قصه مشوقه

موقع أيام نيوز


بت
..
استمعت الخادمتان لاوامر السيدة ألفت ومازالوا يشعرون بالذهول من هوية هؤلاء الناس الجالسين بالخارج
كانوا يعلمون ان زوجة رب عملهم تعود أصولها لعائلة بسيطه حتى إنها سبق لها الزواج من قبل في سن صغير وقد تجاوزوا صدمة نشائتها وحياتها بعد فترة من دلوفها للمنزل برفقة سيدهم يعلنها لهم إنها سيدة هذا المنزل وقد أصبحوا منذ ذلك اليوم يصدقون الحكايات

ولكن عاد ذهولهم وصدمتهم مجددا بعدما عادت سيدتهم الاستقراطيه لمنزلتها في المنزل حتى لو كانت عودتها مؤقتة من أجل أن تظل جوار صغيرتها
أنتوا مالكم واقفين كده ليه مش في حاجات قولت تتنفذ عشان الضيوف
ارتبكت الخادمتان ونظروا نحو رئيستهم الأكبر سنا فطالعتهم السيده ألفت بضجر لعدم تحركهم من أمامها
اهل الهانم اوامرهم مجابه يتعاملوا بكل احترام.. ديه أوامر سليم بيه
حذرتهم بعينيها فاندفعت احداهن نحو الطابق العلوي لتجهيز الغرف وتركت زميلتها في ذهولها
أنت لسا واقفه يا إشراق
توترت الخادمة وهي تفرك كلتا يديها وقد أخذها الفضول لتتسأل للمرة التي لا تعد
هو الباشا قدر ازاي يناسب ناس من المستوى ده بعد ما كان متجوز شهيرة هانم 
إشراق
صړخت بها السيدة ألفت بعدما قطعت استرسالها في الحديث فاطرقت الواقفة رأسها
أسئلة كتير مش عايزه اسمعها واتعودي متسأليش كتير.. إحنا هنا مجرد مستخدمين بناخد مرتبنا أخر الشهر لكن حياة الباشا ملناش علاقه بيها
حركت الواقفة رأسها واسرعت في خطواتها متمته
هروح أنفذ المطلوب مني
.
القت شهيرة هاتفها پعنف فوق الطاولة بعدما علمت منه بوجود أهل زوجته أندفعت الډماء إلى وجهها وقد علقت عينين رفيقتها بها متسائلة
مالك يا شهيرة
طالعتها شهيرة بملامح جامده لا تصدق إنها بعدما ظنت إنه يهاتفها من أجل أن يفي بوعده لها ويأتي لتناول الغداء في النادي الرياضي معها ومع ابنتهما.. يخبرها أن أهل من جعلها سيدة في منزلها ومنزل ابنتها هناك في ضيافته وإذا لم ترغب في العودة.. فلتذهب لمنزلها لكن إذا أرادت العودة مع أبنته يجب عليها احترامهم فالحساب هذه المرة سيكون عسير بينهم إذا تعاملت بأساليبها الجديدة عليه معهم
ماشي يا سليم
أخرجت حنقها في تمتمتها ثم قضمت فوق شفتيها لعلها تطرد ذلك شعور الذي تشعر به فهناك نيران ولا تستطيع اخمادها.. 
شهيرة الأسيوطي تؤمر ويجب عليها الطاعه وكل هذا من أجل أن تعيد زوجها الذي ضل عن احضانها واتجه لأخرى ماكرة أظهرت له ضعفها
تاني سليم يا شهيرة أنا نفسي افهم ازاي عايشه معاه ومع مراته.. وقابله على نفسك الوضع ده
بلاش كلامك ده يا سوزان مش كل مرة تفضلي تسألي نفس السؤال
زفرت الجالسة أنفاسها بضيق تطالع صديقتها التي أصبحت متباعده عنها بشدة في الأوان الأخيرة
ليه بتعملي في
________________________________________
نفسك كده
عايزة جوزي عايزه سليم من تانيسليم من حقي وحق بنته
عمرك ما كنت ضعيفة كده يا شهيرة
تمتمت بها سوزان فاشاحت شهيرة عينيها عنها.. فلن تصمت صديقتها عن الحديث نحو كرامتها المهدورة منذ أن تعرفت علي سليم وتزوجوا سرا إلى أن حملت بطفلتها ورحلت من البلد حتى تستعيد قوتها ولكنها عادت لنفس النقطة.. امرأة عاشقة لرجل لم يراها يوما إلا لاشباع غريزته
لو علي احتياجاتك ك ست تقدري تتجوزي تاني يا شهيرة.. الف واحد يتمناك
امتقعت ملامح شهيرة من كلماتها فعن أي زواج أخر تتحدث عنه صديقتها فرمقتها في جمود محاوله قدر استطاعتها تلاشي حديثها في أمور خاصة التي لا تحبذ الحديث عنها
وأنا من أمتي كنت بجري ورا شهوتي يا سوزان سليم ابو بنت ومش معنى إني فوقت وبحاول ارجعه ليا من تاني يبقى بفكر اتجوز من تاني

