها فؤاد الذي أغلق الباب جيدا
الله يبارك فيك يا عزة
عقبال البكاري يا باشا نطقتها بغمزة من عينيها ليجيبها بجبين مقطب
بصي يا عزة أنا ليا سنين بسمع الكلمة دي في الافلام والمسلسلات بس عمري ما فكرت في معناها
يعني عقبال ما نفرح بخلفتكم يا سيادة المستشارفهمت ولا لسة محتاج شرح نطقتها بحدة ليسألها ساخرا
عزة أنا عاوز اسألك سؤال مهم بالنسبة لي من يوم ما اتقابلنا عند النيابة اليوم ده إتعاملتي معايا بمنتهى القرف وأنا فوتها وقولت يمكن يكون بسبب توترها من اللي حاصل ل إيثار بس الموضوع طول يا ماما إنت بتتعاملي معايا ولا اللي ماسكة عليا ذلة
أهو أنا طبعي كده من ساعة ما ربنا خلقنيمبحبش الحال المايل ولا اللي يسأل سؤال عوج قالتها وهي ترفع كفاها للأعلىهز رأسه ليبتسم وهو يقول لها
عزة
تحرك إلى الباب وقام بفتحه ليشير لها للخارج
إنزلي تحت ومش عاوز أشوفك قدامي باقي اليوم
رمقته وهي تنطق باستياء
الحق علياقال وانا الي عماله اجهز لسعادتك تحت إيشي حمام محشي بالفريك وإيشي كوارع وإشي بط وفطير وفي الاخر لا حمد ولا جميلة
سألها متعجبا
بتجهزيهالي أنا! ليه إن شاءلله
هتفت بنبرة حماسية وهي تشيح بكفيها بطريقة كوميدية جعلته يبتسم رغما عنه
مش عريس والنهاردة صباحيتك ولازم تتغذى يا باشا
قهقهت إيثار التي تتابع الحوار بتسلي لينطق باستسلام بعدما فاض به
إنزلي يا عزة قبل ما أفقد أعصابي اللي ماسكها عنك من أول يوم شفتك فيه
أشاحت بكفها لتنطق بوجه عابس
اديني نازلة
خرجت وصفقت خلفها الباب لينظر
هو لتلك الضاحكة ليسألها پجنون
إنت استحملتيها كل السنين دي إزاي
دي حبيبتي قالتها أوضة بحر الكور وانبسطنا كتير وكمان جدو علام قعد يحكي لنا حكايات حلوة قوي وانا انبسطت معاه
واسترسل بمشاعر صادقة
أنا بحب جدو علام قوي يا مامي
إقترب عليه ليدغدغه ببطنه وهو يقول بمداعبة
طب وانا يا چو خلاص مبقتش تحب شرشبيل نسيته خلاص!
قهقه الصغير بسعادة ليجتمع ثلاثتهم ويجلسون فوق التخت جلس هو مستندا على ظهر التخت واحتضن ظهرها لصدره والصبي والدته وجلسوا يتحدثون ويضحكون كعائلة
بعد مرور ساعتينصعدت عزة لجلب الصغير كي تفسح لهما المجال بالتقرب من بعضيهماقضيا وقتا بث فيه كلا منهما عشقه للأخر وبعدها إغتسلا وقاموا بتأدية صلاة العصر معا ثم أختار لها ثوبا أيضا باللون النبيذي وساعدها في إرتدائه كان يدللها بشكل مبالغ به يريد تعويضها وتعويض حاله عن كل مرا به كليهما من صعاب وكوارثإرتدت حجابها وجاورته النزولوجدا الجميع يجلسون بالبهو وكأنهم عزة باشمئزاز
يااااي
بلدي قوي
رمقتها إيثار بقوة هي من الاساس لا تطيق تواجدها بفضل أفعالها بالامسنظرت سعاد إلى عزة قبل أن تقول بجدية
الحاجات دي متنفعش هنا يا عزة
قاطعها صوت عصمت التي وقفت تستقبل نجلها وعروسه بسعادة
حاجات إيه اللي متنفعش يا سعاد
واسترسلت بحماس
زغردي يا عزة وإملي المكان كله زغاريد
إقتربت على تلك الجميلة لټحتضنها بانبهار لجمالها الخلاب والذي يظهر كل يوما أكثر
الف مبروك يا إيثار ألف مبروك يا حبيبتي
تمنت لو الارض انشقت لتبلعها وهي ترى اعين الجميع مصوبة تجاهها تمنت أيضا لو باستطاعتها أن تمسك بعزة لټنتقم منها على طريقتها الخاصة لوضعها بهذا الوضع المخزي
شعرت عصمت بخجلها وتوترها لتهمس بابتسامة
إنت مكسوفة ليه كده الموضوع طبيعي ومفهوش اي كسوف
اجابتها بارتباك
متشكرة على ذرع الثقة يا دكتورة بس الحقيقة أنا في وضع لا أحسد عليه وكله بسبب عزة ربنا يسامحها
ضحكت لتقول بنبرة صادقة
طب والله ست زي العسل أنا حبيتها جدا عزة على فكرة
كانت نظرات سميحة الموجهة إلى إيثار حادة فقد إعتبرتها غريمتها التي سړقت منها حبيب عمرها والرجل الوحيد الذي تمنته أما فريال فكانت في حيرة من أمرها فهي ولأول مرة بالحياة ترى شقيقها سعيدا لهذه الدرجةفقد اقټحمت السعادة قلبه بشدة لتغزو جميع جسده وتظهر على ملامحه فبدا كشاب في منتصف العشرينات وهذا ما جعل قربها يتراقص
نظرت عصمت لنجلها وسعادة الدنيا تكونت بنظراتها الحنونة له بحفاوة وهي تقول
أخيرا ريحت قلبي يا فؤاد
قبل يدها ومقدمة رأسها لينطق بنظرات آسفة
سلامة قلبك يا حبيبتي وحقك عليا
يا قلبي أنا أهم حاجة عندي تبقى مبسوط قالتها بنبرة تقطر حناناليجيبها بجرأة جديدة عليه
كلمة مبسوط دي فقيرة قوي جنب اللي أنا حاسة مع إيثار يا ماما
تحدثت بعيناي تنطق سعادة لأجل ولدها الغالي
يا حبيبي ربنا يخليكم لبعض
تحرك فؤاد إلى علام ثم بادر باحتضانه ليهمس كي لا يستمع عليهما أحد
مع إنك إتأخرت وخيبت لي أملي فيك بس على كل مبروكوعلى رأي المثلأن تصل متأخرا خير من أن لا تصل أبدا
رفع فؤاد
حاجبه مستنكرا ليرد بمشاكسة
ربنا ما يحرمني من تشجيعك ليا يا سيادة المستشاردايما رافع من معنوياتي
أغشك يعني قالها بنظرة مستنكرة ليطلق فؤاد ضحكة عالية
أشار بكفه إلى إيثار لتقترب فوضع كفه فوق رأسها ليقول بنبرة أبوية حنون
مبروك يا بنتي
أجابته بنبرة خجلة
الله يبارك في حضرتك يا سيادة المستشار
تنفس لينطق بكلمات صادقة ظهرت بين نبراته وداخل نظراته الحنون
من النهاردة هتقولي لي يا بابا
انتفض قلبها تحت سعادة فؤاد وعصمت في لحظة مؤثرة ليتابع وهو يشير بكفه نحو فؤاد
والولد ده لو زعلك تعالي لي وأنا أملص لك ودانه
نظرت إلى فؤاد وبكل جرأة لا تدري من أين أتتها تحدثت بعيناي تفيض غراما
ده حبيبي وهدية
تنفست بهدوء لترتمي بعدما شعرت بالراحة وهي تقول له
مبروك يا حبيبي وربنا يسعدك
قالت كلماته لتتنفس براحةنظرت إلى إيثار بتعجبفقد توقعت أن تقص له ما
قالته لها لتكسب جولة على حسابها لكنها لم تفعل هي متأكدة من حدة فؤاد وصرامته بتلك المواضيع فلو علم إفترائها عليه لربما تكون تلك النهاية بينهمافأكثر شيئان يبغضهما بحياته هما الكذب والإفتراء وهي لم تقصر معه فقد كذبت ولفقت له حديثا مفبركإحتارت حقا في أمرها وقررت متابعتها عن كثب ومراقبة أفعالها لربما تكون تلك خطتها لخديعتهم
إقترب ماجد لينطق بهدوء
مبروك يا مدام إيثار
الله يبارك فيك يا دكتور هكذا أجابته بجديةجلس فؤاد وأجلسها بجواره فوق الأريكة وبدأوا بالحديثتحدث فؤاد للجميع بتذكر
بالمناسبة يا باشا أيمن الاباصيري إتصل بيا إمبارح بالليل وبيطلب من جنابك تحدد له ميعاد علشان يجيب عيلته وييجوا يزورا إيثار
تحدث بإبتسامة هادئة وهو ينظر لتلك التي استقبلت الخبر بكثيرا من السعادة وكأنها عائلتها الأصيلة
الباشمهندس ينور طبعاخليه يشرفنا بكره بالليلده كفاية إنه من
طرف إيثار
شملته بعيناي تفيض من الشكر والعرفان وهي تقول
متشكرة يا سيادة المستشار
زمجر بافتعال وهو ينطق معترضا
إحنا قولنا إيه!
متشكرة يا بابا قالتها بسعادة ليحتضن كفها ذاك الفارس المجاور لها والذي يحمل يوسف فوق ساقيه من يراهم يعتقد انهم عائلة واحدة وسعيدة
لتنطق عصمت بنبرة حماسية
خلينا نحدد ميعاد لحفلة كبيرة يا باشا نعلن فيها عن جواز فؤاد من إيثار وكمان بمناسبة ترقيته
إلى هنا لم تستطع سميحة الجلوس وهبت لتصعد للأعلى وتركت الجميع يتفقون على موعد الحفل
صدح هاتف فؤاد الموضوع فوق المنضدة ليمسكه ينظر بشاشته ثم ضيق عينيه ليوجه حديثه لها باستغراب
ده رقم نصر البنهاوي!
وده عاوز منك إيه قالتها بتعجب لتسترسل
وجاب رقمك منين أصلا!
أجابها بهدوء
خلينا نرد ونشوف
وقف وبسط لها كف يده بطريقة أظهرت كم عشقه وإهتمامه بها لتبتسم له وهي تضع كفها بخاصته ليطبق عليه ويحتويهسارت بجواره متجهين خارج الحديقة إلى أن وصلا لنقطة لن يستطيع أحدا الإستماع إليهم وضغط زر إستقبال المكالمة حيث صدح الهاتف للمرة الثانيةضغط أيضا على زر مكبر الصوت ليستمع لصدوح صوت نصر حيث نطق بحماس
إزيك معاليك يا سيادة المستشار
واستطرد بتفاخر
مع جنابك سيادة النائب نصر البنهاوي عضو مجلس الشعب
أجابه بصوت رخيم
أهلا وسهلا يا سيادة النائب إسمك ظاهر لي في ال Truecaller
تنفس نصر الجالس ببهو منزله يجتمع حوله إجلال عمروطلعت وحسين يترقبون لحديثهتابع حديثه قائلا
أهلا بيك يا باشامتأخذنيش إني بكلمك على غير ميعاد أنا خدت رقم تليفونك من واحد حبيبي علشان عاوز جنابك في موضع مهم
واستطرد منافقا
قبل ما ياخدنا الكلام حابب أهنيك على الترقيةوصلتني معلومات إن جنابك إترقيت وخدت منصب كبير
اشټعل داخل عمرو المجبر على الجلوس والإستماع لمكالمة والده لذاك الحقېر سارق أحلامهحيث اقتحم حلمه باللحظة الأخيرة ولم يكتفي بخطڤ زوجته بل اكمل على ما تبقى وسرق صغيره الرقيقرد فؤاد بهدوء ورزانة يتميز بهما
الله يبارك فيك يا سيادة النائب ياريت تدخل في الموضوع على طول لأن وقتي محسوب
اشټعل داخل نصر من غطرسة ذاك المتعالي لينطق بتفهم مفتعل نظرا لمنصبه الجديد ومكانة والده أيضا
مفهوم يا سعادة الباشاكان الله في العون أنا بكلم جنابك علشان ألاقي طريقة أبعت بيها مصاريف يوسف الشهرية
قطبت إيثار جبينها ليسأله فؤاد وهو ينظر لحبيبته
على حد علمي إن مصاريف يوسف بتتبعت له عن طريق المحكمة يا سيادة النائب
أجابه بنبرة خبيثة أراد بها بث السم وزعزعة العلاقة بين فؤاد وإيثار
إنت قصدك المبلغ اللي المحكمة حاكمة بيه يا باشاتفتكر بردو أن حفيد نصر البنهاوي هيصرف سبعمية جنية في الشهر
واسترسل بكبرياء وغرور
ده أنا بديهم للبت الخدامة اللي عندي تجيب بيهم فاكهة لعيالها وهي مروحة
تنفس لينطق بزهو زائف
أنا ببعت ل إيثار
كل شهر تلاتين ألف جنية مع عزيز أخوها وتقدر جنابك تسأله
إكفهرت ملامحها وبدأت بهز رأسها مستنكرة حديث ذاك الكاذب المضلل والذي يريد به تشكيك فؤاد بها لينطق فؤاد بنبرة قوية واثقة
إسمعني كويس يا سيادة النائبالكلام اللي حضرتك بتقوله ده ملوش أي أساس من الصحة بالنسبة لي أنا كرجل قانون اللي بيوصل إيثار هو المبلغ المدون في دفاتر المحكمة واللي بتستلمه هي كل شهر بشكل رسمي وقانونيتاني حاجة لو سيادتك فعلا عندك النية إنك تصرف على حفيدك بما يرضي الله ويتناسب مع دخلك ومكانتك الإجتماعية إتفضل إعمل ده بشكل قانوني والمبلغ يوصل ليوسف عن طريق المحكمة
هتف نصر متسائلا بحدة
يعني إيه كلامك ده يا باشا إنت بتكدبني ولا إيه!
على عجالة رد فؤاد بطريقة دبلوماسية تستتر بين طياتها تكذيبه لجميع إفترائاته
ياريت متدخلنيش في النقطة دي يا نصر بيهأظن أنا حسمت لك الموضوع من شوية وقولت لك إني رجل قانون وبمشي بالورق والمستندات القانونية عندك مستند قانوني يثبت كلامك أهلا وسهلا معندكش إسمح لي هتعامل مع كلامك كأنه هراء وملوش أي وجود من الصحة بالنسبة لي
إستشاط داخله من عجرفة ذاك القوي ليتراجع سريعا كي لا يكسب عداوة فؤاد ليتابع بمكر وخبث لزعزعة ثقته بتلك الإيثار
أنا فاهم مقصد جنابك وعاذرك إنت بردوا لسة متعرفش مين هو الحاج نصر البنهاوي أنا الحمدلله بتقي ربنا في كل شئ وبخافه
إبتسامة ساخرة اعتلت وجه فؤاد مع هزت رأس استنكارية وهو ينظر لحبيبته العابسة ليمرر أنامله يداعب بها وجنتها الرقيقة كي يطمأنها ويحسها على الإبتسامة ليتابع ذاك المضلل قائلا بزرع بذور الشك
انا بس قولت اشرح لك الوضع لتكون إيثار نسيت تقول لك وتفتكر سعادتك إن سيادة النائب نصر البنهاوي بيدفع لحفيدة مبلغ تافة زي ده
ليستكمل
الخلاصة يا باشا أنا هبعت المبلغ ل إيثار مع السواق بتاعي على قصر جناب المستشار
على الفور خرجت كلمات حاسمة من فم فؤاد لحسم الموضوع
ياريت ماتتعبش نفسك لأني مش هقبل حاجة زي دي وزي ما قولت لك عاوز تبعت حاجة إتفضل خلي المحامي بتاعك يقدم طلب للمحكمة يطلب فيه تعديل وزيادة قيمة النفقة غير كده مش هسمح بدخول مليم واحد لمراتي منك
هتف بنبرة صارمة لصوت قوي
أظن كلامي واضح
واضح يا باشا قالها بتأكيد ليتابع بمكر وشماتة ظهرا بنبرات صوته
بس يعني مش مستاهلة أخلي المحامي يعمل كل ده وأنا كده كده هاخد حضانة حفيدي في أقل من شهر بعون الله
انتفض جسدها وتجلى الهلع بنظراتها لمجرد الفكرة ليجذبها ويحاوطها بذراعه مقربا إياها داخل ليستند بذقنه على رأسها بخفة قبل ان يقول
الموضوع ده بقى بالذات نترك الحكم فيه للقانون يا رجل القانونوإنت عارف القضاء المصري عادل وصارم
أجابه على عجالة
أكيد يا باشا وأنا علشان واثق في القانون حاسس إنه إن شاءالله هينصفنا ويرد لي حفيدي واستطرد بدهاء بعدما بحث خلفه واستطاع معرفة بعض المعلومات عنه وعن أسرته
وانا شايف إن ده أنسب لسعادتك كمان أهو على الأقل تفضي لمراتك وتخلف لك منها حتة عيل يشيل
إسمك وتفرح بيه الرد من الطرف الاخر
والوقت مضطر أقفل لأنك أخدت من وقتي كتير مع السلامة
أغلق الخط بوجهه لتبتعد عن وهي تهتف بنفي برأسها وملامح وجه مذهولة
متصدقهوش يا فؤادنصر ده راجل كذاب
حاوط ذراعيها بكفاه لينطق
مهدئا إياها بنبرة تحمل حنان العالم أجمع
إهدي يا بابا
هزت رأسها لتقسم بنفي لحديث ذاك الكاذب
والله العظيم الكلام اللي بلغك بيه ده ما حصل ولا عمره بعت لي فلوس مع حد
بنظرات عيناي حنون تحدث بكلمات كي يبث السکينة بروحها
يا حبيبي أنا عارف وواثق ومتأكد من كلامك اللي قولتهولي قبل كده هو قاصد يقول الكلام ده علشان يشككني فيك
وتابع بذات مغزى ودهاء
مش عارف إني كاشف كل ألاعيبه القڈرة دي واللي أفظع منها كمان
سألته بعيناي تائهة
طب هنعمل إيه يا فؤاد ده شكله بيخطط لحاجة ومش هيسكت
أخذ نفسا مطولا ثم أجابها بطمانينة
مش عاوزك تقلقي من أي حاجة طول ما أنا جنبكأنا متابع الوضع كويس قوي كل اللي مطلوب منك تنسي خالص الموضوع وتتصرفي على اساس إن يوسف خلاص بقى في حضانتك
إقترب عليها ليحتضن وجنتيها بين كفاه لينطق بعيناي تصرخ من الوله
عاوزين نفضى لنفسنا شوية إنت ناسية إننا عرسان جداد ومحتاجين نتدلع ولا إيه
أحلا دلع لعيونك يا باشا نطقتها بإبتسامة ساحرة ليرد عليها بعيناي تلتهم ملامحها
والله ما حد باشا غيركعندنا خلخال محتاج يزلزل الجناح فوق
ضحكت بدلال
إبتلع باقي جملته واطلق تأوها مكتوم على خلفية لكزة قوية قد سددتها له تلك العاشقة التي لكزته بكفها على ظهرهإقتربت عليه سميحة لتسأله
مالك يا فؤاد إنت كويس
كادت أن تتمسك بكفه فابتعد للخلف سريعا لينطق بمغزى
هبقى كويس إن شاء الله
نطقت بجدية بعدما لاحظت ابتعاده المتعمد
أوك أنا مضطرة أمشي حالا علشان بابي مستنيني على الغدا بس متقلقشهروح البيت أظبط شوية حاجات خاصة بشغلي وهرجع تاني
واسترسلت وهي تنظر إلى إيثار بتحدي
هقعد معاكم يومين بحالهم قبل الحفلة
تنوري يا روحي قالتها إيثار بصوت رخيم مع إبتسامة صفراء بادلتها الأخرى بمثيلتها لتجيبها بعدم تقبل ظهر جليا بنظراتها
ميرسي
باي باي يا فؤاد نطقتها بغنچ وهي تقترب عليه إستعدادا لتقبيله وبلمح البصر كانت تلك العاشقة تقف حائل بينهما لتتراجع الاخرى سريعا وباتت ترمقها بنظرات ڼارية وذهول لتقطع حبل أفكارها تلك التي نطقت باستخفاف
Sorry يا روحي
وتابعت بتملك ظهر بعينيها الحادتين وهي تقف أمام رجلها بشراسة
من النهاردة مش هينفع تقربي من فؤاد بالشكل ده تاني
أشارت بكفها باستخفاف وهي ترمقها بتقليل
إنت بتقولي إيه إنت عارفة فؤاد ده بالنسبة لي إيه!
اجابتها بازدراء ونظرات ڼارية
إبن عمكيعني لا أبوك ولا أخوك ولا جوزك علشان بالطريقة السخيفة والغير مقبولة دي
أنا مالي بأفكارك المتخلفة دي قالتها باستهجان وهي ترمقها باستخفاف لتتابع برفض تام لتصرفها
ثم إنت مالك أصلا ولا ما
كان يتطلع على حبيبته وهي تدافع عن حقها به بمنتهى الشراسة
بقلب يرفرف من شدة سعادتهما أسعده من رجللقد كانت اقصى أمانية منذ القريب أن تسمح له تلك العنيدة الدخول لجنتها أما الأن فهي تقف بوجه إمرأة أخرى لتدافع عنه بقوة حيثت نطقت بمنتهى الۏحشية كنمرة
ده مالي وحلااليده جوزي يعني ملكية خاصة وممنوع الإقتراب زي
ما بيقولوا ومن النهاردة مشوفكيش تقربي منه بالشكل السخيف اللي عملتيه إمبارح لأني مش هسمح لك
صاحت
نعم! حديثها إلى فؤاد متلاشية وجودها وكأنها لم تستمع لشيئا من الأساس
هشوفك قريب يا فؤاد
بجحة قالتها إيثار وهي تنظر لذهابها باشتعال لتنطلق ضحكات ذاك الوسيم الذي أرجع رأسه للخلف وبدأ بإطلاق القهقهات المتتالية لتبتعد عنه وتربع ساعديها فوق صدرها لتنطق بحنق
ممكن أعرف بتضحك على إيه!
بصعوبة توقف عن إطلاق ضحكاته ليتطلع عليها وبعيناي تتأكلها قال
على حبيبي الشرس اللي بيدافع عن جوزه بكل قوته
إبتسمت بخجل ليستكمل ضحكاته مسترسلا بدعابة
البنت خلاص مش هتدخل البيت ده تاني
يكون أحسن بردوا قالتها بملامح وجه غاضبة إقترب منها ليقول
بقول لك إيهما تطلعي تجهزي وتستعدي
إبتسمت خجلا ليسحبها من كفها وتحركا عائدين للداخل من جديد
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل التاسع والعشرون
_أنا لها شمسبقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
أنهى نصر البنهاوي إتصاله مع فؤاد ليلقي بهاتفه فوق الطاولة الموضوعة أمامه ويتابع قائلا بنبرة حادة توحى لمدى غضبه
ده أنت شيطان يا اخي حتى الخطة اللي المحامي حطها علشان أضمن بيها الحضانة بوظها لي
هتف طلعت بنبرة حادة والڠضب يملؤ عينيه
الراجل ده ملوش المعاملة دي يا حاج ده راجل خبيث ومش هنعرف ندخل له من الحتة دي
زفر بقوة ليجيبه بنبرة حانقة
وأنا يعني كان في إيدي حاجة غير كده ومعملتهاش يا طلعت
واسترسل بإبانة ما أملاه عليه ذاك المحامي الخبيث
المحامي نبه عليا أوصل الفلوس لقصر فؤاد علام بأي طريقة علشان لما نستشهد بيه
قدام القاضي يشهد بإنه استلم مبلغ مننا خلال الشهر اللي قعده الولد عنده وبكده القاضي هيتأكد إن عمرو اللي متكفل بمصاريف إبنه بالكامل وهيحكم له بالحضانة من أول جلسة
لوت إجلال فاهها لتسأل بنبرة تشكيكية
وإنت إيه اللي يضمن لك إنت والمحامي إنه كان هيشهد معانا ويسيب مراته!
إحتدم داخل عمرو من استماعه لتلك الكلمة التي تجعل الڼار تشتعل بكامل جسده لكنه تمالك من حاله لابعد حد وكظم غيظه بداخله ليجيبها نصر بجدية
مش ده اللي يشهد زور علشان خاطر أي حد يا ستهم ده راجل دوغري وماشي زي السيف
وده الحل معاه إيه يا نصر...سؤال مستسلم وجهته إجلال ليحك ذقنه بأصابع يده قبل أن يجيبها
أدينا بنشوف انا والمحامي يا ستهم
زفر بضيق ليتابع باستياءا ظهر فوق ملامحه
ماهو لو واحد عادي كانت ديته عندي طلقة بجنية تخلص عليه وتريحني منه
واستطرد ليذكرها برجل شركة الأمن الخاصة الذي إستأجره ليتابع خط سير فؤاد ويتحرى عنه ليمده بالمعلومات التي ربما تفيده بقضية ضم حضانة الصغير
لكن إنت كنتي قاعدة معايا بنفسك والراجل بتاع شركة الأمن اللي أجرته يستفسر عنه بيتكلمالراجل ماشي زي الألفملوش غلطة واحدة تتاخد عليه من للبيت لشغله ومن شغله لبيته لا ليه في ستات ولا هلس ولا سهرات من إياهم ولا حتى رشوة
هز رأسه بيأس ليتابع
ده غير مركز أبوه اللي نص مصر بتتهز له وتقف لإسمه تعظيم سلام
صكت إجلال على أسنانها لتهتف من بينهما پغضب
أنا مش عارفة طلع لنا من أنهي مصېبة ده كمان
لتشتعل عينيها بڼارا مستعرة وهي تتابع پحقد دفين ظهر بعينيها الغاضبتين
كله من القادرة بنت منيرةكانت دخلتها شؤم على بيتي
واستطردت باشمئزاز وهي تلقي بالإفتراءات على تلك المسكينة بدون وجه حق
حسبتها صح وراحت لعبت على وكيل النيابة وهو زي الاهبل جري وراها وريل عليهاجرت رجله لحد ما اتجوزها وخدها جوه قصره علشان يحميها هي ويوسف
وإلى هنا تحولت ملامحها واشتعلت عيناها بالچحيم لتتابع
بس ورحمة الحاج ناصف ما هخليها تتهنى بعيشتها في القصر ولانهش قلبها من جوة
تابعت وهي تستعرض بقبضة يدها بطريقة شرسة
همد إيدي وهاخد حبيبي يوسف من قلب القصر اللي جريت تستخبى فيه وتبقى تكمل حياتها جواه من غير إبنها ده لو قدرت
صمتت لتتطلع على ذاك الجالس بإطمئنان يرتشف مشروب الشاي باستمتاع ولا يبالي لحديثهم الدائر وكأن الأمر لا يعنيه بالمرة لتسأله باستغراب وجبين مقطب
إنت ساكت ليه يا عمرو!
بسمعكم...كلمة نطقها بنبرة باردة كالثلج ليقطب نصر جبينه وهو يرمقه بتعجب ليسأله
إلا قولي يا عمرو بيهإنت بتغطس تروح فين اليومين دول!
بنبرة هادئة أجابه
ما أنا قولت لك قبل كده يا بابابسهر مع إصحابي في شقة واحد زميلي قاعد في المركز
رمقه طلعت بازدراء قبل أن ينطق بنبرة متوجسة
يارب بس ماتجبليناش مصېبة جديدة بسهراتك دي
ليستكمل نصر حديث ولده بتهكم وهو يتطلع عليه بسخرية
لا إزاي ميبقاش عمرو لو قعد عاقل زي البني أدمين
ليتابع بحدة وڠضب
مروحتش الرؤية بتاعت إبنك الإسبوع ده ليه يا بيه!
المحامي بتاع الهانم رن عليا وقال لي إنه كلمك وإنت مردتش عليه
ارتشف من كوبه بهدوء ثم أجابه بنبرة مستفزة تعجبت لها إجلال
نسيت يا حاج هبقى أروح له الإسبوع الجاي
بكلماته الباردة نجح في تأجج ڠضب أبيه ليصيح الاخر بحدة بالغة
نسيت تشوف إبنك!
ليسخر متابعا
ومراتك اللي فوق دي كمان ناسيها
واسترسل بنبرة حادة توحى لمدى وصوله للمنتهى من الڠضب
إسمع يا عمرو علشان أنا جبت أخري منكمن النهاردة ترجع تبات في شقتك مع مراتك أنا عايز حفيد مش هتقعد لي على حتة الواد اللي جبته
واسترسل بحدة
أمال مين اللي هيورث الأبعدية دي كلها من بعدي ويكمل طريقي!
هب واقفا كمن لدغه عقرب ليهتف پجنون وحدة
إنسى الموضوع ده يا اباعلشان لو السما انطبقت على الأرض مهرجعش أنام في سرير واحد مع العقربة دي
قاطعته إجلال لتقول باستياء ولوم قد فات أوانه
وكان مين اللي بلانا بالعقربة دي يا عمرو مش إنت والشيطانة بنت منيرة اللي دخلتها بيتي!
صاح نصر بنبرة غاضبة
عدى وقت الكلام ده خلاص يا ستهمالبلوة واتبلينا بيها واللي كان كان
ثم حول وجهته إلى ذاك الوقف بجسد ينتفض ڠضبا ليتابع أمرا بصرامة
إسمع يا وادمن النهاردة هتبات في شقتك مع بنت ناصرةوشقة المحروقة بنت غانم مشوفكش تعتبها إلا لما ارجعها لك فيها مذلولة من تاني وإلا قسما بالله أحرقها بكل اللي فيها
وأشار بسبابته بټهديدا جاد ظهر باشتعال عينيه
كلامي يتنفذ من النهاردةوإلا ملكش قعاد في بيتي ورجلك متخطيش فيه لحد ما أموت
زمجر بكلمات غير مفهومة وهو يهرول للخارج كالإعصار المدمر وكعادة تلك الشريرة كانت تتسمع عليهم من فوق الدرج ليتهلل وجهها فرحا
ابتسم طلعت شامتا بشقيقه الأصغر ليرجع بظهره للخلف وينطق بتفاخر
اللي هيكمل طريقك ويورث أسمك على حق جاي في الطريق يا حاج
شمله بنظرة ساخرة قبل ان ينطق متهكما
ما تتنفخش قوي كده يا اخويا قبل ما تتأكد من اللي في بطن المعدولة مراتك مش يمكن تكسفك زي كل مرة وتجيب لك الرابعة
بنظرات حادة نطق بتحدي دون أن يقدم مشيئة الله
هيبقى ولد المرة دي يا حاج ده أنا صارف قد كده مع الدكتورة قبل الحمل ومشتنا على نظام أكل معين واكدت لي إن كل اللي جرب الطريقة دي نجحت معاه وجاب الولد
ابتسم نصر ساخرا من حسرته على حال أنجاله ليتحدث حسين متعجبا حديث شقيقه المنافي لعقله
هو ده كلام ناس عاقلين بردوا يا طلعت ولد إيه ده اللي بيتحدد من نوع الاكل يا راجل قول كلام يتصدقثم إن الموضوع ده بالذات بإيد ربنا سبحانه وتعالى يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور
شمل اخاه بنظرة حاقدة لينطق بازدراء
العلم إتقدم يا أبو العريفمتنبرش بس إنت فيها وهي تكمل
خلصونا بقى من كلامكم اللي زي قلته ده وخلونا في موضوع يوسف...جملة نطقتها إجلال باستياء وصرامة جعلت من طلعت ينظر لها بحدة فهي لا يهمها أمر أحدا من سكان هذا المنزل سوى مدللها العظيم عمرو ونجله وفقطولو بيدها لبسطت ذراعها للسماء لټخطف له نجمة تقدمها لإسعاده لفعلت وما تأخرت.
انسحبت سمية لمسكنها
سريعا لتمسك بالهاتف وتطلب والدتها التي سرعان ما اجابت لتهتف الأخرى بنبرة حماسية تذكرها بحديثهما الماضي
خلاص يا ماماالفرصة
اللي بستناها جت لحد عنديالحاج نصر ضغط على عمرو ومن النهاردة هيرجع يبات معايا تاني
يرجع أساس هذا الحديث إلى قبل يومانحيث أبلغت تلك الحية والدتها بختطها وهي أن تحاول جاهدة بالتقرب من عمرو ليحدث بينهما معاشرة ومن ثم تفصح للجميع عن حملهاثم تبدأ بالبحث عن إمرأة فقيرة تحمل برحمها ولدا تهبها إياه مقابل مبلغا هائلا من المالولو لم تجد سيصل الامر بها لتأجير أحدهم ليخطف لها طفلا حديث الولادة من أي مشفى خاص بالتوليد وتعطيه هو المبلغلتمثل هي الحمل طيلة المدة وهذا الامر لم يكتشفه عمرو لعدم رغبته بالتقرب منها وتلك هي فرصتها الاخيرة لتعزيز مكانتها بمنزل نصر البنهاويوافقتها والدتها على خطتها الشيطانية وأتفقتا أيضا على تأجيل عملية إستئصال الرحم لحين الإنتهاء من خطتها
استرسلت سمية بنبرة حماسية
لازم أخطط للموضوع كويس قوي وأعمل حسابي من الوقت علشان أجمع مبلغ كبيرمحدش عارف الموضوع ده ممكن يكلفني قد إيه
ابتسمت الاخرى بمكر لتصمت بتفكير قبل أن تنطق متوجسة
بس قبل أي حاجة لازم تتابعي مع الدكتورة وتقولي لها إنك هتأجلي موضوع شيل الرحم ليكون خطړ عليك
تحدثت بلامبالاة ظهرت بصوتها
ولا خطړ ولا حاجة دول كلهم تسع شهور هيعدوا هواوهحاول أشوف حل وألاقي العيل جاهز بعد سبع شهور وأقول ولدت في السابع وخلاص أهو اكسب شهرين
أومأت لها الأم واستحسنت تفكير صغيرتها الشيطاني لتغلق معها بعد ان اتفقا على البحث عن من سيجلب لهما الطفل.
بالكاد أغلقت هاتفها ليصدح رنينه من جديدزفرت بقوة حين وجدت نقش إسم نسرين على شاشة الهاتفلم تعد تدري كيف تتصرف مع تلك اللعېنة التي تظل تطاردها وتبتزها بالمكالمة المسجلة لتتلقى منها المزيد من النقود والتي لا تتوقف عن الإشباع منها مهما مدتها الأخرى بالاموال والأن لا بد أن تحسم أمرها للتعامل الجدي معها فقد أصبحت تسبب لها إزعاجا شديد ولا بد من التعامل مع الأمر بجدية كي تقطع دابر تلك المشكلة
بالأسفل
صدح صوت هاتف نصر لينظر بشاشته ثم يختطفه ويهب واقفا سريعا إستعدادا للإنسحاب مما جعل الريبة تدخل قلب إجلال لتسأله بحدة
مين اللي بيرن عليك يا نصر!
وضع شاشة الهاتف صوب عينيها لينطق بصوت جاهد ليخرجه متزنا
مكتوب قدامك الحاج عبدالسلام ده عضو مجلس الشعب بتاع سوهاج اللي بيكلمني على طول
اومأت بلامبالاة حين رأت إسم المتصل ليتحرك هو إلى الحديقة وابتعد إلى نقطة لن يستطيع أحدهم الإستماع إليه لينطق بنبرة حادة
شكلك ناوية على طلاقك مني قريب
ليه بس يا بيبي ده انا حبيبتك شذى...قالتها بغنج أثار حنقه أكثر ليهتف بنبرة مشټعلة
سيبك من أمور السهوكة بتاعتك دي علشان مش هتاكل معايا
ليهتف من بين أسنانه
أنا مش منبه عليك بدل المرة ألف وقايل لك ماتتصليش
بيا طول ما أنا في البلد مهما حصل
مطت لتمثل عليه الحزن
وعاوزني أعمل إيه بس يا نصرإنت ليك أكتر من إسبوعين مجتش الشقة وحتى التليفون بطلته
أغمض عينيه وأخذ نفسا عميقا ليهدئ من حالة الڠضب التي تملكته ثم تحدث بنبرة أقل حدة
أنا مش قايل لك يا بنت الناس إن عندي ظروف هتمنعني أجي لك الفترة ديوبعدين الإنتخابات قربت وانا مش عاوز شوشرة على إسمي
وأنا ذنبي إيه أتحرم من حبيبي المدة دي كلها من غير ما أشوفه...قالتها بدلال لاستقطابه لتتابع بنبرة حذرة
وبعدين فلوسي خلصت وإنت معملتش حسابك تسيب لي مبلغ يكفيني المدة اللي هتغيبها عني
ضيق بين عينيه ثم ابتسم نصف ابتسامة ليلوي فمه وهو يقول في تهكم واضح
بقى هي الحكاية كده يا ست شذيطب ما تقولي من الأول إنك متصلة علشان الفلوس وبلاه اللف والدوران ده كله
استدعت دهاء ومكر الانثى سريعا لتنطق بنبرة غلب عليها الحزن والإنكسار
دايما كده ظالم شذى حبيبتكمش كفاية سايبني لوحدي للغيرة تنهش فيا كل ما أتخيل إن جوزي وحبيبي مع واحدة غيري
مطت قبل أن تنطق بصوت يهيم شوقا اجادت صنعه بمنتهى البراعة
شكلك كده مبسوط عندك علشان كده نسيت شذى اللي بتتمنى لك الرضا علشان ترضى
نطقت جملتها بدلال وغنج اشتاق إليه ذاك المحروم ليبتسم ساخرا وهو يتذكر علاقته العجيبة مع إجلالتنهد بقلب مال واشتاق ليجيبها بعد أن إنصاع لطريقة سحبها لمشاعره
إنت عارفة إن القلب مفهوش غيرك يا مزةوإن مبيبعدنيش عنك غير الشديد القوي
بنبرة أنثوية تتبعها دائما لجذب ذاك الأبله نطقت تلك الداهية
والله اللي أعرفه إن اللي يحب مراته بجد ميقدرش يبعد عنها كل المدة دي وييجي يغرق في حنانها تحت أي ظروف
ازدرد لعابه شوقا بعد كلماتها
المٹيرة والتي نطقتها عن عمد ليجيبها دون أن يفكر بمخاطر ما سيفعله
يومين بالظبط وهبقى عندك جهزي لي نفسك علشان راجلك عطشان لحبك
اطلقت ضحكتها الخليعة التي تثير بها جنونه ليغلق معها سريعا قبل أن يكشف أمره.
داخل منزل غانم الجوهري
كانت نوارة تجلس بجوار زوجها داخل غرفة المعيشةتنظر لعبوس وجهه وحزنه الذي ما عاد يفارقه منذ ۏفاة والده وطغيان عزيز عليهمنظرت لتلك السېجارة المشټعلة التي يمسكها بين أصابعه وينفث دخانها بشراهة وضيقتنهدت بأسى لتنطق في محاولة منها بمؤازرة زوجها
خلاص بقى يا وجديريح نفسك شوية وبطل السجاير اللي عمال ټحرق فيها دي
هتف بنبرة حادة ليعبر عن صډمته
هتجنن يا نوارةمش قادر أتخيل اللي عزيز عمله فينا وفي أمي
رمقته بضيق لتجيبه
متكدبش على نفسك يا وجدي عزيز مبيعرفش ېخاف على حد غير نفسه وعياله وبس أنا وانت عارفين إنه عمل كده علشان الحاج نصر يرجعكم لشغل الحفر على الاثار معاه من تاني
خجل من نظراتها الحادة لكنه عاند كي لا يظهر بصورة بشعة أمام زوجته
وإنت كنتي ډخلتي جوه ضميرنا وكشفتي اللي فيه يا ست نوارة!
ليسترسل بحدة
عموما أهي خلاص اتقفلت من كل ناحية علشان ترتاحي إنت وإيثار
أجابته بحزن ملئ ملامحها
وإيثار ذنبها إيهدي البنت رغم وقوفك في صف عزيز ضدها كانت بتبعت لي فلوس من وراك أجيب للعيال اللي ناقصهم
جحظت عينيه مذهولا من اعترافها لتتابع تخبره
لهو أنت كنت فاكر إن المرتب اللي بتديهولي كل شهر هيجيب للعيال كل نواقصهم!
هز رأسه بعدما شعر بخيبة وخجل شمل كيانه ليسألها بنبرة خجله من حاله
وإنت ليه مقولتليش حاجة زي كده!
تنهدت بحزن تجيبه
هي اللي منعتني أقول لك علشان متحسش إنك قليل ومش قادر تكفي بيتك
أغمض عينيه يضغط عليهما بحسرة ومرارة تحت تأثر زوجته على حالته.
عودة إلى إيثار الساكنة بقصر زوجها كانت تتجول بالحديقة بصحبة زوجها بعد أن تناولا وجبة الغداء في حضور العائلةخرج والده ليتابع زهوره النادرة التي يهتم بها بنفسه فانضم إليه فؤاد بعد أن إستاذنت منه تلك العاشقة ليتركها لحالها كي تتحدث إلى عزيز عبر الهاتفضغطت زر الإتصال على ذاك الجالس بغرفته بالأعلى بجوار زوجته ليتفاجأ برقم شقيقته بعد أن أزالت خاصية الحظرأجاب سريعا يجيبها بنبرة حادة وعيناي تطلق شزرا
لسة ليك عين تتصلي بيا بعد ما فضحتينا في البلد وصغرتينا قدام الحاج نصر وعياله!
قلبت
عينيها بسأم واطلقت زفرة قوية لتمد حالها بالطاقة والصبر كي تستطيع مجابهة ذاك الذي لا يملك ذرة واحدة من الرحمة أو الإنسانيةلذا قررت أن تتعامل معه بحدة وصرامة كي تحثه على التراجع
إسمعني كويس علشان معنديش وقت اضيعه في كلامك الفارغ ده
استشاط داخله وكاد أن يرد لتقاطعه هي متابعة بقوة
عندي ليك كلمتين هتسمعهم وتنفذهم بالتي هي أحسن يا إما متلومش غير نفسك على اللي هيحصل لك مني
صاح بنبرة غاضبة أرعبت نسرين الجالسة بجواره
والله عال يا ست إيثارده أنت طلع لك حس وبتعرفي تهددي عزيز كمان
أهددك واهدد اللي يتشدد لك طول ما أنا على حق...قالتها بقوة ونغمة جديدة على أذن ذاك المذبهل لتتابع بصرامة أكثر
وبعدين إسمعني وإنت ساكت علشان زي ما قولت لك معنديش وقت
إرتسمت إبتسامه ساخرة علي جانب فمه ليجيبها بطريقة تهكمية
وماله قولي يا مرات وكيل النيابة وإشجيني
اغمضت عينيها لتتخطى سخريته الواضحة لتكمل ما هاتفته لأجله
تاخد الحية اللي إنت متجوزها وتنزل تتأسف لأمك قدام البيت كله وبعدها تتلقح فوق في شقتها ورجلها متخطيش الدور اللي تحت غير وهي خارجة برة البيت
واسترسلت بلهجة أمرة زادت من اشتعاله
خزين البيت من القمح والذرة تتصرف وتخلقه وترجعه البيت تانيومن النهاردة ملكش قعاد تحت لا انت ولا مراتكوأخوك اللي عملت عليه راجل وضړبته بالقلم تتأسف له وإياك تفكر تعيدها تاني وإلا قسما بالله هتشوف مني وش عمرك ما كنت تتخيله
فهقه ساخرا ليسألها متهكما
وإيه كمان يا هانم إشجيني إشجيني
أخذت نفسا مطولا لتتابع
بص يا عزيزإيثار اللي بتتكلم معاك غير البنت المکسورة اللي كنت تعرفها أنا الوقت مرات رئيس نيابة كلمته بتهز محاكم وياريت كمان ما تنساش إن البيت والارض بإسمي يعني لو عملت لك محضر بالطرد من بيتي الشرطة هتيجي تخرجك بالقوة ومفيش مخلوق هيقدر يساعدك حتى نصر اللي طول عمرك بتتحامي فيه
شعر بالهزيمة وبأن معركته خاسرة أمام جبروت شقيقته التي جعلت منها الظروف أقوى منه وبدلا من أن يرعبها كعادته باتت هي من ترهبه بتهديداتها الصارمةابتلع كلماته ونيرانه المستعيرة ليحاول للمرة الاخيرة عله يستطيع ليقول بټهديد حاد مصطنع
فكري كده تعمليها وأنا تاني يوم هاخد أمك وأخليها ترفع قضية الحضانة
بنبرة باردة أجابته باستفزاز
وماله إعملها وأنا كمان تاني يوم هبيع الأرض وأطلعكم كلكم برة البيت وأبيعه هو كمان ونبقى كده خالصين
وبجوابها هذا تأكد أنه قد خسر أخر جولة لهطال صمته لتبتسم بسخرية بعد أن علمت استسلامه لتنطق بنبرة تحمل بين طياتها تهكما لازع
كده نبقى متفقين إتفضل نفذ اللي إتفقنا عليه بالحرف الواحد ولو أي شرط ما اتنفذش هعرف وهزعل وأنا زعلي بقى وحش قوي يا عزيز
ابتسم بسخرية على ما وصل إليه ليجيبها باستسلام
حاضر يا مرات رئيس النيابة تؤمري بحاجة تانية
أجابته باستفزاز ارادت به إذلاله لترد له بعض ديونه
لحد الوقت لالكن لو جد في الأمور حاجة هكلمك
قالت كلماتها لتغلق الهاتف ولم تعطه حق الرد مما جعله يحتمدم غيظا سألته نسرين التي كانت تتابع ما يحدث بتركيز شديد
عاوزة منك إيه العقربة دي!
وكأن بسؤالها هذا أججت داخله ليخرج ما بها من ڼار شاعلة ظهرت بعينيه وهو يوبخها بحنق
إخفي من وشي الساعة دي لو عاوزة تصوني كرامتك
ابتلعت لعابها وهبت من جواره ليهتف بصوت جاد بعدما حسم أمره
إعملي حسابك هتقعدي في شقتك من النهاردة أكلنا وشربنا هيبقى هنا ويلا علشان تنزلي معايا علشان تعتذري لأمي عن اللي حصل
عودة لإيثار التي انتهت من مكالمتها لتفاجأ بقدوم فريال باتجاهها لتقف أمامها وبقامة مرتفعة سألتها باستغراب
مقولتيش لفؤاد على الكلام اللي أنا بلغتك بيه ليه!
تطلعت عليها بتمعن لتنطق بثقة وصدق
مش أنا اللي أدخل البيوت وأفرق الإخوات عن بعضها
رفعت حاجبها الأيسر باستنكار لتنطق باستخفاف
وتشكيك
حركة ذكية منك عاوزة تبيني لي من خلالها قد إيه إنت إنسانة أصيلة وعندك مبادئ
تعمقت بمقلتيها قبل أن تنطق بصوت جاد
أنا مش محتاجة لكل ده ولا مجبرة إني أحسن صورتي وأجملها في عنيك لسبب بسيط قطبت الأخرى جبينها تنتظر حديثها لتسترسل هي باعتزاز وثقة بالنفس وبحبيبها
وهو إن جوزي شايفني بالصورة اللي أنا عليها وده اللي يهمني في الموضوع
أجابتها باقتضاب
جوزك عاشق والعشق بيعمي العيون
رفعت حاجبها متعجبة من إعترافها لتنطق لتذكرها بحديثها الماضي
طب كويس إنك إكتشفتي إنه عاشق وإتجوزني للسبب ده مش شفقة منه وبونت جدعنة زي ما بلغتيني
تطلعت عليها ثم أخذت نفسا عميقا قبل أن تقول بهدوء حذر بعدما قررت الإكتفاء بهذا الحد كي لا تثير ڠضب تلك الهادئة
على العموم أنا متشكرة إنك احتفظتي بالكلام ده بينا وأتمنى فؤاد ميعرفش عنه حاجة
أجابتها بملامح وجه جادة ونبرة صارمة
إطمنيلو عاوزة أقول له كنت قولت له لما جالي أوضتي يومها وسألني عن التغيير اللي حصل في معاملتي ليه ساعتها اتنرفذ عليا وسألني لو عاوزة أتكلم كنت إتكلمت وقتها وبرأت نفسي من تصرفي اللي ضايقه وأزعجه بشكل لا تتخيليه
للحظة خجلت من حالها وتخيلت حزن شقيقها التي تسببت هي بهقاطع لحظة صمتهما إقدام فؤاد بإتجاههما ليسأل حبيبته بنبرة أب لإبنته وليس زوجا
خلصتي مكالمتك يا بابا
أه يا حبيبي خلصتها...قالتها وهو يسحبها ليغمرها لتطمئن قليلا وبرغم هذا نطقت بنبرة خرجت مرتبكة رغما عنها
سلامة عمرك يا فؤاد
إبتسم لها ثم إلتفت والأهم إنها تثبت إنها جديرة بإسم فؤاد علام
رفعت الاخرى قامتها لتقول بنظرات قوية بها تحدي
أهم من إني أكون جديرة بإسم فؤاد علام هو إني اكون جديرة واستحق حبه وحنانه اللي قدمهم لي في وقت كنت في أمس الحاجة ليهم
لتتابع بكلمات تقطر صدقا وهي تتعمق بعيناي حبيبها
شكرا يا
حبيبيشكرا على حبك وحنانك وإهتمامك بمشاعري ومشاعر إبني شكرا على على كل حاجة حلوة حصلت لي وكنت سبب رئيسي فيها
بحبك...نطقها بوله لتبتسم وهي تشير بعينيها باتجاه فريال كي ينتبه فضحك لتتحدث وهي تنسحب تاركة المجال لهما ولكي تهتم أيضا بصغيرها
أنا هروح أخد چو ونطلع علشان ياخد شاور
لتتابع وهي تنظر للصغير الواقف بجوار علام يساعده بالإهتمام بري الزهور وسعادة الدنيا فوق ملامحه
شكله تعب سيادة المستشار معاه
بالعكس بابا بيحبه جدا واتعلق بيه...قطبت جبينها لتتطلع بتعجب على تلك التي نطقت الكلمات بعفوية ودون إدراك منها لتحمحم بإحراج كي تكمل مجبرة على الإعتراف بالحق
الولد مهذب ولذيذإسمحي لي أهنيك على إسلوب تربيتك ليه
ميرسي...قالتها وهي تميل برأسها وتضع كفها فوق صدرها بطريقة مسرحية لتتابع
دي شهادة غالية ومميزة من فريال هانم علام في حق الفقيرة إلى الله إيثار الجوهري
طالعتها بأعين متفحصة قبل أن تسألها بتشكيك
مش عارفة ليه عندي إحساس إنك بتتريقي
بنبرة جادة اجابتها
أنا مبعرفش
أتريق على حد وده مش إسلوبي لما الكلام ميعجبنيش مابردش وبلتزم الصمت والمفروض إن اللي قدامي يعرف من سكاتي إن كلامه ازعجني
رفعت فريال حاجبها فقد راق لها إسلوب تلك ال إيثار لم تنكر إعجابها بشخصيتها القوية وردودها الجاهزة والقوية والمنمقة بالوقت ذاتهلماحة ذكية تمتلك من الحنكة ما يجبر الاخرون على إحترامها
كانت نظراته تتابع كلتاهما بتمعن واهتمامتنهد ثم تحدث قاصدا حبيبته
إطلعي يا روحي شوفي هتعملي إيه ل يوسف وسبيه مع عزة تنيمهوأنا ساعة بالكتير وهطلع لك
ثم مال بجانب أذنها ليهمس بوقاحة
متنشيش الخلخال
وقح...همست بها ليطلق قهقهاته العالية تحت استغراب فريال للتحول الجذري الذي حدث لشقيقها الكبير العاقلسيادة المستشارخرجت من بين لتنظر لها وبابتسامة هادئة تحدثت
بعد إذنك يا فريال
اومأت بهزة من رأسها لتنسحب تحت نظرات ذاك المغرومتنهد لينظر من جديد إلى شقيقته ليسألها بمشاكسة
مش عارف ليه حاسس إن فيه حاجة بينك وبين إيثار أنا ما اعرفهاش
تلبكت لتسأله بعيني زائغة ترجع لبرائتها وعدم خبثها
حاجة حاجة زي إيه يا فؤاد!
ما أنا لو أعرف مكنتش سألتك...قالها بحيرة مفتعلة ليتابع بنبرة جادة وقد استشف بدهائه بعدما ربط الاحداث ببعضها أن شقيقته هي من قالت ذاك الحديث الذي سألته عنه إيثار ليلة أمس وما إذا كان أبلغ والده عن مشاكلها مع عائلتها أو عن إنتوائه لتركها بعد أن تحصل على حضانة الصغير
مش عجباني العلاقة بينكم حاسس إنكم واقفين لبعض على الواحدة
ليتابع وهو يهز رأسه باستنكار
مرتاحتش لنظراتكم لبعض ولا لكلامكم
تحمحمت تنفي شعوره لتقول
شعورك مش في محله المرة دي يا فؤاد
ابتسم ليجيبها بنبرة حنون
أتمنى
تعمقت بعينيه لتفاجأه بسؤالها
إنت بتحبها بجد! حيوية وعنده تطلعات وأحلام
كانت تنظر إليه بعينين حنونلقد تأكدت من عشق شقيقها الحبيب لتلك القوية الأبية لا تنكر أنها أعجبت بصفاتها
لكنها وإلى الأن لم تضع ثقتها الكاملة بها وستظل تلاحقها إلى أن يثبت العكس فاقت على صوت شقيقها الذي نطق يطالبها بعيناه
علشان كده ياريت متحاوليش تضايقيها ولا تزعليها لأن ساعتها هتكوني بتزعليني أنا مش هي
نطق كلماته بدهاء ليصل معناها لشقيقته وها هي الأن تبصم بأصابعها العشرة أنه كشف امرها بفطانتهتعلم علم اليقين أن شقيقها ليس بالرجل الغبي وسيربط التفاصيل ببعضها ليصل بالنهاية أنها من أخبرت تلك المرأة التي جلبها إلى القصر لينصبها على عرش قلبه
تعمق بعينيها يتنظر جوابها فأومأت له بابتسامة خاڤتة وقد إعتراها الخجل من إكتشاف فعلتها الغبية
ولجت إلى جناحها الخاص بهما لتشهق حين رأت التجهيزات التي أشرفت عليها عصمت بذاتهالم تكن مرتها الاولى التي تلج بها إليه لكنه أصبح مختلفا تماما بعد أن وضعت بعض اللمسات السحرية التي حولتهكانت الغرفة مزينة بألوان هادئة ودافئة تعكس الهدوء والراحة لساكنيهاأثاثها بسيطا وأنيقا بالوقت ذاتهاما المفروشات فكانت من الألوان الزاهية لإضفاء جوا من الدفء والحيوية تتوزع مصابيح الإضاءة بشكل متناغم مما يخلق أجواءا مختلفة حسب الحاجةفمنها الإضائة العالية ومنها الخاڤتةسعدت بشدة لتبتسم تلقائيا وهي تتطلع لأوراق الزهور المنثورة على الارضية بشكل متناسق وبسيط بلونيها المميزان الأبيض والأحمررفعت بصرها لترى طاولة مستديرة بالمنتصف مليئة بأصناف متنوعة من ثمار الفاكهة المحببة لدى كلاهمابالإضافة إلى كأسان فارغان لإستعمالهما في المشروب البارد المتواجد بتلك القنينةعلى الجانب يوضع وعاءا من الكريستال المبهر مملؤا بالشيكولاتة المحببة لديهايبدوا أن حبيبها هو من جلبها خصيصا لنيل رضائهاأخذت نفسا عميقا لتستعد ل ليلتها المميزة حيث يتطلع فارسها إلى الكثير والكثير من الدلال والغنچ كتعويضا له عن عنادها وصرامتها في التعامل معه منذ زواجهما ولچت لداخل الحمام لتختفي بداخله وتنعم بالإستجمام داخل حوض الإستحمام ودلال حالها بإضافة بعضا من الزيوت العطرية إلى الماء وأيضا أوراق الورود المخصصة لهذا الغرض خرجت بعد قليل لتجفف شعرها بجهاز مجفف الشعر الكهربائيإرتدت ثوبها الخاص الذي أختاره لها فؤادها لتتحرك وتقف أمام مرآة الزينة لتصعق من شدة جمال الثوب عليها فقد أختير بعناية فائقة من قبل ذاك المغروموضعت بعض مساحيق الزينة البسيطة للغاية لتظهر جمال عينيها وشفتاها المكتنزة حيث لونتها بأحمر
مطت لتمثل الحزن بأعينها وتسأله بغنج ودلال
قصدك إني مكنتش حلوة إمبارح ومش عجبتك!
غمرها بنظرات يملؤها حنان الدنيا قبل أن ينطق بۏلع
إنت سحرتيني إمبارح مش بس عجبتيني
واسترسل موضحا الفرق بإبانة
بس اللي حصل بينا إمبارح كان من روح عاشقة عطشانة ومتشوقة لقرب روح الحبيبالنهاردة الوضع يختلف إحنا النهاردة بنكتشف بعض لأول مرةإمبارح تقاربنا كان من حبيب لحبيبه بس النهاردة إشتياق راجل للست اللي هوسته من أول مرة شافها فيه وأتمنى يعيش معاها اللحظة دي
ليسترسل متسائلا بغمزة من عينيه
فهمتي الفرق
إبتسمت لتجيبه بدلال
بحاول
أنا هفهمك بس بطريقة عمليه... قالها بغمزة وقحة لتبتسم بسعادةتحرك مجبرا إلى الخزانة ليخرج العلبة ويخرج منها ذاك الخلخال الألماسي الذي دفع فيه مبلغا طائلا من المال لينتهي به الأمر بأسفل ساق تلك الرائعةمال بطوله ليركع تحت قدماها وبدأ بتلبيسها إياه بساقها اليمنى تحت ذهولها من المنظرلو كان أحدهما أبلغها قبل مدة أن فؤاد علام ذاك المتكبر المغرور سيركع تحت
دي الدكتورة عصمت متوصية بيك قويشكلها حبيتك وجدا كمان
ناولها الكأس لتمسكه بين أصابعها وهي تقول بمشاكسة
وأخبار إبن الدكتورة عصمت في حبي إيه!