راجل غيره 
استمعت سوزان لمبررها الذي لم تقتنع به بل تقنع نفسها بما تفعله بحالها وحال ابنتها مع طليقها الذي يسعى جاهدا في نجاح زيجته الأخرى و كونه أب لطفله من أمرأه اخري
سليم النجار ليس أحمق ليخسر جبهتيه وحدها صديقتها من ستخرج من معركتها خاسرة إلا إذا فاق هذا الرجل وادرك أن الزوجة الأخري لا تناسبه أو بدأت تظهر ذلاتها إليه كأغلب النساء وعلم أن كفته الرابحه مع ام أبنته وحدها..
علق عقلها في حياة صديقتها تشعر وكأنها تعيش دراما جديده عليها خاصه أن المرأة التي وضعت علي الهامش.. اكثر النساء عزة وثراء وقوة
سوزان أنا هقضي اليوم عندك أنا وديدا ماليش مزاج اروح عند حامد ...
ابتسمت إليها سوزان وقد تفهمت طلبها الذي لم تصرح به إلا بعد هذه المكالمه التي أتتها ولم تفهم ما دار فيها ولكن مزاج صديقتها قد تبدل تماما بعدها إنها حقا تمقت هذا الرجل وجبروته
اكيد هكون مبسوطه يا شهيرة و مروان هيكون مبسوط اوي كمان بخديجه
واتجهت بنظراتها نحو صغيرها الذي اندمج باللعب مع ابنه صديقتها الجميلة الناعمة
شكلي أنا واحمد جوزي هنطلب ايديها منكم من دلوقتي اهو نكون حجزناها قبل ما العرسان يقفوا بالدور
تعالت ضحكات شهيرة وقد تغير مزاجها وهي تنظر نحو صغيرتها التي تجذب أعين الجميع نحوها
اه لو سليم سمعك دلوقتى
ثم اتسعت ابتسامتها وهي تتذكر أفعال زوجها الچنونية وغضبه حينا يري صغيرته قريبه من اي ذكر صغير أو حينا يتسأل أحدا.. ماذا سوف يفعل عندما تكبر صغيرته ويتوافد الطالبين عليها
مچنون بالبنت..وكل ما بتكبر تعلقوا بيها بيزيد
فتعلقت عينين سوزان بها تخبرها دون توقع ردة فعلها الغاضبه من حديثها
هما كلهم كده مع أول طفل خصوصا لو كانت بنت 
ثم تابعت ضاحكة
بعد كده الاهتمام بيتوزع علي الباقين وتقدري تقولي بيكونوا خلاص جربوا الأبوة
تجهمت ملامح شهيره وقد احتقنت فهي حتى لو عادت إليه لن تنجب ثانية ولن تقبل أن يكون لابنتها أخوة من تلك الخادمة ومن حسن حظها أن لديها مشاكل بالأنجاب
سليم مكتفي بس بخديجة يعني كل حنانه واهتمامه ليها لوحدها
قررت سوزان ابتلاع باقي عباراتها ولكن خاڼها لسانها في زلة منها دون قصد
ليه هو مش ناوي يخلف من مراته الجديدة
وقد ضغطت فوق النقطه التي لا تتحملها شهيرة وخاصه إنها حاولت أن تنجب منه ثانيه قبل طلاقهم ولكنها فشلت بسبب تقدم سنوات عمرها وقد اقتربت من تخطي الخامسه والأربعون
سليم لو كان عايز يخلف منها مكنش صبر الشهور ديه عليها.. وخلينا نقوم لأن الولاد تعبوا من كتر اللعب
وها هو الحظ حليفها وقد اصبح لديها مقدره لتثبت لصديقاتها في الوسط.. أن الزوجة الأخرى مجرد زيجة مؤقته لا أكثر
.
احتقنت ملامحه وهو يراها تلتف نحو ذلك الذي يجب عليه تحمله لأنه من أفراد العائلة ومن غيره الصديق العزيز أحمس..
علقت عيناه بالمشهد الصغير وهو يراه يمنحها كشكولا واخبرها ببضعة كلمات ثم لاح لها بيده وعاد لداخل المؤسسة.. ولولا تحايلها عليه بتلك الطريقه الماكرة التي أصبحت تجيدها واصبح يحبها خاصة انها تنتهي بليلة تضاف لاحد لياليهم الخاصة ليله تشاركه فيها حبه وتتجاوب معه بتوق علي عكس ما كانت تفعله من قبل تسلم له حالها في طاعه وكأنه واجب يؤديه
دلفت لداخل السيارة مبتسمه تنظر إليه متسائلة وقد أصابها بعض الحماس بسبب ما هاتفها من أجله واخبرها إنه أتي إليها ليصطحبها
إيه هي المفاجأة يا سليم 
خرج وراك ليه 
قطبت حاجبيها دون فهم لما يتسأل عنه ولكن سرعان ما كانت تفهم سؤاله خاصه بعدما رمقها بضيق
أنت تقصد أحمس كان عايز يديني كشكول المحاضرات
أستمع إليها وهي تفسر له الأمر ببساطة فظلت عيناه نحو الطريق دون أن يجيب بشئ.. وبعدما انتهت من تفسير سبب اعطاءها لكشكوله الذي يلخص فيه هذه المادة تمتم متهكما
طبعا الأستاذ نسي يدهولك ومفتكرش غير وأنا مستنيك برة
ارتفع حاجبها في دهشة تخبره دون تصديق عما وصل إليه عقله
أحمس يعمل كده لا أنت ظالم احمس يا سليم
وقد بدأت جلسة الدفاع عن جدعنة وطيبة أحمس وكيف هو يقف في ضهرها بل ويتحدث عنه دائما بفخر متمنيا أن يصبح يوما مثله 
رمقها بعدما أنتهت من جلستها الدفاعية متسائلا ببعض الضيق
وتفتكري أنا برضوه بعد كلامك عنه هستلطفه
امتعضت ملامحها وزفرت أنفاسها بضيق
ما أنا مش قادرة اقتنع إنك ممكن تغير من أحمس يا سليم غير إني اكبر من أحمس بسنه ونص
قبض فوق عجلة القيادة بضيق من عبارتها
ومغيرش ليه يا هانم ولا أنا مش راجل.. ومش كل ما اتكلم تقوليلي انا اكبر منه وهو اخويا الصغير.. ما أنا أعجبت بشهيره واتجوزتها وهي اكبر مني بعشر سنين..
ثم اردف ساخرا من نظريتها
مش سنه ونص واخويا الصغير
ألجمها حديثه ولم تكن تتوقع أن الحديث سيأخذهم لتلك النقطه.. طالعت ملامحه المتجهمه بعض الشئ