أجابها بصوت مسحور
إبن الدكتورة عصمت عشق وداب وسلم الراية البيضا من أول نظرة
إبتسمت فرحا لترفع خصلة من شعرها تمردت لتضعها خلف أذنهاإرتشف من كأسه ثم تبادلا الشراب كل من كأس الأخرأنزل كأسه ليمسك بواحدة من الشيكولاتة ويزيل عنها ورقتها نظر لعيناها وقضم نصفها لتذوب بفمهتحت سعادتهما التي لا توصفابتعد ليغمز لها يذكرها
فاكرة الشيكولاتة اللي جبتها لك في اليوم إياه
ابتسمت خجلا ليتابع هو بمداعبة
أنا شاكك إنك طمعتي في العلبة لوحدك وقصدتي تنكدي عليا علشان تنفردي بيها
أطلقت ضحكة عالية ليزبهل ذاك العاشق من جمال ضحكتها الحماسيةكرر ما فعله معها وذابا معا لأبعد حد ليبتعد بعد قليل تحت حاجتهما للتنفستحرك صوب جهاز الموسيقى لتنطلق بعد قليل موسيقى ذكرتها بماضيها الجميل قبل أن تفرمها طاحونة الزمان
تسللت إلى مسامعها تلك الموسيقى الحالمة لتغمرها بشعور رائع وكأنها موسيقى من الجنة حتى تلك الشموع المتناثرة هنا وهناك بإضائتها الخاڤتة منحت المكان جوا رائعا من الخيال كانت الموسيقى للملحن خالد الأمير الخاصة بفيلم الراقصة والسياسي فقد كانت تعشقها وتذكرها بأيام صباها حيث كانت ترى الدنيا بأعين بريئةتطلع إليها ليقول وهو يغمز بعينيه
سمعيني بقى صوت رنة خلخالك يا حرمنا المصونعاوز أتمزج بصوت الرنة
بس كده من عيوني... قالتها لتنطلق مندمجة لأبعد حد مع الموسيقى لتتمايل هنا وهناك بطريقة جعلته يفتح فاهه مشدوها من شدة ذهوله كان يشعر بأن لديها حسا موسيقيا وتستطيع الرقص لكنه لم يتوقع تفوقها لهذا الحدجلس على الأريكة يتطلع على رقصها المبهر بأعين عاشقةينظر للخلخال وهو يهتز بساقيها ليحدث صوتا رائعالم يكن يوما من الرجال المنجذبون للرقص ولا لتلك الحركات لكن الأمر معها مختلفا تلك الجملة بات يكررها كثيرا مؤخرا وبفضلها
تأججت مشاعر الإشتياق لديه من حركاتها المٹيرة لقلبه العاشق وروحه المشتاقة وما شعر بحاله إلا وهو ينضم لها ليشاركها الرقصضحكت لتقول بصوت لاهث تأثرا برقصتها
فين سيادة المستشار علام زين الدين والدكتورة عصمت الدويري ييجوا يشوفوا إبنهم المبجل رئيس النيابة بيعمل إيه
ضحك مقهقها ليهمس وهو يشاركها الحركات
سيادة المستشار بيتحول لمراهق قدام عيون حبيبه
ليتابع وهو يضمها له
جبارة إنت يا إيثارقدرتي تخرجي اللي مكنش موجود جوايا أصلا
أصلا... قالتها بدلال ليجيبها بمداعبة
أصلا
ظل يرقصان إلى أن انتهت الموسيقى فحملها سريعا بين ساعديه واتجه لفراشهما الوثير ليضعها عليه برفق وانضم معها لينعم الحانية وعشقها المسكر وحلاوة غرامها الفريد الذي يتذوقه للمرة الأولى على يداهاغابا لوقت ليس بالقليل داخل عالمهما الخاص الملئ بكل ما هو ساحر ومبهررفع نفسه ليستند بعدها على خلفية السريرضمھا لتستند إلى كتفهرفع يده ووضعها على كتفها لتضم نفسها إليه وتمسك يدها بيده واليد الأخرى تتخلل أصابعهما ببعض لتقول بهمس أثار جنون حبيبها
خليني دايما جنبك يا
فؤاد
ظلا يتحدثان لوقت طويل حتى غلبهما النعاس ليتمدد وهو يتملكها ليضع رأسها فوق صدره مكبلا إياها نطق بمداعبة بصوت متحشرج تأثرا بنعاسه
يلا نامي يا حبيبي علشان عندنا بكرة حفلة چاكوزي بدري فكراه
ابتسمت باستمتاع حين تذكرت ذاك اليوم لتسأله بأعين مغمضة من شدة نعاسها
هو أنت مش هتروح الشغل بكرة
تؤ...صوتا أخرجه من بين ليتابع موضحا
أخدت بكرة كمان
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل الثلاثون
_أنا لها شمس بقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
بعد فشلي الذريع بزواجي الأول وخروجي من تلك التجربة المريرة بمنتهى الإنهزام والذل والمهانة شعرت بإنكسار الأنثى الكامنة بداخلي وتحطمها وبأن طعم الحياة أصبح مرا كالعلقم حينها تيقنت أن حياتي قد توقفت عند تلك النقطة وعزمت على ألا أعيد تجربة إحيائها من جديد دفنت الأنثى بداخلي وواريت جميع مشاعري داخل أعماقى أغلقت حياتي وكرستها وقمت بصب جل إهتمامي وحبي لصغيري ذو الوجه الملائكي إلى أن ظهر فارسي المغوار بطلته التي تشبه أبطال الروايات الخيالية بأخلاقه النبيلة ك الأمراء ذاك الرائع الذي أخذني لأعيش في كنفه ثم بحالمية حملني بين يديه ليسبح بي داخل بحر هواه الفريد ويمحو بعشقه الجارف أثار الدمار الذي خلفه بروحي شبيه الرجال زوجي السابق فبقدومه بزغ فجري وانكشفت غمتي وأشرقت شمسي التي سطعت وأنارت دربي لتجعله منيرا مشرقا بعد ليل عاتم إختطفني وغاص بي بأعماق بحر الهوى لنسبح سويا ونتنعم وسط أمواجه الحانية فيا سعدي بك يا فؤادي يا من أصبحت لي خليلا لروحي وسرا لسعادتي وهنائي.
إيثار الجوهري
فاقت من نومها تشعر بانتعاشة رائعة بروحها وما أن تطلعت لذاك الغافي بجانبها حتى إبتسمت وشعرت بفراشات العشق تداعب أسفل معدتها وعلى الفور علمت سبب الإنتعاشة رفعت رأسها واستندت بساعدها على الوسادة وبدأت تتطلع على ملامحه الهادئة كم أنه باهرا حقا هادئا مستكينا راقيا حتى بنومه نظرت لشعر رأسه الفحمي الذي يشبه سواد الليل وإبتسمت مررت أناملها الرقيقة لتتخلل خصلات شعره بملمسه الناعم ليفتح جفونه على إثر لمساتها الحنون وعلى الفور إبتسم حين رأي وجهها الصبوح البشوش وتنظر بمقلتيه العاشقة وهي تقول بصوت ناعم أشبه بأنغام الموسيقى
يلا يا فؤادي فتح عيونك علشان شمسي تنور
هو فيه حد بيقوم من النوم وهو قمر كده
أجابته بمداعبة وهي تحرك أناملها بدلال فوق صدره نال إستحسانه وأشعره بأنه ملكا في حبها
فيه جوزي حبيبي
جوزك حبيبك متمزج يا إيثو عايش حالة هيام عمري ما تخيلت إني أوصل لها ولا إنها تكون موجودة أصلا
ليبتسم ويتابع بصوت عاشق
بس معاك
مفيش حاجة إسمها مستحيل معاك كل يوم بكتشف مشاعر واحاسيس لأول مرة بعيشها وكأني بكتشف نفسي من جديد على إيدك
إبتسمت ومالت على أنفه تداعبها بخاصتها لتنطق بمشاكسة ودلال
المواهب المستخبية بتظهر واحدة واحدة والهيبة پتنهار يا معالي رئيس النيابة
قهقه برجولة زلزلت كيانها ليمسح
مش قادرة أوصف لك فرحة قلبي وإنت بتنسبني ليك أنا مرات فؤاد علام وحبيبته
قالتها بفخر واعتزاز
تنهيدة حارة شقت صدره وخرجت قبل أن يقول بنبرة رجل عاشق من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه
إنت مش بس مراتي وحبيبتي يا إيثار إنت بنتي اللي بحسها مسؤلة مني إنت العوض الجميل عوض ربنا اللي كان متشال لي وأكرمني بيه مرة واحدة
حولتها كلماته الساحرة إلى فراشة تسبح في السماء وتتراقص على أنغام حروفه تنهدت لتنطق بملاطفة
خلي بالك إنت كدة هتعودني على الدلع
بعينين تنطق ولها أجابها
وماله إدلع يا بابا وإتعود براحتك وأنا هغرقك في دلعي اللي مش هتلاقيه غير عند فؤاد علام لحبيبه وبس
أراحت رأسها على صدره وباتت تتمسح به ك قطة سيامي تتدلل على مربيها مما ثار جنونه ليأخذها في رحلة عشقية مليئة بالجنون والشغف الذي يزداد يوما بعد يوم
بالأسفل داخل مطبخ القصر وبعدما تخطت الساعة العاشرة صباحا تجلسن العاملات يرتشفن مشروب الشاي الساخن بعد أن قمن بتنظيف القصر والمطبخ إلا من عزة التي تقوم بتحضير وجبة الفطار لإبنتها الجميلة وزوجها بعد أن جهزت الصغير وسلمته بيدها للسيارة الخاصة بالمدرسة تحدثت إليها وداد
تعالي إشربي الشاي معانا يا عزة ولما الباشا والمدام يصحوا هقوم انا اجهز الفطار معاك
أجابتها وهي تتابع ما تفعل من تقطيع بعض أنواع الخضار بالسکين
هما صحيوا خلاص إيثار ما بتنمش أكتر من كده
ضحكت إحدى العاملات قبل أن تقول بذات مغزى
ده كان زمان يا ست عزة
أيام ما كانت بتنام لوحدها ومفيش حد يقلق منامها الوقت بقت مرات فؤاد باشا
ردت وداد بضحكة رقيعة
وما أدراك ما فؤاد باشا
ضحكت جميعهن لتهتف عزة بحدة ترجع لخۏفها على تأثر سعادة حبيبتها بحديثهن
إتلمي وخليكي في حالك منك ليها وكفاية هتنشوهم عين تجيبهم الأرض
ضحكن الجميع فقطع ضحكاتهن صدوح الهاتف المعلق بحائط المطبخ لتسرع عزة لتجيب بنبرة حماسية وكأنها تعلم المتصل
أيوة يا باشا
صباحك فل وورد وياسمين
تمطئ ليكمل حديثه
جهزي الفطار وابعتيه مع أي حد على الجناح
كعادتها ثرثرت بالحديث لتقاطعه باعتراض
ماتجيب ست البنات وتيجوا تفطروا في الجنينة واهو تشموا لكم شوية هوى نضيف بدل الكتمة اللي إنتوا فيها دي
وتابعت بثرثرة لولا هدوئه وراحة قلبه بفعل إقتراب حبيبته لاڼفجر بها وما تحمل لها كلمة
ده الهوى النهاردة يرد الروح ويشفي العليل
تنفس مطولا ليستدعى الصبر على تحمل تلك ال عزة لينطق بنبرة باردة كالثلج
خلصتي
ضيقت بين عينيها لتسأله بعدم استيعاب
خلصت إيه يا باشا!
رغي...قالها بحدة لتبتلع لعابها وتصمت فيتابع هو بنبرة صارمة
عشر دقايق والفطار يكون عندي
لوت فاهها لعدم قبوله لفكرتها لتنطق باستياء ظهر بصوتها
فوق فوق الحق عليا اللي خاېفة عليك من الكتمة
كانا يتحدثان تحت ضحكات إيثار التي فشلت في كظمها من ذاك الثنائي الفظيع ليحدق بها لائما إياها بعينيه لتزيد من ضحكاتها وهي ټدفن وجهها بصدره لينطق وهو يغلق الهاتف
ربنا يصبرني على إبتلائي
وضع الهاتف جانبا ليميل برأسه يتطلع على التي تكظم ضحكاتها بصدره ليقول بمداعبة
أنا بفكر أشوف ل عزة عريس وأخلص منها قبل ما تشلني
رفعت رأسها تتطلع عليه وهي تقول ومازال الضحك يسيطر عليها
وهتقدر تعيش من غيرها دي بهجة حياتي
تغيرت ملامحه لجادة وهو ينطق بغيرة واضحة
أنا بهجة حياتك وسر كل حاجة حلوة فيها
وضعت كفها الحنون
حبيبة الروح لينطق وهو يتطلع عليهما
يا نهارك أبيض يا فؤاد دي البيچامة والبورنس اللي إدتهم لي أول يوم جيت فيه معاك القصر!
رفع حاجبه ليميل برأسه بسعادة لتتابع هي بعينين متسعتين
هما ما اتغسلوش من وقتها!
كنتي عوزاني إغسلهم وأضيع أثر حبيبي منهم!
تنهد ليكمل متأثرا بشوقه العارم
يااااه يا فؤاد قد كده أنا تعبتك معايا وكنت انانية...قالتها متأثرة لائمة لحالها ليقاطعها سريعا بنبرة هائمة
قد كده عشقت روحك الطاهرة وقدرتي بعفويتك وكبريائك تأسري روحي وتوصليني معاك لعشق الروح لدرجة إني بيچامة علشان بس أشم ريحتك فيها وأحتفظ بيهم أكتر من شهر في دولابي
واستطرد مبتسما متعجبا حاله وإستطاعتها الجبارة في تغيير إسلوب حياته
أنا اللي طول عمري مهووس بالنظافة لدرجة إن ممنوع إيد مخلوق تلمس هدومي بعد الغسيل والمكوى غير إيد أمي أحتفظ بهدوم حد غيري لبسها ولمدة شهر
بس أنا مش أي حد أنا حبيبة حبيبي وقلبه من جوة
إنت كل حاجة وأغلى حاجة يا حبيبة حبيبك
يا روح قلبي قولت لك الف مرة مفيش مخلوق ممكن يفتح الباب قبل ما أذن له يبقى ليه الخۏف ده
أفلتت حالها لتلمس ساقيها الارض وتقول وهي تعدل من وضع روبها
الحذر مطلوب يا سيادة المستشار
ابتسم بخفة ليتحمحم ويصدح بصوته الرجولي
إدخل
فتح الباب لتظهر منه عزة بابتسامتها المشرقة وسعادتها الظاهرة بوجهها وهي تمسك بصينية كبيرة عليها أصنافا متعددة من أنواع الطعام المخصص للفطور تلتها وداد تحمل صينية بها بعض الفاكهة وكأسين من العصير الطازج لتنطق عزة بنبرة تملؤها السعادة
صباح الفل على أحلا عرسان في الدنيا كلها
عملت لكم فطار يفتح النفس فطار عرايس بصحيح
لتسترسل بما جعل فؤاد يقطب جبينه يرمقها بتعجب
ولو إني كان نفسي تاكلوه في الجنينة بعيد عن الكتمة دي
لتتابع وهي ترمق فؤاد بازدراء
بس أقول إيه بقى في دماغ سيادتك اللي زي الحجر
رمقتها إيثار بنظرة عاتبة لتعديها الحدود الحمراء أما العاملة فارتبكت وهي ترى تلك الجريئة تتعامل مع سيدها بتلك الطريقة الغير مقبولة ارتاب داخلها لتوقعها لثورة ڠضب ستطال بتلك عديمة العقل لكنها تعجبت حين تحدث بهدوء بطريقة ساخرة
ولزمتها إيه سيادتك معاليك!
شكلي بوظت الدنيا زي عادتي...قالتها وهي تتطلع إلى إيثار التي أومأت لها بشفاه ممطوطة تعبيرا عن خجلها لتصمت الاخرى لدقائق قبل أن تنطق سريعا بعد أن فشلت بالصمت وقررت إرضاء ذاك الكريم
تحب تتغدى إيه يا سيادة المستشار شوف نفسك في إيه وأنا اعملهولك هوا
مش لما نفطر نبقى نفكر في الغدا يا عزة... قالها وهو يجذب كف حبيبته ليسحب لها المقعد لتجلس عليه تحرك ليقابلها الجلوس ثم وجه حديثه إلى وداد
خلي سعاد تشرف على تجهيز أوضة الچاكوزي ليا وللمدام يا وداد
نطقت الفتاة وهي تنظر بأرضها باحترام
تحت أمرك يا فؤاد باشا
أعاد عليها سؤالا أخر
الدكتورة في الجامعة ولا تحت
أجابته باستفاضة
مفيش حد في البيت خالص يا باشا سعادة المستشار راح مكتبه والدكتورة راحت الجامعة مع الدكتور ماجد حتى مدام فريال أخدت فؤاد وراحت النادي تقابل صحباتها
اجابها مقتضبا
تمام روحي بلغي سعاد
حاضر يا باشا...قالتها لتحول بصرها إلى إيثار التي أمسكت قطعة من الخبز وبدأت بوضع الزبدة عليها وفردها بالسکين لتسألها باحترام
تؤمريني بأي حاجة يا هانم
رفعت رأسها تتطلع إليها لترد بابتسامة هادئة
ميرسي يا وداد الامر لله وحده
استدارت وتحركت للخارج تلتها عزة فاستوقفتها إيثار تسألها عن الصغير
يوسف راح المدرسة يا عزة
آه يا حبيبتي أنا طلعته مع الامن وركبته الباص ووقفت لحد ما اتحرك...قالتها بإبانة لتسألها الاخرى وقد ظهر بصوتها الحزن
مسألش عليا
سأل وقولت له إنك نايمة وسكت على طول ما انت عارفة هو بيحبني قد إيه... قالتها لتخرج سريعا فنظر إلى حبيبته ووجها الذي تحول أشار لها بكف يده يستدعيها
زعلان ليه ياحبيبي
تنهدت بضيق قبل أن تنطق بصوت أظهر كم الألم الساكن بداخلها
حاسة إني بظلم يوسف معايا يا فؤاد الولد ليه يومين بيروح المدرسة من غير ما اشوفه
مسح بإبهامه على وجنتها قبل أن يجيبها
ده وضع مؤقت يا إيثار كلها كام يوم وهنرجع لحياتنا الطبيعية أنا هقوم بدري أروح شغلي وإنت هتقومي تتابعيه بنفسك
بالمناسبة يا حبيبي... قالها بتذكر ليتابع
أنا بفكر انقل ليوسف جنبنا هنا في المدرسة اللي فيها بيسان
واستطرد بمنطقية
المدرسة بتاعته بعيدة قوي وكمان علشان قلبك يطمن أكتر إنه جنبنا
أنا كمان فكرت في جدا وفوق قدراتي المادية
أغمض عينيه ليزفر بحدة قبل أن ينطق بهدوء إستدعاه بصعوبة
بالنسبة لشروط المدرسة متشيليش همهم أنا بنفسي اللي هروح
أقدم له وإعتبريه خلاص إتقبل
وتعمق بعينيها ليتابع بصرامة كي يغلق عليها باب التعليق على الموضوع
أما بقى بالنسبة للمصاريف فبجد عيب عيب ونتلم شوية
مش هينفع يا فؤاد...قالتها بصرامة لتتابع بعزة نفس وتفكير اكثر عقلانية
أنا كده هأكد ل أهلك إني فعلا إتجوزتك علشان فلوسك
قطب جبينه ليسألها بتمعن
مين من أهلي إتكلم معاك في الموضوع ده!
ارتبكت وتلعثمت بالكلام وهي تتهرب من عينيه
محدش قال أنا بخمن
أمسك فكها ليرفعه فتقابلت اعينهم ليأخذ نفسا عميقا ويزفره بهدوء قبل أن ينطق بما جعل بؤبؤ عينيها يتسع
أنا عارف إن فريال حاولت تضايقك بكلام أكيد سخيف
ابتلعت لعابها ليتابع بما استشفه بفطانته
وعارف إن الكلام اللي سألتيني عنه بخصوص إذا كنت قولت لأهلي عن مشاكلك ده فريال اللي بلغتك بيه
مين اللي قال لك!...سألته بصوت خاڤت ليجيبها بأسى ظهر بصوته وعينيه
حسيت
إيثار...نطقها بنبرة حزينة ليتابع مترقبا ملامحها پألم
يوم ما إتفقنا إني أرجع ألاقيك هنا علشان نتمم جوازنا هو ده اليوم اللي فريال إتكلمت معاك فيه
أنزلت عينيها للأسفل فلم يعد لحديثها داعي شعر بطعڼة شديدة شقت صدره لنصفين هل حقا شقيقته هي من ډمرت سعادته بذاك اليوم لقد ذهب إلى عمله بقلب يرفرف من شدة سعادته ومنى حاله طيلة اليوم بعودته إلى جناحه ليجد عروسه الجميل بإنتظاره ليقضي معها أجمل لياليه حين اتى من عمله يبحث عنها فلم يجدها فذهب لغرفتها ليعود خالي الوفاض
على فكرة أنا بعد ما عرفت قصتك مع طليقتك عذرت خۏفها عليك أختك بتحبك وپتخاف عليك وده حقها يا فؤاد
أوما برأسه ليجيبها بصوت محبط
وده نفس السبب اللي خلاني ما اخدش ضدها أي تصرف عڼيف
اشتدت عينيه بظلمة الڠضب ليهتف بقسم من بين أسنانه
قسما بالله يا إيثار لو حد غير فريال اللي عمل كده وحرمني منك لكونت خليته يندم على اليوم اللي إتخلق فيه
تنهدت لتجيبه بكلمات علها تستطيع من خلالها رفع الحرج عنه
خلاص بقى يا حبيبي المهم إننا بقينا مع بعض
لتتابع بعينين يظهر بهما تصميما شديد
ومن النهاردة مفيش مخلوق هيقدر يبعدنا عن بعض تاني
ابعدها ليتحدث بجدية
المهم
موضوع مدرسة يوسف إعتبريه خلص
بس يا فؤ...نطقت بإعتراض ليقاطعها بحدة ناطقا بحزم
الموضوع إنتهى إنت مراتي ومن حقي أرتب لك حياتك بالطريقة اللي تخلينا نعيش مرتاحين وفلوس المدرسة اللي بتقولي عليها دي بالنسبة لثروتي زي موظف بيشتري من مرتبه واحدة شيكولاتة
رأى بعينيها الحيرة والتردد ليتابع بإخبارها بما ابلغه به والده بالأمس
وعلى فكرة علام باشا هو اللي إقترح عليا الفكرة إمبارح وقبل ما تفكري إن يوسف ميهمنيش انا والله فكرت في الموضوع من يوم ما جبتك من كفر الشيخ إنت ويوسف لكن مكنش ينفع أفاتحك قبل ما جوازنا يتحول رسمي لأنك أكيد
كنتي هترفضي
سألته بمداعبة
والوقت مش هرفض!
على الفور أجابها
تؤ مش مسموح لك
وتابع مشيرا بأصبعه نحو الباب
من ساعة ما ډخلتي برجلك من باب الجناح ده وأمرك إنت ويوسف أصبح مسؤليتي من النهاردة مش عاوزك تشغلي دماغك ولا تشيلي هم لأي حاجة في الدنيا إنت مراتي ومسؤلة مني إنت ويوسف فلوسي هي فلوسكم وأقل حق ليكم عليا هو إني أعيشكم في مستوى مادي محترم يليق بيكم وبيا
استرسل بكلمات أسرت قلبها
بالنسبة ليوسف مش عاوزك تشيلي همه تاني موضوع المدرسة هخلصه له وهشترك له في النادي مع بيسان إقعدي معاه وإختاروا نوع التدريبات اللي حابب يبدأ بيها علشان أبلغ بيها إدارة النادي
كانت تشعر بالحرج الكبير لقد عاشت حياتها وهي تتحمل مسؤلية الصغير لحالها حتى إعتادت لكن فارسها يأتي الأن ويزيل تلك المسؤلية الضخمة من فوق ظهرها المحنى لتفرده من جديد لترى الدنيا بشكل صحيح مشاعر متضاربة إقتحمت داخلها لتنطق بصوت خاڤت
بس ده كتير قوي يا فؤاد
تنفس ثم نطق بهيام لرجل عاشق حتى النخاع
مفيش حاجة في الدنيا كلها تقدر توفيكي حق حياتي اللي رجعتيها لي من تاني يا حبيبة فؤاد
واسترسل بصدق يعود لمحبته التي زرعها الله داخل قلبه للصغير
ويوسف أنا بعتبره زي إبني بالظبط
ليغمز بعينيه متابعا في محاولة لرفع الحرج عنها
متنسيش إنه أخو ولادنا
ابتسمت ليبتسم وهو يقول
يلا علشان نفطر أنا مېت من الجوع
بحبك
وأنا بعشقك يا عمري
كلي يا بابا علشان ندخل ناخد شاور
ورانا چاكوزي والبيت فاضي ولازم نستغل الفرصة اسوء إستغلال
فيه مايوة قطعتين في الدولاب متنسيش تاخديه وإحنا نازلين
تقف أمام موقد الغاز بسعادة وانتعاش تحرك المعلقة داخل القدر الكبير وهي تجهز الغداء لنجليها وجدي وزوجته واطفاله وأيهم بعد أن إلتزم عزيز وزوجته بالمكوث بمسكنه الخاص إلتزاما بالوعد الذي قطعه ل إيثار كانت نوارة
تجاورها الوقوف على حوض الماء الخاص بجلي الاواني تحدثت منيرة بنبرة جادة
خلصي المواعين بسرعة علشان تعملي السلطة وتحطيها في الثلاجة
حاضر يا مرات عمي...قالتها نوارة لتسترسل
أنا مش مصدقة إن اللي إسمها نسرين حلت عنا وعزلت لوحدها ده انا شوفت يومين على أديها دوقتني فيهم المرار
هتفت منيرة پحقد حين تذكرت
كانت عاملة فيها كبيرة البيت الناقصة قليلة أصل
ردت عليها نوارة
الحق مش عليها لوحدها يا مرات عمي عزيز هو اللي قوى قلبها ولولا إيثار الله يسترها إتدخلت وكلمته كان زمانه مكمل في اللي بيعمله ومبهدلنا كلنا معاه
إعتراها الخجل وأنزلت بصرها للاسفل لتتذكر حديث أيهم وهو يبلغهم أن إيثار إتصلت به وقصت عليه ما دار بينها وبين عزيز وطلبت منه إبلاغها بأي جديدا يحدث منه او زوجته وهي ستقف له بالمرصاد حينها فقط علمت الحكمة من تصرف غانم فقد أثبت أنه كان حكيما بنظرته المستقبلية للامور تنهدت للحال الذي وصلت به مع ابنتها وعلمت انها خسرتها للأبد بعد ما حدث بالأخير فقد بدأت بتقبل حياتها والعودة لعقلها إلى حد ما بعدما حدث لها من إهانات على يد عزيز وزوجته لكنها مازالت غاضبة بعض الشئ لعدم رجوع انجالها للعمل مع نصر البنهاوي وانتهاء الوعد بزواج تلك العنيدة.
عودة جديدة للعاشقان الغارقان في بحر الهوى
كانت تتحرك بالحديقة بجوار ذاك الوسيم الذي يرتدي شوتا قصيرا باللون الازرق وبالاعلى قميصا قطنيا باللون الابيض بنصف كم كان قابضا بكف يده على خاصتها بامتلاك وتفاخر ولجا لداخل الغرفة وأوصدها جيدا لتتسع عيني حبيبته وهي ترى جمال وسحر الغرفة وتجهيزاتها الرائعة كانت الاضواء خاڤتة بتسلسل لتضفي على المكان لمسة من الرومانسية الحالمة أما عن حوض المياة فكانت الشموع الحمراء ذو الرائحة العطرية تحيط بالمكان لتنعكس إضائتها على الماء لتعطي له مظهرا ساحرا للعين شهقت لتنطق بعينين مسحورتين
الله يا حبيبي الأجواء هنا مريحة نفسيا بشكل لا يوصف مجرد ما دخلت وشميت ريحة الزيوت فرق جدا معايا
حركها للأمام ليتوارى كلاهما خلف ستارة خشبية صغيرة مصممة خصيصا لتبديل الثياب وساعدها بتبديل ثوبها المحتشم وحجابها بذاك الرداء الخاص بالسباحة المكون من قطعتين باللون النبيذي الذي أصبح الراعي الرسمي لحياة ذاك العاشق نظر لها بعينين منبهرتين بجمالها الساحر فقد اضفى لها سحرا فوق سحرها ليجعل منها جميلة حد الفتنة نطق وهو يبتلع لعابه تأثرا
أوف المايوة هينطق عليك أنا كنت عارف إنه يجنن وهيليق لك جدا بس بصراحة متخيلتش إنه يكون بالسحر ده كله
فوق ما تتخيلي يا قلبي
حبيبي
هو انا هرجع شغلي إمتى
أجابه باقتضاب
بعدين يا حبيبي نتكلم في الموضوع ده بعدين
إستدارت تتطلع إلى ذاك الهائم بحالمه لتسأله مستفسرة بتوجس
فؤاد إنت مش هتقعدني من الشغل صح!
فتح عينيه يتطلع إليها باستغراب ليسألها مستنكرا تصرفها
إنت بتتكلمي جد يا إيثار! يعني إنت فعلا شايفة إن الأجواء هنا مناسبة إننا نتكلم في موضوع زي ده!
خجلت من حالها لتنطق بأسى ظهر بعينيها
أنا آسفة يا حبيبي أناعارفة إن مش وقته بس أنا إتأخرت قوي والباشمهندس كلمني إمبارح وسألني هرجع إمتى علشان فيه حاجات كتير جدا محتاجة أعملها بنفسي
ألقى برأسه للخلف وأغلق عينيه من جديد قبل أن يسألها بهدوء
مش إنت يا حبيبي بتابعي معاه أون لاين
آه بس فيه حاجات لازم أعملها من الشركة بنفسي...قالتها بهدوء ليرد عليها باقتضاب
بعد الحفلة يا حبيبي
سألته بجدية لأهمية الامر لديها
بجد هتخليني أرجع بعد الحفلة
آه يا حبيبي...قالها ومازال على وضعه بحماس وسعادة وهي تقول بانتشاء
ربنا يخليك ليا يا فؤاد أنا بحبك بحبك قوي
إبتسم ليشدد من إحتضانها ثم فتح عينيه وأخذها ليتحرك بها ويسبحا وهو يقول بنبرة تمتلؤ بالعشق
وأنا بمۏت فيك يا قلبي
عجبك الچاكوزي
هتفت بنبرة توحى لمدى سعادتها بعد أن إطمئنت على حال عملها التي عملت عليه لأعوام وطورت من حالها لأجله بجانب أنه مصدر رزق لصغيرها الحبيب
يجنن يا حبيبي ياريت لو فينا نكررها كل فترة
داخل السكن الخاص ب عمرو وسمية ليلا كان يقبع فوق الأريكة المتواجدة بحجرة المعيشة متكئا على ذراعه ممسكا بجهاز الريموت كنترول وهو يتطلع علي شاشة التلفاز المعلقة ويقوم بالتنقل بين قنواته بلامبالاة شعر بأقدام تتحرك من خلفه لتقف بعد قليل سمية وهي ترتدي ثوبا مثيرا للنوم كاشفا أكثر مما يستر وباتت تتطلع عليه لعدة ثواني ليست بالقليلة متأملة أن
ينظر إليها ويفتن بمظهرها لكن خاب أملها وشعرت بالإحباط حين وجدت منه التجاهل التام حيث لم يعيرها أي إهتمام وظل معلقا عينيه بالشاشة وكأن لا وجود لها لتسأله بنبرة هادئة
إنت هتفضل قاعد على الكنبة كده طول الليل
رفع بصره يتطلع عليها ثم قطب جبينه بتجهم للحظات قبل أن يخرج سېجارة محشوة بالمخد ر وهو يشعلها بيده الاخرى بصمت تام ليقول بعدها وهو ينفث دخان السېجارة رافعا وجهه ليصعد الدخان نحوها في حركة مهينة لشخصها
اللي إسمها شيماء لبنت منيرة!
استرسلت باستياء وحزن ممتزجان بالحيرة
مسألتش نفسك أنا عملت كل ده ليه!
ده أنا خسړت أقرب صاحبة ليا علشان أوصل لك يا عمرو
استرسلت بنبرة حنون مصطنعة
من أول يوم شفتك فيه مع إيثار في الميكروباص وأنا هتجنن عليك حبيتك وأتمنيت تكون راجلي وحبيبي وجوزي ومصدقتش نفسي لما حنيت عليا وقبلت تكون معايا
واستطردت بتمثيل رائع لإمرأة عاشقة حتى النخاع
ولما ربنا رضي عليا وحصل اللي حصل واتجوزتك فرحتي مكنتش سيعاني حاربت عليك أيوه مش هنكر وكنت بدعي ربنا كل يوم إن إيثار تتجوز ولا تروح في اي داهية المهم مترجعش هنا تاني
استدعت دموع التماسيح بقوة لتنزل منها قطرتان لتتابع تحت عينين ذاك المتطلع عليها بعينين ضيقتين ويتابع تنفيث سيجارته
لإني كنت عارفة إنها يوم ماهترجع لك هتكون نهايتي كنت هترميني أنا وبنتي وتحطها هي وابنها على الحجر والغالي كله هيجي لهم
أخذ نفسا مطولا من السېجارة لينفثه صوبها قبل أن ينطق ببرود
هترجع وهوفي بوعدي ليك يا سمية
قطبت جبينها تستوعب كلماته التي لم تفهمها وسؤالا راود ذهنها عن أي وعد يتحدث ذاك الأبله ليقطع تفكيرها وهو يرد على سؤالها التي لم تطرحه بعد
هخليك خدامة تحت رجليها زي ما وعدتك وده السبب الوحيد اللي هخليك على ذمتي علشانه
صاحت پجنون
إنت فاكرها كانت
بتحبك وسابتك بسببي فوق من اوهامك يا عمرو إيثار إتجوزتك طمع في فلوسك هي وأهلها مكنوش يهمهم غير فلوسك وبس
وإنت... قالها بإبتسامة ساخرة ليسألها
إتجوزتيني ليه!
علشان بحبك طبعا... قالتها بزيف ليطلق قهقهات متتالية ترجع لكشفه لألاعيب تلك الحية وأشار لها بيده باشمئزاز
إشتري نفسك وادخلي نامي
وقفت أمامه لتهتف بوقاحة
هدخل بس متزعلش لما أبلغ الحاج نصر بعمايلك دي
أعلى ما في خيلك إركبيه وإرمحي بيه ويلا بقى علشان مش طايق أشوف خلقتك قدامي
قالها مشيرا بيده بمنتهى الإهانة لترمقه باحتقار قبل ان تنسحب إلى الداخل كالإعصار المدمر.
.
داخل قصر علام زين الدين وبالتحديد داخل البهو حضرت عائلة أيمن الأنصاري حسب الميعاد الذي حدده لهم علام للزيارة رحبت بهم عصمت وعلام وفريال وأمجد وجلسوا ينتظرون نزول إيثار وفؤاد كانت سالي تتطلع لما حولها بذهول وقد أصابها حزنا بقلبها على المستوى الراقى التي انتقلت إليه تلك السكرتيرة البسيطة والتي أصبحت أعلى منها بالمستوى إبتلعت لعابها وهي ترفع عينيها لتتطلع على تلك التي تهبط عبر الدرج وهي تتأبط ذاك الجذاب المثير أرجعت ببصرها سريعا لتلك التي تحولت فقد كانت ترتدي ثوبا فخما مصنعا من قبل ماركة عالمية لونه أزرق صريح واختارت له حجابا من اللون البيج وحذاءا ذو كعبا عالي مما أعطاها مظهرا ساحرا هي بالاساس جميلة وزادتها حالة العشق التي تحياها فضلا عن إستقرارها النفسي جمالا فوق جمالها لتصبح أيقونة أنوثة وجمال تتحركان كانت تتحرك بجواره بابتسامة سعيدة وهي تتطلع على الجميع باشتياق وصلت إلى مديرها ذاك الرجل الذي غمرها بعطفه واهتمامه وعوضها غياب الاهل لتتحدث بسعادة
إزي حضرتك يا باشمهندس
إزيك إنت يا إيثار أخبارك إيه يا بنتي طمنيني عليك
كان الجميع يتطلع عليه بإحترام لمعاملته الابوية لتلك الراقية التي نطقت بصوت وعينين متأثرتين
أنا بخير الحمدلله طمني على صحة حضرتك
اومأ لها ليقول
الحمدلله يا بنتي
إنتقلت إلى نيللي تلك السيدة الراقية بأخلاقها وأفعالها جذبتها لتسكنها وهي تقول بنبرة صادقة
وحشتيني يا إيثار
وحضرتك كمان وحشتيني فوق ما تتخيلي... قالتها لتلقي التحية على أحمد ولارا حتى وصلت إلى سالي التي وقفت تتطلع على هيئتها بنظرات تحمل بين طياتها ضغينة إبتسمت تلك الجميلة لتنطق بترحاب
إزيك يا مدام سالي
بتعالي أجابتها وهي تتطلع عليها
إزيك إنت يا إيثار
تحدث فؤاد بعدما رحب بالجميع
نورتونا يا أيمن بيه
ده نورك يا سيادة المستشار...قالها أيمن برزانة ليسحب فؤاد زوجته ليجلسها بجواره وهو يقول باحترام
إتفضلي يا حبيبي
ميرسي يا فؤاد...قالتها وهي تتطلع عليه بإبتسامة عاشقة بادلها إياها بولهة لاحظها الجميع إحتضن كفها برعاية ليعلن للجميع إمتلاكه لتلك العاشقة
أما لارا فقد هتفت بسعادة وحماس
بس إيه الجمال ده كله يا إيثو
إبتسمت لتجيبها بهدوء
ميرسي يا قلبي
على المجاملة الحلوة دي
ابتسمت الفتاة لتهتف سالي بنبرة حادة لفتت بها إنتباه الجميع
لارا عندها حق يا إيثار
لتسترسل بنبرة جادة ونظرات حادة لم تستطع التحكم بهم وهي تتطلع على تلك الجواهر الثمينة التي ترتديها إيثار
إنت إتبدلتي وبقيتي واحدة تانية
رمقها أحمد بنظرة لائمة وقطبت فريال جبينها وهي تتطلع على تلك الجالسة بكبرياء وترمق إيثار بحدة لتنطق نيللي بعدما أصابها الذهول من طريقة زوجة إبنها الجافة والخالية من أصول الأدب
إيثار طول عمرها جميلة وراقية بتصرفاتها وإحترامها للجميع
نال حديثها استحسان عصمت التي أكدت على حديثها بنبرة قوية لترفع من شأن زوجة نجلها الغالي أمام تلك المتكبرة
عندك حق يا نيللي هانم إيثار من يوم ما دخلت بيتنا وهي زي القمر وكلنا بنتعامل معاها وكأنها ملكة دي مرات سيادة المستشار فؤاد علام
واسترسلت وهي تشملها بنظرة إحترام تحت اشتعال سالي
ده غير وشها الحلو علينا تاني يوم دخولها بيتنا سيادة المستشار إترقى لرئيس نيابة أول
مبروك يا سيادة المستشار تستحقها بجدارة
ألف مبروك يا سيادة المستشار...قالها أحمد ليرد فؤاد بوجه بشوش
الله يبارك فيك يا دكتور
قال علام بنبرة وقورة
بمناسبة جواز فؤاد وترقيته إحنا عاملين حفلة بعد إسبوع وسعادتك والاسرة الكريمة أول المدعوين يا أيمن بيه
أجابه بتوقير واحترام
شرف كبير لينا يا سيادة المستشار إن شاءالله هنكون موجودين
واستطرد وهو ينظر إلى إيثار
إيثار طول عمرها بالنسبة لي بنتي
اهتز قلبها طربا لتنطق بصدق
وحضرتك نعم الأب ليا
وقفت فريال وتحدثت إلى إيثار بحميمية ارادت بها رفع شأن زوجة اخيها أمام تلك المتعالية
بعد إذنكم أنا وإيثار هناخد مدام سالي ولارا ونقعد في الجنينة قعدت بنات
ونظرت إلى العاملة التي تقوم على تقديم واجب الضيافة
طلعي العصير بتاع الضيوف بره وخليهم في المطبخ يجهزوا عصير الجريب فروت بتاع إيثار هانم
اشټعل داخل سالي من شدة الغيرة أحقا
تلك السكرتيرة أصبحت سيدة مجتمع ويطلق عليها لقب هانموتحيا حياة الأميرات مع ذاك الوسيم.
مساء اليوم التالي
كان جالسا فوق الاريكة داخل مسكن زميله رأفت الذي يجاوره الجلوس ويقابلهم ذاك الرجل الوسيط لشخص من دولة غربية فذاك المتهور وضع حاله داخل قصة لا يعلم إذا كان سيخرج منها سالما أم سينهي أمره الحاج حماد السوالمي بدأت الحكاية بعدما اختلف حماد مع رجل من دولة غربية كان يبيع له الاثار التي يتم إستخراجها
عن طريق رجاله طلب حماد مبلغا أكبر فرفض الرجل وذهب لعددا من رجال سوهاج المعروف عنهم استخراج الاثار ونهبها وبيعها للأجانب ليتم بعد ذلك تهريبها للخارج مما يضر باقتصاد البلد وطلب منهم الحفر بباطن الجبل داخل مقپرة تم الكشف عليها من قبل رجاله وسيتقاسم الموجود معا رفض الجميع خوفا من بطش حماد الذي يمتلك من المال والجاه والرجال والسلاح ما يجعل الجميع يهابه ويخشاه فلجأ الرجل إلى نصر وطلب مساعدته في الحفر بمقپرة داخل أرض سوهاج فرفض نصر لتيقنه من خطۏرة الأمر وبعد خروج الرجل الأوروبي من منزل نصر هرول خلفه عمرو الذي كان حاضر الجلسة ليلحق به وعرض عليه أن يسلمه المقپرة ليبدأ هو بالحفر وما سيخرجاه سيقسم بينهما بالنصف وافق الرجل
نطق الرجل الوسيط
الخواجة عاوز يتطمن إن عندك رجالة بسلاح كفاية علشان يحموا الرجالة اللي هتحفر في سوهاج
الموضوع مش سهل يا عمرو المرة دي إحنا مبنلعبش هنا في كفر الشيخ إحنا رايحين محافظة مش بتاعتنا والسوهاجية مبيحبوش حد يتعدى عليهم
قول للخواجة إنت بتتعامل مع عمرو البنهاوي وهو لسه ميعرفنيش أنا عندي رجالة وسلاح يسدوا عين الشمس وإنتوا لو مش متأكدين إني هقدر أقف قصاد السوهاجية اللي اختلفتم معاهم مكنتوش لجأتوا لي
ماشي يا عمرو جهز نفسك وإدينا الإشارة علشان نبدأ إنصرف الرجل لينطق رأفت بارتياب وخوف يملؤ قلبه
راجع نفسك يا عمرو الموضوع كبير وأبوك لو عرف مش هيعديهالك
نطق بلامبالاة
أبويا كده كده هسيب له البيت قريب مش فارقة بقى
ليتابع بتمني
أنا كل اللي شاغلني إن العملية إياها تتم على خير قبل ما أبدأ حفر.
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل الحادي والثلاثون
_أنا لها شمس بقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
صباحك قهوة في العادة يقولون صباحك سكر لكني بدلتها بصباحك قهوة أنت سكرها فرائحة القهوة التي تخطفني لعالمها ومذاقها الساحر حيث أذوب مع رشفاتها بالنسبة لي شيئا هاما لإستمرار الحياة أما أنت يا قرة العين ويا درة النفس فأصبحت لي الحياة بأكملها.
فؤاد علام زين الدين
بقلمي روز أمين
غمضي عيونك ونامي يا بابا
هتروح شغلك...قالتها بصوت ناعس وعينين تغلقان بفضل نعاسهما فأجابها بنبرة حنون
أه يا حبيبي
هقوم علشان أساعدك في لبسك وأنزل معاك لحد ماتفطر وتاخد قهوتك
جذبها برفق ليعيدها إلى مكانها من جديد وهو يقول بعينين تحمل كما هائلا من الحنان والحب
إنت منمتيش كويس يا حبيبي نامي وأنا هلبس وهنزل أفطر مع الباشا
واستطرد بنبرة حنون
وبعدين النهاردة يوسف عنده أجازة خدي كفايتك من النوم علشان تقومي فايقة وتقضي اليوم معاه
شملته بنظرات هائمة تأثرا بجمال قلبه الذي يحمل حنان الدنيا لتتلمس خده بكفها الرقيق وابتسمت لتقول بحالمية
على فكرة بقى إنت أروع حبيب في الدنيا كلها
وإنت حبيبة حبيبك وقلب قلبه
ضحك ليتابع بمشاكسة
إستعرت جملتك عجبتني بصراحة
حبيبة حبيبي... قالتها بدلال ليعيد نطقها بتأكيد
حبيبة حبيبك
صباح الخير يا باشا
صباح الخير يا حبيبتي
صباح السعادة يا جناب المستشار...هكذا أجابته قبل أن تنطق مداعبة لصغيرها
أمال فين نصك الحلو
لف للجهة الاخرى ليجلس فوق مقعده المقابل لها والمجاور لوالده لينطق بملاطفة وهو يشير إليها بإبتسامة أظهرت كم حبوره الشامل لروحه
نصي الحلو قاعد قدامي اهو
إبتسمت لتظهر بمقلتيها سعادة لا نظير لها لدلال نجلها الحبيب لها ليهتف علام بنبرة حازمة
إتلم يا بابا وخليك بعيد عن حبيبتي علشان ما احطكش في دماغي
تلونت وجنتيها خجلا بخفة على كف زوجها الموضوع على طرف الطاولة وهي تلومه بنظراتها اللائمة مع إبتساماتها الخجلة ليطلق فؤاد قهقهاته العالية وهو يستمع إلى والده يسترسل بنظرات عاتبة لزوجته
مكسوفة من كلامي ومش مكسوفة من المحترم اللي بيقول لك نصي الحلو!
نطق بصوت حماسي ضاحك
الله على الباشا الكبير وهو بيغير على الدكتورة
نطق علام بنبرة جادة
سيبك من الاونطة بتاعتك دي أمك بتسألك مراتك فين
أمسك صحنه وبدأ بوضع بعض أنواع الطعام بداخله ليجيب والده
مراتي نايمة كانت هتنزل معايا بس أنا منعتها قولت لها ترتاح لإننا نمنا متأخر
يا حنين...قالها علام متهكما ليسأله بفضول
من إمتى الحنية دي كلها يا سي فؤاد!
بنبرة جادة أجاب والده
الحنية موجودة من زمان جنابك بس كانت مستنية اللي تستاهلها بجد علشان تظهر
تعوضه ويعوضها ويدلعوا بعض براحتهم المهم تسع شهور وحفيدي يشرف
ليسترسل بنبرة تنبيهية
أظن أنا أديتك وقتك بزيادة
نظر لوالده والسعادة تحوم فوق جميع ملامحه لينطق بحفاوة
إن شاءالله هسلمك أول حفيد قبل كده كمان يا باشا
أمنا والداه بتمني لتتابع عصمت بعينين متشوقتين لرؤية أحفادها
ربنا يرزقك بالذرية الصالحة ونشوف ولادك ماليين علينا البيت يا حبيبي
قطع حديثهم دخول فريال التي تحمل صغيرها فؤاد ويجاورها ماجد
صباح الخير
رد عليها الجميع وجلسوا يتناولون الطعام لتسأل فريال أبيها
إتفقت مع شركة التنظيم اللي هترتب للحفلة يا بابا
أجابها بجدية
أه يا حبيبتي كل شئ هيكون جاهز في الميعاد متقلقيش
ابتسمت لأبيها وتابع الجميع تناول الطعام بعد قليل كان يتحرك داخل الحديقة بطريقه لسيارته كي يستقلها ويذهب لعمله
فؤاد باشا...قالتها عزة ليستدير لها متسائلا
خير يا عزة
ردت بطريقة أزعجته
كنت عاوزة أطلب من حضرتك طلب وأتمنى متكسفنيش
تنهد ليجيبها بنبرة جادة توحي لشخصيته الصارمة
مبحبش المقدمات يا عزة قولي اللي إنت عوزاة بس بسرعة علشان معنديش وقت كتير
بالراحة عليا يا سعادة الباشا ده الكلام أخد وعطا...قالتها باستياء ليحملق بها بنظرات ارعبتها وهو يقول بحزم
عزة إنجزي
هقول أهو بص يا سيدي الواد أيهم أخو إيثار ما أنت عارفه المهم هو اللي كلمني ساعة ما أخواتها العرر وأمها ما حبسوها وكانوا هيرجعوها للي ما يتسمى إبن إجلال
زفر بنفاذ صبر وبات يقلب عينيه بضجر
وسأم لثرثرتها المبالغ بها ليصيح باستياء ظهر بعينيه
عزة أبوس دماغك قولي طلبك من غير كل المقدمات اللي أنا حافظها دي
رمقته بمقت لتلوي فاهها وهي تقول مستنكرة طريقته بالحديث
خلاص يا باشا إنت خلقك ضيق قوي كده ليه خلي نفسك طويل وخد وهات كده معايا في الكلام
وضع كف يده ليمرره فوق وجهه وهو يسأل الله أن يمنحه الصبر قبل أن يرتكب چريمة شنعاء بحق تلك الثرثارة لتهتف هي سريعا بعدما رأت وصوله لقمة الڠضب
كنت بقول لو يعني تعزم الولا أيهم يقف مع أخته في الحفلة وأهو منه تفرحها وتحسسها إنك بتفكر في سعادتها ومنه يبقى حد من أهلها واقف معاها قدام الناس بدل ما هي واقفة بطولها كده
ضيق بين حاجبيه ثم رفع حاجبه الأيسر مستحسنا فكرتها التي لم تخطر بخياله نظرا لإنشغاله بما هو أهم وما أن رأته يبتسم حتى رفعت قامتها لأعلى بغرور قبل أن ينطق هو باستجواد
فكرة حلوة إبعتي لي رقمه في رسالة على الواتساب وأنا هكلمه وأعزمه بنفسي بس إوعي تقولي حاجة ل إيثار خليها مفاجأة يوم الحفلة
إلهي يكرمك يا أمير يا إبن الأمرا...قالتها بحفاوة لينطق هو متذكرا
أول ما الهانم تصحى جهزي لها فطار وحطيه هنا في الجنينة وخليها تاكل كويس وبلغيها إن فيه فريق من دار أزياء جاي ياخد مقاسات واوصاف الفستان اللي هتلبسه في الحفلة هيوصلوا على الساعة 12 الظهر
واسترسل مؤكدا
متنسيس تبلغيها علشان تعمل حسابها لأن عندي تحقيق مهم ومش هعرف اكلمها أنا نسيت خالص أقول لها إمبارح
الله يكون في العون يا باشا إنت هتفتكر إيه ولا إيه...قالتها بمشاكسة ليبتسم وهو يهز رأسه باستسلام لينطق وهو يتحرك باتجاه سيارته حيث أحضرها الحارس
روحي شوفي يوسف وفطريه وتابعيه لحد ما المدام تصحى
ليستدير إليها مسترسلا بتنبيه يرجع لعشقه وخوفه عليها
إوعي تصحيها سبيها لما تصحى براحتها
إنت تؤمر يا باشا...قالتها لتتابع فؤاد وهو يستقل سيارته وينطلق للخارج ابتسمت لتقول بسعادة
عملتي إيه في الراجل يا بنت عمي غانم الراجل عقله طار وبقى بيلف حواليك زي المخبول
فاقت من النوم في حدود الساعة العاشرة صباحا إغتسلت وخرجت لترتدي إسدال الصلاة لتقوم بتأدية صلاة الضحى وجلست تناجي الله وتشكره على نعمه التي لا تعد ولا تحصى وبعد الإنتهاء إرتدت ثيابها ونزلت من الدرج لتقاطع طريقها فريال حيث كانت تصعد للأعلى بطريقها لغرفتها كي تقوم بتبديل ثيابها التي إتسخت بفضل صغيرها الرضيع تطلعت إلى إيثار لتقول الأخرى بنبرة هادئة
صباح الخير
تنفست فريال بهدوء لتنطق بتقييم لمظهرها الرائع ووجهها المشع نورا والذي يرجع لراحتها واستكانت روحها التي إرتاحت داخل محراب روح الحبيب
صباح
النور
تحمحمت وهي تقول في محاولة منها لفتح حديثا معها
يوسف في الجنينة بيلعب مع بيسان ومعاهم عزة
هزت الأخرى رأسها بإيماءة لتواصل فريال طريقها للصعود قبل أن توقفها إيثار التي تحدثت بنبرة تحمل الكثير من الشكر
متشكرة على إهتمامك ومعاملتك الراقية لإبني
إستدارت تطالعها بنظرات غامضة لتقول بصوت خال من المشاعر صنعته كي لا تخسر كبريائها أمام تلك المرأة التي مازالت تأخذ حظرها منها إلى أن تثبت عكس ظنها
معملتش كده علشان تشكريني
قالتها واستدارت سريعا لتمضي بطريقها للأعلى تاركة خلفها إيثار التي أخذت تحرك عينيها يمينا و يسارا باستغراب لتلك غريبة الاطوار تحركت حتى وصلت للباب الخارجي ليصادف خروجها بولوج عزة التي تسمرت وهي تتطلع عليها بنظرات منبهرة بجمالها الرائع الذي يزداد يوما تلو الأخر بفضل تقربها من زوجها الحبيب الذي ولج لحياتها ليصبح لها شمسا ساطعة أنارت حياتها وحولتها لرائعة هتفت ومازال بصرها معلقا بها
الله أكبر عليك يا ست البنات كل يوم جمالك بيزيد لحد ما بقيتي شبه البدر في ليلة تمامه
إتسعت بسمتها لتنير وجهها أكثر وهي تقول بحميمية
حبيبتي يا زوزة
وقبل أن تسألها عن الصغير أخبرتها بثرثرة كالعادة
كنت لسة هطلع أشوفك صحيتي ولا لسه مع إن سيادة المستشار نبه عليا محدش يهوب ناحيتك ونسيبك تصحي براحتك
لتتابع
أه بالحق قبل ما أنسى جوزك قال لي أقول لك إن فيه ناس من دار أزياء هييجوا بعد ساعتين ياخدوا مقاساتك لفستان الحفلة
باتت تثرثر بحديثها المعتاد لتسألها إيثار
يوسف فين
في الجنينة مع الباشا الكبير...قطبت جبينها لتسألها من جديد باستغراب
هو جناب المستشار مارحش شغله!
لا عنده أجازة النهاردة... قالتها بنفي لتنسحب إلى المطبخ كي تقوم بتحضير طعام الفطار تحركت داخل الحديقة وباتت تتطلع بأعين باحثة عن الصغير لتستقر بنظراتها على ذاك الرائع المسمى ب علام وهو يقف أمام زهوره
النادرة يراعيها بنفسه يجاوره الصغير حاملا بيده الدلو الخاص بري الزهور وتجاوره أيضا الصغيرة بملامح وجهها السعيدة تحركت صوبهم وما أن رأها الصغير حتى وضع ما بيده ليهرول إليها مهللا
مامي
حبيبي يا چو وحشتني
إنت كمان وحشتيني كتير
إستدار لينطق بصوت حماسي وهو يشير إلى ذاك الحنون الذي غمره بعطفه واهتمامه الذي ملئ حياة الصغير وزاد من ثقته بحاله
شفتي يا مامي جدو علام خلاني أسقي الزرع بنفسي
إشتدت سعادتها لمعاملة ذاك الراقي لصغيرها الحبيب تحركت صوبه لتقول بنبرة تحمل الكثير من الإحترام والتوقير
صباح الخير يا سيادة المستشار
تطلع إليها يرمقها بعينين لائمتين لومة عزيز غالي
هو ده اللي إتفقنا عليه!
قطبت جبينها لعدم وصول مغزى جملته لعقلها ليتابع بإبانة بعدما رأى حيرة نظراتها
مش كنا إتفقنا إنك هتقولي لي يا بابا
واستطرد بممازحة تراها منه ولأول مرة فهو الرجل الحكيم الصارم في أحكامه وقراراته لما له من منصبا رفيعا بالدولة جعلت من الكل يهابه ويعطي له قدره
رجعنا في كلامنا ولا إيه
إنتعاشة هائلة إقتحمت قلبها وزلزلته من إثر حلاوة اللحظة يا الله كم هو شعورا رائعا للغاية عندما يشعرك أحدهم أنك منه وأمر ما تشعر به من أحاسيس يهمه بقدر ما يهم أقرب الاقربون إلى روحك إتسعت إبتسامتها الممتزجة بنظرات تشع سعادة لتنطق بصوت تخللته الرجفة من إثر المفاجأة
ده شرف كبير أنا ما استاهلوش يا افندم
نطقت كلماتها وقد إمتلأت عينيها بغيمات ملبدة من الدموع المتأثرة بحنو ذاك الذي يمتلك قلبا من ذهب إقترب عليها وربت على كتفها ليتحدث بإبتسامة حنون
إنت تستاهلي كل حاجة حلوة ولو بإيدي أقدم لك كل ما تتمنيه عن طيب خاطر كفاية إنك رجعتي لي إبني من جديد
صمت ليخرج تنهيدة حارة شقت صدره قبل أن ينطق بعينين متأثرتين
لأول مرة بشوف فؤاد قلبه بينبض بالحياة ومقبل عليها من جديد بعد ما كنا خلاص فقدنا الامل في إنه يرجع لحياته ويستمر
وبعد ما كنت خلاص أقلمت روحي إني مش هيكون لي حفيد يحمل نفس إسمي ويمد في جذور عيلتي رجع الامل ينتعش في قلبي أنا وأمه من جديد وكل ده بسببك يا إيثار
قالها بامتنان
ليتابع لائما
وبعد كل ده بتقولي لي شرف كبير ما استاهلوش
نطقت بتلبك ظهر جليا بنبرات صوتها ونظراتها الزائغة
أنا مش عارفة أقول لحضرتك إيه لأول مرة بحس إن لساني مربوط وعاجز عن إنه يلاقي كلام أرد بيه على كلامك ونبل أخلاقك اللي غمرتني بيهم
لتسترسل بابتسامة خفيفة
تخيل حضرتك أنا اللي شغلي كله معتمد على الكلام أبقى بالتوهة دي
مش محتاجة تقولي أي حاجة لأن اللي عملتيه كافي ووافي بالنسبة لي...نطقها ليخفف من وطأة خجلها وتلبكها لتشمله بنظرات يملؤها الإمتنان فتابع بمشاكسة وهو يتحسس وجنة الصغير المتابع لحديثهما بتركيز عال
جرى إيه يا يوسف بيه إحنا هنسيب شغلنا ونتعلق في مامي كده كتير!
الزرع عطشان وعاوز يشرب
ضحك الصغير ونطق بنبرة حماسية وهو يتزحزح من بين والدته فى محاولة منه بالفرار
حاضر يا جدو
فلت من والدته ثم أسرع إلى الصغيرة الواقفة بجوار حوض الورود ليسألها بنبرة طفولية
مش هتروي وردتك اللي بتحبيها يا بيسو
إرويها لي إنت يا چو علشان مش بعرف أشيل الماية...نطقتها الصغيرة وهي تنظر لدلو الماء لينطلق الصغير بحماس نحو زهرتها وأمسك بالدلو وبدأ بريها تحت سعادة الصغيرة التي باتت تهلل وتشكره بسعادة
جلست إيثار حول الطاولة لتراقب معاملة علام للصغار وترقبت بشدة كيف يعلمهم الإعتماد على النفس ويزرع بداخلهما حب العمل والتعود على تحمل المسؤلية جهزت عزة الفطار وأتت به إليها وتحدثت بنبرة حماسية
كلي أكلك كله الباشا موصيني عليك قبل ما يمشي
قال لك إيه عليا يا عزة...نطقت سؤالها بلهفة أسعدت قلب عزة التي هتفت بحبور
قال لي اجهز لك فطار كويس وأخليك تاكليه كله الراجل خلاص بقى ماشي يهلوس بيك
مش قوي كده...قالتها بدلال وهي تضحك لتجيبها الأخرى بإعتراض
أصلك مشفتهوش وهو بيتكلم عنك ولا لما يبص لك وإنتوا تحت
واسترسلت لتخبرها بما استمعت له من داخل المطبخ
ده البنات في المطبخ مستغربين وهيتجننوا من التغيير اللي حصل له وبيقولوا إنهم أول مرة يشوفوه كده دول بيقولوا إنه كان بينزل تحت هو ومراته الاولانية وكأنه ميعرفهاش عمره ما بص لها زي ما بيبص لك ولا دخل معاها اللي اسمه إيه ده الزاكوزي
خلاص مش عاوزة أسمع حاجة وتاني مرة متكلمنيش في الموضوع ده
سبيني لوحدي
إنسحبت ولم تتفوه بكلمة واحدة كي لا تزيد من ڼار تلك التي أمسكت بهاتفها لتضغط رقمه سريعا دون تفكير كان يجلس بمكتبه يتابع عمله ويرتبا للتحقيق الذي سيبدأ بعد قليل هو والكاتب ليصدح هاتفه أمسكه ليبتسم طلقائيا حين وجد نقش إسمها المدونخليلة القلبفمنذ عقد قرانه عليها سجلها بهذا اللقب على الفور نطق للكاتب
سيبني شوية لوحدي يا حسين
حاضر يا جناب المستشار...نطقها الرجل وما أن انسحب حتى أجاب سريعا بصوت ملئ بالعشق
أهو كده يدوب يومي بدأ وشمسي طلعت
فؤاد...نطقت إسمه برجفة خلعت قلبه ليجيبها سريعا
عيون فؤاد
يا حبيبي
إنت بتحبني مش كده...قالت سؤالها بقلب مټألم ليجيبها بهيام عڼيف
لو فيه كلمة تعبر عن اللي جوايا أكتر من العشق كنت قولتها
سألته من جديد بنرجسية جديدة على شخصيتها
أنا الست الوحيدة اللي دخلت قلبك محدش دخل قبلي صح
أجابها بكل ما تحمله كلمة عشق من معنى
لا فيه قبلك ولا هيكون بعدك إنت الوحيدة اللي قدرتي تزلزلي كياني وتخليني أتنازل عن كل مبادئي قصاد إني أحصل على نظرة رضى واحدة من عيونك
تنهدت وانخفضت ڼار الغيرة بعض الشئ ليسألها بعدما شعر بإخماد حريقها من خلال تنهيدتها التي وصلت لقلبه قبل أذنه فقد وصل بعشقه معها إلى المنتهى حتى صار يستمع لدقات قلبها ويفهم ما تشعر به دون أن تتفوه بحرف
قولي لي بقى حبيبي ماله ومين مزعله ومخلي ڼار غيرته على حبيبه شاعلة قوي كده
للدرجة دي باين عليا...نطقتها بدلال لينطق بمداعبة
المكتب فحم من حواليا وريحة الشياط جايبة لحد مكتب النائب العام شخصيا
قهقهت على دعابة زوجها وحسه الفكاهي الذي اكتسبه عن جديد ليعيد عليها السؤال مرة أخرى بنبرة جادة
مش هتقولي لي مالك
تنهدت براحة لتجيبه بهدوء
مفيش حاجة حبيت بس أطمن على مكانتي في قلبك
أجابها باقتضاب يرجع لضيق الوقت لديه
هحاول أصدقك لأن معنديش وقت مش أكتر
بس لما أرجع هتحكي لي أكيد
ابتسمت على اهتمامه بها لتنطق بنبرة حنون
أنا بحبك قوي يا فؤاد وبموت من غيرتي عليك
وفؤاد لا عمره حب ولا داب غير حبيبة حبيبها...نطقها بصوت ينطق عشقا ليرتاح قلبها تنهد هو الاخر وتحدث باستعجال
أنا مضطر أقفل يا حبيبي علشان عندي تحقيق مهم هيبدأ بعد شوية خلي بالك من حبيبي لحد ما أرجع له
إبتسمت لكلماته الناعمة التي يغمرها بها ويدللها حتى باتت تشعر بأنها ملكة وتربعت على عرش قلبه العظيم نطقت بدلال تعلمته على يد عاشقها
هستناك يا حبيبي متتأخرش على حبيبتك
بحبك...همس بها بطريقة ناعمة ليغلق سريعا تاركا حبيبته لتهيم في بحر كلمات غزله المنفرد تنهدت بارتياح لتتناول طعامها بنهم وهي تشعر بلذة كل ما تتناوله بعد قليل خرجت فريال من باب القصر واتجهت إليها وهي ترى عزة تلملم صحون الطعام هي وعاملة أخرى لتتحدث وهي تسحب المقعد إستعدادا للجلوس
إعملي لي أي عصير فريش يا عزة
من عنيا يا ست هانم...ثم التفتت إلى إيثار ونطقت لتتأكد
وإنت هعمل لك قهوتك حالا
لم تجيبها والتفتت لتصيح بصوت مرتفع نسبيا كي يستمع إليه والد زوجها
تشرب قهوة معايا يا بابا
شملتها فريال بنظرات متعجبة من تلك التي تنادي لأبيها بأبي فاجأها والدها الرزين وهو ينطق بنبرة يملؤها الحنان
أه يا حبيبتي
كيف لأبيها ذاك الوقور المعروف بوسط عائلتهم بالجدية والصرامة أن يتعامل بكل حميمية وود مع تلك الغريبة التي اقټحمت حياتهم داخلها مشاعر مذبذبة الأن وفقط فهمت مغزى شعورها المخيف تجاه تلك ال إيثار منذ أن ولجت إلى منزلهم بصحبة شقيقها الذي كان يحاوط عليها كمن يحمي طفلته الصغيرة ويخشى عليها من الجميع نعم إنه شعور الخۏف والغيرة على عرشها فمنذ أن خلقت وجدت حالها ملكة متوجة على عرش عائلتها العظيم والان ذاك العرش بات مهددا والخطړ يحوم حولها في وجود أخرى يكن لها الجميع الكثير من الحب مع الإحترام والود ابتلعت غصة مرة ومطت كما الاطفال لتجد والدها يقبل عليهما بصحبة الصغار جلس بالمقعد المجاور لكلتاهما ليسأل إبنته بحنو
فؤاد الصغير فين!
أجابته بنبرة خالية من المشاعر فما زالت تلك الفكرة تسيطر على عقلها الصغير
نايم في أوضته والناني معاه
جلبت عزة القهوة والمشروب ليتناول كلا منهم شرابه مع تناولهم للأحاديث المشتركة فلاحظت فريال تلقائية الأخرى وسجيتها في التعامل مع والدها ومعها فتنهدت لتأكدها عدم خبثها بل هي أبسط من أن تكون بتلك الصورة التي رسمها لها الشيطان منذ أن رأتها
بأحد المناطق الراقية بالقاهرة الكبرى حيث المسكن الخاص الذي إشتراه نصر وخصصه إلى المرأة التي تزوجها سرا لتشعره بأنه رجلا بعيدا عن سيطرة إجلال وسطوتها التي تمارسها عليه وتشعره دائما بالدونية وبالمن عليه وبأن الفضل فيما وصل له يرجع لوالدها ونفوذ عائلتها الكبيرة خرجت شذى من غرفتها بعد أن تجهزت لاستقبال زوجها لتجد الخادمة فتنةتتحرك ببهو المسكن بجوار التحف والمزهريات بنظرات مريبة لترتبك حين وجدتها أمامها هتفت شذى بتذمر تستعجلها
إنت مش نضفتي الرسيبشن ده من بدري وظبطيه واقفة عندك بتعملي إيه تاني!
خلصتي طبيخ ولا لسه
أجابتها باستفاضة
الأكل كله إستوى وقفلت عليه الڼار من شوية
فتحت محفظة النقود وأخرجت منها مبلغا من المال لتبسط به يدها وهي تقول
طب خدي حسابك ويلا إنزلي بسرعة قبل ما جوزي يرجع إنت عارفة مبيحبش حد غريب يدخل البيت
لتسترسل بإبتسامة ساخرة وتهكم
البيه فاكر إن أنا اللي بنظف وبطبخ له بنفسي
أخذت فتنة المال وهي تقول بهدوء
فيه رجالة كتير كده يا هانم ميحبوش ياكلوا إلا من تحت إدين ستاتهم
هتفت الاخرى پغضب حاد ينم عن مدى توترها
إنت هتقفي تتسايري معايا يلا إخرجي قبل ما ييجي
لوت الفتاة فاهها وأسرعت إلى إلى المطبخ لتلتقط عبائتها السوداء وترتديها على عجالة وبسرعة البرق كانت تخرج من باب البناية ليصادف خروجها دخول ذاك ال نصر ويليه الحارس الحامل بين يديه كما هائلا من الاكياس تخطاها لتلتفت الفتاة للخلف تتطلع إليه ثم مضت بطريقها وصل للأعلى وأغلق باب الشقة بعدما أدخل الحارس الأشياء داخل المطبخ هرولت عليه شذى لترتمي وباتت تزيده من قبلاتها الناعمة التي تسحبه بها وهي تقول بزيف
وحشتني يا نصورتي وحشتني قوي
بدلعك
نطق بصوت غليظ
مبحبش دلع الاسامي إنت عارفة الدلع اللي بيجيب معايا من الأخر واللي بسببه ليك غلاوة عندي
ضحكت برقاعة قبل أن تقول بدلال لم يراه سوى على يداها
الدلع بكل أنواعه موجود وحصري عند شذى حبيبتك تعالى الأول
نتغدى وبعدها أوريك الدلع على أصوله
تعالي هنا رايحة فين هو الغدا هيطير
اطلقت ضحكة رقيعة من جديد لتتحرك معه صوب غرفة النوم الخاصة بهما.
بعد مرور يومان مساءا بقصر علام زين الدين حيث أقيم حفلا هائلا دعى به جميع عائلته ونخبة من صفوة المجتمع بمناسبة زواج نجله الوحيد وترقيته بالعمل كان الحفل مميزا حيث تعاقد علام مع إحدى كبريات شركات تنظيم الحفلات ليخرج الحفل بطريقة منظمة وخاطفة للأبصار ساعدت مساحة الحديقة الشاسعة على التنظيم أكثر حضر الجميع ولم يتبقى سوى العروسان إنتهت إحدي السيدات المسؤلة عن تزيينها والتي حضرت بطلب من فؤاد لتقول وهي تشير لها لتتطلع إلى المرآة
إيه رأيك يا مدام
وقفت تتطلع على حالها بإنبهار لتنطق بصوت خفيض
تسلم إيدك
إيه يا بابا الجمال ده كله
إبتسمت بسعادة لتسأله بتلبك ظهر بصوتها
بجد شكلي عجبك
بنظرات مسحورة أجابها
إنت سحراني دايما يا إيثار مجرد ما ببص في عيونك بتوه وبنسى كل الناس
ربنا يخليك ليا يا حبيبي...قالتها بنبرة حنون لتتابع بعيني زائغة كشفت عن حيرتها وتلبكها
أنا مكسوفة أنزل قوي يا فؤاد أول مرة هشوف
وأتعرف على عيلتك الكبيرة
إوعى في يوم أسمع منك كلمة خاېفة...قالها بقوة ليسترسل بنظرات تهيم شوقا بعشق الحبيب
تخافي إزاي وحبيبك جنبك
تبسمت بفضل كلماته الرائعة وبرغم هذا مازال الخۏف يسكنها من مقابلة عائلته لها لتنطق بما يراودها من مخاۏف
خاېفة لأهلك ما يتقبلوش وجودي بينهم كعيلة
بنبرة تشع حنانا نطق برجولة
إنت بكل أهلي وبكل الناس
واسترسل باستنكار لتفكيرها المنافي لعقله
وبعدين أهلي مين اللي خاېفة مايتقبلوش وجودك إحنا كل اللي يهمنا هما أبويا وأمي وفريال وأظن دول مش محتاجة إني أقول لك إنهم مرحبين بيك
سيبك بقى من التفكير السطحي ده وخليني أقدم لك هديتي الأولى... قالها وهو يتجه صوب الخزانة ليفتحها ثم يقف أمام خزنة حديدية ويفتح أرقامها السرية ليخرج منها علبة خاصة بالمجوهرات لونها بيج ويعود إليها من جديد فتح العلبة ليظهر منها بريقا لامعا خاص بحبات الالماس المرصوصة حول ذاك الطوق المميز إنبهرت بجماله وجمال الإسوارة والخاتم المجاورين له رفع الطوق وعاد خلفها ليساعدها على إرتدائه تحت نظراتها المنبهرة وهي تنطق
بحفاوة
الكولية يجنن يا فؤاد
عجبك يا قلب فؤاد...سؤالا طرحه عليها بنعومة لتجيبه بانبهار
ده أحلا كولية شافته عينيا
واسترسلت وهي تطالعه وهو يجلب الإسوارة من العلبة
بس مكانش فيه داعي تكلف نفسك يا حبيبي ما انت لسه جايب لي طقم من قريب
أجابها بنبرة هادئة
الطقم الاولاني كان شبكتك يا عروسة لكن ده هديتي ليك بمناسبة ترقية جوزك
البسها الخاتم ليرفع كفها يلثمه برقة نالت استحسانها عاد خلفها من جديد وشملها بنظرة تقييمية لينطق منبهرا
تجنني يا إيثار
مستعدة تستقبلي مفاجأتك التانية
ضيقت بين عينيها حين وجدته ينسحب صوب الباب ويفتحه ليدخل منه شقيقها الوسيم وهو يرتدي بدلة فخمة تليق بمظهر الحفل أهداها إياه فؤاد مصففا شعره برتابة من يراه يعتقد أنه نجما سينمائيا انير وجهها وشعرت بفرحة عارمة شملت روحها لتفتح له ذراعيها على مصراعيهما ليهرول إليها كان ينتظر غفران والدته على ذنبه العظيم الذي إقترفه بحقها
إيه المفاجأة الحلوة دي وحشتني يا أيهم
اجابها بصوت واهن خجول يرجع لخذلانه لها
وإنت كمان وحشتيني
لو شكرتك من لبكرة على المفاجأة الحلوة دي مش هوفيك حقك
تطلع إلى عزة الواقفة بجوار الباب لينسب الحق لأهله
اللي المفروض تشكريها هي عزة لأنها صاحبة الفكرة أنا مجرد نفذت
ربنا يخليك ليا يا عزة وتفضلي دايما معايا
نورت بيت أختك يا أيهم
ده نورك يا باشا...قالها الشاب بخجل ليربت عليه فؤاد وهو يقول
طب يلا علشان ننزل إتأخرنا كتير على الضيوف
بعد قليل خرجت من باب القصر تتأبط ذراع ذاك الوسيم تحت نظرات الجميع التي صوبت باتجاههما بعد صدوح صوت الموسيقى التي تسبق خروج العروسان مع التصفيق الحار لاستقبالهما كانت ترتدي ثوب سهرة ناعما من اللون الابيض بتصميمه الكلاسيكي الرائع المصنوع من الدانتيل والحرير الطبيعي مما أعطاه ملمسا سحريا حيث جذب جميع الانظار وخاماته الفاخرة التي جعلته يتماشى مع أجواء السهرة الأشبه بملكية يأتي الفستان بأكمام طويلة وحزاما مزينا بالإكسسوار الأنيق لإضفاء لمسة أنثوية رائعة كما تتزين أكمامه بالتطريز الهادئ الذي يزيد من جمال الثوب وجمال تلك الانيقة التي ترتديه
تطلعت سميحة إليها لتمقتها بنظرات تمتلؤ بالإحتقار والغيرة وخاصتا بعدما رأته من إهتمام وعشق ظاهر بعيني فؤاد الذي يكاد يلتهمها بحب إستقبلتهما عصمت بالقبلات والإهتمام الذي زرع الثقة بقلب إيثار ثم إنهال عليهما بعض الأقارب والمعازيم لتقديم التهنئة تحرك بها لطاولة عمه أحمد والد سميحة ووالدتها وشقيقتها الاخرى وشقيقها أشار إلى عمه وهو يقول بابتسامة خفيفة
أحمد باشا زين الدين عمي
أقبلت عليه لتصافحه باحترام وهي تنطق بحفاوة وابتسامة رقيقة علت ثغرها
إتشرفت بمعرفة حضرتك
إبتسم لها قبل أن يقول بحفاوة
مبروك نورتي عيلتنا وشرفتيها
ميرسي يا افندم
وتبادلت أيضا المصافحة مع والدة سميحة تلك المرأة المتعالية التي صافحتها بأطرلف أصابع يدها حين قدمها فؤاد قائلا
نجوى هانم مرات عمي أحمد
لتنطق بكبرياء بعدما شملتها بنظرات متعالية
أهلا
رفعت إيثار عنقها لأعلى تتطلع بعينيها على طاولة أيمن الأباصيري لتتحدث مع زوجها متجاهلة تلك المتعالية مما جعلها تستشيط غيظا
فؤاد تعالى نسلم على الباشمهندس أيمن ومدام نيللي
رمقتها بسخط سميحة التي تجلس بغرور ولم تعير لوجودها إهتماما لكنها كانت تنتظر إهتمام الاخرى بها ليقول فؤاد بهدوء كي تنتبه
حبيبي مسلمتيش على سميحة
تطلعت عليها بنظرة تدعي الاسى والحرج وهي تقول بزيف تعلمه سميحة جيدا
سوري بجد ما أخدتش بالي منك
رفعت قامتها تتطلع عليها بتفاخر قبل أن ترد لها الضړبة
عادي أنا كمان مشفتكيش
تحمحم فؤاد ونظر لعمه مبتسما كي يرفع عنه الحرج الذي أصاب كلاهما جراء الحړب الدائرة بين كلتاهما مما أحدث تراشقا متبادلا من النظرات والكلمات
بعد إذن حضرتك يا عمي
إتفضل يا حبيبي... قالها الرجل لينسحب فؤاد وزوجته نطقت نجوى باستشاطة ظهرت بعينيها وصوتها
شفت البنت وقلة ذوقها يا أحمد
تعجب من صياح زوجته الغير مبرر بالنسبة له لينطق بكلمة حق
إنتوا اللي بدأتوا بقلة الذوق إنت وبنتك معاها إنت بغرورك في طريقة سلامك عليها وبنتك اللي حاطة رجل على رجل وباصة الناحية التانية بمنتهي قلة الذوق
جحظت عيني نجوى لتقول باستياء بالغ
إنت بتدافع عنها بدل ما تقول لاخوك على جليطة مرات إبنه!
رفع كتفيه لينطق بلامبالاة أحرقت روح زوجته
أشتكي لأخويا ليه البنت جت سلمت عليا
بكل إحترام ووشها ما شاء الله بشوش جدا هي إتعاملت معاكم بنفس طريقتكم وده شئ يحسب لها
قال كلماته ليهب واقفا وهو ينظر لتجمع رجال العائلة وكأن شيئا لم يكن
هروح اقعد مع علام ورجالة العيلة
إحتدمت غيظا بعد تحركه لتنظر هي لتلك الجالسة بجوارها
تعالي نروح نقعد مع ستات العيلة إحنا كمان بدل ما نتاخد مخالفة ويقولوا علينا متكبرين زي العادة
زفرت سميحة وهي تقف وتحركت بجانب والدتها بغرور كانت ترتدي ثوبا باللون الأحمر الصريح ذو حمالات رفيعة والظهر وبالكاد يصل لمنتصف فخديها مما أشعل إيثار وجعلها تغير على زوجها من طلتها الجريئة وصلا لطاولة عملاقة تضم معظم نساء وفتيات العائلة وجلستا بغرور اقبلت عليهم عصمت وفريال لتقوما بالترحاب بالجميع بحفاوة تحدثت إحدي سيدات العائلة
ألف مبروك لسيادة المستشار يا دكتورة
الله يبارك فيك يا ميرفت
سألتها أخرى بفضول
هي العروسة من عيلة مين يا عصمت
العروسة من كفر الشيخ يا منى عيلتها مش معروفة في القاهرة...هكذا أجابتها فردت أخرى باستحسان
بس بصراحة يا عصمت فؤاد عرف يختار صح المرة دي البنت زي القمر وشكلها محترمة ولبقة جدا في كلامها
اكملت اخرى على حديثها
دي مش زي القمر وبس يا لولو دي كمان وشها حلو عليه جت وجابت له الترقية معاها
تعالت ضحكاتهم لتهمس عصمت بسريرتها خشية من ان يصيب نجلها وزوجته حسدا من هؤلاء النسوة
قل أعوذ برب الفلق
فرقت نجوى نظراتها الحادة على الجميع بعدم ارتياح لتلك الجلسة فطالما لم تنسجم بالتجمعات العائلية لشدة تعاليها وشعورها الدائم بدونية الاخرين بجوار شأنها التي تراه عظيما استشاط داخل سميحة
ولم تعد تتحمل مدح الجميع بها لتنطق بنبرة حادة تنم عن ڠضبها ونيرانها الشاعلة
تعرفي يا انطي لولو إن العروسة اللي عمالين تمجدوا فيها دي بتشتغل سكيرتيرة
قالتها وهي تشير بسبابتها بإشمئزاز لتحول عصمت بصرها إلى فريال التي ابتلعت لعابها وشعرت بأن الارض تهتز تحت قدميها من شدة الإحراج من والدتها
أخيرا نطقت نجوى بعد أن قدمت لها فرصتها فوق طبق من ذهب لتهتف بإستياء ظهر بصوتها وملامحها
أوووو معقولة فؤاد علام يتجوز حتة سكيرتيرة!
وضعت منى كف يدها لتغطي به فمها وبدأن بالهمز واللمز لتقطع همسهم عصمت التي هتفت بصوت واثق ومتزن
إيثار مديرة مكتب لشركة الاباصيري ودي واحدة من أكبر شركات الإستيراد والتصدير
وحتى لو كانت سكيرتيرة فده ما يعيبهاش بشئ بالعكس يعلي من شأنها إنها بتشتغل ومعتمدة على نفسها
واسترسلت وهي تنظر إلى سميحة
العيب إننا نتكبر على الناس ونقلل من شغلهم وكفاحهم لمجرد إننا إتولدنا أولاد لطبقة غنية وعالية
خجلت سميحة وسحبت بصرها لتنظر للأسفل فنطقت لولو بنبرة صادقة
عندك حق يا عصمت الشغل عمره ما كان عيب وبعدين شركة الاباصيري شركة مشهورة جدا ومش اي حد يشتغل فيها
اومأت عصمت برأسها لتنطق قبل أن تنسحب
بعد إذنكم هروح اشوف الضيوف وارحب بيهم
ثم تطلعت على نجلتها لتشير لها للحاق بها رمقت سميحة بنظرات حادة لائمة قبل ان تلحق بوالدتها
بعد ذهابها تحدثت نجوى بسخرية
قال مديرة مكتب قال لا وبتقول لها بكل تفاخر أمال لو دكتورة ولا شغالة في مكان مرموق كانت عملت فينا إيه!
نطقت لولو بمنطقية
يا جماعة هي هتفرق إيه سكيرتيرة من مديرة مكتب ولا إنشالله حتى كانت وزيرة النتيجة في الاخر واحدة وهي إن فؤاد علام هيقعدها في البيت وهيعيشها ملكة زمانها إنتوا مش شايفين الطقم الالماظ اللي لابساه دي يعمل له يجي أربعة مليون جنية
ردت أخرى بانبهار
ولا الفستان واووو يجنن
كل اللي بتقولوه ده ولا يهم عصمت وسيادة المستشار علام ولا يفرق معاهم في اي حاجة...كلمات مبهمة نطقت بها منى لتسترسل بإيضاح
إنتوا مش واخدين بالكم من نقطة مهمة جدا فؤاد كان عن الجواز والكل فقد الامل فإن علام يبقى له حفيد من صلبه غير ولاد فريال يعني الجوازة دي بالنسبة لعلام وعصمت طوق النجاة الاخير
واسترسلت بلامبالاة
بغض النظر بقى عن العروسة من عيلة مين أو بتشتغل إيه كل ده ولا يفرق معاهم جنب الفرحة الكبيرة اللي هيحسوها لما البنت تجيب لهم الوريث لكل الهيلمان ده
قالت أخرى
عندك حق ده سيادة المستشار يمتلك أكبر ثروة في العيلة كلها
عودة إلى إيثار حيث ذهبت لطاولة أيمن الأباصيري بصحبة زوجها تحت نظرات سالي المشټعلة لم تكن يوما تكن الكره والبغضاء إلى إيثار لكن شعور انها كانت تمن عليها بالهدايا والمعاملة الحسنة كان يرضي غرورها لكنها لم تتقبل فكرة أن تلك العاملة في
شركة والد زوجها أصبحت بين ليلة وضحاها زوجة لنجل رجلا بقدر ومنصب علام الكبير وشأن فؤاد وفوق كل هذا فإنهم يمتلكون أموالا طائلة وأصولا وشركات تعد بمليارات الجنيهات وكل هذا سيصبح ملكا لتلك الفلاحة إبنة القرية في حال إنجابها لذكر للعائلة تطلعت على تلك القلادة المعلقة بصدرها لتزيد من إشتعال نيران قلبها كانت تتوسط الجلوس ما بين نيللي ولارا التي تحدثت بنبرة حماسية وهي تتطلع على الاجواء من حولها
الحفلة تجنن يا إيثار
عقبت بابتسامة سعيدة
عقبال حفلة جوازك وتبقى أحسن من دي ألف مرة يا لارا
قريب جدا...نطقتها الفتاة بحماس بعدما عادت لطبيعتها الاولى حيث واضبت على جلسات العلاج النفسي وتحسنت بفضل الله وبفضل إهتمام من حولها وأيضا فادها كثيرا إتمام خطبتها من الشاب التي تريده وتبادله العشق
وضعت نيللي كف يدها لتربت على كف إيثار وهي تقول بنبرة صادقة لإمرأة راقية
المرة الجاية نيجي نبارك لك على أخو يوسف
ثم مالت على اذنها لتهمس بتوعية
إوعي تكوني بتاخدي حاجة تأجل الحمل يا إيثار
هزت رأسها نافية وهي تقول
لا خالص ده فؤاد مستعجل قوي على الموضوع
ردت بمنطقية
لازم يستعجل انا عرفت إن فؤاد ملهوش إخوات غير فريال وطبيعي يستعجلوا على وريث للعيلة
زفرت سالي وهي ترى والدة زوجها تتهامس مع تلك الفتاة غير عابئة بوجودها اما فؤاد فكان منشغل بالحديث مع أيمن وأحمد وأيهم الذي جاور فؤاد الجلوس نظر أيمن إلى إيثار وتحدث مستفسرا
هي سيادة المديرة مش هترجع شغلها بقى ولا إيه
ابتسمت لتشير بكف يدها إلى زوجها وهي تقول بمداعبة
حضرتك تقدر تسأل سيادة المستشار لأن العطلة من عند جنابه
رفع حاجبه الأيسر مستنكرا وهو يقول بمشاكسة
أخرتها تسلمي جوزك تسليم أهالي للباشمهندس
أطلق الجميع ضحكاتهم عدا سالي المستنكرة ما يحدث ليتابع مسترسلا بجدية
إن شاءالله هترجع بعد بكرة
بجد يا فؤاد...قالتها بعدم إستيعاب لينظر إليها قائلا بهدوء
بجد يا حبيبي الباشمهندس صبر علينا كتير وكفاية لحد كده
تطلع أيمن إليه باستغراب فقد توقع عدم موافقة فؤاد على عودة إيثار لممارسة عملها من جديد ولهذا فقد قام بتعيين فتاة أخرى لتتدرب لحين إبلاغ إيثار بقرارها الاخير كي يتم تعيين
الفتاة رسميا بدلا من إيثار لكنه تفاجأ بقرار فؤاد ونيللي أيضا
داخل إحدى الغرف الجانبية بالقصر تدور عصمت حول حالها بوجه غاضب لتصيح بحدة إلى تلك الواقفة كالتلميذ الفاشل
إزاي تعملي حاجة زي كده تطلعي أسرارنا ولمين!
لواحدة تافهة زي سميحة!
واسترسلت پجنون
ليه يا فريال ليه تحطي أخوك وتحطينا في موقف بايخ زي ده
بنبرة خجلة نطقت بدفاع عن نفسها
يا ماما والله ما كنت أقصد أنا كل اللي كنت بفكر فيه وقتها هو إني أحافظ على فؤاد وابعد عنه إيثار بوجود سميحة
هتفت بصياح حاد
وإنت مالك تدخلي في حياة أخوك ليه!
نطقت الفتاة بنبرة حزينة
مكنتش فكراه بيحبها ولا كنت فكراها كويسة كنت مړعوپة على اخويا من فكرة تكرار الماضي
زفرت لتنطق بضجر أصابها من تفكير نجلتها الأرعن
إنت ليه محسساني إن فؤاد ده عيل صغير ومن غيرك هيتوه!
نطقت بنبرة يملؤها الخجل
خلاص بقى يا ماما والله ما هتدخل تاني في حياته بس أرجوك بلاش تقولي له حاجة عن اللي حصل
أشارت بسبابتها بنبرة حاسمة ولهجة حادة لا تقبل النقاش
ده أخر تحذير ليك غلطة كمان وكل حاجة هتوصل لبابا وهو يتصرف معاك ويشوف اخر جنانك ده إيه
قالت جملتها بټهديد لتخرج باندفاع للخارج لتنظر الاخرى لأثرها بخزي وخجل يسيطران عليها والندم يملؤ قلبها
مش هينفع أرقص مبعرفش وهفضحك والناس هتضحك علينا
همس بنبرة هادئة بثت بداخلها الطمأنينة
ششش إهدي يا بابا وسلمي لي نفسك إمشي معايا في الخطوات زي ما علمتك إمبارح وإنت هتبقي هايلة
بحبك وكل يوم بتعلق بيك أكتر
وإنت بقيت كل حياتي يا فؤاد...قالتها بنبرة رومانسية لتتابع رقصتها الاولى معه أمام الناس لتنتهي الرقصة على خير ليصفق لهما الجميع بحفاوة كتحية للعروسان
بعد قليل إشتغلت موسيقى لرقص الثنائيات مرة أخرى فقفزت سميحة وتوجهت صوب فؤاد الواقف بجوار بعضا من أبناء عمومته
لتسحبه من كفه وهي تقول بدلال وحماس زائد
تعالى يا فؤاد أرقص معايا
أنا من إمتى برقص معاك علشان أرقص النهاردة يا سميحة!
تدللت لتجذب كفه من جديد كي تشعل زوجته وتخلق بينهما بابا لفتح المشاكل يعود عليها بالنفع
علشان خاطري بليز توافق يا فؤاد
سميحة... نطقها بنظرات حادة كالصقر قبل أن ينسحب بطريقه لزوجته التي تنهدت براحة فور رؤيتها لتصرفه الذي برد ڼار قلبها المشټعلة أما سميحة فتحرك إليها شابا يدعى محمود يعشقها وتقدم لخطبتها لكنها رفضته لتعلقها الشديد بفؤاد وانتظارها له تحدث الفتى باسطا ذراعه في دعوة صريحة منه بعدما رأى إحراجها على يد فؤاد
تعالي نرقص مع بعض يا سو
مش عاوزة أرقض خلاص...نطقتها بملامح وجه مكفهرة لتنسحب كالإعصار من أمامه
إظن أنا كده عداني العيب ليا نص بحالها سايب لك مراتي
ابتسم أيهم لينطق بحفاوة
بصراحة عداك العيب وأزح يا سيادة المستشار
تحدث فؤاد بنبرة جادة
إعمل حسابك إنك هتبات معانا النهاردة
متشكر يا سيادة المستشار بس أنا لازم أروح علشان عندي شغل بكرة...قالها بهدوء لتقول هي
خد مفتاح الشقة بتاعتي وبات فيها وياسيدي إبقى خد اجازة بكرة مش لازم تروح الشغل بعد يوم سهر زي ده
إنت خريج إيه يا أيهم...سؤالا وجهه فؤاد له ليجيبه
كلية تجارة
قطب جبينه بتفكر قبل أن ينطق بجدية
طب ما تسيبك من شغل الحكومة ابو ملاليم ده وتعالي إشتغل في الشركة بتاعتنا
تطلعت إليه إيثار بتمعن ليتابع هو
هخلي عمي أحمد يعينك بالمؤهل بتاعك ويحط لك مرتب محترم تقدر تكون حياتك من وراه
راق له العرض كثيرا لكن توجد بعض العقبات أمامه ليقول بتردد
بس ميزة هناك إن البيت جنب شغلي لكن لو جيت هنا هضطر أصرف نص مرتبي على السكن
هتفت إيثار بحماس
إقعد في شقتي
ابتسم فؤاد لينطق بمداعبة
وادي يا سيدي مشكلة السكن إتحلت
نظر لهما بتردد لتحسه وهي تمسك بكفاه متحمسة للفكرة
وافق يا أيهم دي فرصة حلوة قوي ليك لو فضلت في وظيفتك عمرك ما هتعرف تتجوز ولا تكون نفسك
رفع كتفه باستسلام ثم تحدث بابتسامة سعيدة
تمام
وضع فؤاد كفه فوق كتفه ليربت عليه قائلا
مبروك عليك الوظيفة
الله يبارك فيك... قالها بنبرة سعيدة
بعد يومان
فاقت باكرا لتلج إلى الحمام إغتسلت وتوضأت وصلت فرضها بصحبة زوجها الحبيب وبعد مدة كانت تجاوره الوقوف أمام مرآة الزينة تلف حجابها بعناية وهو يلف ربطة عنقه وقف قبالها
وأخرج ساعة يد من إحدى الادراج وتحدث بنبرة حنون وهو يلبسها إياها بعناية
الساعة دي هديتي ليك بمناسبة رجوعك للشغل مش عاوزك تقلعيها من إيدك نهائي
خالص مالص حتى وأنا باخد شاور...قالتها بدلال وهي تشاكسه لينطق بنبرة حنون وهو يتابع غلق قفل الساعة
إسمعي كلام حبيبك من غير جدال
ربنا يخليك ليا يا حبيبي
تحمحم لينظف صوته قبل أن ينطق بهدوء
إيثار أنا جبت لك عربية جديدة هتروحي بيها النهاردة
قطبت جبينها لتسأله باستغراب
وجبت لي عربية ليه ما أنا عندي عربيتي
عربيتك مبقتش تليق بمرات فؤاد علام يا قلب وروح وحبيبة فؤاد علام
إبتسمت لدلاله الزائد الذي لم يدع مناسبة إلا وغمرها به ليتابع هو مقترحا
ممكن تسيبي عربيتك ل أيهم بما إنك مش محتاجاها خلاص
ضيقت بين عينيها لتنطق باقتناع
فكرة حلوة
تنهدت لتنطق وهي تتلفت حولها
يلا يا حبيبي علشان ما نتأخرش
انا بحبك قوي
عارفة... قالتها بتأكيد متعجبة حالته ليسترسل وهو يبتلع لعابه
يلا ننزل
تحركت بجانبه ونزلا الدرج ومنه إلى غرفة الطعام ليتناولا فطورهما ومن ثم جاورته التوجه إلى الجراچ لترى سيارتها الفارهة التي أسعدت قلبها ليس لقيمتها المادية المرتفعة ولا لماركتها العالية بل لاهتمامه بها ودلالها بكل الطرق إستقلت سيارتها وانطلقت تحت نظراته المترقبة
ولجت إلى الشركة تحت سعادة قلبها لعودتها إلى العمل التي عملت عليه كثيرا كي تصل لتلك المكانة رحب أيمن بها والجميع بحفاوة ومر اليوم بسلاسة نزلت للاسفل باستخدام المصعد الكهربائي ومنه للخارج استقلت السيارة وتحركت بطريقها للعودة إلى منزل زوجها كانت تقود بسعادة وانتشاء يرجع سببها للعودة إلى العمل وعلى حين غرة حاوطتها سيارة دفع رباعي وبدأت بالتضييق عليها للحظة فكرت بأن سائقها تجرع أحد المشړوبات الكحولية لكنها فزعت عندما احتكت سيارتها بإحدى السيارات بالجهة الأخرى لتحدث صريرا عاليا صړخت ړعبا على اثره باتتا السيارتين تضيقتين عليها المرور وحين عجزت عن الحركة توقفت وبدأت بالصړاخ حين ترجل من السيارة عدة رجال ملثمون ليقتحموا سيارتها ويفتحوا الباب ليخرجوها عنوة عنها تحت صرخاتها المستنجدة ولكن من سيسمع فقد استدرجوها لشارعا جانبيا هادئا للغاية جذبها أحدهم ليجبرها على التحرك صوب السيارة بطريقة عڼيفة وهي تصرخ قائلة
إنتوا مين وعايزين مني إيه!
هتف الرجل بحدة
إدخلي العربية وإمشي معانا من سكات أحسن لك
صاحت مستنجدة
سيبوني حرام عليكم خلوني أرجع لإبني خدوا العربية وخدوا كل حاجة وسيبوني
جذبها ليلقي بها داخل السيارة بطريقة عڼيفة لتصرخ بكامل صوتها
فؤااااااااد.
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الجزء الأول من
الفصل الثاني والثلاثون
_أنا لها شمس بقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
تجبرنا الظروف أحيانا بأن نسلك دروب لا تشبهنا ولم نكن يوما لنتخيل المضي قدما بداخلها لكننا في بعض الأحيان نرغم ونرضخ كي نحصل على مبتغانا وها أنا الأن أسلك درب الوصول لمبتغاي بأبشع شعورا يمكن أن يصيب رجلا مابالك بعاشق مثلي إنه المۏت بعينه يا صديقي.
فؤاد علام زين الدين
بقلمي روز أمين
حاوطتها سيارة دفع رباعي وبدأت بالتضييق عليها ومحاصرتها في بادئ الأمر خيل لها بأن سائقها وزمام أموره قد فلت منه وهذا ما تسبب في عدم إتزانه لكنها سرعان ما فزعت عندما احتكت سيارتها بإحدى السيارات بالجهة الأخرى لتحدث صريرا عاليا صړخت ړعبا على أثره باتتا السيارتين تضيقتين عليها المرور وحين عجزت عن الحركة أوقفت القيادة وبدأت بالصړاخ مستنجدة لعل احدهم من المارة يستمعها ويأتي لنجدتها في حين ترجل من السيارة عدة رجال ملثمون ليقتحموا سيارتها ويفتحوا الباب ليخرجوها عنوة عنها تحت صرخاتها المستنجدة ولكن من سيسمع فقد تم إستدراجها عن طريقهم لشارعا جانبيا هادئا للغاية جذبها أحدهم من ذراعها ليجبرها على التحرك صوب السيارة بطريقة عڼيفة وهي تصرخ قائلة
إنتوا مين وعايزين مني إيه!
هتف الرجل بحدة
إدخلي العربية وإمشي معانا من سكات أحسن لك
صاحت مستنجدة
سيبوني حرام عليكم خلوني أرجع لإبني خدوا العربية وخدوا كل حاجة وسيبوني
جذبها ليلقي بها بالكنبة الخلفية داخل السيارة بطريقة عڼيفة لتصرخ بكامل صوتها مستنجدة بفارسها
فؤااااااااد.
حاوطها رجلان بالجلوس لتجد حالها محاصرة من الجهتين قاومت وباتت كليهما بقبضتاها لېصرخ الرجل المجاور للسائق قائلا بتوبيخ لكلاهما
مستني إيه يا بجم منك ليه رش عليها المنوم خليها تخرس قبل ما تفضحنا
إنتابها شعورا بالړعب وبات صدرها
يعلو ويهبط ودقاتها تنتفض داخل قلبها ثم وضعت كفيها لتحمي بهما وجهها وهي تصرخ مستنجدة برب العالمين
يارب ساعدني يارب
أزاح أحد الرجلين كفيها بقوة ألمتها وزادت من رعبها وهي تتلفت بوجوه هؤلاء الملثمين بعينين زائغتين أما الأخر فضغط على البخاخ ليخرج منه رذاذا بكثرة ما أن إستنشقته مرغمة حتى تشوشت الرؤية لديها وبدأت بفقد وعيها رويدا رويدا حتى فقدته بشكل كامل وألقت برأسها للخلف بإهمال إنطلق السائق بالسيارة على أقصى سرعة وبعد ما يقارب من النصف ساعة بدأت باستعادة وعيها رويدا رويدا كانت تشعر بدوار وثقل شديد برأسها إستمعت لبعض صدى الأصوات من حولها وكأنها داخل حلما لم تستطع التركيز لعدم إستعادة وعيها بشكل كامل قاومت لتفتح عينيها لكنها وجدت عائقا أمامها لتكتشف أنها معصوبة العينين وليس هذا فقط بل شعرت بتقييد ذراعيها من الخلف وأيضا ساقيها مقيدتين ببعضيهما لتتيقن أنها مقيدة فوق المقعد الجالسة فوقه إستمعت لصوت يأتي من بعيد لرجلا وهو يقول بصوت خشن
الغدا وصل يا رجالة يلا علشان ناكل قبل ما يبرد
تلفتت پجنون أصابها لعدم رؤيتها للمكان وعدم فهما لما يجري لتهتف بنبرة مړتعبة
أنا فين وإنتوا مين وجايبيني هنا ليه!
ما تخافيش قوي كده يا روح قلبي ده انت في إيد أمينة إيد حبيبك ولا نسيتي أنا كنت إيه بالنسبة لك
دب الذعر في أوصالها لتشهق بړعب أصاب قلبها وهي تنطق بذهول
عمرو!
بسط يده ليجلع
عنها عصبة عينيها بقوة ألمتها لتصرخ على إثرها
أه
إيه يا حلوة إتوجعتي...نطقها وهو ينظر لعينيها التي بدأت تفتحهما پألم ناتج عن ضغطهما بالعصبة لمدة طويلة إرتعدت
هو أنت لسه شفتي ۏجع يا بنت غانم ده أنا هحاسبك على كل لحظة قللتي فيها مني لما سبتيني ومشيتي مع وكيل النيابة اللي عمل لي فيها سبع رجالة وجه خدك من بين إيديا بس أنا غفلته ورديتها له وخطڤتك من قلب بيته
واسترسل بتفاخر وهو يرفع قامته لأعلى
مهو مش عمرو البنهاوي اللي يتعلم عليه ويسكت
نظرت له بتقزز وباتت تحرك رأسها يمينا ويسارا قبل أن تنطق بذهول ممزوجا بالإرتياب
إنت أكيد إتجننت وفقدت عقلك
عقلي
خدتيه معاك يوم ما خدتي إبني وروحتي بيه على مصر وإتحاميتي مني في مديرك الشايب
فرد ظهره سريعا وبات يستعرض بذراعاه بكبرياء وغرور
بس خلاص كل الۏجع اللي عشته قبل كده هينتهي النهاردة النهاردة هيكون يوم الخلاص اللي إستنيته سنين
ليتابع وهو يقبض على كفه بقوة
وبإيدي بإيدي هيتم الخلاص يا إيثار
أقبل عليه رأفت صديقه وتحدث بارتياب
إهدى يا عمرو ووطي صوتك ما يصحش الرجالة اللي معانا يسمعوك وإنت بتكلم أم ابنك كده
دفعه للخلف بقوة لينطق بنبرة حادة وهو ينظر لهؤلاء الرجال المصطفون حول أكياس الطعام الموضوعة
خد البهايم دول وخليهم يطفحوا جوة في أوضة السفرة
ليعيد بصره إليها وهو يقول متهكما
وسبوني مع مراتي الحلوة لوحدنا
كانت تحرك رأسها بذهول وهي تتطلع عليه بعدم استيعاب بما يحدث من حولها هل هي حقا الأن بين قبضة ذاك المعتوه وداخل براثنه ماذا سيفعل بها وعن أي خلاص يتحدث يبدو أنه قد جن على الأخير تنفست لتنطق بحذر نظرا لحالته الچنونية
فوق يا عمرو قبل ما تضيع نفسك وتضيعنا معاك فكر في يوسف وحط مصلحته قدام عنيك
ما أنا كل اللي بعمله ده علشان خاطرنا إحنا ويوسف...قالها بهدوء ليتابع وهو يشملها بنظرات ولهة عبرت عما يكنه من عشق داخل قلبه المړيض
عارفة يا إيثار برغم اللي عملتيه فيا ده كله إلا إني لسه بمۏت فيك وبتمني لك الرضا
واسترسل بطمأنة
علشان كده مش عاوزك تقلقي لما نسافر هعاقبك الأول على كل اللي عملتيه فيا ونبقى خالصين وبعدها هعيشك ملكة أنا وإنت ويوسف هنعيش ملوك في إيطاليا
اتسعت عينيها هلعا لتصرخ قائلة
إيطاليا إيه اللي هنسافرها يا مچنون
فكني يا عمرو فكني وبطل جنان وخليني أروح لإبني
مال عليها وحاوط وجنتها بكف يده ليهمس بحنان وهو يداعب أنفها بخاصته كي يطمأن رعبها
مټخافيش يا حبيبتي يوسف هيجي لنا حالا أنا بعت له ناس مستنياه على طريق المدرسة أول ما يخرج هيجيبوه لحد هنا وعلى بكرة الصبح هنكون متحركين على مركب هتوصلنا لإيطاليا ومن هناك هنسافر ونلف الدنيا كلها
وتابع بعينين لامعتين بزهو
أنا بقى معايا فلوس كتير قوي يا إيثار فلوس هتعيشنا ملوك إحنا ويوسف وولادنا اللي هنخلفهم
ذهلت من حديثه اللاواعي والچنوني لتنطق بنظرات زائغة تفرقها هنا وهناك بتشتت
ظهر على ملامحها
لا لا إنت اكيد مچنون إنت ناسي إني متجوزة
أنا جوزك الأول والأخير ومفيش قوة على وجه الأرض هتقدر تبعدك عني تاني وإياك أسمعك تنطقي كلمة متجوزة دي تاني إنت فاهمة
تطلعت لهيأته والأن تأكدت من فقدانه لبصيرته فقد جنب العقل وباتت تحركه مشاعر الغيرة والتملك ويرجع سبب هذا لتعاطيه للحبوب والأعشاب المخدرة التي كست على عقله غشاوة وبات يتصرف بعشوائية دون وضع أي حسابات لخطواته خرج صوتها بضعف وعينين يكسوها الألم والترجي
فوق يا عمرو علشان خاطر يوسف إنت كده بتدمر مستقبل إبنك
واسترسلت بقراءة لما هو آت
فؤاد مش هيسيبك إلا لما يدمرك
عاجبك كده إستفزتيني لحد ما خلتيني أفقد سيطرتي
واسترسل ملقيا اللوم على عاتقها
نفس اللي كنتي بتعمليه زمان
ألقت برأسها للخلف باستسلام وإعياء شديد بعدما شعرت بتخدر وجهها بالكامل من إثر صفعاته القوية سلمت أمرها لبارئها لتنطق بصوت واهن
يارب إشملني بعطفك ونجيني يارب
بنفس التوقيت
تجبرنا الظروف أحيانا بأن نسلك دروب لا تشبهنا ولم نكن يوما لنتخيل المضي قدما بداخلها لكننا في بعض الأحيان نرغم ونرضخ كي نحصل على مبتغانا وها أنا الأن أسلك درب الوصول لمبتغاي بأبشع شعورا يمكن أن يصيب رجلا مابالك بعاشق مثلي إنه المۏت بعينه إنتفض بجلسته عندما صدح صوت هاتفه الجوال ليرفعه ويجيب سريعا بعدما شاهد إسم نبيل
أيوا يا نبيل
نطقها بصوت لاهث وكأنه يصارع المۏت ليجيبه الأخر بنبرة جادة
الهدف دخل المصيدة يا افندم
واسترسل
عربيتين دفع رباعي حاوطوا الهانم وأجبروها تدخل في شارع جانبي والمدام إتحركت معاهم حالا في عربيتهم
وكأن أحدهم غرس خنجرا مسمۏم بوسط قلبه الأنثى الوحيدة التي إستطاعت تحريك مشاعره وجعلته يفتح أبواب قلبه لإستقبال الحياة بحفاوة من جديد ها هي الآن بين أيادي هؤلاء الخارجين عن القانون وعليه الصبر والتروي وعدم التهور أي عقل لديه سيتحمل هذا الشعور الممېت الذي أحشائه إلى أشلاء وإن تحمل العقل فهل يستطيع الفؤاد الصمود
أخرج صوته بصعوبة وهو يسأله
إتأكدت بنفسك إن القوة الأمنية محاوطة البيت!
أجابه الرجل باستفاضة
أيوا يا سيادة المستشار أول ما سمعنا عن طريق الكاميرات إن رجالته إتحركت لطريق شركة الأباصيري بلغنا سيادة اللوا المسؤل عن القضية وسيادته أمر بتحرك القوة وإنتشارها حوالين البيت
واسترسل بإبانة
كده فقدنا كاميرات العربية اللي في الفوانيس وجواها بعد ما خرجوا الهانم منها بس لسه معانا ال Gpc اللي موجود في الساعة
كان يستمع له بقلب يعتصر ألما هب واقفا وتحدث بنبرة جاهد بصعوبة لتخرج هادئة
تمام يا نبيل أنا هقفل لأني لازم أتحرك حالا
أغلق الهاتف وتحرك سريعا باتجاه المكان المخصص لتعليق حلته ليجذبها وبلمح البصر كان يرتديها ليعود من جديد إلى مكتبه الخشبي يختطف عليقة المفاتيح الخاصة به وجميع متعلقاته الشخصية ليتجه مهرولا للخارج ومنه للجراچ ليتحرك منطلقا بسيارته باتجاه منزل عمرو المتواجد بأحد المناطق السكنية الجديدة زفر بقوة عله يخرج نيران قلبه هز رأسه پألم وبدأ يتذكر ما حدث باليوم الثالث لدخول إيثار قصره
عودة لما قبل شهر من الأن......
تخطت الساعة العاشرة ليلا كان يجلس فوق التخت مستندا بظهره للخلف وعلى وجهه إبتسامة هائلة تنم عن مدى راحته كلما تذكر ما حدث منذ يومين وبأن أميرته أصبحت الأن تسكن قصره تزداد سعادته ويشعر بالإستكانة والهدوء تحرك ليتجه نحو الشرفة ليفتح بابها الزجاجي ويستند بكفيه على السور الحديدي رفع رأسه للأعلى ليغمض عينيه ويأخذ نفسا مطولا من الهواء النقي ويزفره براحه
بات يكرر عملية التنفس حتى شعر بإستكانة روحه فتح عينيه وبات يتجول بهما يتفحص المكان ليقع بصره على سيارة تصطف على بعد عدة أمتار من القصر تعجب من داخله لينسحب للداخل ويمسك هاتفه بعدما تحرك الحث القانوني لديه وشعر بالريبة اتصل برئيس الحرس وتحدث أمرا
بهاء شوف لي حكاية العربية اللي راكنة برة دي ومن غير ما يحس صاحبها تجيب لي رقم اللوحة بتاعتها
أوامر جنابك يا سيادة المستشار...قالها الرجل ليبعث بأحد الحرس يتحرى عن رقم لوحة السيارة دون أن يلاحظه أحد وما أن أعطى الإشارة لكبير الحرس حتى توجه الرجل صوب السيارة ودق على الزجاج الحاجب للرؤية مفيمليسحب قائد السيارة الزجاج للأسفل عن طريق الزر الإلكتروني لينكشف وجه القائد وشخصا أخر يجاوره الجلوس بالمقعد المجاور ليسأله الحارس مستفسرا
خير يا بشوات إيه اللي موقفكم هنا!
تعمق عمرو بعينيه لينطق ساخرا بطريقة فظة
وإنت تطلع مين علشان تيجي تسألنا وتحقق معانا!
هتف الرجل بحدة بالغة
لما تبقى واقف قدام القصر اللي أنا مسؤل عن حمايته يبقى مالي ونص
تابع عمرو تهكمه لينطق ساخرا
رمقه المدعو بهاء بعينين حادة كالصقر قبل أن يهتف بصرامة لا تقبل الجدال
طب يلا إتحرك حالا قبل ما أتصل بالشرطة تيجي تاخدكم
واستطرد بټهديد مباشر لخطۏرة الموضوع
وهناك إبقى برر لهم وقوفك قدام قصر عضو المحكمة الدستورية براحتك
كاد أن يرد ليسبقه صديقه رأفت بريبة
يا باشا مفيش داعي للكلام ده كله إحنا كنا سايقين من بدري ووقفنا نريح شوية وهنتحرك حالا
قال كلماته ليلكز كتف صديقه وهو يقول ليحثه على التحرك
يلا بينا يا صاحبي
زمجر عمرو ليهمس رأفت محذرا
متبقاش راسك يابسة ويلا بينا
زفر بقوة ليدير مقود السيارة وينطلق بها للأمام ليقول والڠضب اكتسى وجهه بالكامل
إبن الك.... واخد الشارع على حسابه موقف لي شوية حيوانات يحجزوا على اللي رايح واللي جاي وكأنه شارع أبوه
نطق رأفت المجاور له بريبة
إهدى يا عمرو وخليك صبور أكتر من كده أنا وافقتك على جنانك ده لما لقيتك مڼهار ومقهور على مراتك وابنك
ذكره رأفت بما حدث ليلة أمس داخل المسكن الخاص برأفت حيث ذهب له عمرو مڼهارا وهو يتوعد لفؤاد والاخذ بالٹأر منه بعد أن حرمه من حبيبته وأخذها منه تحت أعين الجميع ظلا يفكران إلى أن اهتدى عمرو إلى فكرة مراقبة منزل فؤاد حتى يتسنى له فرصة خروج إيثار إلى عملها وحينها سيقوم بخطڤها هي والصغير ويرحل من الوطن بأكمله
استرسل رأفت بنبرة حذرة
لازم تمسك أعصابك أكتر من كده علشان الحراس مياخدوش بالهم إننا بنراقبهم ويبلغوا وكيل النيابة ويكشفك
توقف عن غضبه المبالغ به ليهدأ قليلا وهو يقول بعينين مترقبتين للطريق
عندك حق الموضوع محتاج تكتيك على كبير علشان كده إحنا هنراقبهم من الناحية التانية للطريق مش هنقف تاني قدام الفيلا على طول علشان مياخدوش بالهم
عودة إلى فؤاد الذي أمسك هاتفه الجوال ليتصل على
صديقا له يعمل في الإدارة العامة للمرور ويملي عليه الرقم الذي أخبره به رئيس الحرس وهو يقول بتوصية
عاوزك تكشف لي على رقم العربية ده يا حازم وتجيب لي إسم صاحبها بالكامل
واستطرد ليعلمه
بس خلي بالك دي خدمة شخصية ليا بعيدا عن الشغل
تحدث الطرف الأخر بحميمية ترجع لعدم إستغلال فؤاد لمنصبه بأي شكل من الأشكال قبل ذلك لكنه الأن مجبرا لأخذ الحيطة كي يعمل على حماية مالكة الفؤاد وصغيرها ولا يدع أية ثغرة دون سدها
في خلال ساعة واحدة
كل المعلومات هتكون عندك إحنا فى دا اليوم اللي فؤاد باشا علام بذات نفسه يطلب مني خدمة شخصية
حبيبي يا حازم بيه تسلم يا باشا... نطقها شاكرا لينهي المكالمة بعدما تبادلا التحية ظل متسمرا مكانه بداخل الشرفة يتطلع للبعيد ويراقب المكان بتمعن شديد بعد أن ساوره الشك بأمر تلك السيارة الغريبة عن المكان بعد أقل من ساعة صدح رنين هاتفه ليرفعه أمام عينيه ليتأكد من أنه حازم ليجيب على الفور
طمني وقول لي إنك جبت لي إسمه
نطق حازم ممازحا صديقه
هو إسمه بس ده إسمه وإسم محافظته وبلده كمان
ضيق بين عينيه ليسأله بشك بات يساوره
إسم بلده! هو مش من القاهرة ولا إيه!
لا يا باشا خد عندك...قالها بحماس ليتابع بإبانة
العربية بإسم عمرو نصر طلعت البنهاوي محافظة كفر الشيخ مركز ال
أوقفه فؤاد حيث نطق متبسما بخبث
متكملش يا حازم الباقي أنا عارفة
تمام يا باشا تأكد إننا دايما في الخدمة وتحت الأمر...قالها حازم ليغلق الخط فرك فؤاد ذقنه بأصابع كف يده ثم نظر أمامه مضيقا عينيه لتخرج منه كلمات بشرود
يا ترى وراك إيه يا سي عمرو خليني معاك للأخر ويارب يكون اللي في دماغي صح وشيطانك وزك ورماك في طريقي يااااه ده انت تبقى خدمتني خدمة العمر ووفرت عليا كتير قوي.
باليوم التالي فاق من نومه وتحرك لغرفة من حرمت على عينيه النوم منذ قدومها وسكونها بالجوار ولج إليها بعد الإستئذان ليجدها تصفف شعر الصغير بعد تجهيزه بالثياب المدرسية إستعدادا لذهابه إبتسم له الصغير بينما أقبل هو عليه وأسكنه
وهو يقول متوددا
جاهز للمدرسة يا بطل
هز الصغير بإيماءة حماسية فحول بصره عليها يتطلع بتمعن بأسرتيه الساحرتين لينطق بعدما إبتلع لعابه تأسرا بجمال عينيها
أخبارك إيه النهاردة
إيثار مش عاوزك تطلعي من البيت نهائي الفترة دي وتحت أي ظروف
طالعته لتسأله متعجبة
ليه هو فيه حاجة حصلت!
قطب جبينه متعجبا سؤالها الأبله ليجيب عليها مستنكرا
إنت عاوزة يحصل إيه أكتر من اللي حصل في كفر الشيخ علشان ناخد حذرنا!
كادت أن ترد لكن طرقاتا ثقيلة فوق الباب قطعت حديثهما لتلج عزة وهي تقول بصوت حماسي
صباح الخير يا ست البنات
قطعت جملتها حينما تفاجأت بوجود ذاك الوسيم لتنطق بإبتسامة سعيدة وهي تتمنى في قرارة نفسها أن يتم الزواج بينهما بطريقة فعلية كي تطمئن على تلك المسكينة
صباح الفل يا باشا
صباح الخير يا عزة...قالها ومازال يتطلع لأميرته الساحرة لتنطق هي من جديد
جهزتي يوسف الباص على وصول
نزليه وسلمية للحارس اللي على البوابة...قالها قاصدا عزة ليسترسل وهو ينظر بعيني رائعة الحسن ليبث الطمأنينة بأوصالها بشأن الصغير
أنا مأكد عليه إمبارح يسلمه بنفسه لمشرفة الباص
كنا بنقول إيه
تحمحمت بخجل لتخرج صوتها بصعوبة
كنا بنتكلم عن اللي حصل في كفر الشيخ
المهم يا إيثار متخرجيش من البيت لوحدك نهائي ولو حصل واضطريتي تخرجي تكلميني علشان حد من الحرس يخرج معاك
حاضر
هو ده وعدك ليا!
أغمض عينيه ليأخذ نفسا مطولا ليزفره براحة ومن جديد تطلع عليها لينطق بصوت يملؤه الشوق والحنين والغرام
ما على عاشق الحبيب ملامة إن تداعى وجدا وأبدى غرامه
هكذا العاشق الموله صب ذو اصطلام وناره ضرامه
شعر بهاء الدين الصيادي
إبتسمت بسعادة بعد أن شملتها كلماته وأشعرتها بأنها فراشة تتراقص على انغام كلماته العاشقة نطقت بعينين فشلت بإخفاء الغرام داخلهما
ده سيادة المستشار طلع شاعر كمان
سيادة المستشار بيتحول قدام عيون حبيبه...قالها بهيام ليتابع بتوسل حبيبا
إدينا
فرصة للحياة يا حبيبي سلمي لي نفسك وأنا أوعدك إنك مش هتندمي
مشاعر هائلة شملت روحها لتسحبها لسحر عينيه الرائعة باتا ينظران بوله متبادل حتى قطع وصليهما رنين هاتفه لتنزل بصرها سريعا ويتطلع هو بشاشة هاتفه قبل أن يقول بإعتذار
ده تليفون مهم خاص بالشغل ولازم أرد عليه
واسترسل بنظرات مغرمة
فكري في كلامي
خلي بالك من نفسك ولو إحتاجتي أي حاجة كلميني على طول
إنسحب وقبل أن يحرك مقبض الباب استمع لصوتها وكأنه ألة موسيقية وهي تهمس بحروف إسمه
فؤاد
إلتفت سريعا يتطلع بلهفة لتنطق بإبتسامة حنون
متشكرة
تنهيدة حارة شقت صدره وخرجت منه كانت كفيلة للرد عليها قبل أن ينصرف مغلقا الباب من خلفه تحت رنين هاتفه الذي لم يصمت.
إنتهى الجزء الأول من الفصل
إنتظروا الجزء الثاني بعد قليل
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الجزء الثاني من
الفصل الثاني والثلاثون
_أنا لها شمسبقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
تحرك فؤاد إلى عمله وقد إلتقى مع فريقا من اصدقائه المقربون بعد أن قرر مراقبة نصر وعمرو وجميع أشقائه هو بالأساس كان مقررا هذا لكنه كان يأخذ إستراحة المحارب بعد ما حدث معهما منذ يومين بكفر الشيخ بعد يومان كان قد حصل بجعبته على معلومات ثرية للغايةفمن خلال مراقبة عمرو استطاعوا معرفة بيته الذي اشتراه سرا منذ شهرين دون علم والده ولاحظوا ايضا تردد عمرو على مكتب مستترا خلف واجهة الإستيراد والتصدير يشتبه بمالكه بأنه عميل لتهريب الأثار المنهوبة من البلدذهب فؤاد إلى أبيه وقص عليه ما حدث من مراقبة عمرو المستديمة لمنزلهم هو وصديقه وتردده على ذاك المكتب المشپوه فتدخل والده وأخذ لهما موعدا من النائب العام وقصا عليه الرواية والشبهة التي تدور حول ثروة نصر الطائلة والإشاعات الدائرة بالبلدة عن إتجاره بالأثارأعطى النائب العام كل الصلاحيات إلى فؤاد بإعطائه الأمر لمراقبة المدعوان نصر وعمرواستغل الفريق الذي كونه فؤاد خلو منزل عمرو المتواجد بأحد المناطق الجديدة ليقوموا بزرع عدة كاميرات صوت وصورة بجميع انحاء المنزل كي يستطيعوا الإطلاع على كل ما يدور داخل المنزل
بعد مرور يومين عاد فؤاد ليلا من عمله الذي استغرق طيلة اليوم ليبلغه الحارس الأمني بأن زوجته السيدة إيثار قد خرجت ظهر اليوم من المنزل دون علمه
ورفضت إصطحاب الامن معها إلى مسكنها الخاص حيث ذهبت لجلب بعض الأشياء الخاصة بها وبصغيرها ليجن جنونه ولولا علمه بأن المدعو عمرو قد سافر اليوم إلى كفر الشيخ كي لا يدع الشك يساور والده بأنه يفعل شيئا مريبا لكان فقد عقله صعد للأعلى وظل يجوب الغرفة ذهابا وإيابا وهو يتخيل سيناريو أن ذاك العمرو لم يسافر اليوم وكان يراقب المنزل كعادته وقام باختطافها أو أذيتها دون ترتيبا منه هز رأسه رافضا مجرد التخيل وبعث الخادمة كي تستدعي له تلك العنيدة ليهدر بها بحنق لم يتمالك حاله وثار عليها حتى أنه أهانها بقوة بعدما فقد اعصابه جراء رعبه عليها كلما تخيل ماذا كان سيصيبها لولا ستر الله عليهما.