تحاول أن تخذه لحديث أخر 
لكن برضوه مقولتليش إيه هي المفاجأة
رمقها بإحدى عينيه وهو يراها تغير محور حديثهم
أهلك في البيت 
اتسعت عيناها ذهولا وسرعان ما كانت ترتسم السعاده فوق ملامحها
أزاي ومحدش قالي ليه فيهم.. ده أنا كلمتهم أمبارح بليل 
ابتسم إليها وهو يري سعادتها
حبوا يعملوها مفاجأه لينا
اتسعت ابتسامتها شيئا فشئ فاخيرا أتوا أهلها إليها.. أتوا بعدما ظنت أنهم تناسوها كما من قبل في زيجتها السابقة.. هي لا تلومهم.. ف والديها يعيشون كما عاش أهلهم.. لا اهتمام بالفتيات خاصة بعد زواجها وتحمل رجلا اخر عبئها.. فتعيش راضيه صامته وقد انتهت مهمتهم معها
أنت اللي طلبت منهم يجيوا عشان منسافرش زيارة
هتفت بها وقد تلاشت سعادتها عندما ظنت إنه فعل ذلك حتى لا يذهب بها لأهلها
وقفت السيارة أخيرا داخل حديقه المنزل فنظر إليها يمنحها الجواب بوجوم
اهلك جاين زيارة ليكي من نفسهم يا فتون.. مش زي ما عقلك وصلك
وقبل أن يترجل من سيارته قبضت فوق ذراعه
سليم 
ولكنه دفع يدها عنه برفق منهيا اي حديث
اهلك مستنيك من ساعه نأجل أي كلام بعدين 
داعب النسيم خديها فاستندت إلى الشرفة حتى تتمكن من رؤية تفاصيل المكان عن قرب..
فندق علي التلال في أسوان نحو اطلاله ساحرة على نهر النيل..و رغم إنها أتت أسوان من قبل لكن لأول مرة تنبهر بمكان كهذا.. لقد خطڤ المكان فؤادها منذ اول وهلة ببساطة تصميمه وحسن الضيافة
اغمضت
________________________________________
عينيها وهي تشعر بتطويقه لخصرها وضمھا لصدره ثم دفنه لرأسه في تجويف عنقها
مش قولتلك متبعديش عن حضڼي
داعب صوته جميع حواسها فالټفت إليه تنظر لعينيه
أنت مش ملاحظ إن بقالي يومين في حضنك واخرى اشوف المكان من هناوعودك طلعت كدابة يا دكتور
انفرجت شفتيه في ضحكة رجولية جذابه يجذبها نحو الداخل
بعوض السنينومتحلميش أني اخرجك من حضڼي بسهوله
التمعت عيناها وهي تسمعه وفي ظل حديثه المفعم بالمشاعر كان يغزوا حصونها بمهارة.. ابتعد عنها اخيرا ينظر نحو ملامحها المسترخية منتشيا بسعادة
ده أنا هفضل طول عمري أشكر ميادة 
طالعت ناهد صغار أبنتها في غرفتهم بمنزل شقيقتها وقد أصر رسلان علي بقائهم في منزل عائلته ليكون اكثر أطمئنانا فلا وضع شقيقته يسمح لرعاية صغيريه ولا وجودهم بالقرب من ناهد يطمئنه ولولا القرابة والدم ومرضها لكان اعادها للمصحة النفسيه مجددا
هيرميكم زي ما أنا حاولت احطها في ملجأ زمان .. هتخلف
 

تم نسخ الرابط