استمرت المراقبة القانونية لمدة شهر اكتشفوا به زيارة رجل من دولة أوروبية إلى منزل عمرو واستمعوا بالصوت والصورة من خلال الكاميرات إلى إتفاق عمرو مع الرجل بأن يذهب برجاله إلى محافظة سوهاج للتنقيب عن الأثار لتهريبها للخارج عن طريق المكتب المشپوه الذي تردد عليه عمرو سابقا وكان هذا إنجازا حققه فؤاد وهدية قدمها للوطن على طبق من ذهبفالقضية كانت متفرعة حيث تحتوي على مهربين ومساعديهم من الدولةوللأسف الشديد إكتشفوا بعض الشخصيات التي تساعد المهربين منهم رجالا من القضاء والشرطة الفاسدين
أعطى النائب العام أمرا لوزارة الداخلية كي تتخد الإجراءات اللازمة للقبض على عمرو بشأن إختطافه لإمرأة متزوجة من رئيس نيابة والتخطيط لاختطاف نجله أيضا المؤيد حضانته إلى والدته من قبل حكم محكمةأما بخصوص قضية الأثار فتم تأجيلها لحين القبض عليهم وهم متلبسين بالجرم المشهود
جهز فؤاد سيارة خاصة زرعت الشرطة بفوانيسها الخارجية الأمامية منها والخلفية كاميرات مراقبة صوت وصورة وأيضا من الداخل لكي يستطيعوا الإطلاع على كل ما سيحدث معها بالتفصيل المملأيضا جلب فؤاد ساعة لزوجته وقام الفريق بوضع جهاز تتبع بداخلها
كي يتتبعوا خطواتها بعد أن يسمح لها بالخروج بمفردها كطعم يتم به اصطياد ذاك الأبله الذي خيل له بأنه الأذكي وما هو إلا أداة لحدوث ما أراده فؤاد وخطط له ليوقعه في الفخ الذي نصبه له بمنتهى البراعة والدهاء ليسقط عنه حضانة الصغير بإرادته ويغلق ذاك الباب بشكل أبدي
عودة للحاضر
عاوزك تجاوبيني على سؤال واحد
رمقته بمقت واشمئزاز لاقتراب أنفاسه الكريهة التي تبغضها كما تبغضه ليتابع وهو يهمس بهسيس مرعب
سلمتي نفسك لإبن الك..... ده ولا صونتي لجوزك
هتفت بصوت مخټنق يرجع لشدة قبضته
فؤاد هو جوزيفوق بقى من القرف اللي بتشربه ولحس دماغك ده
إشټعل جسده بڼار الغيرة ليشدد على قبضته بقوة جعلت من أسنانها تصتك ليعلو صريرها وهتف وهو يجز على نواجذه بقوة
لو إسمه جه تاني على لسانك هقطعهولكأنا بس اللي جوزكأنا قدرك اللي مش هتعرفي تتخلصي منه غير بطلوع روحك
والوقت لازم تنطقي...قالها بحدة ليكمل بسباب لعين تحت ارتعابها ونظراتها الزائغة
ال.... ده قرب منك سلمتي له نفسك وخنتينيولا لسه محافظة على شرفك لجوزك
قطع حديثه أحد الرجال الذي كان من المقرر أن يأتي بالصغير بعدما يستوقفوا سيارة المدرسة ويقومون بخطفه وجلبه إلى هنا
ملقناش الولد في اتوبيس المدرسة يا عمرو بيه
فك قبضته من فوق فكها ليستدير يتطلع عليه وهو يهتف پجنون
يعني إيه ملقتهوش في الاتوبيس يا بهايم!
أنا متأكد إنه راح المدرسة النهاردةأنا بنفسي شايفه وهو بيركب الأتوبيس
إرتعدت اوصاله عندما وصل لأذناه أكثر صوتا يبغضه وهو يهتف بنبرة حادة
يوسف في البيت قاعد مستني مامته
قبل أن ينطق بكلماته كانت جميع الرجال مكبلين من قبل رجال الشرطة أما هو فحاول إخراج مسدسه من جيب الجاكيت الچينز ليشد فؤاد اجزاء مسدسه الخاص ليحدث صوتا أرعب عمرو وهو يراه يصوب فوهة المسډس نحوه لجاهزيته قبل أن ينطق بتحذيرا شديد اللهجة
قبل ما إيدك تلمس هدومك هكون مفرغ رصاص المسډس ده كله في قلبك
أسرع شخصين من رجال الشرطة لتكبيله مستغلين تشتته لتصرخ هي مستنجدة بحبيبها
فؤاااااد
إنتفض جسده حين وجدها مکبلة ومقيدة بالمقعد وما جعل النيران تستعر وتتوهج بجسده هو خط الډماء السائل من جانب شفتها لتجحظ عينيه وهو يهرول عليها جثى بركبتيه أمامها وبات يتفحص وجهها وهو ينطق بضعف ظهر كم ضعفه الداخلي تجاه تلك الحبيبة
مين اللي عمل فيك كده
وكأنها كانت تحبس دموعها حتى وصولهإنهمرت كشلالات وهى تنطق بضعف
الحمدلله إنك جيت يا حبيبي
حاوط وجنتيها وعينيه المړتعبة تتجول بهلع
فوق ملامحها وجسدها تستكشف سلامته لينطق بنبرة تقطر حنانا وعشقا
مټخافيش يا باباأنا معاك خلاص
مال على قدميها يفك الوثاق ليهرول أحد الرجال صوبها وكاد أن يفك وثاق ذراعيها ليوقفه بإشارة حازمة جعلته يتراجع سريعا
محدش يقرب منها
قام بسبه وياليته لم يفعل ويخرج صوته من الاساسفقد أيقظ الۏحش الكامن بداخله والذي تأجل خروجه لحين الإطمئنان على خليلة القلب والروحأجلسها من جديد فوق المقعد لتسأله بصوت مخټنق بالدموع
إبني فين يا فؤاد
حاوط وجهها لينطق بصوت حنون
يوسف في البيت مع جده علامأنا بعت له الحارس جابه
من المدرسة بعد ما راح بساعة واحدةمټخافيش عليه وإهدي يا حبيبي وأبعدهماليجذبه من جديد ويسدد له لكمة أخرى تلتها أخرى وهو يقول بنبرة تعبر عن مدى إحتراق روحه مما أصاب حبيبة حبيبها كما يطلق عليها
بتتشطر على واحدة ست يا ناقصبتعوض نقصك وعدم رجولتك يا ژبالة
قذفه للخلف ليقف أمامه كالأسد فاردا ذراعيه وهو يهتف ببسالة
تعالى كده وريني الرجولة يا عديم الرجولة
كفاية يا فؤاد كفاية أرجوك وخلينا نمشي من هنا...كانت تلك صرخاتها المترجية التي لم يستمع لكلمة واحدة منها لشدة ناره المشټعلةإقترب عليه ضابط الشرطة محاولا توقفه عما يفعل من مخالفات لكنه أشار له بقوة وهو يقول
من فضلك تبعد يا حسام بيهلازم أربي عديم الرجولة وأعرفه إزاي يبقى راجل قبل ما أسلمه لك
هتف الضابط بحزم كي يحسه على التوقف
يا فؤاد باشا اللي بتعمله ده غير قانوني وكده سيادتك ممكن تعرض نفسك لمسائلة قانونية
اللي عاوز تعمله إعمله يا حضرة الظابط...قالها وهو يتجهز للهجوم على ذاك الذي تحدث وهو يستعد لتسديد لكمة إلى فؤاد
عامل لي فيها دكر جامد وإنت متحامي وسط رجالتك
ھجم عليه ليتفادى فؤاد الضړبة ويقع ذاك الابله منبطحا على الأرض نتيجة إندفاعه القوي الخالي من العقل والتخطيطلينحني فؤاد عليه ويحيط جسده بين قدميه بطريقة أشعرت الاخر بعجزه ليضغط على حنجرته بإبهامه مما حجز الهواء ومنع وصوله إلى رئته ليهمس بهسيس بملامح وجه مخيفة
إنت اللي دكر يلابإمارة ما أنت مكتف واحدة ست يا....
غبائك وقعك بين إيديا
ومحدش هيقدر يخلصك حتى أبوك ونفوذه يا ننوس عين أمك
وتابع قاصدا ضابط الشرطة الذي سأم تواجده وأفعاله الچنونية لكنه مضطر لتحمل تصرفاته نظرا لمنصب والده الكبير وهذا ما جعل التوصية عالية عليه من رؤسائه
ياريت يا حضرة الظابط تاخد إجراءاتك اللازمة وتاخد أقوال مراتي علشان نمشي
إقترب الضابط منها وبدأ بأخذ أقوالها كمجني عليه أما هو فأمسك بهاتفه الخاص وقام بالإتصال على هاتف نصر الذي كان يترأس طاولة الطعام وهو يتناول وجبة الغداء بصحبة عائلته بالكامل عدا ذاك المشاكس الذي لم يتوانى في جلب المصائب لتستقر بالاخير فوق رأسهأخرج هاتفه من جيب جلبابه ليضيق بين عينيه وهو يقول بتعجب
فؤاد علاموده عايز مني إيه
هتفت إجلال بفم يلوك بالطعام
أكيد عاوزك في حاجة تخص يوسفرد بسرعة
على الفور ابتلع ما في فمه من طعام كان يلوكه ليجيب بصوت مرحب
يا أهلا يا باشامبسوط إني جيت على بال سعادتك وسمعتني صوتك
بصوت قوي تحدث بنبرة حادة
وهتنبسط أكتر لما أقول لك على الخبر اللي عندي
خير يا باشا...نطقها بارتياب أصابه من حدة صوته ليهتف
الاخر بصوت أكثر حدة
هو اللي عنده عيل زي عمرو يشوف خير بردوا يا سيادة النائب
رجفة عڼيفة اقټحمت جسد نصر وانتظر معرفة أي مصېبة جلبها له ذاك الأبله تلك المرة ليصيح فؤاد بقوة وصوت ينم عن مدى غضبه
المچرم إبنك خطڤ مراتي واتعدى عليها بالضړب
واستطرد بوعيد صارم نتج عن ڼار قلبه المستعيرة
بس أقسم بربي ما هسيبههخليه يقضي اللي باقي له من عمره كله في السچن ووعد مني مهيشوف للشمس نور طول ما أنا على وش الدنيا وفيا نفس
انتفض من مقعده وهب واقفا ليهتز المقعد وينقلب للخلف مما أحدث ړعبا بقلوب الحاضرين ليصيح نصر بقلب مرتاب
الكلام اللي جنابك بتقوله ده لا يمكن يحصل من عمرو يا باشاده أكيد بلاغ كيدي إبني لا يمكن يتصرف بالو.... دي مع أم ابنه
أجابه فؤاد بصوت واثق
چريمة إبنك في حق مراتي متصورة صوت وصورة يا حضرة وأحب أقولك إني بكلمك في الوقت الحالي من ڤيلا إبنك اللي في زايد وحواليا فريق من الشرطة اللي ظبطت الواقعة وفريق من النيابة العامة جاي في الطريق لمعاينة المكان
بالمختصر كده القضية لابسة إبنك وإنسى إنه يعرف يخرج منها...قالها بقوة ليستطرد بدهاء قانوني أراد به بث الړعب داخله
وبكده أقدر أقول لك بل وأجزم إنك تنسى فوزك في البرلمان الدورة دي يا سيادة النائبوتأكد إني مش هسيب حق مراتي وهبذل أقصى ما عندي علشان أدمر مستقبل التافه إبنك
لېصرخ بقوة زلزلت المكان وجعلت الجميع ينتبه ويلتفت صوب ذاك المشتعل بملامح وجهه الغاضبة
وأقسم باللهلأدفعه تمن كل لحظة ړعب مراتي حست بيها وعاشيتها على إيديه هو وشوية الأوباش اللي لاممهم حواليه
كان يتحدث وكل ذرة بجسده تنتفض من شدة نارهكلما تخيل صفع ذاك الحقېر لخليلة القلب واقترابه منها ولمس جسدها يتخلل الاشتعال بخلايا جسده بالكاملشعورا مريرا تملك من روحهتناقض ما بين عشقه الجارف لها وعدم تقبل فكرة كيفية السماح لنفسه بوضعها داخل تلك التجربة المريرة وما بين إنهائه لقضية صغيرها التي تؤرق روحها ولا تدعها أن تحيا حياتها بسلامإنتبهت على صياح حبيبها الذي يبتعد عنها عدة أمتار ويتركها بصحبة الضابط الذي يهتم بأخذ أقوالهاتطلعت إليه بإشفاق على حاله تعلم جيدا غيرته المرة عليها ولهذا زاد حزنهاليتها لم تخرج اليوملو لم تخرج لكانت كفته وحالها شړ ما حدث
على عجالة نطق نصر الذي شعر ببساط المجلس ينسحب من تحته تحت نظرات الجميع المړتعبة الذين وقفوا يتابعون ما يحدث بصمت تام نظرا لهيئة نصر المستوحشة والتي توحي بحدوث کاړثة
إهدى يا فؤاد باشا وكل مشكلة وليها حلأنا مستعد اجي لحد عندك على دماغ الهانم وأراضيها بالطريقة اللي هي تؤمر بيهاوهي أكيد مش هيرضيها تضيع مستقبل عمرو ولا تضر إسميإحنا مهما كان أهل يوسف وأي حاجة تضرنا هتضره
قال كلماته الأخيرة ليبتز مشاعره باتجاه الصغير واسترسل مترجيا
الإنتخابات مفاضلش عليها غير تلات أسابيع يا سعادة الباشاوحضرتك ميرضكش الڤضيحة اللي هيتعرض لها إسمي لو الموضوع ده اتعرف
أجابه فؤاد بسخرية
الكلام ده تروح تقوله لإبنك عديم النخوة والرجولةكان من الاولى هو اللي يعمل حساب لمكانتك وللإنتخابات اللي إنت داخل عليها
صاح بحديثه ليغلق الهاتف بوجهه دون إعطاء الاخر
حق الردتحرك إلى حبيبته ووقف خلف المقعد الجالسة فوقه ليحتوي كتفيها بكفيه وهو يسأل الضابط
خلصت يا افندم
خلصنا يا فؤاد باشاتقدر تتحرك بالهانم...نطقها الرجل بهدوء ليملي عليه فؤاد بجدية
فريق النيابة جاي في الطريق يعاين المكان متنساش تحرز الكاميرات وتخلي فريقك يفرغ محتواها ويسلموها للنيابة
استشاط الرجل من تعدي فؤاد على إختصاصاته لينطق
بقوة وحزم
ده شغلنا يا سيادة المستشار وإحنا أدرى بيه
مش هسيبك يا إيثارهدفعك تمن كل اللي عملتيه فياهندمك على عمر الباشا اللي متعلقة في رقبته دهوبكره تشوفي
رفعت رأسها بإعياء لتراه مكبل اليدين بالأصفاد الحديدية يجاوره رجلين شرطة يسحبونه صوب سيارة الشرطة وهو يزأر كالأسد الحبيس محاولا الفكاك من بين أياديهم ليهتف فؤاد وهو يتخطى وقوفه حاملا حبيبته
إخرس يا تافه واستنى چحيمي اللي هينسفك من على وش الارض إنت وعيلتك بالكامل
نطق وهو يتحرك للامام بطريقه للسيارة
لو قدرت متتأخرشيلا إنت أخرك بوقين فاضيين تهجس بيهم
واسترسل بتقليل من شأنه ليشعل قلبه
بالمناسبة يا فاشل أبوك جاي لك في الطريقهيعلقك على الفلكة بعد ما طيرت من إيده كرسي المجلس اللي عامل له قيمة
ثم الټفت له ليتابع بإبتسامة شامتة
غبائك صور لك إنك ممكن تتفوق على فؤاد علام وټخطف مراتهبس أنا دايما سابق الأغبية بخطوةخيوط اللعبة كلها كانت بين إيديا وأنا بحركك بين صوابعي زي الدميةوإنت زي الأهبل بتتحرك على الخط اللي أنا برسمه لك بالمليخليتك تصدق نفسك لحد ما وقعتك في شړ أعمالك ووصلتك للمكان اللي يستحقه غبي زيك
كانت تستمع إليه بعدم استيعاب لكلماته ماذا يقصدأكان على علم بخطڤها!
جن جنون عمرو وبات ېصرخ بهيستيرية توحي لمدى وصوله للڠضب العظيمظل يسب ويلعن بأقذر الشتائم ليهتف رأفت وهو يعض على أصابعه ندما
منك لله يا عمرو ضيعت مستقبلي يا فاشل بس أنا اللي غلطان أنا اللي سلمت دماغي لواحد تافهة دلوع أمه زيك وأدي النتيجة روحت في داهية من وراك
فتح أحد الرجال باب السيارة لفؤاد ليضع حبيبته بالمقعد المجاور لمقعد القيادة وساعدها على الإعتدال ثم أغلق الباب بهدوء وتحرك للجهة الأخرى ليستقل مقعده أمام طارة القيادة
عودة إلى نصر
صدم بعدما أغلق فؤاد الهاتف دون أن يعيره أي إهتمام لېصرخ وهو يطيح بجميع ما يقابله من أدوات فوق طاولة الطعام وبلحظة تناثر الطعام بأرضية وحوائط الغرفة وتناثر زجاج الكؤوس هنا وهناك مما أرعب الجميع وجعلهم يتراجعون للخلف للنأي بحالهم من ڠضب ذاك الذي اصابه الجنونأخذت زوجة طلعت أطفالها وهرولت للخارج تبعتها مروة وأبنائها بينما ظلت سمية لتعلم أي مصېبة أتى بها ذاك الأبله تلك المرةهرولت عليه إجلال لتصرخ باستعلام وعينيها مرتعبتين بعدما استمعت لاسم مدللها أثناء المحادثة
إيه اللي حصل يا نصر عمرو جرى له إيه!
بهيئة چنونية لا تبشر بخير أشاح بكفيه هاتفا
عمرو ما بيجرالوش حاجة يا اختي عمرو بيعمل كل مصېبة وأختها ويخلع منها وأنا اللي بلبسها في الاخر يا أم الننوس
أسرع إلى مكانه حسين وطلعت الذي تسائل بحيرة
إيه اللي حصل يا أبا عمرة نيل إيه المرة دي كمان
صاح پغضب عارم وبصدر يعلو ويهبط من شدة إنفعاله
البيه أخوك خطڤ إيثار هانمالأهبل فاكرها لسة بنت غانم
الراجل الغلبانميعرفش إنها بقت مرات إبن علام زين الدين أبرز وأهم اعضاء المحكمة الدستورية ده غير جوزها رئيس النيابة
دبت إجلال على صدرها بكفيها أما نصر فوضع كفيه فوق رأسه باستسلام لينطق بنبرة إنهزامية
كرسي المجلس طار من إيديا خلاصمش هيبقى لي لزمة في المركز من هنا ورايح
لينطق بشعورا من الضياع
ضعت وضاعت هيبتك بين الناس خلاص يا نصر وإبنك هو اللي كتب نهايتك بإيده
قطعت حديثه بكلماتها الصارمة وهي تهتف بجبروت إمرأة
هو كل اللي همك يا نصر!
واسترسلت بنبرة أمرة
إتحرك يلا على مصر ومترجعش البيت غير وإبني معاك
جحظت عينيه وهو يتطلع عليها متعجبا جبروت تلك المرأة ليهتف مذهولا
إنت لسه ليك عين تتكلمي يا إجلال كل المصاېب اللي أنا فيها دي بسبب دلعك فيه!ليا شهر بقول لك خدي بالك من إبنك وشوفيه بيبات في أنهي داهية وإنت كالعادة بتدافعي عنه
شملها بازدراء ليسألها شامتا
يا ترى دلوع أمه قال لك إنه شاري بيت في مصر!
صكت سمية على أسنانها پغضب شديد بعدما نزلت عليها الاخبار كالصاعقة وجعلت من ڼار الغيرة تشتعل بصدرهافطالما تمنت لو باستطاعتها الوصول إلى إيثار لتخلصت منها دون
أن يرف لها جفن فقد أصبح وجود تلك الإيثار يسبب لها عائقا عن إستكمال حياتها بشكل طبيعي ولا بد من وجود حل لمحوها من الحياة بأكملها
تحدث حسين بعقل كعادته فهو الوحيد بين أفراد تلك العائلة من يمتلك عقلا وقلبا إلى حد ما متوازنين
مش وقت الكلام ده يا جماعة خلونا نتحرك ونروح نشوف حل للمصېبة دي قبل ما المحضر يتحول للنيابة زي المرة اللي فاتت
توافق الجميع مع رأيه لينطلق نصر ونجلاه للحاق بذاك الطائش لترمق إجلال تلك الواقفة جانبا وهو تهمس بفحيح
كله منك يا عرة النسوان يا بنت ال
سبتها بأبيها لتهجم عليها بعدما فلت لجام تحكمها جذبتها من شعرها لتهتف تحت صرخات سمية المستنجدة
لولا وس.... ولعبك على ابني علشان تدبسيه في جوازته السودة منك مكنش كل ده حصل
حضرت ياسمين ومروة على صرخات سمية المستنجدة واقتربتا من إجلال في محاولا بائسة لتخليص خصلاتها التي تقطعت بين أصابع إجلال التي تابعت بقوة
إبعدي يا مرة إنت وهي مفيش واحدة فيكم تتدخل وسيبوني أربي الأفعى بنت ال... دي
وتابعت بفحيح وهي تصك على أسنانها
دخلتك البيت كانت شؤم على ابني من يوم ما عرفك ما شافش يوم عدل في حياته
هتفت مروة بحكمة
سبيها يا ستهم لټموت في إيدك ويحسبوها عليك واحدة
لتكمل ياسمين على حديث مروة
سبيها يا ستهممفيش حد يستاهل إنك تضايقي نفسك علشانه الجيران هيسمعوا صواتها وهنتفضح بين الناس
دفعتها بقوة ليرتطم جسدها بالارض بقوة لتهتف من بين أسنانها
ألقت كلماتها لتخرج سريعا انحنت كلا من ياسمين ومروة لمساعدة تلك المنبطحة أرضا لتدفع بأياديهم وهي تهتف بحدة وڠضب
إبعدي عني منك ليها
اعتدلت مروة لتهتف وهي ترمقها باشمئزاز
الخير مينفعش مع العقارب اللي زيك
إبعدي عني الساعة دي يا مروة...قالتها بحدة وټهديد لتسألها الاخرى بسخرية
وإن مبعدتش هتعملي إيه يا شملولة
كادت ان تتحدث قبل ان تقاطعهما ياسمين التي صړخت
إتلمي إنت وهي وخلي ليلتكم تعدي على خير وكفاية المصېبة اللي حطت على راسنا من ورا عمرو
القت مروة نظرة احتقار لتنطق بسباب
تستاهلي كل اللي إنت فيه يا رخيصة.
داخل
قصر علام زين الدين
كان يجلس داخل الحديقة بصحبة زوجته وفريال بعدما استدعاهما ليطلعهما على المستجدات لتنطق عصمت بلهجة مړتعبة وقد سكن الړعب عينيها
يا نهار إسود هي حصلت للخطڤ دول مجرمين يا علام
واسترسلت بجسد مرتجف وعينين زائغة
وفؤاد ليه يدبس نفسه
في التدبيسة السودة دي
صاحت فريال پذعر ظهر بعينيها
أنا قولت من الاول إني مش مرتاحة للموضوع ده يا ماما محدش فيكم صدقني
مالنا إحنا بواحدة اهل جوزها مجرمين
تحدث علام وهو ينظر للصغير الذي يلهو مع الصغيرة على بعد مترين فقط
ممكن تهدوا من فضلكمووطوا صوتكم علشان الولد ما يسمعش ونفسيته تتأثر
هتفت عصمت بحدة
نهدى إزاي بعد اللي حكتهولنا ده يا علام مش يمكن المجرمين دول يفكروا يإذوا إبني هو كمان
هتف بصرامة وقوة ترجع لثقته بحاله وبمنصبه الكبير
إنت شكلك إتجننتي يا عصمتمين ده اللي هيتجرأ ويإذي إبن علام زين الدين
صاحت بقوة لتجيبه بما يتنافى مع حديثه الغير مقنع لها
نفس اللي اتجرأ وخطڤ مراته يا سيادة المستشار
اللي خطڤ مراته عيل أهبل وإبنك هو اللي رسم له الطريق اللي مشي عليه يعني مفيش خوف أبدا منه... قالها باستفاضة ليسترسل موضحا
ده غير إن اللي حصل ده فيه خير كبير قوي لفؤاد
قطبت فريال جبينها لتسأل والدها باستفسار متعجب
وإيه بقى الخير اللي هيعود على فؤاد من حاجة زي دي يا بابا!
اجابهم بإبهام
فؤاد وهو بيرتب لموضوع خطڤ إيثار ظهر قدامه موضوع مهم جدا خاص بأمن البلد ولو تم على خير فؤاد هيترقى فيها وده يبقى عوض ربنا ليه عن وقف ترقيته التلات سنين اللي فاتوا
تنهدت عصمت بحيرة ومازال قلبها يرعتب قلقا على صغيرها ليتابع علام بلهجة تحذيرية
مش عاوز حد منكم يضايق البنت ولا يحسسها بحاجة لما تيجي في النهاية هي ضحېة وملهاش أي ذنب في الظروف اللي أجبرت عليها
تطلعت فريال لوالدتها بنظرات تنم عن مشاعر مختلطة
عودة إلى إيثار المصډومة
تحرك فؤاد منطلقا بالسيارة وكل خلية بجسده تنتفض بقوة صوبت بصرها عليه لتسأله بصوت مرتجف بعدما استشفت بفطانتها معرفته من خلال حديثه مع الضابط عن الكاميرات تلاه حديثه العجيب مع عمرو
إنت كنت عارف إن عمرو هيعمل فيا كده
تابع القيادة وهو ينظر امامه بوجه مبهم وفضل الصمت لتكرر عليه سؤالها بطريقة حادة
رد عليا يا فؤاد كنت عارف
إرتاحي ولما نروح بيتنا نبقى نتكلم هناك... نطقها بصوت خاڤت لتصرخ بكامل صوتها وهي تدق على تابلوة السيارة
وأنا من إمتى كذبت عليك يا مدام علشان أكذب الوقت!
بلاش عياط علشان خاطريمش هقدر أتحمل أشوفك كده
نطق كلمته بصوت أوحى إلى ضعفه أمام دموعها لتتأثر كثيرا بصوته لتبتعد متسائلة وهي تنظر بعينيه
خلاص مش هعيط بس فهمني يا فؤاد
بلهفة وتمني سألته
تفتكر نصر هيوافق على كده يا فؤاد
مط بلامبالاة ليقول
بثقة عالية
مفيش قدامه حل غير كدهحضانة يوسف قصاد خروج إبنه وضمانه لكرسي المجلس والكرسي أهم حاجة بالنسبة له
واسترسل بابتسامة منتصر
يعني يا يوافق يا يوافق
قطع حديثهما صدوح رنين الهاتف ليخرجه من جيب سترته وينظر بشاشته لترتسم إبتسامة عريقة على ثغره وهو ينظر لها
نصر البنهاوي
إبتسمت بسعادة ليغمز لها بطرف عينه قبل أن يجيب ويضغط على زر خاصية مكبر الصوت ليستمعا لصوت نصر الجالس بسيارته بجوار طلعت الذي يقود
فؤاد باشا
نعم يا سيادة النائب...قالها بحدة لينطق الاخر بتذليل
أنا بترجاك يا باشا وبحلفك بغلاوة يوسف توقف كل إجراءات نقل عمرو للنيابة لحد ما أوصل ونقعد ونتفق أنا في الطريق ونص ساعة بالظبط وهكون عندك
وأنا بصفتي إيه هوقف الإجراءات يا سيادة النائب!...قالها باستغراب ليتابع ساخرا منه
يظهر إن من كتر كسرك للقوانين وتعديك عليها فاكر إن الكل زيك
اجابه پانكسار بعدما حاول مهاتفة جميع من يعرفهم للمساعدة
يا باشا الكل عامل حساب لجنابك وجناب الباشا الكبير كل ما اتصل بحد من معارفي يقول لي الموضوع أكبر مني ده الخصم جناب المستشار شخصيا
تطلعت إلى حبيبها بفخرهل حقا جاء اليوم الذي ترى به ذاك المتجبر مكسورا ذليلا ويطلب العفو من أحدهمرد فؤاد بجبروت يليق بنصر
والمطلوب مني إيه
أجابه بهدوء
إنت اللي هتطلب وتتشرط يا باشاوانا عليا التنفيذ
واستطرد بتذلل
وزي ما قولت لسعادتكأنا هاجي بنفسي وأحب على راس الهانم مراتك
مرات مش محتاجة حد على راسها يا سيادة النائب...قالها بقوة ليتابع بدهاء مخطط له جيدا
اللي يرضي مراتي حاجة واحدة بس
نطق على عجالة دون تفكير
اللي تؤمر بيه كله هنفذه
إبتسم بجانب
فمه وأمسك كفها ليقبل باطنه ثم قال برأس شامخ تحت نظراتها العاشقة وقلبها الذي بات لا يحيا سوى بدقاته
إبنك يسحب قضية ضم الحضانة ويتنازل بعقد موثق عن حضانة يوسف لإيثار بشكل نهائي
نزلت كلماته على قلب نصر كحمية بركان ثائرهذا حفيده الغالي والاقرب لقلبه من فعل الكثير والكثير لأجل عودته عائلته والإحتفاظ به كيف له أن يتخلى عنه بتلك السهولة ابتلع لعابه لينطق بصوت خاڤت
إطلب أي طلب تاني غير ده يا باشا
واستطرد بلهفة
أنا مستعد أكتب لها نص ثروتي بس بلاش موضوع التنازل عن يوسف دي
جحظت عيني طلعت ليلتفت لأبيه ويرمقه پغضب حارق ألأجل الإحتفاظ بذاك الملعۏن الصغير يهدر نصف ثروتهم بتلك السهولةابتلعت لعابها بتوتر لينطق فارسها ورجلها الاوحد پغضب حاد
خلي بالك من كلامك يا نصر وإعرف كويس إنت بتقول إيه ولمين
واستطرد بسخط أرعبه
نص ثروة مين اللي تديها لمرات فؤاد علام قصاد حضانة إبنها نص ثروتك اللي فرحان بيها دي متجيش نقطة في بحر اللي مراتي تملكه حاليا
نزلت كلماته على قلبها كقطرات الندى فوق الزهور العطشة لتنعشهافقد أخبر نصر أن ما يملكه هو ملكا لخليلة قلبه كما يلقبهاليسترسل هو بثبات وټهديد
اللي عندي قولته وده أخر كلام والقرار ليك وياريت تقرر حالا لأن كل دقيقة بتعدي إبنك بيقرب أكتر من السچن المؤبدوكرسي المجلس بيبعد عنك
أجفل عينيه بحزن وشعر بعجز هائللم يعد لديه رفاهية الإختيار بعدما وضعه ذاك الداهي بمأزق عمره تنفس مطولا لينطق بحزن وألم لم يشعر بهما من قبل
أنا موافق يا سيادة المستشاروقف الإجراءات وأول ما نوصل هخلي عمرو يكتب لك التنازل ويمضي عليه
إشتدت سعادتها لدرجة انها تناست جل ما مرت به من ألام وعثرات وحزنا استوطن قلبها طيلة سنواتها الماضيةفاليوم هو أسعد أيام حياتها على الإطلاق فقد تمكنت بالإحتفاظ بصغيرها الغالي للأبد على يد حبيبها هذا المغوار الذي إختطف لها حضانة الصغير من فم الأسد
ليقدمها لها على طبق من ذهب
أغلق الهاتف لتفك وثاق حزامها وتقفز بسعادة كالاطفال لتستقر داخل ذاك العاشق الذي قهقه بقوة وهو يقول مربتا على ظهرها
مبروك يا عمري
الله يبارك فيك يا حبيبيالله يبارك فيك...قالتها بصوت سعيد لتخرج سريعا وهي تتابع بلهفة
انا هعيش عمري كله أشكر ربنا وأشكرك على اللي عملته معايا يا فؤاد
شملها مضيقا عينيه ليقول بحديث ذات مغزى
مبحبش الشكر بالكلام أنا سيد الأفعال
أمسكت كفيه تحتويهما لتهتف بحبور شمل روحها
أطلب اللي إنت عاوزه يا حبيبي وأنا تحت أمرك
هما طلبين مفيش غيرهم...قالها بابتسامة جذابة ليتابع بغمزة وقحة
أول طلبعاوز مراتي حبيبتي تدلعني النهاردة
وأشار بكفيه بطريقة جعلتها تضحك
بدلة رقصك وخلخالك والموسيقى اللي على كيف كيفي وأشوف بقى دلعك الرايق لجوزك حبيبك مليش دعوة بقى بيومك الصعب اللي عيشتيه
ليتابع بدلال على أنثاه بكلمات متقطعة
أنا عاوز مراتي تدلعني
بس كده من عيوني...قالتها وهي تتحسس صدره بدلال اشعل ناره ليتابع هو
والطلب التاني
تطلعت عليه بتمعن ليتابع بجدية
تقدمي إستقالتك وموضوع الشغل تنسيه وتخرجيه من دماغك نهائي.
إتسعت عينيها ذهولا لتتراجع للخلف وهي تشمله بنظرات تملؤها خيبة الأمل قبل أن تنطق بخفوت
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الجزء الأول من
الفصل الثالث والثلاثون
_أنا لها شمس بقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
عاشقة أنا أحبك نعم بل وصلت مشاعري معك لعمق المشاعر وعشق الروح ولكن عذرا مالك لبي وفؤادي فأرجوك لا تطلب مني محو حلمي وقطع طريقي الذي بدأته منذ أن تحررت من قيودي وكسرتها لاتيقن حينها كيف يكون طعم الحرية إذا كنت تحبني حقا فكلل ذاك العشق بمساعدتي باحتفاظي بكياني وكرامتي هذا هو مطلبي الوحيد.
تطلعت عليه بتمعن ليتابع بجدية
تقدمي إستقالتك وموضوع الشغل تنسيه وتخرجيه من دماغك نهائي.
إتسعت عينيها ذهولا لتتراجع للخلف وهي تشمله بنظرات تملؤها خيبة الأمل قبل أن تنطق بخفوت
إنت بتتكلم بجد يا فؤاد !
إنت فعلا عاوزني أسيب شغلي اللي تعبت عليه تلات سنين بحالهم !
خرجت تنهيدة حارة من أعماق صدره لينظر لها بتعمق قبل أن ينطق بصوت هادئ
حاولي تفهميني يا إيثار أنا بحبك وعاوز أريحك شغلك
صعب وكله ضغط على أعصابك وعقلك وأنا مش حابب أشوفك تعبانة
واستطرد بنظرات حنون وهو يحتوي كفيها بين راحتيه كي يحسها على التراخي
ده غير إن أنا ويوسف محتاجين لك في حياتنا
ولو رفضت ...قالتها وهي تنظر بتمعن بعينيه لينطق مترجيا
تبقى غاوية توجعي قلبي وتتعبيني معاك لأن ببساطة طول ما أنت برة البيت بالي هيبقى معاك ومش هرتاح ولا هعرف أركز في شغلي ولا في أي حاجة في حياتي
قطبت جبينها ليتابع بإبانة مستعرضا المخاطر التي تحوم حولها
نصر وإبنه المچنون مش هيسبوك في حالك إفهمي اللي حصل النهاردة ولا هو أول محاولة ولا هتكون الأخيرة
هزت رأسها برفض قاطع قبل أن تنطق في محاولة منه لنقل وجهة نظرها
إسمعني إنت وحاول تفهمني يا فؤاد شغلي بالنسبة لي مش مجرد شغل
هزت رأسها لتتابع بتأثر شديد
ده أماني أنا وإبني بعد ربنا ده اللي حماني وكفاني شړ الذل والحوجة لنصر وإبنه طول السنين اللي فاتت
أخذ نفسا مطولا لينطق متبعا سياسة النفس الطويل لكي يقنعها
خلاص يا بابا كل ده إنتهى بمجرد ما بقيتي حرم فؤاد علام ومبقاش فيه داعي للشغل لأن ببساطة أنا وكل ما أملك بقينا ملكك وبما إني بعتبر يوسف زي إبني فحقه عليا إني أعيشه في نفس المستوى اللي أنا عايش فيه
محدش هيصرف على إبني غيري يا فؤاد...قالتها بقوة لتتابع برأس شامخ وبروح الأنثى عزيزة النفس الكامنة بداخلها
وزي ما اتحملت مصاريفه طول السنين اللي فاتت أنا بردوا اللي هكمل معاه لحد ما يبقى راجل ويتحمل مسؤلية نفسه
اتسعت عينيه من حدتها ليسألها مستفسرا بتعجب
وأنا وراحتي يا إيثار ملناش أي وجود في حساباتك !
بنظرة تمتلؤ بالحنان تحدثت
إنت جوزي وحبيبي وعوضي الحلو اللي ربنا كافئني بيه على صبري بس علشان خاطري حاول تفهمني وتقدر مشاعري
ناس كتير فاكرين إني وقعتك وإتجوزتك علشان فلوسك
ولو قعدت من الشغل هبقى بأكد لهم شكوكهم فيا زائد إني مش حابة أعقد إبني لما يكبر
قطب جبينه بعدم استيعاب لما تقصد لتتابع بإيضاح
مش عاوزة أعرض إبني
لأي حاجة تقلل من كرامته وتحسسه إنه أقل من أي حد نفوس الناس مش كلها سوية يا فؤاد أكيد هييجي حد يطلع عقده على إبني ويعايره بإن جوز أمه هو اللي كان بيصرف عليه لحد ما خلاه راجل لو ده حصل ھموت يا فؤاد
وأغمض عينيه باستسلام لتقترب وهي تزيل كفه للأسفل ليتطلع عليها وهي تقول بنبرة حنون حاولت بها استقطاب هدوئه
علشان خاطري متزعلش وحاول تهدى
هز رأسه بشرود ليقول بعدما اهتدى بتفكيره لذاك
الحل
خلينا متفقين إن مهما حصل لا يمكن هوافق على رجوعك لشركة أيمن الأباصيري تحت أي ظروف
احتدت ملامحها واكتست پغضب عظيم ثم فتحت فاهها تستعد لهتاف حاد وقبل أن تعترض أوقفها بكفاه حيث أشار بهما وهو يخبرها بما انتوى
ولو كان شغلك ضروري قوي بالنسبة لك يبقى من الاولى تستلمي منصب في شركتنا وأهو على الأقل تبقى بتابعي مال جوزك وتراعي مصالحنا
اتسعت عينيها لتهتف باعتراض
لا طبعا أنا مستحيل أوافق على كده
واسترسلت بإبانة
أنا لو عملت كده هبقى بأكد لهم...
قسما بالله ما أسمع كلمة تانية تخص الناس واللي هيقولوه لتشوفي مني وش ما هتقدري تستحمليه دقيقة واحدة
أخرجت صوتها بكثيرا من الأسى والحزن والضعف الذي أدمى قلبه
مقدرش أغفل عن الكلام لأنه خارج من أقرب الناس لينا يا فؤاد
يا ستي طظ في كل الناس وألف طظ...قالها بعينين تطلق شزرا توقف عن الكلام للحظات وأغمض عينيه وأطلق زفرة مطولة ليأخذ إستراحة من حالة الڠضب التي تملكته ثم فتح جفونه لينظر عليها من جديد وهو يقول بنبرة حاول ضبط النفس من خلالها
إسمعيني كويس يا إيثار أنا مش هقبل إن مراتي تشتغل في أي مكان وعند أي حد وعيلتي بتملك مجموعة من أكبر الشركات الموجودة في البلد وأبويا شريك فيها بالنص
تنهدت تستدعي هدوئها لتنطق متسائلة
طب تقدر تقولي هشتغل إيه هناك !
ضيق بين عينيه ليجيبها مقترحا
إنت خريجة تجارة تقدري تمسكي قسم المحاسبة وتطوري نفسك فيه ويبقى كارير ليك
تنفست بهدوء تحت نظراته المترقبة لتنطق أخيرا بموافقة مجبرة لإرضاء زوجها الحبيب
خلاص يا فؤاد اللي تشوفه صح أنا موافقة عليه
تنفس براحة واقترب عليها مداعبا أرنبة أنفها بأصابع يده
كنت واثق إن حبيبي عاقل ومش هيعمل مشكلة من موضوع بسيط زي ده
إبتسامة خاڤتة اعتلت جانب ثغرها لتقول بهدوء
أنا بحبك يا فؤاد ومستعدة أعمل أي حاجة علشان نعيش مبسوطين في حياتنا الشعور ده زاد خصوصا بعد ما اطمنت على حضانة يوسف
تحدث بنبرة جادة
وأنا عاوزك تكوني واثقة ومتأكدة إن أي حاجة بعملها فهي علشان حياتنا تستقر ونعيش كأي زوجين عاديين ومعانا يوسف
تنفس بقوة وظهر على ملامحه الڠضب وهو يتابع قائلا پانكسار رجلا عاشقا حتى النخاع
مكنش سهل عليا أسلمك بإيدي للحيوان طليقك كان قايد ڼار وأنا بتخيل أيدين الحيوانات اللي مأجرهم لخطڤك وهي بتلمسك
وهز رأسه ليتحدث مستسلما بخفوت
بس مكنش قدامي حل غير ده علشان أقفل باب الحضانة نهائيا وبدون راجعة كان لازم الاب يمضي على التنازل وإلا كنا هنفضل عمرنا كله في مماطلة المحاكم وقضايا رايحة وقضايا جاية من الطرفين
أنا عارفة يا حبيبي ومقدرة جدا اللي عملته علشاني بالعكس أنا لازم أشكرك ألف مرة إنك ضحيت بحاجات كتير قوي وضغطت على نفسك علشان تريح قلبي من ناحية يوسف
مكنش سهل عليا والله يا حبيبي...نطقها بضعف ليسترسل موضحا بإبانة
بس علشان عارف إن يوم ما هياخدوا يوسف منك هتعيشي معايا جسد بلا روح عملت كل شئ ضد مبادئي ورجولتي علشان مخلكيش توصلي لليوم ده
نزلت دمعة من عينيها تأثرا روح حبيبها جففها لها سريعا بإبهامه لتنطق وهي تحتفظ بأصبعه
أنا بحبك قوي يا فؤاد ولو عيشت عمري كله أشكرك على اللي عملته معايا من يوم ما عرفتك للوقت مش هيكفي
تنفس براحة لتتابع هي بحيرة ظهرت بعينيها
فؤاد
إيه يا حبيبي...قالها بهدوء لتسأله بتشتت وحيرة
هو لو عمرو اتنازل عن الحضانة مش ممكن مامته ترفع قضية ضم وتكسبها
لا يا حبيبي الأب والأم هما الطرفين اللي ليهم الحق في التنازل وبمجرد تنازل أحد الطرفين للاخر يسقط أي حق لأي حد تاني
أجابها بهدوء
حاضر يا حبيبي هنعدي الأول على المستشفى الدكتور مستنينا هيعمل لك تقرير صحي
ويكتب لك حاجة للكدمات اللي في وشك ونروح على طول
حبيبي
إمممم...قالتها وهي تقاوم فتح أجفانها بصعوبة ليتابع هو بنبرة تجمع بها حنان الدنيا بأكمله
قومي يا بابا خلاص وصلنا
ساعدها في الإعتدال والعودة
لمقعدها لينزل وسريعا تحرك باتجاه الباب المجاور لمقعدها إليهما عصمت وفريال وعلام الذي تحدث إليها بعدما وضع كفه على كتف نجله كنوعا من المؤازرة
حمدالله على السلامة يا بنتي
إنت كويس يا حبيبي
إحنا بخير يا حبيبتي متقلقيش...قالها بهدوء لتتابع وهي تمسك كف إيثار الموضوع على قلب حبيبها وتتلمسه متسائلة بقلب صادق بعدما اطمأنت على صغيرها الحبيب
حمدالله على سلامتك يا إيثار ربنا ينتقم منه ويبعد شره هو وأهله عنك
نطقت بإعياء شديد
متشكرة يا دكتورة
نطقت فريال بنبرة متأثرة بعدما شاهدت تلك الكدمات المتفرقة بوجهها وأثار ربطة الحبل حول عنق كفها مما ترك أثرا ظاهر
سلامتك يا إيثار ألف سلامة عليك
للحظة وضعت نفسها محلها وتخيلت تهجم أحدهم عليها فتأثرت كثيرا وظهرت ملامح الحزن عليها لتجيبها تلك الواضعة رأسها باستسلام فوق صدر زوجها
الله يسلمك يا فريال
بصوت عالي وجهت عصمت حديثها إلى فؤاد خشية ليتأذى
ډخلها جوه علشان ظهرك يا حبيبي
بالفعل تحرك باتجاه الباب الداخلي والكل تبعه ليهرول الصغير الذي رأهم حيث كان يلهو مع مع بيسان وضعها فوق الأريكة ليجاورها الجلوس ثم أخذ رأسها ليسندها على كتفه بلين وعناية أسرع الصغير وهو يسألها پذعر ظهر فوق ملامح وجهه البرئ
مالك يا مامي
نطقت سريعا لطمأنة الصغير
متخافش يا حبيبي أنا كويسة
حملته عصمت كي تهدئ من روعه لتقول وهي تربت على ظهره بحنان
مامي زي الفل يا حبيبي متخافش
تطلع للصغير بحنان وقد حزن لأجله فهذا الأبله فاقد العقل والحس والإنسانية لا يستحق بأن يكون أبا لملاكا كهذا البرئ نطق ليطمئن روعه
متخافش يا چو مامي كويسة
طب مين عمل في وشها كده ...سؤالا طرحه الصغير ببراءة ليجيبه بهدوء كي لا يفزع
وقعت من على السلم وهي نازلة من شغلها يا حبيبي
أكيد مش شربت اللبن الصبح...قالها بفطانة ليضحك الجميع أما بيسان فقد وقفت بجانب جدتها لتمسك بساقه وهي تقول
مش تزعل يا جو أنطي هتبقى كويسة
أما عزة فكانت تجلس بالمطبخ تستند بكفها فوق الطاولة وتحتسي كوبا من مشروب الشاي الساخن قبل أن تدخل وداد وهي تقول بارتياب
شوفتوا اللي حصل
الټفت إليها الجميع ينتظرن بشغف ما ستبلغهن لتهتف هي من جديد
فؤاد باشا راجع من برة شايل مراته ووشها متشلفط على الأخر زي ما يكون واحد ساحلها ضړب
وقع الكوب من بين يد عزة لتصرخ وهي تهرول صوب الباب
يلهوي إيثار
هرولت للخارج تحت همهمة الجميع لتهتف سعاد بنبرة حازمة
كل واحدة تخليها في شغلها وبطلوا رغي
صمت رهيب عم بارجاء المكان بعد صوتها المريب أما عزة فهرولت لتتفحص صغيرتها وهي تسألها بدموعها التي انهمرت لشدة رعبها
مين اللي عمل فيك كده يا قلبي
أنا كويسة يا عزة متقلقيش...كلمات نطقتها لطمأنة تلك الحنون التي هتفت من بين أسنانها بحدة وڠضب
نصر وإبنه ورا اللي حصل لك مش كده
هتف فؤاد بنظرة محذرة وهو يوجه انتباهها إلى الصغير
عزة المدام وقعت من على السلم
فهمت مغزى نظراته ففضلت البكاء بصمت قبل أن تقول عصمت
إدخلي
المطبخ جهزي شوربة للهانم علشان تتغدى قبل ما تنام يا عزة
مش عاوزة أكل...جملة نطقتها إيثار بنفي من رأسها لتتابع وهي تنظر لزوجها بإعياء
أنا عاوزة أطلع أنام يا فؤاد
نطق علام بنبرة صادقة
لازم تاكلي يا بنتي علشان تاخدي أدويتك وتتحسني بسرعة
إقتربت عليها فريال بخطوات هادئة قبل أن تعرض مساعدتها بعدما رق قلبها لحال تلك المسكينة ومظهرها هي وصغيرها الذي يدمي القلوب
تعالي أسندك لجناحك علشان تغيري هدومك على ما يجهزوا لك الغدا
رد عليها فؤاد بعيني شاكرة
سيبيها يا حبيبتي أنا هطلعها بنفسي
هزت رأسها قبل أن تقول برفض تام
روح إنت لميعادك وأنا هسند وهطلع مع فريال
كانت تقصد ميعاده مع نصر للحصول على التنازل لكنه رفض معللا
مش هتحرك غير لما تتغدي وتاخدي علاجك خليهم يستنوا
وقف ليحملها من جديد وصعد بها الدرج بصحبة عزة التي حملت الصغير وقفت فريال تتطلع عليها وهي تقول
ارتمت عصمت فوق الاريكة باستسلام لتزفر باستياء لا تعلم ماذا عليها أن تفعل هي تكن لتلك ال إيثار الكثير من الحب والإحترام لكن يأتي حبها والخۏف على صغارها في المقام الأول لذا هي الان بين نارين عنه حلة بدلته وشمر أكمام قميصه ثم اتجه ناحيتها وجلس على حافة الحوض وقام بوضع الماء والصابون السائل على كتفيها وبدأ بتدليكهما برفق ولين
راقا لها وأغمضت عينيها على إثر تدليكه باستمتاع همست من بين
تسلم إيدك يا حبيبي
أول ما تتغدي وتاخدي أدويتك وتنامي شوية هتقومي زي الفل...قالها بطمئنة ليتابع بمداعبة كي يخرجها من تلك الحالة
عاوزين نستعد للسهرة وفقرة الخلخال
ابتسامة واهنة خرجت منها ليبتسم وهو يحرك كفاه بمهارة على كتفيها كي يزيل عنها التشنجات التي أصابتها من تلك الحاډثة سألته بتوتر مازال يتملكها رغم طمأنته الشديدة لها
تفتكر عمرو ممكن يعند ويرفض يمضي على التنازل
أجابها بجبين مقطب وهو يتابع تدليك عنقها من الخلف
هو وأبوه مش حمل الخساير اللي هتحصل لهم من ورا قضية الخطڤ لو وصلت للنيابة
سألته من جديد
طب هو ممكن يرجع في كلامه بعد ما يخرج ويرفع قضية ضم من جديد
أجابها بثقة وهدوء
لا يا حبيبي مينفعش أنا عامل له صيغة تنازل متخرش المية
ثم تنهد ليتابع بصوت لائم
وبعدين أنا مش قولت لك تريحي دماغك من التفكير وإعتبري التنازل إتمضى خلاص
ليسترسل بهدوء
غمضي عيونك وخدي نفس عميق وحاولي تسترخي
إنساقت لحديثه وبدأت بأخذ نفسا مطولا مع إغماض عينيها باستسلام للحصول على بعض الراحة والإستجمام لينطق بعد حوالي خمسة عشر دقيقة
كفاية كده يا قلبي ويلا علشان ترتاحي في سريرك
صبرني يارب
ربنا يخليك ليا يا فؤادي وتفضل سندي وحبيب عيوني
ويخليك ليا يا فرحة أيامي
أسندها حتى وصلت إلى سريريهما ليجد يوسف جالسا عليه ينتظرها بصحبة عزة التي أحضرت الطعام وهي تقول
تليفونك مبطلش رن يا باشا
رفعت له الغطاء ودثر هو زوجته جيدا ن قبل أن يقول بجدية
هاتي التليفون يا عزة
التقطته من فوق الطاولة لتناوله إياه لتظهر إبتسامة ساخرة على جانب فمه لتسأله هي بفضول كاد داخلها
هو
تطلع عليها ليهز رأسه بتأكيد بعدما فهم مقصدها بشأن المتصلنصر لينطق باهتمام وحب
إتغدي كويس وخدي الأدوية وأنا هدخل أغير هدومي بسرعة وأروح لهم
قال كلماته وتحرك إلى غرفة الثياب لينتقى ملابس له قبل أن يتحرك إلى الحمام للإغتسال
بعد خروج فؤاد وانطلاقه بسيارته مع سيارة الحراسة التي أصر عليه علام لتتبعه صعدت عصمت
وفريال ومعهما إحدى العاملات التي تحمل صينية مملؤة ببعض أنواع الفاكهة الطازجة وكوبا من عصير البرتقال الطازج أيضا ليجداها مازالت
تتناول طعام الغداء تجاورها عزة حاملة الصغير الغافي فوق ساقيها أشارت فريال للعاملة بأن تضع ما بيدها وتعود للأسفل من جديد فانساقت الفتاة إلى ما أمرت به جلست عصمت على
أجابتها بنبرة هادئة
الحمدلله حاسة نفسي أحسن بعد الشاور
لما تنامي هترتاحي أكتر...قالتها بحنو لتسألها فريال بنبرة متعجبة وملامح وجه يكسوها الاستياء
هو أنت إزاي كنتي عايشة مع واحد حيوان بالطريقة دي !
حذرتها عصمت بنظراتها لتتابع بتأثر وتضامن ظهر بعينيها
طب والله الحيوان مظلوم مع حقېر زيه
ابتسمت عصمت رغما عنها لتنطق عزة التي وجدت فرصتها
طب والله عندك حق يا هانم ده مچنون قال إيه بيحبها ومش قادر يتخيل إنها بقت لراجل غيره
مستحيل حد يكون بيحب بجد ويعمل كده في اللي بيحبه...جملة معترضة نطقتها فريال باستهجان لتتابع بحدة اكثر وهي تتطلع على تلك الكدمات المنتشرة بوجهها
ده واحد مريض بحب التملك
هو كده بالظبط...قالتها إيثار قبل أن تتابع بإبانة
للأسف هو اتربى على إنه يمتلك كل حاجة تعجبه من يوم ما طلبت الطلاق وأخدت إبني وبعدت وهو هيتجنن كل فترة كان بيحاول يقتحم حياتي ويعرض عليا الرجوع وطبعا كان بيعرض عليا ملايينه الكتير أخر مرة قالي إنه شرى ڤيلا في زايد وهيكتبها بإسمي وهيحط لي المبلغ اللي أقول عليه في حسابي في البنك
لتتابع بذهول ارتسم فوق ملامحها
لكن عمري ما تخيلت الجنون يوصل بيه بإنه يخطفني وأنا على ذمة راجل تاني لا وكان
تطلعت إلى عصمت لتتابع وهي تهز رأسها
فيه حد عاقل يعرض طفل صغير لتجربة خطڤ هتأثر عليه بالسلب باقي عمره
هزت رأسها بأسى أما فريال فكانت تستمع إليها متعجبة من تلك المعلومات الجديدة عليها فقد كانت تعتقد أنها كانت متزوجة من رجلا بسيط لا يمتلك أموالا طائلة كالتي تحكي عنها لتسألها بفضول بعدما فشلت بالتحكم بحالها
هو طليقك غني للدرجة دي !
كالعادة تطوعت عزة بالإجابة وهي تتحدث بكثيرا من الثرثرة
ده أبوه عضو مجلس شعب كبير وعنده أملاك وأطيان ملهاش أول من أخر والواد عمرو ده طول عمره دلوعة أمه اللي مش شايفة غيره قدامها مغرقاه بالفلوس اللي ملهاش حصر
لتسترسل وهي تشير بكفيها
هو فسد ووصل لحالته دي من قليل
نطقت عصمت بهدوء
ربنا يبعد شره عنك ويحميك إنت ويوسف يا حبيبتي
شكرتها واستندت بظهرها للخلف وهي تقول إلى عزة
شيلي الأكل من فضلك وهاتي لي الدوا يا عزة
نظرت عصمت إلى الطعام لتنطق باستهجان
الاكل زي ما هو يا إيثار لازم تاكلي علشان الأدوية
مش قادرة يا دكتورة...قالتها وهي تنظر للطعام باشمئزاز لتكمل بايضاح
معدتي ۏجعاني ومش قادرة أكل أي حاجة
تعجبت وهي تنظر إلى فريال التي وضعت حبة من ثمار التفاح داخل صحن ومعها سکينا صغير وتحركت إليها لتجلس على الحافة وبدأت بتقطيع الثمرة قائلة
كلي تفاحة خفيفة مش هتتعب لك معدتك
تطلعت عصمت باستحسان لتصرفات ابنتها التي تنم عن أصلها الطيب وطمأنتها بأن تربيتها لم تذهب هباءا وقفت لتنطق قاصدة عزة
نيمي يوسف جنب مامته يا عزة ونزلي الصينية للمطبخ ونبهي عليهم يعملوا أي حاجة خفيفة لعشا إيثار
ثم تطلعت على فريال لتتابع
أكلي مرات أخوك التفاحة وخليها تشرب كباية العصير كلها
لتسترسل قاصدة إيثار
مينفعش تاخدي الادوية من غير ما تكوني واكلة كويس
نطقت كلماتها بتلقائية ولم يأتي بخيالها كم التأثر والسعادة التي سكنت روح تلك العطشة للحنان من مجرد إستماعها لكلمات والدة زوجها الراقية لقد عاشت حياتها محرومة من الحنان الأسري أدنى حقوقها الادمية لم تحصل عليها وسط عائلتها المفككة التي أشرفت على تربيتهم
حبورها لتنطق بعينين ممتنتين جعلت من قلب عصمت يرق لها أكثر وأكثر
حاضر
اقتربت عليها عصمت لتربت على كفها بحنان مع شمولها بابتسامة حنون لتقول قبل أن تنسحب
حمدالله على سلامتك يا حبيبتي
انسحبا كلا من عصمت وعزة لتتركاها بصحبة فريال حيث تحدثت وهي تناولها الصحن بعدما قطعت الثمرة وقامت بتنظيفها
يلا كلي التفاحة
بعينين شاكرتين تحدثت بامتنان
متشكرة يا فريال متشكرة بجد
تبسمت لتصمت لعدة ثواني قبل أن تقول باستحياء
هو أنا لو قولت لك آسفة على سوء ظني فيك هتقبلي
تنهدت بقوة وهي تشملها بابتسامة جذابة قبل أن تتحدث بصدق وصل لقلب الأخرى مباشرة
إنت أخت الراجل اللي شملني انا وإبني بحبه ورعايته الراجل اللي وقف جنبي في الوقت اللي اتخلى عن حتى اللي من دمي
لتتابع بتأثر ظهر بعينيها
علشان خاطر عيونه أتحمل أي حاجة وإنت مش بس أخته
إنت أقرب حد لقلبه
بصراحة كنت فكراك طمعانة في فلوس فؤاد
قطبت إيثار جبينها لتنطق باستياء
فؤاد أنضف راجل أنا شفته في حياتي كلها
لتتابع عاتبة
وميستاهلش منك أبدا إنك تحصريه في دايرة الطمع في فلوسه لأن الطمع الأكبر في رجولته وأخلاقه وإحترامه لذاته وللغير
تنهدت فريال براحة لتقف لجلب الادوية لها
وصل فؤاد لمقر الشرطة وجد نصر ونجلاه بانتظاره جلس بمكتب الضابط وبعث الضابط لجلب عمرو الذي ولج مقيدا بالأصفاد الحديدية بصحبة العسكري وما أن رأه نصر حتى اشټعل داخله ود لو بيده الأمر لانقض عليه وقام بصڤعة وركله كي يشفي غليله منه فهو بغبائه جعل منه وجبة دسمة قدمت بكل سهولة لذاك الداهي أكلها ساخنة باستمتاع وتلذذ وكانت النتيجة تقديم الصغير على طبق من ذهب إلى إبنة غانم رمقه فؤاد الجالس بكل فخر مستندا
شوفت اللي عملوه فيا يا بابا
أشار نصر بحدة لينطق بصرامة وعينين تحملان بداخلهما ڼارا مشټعلة
إنت تخرس خالص وتقعد زيك زي الكرسي ده وتنفذ اللي هيتقال لك بالحرف الواحد
اشټعل داخله بڼار مستعيرة سرت بجميع جسده لينظر إلى عدوه اللدود وجده يبتسم ساخرا من تقليل والده لشأنه بتلك الطريقة المهينة هتف طلعت بحدة وهو يشير لشقيقه
إقعد يا عمرو
كاد أن يجلس ليهتف فؤاد بقوة موجها حديثه اللازع للظابط
من إمتى المجرمين بيقعدوا ويتضايفوا يا حضرة الظابط !
ابتلع الضابط لعابه لينطق سريعا
خليك واقف يا متهم
إنه لشعورا مرير أصاب ذاك النصر المغرور فهو دائما من يظلم ويفرض سيطرته على الاخرين ويسحق كرامتهم تحت حذائه والأن تبدلت الادوار لتهرس كرامته وكرامة نجله تحت حذاء ذاك الداهي مال ببصره لعدم قدرته النظر بأعين أنجاله الثلاث لينطق بصوت ذليل
خلينا ندخل في الموضوع على طول يا باشا علشان منضيعش وقت سعادتك
أشار فؤاد إلى رجلا أتى بصحبته ليضع العقد فوق الطاولة الجالس أمامها نصر رفعها وتحدث إلى عمرو بنبرة حادة
خد العقد ده إمضيه
قطب جبينه قبل أن يسأل والده مستفسرا
عقد إيه ده
تطوع فؤاد وهو يقول بتشفي ظهر بعينيه ومن خلال صوته الشامت
صړخ بصوت معترض
نعم ده بعينك إنت وهي عاوزني أتنازل لكم عن إبني علشان تعيش متهني وبالك رايق إنت وبنت غانم
دق الضابط فوق مكتبه بقوة ليصيح بصرامة موبخا إياه
إخرس يلا وبطل دوشة وإلا هرجعك الحجز وأخلي الصيع يتسلوا عليك في السهرة
جحظت عينيه ليسأل والده
إنت ساكت ليه يا بابا إنت موافق إنهم ياخدوا إبني مني !
إمضي يا عمرو...قالها نصر بصوت مخټنق مجبرا على التخلي عن حفيده الغالي ليتابع حديثه بايضاح
ورقة التنازل قصاد خروجك من هنا
خرج صوت فؤاد القوي ليكمل على حديث نصر
وقصاد كرسي البرلمان بتاع والدك اللي لو اتحكم عليك بمؤبد هيودعه للأبد
هز عمرو رأسه لينطق پقهر
أنا لا يمكن أعمل كده لا يمكن أتنازل عن إبني واخلي بنت غانم تعيش مرتاحة ومتهنية معاك
هتف نصر من بين أسنانه بغيظ بعدما فقد السيطرة على حاله من أفعال هذا الأرعن المصر على إسقاطه من رأس
الهرم إلى أسفله بأفعاله الهوجاء
هتمضي ورجلك فوق رقبتك الموضوع مبقاش بمزاجك ده ڠصب عنك علشان تتنيل تطلع من المصېبة اللي ورطت نفسك فيها وورطنا معاك
أمسك طلعت الورقة وبدأ بقرائتها مستمتعا بما قرأ ليناولها لشقيقه وهو يحسه على التوقيع
إمضي يا عمرو خلينا نخلص قبل ما سيادة المستشار يرجع في كلامه الخيبة اللي إنت عملتها متصورة صوت وصورة يعني إنت لابس لابس
تطلع لشقيقه بحيرة قبل أن يأخذ نفسا ويهز رأسه بموافقة بعدما حسم أمره بالخروج من هذا المأزق تحدث الضابط للعسكري
فك له يا ابني الكلبشات علشان يعرف يمضي
عن حقي الكامل في حضانة طفلييوسف عمرو نصر طلعت إلى والدته السيدة إيثار غانم محمد الجوهري بشكل نهائي لا رجعة فيه إلى أخره...... ليشتعل داخله وهو يتطلع لذاك الجالس بكبرياء أمسك القلم وقام بالتوقيع مجبرا لينظر متوعدا إلى فؤاد
تنازل فؤاد أيضا عن المحضر المقدم منه ليتحدث نصر بتملق
مرضي يا باشا
رمقه فؤاد بنظرة تقليل قبل أن ينطق بتحذير صارم
ياريت تخلي بالك من تصرفات التافه إبنك وتخلي عينك عليه المرة دي كان عنده الغالي اللي أساومه عليه
ليتابع بنبرة شرسة وهو يرمق ذاك الحقېر بنظرات لو خرجت لحولته إلى قطعة ڼار متوهجة
المرة
الجاية أقسم بربي لو فكر مجرد تفكير يبص من بعيد على مراتي ما فيه مخلوق هيعرف يخلصه من إيدي
واستطرد بڼار مستعرة لو خرجت لحولت المكان بأكمله لكتلة من التوهج
وأحمد ربنا إن يوسف كان طرف في الموضوع وإلا كان زمانك واقف بتاخد عزا إبنك
كان يستمع له وداخله مشتعل كاد أن يرد أوقفه نصر بنظراته المحذرة لينطق بصوت جاهد بقوة ليخرجه ثابتا
أوعدك إنه هيبعد خالص عن طريق الهانم يا باشا
أخذ فؤاد العقد وقام بطيه واحتفظ به داخل جيب حلته ليقول بحدة
ده لمصلحته ومصلحتك
تحدث الضابط إلى العسكري
خد المتهم على الحجز يا عسكري
جحظت أعين نصر وأولاده لېصرخ عمرو معترضا
حجز إيه اللي هترجعني فيه !
تطلع نصر إلى فؤاد ليسأله بذهول واستغراب
يا باشا هو مش مضي على العقد خلاص
رفع كتفيه لينتطق بلامبالاة مصطنعة
أنا لحد هنا وخلصت مهمتي الباقي بقى بتاع الشرطة
حول نصر بصره إلى الضابط الذي تحدث بنبرة جادة متفق عليها مسبقا مع فؤاد بناءا على إتفاق بين النائب العام مع قيادات من الشرطة
الاوامر اللي عندي إن المتهم مش هيخرج قبل إسبوع
ليه يا باشا ... صاح بها نصر ليجيبه فؤاد ببرود كالثلج
تأديب يا سيادة النائب مش بيقولوا السچن تأديب وتهذيب وإصلاح
ليسترسل متهكما
وبصراحة كده إبنك ناقصة تأديب وتربية
إنتهى الجزء الأول من الفصل وانتظروني غداااااااااااا مع الجزء الثاني
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الجزء الثاني من
الفصل الثالث والثلاثون
أنا لها شمس بقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
داخل قسم الشرطةبعد خروج فؤاد ومغادرته للقسم وقف عمرو يتطلع إلى أبيه بيعينين متوسلة بألا يتركه بهذا المكان المستوحش فأكثر ما يفقده إتزانه ويشعره بالجنون هو وجوده بين جدران تلك الحجرة الملعۏنة المسماة بحجرة الحجز وهؤلاء المچرمون المتواجدون بداخلهانطق بصوت عالي متذمر كعادته
إتصرف يا بابا بأي طريقة
وخرجني من هنا
واستطرد بصړاخ يوحي لمدى فقدانه للسيطرة على حاله
أنا مش هقعد هنا يوم واحد مش إبن ال... خد اللي هو عاوزةخرجوني بقى
صاح ضابط الشرطة بصوت مرعب هادرا بصرامة
إحترم نفسك يا بني أدم ومتنساش إن اللي بتتكلم عنه ده يبقى رئيس نيابة
واسترسل مهددا
ولا تحب أعمل لك محضر سب يضاف لبلاويك!
اړتعب نصر من تحول ملامح ضابط الشرطة فبادر سريعا بالحديث ليهم قائلا
حقك عليا يا باشاهو مايقصدش ده بيتكلم بس من غلبه وصډمته من اللي حصل
قاطعة الرجل لائما بحدة
الاستاذ ناسي إنه في قسم شرطة يا سيادة النائب وبيشتم على رئيس نيابة
أنا بتأسف لك بالنيابة عنه...نطقها مجبرا مرغما ليتابع مترجيا
وبعد إذنك يا باشا ياريت تسيبنا مع عمرو خمس دقايق بس هنتكلم معاه كلمتين وهنمشي طوالي
تنفس مطولا ليتطلع عليهم قبل أن ينسحب هو والعسكري وقبل أن ينطق عمرو باعتراض هتف نصر بحدة وهو يشير بسبابته في وجه ذاك الحانق
قولتها لك قبل كده وهفضل أقولهانهاية كل اللي عملته في حياتي هتبقى على إيديك
إهدى يا حاج وبراحة عليه كفاية اللي هو فيه...قالها حسين متأثرا وهو ينظر بأسى لعينين شقيقه المنتفخةناهيك عن تلك الكدمات المنتشرة بجميع وجهه نتيجة تعرضه للضړب على يد فؤادليسترسل بنبرة حزينة
مش شايف شكله عامل إزاي
هتف من بين أسنانه بطريقة عڼيفة أظهرت كم غيظه
محدش يقولي إهدى أنا عمر ما حد قلل من إحترامه معايا قبل كدهكنت بدوس على أجدعها شنب بجزمتي ولا حد يقدر يتنفس معايا
تهدلت أكتافه للأسفل لينطق بحسرة تكونت بصدره
مشفتش التهزيق وقلة القيمة غير على إيديه
كل شوية يجي لي بمصېبة أنقح من اللي قبلهاوأنا أجري واتوسل لده ولده علشان أطلعه منها وأخرتها رايح يخطف لي مرات رئيس نيابة وأدي النتيجة
رمقه طلعت بحدة وقلب شامتفطالما رفع ذاك الصغير على الجميع وبالغ بتدليله هو ووالدتهم ومن شدة عشقهما له لم يرا غيره من صغار المنزل حتى خلقا الضغينة بين الاشقاء بعضهم البعضفبات هو يبغض عمرو وصغيره ولو بيده الامر لتخلص من كلاهما نهائيالكن جبروت والديه هو من منعه فقط لا غيرأما عمرو فنطق بسخط يرجع لعدم تقبله المكوث بذاك المكان البغيض
اللي حصل حصل خلاصالمهم الوقت تخرجني من هناويوسف أنا هعرف إزاي أرجعهولك تاني وبالټهديد والحيلة زي ما ال.... عمل بالظبط
أشار نصر بكفيه لينطق بحدة وهو يتبادل النظر بين نجليه وقد أوشك للإصابة بذبحة صدرية على يد نجله الأرعن
إسمعوا وشوفوا الخيبة القوية اللي أنا فيهاالباشا مش مكفيه المصېبة اللي حطها فوق دماغنا ولسه مخرجناش منها وبيدبر للي
بعدها
هتف طلعت بكلمات أراد بها صب المزيد من الوقود فوق ڼار نصر المشتعله ليزيد من توهجها
ما تبطل غباء يلا وتفوق لنفسك كده واتظبط يظهر إن عيارك فلت من كتر ما بنسكت لك ونعدي البلاوي اللي كل يوم والتاني تعملهاوكل ده بسبب دلع ستهم فيك الله يسامحها خلقت منك عيل تافه عديم الكرامة والمسؤلية واحدة ورفضاك يا جدعداير وراها وذالل نفسك وذاللنا معاك ليه
واستطرد ليشعل الڼار اكثر بعدما رأي تجهم ملامح نصر باتجاه شقيقه
طب أبوك ذنبه إيه في قلة كرامتك دي تمرمطه معاك وتخلي واحد زي المستشار يقل بيه قدامنا وقدام الظابط ليه!
احتدم نصر غيظا ليهتف بنبرة حادة قبل أن يفقد توازنه ليوسعه ضړبا
تترمي مكانك وتبطل نواح النسوان بتاعك لحد ما أشوف لك حد يطلعك من المصېبة دي
ليستطرد موبخا إياه بتوعد
وحسابي معاك بعدينوحياة أمك ماهفوتها لك المرة دي يا عمرو
بعد قليل ولج إلى حجرة الحجز ليدفعه العسكري بقوة كادت أن توقعه ليستند على الحائط بتخبطفي الزاوية يقف رجلا قصير القامة أشار بعينيه للجميع ليفهموا أن تعيس الحظ هذا هو من تم التوصية عليه من قبل الضابطفهز رجلا رأسه بإيجاب قبل أن يهتف ساخرا منه
إسم الله عليك يا صغننمش تحاسب لتتكعبل
قهقه السجناء بقوة ليتابع أحدهم متهكما
هاتوا لسيد أمه طاسة الخضة يا رجالة
تطلع عليهم ففهم المغزى من تهكماتهمفضل الصمت وانسحب ليختلي بحاله جانبا وهو يزمجر بصوت غليظ مخيف
ده مكاني يا حيلتهاشوف لك غيره
انتقل للجوار ليتحرك نفس الرجل معه ليكرر جملته
وده كمان تبعي
والمطلوب!... قالها عمرو باستسلام ليشير الرجل بعينيه لمكان بأخر الحجز يوجد به وعاءا يقضون المحتجزون به حاجتهم الإنسانية ليشمئز وهو ينطق باستهجان
نعمعاوزني أنا عمرو إبن سيادة النائب نصر البنهاوي أنام جنب جردل ال
صمت لبرهة ليكمل بازدراء
القرف ده!
نطق الرجل ببرود وملامح وجه مبهمة
هو كده بالظبط ولو ماقومتش بالذوق هخلي صبياني يودوك ڠصب عنك بس
ساعتها مش هتجاور الجردل بسده هيبقى عشاك النهاردة
كاد أن يتقئ ما بمعدته بمجرد تلفظ الرجل بتلك الكلمات البذيئة ليهب واقفا وبصمت مخزي تحرك ليجلس بالمكان الذي خصصه له لينظر الرجال بعضهم إلى بعض ويبتسمون لينتقلون للفقرة التالية من الحفلة داخل السيارة الخاصة ب نصر ونجلاهاستقل مقعده المجاور لطلعت ليمسك هاتفه ويضغط زر الإتصال بالشخص السادس على التوالي متأملا أن يقدم له المساعدة ولا يتخلى عنه كا الخمس الذين سبقوههتف بنبرة متحمسة
شوقي باشاإزي جناب معاليك
الطرف الأخر
أهلا يا نصر عاش من سمع صوتك
قص عليه نصر ما حدث وطلب منه المساعدة لإخراج نجله من الحجز بما للرجل من سلطة لينطق الرجل بعقل متزن
للأسف يا نصر لا أنا ولا غيري هنعرف نخدمك في الموضوع ده
واسترسل بإبانة
إنت واقع مع حوت كبير من حيتان القضاء علام زين الدين راجل ليه وزنه وثقله في البلد وبكلمة منه يشيل ناس من مناصبهاوإبنه خليفتهبرغم صغر سنه إلا إن ملفه مليان بالإنجازات اللي تحسب له
ليتابع لائما باستهجان
إنتوا إيه بس اللي وقعكم مع الناس دي!
تنهد بثقل لينطق باستسلام مخزي
نصيبنا يا باشا
تحدث الرجل بنصح صادق
أنا من رأيي متحاولش تتحداهم وتخرج إبنك قبل الإسبوع ما يعديطاطي للريح علشان تعدي يا نصر بلاش تستفزهم علشان هيحطوك في دماغهم أكتروبدل ما إبنك يخرج بعد إسبوع زي ما هما قرروا مدة عقابهتلاقيه لابس في قضية تقعدوا جوة السچن سنين
ليسترسل بجدية
الناس دي مبتهزرش يا نصر علام زين الدين مش مجرد عضو بارز في المحكمة الدستورية وبس ده يمتلك أصول وشركات هو وعيلته مقومة جزء كبير
من إقتصاد البلد وده اللي معزز مكانته
أغلق الهاتف ليستند للخلف مغمضا عينيه باستسلام بعدما اقتنع بحديث ذلك المسؤلسأله حسين متأثرا لأجل شقيقه
هتسيبه خلاص يا حاج
زفر پألم يعتصر قلبهلم يكن الأمر بالهين عليه بأن يترك فلذة كبده حبيسا بين أربع حوائط وسط مجموعة من الخارجين عن القانوننعم غاضب منه وبقوة بسبب تصرفاته الرعناء لكنه يظل الأقرب لقلبهنطق بصوت أظهر ضعفه وقلة حيلته
وأنا في إيدي إيه أعمله ومعملتوش يا ابني ما على إيدك إنت وأخوك كلمت واتذللت ل طوب الأرضالكل خاېف يقرب ل تصيبه لعڼة علام زين الدين
صمت حسين والحزن خيم على قلبه وهو يتطلع إلى والده ويراه للمرة الاولى مهزوما حزينا الحزن تملك منهما عدا ذاك الشامت حيث ابتسم بجانب فمه ليتطلع على هذا الجبل الشامخ وهو ينهار.
كان يقود سيارته بقلب مستكين إلى حد مافقد وفى اليوم بوعده الذي قطعه لحبيبته وها هو الأن يعود إليها بورقة الحصان الرابح فابتداءا من اليوم لن يستطيع مخلوقا على وجه الأرض إزعاجها بشأن الإحتفاظ بصغيرها الغاليلذا ستسير حياتهما بهدوء من اليوم وطالعتلفت حوله بتمعن قبل أن يصف سيارته جانبا أمام أحد المتاجر المتخصصة ببيع ألعاب الاطفال بعد أن قرر أن يبتاع بعض الالعاب لإدخال السرور على قلب الصغير فقد أخذ عهدا على حاله أن يعامله معاملة حسنه ويتخذ منه ولدا عوضا عن أبيه ذاك الأمعة الذي لا يفكر سوى بحاله وفقط إلى الان لم يستوعب كيف لقلب أب أن يعرض صغيره لحالة من الړعب نتيجة خطته الفاشلة للخطڤ إبتاع مجموعة من الالعاب للصغير ونجلي شقيقته وتحرك بطريقه للمنزل بعدما جلب بطريقه أحد أروع باقات الزهور وعلبة من أفخر أنواع الشيكولاتة ليهديهما لحبيبته بتلك المناسبة السعيدةوأيضا جلب كعكة شيكولاته كبيرة للإحتفال مع العائلة بضم الصغير لوالدته بشكل نهائي صعد للأعلى وبيده صناديق الالعاب الخاصة بالصغير وعلبة الشيكولاتة وباقة الورد بعدما أهدى أنجال شقيقته هداياهما
حمل جميع الاغراض ورفض على الإطلاق مساعدة العاملات اللواتي عرضن عليه حملهنلكنه أبى ولج بهدوء ليجد الظلام الدامس يجتاح الجناحتحرك ببصيرته ليضع الأشياء برفق فوق المنضدة ثم ذهب إلى زر الإضاءة الخاڤتة وأشعله ليرى خليلة الروح تغط في سبات عميق حاضنة ملاكها الصغير حيث غفى بجوارها ولم يفق للأن لذا تركهما الجميع لعدم إزعاجهماابتسم وانشرح قلبه وهو يراهما لقد كان مظهرهما رائعا للحظة تخيل حاله الوالد الحقيقي لذاك الملاك فانتابته قشعريرة لذيذة سرت بجميع جسده أخرج من جيبه عقد التنازل ليضعه بدرج الكومود
ثم تحرك سريعا إلى الحمام ليبدل ثيابه ببجامة خفيفة وبعد قليل كان يتمدد خلفها ليضم خصرها بذراعه ويدفن رأسها من الخلف بين ثنايا عنقه قرب أنفه من شعرها ليستنشق عبيره باستمتاع شعرت به لتهمس وهي تستدير بخفة لتتطلع على رجلها وفارسها المغوار
جيت إمتى يا حبيبي
لسه داخل حالا...همس بها لكي لا يزعج الصغير فهمست من جديد وهي تحاول النهوض خشية إزعاجه من وجود ملاكها
هتصل بعزة تيجي تنقل يوسف لأوضته
يهمس بجانب أذنها
سيبي الولد علشان متزعجهوش
واسترسل بإبانة
الساعة سبعة المغرب وكلها ساعة وهنصحى كلنا علشان نتعشى
لم يكن هذا روتين يومهم الطبيعي لكن اليوم مختلففقد هزل جسدها واستسلم للنوم لما تعرضت له من خلال تلك التجربة البشعة وهو أيضا فقد خارت قوته وهزل جسده لما حدثبجانب عدم استطاعته النوم ليلة أمس لترقبه وانشغاله بما سيحدثأما الصغير فقد استسلم للنوم بهناء بعد أن شعر بحنان والدته همست تسأله بعدم وعي كامل يرجع للمخدر
الموجود بالدواء لتسكين الألم
عملت إيه مع نصر
كل حاجة تمت بفضل ربنا وتوفيقهزي ما رتبت لها بالظبط...قالها بهدوء ليتابع بابتسامة حنون
لينطق هو بمشاكسة
حبيبة حبيبها تؤمروالتنفيذ عليه
ابتسمت بخفوت لتسحبها الغفوة بداخلها من جديد تبسم
داخل منزل نصر البنهاوي وصل بصحبة نجليه ليجد زوجته بانتظاره وعلى وجهها ڠضب عارم فتيقن أن ليلته لن تمر بسلامهتفت سريعا عند رؤياهم دون مدللها
فين عمرو مجاش معاكم ليه!
لم يعير لسؤالها إهتمام وتابع المضي بطريقه ليرتمي بإهمال فوق أول مقعد قابله بطريقه لتعيد عليه سؤالها ولكن بطريقة أعنف تلك المرة
إنتوا مبتردوش عليا ليه!
وتبادلت النظرات بين نجليها المطأط أين لرأسيهما لتصيح هادرة بحدة
ما تنطق منك ليه
هتف طلعت وكأنه يريد التشفي برد فعلها الاول على خبر احتجاز صغيرها المدلل
عمرو خد حبس إسبوع يا ستهم
جحظت عينيها بقوة ليتابع بما أكمل على ما تبقى من صبرها
يوسف مين اللي نتنازل عنه
صمت تام عم على المكان بأكمله لتحول بصرها إلى ذاك الجالس باستسلام وتسأله بهدوء ما
قبل العاصفة
الكلام اللي طلعت بيقوله ده حصل يا نصر
أخذ نفسا عميقا وظل صامتا لتصرخ بصوت هز أركان المكان ودب الړعب بقلوب جميع ساكني المنزل
ما ترد علياولا مش لاقي كلام تقولهولي يا خايب الرجا
إجلال...قالها بصياح وعينين مشتعلتين ليتابع بحدة أرعبت الجميع
إحترمي نفسك وإنت بتتكلمي معايا
صړخت بعزم صوتها توبخه وهي ترمقه باشمئزاز وتقليل من شأنه
مش لما تكون محترم ومالي مكانك أبقى احترمك
ضيعت الواد اللي حيلتنا وسلمته لبنت غانم بضعفك وخيبتك
دارت حول نفسها پجنون لتسترسل باستعلاء وعدم استيعاب لما حدث
خليت بنت غانم الجعان تنتصر على ستهم اللي رجالة بشنبات بتقف لي تعظيم سلام لما بمشي بعربيتي في البلد
هب واقفا ليهتف باعتراض على تحميلها لجميع أخطاء نجلها الأرعن
الحيوان إبنك هو السبب في كل دهلولا تصرفاته الغبية مكناش وصلنا لكده
صړخت وهي تلقي باللوم عليه
مهو لو لقاك فالح وبتتحرك صح في الموضوع مكنش اتصرف من ورا ضهرك وحاول يرجع إبنه بطريقته
إنت لسه بتدافعي عنه بعد كل المصاېب اللي وقعنا فيها... نطقها باستغراب لتصيح بعلو صوتها
كل المصاېب اللي إحنا فيها بسببك يا سيادة النايب
جحظت عينيه ليلقي عليها اللوم كاملا
قصدك بسبب دلعك الماسخ ل دلوع عين أمه لحد ما حولتيه لواحد تافه
لا يا سيادة النايب اللي إحنا فيه كله بسبب فشلك وضعفك...قالتها بحدة لتتابع وهي ترمقه بنظرات تقليلية
أنا لما اختارتك علشان تبقى نايب عن الدايرة وكلمت إخواتي وولاد عمي علشان يقفوا معاك ويخلوا كل قرايبنا ومعارفنا يدوك أصواتهم عملت كده علشان تحمي مالنا وتكبره وتحمي لي عيالي
بس إنت فاشل يا نصرلا عرفت تعمل علاقات مع ناس كبيرة تنفعك لما نقع في مصېبة ولا أنت اللي حميت عياليوفي الاخر خليت بغبائك حتة عيلة زي بنت نصر تنتصر على ستهم
لتسترسل بهسيس خرج من بين أسنانها ليعبر عن نارها المستعرة
لو كنت سمعت كلامي من الأول وجبتها من بيت أبوها بعد ما حاولت ټنتحركان زمانها مرمية تحت رجليا بتخدمني زي أقل خدامة
اشتعلت عيونه بشرارات الڠضب ليهتف بحدة هادرا باعتراض بعدما فاض به الكيل
كفاية بقىإنت كل ما
تتزنقي تعايريني باخواتك وعيلتك اللي دعموني
ليتابع رافعا رأسه للأعلى بكبرياء أراد به حفظ ماء الوجه أمام نجلاه الواقفان يتابعان ما يجرى بصمت مخزي فمن سيتجرأ ويتدخل ليطاله ڠضب تلك المرأة الجبروتفالجميع يهابها ويخشى ڠضبها المدمر
لعلمك أنا بعد ما بقيت نايب الدايرة بقيت أعلى من الكلوبقيت أكبر من أهلك وعيلتك كلهم
طول عمرك وإنت ناكر للجميل وقلة الأصل مش جديدة عليك...قالتها لتتابع وهي تذكره بماضيه وفقره
لولا أبويا الحاج ناصف كان زمانك حتة موظف كحيان في الحكومة وبتقبض ملاليم بالعافية تأكلك عيش حاف أبويا اللي عمل منك بني أدم ودخلك لعبة الأثار وقف جنبك لحد ما بقيت من أكبر تجار الأثار في كفر الشيخ كلها
لتسترسل وهي ترمقه مشمئزة
وأدي أخرتها بتنكر فضل أبويا وعيلتي عليك
ظل يتبادلان الإتهامات وذكر صفات كل منهما القبيحة وينعتان بعضيهما البعض بأقذر وأبشع الإتهامات على مرأى ومسمع من نجليهما وأهل المنزل الذين يتنصتون لتلك الكلامية .
بعد ساعتين فاق الصغير تبعه الزوجين السعيدين ليستند فؤاد بظهره للخلف فوق التخت بعدما أشعل الضوء بجهاز التحكم عن بعدتطلع پألم استوطن قلبه حين رأى الكدمات قد ظهرت أكثر على وجه خليلة الروحجلب الصغير وثبته فوق ساقيه وبدأ بدغدغته تحت قهقهاته وسعادة إيثار التي لا يضاهيها سعادة بعدما استكانت روحها واطمئنت على مستقبل صغيرها الغاليأشارت بسبابتها لتسأله باستفسار مدلل بعدما لمحت باقة الزهور وعلبة الشيكولاتة
مين جايب الورد والشيكولا دول
حبيبك...قالها بغمزة من عينيه جعلت روحها تحوم كفراشة ليتابع قاصدا الصغير
وفيه كمان ألعاب حلوة قوي موجودة على الارض علشان چو باشا
اتسعت عيني الصغير بسعادة ليسأله مستفسرا وهو يشير بسبابته قاصدا حاله
علشاني أنا
أومأ له بالإيجاب ليقول بصوت حماسي
يلا قوم علشان نفتحهم مع بعض
رفعه في الهواء تحت انطلاق ضحكاته لينزلا من التخت على الأرض ليفترشاها وهما يفتحان صناديق الألعاب بحماس صړخ الصغير بسعادة وهو يرى لعبة البلاي ستيشن 5أحدث نسخة نزلت إلى الأسواق وكان الصغير قد استمع عنها من أصدقائه بالمدرسة وتمنى رؤياها واللعب بها
دي النسخة الجديدة من البلاي ستيشن
الټفت إليه ليسأله بعينين متمنيتين
دي بتاعتي!
أه يا حبيبي بتاعتك...هكذا أجابه بهدوء لينطق الصغير بعينين مترجية
عموأقدر ألعب بيه وقت ما احب!
تعجب فؤاد سؤال الصبي ونظراته المترجية ليجيبه على الفور
طبعا يا حبيبي كل الالعاب بتاعتك وقت ما تحب تلعب بيهم إلعب
صفق الصغير بسعادة هائلة تحت صرخات قلب إيثار المټألمة من ثأذي نفسية صغيرها وتأثره بنظام التشويق
وقانون الإخضاع النفسي الذين اتبعوه وقاموا بممارسته عدماء الشرف على ذاك الملاك كي يجعلوه يضغط على والدته لعودتها مرغمة لأبيه ليحصل على كل ما يريد من ألعابه المحببة والعيش داخل حياة الترف الذي يتمناها صغيرا مثلهمع كل لعبة يقوم فؤاد بفتحها يصيح الصغير مصفقا بسعادة تدخل على قلب فؤاد تنعشه
تركه يلهو بألعابه لتنطق بحنان فائض
أنا بحبك قوي
وأنا بعشقك...قالها ليلتفت جانبا ويجذب أنبوب المرهم الخاص بتخفيف أثار الكدمات ليقوم بفتحه والضغط عليه لسكب البعض منه على أصابعه ليعتدل قبالتها وهو يقول
تعالي يا بابا أحط لك الكريم
لم تعد الدنيا تسع سعادتها ماذا ستحتاج أكثر من زوج حنون ېخاف الله ويرعاها هي وصغيرهابدأ بتدليك المرهم برفق لينطق ساخرا على حاله
الكدمات شكلها صعب كده الليلة
ابتسمت ليتابع متهكما
قال وأنا اللي جايب ورد وشيكولاتة وطول الطريق بفكر في الغنوة اللي هترقصي لي عليها بالخلخال وبدلة الرقص البينك اللي لسة مجربنهاش
قهقهت بصوت مرتفع ليسترسل وهو يرمقها بنظرات مغتاظة
بتضحكيماشي يا إيثار
نطقت بنظرات تشع حنانا
أيامنا الحلوة لسه هتبدأ يا حبيبيوعد عليا لأخليك
أسعد راجل في الدنيا كلها
أعتبر ده وعد...قالها بابتسامة لتهز رأسها بتأكيد وهو يتابع وضع الدهان ليسترسل بإبانة
ليك عندي مفاجأة حلوة
هتفت بعينين تقطران سعادة
أكتر من كده مفاجأت
تنفس بهدوء قبل أن يخبرها
أخدت أجازة إسبوع بحالهجهزي نفسك بعد بكرةهنسافر جزر المالديف وهعيشك أحلا Honeymoon في الدنيا كلهاأحلا دلع لحبيبة حبيبها الغالية
كادت أن تبكي من شدة سعادتها ليقطع تواصلهما هاتف الغرفة ليجيب وبعدما أغلق الهاتف قال لها
يلا يا حبيبي ننزل علشان نتعشى ونقعد شوية في الجنينة
أومأت له بسعادة ليساعدها على تغيير ثيابها ويصطحبها هي والصغير إلى الأسفل لتجد الجميع بانتظارها شملوها باهتمامهم البالغ لتشعر ولأول مرة أنها تمتلك عائلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى شامل.
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل الرابع والأربعون
_أنا لها شمسبقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
داخل منزل غانم الجوهري عصرا
أصبحت أجواء المنزل يعمها الهدوء بعدما إلتزمت تلك الحقودة مسكنها بالأعلى وماعادت ترى الدرج سوى لخروجها للشارع بعد تنبيه إيثار لشقيقها الكبيرأصبحت حالة منيرة النفسية أفضل بعدما اجتازت فترة تعرضها لأعنف صدمة بحياتها وهي ترى نجلها البكري الذي طالما ساندته ورفعت من شأنه على حساب الجميع هو أول من دهس على كرامتها وأذاقها كأس الذل على يد عديمة الأصل زوجتهكانت تجلس ببهو المنزل بصحبة نجلها وجدي وزوجته نوارة وأطفالهمايحتسون مشروب الشاي الساخن وسط أجواءا عائلية هادئة خرج أيهم من غرفته يحمل بيده حقيبة ملابس كبيرة مرتديا ثيابا فخمة قد ابتاعها خصيصا وأخرى من ماله الخاص إستعدادا لمباشرة عمله الجديد بشركة الزين الكبرىإبتداءا من صباح الغد نظرت له منيرة بسعادة لتهتف بنبرة يشوبها التأثر
خلاص ماشي يا أيهم
أه يا ماما...قالها بهدوء لتتابع بحنو تحمله بقلبها لنجلها الصغير الذي علمت مؤخرا مقدار غلاوتها داخل قلبه حيث أنه الوحيد الذي دعمها بالمال بعد أن حرمها عزيز من إقتناء المال القليل الذي كانت تحصل عليه نتيجة بيع محاصيل الأرضفعوضها أيهم من ماله الخاص براتبه وايضا وقف بوجه ظلم عزيز لها
طب خليك لما تتعشى وبعدين سافر
تحدث وجدي بهدوء
خليه يمشي في النور أحسن قبل ما الدنيا تضلم عليه وهو في الطريق
هتفت نوارة وهي تسكب مقدارا من الشاي داخل كوبا زجاجيا
تعالى إشرب الشاي قبل ما يبرد يا أيهم
أقبل عليها وتناول منها الكوب لينطق شاكرا تلك الخلوقة التي ظهرت أصالة معدنها في محنتهم الاخيرة حيث اعتنت بوالدته كثيرا وساندتها نفسيا وتحملت تقلباتها المزاجية الناتجة عن ما مرت به
تسلم إيدك يا أم خالد
ابتسمت ببشاشة وجه ليجلس بهدوء بجوار والدته ويرفع الكوب يرتشف منه المشروبنظر إلى والدته ونطق بنبرة سعيدة
إيثار إتصلت بيا وانا بلبس جوةكانت بتشوفني إتحركت ولا لسه
صمتت منيرة فهي في الفترة الأخيرة تغيرت نظرتها لابنتها الوحيدة وتلاشى ڠضبها الحاد التي كانت تصبه عليها وتحملها جميع مصائبها وكأنها خلف كل إخفاق بحياتها
وحياة أبنائها الذكوروما زاد من إستكانتها هي فرصة العمل الهائلة وراتبها المرتفع التي قدمها زوجها لصغيرها أيهمتابع الشاب بنبرة تحمل الكثير من الإمتنان الممتزج بالحنان
إيثار بعتت لي عزة نضفت الشقة وملت لي التلاجة خزين وفاكهة وطبخت لي كام طبخة وحطتهم في التلاجة علشان يكفوني كام يوم لقدام
وكأن أحدهم رشق خنجرا بصدر وجدي الذي أحس پألم ېخنقه وخزي لم يسبق وشعر به لينطق بنبرة خاڤتة ناتجا عن خجله
إيثار الوحيدة فينا اللي اثبتت إنها بنت غانم الأنصاريطلعت أصيلة وتربية أبوها بجد
بادرت نوارة بحديث يحمل عرفانا لشقيقة زوجها الخلوقة التي لم ترى منها سوى كل الخير
طول عمرها حنينة واللي في إيدها مش ليهاعلشان كده ربنا كرمها ورزقها براجل محترم
واسترسلت بحبور ظهر بصوتها المبهج وعينيها اللامعتين
راجل ظفر صباعه الصغير بعمرو وعيلته كلها
قاطعها أيهم حيث قال بنبرة حماسية متذكرا
بمناسبة نصر وإبنهفيه خبر مش هتصدقوه إيثار بلغتني بيه من شوية
ضيقت منيرة بين حاجبيها بعدم استيعاب للأمر لتسأله متلهفة
عمرو إبن الحاج نصر!
أجابها مؤكدا
هيكون مين غيره يا ماما.
سأله وجدي متعجبا
إزاي يعني إنت عايز تفهمني إن عمرو هيتنازل بالسهولة دي عن إبنه!
ليستطرد بعدم اقتناع
ده لو عملها بجد الحاج نصر هيطين عيشته
إبتسامة جانبية ارتسمت على ثغره لينطق پشماتة ظهرت بحديثه
طب إيه رأيك بقى إن نصر بذات نفسه هو اللي خلى عمرو يمضي على التنازل
تعجبت منيرة التي لم تستوعب الخبر ولم تصدقه لتنطق مستفسرة
والله لو حلفتولي حتى ما اصدق أبدا إن الحاج نصر يعمل كده ده روحه في يوسف هو وستهم
أجابها الشاب بعقلانية
وهي إيثار هتكذب يعني يا ماما هي قالت لي إن سيادة المستشار ضغط عليهم ونصر خلى عمرو يتنازل بعقد متوثق
طرح عليه وجدي سؤالا منطقيا
ضغط عليه إزاي يعني!
إيثار مقالتش تفاصيل ومش مهم إيه اللي حصل المهم النتيجة
أوما له الجميع وتابعوا ارتشاف مشروبهمليتحدث وجدي على استحياء
بقول لك إيه يا أيهم طالما علاقتك إتحسنت بإيثار ماتكلمها عن القيراط
اللي الحاج حسان عاوز يشتريه الراجل هيدفع فيه نص مليون جنيه وكل شوية يكلمني من ساعة ما الحكومة بدأت حفر الطريق
واسترسل متابعا بإبانة
عاوز يبني بنزينة على الطريق الجديد قبل ما حد يسبقهخلينا ناخد الفلوس ونوسع على نفسنا وعلى عيالنا شوية
نطقت منيرة بسوء نية بنجلتها
ريحوا نفسكممش هتوافقطول عمرها عنيدة وماشية ضد المصلحة
جحظت عينين نوارة لتصيح بذهول من تفكير تلك الجاحدة
لا إله إلا اللهبقى بعد اللي عملته ده كله ولسة بتقولي إنها ضد المصلحة يا ماما! طب والله حرام اللي بتعمليه معاها ده
أشاحت بكفها متجنبة ثناء زوجة نجلها على تلك التي لم تنل نصيبا من قلب تلك القاسېة لينطق أيهم معترضا
واحدة غير إيثار مكنتش عبرتنا بعد اللي حصل لها على إيدينا أخر مرةبس هي علشان حنينة وقفت في وش عزيز ورفضت ذلنا على اديه وحكمت عليه بالنفي في شقته هو والحرباية مراته ده غير الشغل اللي جوزها وفرهولي وبمرتب عشر أضعاف مرتبي الحكومي
ليضيف على حديثه وجدي باستحسان
وشقتها وعربيتها اللي ادتهم لك تستعملهم من غير ما تدفعك مليم إيجار طب والله طلعت بت بمية راجل
نطقت نوارة بتفاخر
طول عمرها وهي بمية راجلمن يوم ما أخدت إبنها ومشيت بيه على مصر واشتغلت وشقيت عليه لحد النهاردة
تنهدت منيرة باستسلامقلبها بات مذبذبا باتجاه صغيرتهانعم لم تعد تحمل ضغينة بقلبها باتجاهها ك قبل ولكنها لم تشعر بالصفاء الكامل ناحيتهاتفسيرا واحدا لحالتها تلك وهو الغيرةنعم الغيرة من تلك الصلبة التي وقفت بوجه الريح وتحدت الظروف والجميع لتخلق لحالها حياة جديدة لتحياها على هواها لا هوى الأخرين لقد نجحت فيما فشلت هي به فطالما عاشت خاضعة ذليلة لأوامر أبيها وزوجته القاسېة حتى إلتغى من قاموس حياتها جميع الحروف والكلمات سوى واحدة فقط باتت ترددها حتى الحفظ وهي سمعا وطاعاحاضركلما رأت شموخ صغيرتها واستقلالها كلما تذكرت خضوعها الذليل وزاد حقدها على تلك المسكينة التي لا ذنب لها سوى أنها خلقت قوية أبية عزيزة النفس ولم تقبل بالرضوخ مثلهافكانت تمتلك سمات شخصية متضادة مع سمات تلك الڈليلة وهذا ما جعلها تتخذ منها عدوا شرسا لهاتلك هي الحقيقة المؤلمةلقد حولتها معاملة زوجة أبيها لها لشخصية غير متزنة نفسيا تصاحبها بعض المشاكل النفسية المعقدة للغاية نتيجة قهرها وعقابها الدائم على كل شيئا تفعله وحتى الذي لم تفعله.
كانت هناك من تتسمع عليهم من فوق الدرج لتتعرف على أخر المستجداتاشتعلت الڼار بقلبها العليل بداء الحقد بعدما استمعت إلى أخبار غريمتها التي تبغضها حد المۏت وتأكدت من وصولها لبر
الامان هي وصغيرها المحظوظ من جميع الجهات سواءا عاد إلى جده نصر أو بقي مع والدته وزوجها رجل القانون الذي يمتلك أموالا طائلة أصبحت جميعها بين يدي تلك ال إيثار.
ليلا بالحديقة الخاصة لقصر علام زين الدين
كانت تجلس فوق الأرجوحة بجوار زوجهايلف ذراعه حول كتفها باحتواء وأصابع كفيهما متشابكين بلمسات حنون تحكي عن غرامهما الهائلكانا يتسامران بأعذب أحاديث العشق وأجملهايمطرها بوابل من أحلا كلمات الهوى مع شمولها بنظراته الولهةأقبلت عليهما عزة لتقطع وصلت الغرام لتضع فوق المنضدة صينية فوقها كأسين من حلوىالچيليالمزين بقطع مستديرة من ثمار الموز لتنطق بنبرة حماسية كعادتها
جبت لكم طبقين چيلي يرطبوا على قلبكم
شكرها فؤاد قائلا بجدية
تسلم ايدك يا عزة
بألف هنا يا باشا...قالتها ثم تلفتت من حولها وهي تسأل إيثار مستفسرة
أمال يوسف فين!
أجابتها وهي تنظر لحبيبها مبتسمة
نام في فؤاد وطلعه في الأوضة فوق
تطلعت عزة على ذاك الحنون الذي يشمل امرأته والصغير بحنانه ورعايته لتنطق لائمة
وطلعته بنفسك يا باشاليه مندهتش عليا أشيله عنك!
فك تشابك أصابعه مع خاصة حبيبته ليميل للأمام يلتقط كأس الحلوى ليعود من جديد ويقدمه لها وهو يقول بلامبالاة كي لا يدع لها فرصة لفتح مجالا لثرثرتها التي لا نهاية لها فأخر ما ينقصه الأن هو ثرثرة عزة
طلعته وانتهى الموضوع يا عزة
ثم استرسل ليخبرها باهتمام بعدما تذوق ملعقة من الحلوى
الچيلي طعمه حلو قويإبقي إعملي حساب أيهم في طبق
هو أيهم جاي!...قالتها باستفسار لتجيبها هي بنبرة مبتهجة بسبب إشتياقها لشقيقها الصغير
فؤاد إتصل بيه وأصر إنه ييجي يقعد معانا شوية قبل ما نسافر بكرة
تطلعت إلى كدمات وجهها لتهتف بانزعاج برغم أنها خفت كثيرا
طب ولما يشوف وشك متشلفط كده ويسألك عن اللي حصل
متشلفط!...نطقها فؤاد مصډوما من ألفاظ تلك التي تنطق كلماتها بعفوية ولا تحسب ليهتف وهو يجز على اسنانه
روحي إطمني على يوسف يا عزة وجهزي ضيافة حلوة علشان أيهم
بعد قليل حضر شقيقها واحتضنته بحفاوة وقام فؤاد بالترحيب الحار به ليسألها
بانزعاج بعدما لاحظ أثار الكدمات الخفيفة على وجهها
إيه اللي في وشك ده يا إيثار
نظرت لزوجها لتنطق بكذب وهي تبتسم
عملت حاډثة بسيطة بالعربية اللي فؤاد جابها لي
واسترسلت بابتسامة لتلهي شقيقها
شكلي هاخد وقت على ما اتعود عليها
لم تصارحه بالحقيقة لخشيتها عليه من التهور لو علم ما فعله بها عمرو نعم هو لم يكن الداعم القوي لها يوما ما لكن الان الوضع مختلف قبل كان أشقائها يحاولون عودتها لزوجها بينما الان ذاك الأرعن قام بخطڤها وهي على ذمة رجل أخر
بادر فؤاد بالحديث كي يلهي الشاب
اخبارك إيه يا أيهم
الحمدلله يا سيادة المستشار كله تمام...نطقها بنبرة حماسية ليخبره فؤاد بنبرة جادة
أنا لسه قافل من شوية مع عمي وقال لي إنه مستنيك بنفسه بكره في مكتبه وهيخلي موظف مسؤل عنك لحد ما تبقى بيرفيكت في شغلك
لينظر لحبيبته يخبرها بما دار بينه وبين عمه
كان عازمنا بعد بكرة على البيت عندهكان عاوز يفرجك على مزرعة الخيل بتاعتنا بس قلت له يأجل العزومة لحد ما نرجع من المالديف
ربنا يسعدكم يا سيادة المستشار...قالها أيهم ليجيبه بابتسامة حنون ترجع لراحته للشاب
عقبالك يا أيهم
أقبل عليهم علام وزوجته ليرحبا بالشاب بعدما علما بوجوده من إحدى العاملات وقد أخبرهما فؤاد بمجيأه قبل الإتصال به وقف أيهم ليرحب به علام قائلا ببشاشة وجه
إزيك يا أيهم
الله يسلمك يا باشا... لتنطق عصمت بابتسامة ترحيبية
نورت القاهرة كلها يا أيهم
اجابها على استحياء وهو ينظر للأسفل
متشكر يا هانم
تحدثت عصمت مستفسرة من فؤاد الجالس بجوار حبيبته
طلبت المطبخ يجهزوا العشا ل أيهم يا فؤاد ولا لسه!
نطق سريعا بنفس عزيزة ورثها عن والده
أنا اتعشيت الحمدلله
رفض علام قائلا بتصميم
وإحنا مالنا بعشاك إنت هنا لوحدك وده بيتك تجيه في أي وقت تاكل وترتاح وتعتبره بيتك التاني
متشكرة يا باباربنا يبارك لي فيك...قالتها إيثار تحت نظرات علام الحنونة ليتابع الشاب موضحا
والله عزة كانت محضرة لي أكل كتير وأتعشيت وحقيقي مش قادر
تحدث فؤاد ليوقف ذاك الجدل
خلاص يا باشا سيبه على راحتهبس لعلمك النهاردة سماح علشان عزة كانت قاعدة تحكي لي على الأصناف اللي عملتها لك
واستطرد بملاطفة
لدرجة إني كنت هجيب إيثار والباشا والدكتورة ونيجي نتعشى كلنا معاك
قهقه الجميع على دعابة فؤاد وواصلوا حديثهم الودود
تمطأت بتكاسل لتنطق بصوت ناعس وعينين مازالتا مغمضتين
خلينا نايمين شوية كمانأنا نعسانة قوي
أمسك أرنبة أنفها بين أصبعيه وقام بمداعبتها بدلال ثم تابع بملاطفة
قومي يا كسلانة ورانا طيارة
بالكاد بدأت بتحريك أهدابها تحاول فتحهما ثم نطقت وهي تنظر لوجه ذاك البشوش
تعبانة قوي يا فؤادشكلي أخدت على قعدت البيت وطول الوقت نعسانة وعاوزة أنام
أجابها بإيضاح حسب ما لديه من معلومات بسيطة
ده تأثير المسكن اللي أخدتيه اليومين اللي فاتواهنبطله من النهاردة وهترجعي لحيويتك تاني
واستطرد يحسها على النهوض
يلا يا حبيبي وبطلي كسل
على ظهرها بطريقة أذابت قلبهفقد كانت هيأتها مغرية بشكل لا يوصف وأكثر من المحتمل لقلب عاشق مثلهإحتوي خصرها بساعديه قبل أن يغمز متسائلا بمشاكسة خطفت قلبها
إنت عاوزة إيه بالظبط!
رفعت كتفها لتمط شفتها السفلى بدلال أشعل نيران عشقه المتوهج لتنطق بإنوثة
عاوزة أنام شوية صغنطتين
نطقت كلماتها بكثيرا من السحر والدلال أفقده لبه ليميل بجذعه ويقوم بحملها بين ساعديه وبدون تفكير تحرك باتجاه الفراش وقام بإلقائها عليه لينطق قبل أن ينضم إليها
إنت اللي إختارتي
بعد قليل كانت تخرج من كبينة الإستحمام الجانبية ترتدي مئزر الإستحمام القطني وتحاول تجفيف شعرها بمنشفة صغيرة بعدما أخذت حماما سريعا كي يستطيعا اللحاق بموعد الطائرة المتجهة لجزر المالديفنظرت لحبيبها الذي انتهى من تهذيب ذقنه لتطالعه قبل أن تنطق بإلقاء اللوم عليه
عاجبك كده يا أستاذأدينا هنتأخر على ميعاد الطيارة بسبب تهورك وطيشك
قطب جبينه متعجبا حديثها لينطق بتحميلها لما حدث
بسبب تهوري بردوا ولا دلعك ودلالك الماسخ على الصبح
فغرت فاهها ورفعت حاجبها باستنكار لما يقول لتنطق بعينين متسعتين بذهول مصطنع
أنا دلعي ماسخ يا فؤادتمام إبقى شوف مين بقى هيتدلع عليك تاني
وأسرعت نحو الباب لتستدير مرة أخرى تحت إبتساماته وهي تقول
تصدق إنك شرشبيل بجد
أنطلقت منه قهقهات مرتفعة صدحت بأركان الجناح ليعلو صوته كي يصل إلى تلك التي اندفعت مهرولة للخارج
ماشي يا إيثارأنا بقى هوريك شرشبيل
على حقإصبري عليا لما نوصل المالديف وهناك هتتعرفي على الشرشبيل اللي جوايا
ابتسمت بسعادة وهي تستمع لدعابات مالك فؤادها والروحهمت بتجهيز نفسها على عجالة
كانت تجلس بحجرتها تتحدث عبر الهاتف إلى والدتها بسخط على حياتها بالكاملهتفت من بين أسنانها پحقد دفين على زوجها
منه لله عمرو إبن إجلالكل ما أجي أتقدم خطوة يوقفني بغبائه
واسترسلت بنبرة ساخطة
أنا مش عارفة أنا عملت إيه في حياتي علشان يحصل لي كل ده
ردت الأم عليها بنبرة متأثرة لأجل نجلتها
طب بس إهدي وخلينا نشوف هنعمل إيه في المصېبة اللي حطت علينا دي كمانما هو كان ناقصنا حبس عمرو ده كمان علشان يوقف الموضوع اكتر ما هو واقف
أخرجت كلماتها بغل ظهر بعينيها
مفيش في إيديا حاجة أعملها غير إني أستنى وكأني إتخلقت في الدنيا دي علشان أفضل مستنية في الدور اللي ما بيخلصش
نظرت أمامها وثبتت نظرها في نقطة اللاشئ وهي تنطق بشرود تتذكر مشوار حياتها
دخلت الكلية وفضلت مستنية إن حد من ولاد كبارات البلد يبص لي ويتجوزني علشان ينقلني من فقري وأعيش زي بقيت خلق اللهوبرغم إني عملت كل اللي لازم يتعمل علشان أظهر وأبان بين بنات البلد إلا إن الحظ سابني وراح يضحك لبنت منيرة وخلى إبن أكبر راجل في البلد كلها يحبها دونا عن الكلولما حاولت ألفت نظره قبل ما يتجوزها وصدني أستنيت استنيت لحد ما اتجوزها وفضلت قاعدة ومستنية الفرصة لحد ما جت لي وعرفت أوقعه بمساعدة العقربة نسرينوبعدها استنيت أخلف الولدولما جت لي الفرصة طلع لي موضوع الورمواستنيت بنت منيرة تتجوز واتجوزت بس ما ارتحتش
واسترسلت بهسيس حاد
ده زاد جنونه بعد ما حس إنها ضاعت من بين إيديه خلاص وجه طلع كل غله وغضبه فيا
واسترسلت بحدة
نخلص على كده لا طبعايروح إبن الهبلة يخطفها ويضيع نفسه ويوقف لي كل خطتي
قاطعتها والدتها باستحسان
وأهو اللي عمله جه في مصلحتك وضړبتي عصفورين بحجر واحدأديك خلصتي من الواد
ومش هتشوفيه ولا هينكد عليك في كل مرة ييجي يقعد عندكم فيها وخلصتي من خۏفك ليرجع بنت منيرة في أي لحظة
وإنت تفتكري إن نصر هيسيبه لبنت منيرة بالسهولة دي... قالتها معترضة على تنبؤ والدتها لتهتف بقوة
ده هيهد الدنيا ويقلبها لحد ما يرجعه وبكره أفكركإصبري بس لحد ما يخلص من دوشة الإنتخابات وهتلاقيه إتحول لغول هيبلع كل اللي ييجي في طريقهوأولهم المستشار اللي بنت منيرة جريت واتحامت فيه
واسترسلت بدهاء يرجع لمعرفتها لشخصية نصر الشرسة
نصر ده عامل زي الحاوي بالظبطجرابه مبيخلاش من الحيلوالمجرمين اللي يعرفهم أكتر من المحترمين وألف من يتمنى يخدمه في الشړ
ولجت الصغيرة من باب الغرفة لتهمس قائلة پانكسار
ماما أنا جعانة
حولت بصرها باتجاهها لترمقها بنيران شاعلة فطالما حملت تلك المسكينة ما وصلت إليه من إخفاقاتلو لم تخلق أنثى لفتحت أمامها خزائن نصر البنهاوي على مصراعيها ول امتلكت المنزل وضمنت الجلوس على عرشه بعد رحيل تلك الجبروتإجلال لكن لسوء حظها أتت تلك الفتاة وجلبت معها النحسفمنذ ولادتها واللعنات تلاحقها أينما ذهبتهكذا هيئ لها الشيطان بتفكيرها فبدلا من أن تراجع نفسها وتتوب إلى الله من ذنبها العظيم عله يتقبل توبتها ويغفر لهاألقت بجميع أخطائها على عاتق تلك الصغيرة المسكينةهتفت بسخط وكلمات منزوعة الرحمة صاحبتها نظرات كارهة أصابت قلب الصغيرة بالړعب
غوري يا بت على تحت خلي حد من اللي في المطبخ يحط لك تطفحي
تراجعت الفتاة للخلف لترد بإنكسار وجسد مړتعب خشية من تعنيف تلك القاسېة لها
نزلت ومش لقيت حد تحت خالص
أشاحت بذراعها ترمقها
طب غوري اتلقحي برة قدام التلفزيون على ما أخلص كلامي مع جدتك واطلع لك
انسحبت الفتاة ذليلة بخيبتها لتكمل تلك الجبروت حديثها وهي تقول
كنا بنقول إيه يا ماما
تحدثت الأخرى ولم تعلق مطلقا على معاملة ابنتها شديدة القسۏة لحفيدتها الصغيرة وكأن الرحمة انتزعت من قلبيهما
سيبك من كل دهإحنا لازم نروح للدكتورة علشان تشوف الورم ده وصل لغاية فين
صاحت بحدة مرعبة لتنطق باعتراض
قولت لك مش هروح أي مكان غير ما أخلص من موضوع الحمل دهيخرج بس عمرو وأنا هتصرف بأي طريقة إن شالله حتى أحط له منوم في الماية واوهمه بإن حصل بينا حاجة وبعدها نبقى نروح للدكتورة ونشوف الحل إيه
وافقتها تلك المنزوعة العقل على تحالفهما الشيطاني وكأن شعور الامومة انتزع من داخلها فأصبح كل ما يهمهما هو الحصول على ذكر تستطيعا به ضمان بقائها بالمنزل ونيل مكانة عالية به دون التفكير بحياة تلك المړيضة بمرض مهلك قد يودي بحياتها بأية لحظة إذا أهمل.
داخل البلدة أيضاتقف نسرين أمام عربة لبيع الخضروات تنتقي منها لتبتاعها تجاورها شقيقتها ألاء التي هاتفتها لتلتقيا بالخارج فإلى الأن لم ترضى عنها والدتها ولم تسمح لها بزيارة منزل والدها منذ ۏفاة شقيقها علاء رحمة الله عليههتفت للرجل بحدة وهي تقلب حبة من ثمار الطماطم بين أصابعها تتمعن النظر بها
الطماطم كلها مفعصة كده ليه يا عم رجب
ليجيبها الرجل متذمرا من تلك المرأة دائمة الشكوى والذي سأم طريقتها
هو انت كل مرة تطلعي القطط الفاطسة في الخضارمفيش مرة تشتري وتمشي من سكات
واسترسل لائما
مرة البطاطس ومرة الكوسة والوقت الطماطم ما الستات كلها وزنت ومشيت ومحدش إتكلم
نطقت ألاء بكلام لين في محاولة منها لإرضاء الرجل
خلاص يا عم رجب حقك عليا أنا
تنهد الرجل وهو يتطلع على تلك الخلوقة ويتعجب كيف لهاتين المختلفتين أن تكونا شقيقتين من نفس الأب والأم لينطق بهدوء يرجع لاحترامه لها
خلاص يا بنتيهسكت علشان خاطرك إنت بس
كادت ان تتحدث لتمنعها شقيقتها حيث لكزتها بكتفها وهي تقول بحدة
خلصي ونقي الطماطم ويلا علشان تلحقي تجيبي الفطار وتروحي قبل ما عيالك يصحوا
أجبرت على الصمت لتكمل ما تفعلبعد قليل كانت تتحرك بجوارها في طريقها لمنزلها لتنطق بنبرة متأثرة
لسة
بردوا ما اتكلمتيش مع أمك في الموضوع
أجابتها الفتاة بهدوء
والله العظيم كل يوم بكلمها بس هي رافضة ده أنا يادوب بنطق إسمك وهي زي ما تكون بتتحول
نطقت بحيرة وخوف ظهرا بعينيها
طب والحل يا ألاءده أنا شايلة الفلوس اللي خدتهم من سمية في الدولاب عندي في وسط هدومي لو عزيز شافهم هتبقى وقعتي سودة
تغيرت ملامح الفتاة من هادئة لحادة وهي تبلغ شقيقتها باعتراض حاد
بصي يا نسرين وعلشان نكون متفقين من الأولحتى لو أمك وافقت على إنك ترجعي تزورينا زي الأول أنا بنفسي اللي هرفض دخول فلوسك على البيت
إمتلأت مقلتيها بغيمة من الدموع حين تذكرت شقيقها الراحل لتتابع بقلب ېنزف دما على فقدانه
دي فلوس ملعۏنة دخلت على بيتنا بالخړاب
تنهدت بحزن لتنطق بتبرير تقنع به حالها قبل الفتاة
ده نصيب
ومكتوب يا ألاءوعلاء الله يرحمه كانت دي مۏته اللي ربنا كتبها له
نطقت الفتاة تنهرها بحدة
بلاش تجيبي سيرة ربنا في الموضوع الشمال دهربنا يسامحك ويهديك
أخرجت من كيس مالها بضعة ورقات لتدسهما بيد شقيقتها وهي تقول
طب خدي القرشين دول خليهم معاك يمكن تحتاجي تجيبي حاجة لنفسك
دفعت الفتاة بكفها وكأنها تدفع عنها المۏت لتهتف من بين أسنانها بشراسة
حد الله بيني وبين فلوسك الحړام إبعدي بأذاكي عني يا نسرينوبلاش تشيليني معاك ذنب المسكينة اللي خربتوا عليها إنت والحرباية اللي كانت عاملة فيها صاحبتها
وقع المال وتناثر على الأرض لتنحني بظهرها تلملمه بلهاث لترفع قامتها من جديد وهي تهتف بسخط وحقد ظهر بمقلتيها
المسكينة اللي صعبانة عليك دي إتجوزت مستشار غني وعنده فلوس قد اللي عند الحاج نصر ييجي عشر مرات
وده بقى الكلام اللي بتسكتي بيه ضميرك يا نسرين!...قالتها الفتاة متكأة على ضمير شقيقتها لكنها غفلت عن مۏت ضميرها من الأساس منذ اليوم الذي تحالفت فيه مع تلك الشيطانة.
بعد قليل كان الجميع يودع الحبيبان من داخل الحديقةكان الصغير يتعلق بعنق والدته التي تضمه بقوة والألم ينهش بداخلهالم تتركه من قبل سوى لمبيته بمنزل أبيهوبرغم عدم راحتها لهم إلا أنها كانت متأكدة من أمانه لحب جديه ووالده الشديد له عدا ذلك فهي لم تتركه على الإطلاق لكنها الأن مجبرة على تركه فزوجها له عليها حق ولابد من اتباع كل ما يسعد قلبهتحمحم فؤاد لينطق على استحياء بعدما رأى دموعها
إيثارميعاد الطيارة هيفوتنا
ذهب علام ليصل قبالتها وتحدث باسطا ذراعيه للصغير
مش كفاية كده يا بطلعاوزين نجهز علشان هنزور مزرعة الخيل عند جدو أحمد النهاردة
إلتفت الصغير له بلهفة رغم تأثره الشديد بترك والدته له لكنه تعلق مؤخرا بقوة بذاك الخلوق الذي قرر بين نفسه بأن يعوضه عن إبتعاده عن عائلته الأم لينطق متلهفا رغم دموعه
بجد يا جدوهتخليني أركب الحصان الصغير اللي قولت لي عليه
أجابه بابتسامة حنون ترجع لمكانته الكبيرة بقلبه
وأنا من إمتي قولت لك كلمة ومنفذتهاش يا أستاذ چو
ماتعيطيش يا مامي ومش تخافي علياجدو علام هياخد باله مني
حاضر يا حبيبي...قالتها لتنظر إلى علام وتقول بثناء
روحي يا حبيبتي وانبسطي مع جوزك وماتشليش هم چو
والله ما عارفة أودي جمايلكم دي كلها فين
عيب يا إيثار الكلام اللي بتقوليه دهإحنا أهلك ويوسف ده إبننا
إبتسمت بعينين لامعتين تأثرا بسعادتها النابعة من أعماق قلبها فهاهي الأن تشعر بدفئ العائلة التي حرمت منها هي وصغيرها فقد من الله عليهما وعوضهما بتلك العائلة التي احتوت كلاهما وغمرتهما بسيل جارف من الحنان والإهتمامودعتها أيضا فريال التي أصبحت تتعاطف مع قضيتها وتحتويها وكأنها مسؤلة منها بعد تعرض ذاك الجبان لهاوأيضا عزة التي تمنت لها السعادة
نظر فؤاد إلى عينيها اللامعتين بتأثر وهي تتطلع على صغيرها المبتسم بفضل كلمات علام التشجيعية والمحفزة له ليربت على وجهها بخفة قائلا بنبرة حنون
والله يا حبيبي لولا مدرسته لكنت أخدته معانا
أومأت له بتفهم ليبتسم بخفوت وهو يسحبها من كف يدها ناحية مقدمة السيارة ليستقلا الكنبة الخلفية ويندفع السائق للأمام تاركا خلفه الجميعأطرقت برأسها فى حزن وانهمرت دموعها ليزفر وهو يمد يده إلى ذقنها يرفعها لتتقابل عينيها الدامعتين مع خاصتيه ليقول هو بمشاعر جارفة
وحياتي عندك بلاش ټعيطيمتخلنيش أحس بالذنب
قالها بكثيرا من الصدق والتأثر لتومي له بابتسامة خافتهمسد على وجنتها يجفف دموعها تحت ابتسامتها الحنون بعد قليلكانت تجاوره الجلوس بمقعد الطائرة الملصق بالنافذةبدأت الطائرة تتحرك لتحلق في السماء فأغلقت عينيها وبدأ جسدها بالإرتعاش ليشعر بهاأمسكت بكفه بقوة حتى أن أظافرها غرست في لحم يده دون أن تشعر من شدة توترها مال على أذنها يهمس بنبرة حنون عله يستطيع عن طريقها أن يهدأ من رعبها
إهدي يا باباأنا جنبك ومش هسيبك
فتحت عينيها تتطلع عليه بهلع يرجع لكونها تجربتها الأولى للطيران ليتابع هو
خدي نفس عميق وخرجيه بالراحةوصدقيني الطيران أمان جدا عن أي وسيلة تانية للسفر
تنفست بعمق وبدأ يحدثها عن أشياء من أولويات إهتماماتها حتى تناست الأمر واندمجت معه لتسأله بابتسامة جذابة
مش هتوريني صورة الشالية اللي حجزته
تؤ...قالها ليتابع بغمزة وقحة من جانب عينيه
خليه مفاجأة
شكلك خارب
الدنيا...لتتابع وهي تتنفس بارتياح
أهم حاجة يبقى فيه خصوصية
أجابها وهو ينظر امامه
أهم شئ بيميز جزر المالديف هي الخصوصية يا قلبيوأجمل ما فيها العزلة كل شالية منعزل عن التاني وكأنه جزيرة لوحده
تطلعت عليه بتمعن قبل أن تسأله مترقبة الإجابة
روحتها قبل كده
إمممممرتين...قالها ببرود متغافلا عن تلك التي شعرت بطعڼة خنجر مسنون إرتشق بوسط قلبهاتعجب صمتها فاستدار يتطلع عليها وجد مزيجا من الحزن والألم والڠضب العارم يستوطن ملامحهامد يده ليدير وجهها نحوه لينطق بصوت رحيم
كنت مع أصحابيالمرة الأولى في بداية تخرجي والتانية من حوالي سبع سنينيعني قبل حتى ما أعرفها
أمسكت كف يده تستعطفه بعينيها لتسأله متلهفة لإجابته
بجد يا حبيبييعني مكنتش معاك
أخذ نفسا عميقا ثم أخرجه بهدوء ليهمس بصوت ناعم
أقول لك على سر
هزت رأسها بموافقة سريعا ليتابع بنبرة تفيض من العشق ما يكفي جميع المغرمين
أنا بعيش معاك كل حاجة وكأنها المرة الأولى
إبتسامة واسعة شقت ثغرها لتعلن عن حبورها الشديد ليكمل هو بكلمات إخترقت قلبها العاشق من شدة صدقها
الماضي إتمحى من جوايا وكأنه محصلش أصلا ومش تعمد مني على فكرة
أمال إيه!...سؤالا أرادت به المزيد من غمر زوجها لها بالكلمات المړضية لغرورها كإمرأة ليتابع بنبرة صادقة رغم وصوله لمغزى سؤالها
ملوش غير تفسير واحد عندي
ابتلعت لعابها كمن تنتظر ظهور خبر حياتها لينطق بجدية ولامبالاة
وهو إنها عدت من حياتي زي سحابة غائمة في يوم شتويلا هي اللي مطرت وفادت وروتولا هي اللي كفت الناش شړ غيمتهاعدت بدون ما تسيب أي أثر
ابتسمت ليتابع بمشاكسة مع غمزة عين
الباشا بقى بمجرد ما دخل حياتي زلزلها
شعرت بروحها كفراشة طائرة في سماء عشق ذاك الفارس الذي أعاد لها بسمتها ليخبرها بأن الحياة لم
تنتهي بعدبل أن العد التنازلي لبداية حياة جديدة قد بدأ للتو
بعد مرور مدة من الوقتوصلا إلى الڤيلا الشاطئية المخصصة لهما بصحبة أحد المسؤلين عن المكان
كانت تتلفت حولها بإعجاب شديد منبهرة بكل ما حولهافسبحان المبدع
حين صور جمال تلك الجزيرة الخلابةفقد كانت حقا ساحرة بداية من صفاء مائها البلورية الزرقاء مما بعث المتعة والراحة والاستجمام في نفسها من مجرد النظر فقطوصولا لأشجارها رائعة الجمال ورمالها البيضاء المتلألئة وكأنها حبات جواهر نثرت لتكمل لوحة تشكيلية رائعة
كانت الفيلا المخصصة لهما منعزلة تماما في وسط المياةدلفا للداخل وأخذ فؤاد المفتاح من المسؤل الذي رحل على الفورهرولت تقف بوسط الفيلا ذات الارضية الخشبية لتصرخ من روعة وجمال الاجواء وليس هذا فقط ما جعلها تقفز كالاطفال مهللة
چاكوزي
هرول عليها ليزيل عنها ثيابها وثيابه معا قبل أن يحملها ويقفز في الچاكوزي في لحظة چنونية أراد بها التخلى عن شخصيته الصارمة ليصيح بمرح جديدا عليه
شرشبيل الشرير يرحب بكم على أرضه
صړخت وهي تتلفت حولها بترقب وهلع ضهر بعينيها المرتعبتين
يا مچنون حد يشوفنا ولا يكون فيه كاميرات مزروعة هنا ولا هنا
جذبها لتلتصق به وهو يقول بثقة تصل لحد الغرور
عيب عليك يا باشاده إنت متجوزة فؤاد علام
واسترسل ليحثها على الإسترخاء
فيه فريق تبعي كان هنا من نص ساعة بس ومشطوا المكان كله وإتأكدوا من نضافتهمنهم الحارس اللي شفناه على الباب من شوية
حبيبيأنا مبسوطة قوي حاسة إني عايشة في الجنة المكان هنا يجنن يا فؤاد
إيه الجمال ده كلهشكلك كده ناوية على جنان جوزك حبيبك
إبتسمت بدلال ليرفع هو كف يدها يقبله باحترام قبل أن يسحب لها المقعد لتجلس عليه وتسترخي للخلفاستدار ليجلس مقابلا لها ثم أشار إلى الطعام ليقول
يلا يا حبيبي قبل الأكل ما يبرد أنا طلبت لك كل الأكل اللي بتحبيه
ربنا يخليك ليا يا حبيبي...نطقتها لتتثاوب مما جعله يرمقها مستغربا وهو يقول
بتنامي كتير قوي إنت اليومين دول
أجابته متعجبة من حالها مؤخرا
مش عارفة إيه اللي حاصل معايا يا فؤادليا كام يوم دماغي ثقيلة قوي وعاوزة أنام طول الوقت وياريت بشبع
ابتسم لينطق باستغراب
أنا قاعد أتكلم معاك لما كنا على الشازلونج ومحسيتش غير تقل واسترخى فوق منيندهت عليك مردتيش وعرفت من صوت أنفاسك إنك نمتي
ضحكت بخجل وقالت
أنا اول مرة يحصل لي كده على فكرة
واسترسلت متعللة
تقريبا بسبب الطيارة
ممكن...قالها بهدوء ليتابع وهو يشير للطبق الموضوع أمامها
كلي يا حبيبي
إيه رأيك عجبتك
أجابته بحالة من الإستجمام والراحة لم تحصل عليهما من قبل
حلوة قوي يا فؤاد والصوص يجنن ومظبوط جدا
تناول قطعة هو الأخر ليثنى على مذاقها الرائعتحدثت إليه
تعرف نفسي في إيه
على عجالة سألها متلهفا كي يلبي طلبها
في إيه يا قلبي
تعمقت بعينيه لتنطق وهي تضحك ساخرة من حالها
أنام
رفع حاجبه متعجبا لينطق متهكما
إيثار يا ماما هو فيه حد قال لك إني جايبك المالديف علشان تعوضي النوم اللي فاتك من يوم ما اتولدتي لحد الوقت!
اطلقت ضحكة تشاكسه بها ليتابع باستغراب
لا بجد حالك مؤخرا بقى غريب
أجابته بدلال
وأنا أعمل بس يا حبيبي والله بنام من غير ما أحس
ضيق بين عينيه قبل أن يقول بارتياب
الموضوع كده مش طبيعي
هز رأسه ليشهق قائلا بعد أن غزت رأسه تلك الفكرة
إوعي تكوني بتعملي كل ده علشان تهربي من الرقصة اللي وعداني بيها من اليوم إياه ولحد الوقت ما وفتيش بالوعد
أخص عليك يا فؤاد هي دي فكرتك عني بردو...قالتها بحزن مفتعل لتتابع وهي تنظر إليه باستعطاف
الرقصة أنا وعدتك بيها بس الظروف هي اللي واقفة بيني وبين تحقيقها بس يعني لو فيك يعني كنت بقول يعني
هاتي من الأخر... قالها مشيرا بكفه لتنطق بترقب لردة فعله
لو بس تسيبني النهاردة أنام واوعدك بكرة هرقص لك ولا سهير ذكي
رفع حاجبه يتطلع عليها لتستعطفه من جديد وهي تقول
وحياتي وحياتي
أمال برأسه برضوخ لأمر خليلة القلب ليقول بتحذير
ماشيبس يكون في معلومكده أخر عذر هقبله منك
هتفت بنبرة حماسية يرجع أصلها لشعورها مؤخرا بوخم يجتاح جميع جسدها
صدقني أخر مرة
ضحك لها ليشير برأسه لصحنها
طب يلا كملي أكلك
افلتت أدوات تناولها للطعام لتضعهما جانب الصحن وهي تقول
شبعت خلاص الحمدلله
تطلع لصحنها وجده ممتلئا مثل ما كان عليه بالكاد أكلت جانبا من قطعة اللحم لينطق مستنكرا
شبعتي ده إيههو أنت أكلتي حاجة أصلا!
رفعت كتفيها وأهدلتهما لتنطق بلامبالاة
مليش نفس يا حبيبيمن ساعة ما أكلت في الطيارة وأنا شبعانة
قاطعها معترضا باستغراب
هو أكل الطيارة ده يشبعده كان مجرد ساندوتش وعلبة عصير
واسترسل بإصرار
يلا كملي أكلك وبطلي دلع
ترجته بعينيها وهي تقول بعدم شهية
علشان خاطري سيبني براحتي أنا نفسي مش رايحة للأكل خالص النهاردةهبقى أكل فاكهة كمان شوية
خلاص يا قلبي...قالها ليتابع تناول الطعام بينما تطلعت هي للبحر أمامها لتنطق بنبرة أظهرت كم إنبهارها
المنظر من هنا
ساحر والاجواء رهيبة
واسترسلت بحماس
خلينا بكرة ناخد كام صورة للذكرى
أكيد يا قلبي هنتصور هنا وبرة في الجزيرة...قالها بهدوء ليسترسل غامزا بوقاحة
النهاردة بس مكنش عندنا وقتكان فيه
أولاويات
صباح الخير يا حبيبي
صباح الورد يا حبيبي
كنت بعمل تليفون شغل ضروري
قطبت جبينها متعجبة قبل أن تسأله
شغل شغل إيه بس يا فؤاد مش المفروض إنك في أجازة!
إبتسم ليقول في محاولة منه لإلهائها
بس إيه القمر ده فيه حد يقوم من النوم قمر كده
اتسعت ابتسامتها ليجذبها من كفها ويتحرك بجانبها قائلا
أنا طلبت الفطارتعالي ناخد شاور على ما الروم سيرفس يجبوه
تطلعت لحمام السباحة ومياهه الرائعة لتنطق بسعادة
وبعد الفطار نعوم شوية
ابتسم يجيبها بتأكيد على تلبية طلبها
نعوم شوية
بمكان أخر
تمددت على الفراش بإعياء شديدفهناك جيوشا من اللألام تنهش برأسهاحتى هذا الرباط اللعېن التي أحكمت عقده لم يستطع إحجام ضراوتهجلست وبدأت بتدليك جبينها بحركة دائرية عله يخفف من ذاك الۏجع المصاحب لها منذ أن تلقت ذاك الخبر المشؤمإستمعت لوصول رسالة على هاتفها الجوالتنفست پغضب لتبسط ذراعها وتجلب الهاتف من جانبهانظرت بتطبيق الواتس اب لترى المرسل رقما غير مسجلا بهاتفها ففتحته لترى مقطع فيديو تسبقه رسالة صوتيةاستمعت إليها وكان فحواها كالأتيالفيديو ده يخص سيادة النائب جوزكإتفرجي عليه لوحدك وإوعي تتصرفي قبل ما نتكلمعندي ليك إتفاق هيعجبك قوي وهيشفي غليلكتعجبت من الرسالة وصوت المرسل الذي يشبه الألة لتفتح الفيديو لتجحظ عينيها وتمتلؤ پغضب چحيمي ينذر بأن الأسوء قادم لا محال.
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل الخامس والثلاثون
_أنا لها شمس بقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
__________________________
إتسعت عينيها في ذهول وعقلها رافضا بضراوة تصديق ما تراه أمامها بذاك الفيديو اللعېن إنه زوجها لا غيره يلج من باب شقة تحتوي على أثاث فاخر وبجانبه رجلا يحمل الكثير من الأغراض حيث أدخلها للمطبخ المفتوح على البهو حيث صمم على الطراز الأمريكي وما أن خرج الرجل حتى هرولت لاستقباله فتاة أنيقة على درجة عالية من الجمال ترتدي ثوبا يكشف جميع مفاتنها وترفع شعرها الأشقر للأعلى بطريقة منمقة لتصيح بسعادة لتخبره بصوت حماسي وعينين خبيثة توحي لعدم صدق ما ينطق به لسانها إستطاعت تلك الداهية قراءة ما بهما بمنتهى السهولة
وحشتني يا نصورتي وحشتني قوي
ليرد عليها ذاك المتصابي الأرعن
الدلع بكل أنواعه موجود وحصري عند شذى حبيبتك تعالى الأول نتغدى وبعدها أوريك الدلع على أصوله
جذب ذراعها بقوة لټرتطم بصدره من جديد وهو يقول بهفة واشتياق ظهرا بعينيه
تعالي هنا رايحة فين هو الغدا هيطير
اطلقت ضحكة رقيعة من جديد لتتحرك معه صوب إحدى الغرف استنتجت تلك المحترقة أنها حجرة نوم
إستمعت لذاك الحديث الذي أضمر الڼار داخل قلبها لتتوحش نظراتها لتوحي پغضب چحيمي لو أطلق له العنان لاطاح بالاخضر واليابس بجميع البلدة هبت من فوق الفراش وأسرعت بخطوات هوجاء لتطيح بذاك الحقېر ناكر الجميل وتسحقه سحقا تسمرت بوقفتها بغتة بعدما أمسكت بمقبض الباب استعدادا لفتحه لكنها أفلتت المقبض لتسحب كفها عنه وهي تفكر برسالة ذاك الباعث المجهول عادت لتقف بمنتصف الغرفة تدور حول حالها وجسدها ك كتلة ڼار متوهجة همست بهسيس من بين أسنانها وشرارات ڼارية تتطاير من مقلتيها لو خرجت لتفحمت الحجرة بلحظة
أه يا واطي يا قليل الأصل بقى على أخر الزمن تخون ستهم ستك وتاج راسك وراس أهلك
جن چنونها ولم تستوعب بعد من أين أتي ذاك الحقېر بتلك الجرأة للإقدام على خيانتها لتهمس كفحيح الأفعى بملامح ڼارية
ورحمة أبويا الحاج ناصف اللي نضفك وعمل منك بني أدم لاخليك عبرة لأي حد يفكر يدوس على طرف ستهم ولارجعك شحات زي ما خدتك يا نصر يا ابن عزيزة
إستمعت لرنين صوت هاتفها معلنا عن وصول مكالمة هرولت تلتقط الهاتف پعنف لتجده نفس الرقم الغير مدون لترد سريعا بسخط وڠضب عارم
إنت مين يا ابن ال..... وجبت منين الزفت اللي بعته ده
سبته بلفظ نابي جعل من الډماء تفور وتصل لدماغه ليهتف من بين أسنانه پغضب عارم بعدم إحتدمت ملامحه
إخرسي يا ست إنت واسمعيني كويس
إحتدت ملامحها بسخط وقبل ان تقوم بتوبيخه
لتجرأه على محادثتها بتلك الفظاظة قاطعها بصوت حازم أربكها لتعلم أنها تحادث شخصا ذو هيبة ولن يقبل بالتطاول عليه
بدل ما تطولي لسانك عليا المفروض تشكريني على إني فتحت عنيك وعرفتك حقيقة الراجل اللي عايشة معاه وفكراه مخلص ليك
وتعمد التلفظ بكلمات لازعة للتقليل منها ليزيد من إشتعال روحها باتجاه زوجها الذي جعل منها مادة لسخرية أحدهم
وهو مقرطسك ومتجوز عليك واحدة صغيرة ترجع له شبابه وتحسسه إنه لسه مرغوب من الچنس الناعم
جحظت عينيها وكأن كلماته تلك كانت وقودا سكب بقوة ليزيد نيران ثورتها إشتعالا وتأججا لتصيح بحدة وإنكارا لحديثه
إنت بتقول إيه يا جدع إنت مين ده اللي إتجنن في عقله علشان يتجرأ ويتجوز على ستهم!
أمال إنت فاكرة شذى دي تبقى مين!...سؤالا متعجبا طرحه عليها لتباغته بما جعل الإشمئزاز يصيبه من صاحبة ذاك التفكير المنحرف
تبقى واحدة من النسوان الشمال لافت على الاهبل علشان تقلبه في قرشين وهو زي المقطف وقع على بوزه بس ما أبقاش إسمي إجلال بنت الحاج ناصف ولا شعري ده يبقى على مرة إن ما خليته يلف حوالين نفسه ويقول حقي برقبتي
إبتسم ساخرا لينطق متهكما
طب إسمعيني كويس يا إجلال يا بنت الحاج ناصف نصر متجوز شذى بعقد عرفي من خمس سنين بحالهم وشاري لها الشقة دي ومقعدها فيها وكل ما بينزل مصر لحضور جلسة في البرلمان بيبات عندها وأي ليلة بيباتها برة البيت بتبقى عندها
شرارات ڼارية باتت تتطاير من مقلتيها لو أن ذاك المسكين أمامها الأن أخرجت صوتا كفحيح الأفعى وهي تسأله
بالك الكلام ده مايطلع كڈب هعمل فيك إيه يا جدع هجيبك إن شالله تكون في بطن الغول وهخليك تكره اليوم اللي أمك ولدتك فيه
رفع رأسه للأعلى يأخذ شهيقا ويزفره بقوة ليمد روحه بقوة خارقة يتحمل بها تلك الحمقاء وحديثها الفظ معه لينطق بنبرة حادة
من غير طولة لسان وكلام كتير لا
انا ولا أنت عندنا وقت ليه أنا هبعت لك حالا صورة العقد العرفي على الواتس وتقدري تتأكدي من إمضت جوزك أكيد إنت عرفاها كويس
قطبت جبينها مستغربة حديث ذاك الغامض لتسأله مستفسرة
إنت مين!
ميخصكيش...نطقها بصوت بارد كالثلج ليتابع بهدوء ممېت
كل اللي يهمك إني فتحت عيونك على خېانة جوزك ليك وده اللي يهمك غير كده ملكيش فيه
هزت رأسها بتوافق مع رأيه لتهمس من بين أسنانها بسخط ووعيد
ماشي يا نصر أنا هعرفك النهاردة مين هي إجلال
بنبرة حادة نطق بتوبيخا
تبقي غبية لو بتفكري تواجهية النهاردة
هتفت تسأله بحدة واستنكار
نعم يا أخويا إنت عاوزني أسكت بعد المصېبة اللي عرفتها دي!
أجابها بدهاء وهو يوجهها لما عليها فعله
لازم تسكتي الاڼتقام وجبة يفضل أن تقدم باردة
ضيقت بين عينيها لتسأله بعدم فهم لحديثه الذي يصعب على عقلها استيعابه
يعني إيه كلامك ده يا افندي
أجابها بدهاء خطط له جيدا
يعني اللي زي نصر البنهاوي محتاج تخطيط بعيد المدى علشان تقدري تاخدي حقك منه كويس هو افتري عليك ونسي أفضالك وأفضال أهلك عليه بسبب منصبه اللي مقوية
قطبت جبينها تحاول استيعاب كلماته ليباغتها مفسرا
كرسي المجلس
صاحت بحدة متوعدة
وحياة ندالته وخسته معايا ما هو شايفه تاني وزي ما ډخله على إيدي هيخرج منه بردوا على إيدي
أغلقت الهاتف بعدما أثني هو على حديثها الذي نال استحسانه وسرد عليها ما يجب فعله ليرفع قامته للأعلى يحتفظ بأكبر قدر من هواء البحر النقي ويزفره براحة وهو يتذكر إتفاقه مع تلك الفتنة حيث علم بوجود زوجة سرية في حياة نصر بعدما أبلغ رجاله بوضعه هو وأنجاله تحت المراقبة الشديدة توصل إلى العاملة وطلب منها مراقبة المنزل وزرع بعض الكاميرات ببهو المسكن بشكل قانوني سيخدم قضية تهريب الأثار وقد تم
هذا بعدما أبلغ النائب العام بجميع المعلومات التي حصل عليها بالأدلة وأخذ الإذن منه بالمراقبة طلب أيضا من الفتاة بأن تبحث عن عقد تلك الزيجة العرفية وتقوم بتصويره عبر كاميرا هاتفها وقد حدث بالفعل فقد كان موضوعا بإهمال داخل درج الكومود فهذا العقد لا يشكل أهمية لتلك الشذى وتفكيرها المتحرر بأفكارا شاذة إبتسم بجانب فمه ورفع ذراعيه يمطئ ظهره باسترخاء قبل أن يستمع لنقرات كعب حذائها العالي وهي تقترب منه ليلتفت للخلف وسرعان ما أطلق صفيرا وهو يتطلع عليها مشدوها بجمالها الزائد عن الحد تبسمت لتدور حول حالها بمرح لتسأله وهي تستعرض ثوبها الانيق الذي ابتاعه لها خصيصا منذ إسبوع من دار أزياء عالمية مقرهاباريسليصل للتو كي تحضر به سهرتهما الأولى خارج الڤيلا
إيه رأيك
فرد ذراعيه بطريقة إستعراضية ومال برأسه جانبا لتقييم ثوبها الذي ارتدته للتأكد من ضبط المقاس لينطق بانبهار ظهر بمقلتيه
يجنن يا روحي كأن الفستان إتفصل مخصوص علشان حبيبة حبيبها
غمرها شعورا هائلا بالسعادة وهو يرفع حاجبه الأيسر بتمعن
بس كده هضطر أسفا أغير رأيي وبدل ما نخرج بالليل هنقضي السهرة هنا
قطبت جبينها مستغربة ليجيبها بمشاكسة وهو يهز رأسه بأسفا مزيفا
مش هستحمل أشوف نظرات الناس وهي بتبص على البرنسيس ويتملوا في جمال عيونها وسحر قوامها اللي جاب سيادة المستشار على بوزه
أطلقت ضحكاتها المتدللة على زوجها الذي لا يترك مناسبة إلا وغمرها بكلماته الغرامية التي تحمل روحها وتصعد لعڼان السماء لتقول بنبرة حماسية
هروح أغير الفستان وأعلقه علشان يبقى جاهز للسهرة
غمز بعينيه وهو ينطق بتوصية
إلبسي المايوة ويلا علشان ننزل البحر الجو تحفة النهاردة
أومأت له لتنسحب للداخل تحت نظراته العاشقة التي شملتها برعاية حتى اختفت خلف الباب بعد داخل البحر المقابل للفيلا التابعة لهما حيث الخصوصية التامة كانت تشعر باسترخاء تام لروحها لتقول بوجه يحمل الكثير من الرضا والسعادة وهي تتطلع على روعة المكان
عارف يا فؤاد حاسة إن المكان ده فيه من الجنة
تسطح على ظهره لينطق مصححا لها تفكيرها الخاطئ
لا يمكن يبقى فيه أي تشابه أو ربط بين مكان موجود على الأرض ومكان ربنا سبحانه وتعالى أبدع فيه علشان يقدمه مكافأة لعباده المخلصين الطائعين
ونعم بالله يا حبيبي...قالتها بخجل لتتابع بأسف
يمكن خاني التعبير لأن المكان سحرني
ابتسم وتحدث براحة
حتى المكان هنا إبداع من صنع الخالق لأن كل ده منظر طبيعية البحر والشجر والجو
أراحت رأسها على صدره لينطق بصياح معترض
إوعي تقولي إنك نعسانة
أطلقت ضحكة عالية لتقول وهي تتثاوب بنعاس وجسد خمول
وهو يعني بإيدي يا حبيبي والله ڠصب عني بلاقيني نعست
تنهد باستسلام لينطق بمداعبة
أنا شايف إننا نقطع الهاني مون ونروح ننام في بيتنا أحسن
لكزته بكتفه كاعتراض على سخريته منها ليطلق هو ضحكاته التي صدحت من حولهما وبدأ يعوم بها أسرع مما أسعدها.
من داخل صالة الزيارات الخاصة بسجن النساء المتواجد بالقاهرة الكبرى
تجلس تلك السيدة الأنيقة التي ظهر
الشيب والتجاعيد على وجهها بعد ما حدث لابنتها وزوجها تنتظر خروج ابنتها لحضور موعد الزيارة الشهري تنهدت بحزن ظهر على ملامحها وهي ترى خروج ابنتها بذاك الجلباب الأبيض والحجاب الموضوع على رأسها بإهمال تذكرت أناقتها وسحرها وجمالها الصارخ الذي كان يوقع كل من ينظر إليها من الرجال صريعا بعشقها أما الأن فقد تحولت على النقيض وانطفأت لمعة عينيها بفضل ما حدث لها رغم مرور عدة أعوام على مكوثها بالسجن إلا أنها لازالت للأن تعيش حالة من الإنكار للواقع وتحيا على أمل أن يسامحها زوجها ويعفو عن أخطائها ويأتي ليخرجها وتعود معه من جديد لتحيا حياة الترف والبذخ وتعوض ما فاتها في هذا المكان اللعېن أقبلت على والدتها التي وقفت تستقبلها والدموع ك كل مرة تقوم فيها بزيارتها بعد السلام والإطمئنان على صحتها سألتها الأخرى السؤال الروتيني لكل زيارة
لسه ما اتكلمتيش مع فؤاد تاني يا ماما
زفرت الأم بيأس من تعلق نجلتها بأوهام ليس لها أساسا سوى بمخيلتها المتعلقة بالماضي نطقت الأخرى تتسائل عندما طال صمت والدتها
مبترديش عليا ليه!
هتفت بحدة
هرد اقول لك إيه يا نجلا أنا تقريبا كل زيارة بنقضيها في الكلام في نفس الموضوع وكل مرة بجاوبك نفس الإجابة وياريتك بتقتنعي
يعني ما قابلتهوش!...قالتها بملامح وجه ساخطة لتتابع بحدة وهي تلقي اللوم عليها
طبعا مش هتروحي له ما أنت عايشة حياتك ولا همك رميتي في الزفت ده أنا متأكدة إن فؤاد لسة بيحبني بس محتاج يحس إني ندمانة على اللي عملته لو روحتي وبلغتيه ندمي وإني ناوية اخلف له الولد اللي بيحلم بيه أنا متأكدة إنه....
فؤاد إتجوز يا نجلا...نطقتها بقوة لتبتلع الاخرى باقي كلماتها وتظهر عليها صدمة وقوع الخبر لتهمس بهسيس غير مفهوم لدى والدتها
مس مستحيل فؤاد ېلمس ست غيري هو بيحبني أنا متأكدة ده ميقدرش يستغنى عني أصلا مش هيلاقي واحدة في سحري وجمالي
نزلت دموع والدتها لتنطق بقلب ېنزف لأجل وحيدتها التي تعيش خارج نطاق الواقع
فوقي بقى يا بنتي من الوهم اللي بقالك سنين حابسة نفسك فيه فؤاد لو بيحبك مكنش رماك هنا من أصله إنت دمرتيه بالمعنى الحرفي وجرحتي رجولته في أكتر من موضوع واسترسلت بتأكيد
واللي زي فؤاد عمره ما يسامح في الخېانة أبدا
إتجوز سميحة مش كده...قالتها بعينين حادتين لتتابع باستشاطة
طول عمرها بتجري وراه وهو ولا معبرها كانت هتتجنن يوم ما خطبني وفضلني عليها عمرها ما حبتني أكيد إستغلت بعدي عنه وحاولت توقعه في شباكها وواضح إنها نجحت
نظرت لوالدتها لتجيبها الاخرى بصوت استسلامي
مش سميحة أماني عبدالمجيد كانت معزومة على حفلة عندهم وهي اللي قالت لي الحفلة كانت بمناسبة جوازه وترقيته في نفس الوقت
واستطردت وهي تترقب نظرات ابنتها
أماني قالت لي إن شكله بيحبها قوي لأنه طول الوقت كان حاضن إيدها ومسبهاش دقيقة واحدة طول الحفلة قالت لي كمان إن طول الوقت كان بيضحك ووشه سعيد
تطلعت على والدتها بملامح وجه مبهمة لتتابع الأخيرة بنصح
إنسيه وحاولي تتأقلمي علشان تقدري تعدي الكام سنة اللي فاضلين لك هنا وتخرجي
أخذت نفسا عميقا ومازال الصمت يخيم عليها.
ليلا بجزر المالديف
بداخل أحد الأماكن الليلية المخصصة للسهر كانت ترقص اسلو بين يديه تستند برأسها على كتفه ي قائلا بجاذبية
حبيبي أحلا وأجمل وأرق ست شافتها عيوني
يسلبها عقلها بكلماته الرائعة يشعرها أنها سيدة قلبه الوحيدة ومالكة فؤاده لتعلو بكفها تتلاعب بأناملها الرقيقة بين خصلات شعره الناعمة مما أوشكه على فقدان عقله ليهمس بجوار أذنها بكلمات دعابية
بطلي شقاوة ومتنسيش إن إحنا بين الناس
قطبت جبينها لتنطق بمشاكسة
فصلتني يا شرشبيل
أجابها بغمزة وقحة
مبلاش تجبيه لنفسك لينتهي الامر في الچاكوزي
ضحكت بدلال وأسندت رأسها من جديد على صدره وهي تقول
أنا بحب أجيبه لنفسي
مال على أذنها وبدأ يهمس بكلمات جعلت روحها رخوة بين يديه تابعا رقصتيهما الناعمة حتى انتهت لينطق وهو يسحبها من كفها للإتجاه صوب الطاولة المحجوزة لهما
العشا نزل يا حبيبي يلا علشان جعت
تناولا عشائهما تحت عدم رغبة إيثار في تناول الطعام
وكالعادة اسندت السبب لتغيير البلد والعادات وبعد الإنتهاء عادا إلى المنزل بعد
أن تنزها داخل الجزيرة وبعد مرور حوالي الساعة كانت تستند بظهرها على صدر ذاك المستند بظهره على جدار الچاكوزي ملقيا رأسه للخلف أما سألها بصوت يوحي باسترخائه
مبسوطة يا حبيبي
إستدارت بجسدها لتقابل وجهه لتنطق بنبرة لإمرأة هائمة بعشق رجلها الأوحد
قوي يا حبيبي مبسوطة قوي وبتمنى الأوقات الحلوة دي تدوم
هتدوم يا عمري إن شاءالله هتدوم...
صباح اليوم التالي مباشرة
وقفت بوسط غرفتها لتضع وشاحا أسودا على كتفيها بعدما ارتدت عباءة سوداء وحجابا من نفس اللون لتتوشح بالسواد كاملا صوبت نظراتها الحادة نحو الباب وتوجهت إليه بعدما عقدت النية على وضع أول حجر في خطة ټدمير نصر وتجريده من منصبه الذي استقوى به وبات يتصرف كالطاووس المغرور خرجت من غرفتها لتجد جميع الرجال يجلسون ببهو المنزل منتظرين تجهيز وجبة الأفطار ليتناولوها ومن ثم ينصرفون كل إلى عمله اغلقت باب الغرفة بقوة لتصوب عليها أعين جميعهم وكانت تلك هي المرة الأولى التي ترى فيها ذاك الحقېر زوجها بعدما علمت بخسته معها فمنذ مشاجرتهما الاخيرة أمام أعين نجليهما وهي تسكن في غرفتها لحالها بينما انتقل هو لغرفة أخرى بعيدا عنها كاعتراضا منه على تعرضه لإهانة كبرى على يدها على مرأي ومسمع جميع ساكني المنزل رمقته بنظرات توحي پغضب چحيمي لو خرج لحوله لجمرة شديدة الإلتهاب لتصيح بكامل صوتها وهي تنادي على العاملة
صباح إنت يا بت
أتت الفتاة على عجالة لتنطق بصوت مرتجف
أؤمري يا ستهم
إطلعي قولي للغفير يقول للسواق يجهز العربية حالا
وقف طلعت يسألها مستغربا هيأتها وحديثها
على فين يا ستهم!
أجابته بقامة مرتفعة
رايحة عند خالك محمد
قطب نصر جبينه وهو يشملها مستغربا تصرفها عادة هي لا تخرج من المنزل مبكرا هكذا أما بالنسبة لأشقائها فهم دائما من يبادرون بزيارتها لما لها من هيبة بالعائلة قد فرضها والدها على الجميع سألها حسين بارتياب من هيأتها الحادة التي وبرغم تحكمها الرهيب بنوبة
ڠضبها التي لو سمحت لها بالخروج لأحرقت وما تركت أخضرا أو يابس لكنها لم تستطع التحكم بظهور الڠضب العارم على ملامحها
خير يا ستهم رايحة بدري ليه كده عند خالي!
أجابته وهي تعدل من وشاحها
عوزاه في موضوع
شعر بالريبة من هيأتها ليتنازل عن كبريائه ويبادر بالحديث معها ليسألها بنبرة جادة بعدما أثارت فضوله لمعرفته
موضوع إيه اللي موديك من النجمة كدة عند الناس ده تلاقيه لسه مصحيش من النوم لحد الوقت
إبتسمت ساخرة لترمقه بنظرات مبهمة إحتار بتفسيرهم لتنطق بزيف كي تزيل الشكوك من عقل ذاك الأحمق
رايحة له بسبب حتة الأرض البحرية اللي مراته ورثتها عن أبوها عاوزة أشتريها منها
وهي هتوافق!...سألها بفضول لتنطق بجبروت ليس بالجديد عليها
ڠصب عنها مش بمزاجها طالما ستهم أمرت يبقى مقدمهاش حل غير التنفيذ
وتابعت بضغط كي تشعره بالعجز
واهو بالمرة يشوف لي حد من معارفه الكبار يخرج لي عمرو من الحجز
استشاط داخله من تلك المرأة التي لا تفوت فرصة إلا وعرضته للإهانة وتشعره بصغر حجمه أمام أفراد عائلتها ليقطع نظراتهم الحادة ولوج الغفير مهرولا وهو يخبرها
العربية جاهزة يا ستهم
تحركت للخارج تحت نظرات نصر ونجلاه
خرجت لتجد السائق مهرولا ليفتح لها الباب استقلت المقعد الخلفي وانطلق السائق لتقول بنبرة جادة
وديني على بيت الحاج هارون إبن عمي ولو الحاج نصر ولا أي مخلوق سألك كنا فين هتقول له كنا عند الحاج محمد أخويا
واسترسلت بنبرة شديدة اللهجة
مفهوم يا عيسي ولا تحب أعيد كلامي
ابتلع الرجل ريقه لينطق متلعثما
مفهوم يا ست الناس
بعد قليل توقفت السيارة وترجلت لتدق باب المنزل وتفتح لها العاملة التي هتفت بعدم تصديق
يا أهلا بست الناس
سألتها وهي ټقتحم المنزل بخطواتها التي تشبه الطاووس بزهوه وعجرفته وكبريائه
سيدك هارون فين!
هنا اهو يا ستهم...قالتها المرأة وهي تشير للداخل حيث يجلس هارون حول منضدة الطعام بصحبة زوجته أزهار وأنجاله ليقف هارون مذهولا لما يراه بأم أعينه فتلك هي المرة الاولى التي تأتي بها لزيارته إبنة عمه وقصة عشقه القديم بل والأزلي التي فضلت عليه ذاك الحقېر وتزوجته رغم فقره وتدني مستوى عائلته المادي ترك الطعام من بين يده ليهرول لاستقبالها مهللا ك مراهق أحمق
أنا في حلم ولا في علم يا ولاد بقى معقول ستهم بنت الحاج ناصف على سن ورمح جايه تزورني في قلب بيتي
إزيك يا هارون... نطقتها باستعلاء ليجيبها بتذلل ونبرة توحي بعشق تلك الجبروت المستوطنة بأعماق قلبه ولن تمحى سوى بطلوع الروح
بخير طول ما انت بخير يا ست الناس
رمقت أزهار زوجها بنظرات إحتقارية وهي تراه يتذلل لتلك التي طالما بغضتها لعشق زوجها لها حتى قبل الزواج كان الجميع يفضلها على بنات العائلة لذا صرن جميع الفتيات يكنن بقلبهن حقدا لها فاقت من شرودها على صوت تلك المغرورة وهي تتهكم عليها
جرا لك إيه يا بنت عمي مش هترحبي بيا في بيتك ولا بلعتي لسانك من المفاجأة
ازدردت ريقها لتنطق بصوت خرج حاد رغما عنها
لساني لسه مطرحه وبيرن يا ستهم بس المفاجأة خلتني استغرب شوية
لتسترسل بنبرة أظهرت عدم ترحيبها بتلك الزيارة
خير يا إجلال!
إرتجف جسدها ړعبا عندما هدر صوت تلك الغاضبة لتنبيهها
إسمي ستهم يا أزهار إجلال ده محدش كان بيجرأ ينطقه إلا الحاج ناصف الله يرحمه
ابتلعت لعابها ليهدر بها زوجها موبخا إياها
جري لك إيه يا أزهار هتفضلي واقفة كده كتير إدخلي إنت ونسوان عيالك وبناتك جهزوا فطار يليق بستهم حالا
هتفت بنبرة صلبة جلجلت بالمكان
أنا مش جاية علشان أفطر يا هارون عندي كلمتين ليك هنقولهم وهمشي على طول...لتتابع بتعالي
شوف لنا حتة نعرف نتكلم فيها لوحدنا
نعم لوحدكم إزاي يعني!...كلمات حادة نطقتها أزهار ليصدح صوت إجلال متجاهلة حديث إبنة عمها
خلص يا هارون أنا مش فاضية للوقفة دي
أشار لها سريعا إلى حجرة إستقبال الضيوف وتحركا حتى اختفيا كلاهما تحت استشاطة أزهار التي هتفت من بين أسنانها والغيرة تنهش قلبها
ولية عقربة قليلة حيا ربنا يديني طولة العمر وأشوفك وإنت مذلولة يا إجلال يا بنت زهيرة قادر يا كريم
هتف نجلها الاكبر بتنبيه
إسكتي يا أما وخلي اليوم يعدي على خير
صمتت مجبرة خشية بطش تلك المتجبرة أما بالداخل جلس ذاك الابله مقابلا لها يتفحصها بنظرات عاشقة متشوقة لحبيبة الصبا لينطق بصوت خاضع
أؤمريني يا ست الناس
رمقته بنظرات مبهمة لتهتف هي بجبروت إمرأة قررت الإنتقام من رجلها المفضل
من غير لف ودوران وكلام كتير أنا عوزاك تقدم في إنتخابات مجلس الشعب
ذهل الرجل من طلبها ليسألها مستفسرا
قصدك الإنتخابات اللي هتبدأ بعد إسبوعين!
عليك نور...قالتها بتأكيد ليعود متسائلا باستغراب
طب ونصر!
كفاية عليه لحد كده هرشحك قصاده... قالتها بقامة مرفوعة ليبتلع لعابه ويسألها مستفسرا
طب ما أنا لو دخلت قصاده هو اللي هيكتسح زي كل سنة
أنا معاك
وفي ظهرك يا هارون يعني متقلقش...قالتها لتطمأنه ليجيبها بارتياب
نصر مبقاش قليل يا ستهم وعنده ناس ياما بره
البلد هتختاره
إشتعلت عينيها وامتلأت بشرارات الڠضب لتهتف بحدة من بين أسنانها
شكلك ناسي إنت قاعد قدام مين يا هارون أنا ستهم بنت الحاج ناصف وإخواتي وأنت وولاد عمك اللي عملتوا لنصر قيمة عن طريقي وأنا اللي بإيدي ههد القيمة دي وأزيلها من على الوجود
قطب جبينه وعلم أن نصر قد اخطأ وأغضب تلك الجبروت وسيزول ملكه بيدها ليسألها بتخابث
هو نصر هبب إيه خلاك قلبتي عليه بالشكل ده!
بعينين حادتين كنظرات الصقر أجابته
مش شغلك وياريت تنفذ اللي بقولك عليه من سكات
واسترسلت بنبرة ټهديدية
بدل ما أقلب عليك إنت كمان
ازدرد لعابه لتتابع بإملاء
جهز ورقك كله وقبل ما باب الترشيح يقفل بساعة واحدة هخلي المحامي ياخدك ويقدم لك الورق وبعدها هعمل إجتماع للعيلة وهبلغ الكل وكلنا هندعمك ونعمل لك دعاية في المركز كله
واسترسلت بابتسامة ساخرة
وأظن أهل المركز مش هيسيبوا إبن عيلة الهلالية ويدوا صوتهم لنصر
ابتسم لدهائها لتكمل هي
بس خلي بالك الكلام ده سر بينا يا هارون لو خرج لأي مخلوق قبل الساعة اللي اتفقنا عليها هزعلك قوي
قالتها بتحذير شديد اللهجة ليسألها مستفسرا
إشمعنا أنا يا ستهم ليه مش واحد من إخواتك!
اجابته لعلمها بشدة غيرة نصر من هارون لانه بالماضي كان أغنى واعرق منه مما جعل والدها وأشقائها يفضلونه على ذاك السعلوق التي تشبثت برأيها وتمسكت به لعشقها له وبالاخير إنساق الجميع لرغبة تلك الجامحة
علشان إنت الوحيد اللي هتوجع نصر قوي
أرجع ظهره للخلف وابتسم بزهو بعدما فهم المغزى من وراء حديثها.
بعد مرور عشرة أيام منذ سفر العاشقان عادا من جولة عشقهما منذ يومين ليلقيا ترحابا واحتواءا من جميع العائلة فاقت من نومها في حدود الحادية عشر ظهرا تمللت بفراشها وزفرت بضيق لكثرة وخمها في الفترة الاخيرة سحبت جسدها للأعلى لتستند بظهرها على خلفية التخت تغيرت ملامحها بعدما مرت بمخيلتها ما يشغل بالها منذ اليومين حينها فقط ربطت بين التأخير وبين حالة الوخم التي أصابتها منذ عشرة أيام بسطت ذراعها صوب الكومود لتجلب هاتفها وتطلب رقم الصيدلية القريبة من القصر طلبت منهم إحضار جهاز لإختبار الحمل المنزلي ثم تحركت إلى الحمام تحممت وقامت بتمشيط شعرها وارتدت ثيابها وأثناء وقوفها أمام مرآة الزينة لتضع القليل من كريمات الترطيب استمعت لبعض الطرقات لتدخل عزة وهي تحمل كيسا بلاستيكيا صغيرا قد أحضره عامل التوصيل لتنطق بوجه بشوش
صباحك فل يا ست البنات
استدارت لتجيبها بوجه شاحب قليلا
صباح الخير يا عزة
نطقت الأخرى وهي تشير لما بيدها
دليفري الصيدلية جاب لك الطلبية بتاعتك والست سعاد أدت له الحساب
أقبلت عليها وأخذت الكيس من يدها بطريقة متلهفة تعجبت لها عزة لتسألها مستغربة
هو أنت طالبة إيه يا إيثار!
واستطردت بصدق وصل للوقاحة
أصل فتحت الشنطة بس لقيت علبة مغلفة جوة ومعرفتش أخمن فيها إيه
اتسعت عينيها لتنطق باستهجان
يعني لو موصيتش الصيدلية يغلفوا الطلب للخصوصية كنتي هتشوفيه عادي!
ابتسمت لتنطق بطلقائية
إنت هتكبري الموضوع ليه ده أوردر من صيدلية يعني هيكون إيه غير دوا ولا مرهم
ابتسمت إيثار على تفكير تلك البسيطة التي تعشقها فلن تنسى فضلها عليها مهما مر العمر بهما فهي من شملتها وصغيرها بحنانها وحبها الصادق واهتمت بالصغير وكأنه حفيدها وطالما حرصت على تعليمه الجانب الديني والاخلاقي مع إيثار كشرح الصلاة والقرب من الله وحبه والخشوع منه كل هذا شفيعا لصاحبة أجمل وأنقى قلب كانت تريد أن تخبرها بما يدور بخلدها لكنها خشيت ثرثرتها وهي إلى الأن لم تتأكد من إذا كانت حاملة طفلا من زوجها الحبيب أم أنها أعراضا طبيعية لما مرت به مؤخرا بداية من تعرضها للخطڤ مرورا بسفرها مع الحبيب وتغيير الجو والطعام تحدثت بنبرة هادئة
ده كريم إلتهابات ومحبتش حد يشوفه
أومأت عزة بتفهم وتحدثت دون الإكتراث واعطاء الأمر أكثر مما يستحق
طب يلا يا حبيبتي علشان تفطري
إسبقيني على تحت وأنا هحصلك...قالتها بهدوء لتربت عليها الأخرى قائلة بحنو
متتأخريش عليا عاوزة أشرب معاك فنجان قهوة زي زمان
إبتسمت إيثار لتنطق وهي تمسك
بكفها الحنون
بس كده من عيوني يا ست عزة
واسترسلت بنبرة حماسية
وأنا بنفسي اللي هعمل لنا القهوة وهنشربها في الجنينة قدام حوض الورد بتاع علام باشا
ابتسمت المرأة بحنو وتحركت للخارج أما تلك المرتابة فأسرعت بفتح الإختبار وتوجهت للحمام مباشرة وقامت بالإلتزام بالتعليمات المدونة داخل النشرة الداخلية الملحقة بالجهاز وانتظرت تترقب بتمعن وساقيها لم تعد تحملاها من شدة القلق شعرت قلبها تدق بوتيرة مرتفعة لدرجة أنها تستمع لها وتشعر بقوتها لم يكن الحمل الأول لها لكن ظروفه تختلف كليا فحبيبها يستحق أن تزف له البشارة بذاك الخبر المنتظر له ولعائلته بالكامل تلون الإختبار فقد ظهرا الخطان بوضوح لكنها أرادت التأكد أكثر قبل الإفصاح عن الخبر فلن تغامر بمشاعر حبيبها أبدا
توجهت للحديقة تناولت طعامها دون شهية ودخلت المطبخ لتجد الجميع يعملون على قدم وساق لتجهيز وجبة الغداء فقد تخطت الساعة الثانية عشر ظهرا وقفت سعاد لاستقبالها تنحني للأمام وهي تتحدث بجدية نظرا لطبيعة عملها
أوامر سعادتك يا هانم
أجابتها ببشاشة وجه وهي تقبل عليهم
أنا جاية أعمل فنجانين قهوة ليا ولعزة
نظرن جميعهن لبعضهن باستغراب أما عزة الجالسة بجوارهن حول الطاولة فابتسمت بحبور وحنين لتنطق سعاد بنبرة جادة
حضرتك تقدري ترتاحي في الرسيبشن والقهوة هتيجي لحد حضرتك
بابتسامة بشوش وتواضع أجابتها
معلش يا مدام سعاد هكسر لك قوانينك المرة دي
ونظرت لعزة بحنين وحب لتسترسل
أصلي وعدت عزة إننا نشرب قهوة مع بعض في الجنينة وأنا اللي هعملها لها بنفسي
نظرن جميعهن إليها وابتسمن لتواضع تلك الجميلة فبرغم أنها أصبحت سيدة القصر المستقبلية بكونها زوجة الوريث الوحيد لعلام زين الدين لكنها تتعامل مع الجميع برقي وبساطة ولا تتعالى على إحداهن عكس تلك النجلا التي كانت تعاملهن بمنتهى الغرور والتعالي إبتسمت المرأة وتحدثت بلباقة واحترام زاد أضعاف ما قبل هذا الموقف النبيل
المطبخ كله تحت أمر جنابك يا هانم
متشكرة يا مدام سعاد...قالتها لتتحرك
نحو موقد الغاز لتهب عزة وتقترب منها لتساعدها جلبت لها وعاء القهوة وأخرى أشارت لها على السكر ومسحوق القهوة وبدأت هي بصنعها بكل الحب وبعد قليل تحركت بجوار عزة التي حملت الصينية واتجهتا إلى الحديقة جلستا بهدوء وبدأتا بارتشاف القهوة باستمتاع وجدت سيارة والدة زوجها تدلف من باب القصر لتصطف جانبا ويهرول السائق ليفتح بابها لتخرج عصمت بهيأتها الوقورة وقفت إيثار إحتراما لها بعدما وجدتها تقبل عليها بابتسامة حنون وهي تقول
يا سلام على الناس الرايقة اللي قاعدة تشرب قهوة
تحدثت باحترام وهي تشير لها بأن تجاورهما الجلوس
إتفضلي حضرتك وهخلي عزة تعمل لك فنجان حالا
أشارت بكفها لتنطق برقي
متشكرة يا حبيبتي أنا راجعة مصدعة شوية هاخد شاور ومسكن للصداع قبل ما علام باشا يرجع من شغله
بعد إذنكم...قالتها باحترام وانسحبت للداخل بطريقها لتنطق عزة باستحسان
والنبي الست دي زي العسل
بعد حوالي نصف ساعة كانت تجلس أمام مرآة زينتها تضع بعض المرطبات فوق بشړة
وجهها وساعديها بعد خروجها من الحمام استمعت لبعض الطرقات الخفيفة لتنطق بصوت رزين
إدخل
فتح الباب لتظهر منه إيثار بابتسامتها البشوش لتقف عصمت سريعا تستقبلها فتلك هي المرة الأولى التي تخطو بها لغرفتها
أهلا يا إيثار
تحدثت بنبرة خجلة
ممكن أتكلم مع حضرتك شوية
طبعا يا بنتي إتفضلي... قالتها بترحيب هائل لتنطق الاخرى على استحياء وهي تفرك كفيها ببعضيهما بطريقة أظهرت كم توترها
أنا عارفة إن حضرتك راجعة من الجامعة تعبانة ومش من الذوق إني أجي وازعجك بس فيه موضوع مهم طالبة مساعدتك فيه
تحركت إليها حين وجدت حيرتها وخجلها الزائد لتمسك كف يدها وتسحبها للداخل حتى وصلا للمقعدين المقابلين للفراش وتحدثت وهي تحسها على الجلوس لتقول
تعالي يا حبيبتي إقعدي وأطلبي اللي إنت عوزاه من غير كسوف واعتبريني زي ماما بالظبط
تحمحمت وبدأت تتلعثم بالحديث
أنا المفروض كانت البريود ميعادها من يومين لما اتأخرت طلبت إختبار من الصيدلية وعملته من شوية هو ظهرلي خطين أحمر بس أنا مش حابة أبلغ فؤاد غير لما اتأكد باختبار ډم
واسترسلت بخجل
فلو عند حضرتك وقت تكلمي فؤاد وتستأذني منه إني أخرج معاك بأي حجة ونروح أي معمل نعمل الإختبار ونتأكد قبل ما أبلغه مش حباه يتأمل ويفرح وبعدين لاقدر الله التيست يكون غلط وأبقى إتسببت له في إحباط
كانت تتحدث بتلقائية غير مستوعبة ما تخطر به تلك العطشة لهذا الخبر الذي طالما حلمت به وانتظرته حتى أنها يأست وظنته سرابا ولن يحدث من كثرة انتظاره بصعوبة أخرجت كلماتها المتلعثمة وهي تنطق
قولي الكلام اللي إنت قولتيه تاني كده
قطبت جبينها غير مستوعبة ما حدث لتلك السيدة لتتابع بعينين متسعتين
إيثار إنت بتقولي إنك عملتي إختبار وطلعتي حامل!
بتلقائية أجابتها
هو الإختبار ظهر خطين أحمر بس أنا حابة اتأكد
الحمدلله الحمدلله اللهم لك الحمد والشكر
ابتعدت إيثار لتنظر لها بتأثر شديد فمهما تخيلت فرحة تلك الراقية بذاك الخبر لم تتوقع شدة حبورها التي رأتها بعينيها لتنطق بنبرة هادئة
أنا مقدرة فرحة حضرتك بالخبر بس ياريت نتأكد الأول لأني مش حابة أحبطك ولا أحبط فؤاد
إنت أصلك مش فاهمة أهمية وقيمة الموضوع ده بالنسبة ليا أنا وسيادة المستشار...قالت جملتها بلهفة لتهرول على الهاتف وتضغط على رقم نجلها وتنتظر أتاها الرد سريعا لتنطق بصوت جاهدت ليخرج متزن
إزيك إنت يا حبيبي بقولك يا فؤاد كنت حابة استأذنك أخد إيثار معايا عند الكوافير أنا رجعت بدري النهاردة وقولت أروح للكوافيرة بتاعتي وبالمرة أخد معايا إيثار تعمل شعرها
نطق بحزم شديد يرجع لارتعابه عليها خاصتا بعد خروج ذاك الأرعن من محبسه منذ اربعة أيام
مش هينفع يا حبيبتي إيثار مينفعش تخرج من البيت من غيري
تطلعت لتلك الواقفة تنتظر لتنطق بإصرار
يا حبيبي البنت محپوسة في البيت مبتخرجش أبدا ولا حتى سمحت لها تستلم وظيفتها الجديدة في الشركة
بنبرة جادة أجابها
أنا مرتب لكل حاجة يا ماما أول ما أشوف الوقت مناسب لخروجها هتروح تستلم شغلها في الشركة إن شاءالله قبل كده مقدرش أغامر بأمانها
تحدثت وكأنها لم تستمع لمخاوفه لتنطق بنبرة حماسية
طب علشان خاطري خليها تيجي معايا النهاردة وصدقني مش هطلب منك إنها تخرج معايا تاني
عجيب إصرارك على خروجها معاك ده يا ماما!...قالها مضيقا عينيه ليتابع باستغراب
ده أنت عمرك ما اخدتي فريال معاك في أي مكان!
استشاطت من ذاك الفطن لتنطق بصوت متخاذل بعدما قررت اتباع سياسة الإبتزاز العاطفي عليه وتطلعت إلى إيثار لتغمز لها بعينيها بذات مغزى
خلاص يا فؤاد ومتشكرة لأنك عرفتني مقدار غلاوتي عندك
أغمض عينيه ومسح على وجهه بتعب لينطق بموافقة رغما عنه متفاديا إحزان قلب غاليته
وأنا مقدرش على زعل دكتورة عصمت الدويري خديها معاك وأنا هكلم نبيل أخليه يجهز عربية باتنين بودي جارد
شكرته ونظرت إلى إيثار وتحدثت بلهفة وهي تهرول باتجاه
خزانة ثيابها
روحي إلبسي بسرعة وأنا هغير هدومي وفي ثواني هكون جاهزة
أجابتها بسعادة نابعة لسعادة تلك الراقية
هكلم فؤاد استأذنه واجهز حالا
تطلعت عليها باحترام لتنطق بنبرة حنون
كنت عارفة إن ربنا هيعوض إبني عن اللي حصل له في حياته بس مهما تخيلت مكنتش هوصل لكرم ربنا اللي فاض عليه بيه
اجابتها بعينين تفيض عشقا
فؤاد ده عوضي ومكافأتي من ربنا هو مش بس جوزي ده حبيبي وأخويا وأبويا ده كل دنيتي هو ويوسف
ابتسمت لها عصمت وبعد قليل كانت تحادث زوجها للإستئذان لينطق بمشاكسة وهو يتحرك باتجاه النافذة الزجاجية بداخل مكتبه يتطلع منه على الشارع
ده إحنا إطورنا خالص وبقينا شطار وبنستأذن قبل ما نخرج أهو
هو أنت مبتنساش حاجة خالص...قالتها بمداعبة لينطق بنبرة حنون
عمري ما انسى أي حاجة حصلت ما بينا أنا عمري إبتدي من يوم ما ظهرتي في حياتي يا إيثار
تأثرت من صدق مشاعرة المتدفقة من بين كلماته المؤثرة لتنطق بنبرة تقطر حنانا وولها
وأنا عمري كله بقى ملك إيديك يا حبيبي
من شدة صدق نبراتها تأثر كثيرا فبدل الموضوع لينطق مشاكسا إياها
روحي إجهزي علشان ما تتأخريش وإرجعي بسرعة علشان تلحقي تنامي لك شوية النهاردة مفيش نوم بدري ومش هقبل أي أعذار
واسترسل بوقاحة لم يعرفها سوى مع من ملكت فؤاده واستوطنت
البدلة السودة هتتلبس النهاردة يعني هتتلبس وخلي إختيار الغنوة عليا
ضحكت كثيرا على حبيبها المشاكس الذي أصبح عاشقا لرقصها أغلقت لتجهيز حالها وبعد قليل كانت تجلس بمقابل والدة زوجها أمام مكتب طبيبة النساء والتوليد الخاصة بالعائلة لتنطق الطبيبة ببشاشة وجه
كل الاعراض اللي حكتيها لي دي بتأكد إن فيه حمل إن شاءالله
ثم رفعت ساعة يده تنظر بها قبل أن تنطق
إحنا عاملين الإختبار من... صمتت لتتابع بدقة
عشر دقايق كمان ونتيجة عينة الډم هتظهر وتأكد لنا
ابتسمت إيثار بارتياب لتسألها عصمت بجدية
هو ممكن الإختبار المنزلي يكون غير دقيق ويدي نتيجة غلط يا دكتورة
للأسف ساعات بتحصل...لتتابع بدقة
أه مرات نادرة بس بتحصل علشان كده أنا ك دكتورة بفضل تحليل الډم.
مر الوقت سريعا واستمعن لطرقات فوق الباب لتنطق الطبيبة بعملية
إدخل
ولجت العاملة لتتحدث وهي تتجه صوب الطبيبة باسطة يدها بالتقرير
نتيجة الفحص ظهرت يا دكتورة
إرتبكت إيثار بجلستها اما عصمت فتأهبت وتخشب جسدها بالكامل وتمعنت بملامح الطبيبة التي فتحت المظروف لتنطق بملامح وجه بشوشة
النتيجة إيجابية ألف مبروك.
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل السادس والثلاثون
أنا لها شمس .. بقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
دعوني أعترف لكم فالإعتراف بالحب فضيلة .. منذ أن تغلغل غرامها بدمي واستوطن القلب قلت لحالي والزهو يتملكني أنا لها شمس .. لكنني وجدت نفسى مخطئا .. فبمرور الوقت إكتشفت بأنني كنت أنا العليل وكانت هي لى الترياق .. كنت زاهدا في الحياة فرزقني الله حبها وبين ليلة وضحاها أصبحت هى لى حياة تحييني .. هبة من الله نزلت على حياتي كبلسم لتضيئها وتجعلها أكثر إشراقا .. هي جميلتي صغيرتي سر سعادتي .. أملي وسكني وسكينتي وملاذي الآمن .. هي من وضعت بين يديها روحي عن طيب خاطر .. أنثاي التي أغفو كل ليلة بجانبها بقلب مطمئن وروح سالمة متنعما بدفئ .. فإن كنت أنا لها شمس فهي لي الحياة بأكملها.
فؤاد علام
بقلمي روز أمين
ما أعظم الشعور بتحقيق حلما ظنتته سرابا خادع كلما إقتربت عليه إختفى وظهر بنقطة أبعد حتى خارت قواك من شدة اللهاث خلفه .. ويالها من سعادة عندما يهبط عليك غيث الله على هيئة خبرا تشتاقه اشتياق العليل للترياق .. هذا ما حدث مع تلك الأم المكلومة التي عاشت أعواما من الضياع وهي تري سنوات نجلها تمر هباءا أمام عينيها دون أن ترى له ولدا يحمل اسمه ويكون إمتدادا لجذور عائلته العريقة .. كانت تجلس بالمقعد الخلفي للسيارة تجاور تلك التي
وضعها الله بطريق نجلها كي تشرق لهم شمس الحياة وتنثر نورها بكل مكان داخل قصرهم العريق .. تشدد بمسكتها لقبضتيها ودموع السعادة تنهمر من مقلتيها ولم تنقطع منذ أن أكدت لهما الطبيبة خبر قدوم حفيدها الأول من ولدها الغالي .. تنهدت إيثار وتحدثت وهي تشملها بنظرات حنون..
كفاية عياط أرجوك .. حضرتك مبطلتيش عياط من ساعة ما الدكتورة أكدت لنا خبر الحمل
إكتفت بهزة من رأسها دون حديث .. فأي حديث يمكنه التعبير عن ما تشعر به من فرحة عارمة إجتاحت كل كيانها وتغلغلت .. لم تجد أفضل من جذبها لتسكنها داخل الحنون لتنطق بصوت متقطع بفضل دموع الحنين..
تعالي في يا حبيبتي .. تعالي في يا وش الخير
نطقتها بشهقات متعالية قطعت بها نياط قلب الاخرى التي وضعت رأسها فوق كتفها لتمسح تلك الحنون على ظهرها بلمسات كانت كبلسم لچرح عمرها العميق .. فمنذ نشأتها لم تشعر بعاطفة الأم ولا بحنانها .. كثيرا كانت ترى الفتيات يغمرن من أمهاتهن دونها .. طالما تمنت أن تتذوق طعم وتشعر لذته .. وكان الله بها رحيما حيث بعث لها بملاكها الحنون عزة تلك التي احتوت خۏفها ووحشة أيامها وشملتها بحنانها .. وها هي والدة زوجها الأن تقوم باحتوائها وتغمرها بحنان فريدا من نوعه .. حنانا بطعم الشكر والعرفان .. وكأن عصمت هي من تحتاج لإحتواء أحدهم وليس الأخرى .. شددت عصمت من ضمتها ومازالت دموعها الحنون تنهمر على مقلتيها دون توقف .. همست إيثار بنبرة حنون..
هو أنا ممكن أطلب من حضرتك طلب يا دكتورة
ابتعدت عصمت قليلا لتحتوي وجنتيها بحنان لتنطق بعينين تحمل الكثير من الحب والاحترام..
إنت تؤمري .. أي حاجة تعوزيها إن شالله
يكون لبن العصفور هجيبهولك .. بس قبل ما تقولي طلبك عاوزة أطلب منك أنا كمان طلب
هتفت دون تفكير..
أنا تحت أمر حضرتك
ابتسمت من بين دموعها لتنطق بكلمات يسيل من بين حروفها حنانا هائلا..
عوزاك تندهي لي ب ماما زي ما لقبتي علام باشا ب بابا
وتابعت سريعا بتبرير..
أنا عارفة إن ماما موجودة ربنا يبارك في عمرها .. ومكنتش حابة أطلب منك ده علشان مجبركيش على حاجة إنت مش حساها
رفعت كتفيها وبابتسامة حنون تابعت..
بس حقيقي محتاجة اسمعها منك بعد كل الحب والسعادة اللي قدمتيه لإبني ولينا كلنا
إنتفض داخلها حبورا وهزت رأسها بموافقة وهي تنطق بنبرة مرتبكة تأثرا بحديث تلك الصادقة..
حاضر .. حاضر يا ماما
شقت إبتسامة حنون لتخرج من بين دموعها ونطقت مستفهمة..
الوقت جه دورك .. يلا قولي اللي إنت عوزاه
نطقت وهي تتطلع عليها بنظرات خجلة..
أنا حابة أنا اللي أبلغ فؤاد بنفسي
واستطردت وعينيها هائمة بعشق رجلها الأول حيث بات حالها يتبدل كليا حين يذكر اسمه..
نفسي أشوف فرحة عيونه وأنا ببلغه بالخبر
إبتسمت السيدة وتحدثت بموافقة..
حقك طبعا .. أول ما نروح ونتغدا .. خدي فؤاد واقعدوا شوية في الجنينة .. وأنا هخلي عزة والبنات يطلعوا يجهزوا لكم الجناح لاحتفال صغير على قدكم
متشكرة يا ماما .. ربنا يخليك لينا...قالتها إيثار بمقلتين تكادا أن تدمعا من شدة تأثرهما لتنطق من جديد..
من حسن حظنا إن فيه بيوتي سنتر هنا في نفس العمارة وإلا الحرس كانوا هيبلغوا فؤاد بخطواتنا وكنا إنكشفنا
أجابتها عصمت بهدوء..
ما أنا علشان كده أصريت عليهم يفضلوا تحت العمارة وميطلعوش معانا
بعد مدة وصلتا لحديقة المنزل فترجلت كلا منهما تحت أعين الحرس المرافقين لهما وتحركت إيثار بجانب والدة زوجها التي سألت الحارس المسؤل عن أخذ السيارة ليصفها بالجراچ الخاص..
البشوات جم يا عامر..
مال برأسه للأسفل ليجيبها باحترام..
أيوا يا دكتورة .. سعادة الباشا الكبير وصل من نص ساعة والباشا الصغير لسة داخل قبل منكم حالا.
ما أن استمعت من الحارس عن عودة معشوقها حتى ارتجف جسدها وانتفض القلب ارتيابا .. لا تدري كيف سيستقبل هذا الخبر .. تعلم أنه سيسعد لكنها مرتابة ومتشوقة لفرحة عينيه .. تحركتا إلى الداخل وكل ذرة بجسد عصمت تنتفض فرحا وتريد الصړاخ لتعلن مهللة للعالم أجمع أن نجلها سيصبح أبا .. ولجتا من الباب الداخلي لتجدا فؤاد مازال بملابس عمله يقف بوسط البهو ممسكا بهاتفه ويتحدث إلى والده وشقيقته التي تجاور والدها الجلوس لينطق حين رأى كلتيهما مقبلتين عليه..
حمدالله على السلامة .. لسة رئيس الحرس مكلمني وبلغني إنكم وصلتم
واسترسل وهو ينظر لحبيبته بعينين متشوقة لرؤياها التي تسر قلبه وتبعث البهجة داخل نفسه..
قولت أستناك نطلع مع بعض على ما الغدا يجهز
تسارعت دقات قلبها وهي تتطلع عليه .. بعينيه حنان الدنيا بأكملها .. تأسرها كلماته الحنون واهتمامه الشامل لها يزيد من غلاوته أضعافا داخل قلبها العاشق .. انتفض جسدها وهي ترى عصمت تقترب منه وتحاوط وجنتيه بكفيها الحنونتين تمسد بهما وبدون مقدمات تدفقت دموع الفرح من جديد لتشهق مما جعل الجميع يرتجف هلعا عليها .. حملق بها ليسألها وهو يحتوى كتفيها بارتياب وصل لحد الهلع..
مالك يا ماما .. فيك إيه يا حبيبتي..
وكأنها كانت تنتظر كلماته لتزيد شهقاتها مما جعل علام يهب من مجلسه ويهرول عليها هو وفريال .. سألها علام باستغراب وهو يراها تحاوط صغيرها وتشمله بنظراتها ودموعها تنهمر وكأنها شلالات..
مالك يا عصمت
.. بټعيطي ليه يا حبيبتي .. إيه اللي حصل..
إلتفتت إلى إيثار وجدتها تبكي تأثرا باللحظة فتحدثت بأسف وهي تميل برأسها كاعتذار منها..
أنا أسفة يا إيثار .. مش هقدر أوفي بوعدي ليك
وضعت كفها على فمها تشهق لتهز رأسها بتفهم لموقفها وكأنها أعتطها التصريح للبوح بخبر الموسم .. جن جنونه عندما طالع حبيبته ورأى دموعها هي الأخرى لېصرخ وكأن صبره نفذ إلى هذا الحد وألف سيناريو وسيناريو بات يلوح بمخيلته رغم متابعته للحرس خطوة بخطوة منذ أن خرجتا من المنزل حتى عادتا سالمتين..
هو فيه إيه .. واحدة منكم تفهمني..
بدموع وتأثر نطقت وهي تتحسس ذقنه النابتة بلمسات تحمل حنان الدنيا بأكملها..
مبروك يا حبيبي .. إيثار حامل
نطقتها بشهقات عالية ودموع غزيرة مع إبتسامات وفرحة غمرت عينيها .. توليفة غريبة من المشاعر تجمعت لتخرج صادقة وتصل للجميع .. تصنم جسده ليضيق بين عينيه يحاول استيعاب الخبر الذي استقبله بخليط من المشاعر المتضاربة .. حبورا ليس له مثيل مغلفا بالقلق العميق مع رجفة سرت بجميع جسده إحتار بتفسيرها ليستفيق على صړخة فريال التي قفزت كالأطفال مهللة..
أااااه .. إنت بتتكلمي جد يا ماما .. يعني فؤاد أخويا هيبقى بابي.
جذبت عصمت صغيرها المتيبس لتغمره بقوة وقد زادت شهقاتها وهي تنطق بصوت متقطع..
الحمدلله .. مبروك يا حبيبي .. مبروك
كان ينظر على حبيبته المتطلعة عليه بأعين دامعة وحنانا بالغا وصله ليشمل روحه ويجعلها هائمة ..
لحظة إدراك يحاول من خلالها استيعاب ما نطقت به والدته منذ القليل ليتفاجأ بوالده الذي تهللت أساريره وهو يهرول على غير عادته صوب من اتخذها كإبنة له ليحتضن كفها ضاغطا عليه وبشعورا لا يقل عن ما أصاب زوجته همس بنبرة والد حنون..
مبروك يا أم حفيدي الغالي
أبتسمت لاجل سعادة ذاك الحنون لتجيبه بنبرة مملؤة بالحنو والتقدير والإحترام لذاك الراقي..
الله يبارك فيك يا بابا .. وربنا يبارك لنا في حضرتك وتحضر ولادة البيبي وتجوزه بنفسك
أجابها بحبور متأثرا من كلماتها التي طالما حلم بها وتمناها من رب العالمين..
شدي بس إنت حيلك وهاتيه وسيبي كل حاجة على بابا
واستطرد بعينين ممتنتين..
شكرا يا بنتي على إنك منحتيني أعيش اللحظة دي بعد ما كنت فقدت الأمل
هرولت فريال لټحتضنها وهي تقول بصوت لم تسعه الفرحة..
مبروك يا إيثار .. وأخيرا فؤاد هيبقى أب
بادلتها العناق بقلب يتراقص لسعادة الجميع التي تفاجأت بها .. فمهما تخيلت ردة فعل الجميع لا يمكن أن يصل خيالها لما تراه الأن من حالة رائعة من المشاعر المختلفة .. احتوى فؤاد وجنتي والدته وبات يجفف لها دموعها وهو ينطق بصوت متحشرج تأثرا بالحالة..
مبروك عليك يا حبيبتي وعقبال ما يتولد وتاخديه في .. وتربيه زي ما ربيتي أبوه وعمته
وتابع بدمعة فلتت من عينيه رغما عنه وهو يعتذر بعينيه قبل لسانه..
أنا أسف يا ماما .. عارف إني تعبتك كتير معايا .. بس والله كان ڠصب عني
وبعينين متألمتين لحال والدته نطق بصوت مرتجف..
سامحيني
لم تتحمل كلمات نجلها الحبيب لتدخل بنوبة بكاء يقطع نياط القلب وهي تتحدث متأثرة..
إنسى كل اللي فات يا حبيبي وخلينا في فرحتنا
جفف دموعه وترك والدته بعدما وجد والده يقترب عليه ليجذبه ويسكنه وإلى هنا وسكت الكلام .. ظلا كليهما يعانق الأخر ويربت فوق ظهره بقوة دون أن يتفوه أحدهما بحرف .. فكانت المشاعر أبلغ من أي كلام وأي حديث يستطيع شرح ما يشعر به كلاهما
من مشاعر .. وأخيرا إبتعد عنه ليهمس أمام عينيه بتفاخر..
وعدت ووفيت يا سيادة المستشار .. قولت الحفيد هيشرف قبل التسع شهور ما يعدوا وقد كان
واسترسل بأيحاء فهم مغزاه الأخر..
أحب فيك إخلاصك وتفانيك في العمل
ابتسم ليهمس لأبيه مندمجا مع تلميحاته..
معاليك لسه مشوفتش حاجة من إنجازات إبنك .. ده أنا هبهر سعادتك
أرجوك...قالها علام برجاء ليطلق كلاهما ضحكات مشاكسة .. عانق شقيقته أيضا ليتجه إلى تلك الواقفة تراقب عينيه بترقب وتمعن شديد .. وقف أمامها يتمعن بمقلتيها دون نطق حرف وبدون سابق إنذار جذبها ليشملها بقوة كأنه يريد شق صدره ليخبأها داخله ولا يراها سواه .. مدت يداها تحاوط ظهره وتمسح عليه بلمسات رقيقة ناعمة ولينة .. أراح رأسه فوق كتفها وډفن وجهه بجانب عنقها لتشعر بجسده يهتز بقوة تعجبت لها .. انتفض داخلها وهي تستمع لصوت أنين خاڤت يصدر منه لتتيقن أنه يبكي .. يا الله فحبيبها لأول مرة يبكي واختار هي بالذات ليبكي داخلها ويخرج مكنون صدره .. مسحت بكفها فوق ظهره بلين وباتت تحركه صعودا وهبوطا وهي تهمس له بصوت يقطر منه حنانا جعل جسده بالكامل يتخدر..
مبروك يا فؤاد .. متأكدة إنك هتبقى أعظم وأحن بابا في الدنيا كلها يا حبيبي
زادت شهقاته مع إهتزاز جسده مما جعل والديه وشقيقته يهرولون عليه للوقوف معه وهو يستقبل أهم خبر وأكثر اللحظات تأثرا بحياته .. حاوطته عصمت هو وزوجته بذراعيها وتعالت شهقاتها هي الأخرى تأثرا وشاركتهم فريال لتتعالى أصوات دموع الجميع في صورة يبكي لها الحجر
وضع علام كف يده يتلمس بها رأس نجله لينطق بصوت متأثرا..
إهدى يا فؤاد وحاول تتماسك علشان الشغالين
توقف عن البكاء وحاول جاهدا التحكم بحالة الشتت التي اصابته فور تلقيه الخبر .. أخذ نفسا مطولا قبل أن يبتعد قليلا وبسرعة قام بتجفيف دموعه وهو يشيح بوجهه بعيدا عنها ثم تطلع على عينيها وحاوط وجهها بكفيه لينطق بصوت متحشرج بفضل البكاء..
لو عيشت
عمري كله أشكرك على هديتك ليا مش هيكفي
واسترسل بشفاه مرتجفة..
شعور واحد بس من اللي حسيته النهاردة أنا وأهلي محتاج عمر بحاله لتسديد الدين
ابتسمت وشعرت بروحها تتراقص فرحا لا لشعورها بأنها صاحبة جميل عليه حاشى لله .. بل لشعور السعادة التي منحته للجميع وبالاخص فارسها الهمام .. نطقت بصوت متأثر..
الدين أنا اللي هعيش عمري كله أسدده ل ربنا سبحانه وتعالى وانا بسجد له في كل ركعة بصليها وأشكره على هديته ليا
تناست جميع من حولها وحاوطت وجنتيه بأناملها الرقيقة لتهمس بروائع الكلمات التي نزلت على قلبه كقطرات من ندى الصباح فأنعشته ليزدهر..
إنت أقيم وأعظم هدايا حياتي يا فؤاد
تهللت أساريره وشعر بانتعاشة روحه ليفيق على كلمات شقيقته المشاكسة التي وجهتها لوالديها..
طب يا جماعة أنا شايفة إننا ننسحب لأن شكلنا بقى وحش قوي
تعالت ضحكاتهم لينتفض جسده وكأنه استفاق من وقوع الخبر عليه ليهتف وهو يتفحصها بعناية وتلهف..
تعالي يا حبيبي إرتاحي
سحبها إلى الأريكة وأجلسها عليها ليهرول بجذب الوسادة الصغيرة ويضعها بمقدمة الأريكة لتريح ظهرها عليها ليرفع هو ساقيها ويمددها بطول الأريكة تحت خجلها من علام الذي شعر بهذا وحول بصره ليجلس بعيدا يشكر ربه في سريرته .. سألتها عصمت بنبرة حنون واهتمام..
مرتاحة كده.
هزت رأسها بذهول وسعادة هائلة شملت روحها جراء الإهتمام المبالغ التي تتلقاه على أيادي أفراد عائلة زوجها الحنون .. فشتان بين هذه العائلة الراقية
وبين عائلة نصر البنهاوي .. تحدثت عصمت وهي تتأهب للتحرك للداخل..
هخليهم يجهزوا لنا الغدا حالا
واسترسلت تسألها بحب ظهر بين بعينيها..
نفسك رايحة لحاجة يا حبيبتي اخليهم يجهزوها لك..
أجابتها باقتضاب..
لا يا ماما .. أي حاجة موجودة هاكلها
لتسألها الاخرى باهتمام بالغ..
طب لو حسيتي نفسك في أكله معينة أو فاكهة بلغيني على طول وأنا بنفسي هعملها لك بإيديا
رفع فؤاد أحد حاجبيه لينطق مشاكسا والدته..
يا سيدي على الدلع اللي عمرنا ما شفنا حتى ربعه
لكزته في ذراعه بخفة لتقول قبل أن تنصرف..
كان حد فيكم جاب لي حفيد قبل كده علشان ادلعه زيها..
هتفت فريال معترضة بملاطفة..
قصدك إيه يا ست ماما .. يعني أنا مجبتلكيش أحفاد قبل كده.
لتتابع وهي تنظر إلى فؤاد باعتراض مصطنع..
ولا علشان ده حفيدك من إبنك المدلل والقريب لقلبك
بالظبط كده...قالتها نكاية في صغيرتها ثم انصرفت إلى المطبخ لتهتف الأخرى تشتكي لوالدها تحت ضحكات الجميع..
سامع كلام الدكتورة يا سيادة المستشار
رفع كفاه لينطق بمداعبة..
خرجيني من مشاكلك إنت والدكتورة .. مفيش راجل عاقل يدخل نفسه بين إتنين ستات
مطت باعتراض وتذمر مصطنع .. ثم تحركت وجلبت غطاءا لتناوله لشقيقها الذي غمر جسد حبيبته ثم جلس على ركبتيه أرضا ليسألها بلهفة ظهرت برجفة صوته الحنون..
إنت كويسة .. فيه حاجة بټوجعك.
هزت رأسها يمينا ويسارا قبل أن تنطق بمشاكسة في محاولة منها لإخراجه من دوامة تلك المشاعر المختلطة التي سيطرت عليه..
أنا كويسة يا حبيبي .. بس عاوزة أنام
لبرهة ضيق عينيه قبل أن يفتحهما مشدوها بعدما فهم المغزي لينطق بأسف لائما حاله..
أنا أسف يا حبيبي .. إزاي مخدتش بالي من حاجة زي كده..
تبسمت لتلمس وجنته بنعومة وهي تقول للتخفيف عنه..
أنا نفسي مكنتش فاهمة إن النوم الكتير ده وراه تشريف ولي العهد .. قولت أكيد من اللي حصلي في الفترة الاخيرة والسفر وتغيير الجو والاكل
إبتسامة سعيدة لاحت فوق ثغره لينظر لبطنها مكوث صغيره بكم من الحنان لا يوصف .. أمسكت كفه تحثه على النهوض من جلوسه على الأرض وهي تقول بنبرة تشبه حنان الام..
قوم يا حبيبي علشان رجليك متوجعكش
همس بنبرة رجلا عاشقا حتى النخاع..
فداك تعبي وكل عمري يا عمرى .. ثم أنا مرتاح طول ما أنا جنبك .. تعبي الحقيقي في بعدك عن يا إيثار
واسترسل بعشق جارف..
إوعي تبعديني عن مهما حصل
تبسمت له وكادت أن تجيبه لكنها توقفت حين استمعت لصياح صغيرها الذي نطق باسمها وهو يهبط مهرولا من فوق الدرج تجاوره عزة التي تحاول اللحاق به بعدما أفلت كفه منها .. حيث حضر من المدرسة منذ قليل لتأخذه للأعلى وقامت بتحميمه وتغيير ثيابه بأخرى بيتية نظيفة..
مامي
شعرت بروحها ترفرف فرحا لرؤية من تبتهج النفس ويرق القلب له لينطق فؤاد وهو يشير له بحرص وقلب يرتجف ړعبا لأجله..
إنزل براحتك لتقع يا حبيبي
واسترسل منبها..
إمسكيه كويس يا عزة
هتفت تلك التي تهرول باتجاه الصغير حتى تمسكت بكفه الرقيق..
تعالى هنا يا مغلبني .. كده تفلت من إيدي
كان يجذبها للأسفل وهو يقول..
سبيني يا عزة .. إنت تخينة وبتنزلي في وقت كتير وأنا عاوز أروح لمامي
ضحك الجميع على ذاك المشاكس الصغير لينطق علام لائما له..
ينفع نقول لواحدة ست إنت تخينة يا چو..
اجابه وهو يهبط عبر الدرج..
لا يا جدو مش ينفع
سأله بشكل تربوي..
لما بنغلط في حد بنقول له إيه يا
چو.
نظر الصغير إلى عزة ليقول بابتسامة عذبة وعينين بريئة تدخل على النفس تبهجها..
سوري يا عزة
ولا يهمك يا نين عين عزة...قالتها لتنظر بهلع على تلك المتمددة على الاريكة ويوضع خلف ظهرها وسادة لتهتف مستفسرة بصوت قلق وهي تهرول باتجاهها..
مالك يا إيثار.
هرول الصغير ليرتمي غاليته بعدما وقف فؤاد ليفسح له الطريق لتهتف عزة بحدة وشراسة ظهرت بعينيها..
إوعي يكون اللي مايتسمى عمل لك حاجة تاني..
عزة...قالها فؤاد بنظرات تحذيرية وهو يعلمها بوجود الصغير .. ليتابع بابتسامة أظهرت طيران روحه وهيامها..
مبروك .. هتبقي تيتا
اتسعت عينيها بذهول ممتزجا بالسعادة قبل أن تهلل فرحا..
حامل
واقتربت ټحتضنها بحفاوة..
إنت حامل بجد يا إيثار.
ابتسمت لتهز رأسها تطمأنها .. حولت بصرها تتطلع على ذاك الواقف يضع كفيه بجيبي بنطاله لتنطق وهي تغمز له..
عيني عليك باردة يا سيادة المستشار .. الله أكبر
ابتسم بزهو ليداعبها بكلماته المشاكسة..
إحنا فينا من القر ولا إيه يا عزة.
ضيقت عينيها لتقول بنبرة صادقة..
العين متحسدش حبايبها يا باشا .. وإنت جوز الحبيبة الغالية
حبيبتي يا عزة .. ربنا يخليك ليا...قالتها تلك المتسطحة بنبرة حنون
اما فؤاد فأجابها وهو يرفع رأسه بزهو مصطنع أراد به مشاكستها التي بات يتقبلها مؤخرا بل ويعتاد عليها من تلك الطيبة..
حتى لو هتحسدي .. أنا الحسد مبيقصرش فيا
همست بصوت لا يسمعه سواها..
شوفي يختي الراجل وهو واقف منفوخ هيفرقع من الغرور زي الديك الرومي
انتشلها صوت علام الذي تحدث بنبرة توحي لشدة سعادته..
بمناسبة الخبر السعيد ده أنا محضر لك مفاجأة يا عزة
هتفت تسأله بسعادة..
خير يا سعادة الباشا.
أجابها بهدوء..
إن شاء الله هطلعك تحجي السنة دي .. بس متنسيش تدعي لنا وإنت واقفة على جبل عرفات
ترقرقت الدموع بعينيها لتنطق بعدم تصديق..
بتتكلم بجد يا باشا
عزة...قالها فؤاد لتنتبه لحديثها مع والده الذي نطق بكل تواضع مقدرا فرحة تلك المرأة البسيطة..
طبعا بتكلم جد يا عزة .. هو موضوع زي ده ينفع فيه هزار..
هتفت بسعادة وصوت حماسي اظهر تحمسها واشتياقها لقضاء تلك الفريضة
العظيمة التي طالما تمنتها وطلبتها من الله عز وجل..
متأخذنيش يا باشا .. من فرحتي معرفتش نفسي بقول إيه
إعتدلت إيثار لتمسك بكف تلك الحنون لينطق علام بطريقة راقية..
ولا يهمك يا عزة .. وألف مبروك
هتفت بفرحة..
يبارك لنا في عمر جنابك
ابتسم لها فؤاد لينطق بابتسامة سعيدة لأجلها..
مبروك يا عزة .. يا بخت اللي يرضى عنه علام باشا
ردت عليه بمشاكسة..
عقبال ما ترضى عني إنت كمان يا سيادة المستشار وتغير معاملة مرات الأب اللي بتعاملها لي دي
كل ده ومش راضي عنك يا مفترية...قالها مستغربا لتضحك وهي تجيبه..
بحب أناغشك يا باشا .. ده أنت جوز الغالية
ابتسم برضا لتنطق إيثار بسعادة لأجلها..
مبروك ياعزة
نطقت بسعادة وصوت حماسي..
الله يبارك فيك يا نور عيني .. ربنا يطمني عليك وتكملي شهور حملك على خير وتقومي لنا بالسلامة إنت والنونو
سألها يوسف باستغراب..
مامي .. إنت هتجيبي بيبي.
رفعه فؤاد ليجلس بجوار حبيبته ويضعه فوق ساقيه قائلا..
مامي هتجيب لنا بيبي جميل زي چو .. يبقى أخوك أو أختك حبيبتك
هتف مهللا بحماس..
أنا عاوز يبقى عندي أخت .. تبقى شبه بيسان ويبقى اسمها بيسان
لوى فاهه لينطق بصوت خاڤت..
ده الباشا طلع عاشق ولهان وإحنا مش واخدين بالنا
لكزته إيثار بكتفه لتضحك .. أقبلت عليهم عصمت لتقول بنبرة حماسية..
الغدا جاهز
لتسأل إيثار..
تحبي أجيب لك الغدا هنا يا حبيبتي.
اشارت بكف يدها لتنطق بامتنان..
لا يا ماما تسلمي
.. انا هقوم أكل معاكم علشان يوسف وفؤاد يعرفوا ياكلوا
تحدث بنبرة قلقة بشأنها ترجع لعدم خبرته بتلك الأمور..
حبيبي خليك مرتاحة وأنا وچو هناكل معاك هنا علشان متتعبيش والبيبي يتأذى
أنا كويسة يا فؤاد متقلقش...قالتها بابتسامة هادئة لتنطق عزة بمرح..
هيتأذى إيه بس يا باشا كفانا الشړ .. ده الله أكبر عليه طالع وحش لأبوه
واسترسلت وهي تعد على أصابع يدها..
لا الخطڤ ولا السفر بالطيارة والعوم زحزحوه من مكانه
شهقت عصمت لتنطق سريعا بانزعاج ظهر فوق ملامحها يرجع لاشتياقها الجارف واحتياجها القوي لقدوم ذاك الحفيد..
الله اكبر يا عزة .. سمي وكبري يا حبيبتي
ابتسمت لتجيبها بتلقائية..
كبرت والله وسميت يا هانم .. مټخافيش على إيثار مني .. لسة كنت بقول لفؤاد باشا .. عين الحبيب مبتحسدش
واسترسلت صادقة..
أنا بس حبيت أطمن الباشا على الباشا الصغير
نطق فؤاد بهدوء كي يهدئ من إنزعاج والدته..
حصل يا عزة
تركتهم وولجت إلى المطبخ لتساعد العاملات .. أقبلت فريال تصطحب صغيرتها التي هللت حين رأت يوسف وجرت عليه..
چو .. إنت جيت من المدرسة إمتى..
وقف يستقبلها وتحدث كشخص كبيرا عاقل..
وصلت من شوية .. طلعت أخدت شاور ولسه نازل
أشار علام للصغيرين ليلحقاه إلى غرفة الطعام
وقفت إيثار وسندها ذاك الحبيب لتسرع فريال وتساندها من الجهة الاخرى لتنطق إيثار باستغراب..
إيه يا جماعة اللي بتعملوه معايا ده .. أنا حامل على فكرة مش عاملة عملية جراحية.
نطقت فريال بملاطفة وهي تحسها على الحركة للأمام..
إسمعي الكلام ونفذيه بدل ما تاخدي مخالفة جماعية
كان يجلس داخل الحديقة ينفث دخان سيجارته بشراهة علها تنفس عن غضبه الكامن بصدره المشتعل .. لمح والدته تخرج من باب المنزل الداخلي تتحرك بزهو وكأن الكون ملكا لها .. اقبلت على ذاك الغاضب لتنطق وهي تجلس بالمقعد المقابل له..
مالك يا عمرو .. ودانك على شوية وهتطلع دخان ليه يا حبيبي
استشاط داخله فقد ترك الحبس منذ عدة أيام وحضر لمنزله ليفرض عليه والده الإقامة الجبرية ويخبر الغفر بمنعه من الخروج تحت أي ظروف ليسيطر على جنون ذاك الأرعن وتصرفاته الهوجاء حيث أنه ما ترك کاړثة إلا وفعلها .. صاح بحدة وڠضب أظهرا كم استيائه..
والمفروض إني أبقى مبسوط بحبستي دي..
واسترسل بسخط ناقما على أفعال والده..
بابا حابسني زي العيال الصغيرة .. مش قادر يفهم إني راجل معدي التلاتين وعندي عيل طولي
هتفت من بين أسنانها بمجرد ذكره للصغير فمنذ ذاك اليوم التي تلقت فيه ذلك الخبر المشؤم وعقلها رافض تقبل الفكرة واستيعابها..
ياريتك كنت عملت حساب العيل اللي بتقول عليه طولك مكناش وصلنا للي
إحنا فيه يا عمرو بيه
واسترسلت لائمة بحدة..
هو أنت يا ابني مش حاسس بالمصېبة اللي إنت عملتها .. إنت وصلت نفسك بغبائك ووصلتنا بإنك تتنازل عن ابنك للجربوعة بنت منيرة
طب خليني اخرج وانا ارجعه...قالها بنظرات مستعطفة لتهتف بحدة..
قصدك علشان تروح تجيب لنا مصېبة جديدة
تحدث بحدة وألم ظهر بعينيه..
أبويا كل اللي يهمه الإنتخابات وبس .. إنما ابني ولا في دماغه أصلا
واسترسل ملقيا باللوم على والده بالكامل..
قهرني وقلل مني قدام إبن ال
قام بسب فؤاد ليتابع بشزر ظهر بعينيه..
وخلاني اتنازلت عن ابني أول ما هدده بالكرسي بتاعه
نظرت أمامها وتحدثت بشراسة ظهرت بصوتها..
وحياتك قهرتك وذلك لدفعهولك التمن في أغلى حاجة عنده
واسترسلت بذات مغزى من بين أسنانها..
وأقهره على اللي باع الغالي والرخيص علشان يفضل محافظ
عليه
قطب جبينه ليسألها مستفسرا..
قصدك وكيل النيابة..
نظرت أمامها بشرود لتنطق بكلمات مبهمة..
ما تحطش في بالك .. أنا بس عوزاك تهدى وتكن لحد ما اليومين دول يعدوا على خير .. وبعدها وحياتك عندي لارجع لك يوسف جوه
بلهفة سألها كطفل متعلقا بدميته المفضلة..
وإيثار..
قطيعة تقطع إيثار واللي جايبينها...قالتها پغضب عارم ليستشيط غضبه لتتابع هي بسخط..
كفاية اللي حصل لك من وراها .. دي بت شؤم بنت....
قامت بسبها بلفظ نابي تحت ڠضب ذاك المدلل لتنتبه لولوج أكثر الأشخاص صارت تبغضهم بعدما كانت تعشق حتى أنفاسه وهي فتاة .. أقبل عليهما وهو يهمس لحاله بعدما لمحها ترمقه بحدة ويسبها بسريرته وما أن اقترب منهما حتى انتفضت واقفة كالتي لدغها عقرب وتركت المكان بأكمله ليهتف بصوت عالي كي يسمعها..
هما إذا حضرت الشياطين ذهبت ستهم ولا إيه.
لم تعير لحديثه اهتمام وتحركت بطريقها للداخل خشية من ان تفقد أعصابها وتوازنها التي تجاهد في ثباته وتطبق على عنقه ولا تتركه إلا بعد لفظه لأنفاسه الأخيرة .. تطلع إلى نجله ليسأله مشفقا على حاله فقد ترك ذقنه النابتة وما عاد يهتم بأناقته كالسابق حزنا واعتراضا منه على إجباره للإقامة بالمنزل رغما عنه .. نطق وهو يجلس مجاورا له..
وبعدين معاك يا عمرو .. هتفضل قاعد تندب حظك كده كتير زي الولايا
فضل الصمت ليتابع هو بنبرة حادة..
قوم يا ابني احلق دقنك دي واقعد مع مراتك وفرفش نفسك معاها .. خلي الايام تفوت لحد ما الانتخابات تعدي وبعدها إبقى اطلع واعمل ما بدالك
هب واقفا ليسأله باستغراب..
على فين يالا..
تطلع عليه قبل ان ينطق بسخرية..
رايح انفذ كلامك بالحرف يا سيادة النايب
تحرك صوب الداخل ليهتف هو بغل..
إبقى قابلني لو نفعت في حاجة يا دلوع ستهم
ليسترسل هامسا..
داهية تاخدكم بيت هم كلكم
ليلا
ولج لداخل شقته ليجد صوت اغاني شعبية يصدح من داخل غرفة نومه .. زفر بقوة وتحرك صوبها ليفتح الباب ويتفاجأ بتلك الوقحة التي ترتدي ملابس مٹيرة وتتراقص بتمايل حين تأكدت من صعوده .. تطلع عليها بتمعن لتتحرك إليه حين وجدت عينيه تمشط جسدها برغبة .. نطقت وهي تجذبه ليشاركها رقصتها..
تعالى ارقص معايا زي زمان
واسترسلت تذكره بماضيها القذر معه..
نسيت أيام ما كنت بجي لك المزرعة ونرقص سوا
تنهد بضيق لذكرها أبشع ماضي يبغضه ويذكره بما خسره مقابل تلك النزوة الرخيصة التي أنهت على زواجه حيث كان يحيا من اجله .. ومع ذلك لم يستطع الإبتعاد عنها ويرجع هذا لاحتياجه لها كأنثى ولحجز أبيه له في المنزل حيث لا ساقطات من اللولتي يغضب الله معهن .. حركته غريزته الحيوانية ليجذبها ويلقيها فوق الفراش وينضم إليها ليسعد داخل تلك الحية الرقطاء لاكتمال أركان ختطها الشيطانية دون اللجوء لوضع حبوبا منومة وخداعه.
داخل الجناح الخاص بفؤاد علام .. صعدا لجناحيهما بعدما اجتمع علام بالجميع وقاموا بأداء صلاة العشاء جماعة .. لينتهوا ويقومون بالدعاء والذكر شكر وعرفانا إلى الله سبحانه وتعالى حيث شملهم بكرمه الواسع وبعث لهم تلك الهدية الرائعة ليبث بقلوبهم جميعا السعادة
كان يستند على خلفية التخت مشددا على حبيبته داخل .. يمسد على شعرها بحنان والسعادة تجعل من روحه هائمة بالسماء .. همست تسأله بصوت ناعس..
مبسوط يا حبيبي.
أجابها بنبرة هائمة توحي لشدة حبوره..
حاسس إني هطير من السعادة
حرك كفه ليصل إلى بطنها وبات يتحسسها بشعور رهيب يحضره للمرة
الأولى لينطق بصوت غاية في التأثر..
معقولة فيه جواك حتة مني .. كل يوم هتكبر لحد ما يبقى بيبي ويخرج للدنيا علشان ينور لي حياتي
إعتدل بوجهه ليتمعن بعينيها متابعا..
نورتي دنيتي بحبك يا إيثار .. والنهاردة غيرتي حياة أهلي كلهم
ابتسمت لتنطق بكلمات حنون..
ربنا يقدرني وأقدر أسعدك يا حبيبي
مسد على وجهها لينطق بابتسامة حنون..
وجودك في حياتي ده أكبر سعادة بالنسبة لي
أردات مداعبة حبيبها لتسأله بمشاكسة..
زعلان مني.
منك إنت.....نطقها باستغراب ليتابع بنبرة تفيض عشقا..
عمري ما اقدر ازعل منك يا حبيبي .. وبعدين تفتكري ممكن أزعل منك في يوم زي ده
ابتسمت بدلال ليسألها بعدما لمح شقاوة أنثى تحوم بعينيها..
تقصدي إيه بسؤالك يا محتالة.
مطت لتنطق بمراوغة..
البدلة السودة اللي هتتركن تسع شهور
نطقتها لتخبئ وجهها بيديها ليضحك مقهقها قبل أن ينطق بوقاحة..
وتفتكري إني هسمح لك بده
كشفت عن وجهها تتمعن بملامحه باستغراب ليتابع بمداعبة..
إبني راجل قوي وهيتحمل رخامة أبوه ومزاجه العالي
واستطرد ضاحكا..
وعلى رأي عزة .. لا خطڤ ولا سفر قدروا يحركوه من مكانه .. مش هتيجي على رقصة أبوه الغلبان ويعترض يعني
قهقهت بانتشاء ليتابع هو بغمزة وابتسامة جذابة..
الإسبوع ده بس هسمح للباشا يرتاح وبعدها نستكمل فقرات مهرجان الرقص الشرقي اللي بدأناه سوا
سألته مستفهمة..
ليه بتتكلم عنه وكأنك متأكد إنه ولد
مط لينطق بلامبالاة..
مش شرط .. بالعكس أنا نفسي قوي في بنوتة
ليسترسل بعينين متشوقتين بقوة..
تبقى حبيبة بابا وبنت عمره كله .. ادلعها وأحطها جوة قلبي وأقفل عليها
احتدت ملامحها وتحولت لشرسة لتنطق بحدة وغيرة ظهرت بعينيها..
أنا بس اللي حبيبتك وبنت عمرك
انتبه لتلك الشرسة لينطق وهو يحتضن وجهها بنعومة ليحدثها بصيغة المذكر بدلال كطفلته..
إنت حبيبي الأول يا بابا .. ومهما سكن القلب بعدك من أحبه محدش يقدر يقرب من مكانك أبدا
تنهدت بسعادة لتلقي برأسها على صدره بارتياح وكعادتها مؤخرا غفت وهو يتحدث معها ليبتسم ويعدل من وضعيتها ليمدد جسدها ويقوم بوضع رأسها فوق الوسادة بعناية ثم جاورها الفراش محتضنا إياها بسعادة هائلة حتى غفى بين وغاص في سبات عميق
بعد مرور يومين .. في تمام الساعة السادسة صباحا .. ظهر ضوء الصباح ليعلن عن ميلاد يوم جديد ملئ بالأمل والتفاؤل عند البعض ومرعب للبعض الأخر
داخل منزل نصر البنهاوي
مازال الجميع غارقون بنومهم .. انتفض نصر وجلس يتلفت من حوله عندما استمع لطرقات متتالية فوق الباب بشكل عڼيف يوحي بحدوث کاړثة .. خرج نصر من غرفة نوم مجاورة لغرفته الأساسية التي احتلتها تلك المتجبرة منذ ذاك اليوم .. خرجت هي الاخرى لتسأله في ريبة..
مين الحمار اللي بيخبط علينا من النجمة بالشكل ده..
مش عارف .. ده صوت حسنين
الغفير ... نطقها نصر لتتعالي الطرقات والاصوات المنادية بصياح إلحقنا يا سيادة النايب
نزل طلعت الدرج مهرولا تلاه حسين الذي تسائل بفزع..
فيه إيه يا أبا..
أسرع نصر إلى الباب وقام بفتحه ليجد الغفير المسؤل عن حراسة منزله يجاوره حارس المزرعة التابعة لنصر البنهاوي حسنين ېصرخ والهلع يملؤ ملامحه..
إلحقنا يا سيادة النايب
سأله والسخط يقفز من بين عينيه وقد أوشك على الفتك به..
في إيه يا طور منك ليه..
صړخ الرجل قائلا بړعب..
لقينا قتيلة جنب سور المزرعة بتاعت جنابك والدنيا هناك مقلوبة.
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل السابع والثلاثون
أنا لها شمس بقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
اتسعت أعين نصر بذهول لما استمع إليه من حارس المزرعة ليصيح بهلع وهو يوبخ الرجل
يومك مش باين له ملامح...إيه اللي بتقوله ده على الصبح
هتفت إجلال بصوت حاد أرعب الرجل وهي تسأله بحدة
مين دي يا واد !حد من البلد
اجابها الرجل بصوت لاهث وصدمة بعينية
مش هتصدقي يا ست الناس... تبقى نسرين مرات الواد عزيز إبن غانم الجوهري
شهقت جميع نسوة المنزل اللواتي نزلن خلف أزواجهن عندما استمعن للطرقات العالية لتضع سمية كف يدها على فمها وهي تهمس إلى ياسمين بذهول
يا نهار إسود...نسرين إتقتلت!
تطلعت عليها ياسمين والړعب ملئ عينيها لينتشلها صوت نصر الغاضب
ودي أنهي مصېبة حدفتها ناحية مزرعتي...يعني من بين أطيان البلد ومزارعها مختارتش تتنيل إلا جنب مزرعتي
هتف الرجل ليعلم سيده
غير هدومك وتعالى بسرعة يا حاج...الدنيا مقلوبة هناك وزمان الحكومة وصلت
قطب نصر جبينه وقبل أن يطرح سؤاله أجاب عليه الأخر ليسترسل بإبانة
أصل الحاج سعد أبو حمدان كان معدي بعربيته رايح يشق على أرضه...قوم لما لقى الناس ملمومة نزل يشوف فيه إيه...ولما شاف القتيلة إتصل بظابط المركز وبلغه...وزمانه على وصول
استدار نصر وهتف وهو يهرول للداخل كي يرتدي ثيابه
أنا قلبي كان حاسس إن الإنتخابات دي مهتعديش على خير
واستطرد وهو يوجه أنجاله الثلاث
غيروا هدومكم وتعالوا معايا نشوف المصېبة دي كمان
رفعت إجلال حاجبها لتنطق بما لاح بمخيلتها
يكونش الواد عزيز شاف عليها حاجة كدة ولا كدة وقټلها وتاوا چتتها عند المزرعة علشان يبعد عنه الشبهة
لتسترسل بافتراء وتشكيك بسمعة إمرأة سارت في ذمة الله دون الخشوع لحرمة المۏت
البت دي أصلها غريبة كده ومش سالكة
هتفت سمية باندفاع
تسلم دماغك يا ستهم
واسترسلت وهي تدق بقبضة يدها على باطن كفها الأخر
هو أكيد ده اللي حصل
نظر لها طلعت لينطق مشككا
وهو عزيز هيسيب البلد كلها وييجي ېقتلها جنب المزرعة بتاعتنا ليه !
إنتوا لسه هتحكوا وتحققوا في اللي قتل واللي اټقتل...ملعو....أبوهم الإتنين !...نطقها نصر وهو يرمق ذكوره الثلاث ليسترسل ساخطا وهو يرمقهم بحدة
إنجر منك ليه على فوق وخمس دقايق تبقوا قدامي هنا
رمقت زوجها بنظرات كارهة وانتظرت حتى خرج الرجال من المنزل لتلج إلى غرفتها وتقوم بغلق بابها وتسرع على الهاتف الجوال وتلتقطة...ضغطت على زر الاتصال وانتظرت إجابة ذاك الأبله الذي مازال غافيا بتخته...زفر بضيق وسب المتصل بلفظ نابي قبل أن يسحب الهاتف الذي ما أن نظر بشاشته حتى انتفض جالسا ليهتف سريعا بعدم تصديق ولهفة ظهرت بحرف كلماته
ست الستات بتتصل بيا بنفسها...أنا مش مصدق نفسي يا ولاد
هتفت بعينين تطلقان سهاما ڼارية تنم عن مدى اشتعال قلبها من غدر من فضلته على الجميع ورفعته لمكانة لم يكن بيوما يحلم بها وما كان منه سوى مقابلة المعروف بالنكران
بطل رغي يا هارون وقول لي عملت إيه في الموضوع اللي كلفتك بيه
تذكر عندما هاتفته منذ يومين ليأتي لها بعنوان شقة بالقاهرة مسجلة باسم زوجها...فقد عمتها الغيرة وأرادت أن تستعلم عن المكان الذي اشتراه بمالها وأفضال والدها وعائلتها عليه ليأتي بإحداهن كيتتنعم هي بمالها...أرادت أن ترى من هي تلك الحقېرة التي استطاعت
وجعلت منه خائڼ لعهد من منحته كل شئ وصل إليه مقابل الولاء...أرادت أيضا أن ټنتقم منها أشد اڼتقام لتجعلها عبرة لمن تقترب على رجلها...نطق هارون بارتباك
مهو...أصل
بلهجة غاضبة صاحت هادرة
إنت لسه هتمأمأ لي...قول لي لقيت الشقة اللي باسم نصر ولا لسه
نطق سريعا يعلمها بخطوات سيره كي يهدأ من حدة ڠضبها الثائر
هلاقيها...أنا مش ساكت يا ستهم...بعت محامي يدعبس لي عند موظف في الشهر العقاري بس لسه الراجل ملقاش حاجة...الصبر
واسترسل مستفسرا بجبين مقطب
بس لو أعرف إيه اللي في دماغك وترسيني على الحوار
واستطرد بدهاء
هو أنت شاكة إن نصر يعرف عليك واحدة يا ستهم !
إنت هتخيب وهتنسى روحك ولا إيه يا هارون...قالتها بحدة لتسترسل بنبرة تحذيرية
متخلنيش أغضب عليك واسحب وعدي اللي ادتهولك وأشوف حد تاني غيرك ياخد كرسي المجلس
ارتبك لينطق متلبكا
إهدي يا ستهم واديني يومين بس...وكل اللي عوزاه هيكون عندك
فتح الباب لتظهر من فتحته أزهار التي كانت تعد طعام الفطار هي وزوجات أنجالها لتتحدث إليه بهدوء
يلا يا هارون علشان تفطر
هز رأسه ليتفاجأ بتلك ال إجلال تغلق الهاتف دون أن تعيره أي إهتمام ليرمق هو زوجته قائلا بعدما ألقى بالهاتف پعنف فوق الفراش
روحي وأنا جاي وراك
أما داخل منزل غانم الجوهري...كانت تجلس أمام أحد أفران الغاز تصنع الخبز لعائلتها تجاورها نوارة التي تساعدها ومازال جميع أفراد المنزل نائمون...استمعتا لطرقات شديدة فوق الباب لتهتف منيرة بصوت مرتجف
يا ستار يارب...مين اللي بيخبط علينا كده من النجمة...دي الشمس لسه مطلعتش
هتفت نوارة وهي تهرول باتجاه الباب
هروح أشوف مين...إستر يا ستار
وصلت إلى الباب وتعجبت حين رأت ذاك الترباس مفتوح...لتهز كتفيها بلامبالاة ثم فتحت الباب لتجد إمرأة جارة لهم تهتف والفزع يظهر على وجهها المذهول وجميع المارة ينظرون عليها ويهرولون في إتجاه واحد
إلحقي يا نوارة...البلد مقلوبة وبيقولوا لاقوا نسرين مقتولة عند المزرعة بتاعت الحاج نصر البنهاوي
قطبت جبينها لتسألها بعدم استيعاب
نسرين مين يا أم خالد !
نسرين سلفتك يا بت...قالتها المرأة لتنطق الأخرى بنفي قاطع
نسرين مين يا ولية يا مخرفة إنت...نسرين نايمة فوق في شقتها
أكدت المرأة بحديثها الذي أخبرها به زوجها وطلب منها إخبار جيرانهم
وأنا يختي هكذب عليك ليه...ده جوزي بنفسه اللي شافها واتعرف عليها...كان رايح هو والأنفار يرووا أرض الحاج سعد ابو حمدان ولقوها متكومة جنب سور المزرعة ولما عدلوها لقيوها مضړوبة في بطنها كذا مرة وسايحة في ډمها...وجوزي عرفها على طول
هرولت نوارة لتخبر والدة زوجها و صعدت لتخبر زوجها فهرول يطرق الباب على شقيقه الذي تحدث بذهول بعدما سأله عن زوجته
نسرين مش موجودة...مع إنها نايمة قبل مني بالليل !
ابتلع وجدي لعابه وتحدث وهو يضع كفه على كتف شقيقه كنوع من المؤازرة
غير هدومك وتعالى معايا يا عزيز
قطب جبينه وهو يتطلع لنظرات شقيقه ووالدته الحزينة
فيه إيه يا وجدي
تنهد پألم لينطق بصوت حزين
فيه ناس بتقول إنهم لقيوا چثة نسرين عند مزرعة نصر البنهاوي...وواضح إنها مقتولة من بالليل
أمسك بتلاليب أخيه لېصرخ بحدة مدافعا عن رجولته في المقام الاول
إنت اټجننت يا وجدي...إيه اللي هيودي مراتي في حتة مقطوعة في وقت زي ده
نطقت منيرة بصوت حازم وهي تبعد كف نجلها عن شقيقه
سيب أخوك وادخل إلبس لك جلبية وروح معاه شوفوا حكاية المصېبة دي إيه
تطلع على والدته بتيهة ليهرول للداخل بعد أن شعر بصحة حديثها...بعد قليل حضر نصر وانجاله وجد الشرطة قد حضرت
وحاوطت الچثة وبدأت في استجواب الشهود...اقترب نصر من الضابط لينطق بصوت جاد وهو يتطلع على الچثة الملقاه على الأرض بجانب السور ومغطاه بشرشف جلبه أحد الحضور ليستر به القتيلة...مد يده للمصافحة قائلا
إزيك يا باشا
طالعه الرجل لينطق وهو يمد خاصته
اهلا بيك يا سيادة النائب
سأله مستفسرا
خير يا باشا...إيه اللي حصل !
بنبرة متهكمة تحدث إليه الضابط
المفروض إنت اللي تقول لنا إيه اللي حصل...البلد بلدك وإنت كبيرها والچريمة حاصلة جنب مزرعتك
توزعت نظراته على من حوله ليجد نظرات الناس الشامتة به لتقليل الضابط منه ليرتبك وهو يتحدث
البركة في معاليك يا باشا...إنت اللي هتجيب القاټل من قفاه إن شاءالله
حضر عزيز بصحبة وجدي ومنيرة ليهرول عزيز على الچثة متخطيا رجال الشرطة وكاد أن يكشف وجهها فهدر به الشرطي بحدة
إبعد يا راجل من هنا
أنا جوزها...قالها پجنون لينطق الضابط وهو يشير للعسكري
سيبه يشوفها ويتأكد إن كانت هي ولا لاء
رفع عزيز الغطاء عن وجه القتيلة لينكمش قلبه حين رأى وجهها وأثار أظافر محفورة بطول وجهها لټشوهه...ابتلع لعابه واهتز جسده لتلك الکاړثة التي حلت به فاق على صوت الضابط حيث هتف بقوة
هي دي مراتك !
أغمض عينيه يعتصرهما بقوة ليهز رأسه بإيجاب لينطق الضابط مرة أخرى بلهجة أمرة
تعالى هنا
تحرك إلى الضابط الذي بدأ باستجوابه ليخبره أنه تفاجأ بشقيقه يخبره بذاك الخبر المشؤم وأن أخر مرة رأى بها زوجته حين صنعت له كوبا من الشاي الساخن ثم ولجت لغرفة النوم الخاصة بهما وغفت ليلحقها هو سريعا بعد أن شرب المشروب وشعر بثقل شديد برأسه ليغفو بسرعة عجيبة بمجرد وضعه لرأسه على الوسادة ولم يشعر بشئ سوى صباحا على خبطات شقيقه...
حضر أيضا والداي نسرين وشقيقتها التي صړخت عندما كشفت وجهها أما والدتها فباتت تصرخ وأمسكت بتلابيب عزيز قائلة
مين اللي قتل البت يا عزيز...إنطق
وكتاب الله ما أعرف حاجة...أنا قومت على الخبر زيي زيكم يا ناس...قالها بهلع من مظهر الأم لتصرخ قائلة
يعني البت هتمشي من جنبك وإنت نايم ومش هتحس بيها !
صاح مدافعا عن حاله من نظرة الشك التي بعينيها
والله ما اعرف خرجت إمتى وازاي...إحنا كنا قاعدين بالليل لقيتها عملت لي كباية شاي ودخلت نامت على طول...وانا شربت الشاي وراسي تقلت دخلت نمت جنبها محسيتش بنفسي اللي الصبح
صاح الضابط لينطق بحدة أمرا رجاله بعدما حضرت سيارة الإسعاف
خد لي جوز القتيلة واهلها على القسم علشان نستجوبهم في محضر رسمي يا ابني
انفض الجميع ونقلت الچثة إلى المشرحة لتحديد سبب الۏفاة
في مزرعة أخرى ولكن مختلفة كليا...مزرعة الخيول الخاصة بعائلة الزين والتي تحتوى على أندر وأغلى أنواع الخيول العربية الأصيلة...توجد بالمزرعة إستراحة كبيرة مجهزة على أعلى مستوى من الأثاث والمفروشات والاجهزة التي تليق بعائلة الزين حيث يأتون إليها من الحين للأخر لقضاء العطلات الرسمية وسط الحديقة بمساحتها الشاسعة والمليئة بأشجار ثمار الفواكة المتنوعة والنخيل والزهور أيضا مما أعطاها مظهرا خلابا ومكانا مناسبا لقضاء عطلة مريحة
حضرت عائلة علام بناءا على دعوة من شقيقه أحمد الذي أصر على الدعوة للإحتفال بزواج إبن شقيقه بتلك الفاتنة وتقدم بالدعوة أيضا إلى أيهم شقيقها الذي بدأ بالعمل معه بالشركة
وصلت الثلاث سيارات بالتوالي إلى المزرعة...علام وبصحبته زوجته الراقيه ثم ماجد وزوجته ونجلاهما بسيارة ماجد الخاصة...وبالأخير توقف ذاك العاشق بالسيارة الخاصة به وبصحبته
زوجته وأيهم يجاوره صغير شقيقته...ترجل سريعا ليتوجه للجهة الأخرى ليفتح الباب لأميرة قلبه
الذي توجها على عرش قلبها...مد يده لتضع خاصتها ليحتويها وهو يقول بصوت حنون
إنزلي براحتك يا بابا
تطلعت لعينيه وباتت تشكر الله على تلك العطية الثمينة الذي وهبها لها كهدية على صبرها على الإبتلاءات التي تعرضت لها طيلة سنواتها...أسرعت عليها عصمت لتسألها بلهفة أم
إنت كويسة يا حبيبتي...الطريق كان مريح بالنسبة لك !
بادلتها بابتسامة ممتنة وهي تخبرها
أنا بخير يا ماما الحمدلله
كان أحمد واقفا في استقبالهم هو وعائلته وسميحة حيث إكفهرت ملامحها وهي ترى إهتمام الرجل التي لم تعشق سواه بأخرى...تبادل الجميع التحية ووصل فؤاد إلى سميحة التي تحدثت بابتسامة سعيدة وصوت هائم وهي ترى حبيبها
إزيك يا فؤاد
كادت أن تحتضنه فصدها بهدوء حيث ارجع جسده للخلف ومد يده باستقامه قائلا بابتسامة هادئة
إزيك إنت يا سميحة...أخبارك إيه
سحب يده سريعا تحت ذهولها ثم عاود ليحاوط كتف حبيبته التي شعرت بكم هائل من الراحة والحبور لتتطلع عليه بعينين ممتنتين هائمة في عشق رجلها الفريد...بادلها الإبتسامة باخرى مغرمة ليتحدث أحمد وهو يشير للجميع
إتفضلوا يا جماعة واقفين ليه
ثم استرسل مازحا وهو يحاوط كتف شقيقه ويتحركان باتجاه الطاولات المعدة للجلوس في الهواء الطلق
اللي يسمعني وأنا بعزم عليكم بقلب جامد بالشكل ده يقول إن المزرعة ملكي وإنتوا ضيوف عندي
ربت علام على ظهر شقيقه ليبتسم قائلا بنبرة حنون
كل حاجة تحت رجليك يا حبيبي...كفاية بشاشة وشك ومقابلتك اللي تشرح القلب
ربت كلا منهما على ظهر الاخر بحنو لتزفر نجوى بضيق فهي لا تطيق عائلة زوجها ولا تحبذ الوجود معهم بمكان واحد...جلس الجميع لتتحدث بنبرة متعالية وهي تطالع إيثار بتقليل
سمعت إنك روحتي المالديف مع سيادة المستشار
إممم...هكذا ردت عليها إيثار بابتسامة صفراء ردا على نظراتها المقللة لتتابع الاخرى بتعالي
أكيد دي أول مرة تزوريها
كادت أن تجيبها ليقاطعها أحمد الذي سأم إسلوب زوجته المستفز والمتعالي مع أفراد عائلته لينطق بما أفحم نجوى وجعل الڼار تشتعل بداخل قلبها
على أساس إنك روحتيها قبل جوازنا مثلا...المالديف معروف معظم الزائرين بيكونوا أزواج
إبتسمت له ليسألها بملاطفة كي يزيل أثار كلمات تلك المستفزة المسمۏمة
مقولتليش يا إيثار...الباشا بتاعنا خرجك هناك وشرفنا ولا حبسك في الشالية وعمل فيها الفرعون المصري
ابتسمت بسعادة لتنطق وهي تنظر لحبيبها الجالس بجوارها
الباشا على طول مشرفكم يا عمو
واسترسلت وهي تحتضن كفه برعاية
أنا أكتر ست محظوظة في الدنيا كلها
حبيبي...همس بها وهو يتعمق بعينيها تحت اشتعال سميحة وضيق نجوى التي تتحسس من رؤية أي شخص سعيد...تحدث أحمد بنبرة ودودة إلى أيهم
منور يا أيهم
ده نورك يا أحمد باشا...نطقها الشاب على استحياء ليوجه له علام حديثه كي يجعله يندمج بالاجواء
إيه رأيك في المزرعة يا أيهم
نطق بلباقة
حلوة قوي يا سيادة المستشار وأحلا ما فيها إنتم
تسلم يا حبيبي ده من ذوقك...قالها علام ليتايع
عندنا خيول حلوة قوي هنا هتعجبك لما تشوفها
هتف يوسف الجالس بجوار الصغيرة بيسان بأخر الطاولة تصاحبهما المربية
مش هتوريني الحصان ونركبه زي المرة اللي فاتت يا جدو
نطق علام بصوت حماسي
إنت بالذات محضر لك هدية حلوة قوي يا چو
سأله بفضول
هدية إيه !
لما ناكل هوريها لك بنفسي...قالها علام ليتابع بملاطفة لشقيقه
فين يا سيدي الفطار...من إمبارح وإنت واكل دماغي في الكلام عن الفطير المشلتت اللي هتخلي البنات يعملوه من النجمة والعسل اللي جاي من الخلية مباشر والجبنة ومعرفش إيه
واسترسل تحت ضحكات الجميع
وأدينا قاعدين لينا ساعة لا
شوفنا فطير ولا حمام
أجاب شقيقه بنبرة مرحة
الفطير هناكله حالا لكن الحمام والذي منه على الغدا يا سيادة المستشار
نطقت عصمت بملاطفة
إهدى شوية على الباشمهندس يا سيادة المستشار...وبعدين هو أحنا لحقنا ناخد نفسنا
رد على زوجته مشاكسا شقيقه بطريقة لطيفة
مش هو اللي أصر يشيل الليلة كلها وقال أنا عازمكم...يتحمل بقى
قهقه فؤاد ليقول لوالدته
إطلعي من بين بابا وعمي يا ماما...ده الداخل بينهم خارج
تحدث بسام نجل أحمد إلى إيثار
بتعرفي تركبي خيل يا إيثار
نطقت بابتسامة بشوش
بصراحة مجربتش
رد عليها بنبرة راقية وزوجته تجاوره الجلوس
جربي بعد الفطار...متأكد إن الموضوع هيعجبك جدا
ابتسم فؤاد ورفع كف يدها يقبله قبل أن ينطق وهو يتعمق بساحرتيها
إن شاءالله نجرب...بس بعد تمن شهور
ضيق الشاب عينيه بعدم استيعاب لتهتف نجوى بنبرة حادة بعد أن فهمت مغزى جملته
هي مراتك...حامل
تطلعت عصمت إلى نجوى لترى حقدا دفين داخل عينيها لتردد المعوذتين بسريرتها وتدعوا الله أن يحفظ حفيدها الغالي من عيني تلك الحاقدة...أما فؤاد فهز رأسه لينطق بنبرة أظهرت كم السعادة التي غمرت روحه منذ استماعه لخبر حياته
الحمدلله...إيثار حامل في الشهر الأول
مبروك يا فؤاد...قالها الشاب بسعادة لإبن عمه الخلوق وتحدثت زوجته إلى إيثار
مبروك
شكرتها باحترام أما سميحة فنزل الخبر عليها كصاعقة كهربائية هزت كيانها بالكامل لتحول بصرها سريعا إلى فريال ترمقها بنظرات لائمة قابلتها بأخرى أسفة لتسحب عنها بصرها سريعا لينطق العم بسعادة بالغة
الله اكبر بسم الله ماشاء الله...مبروك يا حبايبي
واستطرد مفخما من نجل شقيقه الذي تزوج من شهرين على حد علمه
يعني الباشا يا دوب عدى شهر العسل وأثبت جدارتها
قهقه رغما عنه ليلتفت إليه الجميع ليرفع كفيه للأعلى قائلا
أسف للأزعاج
نطق أحمد بمداعبة
براحتك يا باشا...إنت تعمل اللي إنت عاوزه...هو بعد اللي حصل ده حد هيقدر يقول لك تلت التلاتة كام
ضحك الجميع بسعادة ما عدا سميحة ونجوى...حضر العامل لينطق بنبرة وقورة
الفطار جاهز يا بشوات
تجمعوا حول طاولة الطعام وبدأوا يتناولون بشهية عالية لجودة الطعام وأنواعه المختلفة التي تناسب جميع الاذواق...أمسك لقمة من الفطير وغرسها بصحن العسل ليقربها من فم مالكة الفؤاد وهو يقول
إفتحي بقك يا بابا
همست باعتراض وقد تلونت وجنتيها بحمرة الخجل
بلاش الحركات دي قدامهم يا فؤاد انا بتكسف
حبيبي اللي بيتكسف يا ناس...قالها بدلال ليتابع وهو يضع اللقمة بفمها
طب إيه رأيك إني بعمل كده مخصوص علشان أشوف خدود حبيبي اللي بتحمر وهو مكسوف
برغم خجلها وعدم راحتها إلا أنها لم تتحكم بشعور السعادة الهائلة وهي تتملك من روحها لتسحبها إلى سماء العشق لتتراقص على أنغام كلماته المغرمة...همست وكأنها مغيبة أمام سحر عينيه
بحبك يا فؤاد
وأنا بمۏت فيك يا حياة فؤاد...قالها بصوت رجلا عاشق حتى النخاع وتابع تناول طعامه...لتنطق عصمت وهي تناولها صحنا
خدي يا حبيبتي كلي من الجبنة القريش...مفيدة ليك وللبيبي
تسلم إيدك يا ماما...أخذت من يدها الصحن وبدأت بتناول بعض القطع منه لتباغتها فريال هي الأخرى التي وقفت لتمدد جسدها وهي تناولها كأسا من الحليب الطازج
ودي كباية لبن من عمتو
ابتسمت وتناولتها من يدها لتنطق بصوت مرح
تسلم إيدك يا عمتو
تطلع لشقيقته ليغمرها بابتسامة ونظرات ممتنة لتبادله بأخرى شديدة الحنان...بعد قليل كانت تتحرك بجانب شقيقها الذي تحدث بنبرة حنون
مش هتبلغي ماما بخبر حملك
تفتكر هيفرق معاها ...سألته بعينين لائمة لتشق صدره تنهيدة حارة لأجلها لتتابع بغصة مرة وقفت بحلقها
إوعى تفتكر
إني مبسوطة ببعدي عنها ومقاطعتها
رفعت كتفيها للأعلى لتتابع پألم ظهر بمقلتيها
بس للأسف...مسابتليش خيار تاني...البعد عنها فيه راحتي يا أيهم
تخيل...قالتها بأعين مغيمة ليتألم شقيقها لألمها...جذبها ليشدد من احتضانها لتنظر عليها من بعيد نجوى التي تحدثت بتعالي إلى ابنتها التي تتحرك بجوارها للتنزه وسط الأشجار
شايفة الأشكال اللي عمك ومراته دخلوهم في وسطنا...لا وجبرونا نقعد معاهم على سفرة واحدة
زفرت سميحة لتتابع الاخرى وهي ترمق عصمت المندمجة بالحديث مع أحمد وعلام
طول عمرها عاملة لنفسها برستيج والدكتورة راحت والدكتورة جت...كل ده علشان تظهر بشكل الست المثقفة وتثبت إنها أعلى من الكل
واستطردت ساخرة
وفي الأخر جايبة لنا واحدة من الشارع تقعد على سفرة أسيادها اللي كان اقصى حلم ليها تخدم عليهم وهما بياكلوا
هتفت سميحة وهي ترمق غريمتها بنظرات يملؤها الغل
دي حملت من أول يوم يا مامي...تخيلي
ابتسمت الأخرى لتهتف ساخرة
طبعا لازم تحمل بأسرع وقت علشان تضمن بقائها...هي كانت تطول
أما أمجد فكان يتحدث باقتضاب إلى والدته عبر الهاتف الجوال
وعوزاني أعمل إيه يعني يا ماما
هتفت الام بحدة مبالغ بها
إنت السبب يا أمجد...لو كنت طاوعت مراتك وسبتها تطفش البنت من البيت مكنش حصل اللي حصل
لتسترسل بنبرة لائمة
البنت حملت وهتجيب الوريث اللي هيقش كل حاجة يا دكتور...وحلم إن كل أملاك علام هتبقى ليك ولأولادك اتبخر خلاص
هتف بعدما فاض به الكيل من أحلام والدته
خلاص يا ماما...وجعتي دماغي من ساعة ما فريال كلمتك علشان تفرحك بخبر حمل مرات أخوها...حلم وكان حلو بالنسبة لنا...لكن ربنا ما أردش إنه يكمل...مش ھنموت يعني
واسترسل بنبرة هادئة
الراجل قرر يتجوز وربنا أراد إن يكون عنده طفل يمد في جذور عيلته...هنعترض على إرادة ربنا ونكره الخير للناس ولا إيه
هتفت الاخرى پغضب عارم
إنت مالك واخد الامور ببساطة كده ليه...إنت عارف ثروة علام زين الدين اللي ضيعتها بغبائك دي قد إيه
زفر بحدة ترجع لعدم تقبله لحديث والدته...فهي من ادخلت بعقله فكرة أن فؤاد إذا أكمل بمقاطعته للزواج وعدم الإنجاب فسيكون هذا بصالحه وستنتقل أملاك عائلة علام بالمستقبل له ولحفيديها...هتف من بين أسنانه
يا ماما أرجوك إرحميني من كلامك ده...لو حد سمع كلامك ده يقول علينا إيه...عصابة !
كادت أن تتحدث ليغلق معها سريعا وهو يقول
سلام يا ماما علشان مراتي جاية عليا
أغلق ليزفر بقوة ويحتقر حاله عندما استحسن حديث والدته السابق ليعود لرشده حامدا الله على كل ما أنعم به عليه...إهتز جسده وهو يستمع لصوت فؤاد من خلفه
واقف لوحدك ليه يا دكتور
إبتلع لعابه ليلتفت وهو يقول
لقيت كل واحد منكم اتحرك في جهة وجالي تليفون من ماما قولت أتكلم معاها شوية
ابتسم فؤاد ليربت الاخر على كتفه متابعا بصدق
مبروك يا فؤاد...فرحت لك من كل قلبي
تسلم يا دكتور...قالها بابتسامة ليتابع بذات مغزى
مهو ده العشم...ده أنا خال ولادك...واللي هييجي ده هيبقى عزوتهم
أجابه بهدوء
أكيد طبعا
تحركت فريال نحو كلتا الحقودتين لتقول بطريقة مرحة
ممكن يا طنط أخد منك سو خمس دقايق بس
خديها على طول يا حبيبتي...قالتها بوجه قاسې لتتحرك مبتعدة...لتنطق الأخرى بنبرة أسفة
أنا عارفة إنك زعلانة مني وليك حق طبعا...بس والله ما كنت أعرف إن فؤاد بيحبها بجد وبإن إيثار شخصية كويسة
واسترسلت تحت استشاطة الأخرى
أكيد لو كنت أعرف مكنتش حطيتك ولا حطيت نفسي في الموقف البايخ ده
اتسعت عينيها پصدمة لتهتف بحدة
هو ده تفسيرك للي حصل يا فيري...موقف بايخ !
واسترسلت بنبرة مټألمة
ده أنت إدتيني أمل بعد ما كنت فقدته ووعدتيني إنك مش هتستسلمي ولا هتسيبي إيدي غير وأنا مرات فؤاد
نطقت على استحياء
وربنا أراد إن إيثار تكمل معاه وتكون أم أولاده
مالت برأسها لتنطق بأسى
أنا أسفة
زفرت الأخرى لتقول بحدة
مبقتش تفرق يا بنت عمي
نطقتها بحدة لتنسحب من امامها تاركة إياها للندم يتأكلها...وقف علام واحتوى كف الصغير وتوجه به إلى الإسطبل وهو يخبر الجميع
الكل ييجي ورانا علشان يشوفوا هدية جدو علام ل حبيبه چو
تطلعت لشقيقها بابتسامة سعيدة وتوجهت صوب الإسطبل بجواره ليلحق بهما زوجها ويحاوط كتفها بعناية...وقف الجميع ينتظر ليخرج العامل بفرسة
صغيرة حديثة الولادة مظهرها رائع ولونها بني يسر الناظرين لينطق علام وهو يشير إليها
دي هديتي ليك...الفرسة اللي اتولدت من إسبوعين
صفق الصغير بكفيه وبات يقفز بقدميه للأعلى من شدة سعادته وهو ينطق
يا سلاااام
ثم تابع وهو ينظر إليه بعينين متسائلتين
بجد الحصان ده بقى بتاعي يا جدو
بجد يا حبيبي...قالها بسعادة وهو يرى فرحة الصغير الذي احتضن ساقين علام وهو يقول بامتنان
ميرسي يا جدو ميرسي بجد
انحنى ليحمله ويثبته بأحضانه ثم قبل وجنته وهو يقول بسعادة لسعادته
ألف مبروك يا قلب جدو
انتشى قلبها بسعادة وهي ترى صغيرها بهذا الحماس والسعادة ليبتسم لها فؤاد ويهمس بملاطفة
أبويا شكله بيستعيد طفولته مع يوسف
ابتسمت بعينين سعيدتين لتنطق بنبرة تطير فرحا
أبوك ده أعظم راجل في الدنيا
وإنت أجمل ست في كل الدنيا...نطقها ليحتوي كتفها ويقربها منه ليدفنها بصدره...اقتربت عصمت من الصغير المحمول داخل أحضان زوجها لتقوم بتقبيله وهي تقول بمداعبة
مبروك الفرسة يا چو
ميرسي يا نانا...قالها مثلما تلقبها بيسان التي هتفت وهي تصفق بسعادة
مبروك يا چو...كده أنا وإنت عندنا فرسة زي بعض
لتشير على تلك الفرسة بيضاء اللون وتتابع
بس الفرسة اللي جدو عطاها لي لونها أبيض
ابتسم لها بسعادة ليقول بلباقة
ميرسي يا بوسي
اقترب الجميع وهنأوا الصغير واقتربت هي لتحتضنه وتهنأه ثم نظرت لذاك الحنون وتحدثت بعينين تفيض بالكثير من الحنان والشكر والعرفان
إنت أعظم أب في الدنيا كلها...ربنا يخليك لينا
ربت على كتفها واكتفى ببسمة حنون قالت ما لم يستطع الكلام في التعبير عنه...حمل فؤاد الصغير عن والده لينطق بحماس
مبروك يا چو وعقبال ما تكبر وأجيب لك عربية
عربية حقيقية يا أنكل !...هكذا سأله ذاك المشاكس ليجيبه بملاطفة
أمال لعبة يا چو
اتجه به نحو الفرسة ووضعه فوق ظهرها لتهتف إيثار بړعب ظهر بعينيها
حاسب ليقع من على الحصان يا فؤاد
الټفت صوبها ليطمئنها
مټخافيش يا حبيبي...أنا ماسكه كويس
وقفت فريال بجوارها لتتحدث وهي تحثها على الحركة
تعالى إرتاحي شوية ومټخافيش على يوسف طول ما هو مع فؤاد...إنت واقفة من بدري
حاضر يا حبيبتي...قالتها بهدوء لتتحرك بجوارها نحو المقاعد تحت نظرات سميحة الحادة
وقف أيهم بجوار الصغير ليتمسك به من الناحية الأخرى ليقول بنبرة حنون
مبروك يا يوسف
ميرسي يا خالو...قالها الصغير ليتابع برجاء
خالو...ممكن تصورني وتوري الصورة لبابي...قول له إنت وحشت چو قوي وهو بيحبك
نزلت كلمات ذاك الملاك على قلبي فؤاد وأيهم لتشطرهما لنصفين...تنهد فؤاد وتبادلا النظرات بينه وبين أيهم الذي تحدث لإرضاء الصغير
حاضر يا حبيبي
أخرج هاتفه وبدأ بالتقاط بعض الصور وبعد الإنتهاء وجد سبع مكالمات فائتة من وجدي لم يستمع إليهم لوضع هاتفه على وضع الصامت...تعجب وابتعد قليلا وأعاد الإتصال ليستمع لصوت أخيه يهدر بحدة
إنت فين يا أيهم مبتردش عليا ليه !
فيه إيه يا وجدي...صوتك ماله
!...هكذا سأله بعدما شعر بريبة من صوت شقيقه المهتز ليجيبه الاخر بصوت يحمل من الهموم ما يكسر ظهر الرجال
مصېبة وحطت علينا يا أيهم...لقينا نسرين مرات عزيز مقتولة عند مزرعة الحاج نصر والبوليس خد عزيز وبيحققوا معاه
اتسعت عينيه لينطق بذهول
يا نهار إسود...حصل إمتى كل ده !
أجابه باستفاضة
الناس لقيوها مقتولة الساعة ستة الصبح...بس البوليس قال إن شكلها مقتولة من بالليل لأن جسمها متخشب...ومحدش عارف أي حاجة
سأل شقيقه بهلع ظهر بصوته
إوعى يكون عزيز ليه يد في الموضوع يا وجدي !
أجاب شقيقه ليطمئنه
لا متقلقش...أنا بنفسي اللي طلعت لعزيز بلغته...وأنا أدرى بعزيز لو كان عملها كان هيبان على وشه...المهم لازم تسيب اللي في ايدك وتيجي حالا علشان نشوف هنعمل إيه في المصېبة اللي إحنا فيها دي
تحرك الشاب واستأذن من الجميع ليذهب لتسأله شقيقته بارتياب
فيه إيه يا أيهم
أجابها بمراوغة كي لا يفسد عليها الجمع وأيضا حفاظا على شكلها أمام عائلة زوجها الأرستقراطية
مفيش حاجة يا حبيبتي...ده واحد صاحبي عمل حاډثة ولازم أروح أشوفه
انسحب في هدوء...بعد قليل تحركت مع فؤاد لتقف في الإسطبل أمام حصان أسود مظهره رائع...وضع كفه على رأسه وبات يتحسس شعره الجميل بحنان ليتحدث وهو يقوم بتعريفها عليه
ده بقى يا ستي يبقى الحصان بتاعي من وأنا في الكلية...إسمه فرحان
فرحان...قالتها بابتسامة لتتحدث إلى الحصان بوجه بشوش
إزيك يا استاذ فرحان
السلام ميبقاش كده...السلام لازم يكون حار...قالها بجدية
هاتي إيدك وحطيها على راسه بحنيه علشان ياخد عليك بسرعة
جذبت كفها بارتياب لتنطق بصوت مرتعش
بلاش يا فؤاد...أنا بخاف قوي من الحيوانات
أجابها وهو يحتضن كفها من جديد
مټخافيش...أنا جنبك...وبعدين الاحصنة مبتخوفش...دي حيوانات أليفة
أخذت نفسا عميقا لتستعيد هدوئها وسلمت حالها لحبيبها الذي قرب كفها من رأس الحصان وبدأ بتحريكه بين عينيه وبدأ يتحدث بصوت حنون
دي إيثار اللي كلمتك عنها يا فرحان...خلاص سامحتني وبقت مراتي وشايلة جواها حتة غالية مني
قطبت جبينها لتسأله متعجبة
كلمته عني إمتى !
لما كنتي زعلانة مني وعملتي لي بلوك...قالها بتأثر ليعود للحصان وينطق من جديد
يومها جيت اشتكيت له ڼار بعدك...وركبته وفضلت ألف بيه طول اليوم
نظر للحصان لينطق بتفاخر
مقولتليش يا فرحان...إيه رأيك
رفع الحصان رأسه ليصدر منه صهيلا مرتفعا أرعب تلك التي تراجعت للخلف وهي تصرخ بهلع من المفاجأة لينتبه الجميع لها...أحنت جسدها وأمسكت أسفل بطنها لتتسع عينيه وهو يسألها بهلع ظهر بصوته المنتفض وهو يقول
مالك يا بابا...فيه إيه
أغمضت عينيها وباتت تنظم أنفاسها لتهرول عليها عصمت التي انحنت بمستواها لتسألها والفزع تملك من ملامحها
مالك يا إيثار...حصلك إيه
رفعت قامتها وأسندها هو بجسد منتفض لتتحدث إليه سريعا
متخافش يا حبيبي أنا كويسة...أنا بس إتخضيت من صوت الحصان وافتكرته هيهجم عليا فمعدتي كركبت
تنفس أخيرا لينطق بهدوء
يا حبيبي ده بيرحب بيك
خلاص يا فؤاد أبوس إيدك...نطقتها عصمت بحدة مبالغ بها لتتابع والڠضب ظهر فوق ملامحها
بلا يرحب بيها بلا يسلم عليها
سحبتها بجوارها لتنطق وهي تتحرك بها للأمام
هي أصلا خاېفة منه فسيبها بقى وخلي الموضوع يتم على خير
أسندها من الجهة الأخرى ليقول لوالدته
إهدي يا ماما محصلش حاجة تستدعي خۏفك ده كله
يا حبيبي خلي ربنا يتم فرحتنا على خير...قالتها والهلع مازال يسيطر عليها حتى وصلوا للمقاعد وساعداها بالجلوس ليجلب هو كأسا من الماء ويناولها إياه
بعد حوالي ساعة تحدث إليها بهدوء
حبيبي...هروح ألف شوية بالحصان أصله وحشني
تمام...بس بلاش تتأخر عليا...قالتها بعينين مترجيتين ليجيبها بصوت
حنون
حاضر يا قلبي...ساعة بالكتير وهتلاقيني قدامك
إنحنى لمستوى جلوسها ليهمس بجانب اذنها كي لا يستمع إليه فريال ووالدته وزوجة عمه وسميحة
على فكرة...شكلك يجنن النهاردة
شعرت بالسعادة تغزو روحها ...ذهب وامتطى حصانه وانطلق به تحت نظراتها الحنون لتقف سميحة وهي تقول بذات مغزى كي تشعل الاخرى
هروح ألف شوية بحصاني أنا كمان...من زمان ما اتمشيناش أنا وفؤاد بالاحصنة
ذهبت وامتطت حصانها وانطلقت بأقصى سرعة خلفه لتختفى عن بصرها لتشتعل روح تلك العاشقة...شعرت بڼار الغيرة تسري بأوردتها حتى أنها لم تشعر بصوت عصمت التي تناولها المشروب قائلة
العصير يا إيثار
التفتت لها لتنطق بصوت خاڤت
مش عاوزة أشرب حاجة
باتت الڼار تتزايد بقلبها كلما تخيلت تلك الحية وهي تحاول التقرب من رجلها...فكرت بأن تهاتفه كي يعود ويطفئ لهيبها المشتعل لكنها تراجعت لاجل الحفاظ على شكل زوجها وشكلها هي أيضا...فما كان عليها سوى الصبر لحتى عودتهما
داخل كفر الشيخ...عاد عزيز بصحبة ضابط الشرطة وبعضا من رجاله...صعد إلى مسكنه الخاص بصحبتهم بعد أن قرر الضابط تفتيش المسكن علهم يعثرون على دليل إدانة لعزيز وذلك لشكوك الضابط به بعد توجيه والد القتيلة تهمة القټل إلى زوجها...بات الرجال يبعثرون محتويات المكان بأكملها حتى وصلوا إلى خزانة ملابسها ليعثر أحد الرجال على حقيبة سوداء فتحها ليجد بها مبلغا كبيرا من المال وهاتفا حديث ليذهب إلى الضابط ويقول بجدية
تمام يا افندم...لقيت الشنطة دي في وسط هدوم القتيلة
فتحها الضابط وأخرج رزمتان من الاموال ليوجههما إلى عزيز متسائلا
بتاعت مين الفلوس دي يا عزيز
اتسعت عينيه بذهول لينطق بكلمات خرجت پصدمة
معرفش يا بيه...أنا أول مرة أشوف الشنطة دي
أخرج الهاتف لينظر به وتسائل
بتاع مين التليفون ده كمان
هز رأسه مصډوما لينطق
معرفش...ده مش تليفون نسرين
إنتهى الجزء الاول من الفصل السابع والعشرون
أنا لها شمس
إنتظروني غدا في نفس التوقيت مع الجزء الثاني
بقلمي روز أمين.
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الجزء الثاني الفصل السابع والثلاثون
أنا لها شمس .. بقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
أمسك الضابط الهاتف وحاول فتحه لكنه كان مغلقا بأرقام سرية فنظر إلى عزيز وتحدث
تعرف الرقم السري بتاع التليفون ده
نطق بلسان يرتجف من شدة خوفه
يا باشا هعرفه منين بس .. والله العظيم أنا ما أعرف أي حاجة لا عن الفلوس دي ولا التليفون
رمقه بنظرة حادة قبل أن يهتف پغضب
يعني الحاجة موجودة في شقتك ومتعرفش عنها حاجة .. إيه مراتك كانت مقرطساك ولا إيه يا روح أمك
ابتلع غصة مرة من حديث الضابط المهين لرجولته ثم تذكر زوجته وكل علامات الإستفهام التي تدور حول مقتلها لتشتعل الڼار وتسري في جميع أوردته ليسأله الظابط من جديد
طب فين تليفون مراتك
طأطأ رأسه وأجاب بصوت ذليل
معرفش يا باشا
نظر الضابط إلى أحد رجاله وقال
هاتي لي أي حد من بتوع التليفونات يفتح لنا التليفون ده يا ابني علشان نشوف حكايته إيه ده كمان
ونظر إلى عزيز لينطق أمرا وهو يتحرك للعودة إلى قسم الشرطة
وهات لنا الواد ده لحد مانشوف أخرتها معاه
يا باشا والله العظيم ما قټلتها .. ھڨتلها إزاي وأنا طول الليل نايم زي القتيل...هكذا كان جوابه ليتوقف الضابط ويلتفت إليه بعدما تذكر حديثه عن دخوله في سبات عميق فور ارتشافه لمشروب الشاي .. ضيق عينيه وسأله مستفسرا
فين كباية الشاي اللي مراتك إدتها لك يلا
أجابه سريعا
برة في الصالة يا بيه
تحرك الضابط صوب الخارج ليجد منضدة صغيرة موضوع عليها صينية وفوقها كوبا زجاجيا به بقايا شاي .. تحرك ليقف أمامه ثم أشار لأحد رجاله قائلا
شوف لي يا ابني أي كيس جوه في المطبخ
واسترسل امرا
وعاوزكم تقلبوا لي الشقة على أي قزازة دوا أو برشام تلاقوه .. أي حاجة تلاقوها هاتوها علشان نبعتها للطب الشرعي تتحلل
أتي الرجل بكيسا شفاف فأمسك به الضابط الكوب واحتفظ به داخله منعا لضياع البصمات .. ثم ناوله للعسكري وشدد على الاحتفاظ به وانصرف بصحبة عزيز مع جميع الادوية التي عثروا عليها .. كانت منيرة تنتظر أسفل الدرج وما أن وجدت إبنها مازال مكبلا من رجال الشرطة حتى صړخت متأذية من المنظر
واخدين إبني تاني ليه يا باشا .. إبني معملش حاجة .. إبني كان نايم فوق وأنا واخوه اللي صحيناه بنفسنا
أجابها الضابط بعملية وهو يترجل من فوق الدرج
لو إبنك برئ هيخرج بعد ما نتأكد من خلال التحقيقات
خلي بالك من عيالي يا أما...قالها برجاء بعدما وجدها تحتوي الصغار بكفيها لتنطق وهي تشدد من ضمتها لهم
العيال في عنيا يا عزيز .. متشلش همهم وخليك في نفسك إنت
بات يتطلع من حوله بعينين زائغتين حتى عثر على شقيقاه يقفان وسط التجمع من أهل البلد ليهتف بنبرة اظهرت كم رعبه وهلعه
شوف لي محامي يا أيهم .. متسبنيش إنت ووجدي
نظر له أيهم بقلب ېنزف دما وهو يرى شقيقه الأكبر مكبلا بأصفاد حديدية كالخارجين عن القانون يجر من قبل رجلين بمظهر مهين لأدميته لينطق سريعا كي يزرع بقلبه الطمأنينة
متخافش يا عزيز .. أنا كلمت محامي شاطر .. وأنا ووجدي جايين وراك على القسم ومش هنسيبك
تطلع على شقيقيه
بعينين
تكسوهما غشاوة دموع ليجذباه الشرطيين ويخرجا من الباب ليهتف وجدي كي يبث بروح شقيقه الطمأنينة
متخافش يا عزيز .. إحنا معاك ومش هنسيبك
أما نوارة فكانت تبكي وهي تحمل إبن عزيز الصغير والذي يبكي منذ أن استيقظ منذ الصباح إلى الأن وكأنه تعلم بما حدث لوالدته .. ولجت ألاء وأخذت الصغير منها لتعود به للمنزل حيث طلبت منها والدتها جلبه إليها
عودة لمزرعة الخيول
كان يسرع بالجري بحصانه الذي يرمح بقلب سعيد .. ولما لا وقد شعر باكتمال سعادته .. فقد رزقه الله حب الزوجة التي تمناها وأصبحت لقلبه وروحه الخليلة .. ويعيش الأن بين أحضانها أزهى عصوره .. ورزق بخبر حملها وبعد أقل من ثمانية أشهر سيحمل بين يديه قطعة غالية تشكلت من دمه وخصال مشتركة بينه وبين مالكة الفؤاد .. ماذا سيتمنى اكثر من هذا
قطع اندماجه صوت تلك التي لحقته وهي تناديه
فؤاد
شد لجام الحصان كي يهدئ من سرعته ثم إلتفت عليها بجبين مقطب لتتابع وهي تسرع باتجاهه
من زمان ما جريناش بالخيل مع بعض
ضيق بين عينيه متعجبا تصرفها لكنه يفهم جيدا محاولاتها المتكررة للتقرب منه لذا أراد أن يقطع عنها أمل الإنتظار لينطق بنبرة هادئة وهو يتحرك للأمام بحصانه الرياضي الرشيق
كان نفسي أتمشى معاك بس حابب أجري بالحصان
واسترسل بذات مغزى علها تفهم وتكفيه شړ الحرج
وللأسف لا لياقتك ولا لياقة حصانك تقدر على المنافسة
إكفهرت ملامحها من ذاك الحبيب الذي لم يشعر بها أبدا فقررت أن تلعب على وتر الغيرة لدى زوجته وبالمرة تتقرب منه .. فكت السرج لتجعل وقوعها سهلا ثم أخرجت من جيب بنطالها سکين يدوي للنحت والقطع ذو شفرات حادةقطر وفتحته لتمرر شفرته على جلد الحصان ليصهل بأعلى صوته ويقفز للأعلى فأفلتت حالها لتسقط من على ظهره ليستقر جسدها أرضا مع إطلاقها لصرخات مستنجدة .. استمع لصرخاتها فالټفت ليجد الحصان يرمح بقوة للأمام وكأنه هاربا من شئ يلاحقه .. شد لجام حصانه ليعود للخلف يبحث عنها فوجدها متكومة على نفسها تأن بصوت مكتوم .. قفز من فوق ظهر حصانه سريعا وبات يتفحصها وهو ينطق بنبرة هلعة على إبنة عمه التي يعتبرها كشقيقته
سميحة ردي عليا .. إنت كويسة!
تحدثت بصوت خاڤت يرجع لتألمها حقا فقد ټأذى جسدها من إثر إحتكاكه بالأرض وټأذى وجهها أيضا
أنا تعبانة قوي يا فؤاد .. أرجوك وديني عند مامي وبابي بسرعة
طب قومي معايا نتمشى...نطقها لتقاطعه بصوت يئن كي تستدعي تعاطفه
رجلي شكلها إتلوت .. واكيد مش هقدر أمشي عليها كل الطريق ده
تنهد بحزن لأجلها ثم تحدث وهو يساعدها على الوقوف
طب تعالي أساعدك تركبي الحصان تروحي بيه وأنا هرجع مشي
تعلقت برقبته لتصيح بفزع ظهر على ملامحها اتقنت صنعه بمهارة عالية لدرجة أنه مر على رئيس النيابة
مش هقدر أركب الحصان لوحدي يا فؤاد
واسترسلت بدهاء
وبعدين هو أنت ناسي إن حصانك مابيقبلش حد غيرك
زفر بضيق .. كيف له أن يغفل عن تلك النقطة الهامة ليتنهد بقلة حيلة .. والان لم يعد لديه خيارا أخر .. حملها بين يديه ووضعها على ظهر الحصان الذي صهل فوضع كفه سريعا بين عينيه وبدأ بتمريرها وهو ينطق
إهدى يا فرحان وأثبت
وكأن هذا الفرحان قد فهم عليه فهدئ وتسمر بوقفته .. إمتطى فؤاد خلفها وهو متأذي كثيرا لسببان .. أولهما أن في هذا التقرب ذنبا عظيم والاخر هو زوجته الغيورة التي ستجن بالتأكيد إذا
رأت هذا
المشهد المؤلم لقلبها المغروم .. ابتعد بجسده للخلف وشد لجام الحصان ليتحرك للأمام صوب المزرعة .. تحدثت بصوت مټألم افتعلته بجدارة
ميرسي يا فؤاد .. مش عارفة لو مكنتش موجود كان هيحصل فيا إيه
تطلع للأمام وتجاهل حديثها فهو بالنسبة له مجرد هراء .. كل ما يشغل باله الان هو ما ينتظره من جنون خليلة القلب وغيرتها المرة عليه .. اقتربا من الوصول فألقت عديمة الحياء بجسدها عليه ولفت ساعديها حول عنقه بعدما هزت جسدها عن قصد لتوهمه أنها كانت على وشك الوقوع من فوق ظهر الحصان .. هتف الحارس بصوت عال لينتبه الجميع صوب هرولة الحارس
خير يا باشا .. هي الهانم وقعت من على حصانها ولا إيه!
اتسعت عينيه لسرعة الأحداث وتوجه سريعا ببصره نحو خليلة القلب التي اڼصدمت وركزت بمقلتيها على تلك المحاوطة لعنق زوجها ورأسها موضوع على صدره دون أي رد فعل من الأخر وكأن يداه تربطت .. أسرع بسام ووالده وعلام عليها ليسأل أحمد ذاك المذبهل
إيه اللي حصل يا فؤاد!
مالها سميحة!
وكأنه مغيب لا يرى لا يسمع لا يتكلم .. فقط عينيه مثبتة على تلك التي تنظر عليه پصدمة ممزوجة پألم وڠضب لو خرج لاحړق الأخضر واليابس بطريقه .. فاق على صوت والده وهو ينبهه
عمك بيكلمك يا فؤاد
انتبه لينطق بصوت خاڤت
نعم يا بابا
اسندها شقيقها لينزلها ليكرر أحمد السؤال عليه
إيه اللي حصل لها!
وقعت من على الحصان معرفش إزاي...جملة قالها بقلب يئن لأجل نظرة الإنكسار التي لمحها بعين زوجته .. أسرعت نجوى وفريال وزوجة بسام وماجد ليطمأنوا عليها .. إلا عصمت التي أمسكت كف تلك العاشقة المذهولة لتنطق بمؤازرة
متضايقيش نفسك علشان البيبي ميتأثرش
واسترسلت بإيضاح
سميحة زي أخته ولو فيه أي مشاعر بينهم مكنش اختارك واتجوزت
تطلعت عليها لتتابع الاخرى بعينين صادقتين لتهون عليه تأثير الصدمة
فؤاد مش بس بيحبك .. ده بيعشقك .. أنا أول مرة أشوف عيون إبني بتلمع من الحب
وقفت لتنطق وهي تحثها على النهوض
قومي معايا نطمن عليها واتصرفي طبيعي علشان تحافظي على شكلك وشكل جوزك قدامهم
نظرت إليها بعينين متألمتين لتسترسل الاخرة كي تمنحها القوة
إوعي تخلي حد يشمت فيك .. إنت مرات فؤاد علام
نطقت پانكسار ظهر بصوتها
مش قادرة أتخطى اللي شفته يا ماما .. دي كانت في حضنه
حزنت لأجلها .. تعلم أنها عاشقة وصعب عليها تقبل ما حدث لكنها مطالبة بالقوة .. تحركت بجوارها ليترجل سريعا من فوق ظهر الحصان وتحرك صوبها لتتخطاه بوجه كاشر ليزفر بقوة ويسحب شعر رأسه للخلف من شدة غضبه كاد أن يخلعه من جذوره .. وصلتا لتلك الجالسة فوق المقعد والجميع يلتفون من حولها للإطمئنان عليها وما ان لمحت طيفها تحدثت عن قصد
لولا فؤاد كان موجود معرفش كان ممكن يحصل لي إيه يا بابي .. أول ما وقعت جري عليا ونزل بسرعة وشالني .. وطول الطريق كان خاېف عليا لاقع علشان كده أخدني في حضنه
رمقها والدها بحدة لحديثها الثائر لمشاعر زوجة فؤاد التي نطقت بصوت حاربت بكل قوتها ليخرج هادئا
حمدالله على سلامتك
ميرسي...قالتها بدلال لتنطق بنبرة حنون
لولا فؤاد...
لتقاطعها عصمت بنبرة حادة لاحظها الجميع
بلاش تكبري الموضوع وتدي له أكبر من حجمة يا سميحة .. فؤاد طول عمره بيعتبرك زي فريال بالظبط
لتسترسل بصوت حازم
وأكيد لو فريال هي اللي وقعت مكنش هيسيبها مرمية في الارض ويكمل جري
بالحصان
حمدالله على سلامتك...قالتها
لتمسك كف إيثار مسترسلة
تعالي إقعدي يا حبيبتي علشان متتعبيش
أفلتت يدها بهدوء لتقول بابتسامة مصطنعة
هروح الحمام
هزت رأسها لتنطق فريال التي اقتربت منها
هاجي معاك
اشارت بكف يدها لتوقفها
خليكي أنا عارفة المكان
تحركت سريعا إلى مبنى الإستراحة لتختفي خلفه تحت نظرات ذاك العاشق .. أقبل والده عليه لينطق ساخرا
ليلتك مش فايتة النهاردة يا سيادة المستشار
تطلع إلى أبيه ليسترسل الأخر بمشاكسة
يعني كان لازم الحصان .. ماكنت قعدت جنب مراتك بكرامتك أحسن
بنبرة جادة هتف بحدة كصقر جريح
حضرتك بتتريق .. يعني عاجبك اللي الهانم بنت اخوك عملته!
واستطرد بحدة وجنون
دي نامت على صدري قدام مراتي يا بابا!
حاوط كتفه برعاية لينطق برزانة وهدوء
إهدى يا فؤاد علشان عمك ما ياخدش باله .. وبعدين إيثار عاقلة
قطب جبينه لينطق باعتراض حاد
هي مين دي اللي عاقلة .. دي لما شافتني قاعد معاها في الجنينة بالليل إتحولت لغول وساعتها مكانش لسه حصل بينا حاجة .. تخيل بقى رد فعلها وهي مراتي قدام الكل وكمان حامل في ابني
هو الباشا خاېف ولا إيه!...قالها علام بملاطفة كي يسحب صغيره من تلك الحالة ليجيبه الاخر بعينين صاړخة بالعشق
أه يا بابا خاېف .. خاېف أخسر حياتي اللي ماصدقت إني لقيتها .. خاېف على إستقرار نفسيتي وراحتي اللي لقيتها في حضڼ مراتي .. وبنت اخوك جاية بكل بساطة تضيع كل ده بتفاهتها
أخذ نفسا عميقا حاول به تدأت حاله .. لأول مرة يتحدث بتلك اللهجة مع والده .. لام حاله ليتطلع إليه قائلا باعتذار
أنا أسف يا بابا .. أنا مش عارف إزاي سمحت لنفسي اتكلم بالعصبية دي قدامك
ولا يهمك يا حبيبي...قالها بتفهم ليتابع كي يطمئن قلب صغيره
ولو على إيثار أنا هكلمها
لا يا بابا لو سمحت .. مراتي أنا هعرف أراضيها...قالها سريعا ليسترسل وهو يستعد للذهاب
بعد إذن حضرتك
تحرك صوب الإستراحة ليدخل من بابها وتوجه لباب الحمام لينشطر صدره حين استمع لصوت شهقاتها الخاڤتة .. اعتصر عينيه بقوة وألم لأجلها ثم دق الباب لينطق بصوت حنون وكأنه يحدث صغيرته وليست زوجته
حبيبي .. إفتحي الباب يا بابا
كانت تقف أمام المرآة الموضوعة خلف الحوض ساندة بكفيها على حافته لتشهق بغصة مرة بعد استماعها لصوته .. تدفقت دموعها كشلالات منهمرة من أعلى الوديان .. قرب فمه من الباب لينطق من جديد
إفتحي يا بابا علشان خاطري
إختارت الصمت فقط صوت شهقاتها الذي يعلو ويصدح ليغلي قلبه ڠضبا ليدق الباب بقوة من شدة هلعه عليها وعلى جنينه الساكن ببطنها
إيثار .. إفتحي الباب بقولك
قررت الخروج عن صمتها لتهتف بصوت يشتعل ڠضبا
متعليش صوتك وإمشي من سكات
أجابها پغضب عارم لو خرج لأشعل المكان برمته وهو يحاول لف المقبض دون فائدة
لو مش عايزة صوتي يعلى يبقى تفتحي الباب حالا
لأول مرة تحدثه بتلك الفظاظة .. وترجع الأسباب للغبطة الهرمونات
مش هفتح ومش طايقة أشوف وشك قدامي .. إمشي بقى
طب إفتحي الباب...قالها بنبرة كالثلج لتنطق بحدة
قولت لك مش فاتحة
فتحت صنبور المياه لتقوم بغسل وجهها لينطق هو بكلمات ټهديدية خرجت من بين أسنانه بطريقة مخيفة جعلتها تتراجع للخلف
قسما بالله لو مافتحتي الباب حالا لاكون كاسره وخلي بقى الفضايح على العلن
تنفست ووقفت تنظر على الباب لينتفض جسدها حين استمعت لخبطة قوية مصاحبة لصوته الهادر
إفتحي الزفت ده
ابتلعت لعابها لتتحرك صوب الباب وتلف مقبضه لينفتح ويظهر هو بحدة
عينيه التي اختفت بمجرد ظهورها
أمامه ليهرول عليها ويجذبها لتسكن بين أحضانه لتباغته بدفعها القوي لجسده ليتراجع للخلف على أثره .. تطلع عليها بذهول لتهتف هي من بين أسنانها وهي تحذره بسبابتها
إوعى تلمسني
لتنطق وهي ترمقه باشمئزاز
ريحتها لازقة على جسمك يا سيادة المستشار
ريحة مين!...قالها بجبين مقتطب لتصيح بعينين تطلقان قذائف ڼارية
ريحة الهانم اللي كنت واخدها في حضنك ويا عالم إيه اللي حصل بينكم هناك
اتسعت عينيه ذهولا لينطق بحروف متقطعة
لا ده أنت إتجننتي رسمي
أسرعت عليه لتدفعه بقبضتيها بصدره العريض ليرتد للخلف على إثرها لتهتف پجنون تحت صډمته من مظهرها
ولما أنا مچنونة إتجوزتني ليه
لتسترسل بعصبية مفرطة
على العموم ملحوقة جنابك .. تقدر تطلقني وتروح تتجوز بنت عمك العاقلة
أشار بكفيه ليخرج بصوته
إششششش .. خلاص إهدي .. تعالي نروح ونكمل خناقتنا في البيت بدل الفضايح دي
رفعت قامتها للأعلى لتهتف بقوة
ومين المغفلة اللي هتروح معاك البيت أصلا
اتسعت عينيه پصدمة ليقول بعدم تصديق
لااا .. ده كده تاتش الهبل زاد وفاض عن الحد
كادت أن تتحدث فأشار لها بعينين تطلق شزر ليعلن عن نشوب حرب قادمة إذا ما تراجعت
كلمة زيادة وقسما بالله هتتفاجأي براجل عمرك ما قابلتي في غبائه
كانت هيئته غنية عن الشرح جعلتها تبتلع لعابها ليهتف بحدة وهو يشير إليها
إسبقيني على العربية على ما أروح أجيب الولد
رمقته بحدة لتنطلق بسرعة الصاروخ ليلحق بها جاذبا يدها ليتشابكها رغما عنها .. ثم مال على اذنها هامسا
إفردي وشك وخليك طبيعية علشان محدش ياخد باله
أخذت نفسا عميقا لتستعيد هدوئها نظر عليها وتمنى أن يحتويها ويدخلها بين ضلوعه لكنها الأن غاضبة كالفرسة الجامحة وعليه الحزم بقوة لكبح جماحها .. فقد بات يحفظ طبعها عن ظهر قلب .. تحرك بها للخارج .. وجد الجميع جالسون ويتحدثون بطبيعية وكأن شيئا لم يحدث لتتجه أنظارهما على تلك السميحة ليجداها تضحك بوجه سعيد بعد أن أزالت أثار التراب بمحرمة معطرة ليزفر بقوة بعد أن تأكد من أن ما قامت به ليس إلا خطة حقېرة نسجتها ببراعة ليقع هو فريستها .. حقا لا تأمن كيد النساء ومكرهن
تحدث أحمد إليهما بهدوء كي يمحي أثر ما قامت نجلته بفعله ولامها عليه بحدة
هات مراتك وتعالوا كلوا فاكهة يا فؤاد
معلش يا عمي مضطرين نمشي...قالها بهدوء ليتابع بزيف كي لا يدع الشك يساورهم
إيثار عندها متابعة مع الدكتورة وكانت نسياها .. والسكرتيرة لسه مكلمانا حالا كانت بتأكد على الميعاد
سأله عمه بنبرة حنون
طب مش هترجعوا تتغدوا معانا .. ده أنا موصي الطباخ وعامل لك كل الأصناف اللي إنت بتحبيها
نطق باعتذار لطيف
معلش يا عمي سامحني .. إيثار بترجع من المتابعة تعبانة
واستطرد متعللا
حضرتك عارف الحمل في أوله بيبقى متعب
أضافت على حديثه بنبرة هادئة بصعوبة استدعتها
أنا أسفة إني لغبطت لحضرتك اليوم
تحدث الرجل بلباقة
ولا يهمك يا بنتي .. تتعوض الأيام جاية كتير أهم حاجة صحتك
ابتسمت سميحة بخبث لتنطق بنبرة حنون كي تثير ڠضب تلك المجاورة له
ميرسي مرة تانية يا فؤاد
لم يعير لحديثها إهتمام ليتحدث إلى الصغير بتجاهل تام لتلك التي اشتعلت نيرانها
يلا يا چو علشان نروح
مط الصغير شفتيه ليتحدث إلى فؤاد بعينين متوسلتين
بس أنا عاوز أفضل هنا مع بيسان وجدو
ردت عليه والدته باعتراض
مش هينفع تقعد وأنا مش معاك يا حبيبي
بليز يا مامي...نطقها بحزن في عينيه لتنطق
عصمت بهدوء
سبيه معايا يا إيثار
.. أنا هاخد بالي منه
كادت أن تعترض ليهمس بهدوء
خلاص سبيه .. خلينا نمشي
استقلا السيارة لينطلق متجها نحو القصر .. نظر بجانب عينه يتطلع على تلك الصامتة التي تنظر من النافذة .. همس بهدوء وصوت معتذر
إنت كويسة
لم تعير لحديثه اهتمام ليزفر بقوة قائلا
وبعدين معاك .. بلاش تستغلي حبي ليك وتزوديها
ممكن تسكت...قالتها بحزم جعله يذهل من فظاظتها المستجدة لكنه أسند حدتها المفرطة إلى هرمونات الحمل فاتخذ من الصمت نصيبا حتى وصلا إلى القصر
داخل قسم الشرطة .. يجلس الضابط أمام أحد الرجال الماهرون بفتح الهواتف .. تحدث الرجل وهو يمد يده بالهاتف نحو الضابط لينطق باحترام
إتفضل التليفون اتفتح يا باشا
استلمه منه واخبر العسكري بأن يستدعي عزيز من المحبس ليأتي بعد قليل مطاطأ الرأس وقد بدا الإعياء على وجهه وجسده فتحدث بنبرة هادئة
التليفون إتفتح .. مش عاوز تعرف إيه اللي مراتك كانت بتعمله من وراك
ابتلع غصة مرة بحلقة وشعر بكرامته كرجل تدهس تحت أحذية الجميع .. للحظة شعر بالريبة من معرفة المجهول وكشف المستور .. هل كانت زوجته خائڼة .. هل تعرفت على أحدهم وجعلته يدوس على شرفه .. أفكارا كثيرة لاحت بمخيلته لينطق الضابط وهو يشير بكفه حين رأى حيرته ورعبه
إقعد
جلس وأخرج الضابط سيجارتين واحدة له والأخرى أعطاها لعزيز وأشعل كلا منهما سيجارته .. ضغط الضابط زر التسجيلات ليظهر صوت نسرين
خير .. عاوزة إيه تاني
بدون مقدمات سألتها الاخرى بقلب يشتعل ڼارا
إيثار عندكم في البيت ولا غارت في داهية
والمفروض بقى إن الهبلة نسرين ترد وتطمنك!
صاحت سمية بغل أوضح وصولها للمنتهى من الصبر
نسرين .. انا على أخري ومش طايقة نفسي .. جاوبي من غير خبث
واريحك بمناسبة إيه!..لتتابع مؤنبة إياها
ده أنت بعتيني واتخليتي عني بعد ما خسړت كل حاجة
اتسعت عيني عزيز بذهول لتكمل سمية بلهفة
هديك الفلوس اللي إنت عوزاها بس انجزي وقولي
سألتها نسرين بريبة
وأنا إيه اللي يضمن لي إنك مش هتاخدي اللي عاوزة تعرفية وبعدها ترجعي لأصلك وتتخلي عني تاني
بعجالة أجابتها لتقطع الشك الساكن بقلبها
المصلحة هي الضامن يا نسرين .. أنا وانتي مصلحتنا واحدة وعدوتنا واحدة .. ودي النقطة المشتركة بينا
اقتنعت لصحة حديثها لتقول بنبرة هادئة
إيثار إخواتها حابسينها وبكرة بعد صلاة العشا عمرو هييجي هو واخواته ومعاهم المأذون
حاولي تهربيها وهديكي مية ألف جنية...جملة نطقت بها سمية لتهتف الأخرى بارتعاب
إنت إتجننتي يا سمية .. إنت شكلك ناوية على طلاقي
بنبرة هادئة تظهر تخطيتها لكل شئ أجابتها
محدش هيعرف .. وإيثار نفسها هتشيلها لك جميلة ومش بعيد تكافأك بفلوس إنك خلصتيها من إيد إجلال اللي مستحلفة لدخلتها البيت
المفتاح مع عزيز يا سمية .. ومستحيل يسلمهولي .. وحتى لو معايا .. ههربها إزاي من اللي في البيت...كلمات منطقية قالتها نسرين لتنطق الاخرى بكلمات بعدما امتلئ قلبها بالحقد ولم يعد للخشية من الله مكانا به
بسيطة .. تخلصينا منها خالص
استعلمت نسرين مستفهمة
قصدك إيه
حطي لها س م في الأكل يخلصنا منها .. ولا من شاف ولا من دري...قالتها بهدوء لتصرخ نسرين بارتياب
الله ېخرب بيتك .. إنت عاوزة تخلصي مني أنا كمان .. أقتلها أنا واتعدم وانتي تعيشي مع البيه وتتهني بفلوسه .. لا ناصحة يا بت
إسمعيني بس .. محدش هيعرف حاجة...قالتها لتهدأة الأخرى لتسترسل بإبانة
أنا عندي برشام قوي الدكتور كان مديهولي وكان
محذرني منه .. قالي ابعده عن الاطفال
لأن ثلاث برشامات منه كفيلة ټقتل بني أدم كبير .. قابليني كمان ساعة عند الترعة الغربية علشان اديهولك .. حطي لها سبع أقراص منه في الاكل وسيبي العلبة جنبها .. أول ما يشفوها هيقولوا إنها اڼتحرت علشان ڠصبوها لرجوعها ل عمرو
واسترسلت بدهاء
وهيخافوا يبلغوا ليدخلوا في سين وجيم .. وھيدفنوها من سكات ويدفن سرنا معاها ونرتاح .. أنا اعيش مع جوزي وبنتي في أمان .. وإنت تاخدي ال مية ألف جنية تجيبي بيهم دهب بدل اللي راح
تعجبت من صمتها لتسألها
قولتي إيه
بنبرة متعجبة نطقت بصوت مړتعب يغلفه الذهول
قولت إني مش هنفذ ولا كلمة من التخريف اللي إنت لسة قيلاه ده .. إنت شكلك ست مچنونة .. عوزاني أقتل عمة ولادي علشان خاطر الفلوس .. ده ولا مال قارون كله يخليني أفكر أأذيها
لتتابع بقوة وكأنها تحولت لشخص أخر تعجب له عزيز والضابط
الكلام اللي قولتيه ده تنسيه .. وبردوا هتديني ال مية ألف جنية .. مش بس كدة .. ده أنا كل ما احتاج فلوس هطلبها منك وإنت زي الشاطرة هتديهم لي
هتفت سمية باستغراب وعدم استيعاب لحديث نسرين
إنت اټجننتي يا بت ولا شاربة حاجة مخلياك مش واعية للي بتقوليه
اجابتها نسرين بهدوء لا يتناسب مع الحدث
هديك فرصة خمس أيام بحالهم .. تجمعي لي فيهم مية ألف جنية .. أظن كدة عداني العيب... نطقت كلماتها الټهديدية لتغلق الهاتف سريعا قبل ان تعطي لها حق الرد
نظر عزيز امامه بشړو وذهول وعدم استيعاب ليضغط الضابط على التسجيل الذي يليه ليظهر صوت نسرين من جديد بنبرة ماكرة
كنت عارفة إنك هتتصلي علشان كده استنيتك ومنزلتش تحت
لتصيح الاخرى پغضب عاصف
بتسجلي لي .. هي حصلت يا بنت ال
وقبل أن تكمل سبها قاطعتها الأخرى بقوة لما تمتلك الأن بما يزج الاخرى داخل السچن
إوعي تنطقي بكلمة واحدة وإلا هندمك .. الفلوس تكون عندي الإسبوع ده وإلا التسجيل الحلو ده هيوصل للحاج نصر بنفسه
لتصمت الأخرى مستغلة خۏفها
الراجل داخل على انتخابات ومش محتاج شوشرة .. شوفي بقى ممكن يعمل فيك إيه لو عرف إن مرات إبنه بتخطط لقتل ضرتها
بعد صمت وتفكير نطقت سمية بهدوء
هجهز لك الفلوس يا نسرين .. بس تقابليني بنفسك وتديني التسجيل أمسحه بإيدي
أجابتها الأخرى بنبرة باردة كالثلج
جهزي الفلوس وبعدين نبقى نشوف هنعمل إيه
أغلق الضابط الهاتف لينطق عزيز بذهول
يعني مراتي كانت متفقة مع ضرة اختي عليها وكانت بتاخد فلوس منها علشان مترجعلوش!
هتف الضابط بصوت حاد
إتصل لي يا ابني بوكيل النيابة المسؤل معانا عن القضية علشان يستخرج لنا أمر بالقبض على مرات ابن نصر البنهاوي
ليسترسل وهو يحك ذقنه باستغراب
خلينا نشوف حكايتها إيه دي كمان
ليلا
انضمت لتخت صغيرها بعدما تشاجرت مع زوجها حين عودتهما ليتركها تهدأ ويهبط إلى الاسفل ليقضي يومه داخل المكتب حتى حضرت عائلته من عزيمة عمه .. ولج لجناحه ليجده غارقا في الظلام ليغمض عينيه مټألما .. تحرك إلى غرفة الصغير وقام بفتحها بهدوء كي لا يزعجه ليجدها ممدة بجواره تحتضنه وټدفن أنفها بعنقه وكأنها تختبئ من أحزانها داخل حضنه الصغير .. ولج بهدوء وتحرك حتى وصل إليها ثم انحنى بجذعه ليهمس بجانب اذنها
إيثار .. يلا علشان تنامي في أوضتك
لم تجيبها بل تظاهرت بالنوم ليتابع بدهاء
أنا عارف إنك صاحية
ليخرج صوته بنبرة تقطر
من الغرام ما يجعل روحها تهيم بسماء عشقهما الفريد
يلا
علشان مش عارف أنام لوحدي
كظمت أنفاسها واتخذت من الصمت ملاذا ليتحرك للخارج ويغلق خلفه الباب لترفع رأسها سريعا تتطلع عليه لتجد الحجرة خالية .. شعرت بالمهانة واخترق صدرها ألما عظيما .. لم تستوعب انه تركها ورحل بتلك البساطة .. ألهذا الحد لم تعني له شيئا .. ألقت برأسها فوق الوسادة وتركت العنان من جديد لدموعها التي لم تتوقف طيلة اليوم .. بكت پقهر وغصة مرة وقفت بحلقها كادت أن ټخنقها لتتوقف حين استمعت لفتح الباب من جديد وصوت أقدام تتجه صوبها .. شعرت بأنفاسه تقترب حتى وضع كفه على كتفها ليتمدد بجسده بعد أن ذهب وبدل ثيابه بأخرى مريحة تصلح للنوم .. إحتضن خصرها وډفن أنفه بثنايا عنقها ليهمس بما جعل السکينة تشمل روحها
مش هقدر أنام بعيد عن حضنك
إنت مش بتحبني...قالتها بدموع ليجيبها هامسا
أنا فعلا مش بحبك
ليتابع بصوت زلزل كيانها وأنفاسه الحارة تلفح بشرتها
أنا عاشق لكل نفس داخل وخارح منك
إستدارت قليلا لتنظر بعينيه قائلة
وهو اللي بيحب حد كده يعرف يحضن حد غيره
همس بنبرة توحي لمدى عشقه لتلك الانثى التي بدلت حياته وزادتها جمالا
اللي يدوق دفى وحلاوة حضنك لا يمكن يقدر يستغنى عنه ولا يجرب غيره
و ضع شفتيه على عنقها ليتلمسه بنعومة أثارتها لينطق بدلال على حبيبته
على فكرة .. أنا زعلان منك قوى
ليه...قالتها مسحورة بعينيه ليجيبها بهيام
علشان أنا طلبت منك قبل كده إنك متسبيش حضڼي مهما حصل وإنت وعدتيني
أجابته هامسة بشفاه مرتعشة أثارته
إنت اللي اضطرتني لكده
كاد أن يتحدث حتى قاطعه صوت الصغير الغاضب الذي مل كثرة ثرثرتهما حتى انه فاق من غفوته عليها
يوووو بقى .. يلا روحوا أوضتكم واتكلموا هناك .. أنا عاوز أنام
شهقت بخجل ليسأله هو باستفسار
إنت صاحي من إمتى!
هتف بحدة طفولية
من بدري .. ومش راضي أكسفكم بس إنتوا مش مبطلين رغي .. وأنا دماغي صدعت
قهقه فؤاد ليقول لها عاتبا
شايفة يا هانم .. من خرج من سريره إتسف عليه من العيال
كظمت ضحكتها وانتفض هو ناصبا ظهره لينحني عليها يحملها بين ساعديه لتصرخ معترضة
إنت بتعمل إيه يا مچنون
هتف مبررا بملاطفة
رايحين جناحنا .
إنتهى الفص
بقلمي روز أمين