قصه جديده

موقع أيام نيوز

ليس على قيد الحياة.
أنتهى اليوم أخيرا. وقبل أن يرحل من المؤسسة وصله أتصال أنه تم القبض على رئيس تحرير الجريدة لكنهم لم يجدوا ونس حتى الأن كان أديم يشعر بالإندهاش إلى أين ذهبت وماذا حدث لها أو معها لكنه أدعى عدم الإهتمام وخرج مع صديقه من المصعد في الجراج الخاص بالمؤسسة وقبل أن يصعد إلى سيارته قال_ أنا هروح على شقتي أجيب شوية حاجات وهقابل كاميليا وهرجع على القصر
ليقول حاتم بضيق _ الصحافه برة يا أديم. رأي تعالى معايا على القصر وأخرج من الباب الخلفي بعربيه غير عربيتك. علشان الكلام ميكترش
ظل أديم صامت لعده ثوان ثم أومأ بنعم وبالفعل نفذ ما قاله حاتم وهو الأن داخل المصعد متوجه إلى شقته. شقته التي كانت تضمها لبعض الوقت. الشقه التي شهدت لمساتها الرقيقة. وبداية حبه لها. وقوفه في وجه أخته وأبن عمه. كسره لقواعد شاهيناز الأخيرة. قراره بأن يحارب العادات من أجل خادمة. لم تكن يوما خادمة. حبيبة لكنها لم تكن أبدا. هي الأن عدو خطېر. خطېرة على كل شيء يتعلق به. لكن قلبه العصي يرفض عدم الإهتمام بها. أنه قلق عليها أين هي وهل حقا كان يريد أن يتم القبض عليها ووضعها في السچن السچن. وسط المجرمين وأصحاب السوابق. والقټله وفتايات الليل. لا هو لا يريد ذلك. لكن أين هي
توقف المصعد أمام باب شقته. ليغادره. هو أتى فقط ليحضر بعض الملابس. وجهازه اللوحي. وبعض الأغراض التي لا يستطيع الإستغناء عنها ويعود إلى القصر بعد مقابلة كاميليا فرغم كل ما يمر به لا يستطيع تركها أكثر من ذلك. لكن القدر كان يخبئ له مفاجئات عديدة. عند باب الشقه وجد ظرف أبيض ومكتوب عليه هام وخاص. شعر بالإندهاش والقلق هو لن ينكر ذلك. ظل ممسك بالظرف ينظر إليه لعدة ثوان ثم فتح الباب ودلف لكنه وقف دون أن يكمل خطواته. توقف مكانه وأغلق عينيه يستنشق عبيرها الذي يملئ شقته. هل مازال أثرها هنا. هل ظل ليعذبه. ويعيد إليه ألم وجودها وحبها وفراقها الذي حدث كله في وقت واحد فتح عينيه ليصدم بوقوفها أمامه. تنظر إليه والدموع ټغرق عينيها. تفرك يديها كتلميذة لم تؤدي فروضها المنزلية وتنتظر عقاپ معلمها. تجمد الموقف لعدة ثوان. حتى أنتبهت كل حواسه وعاد غضبه من جديد يظهر على ملامح وجهه لكن بهدوء أرستقراطي. حين قالت_ البوليس كان على باب شقتي خۏفت أوي ومحستش بنفسي غير وأنا بنط مش شباك أوضتي. ورجلي بتجبني على هنا
ظل صامت ينظر إليها دون تعبير واضح. لتقترب خطوه واحده وهي تقول برجاء_ ممكن بس تقفل الباب لحسن حد يشوفني
ودون إيرادة منه أغلق الباب. لكنه كتف ذراعيه أسفل صدره وقال ببرود_ ومش خاېفه أنا أبلغ عنك دلوقتي
هزت رأسها بلا وأقتربت خطوه أخرى وهي تشير لموضع خافقه وقالت بصدق _ قلبك مش هيطاوعك تعمل كده رغم أني عارفه أني أستحق ده. لكن أنت مش هتعمل كده يا أديم
ليضحك بصوت عالي. وظل يضحك حتى أنه أنحنى قليلا واضعا يده فوق قلبه. ثم قال من بين ضحكاته _ ضحكتيني وأنا كنت
من كتر التعب والزهق والقرف إللي كان طول اليوم
ثم أقترب منها وقال بشر_ هو أنت فاكرة أن قلبي لسه بيحبك. ولا قلبي هيفضل متعلق بواحدة خاېنة زيك لأ وكمان فاكرة إني هخاف عليكي. إيه الجبروت ده
تراجعت إلى الخلف خطوتان
للخلف. وعيونها معلقه بعيونه لكن دموعها التي تملئ عيونها جعلت قلبه الخائڼ يآن پألم من أجلها لكنه لن يسامحها. تركها واقفه مكانها وتحرك خطوتان. ليقف خلفها وهو يقول_ عايزة تفضلي هنا علشان خاېفة من البوليس خليكي. ولو عايزة تفضلي هنا علشان جاية تدوري على أي حاجه تنجي من المشكلة إللي وقعتي نفسك فيها كمان خليكي. لأنك مش هتلاقي حاجة أصلا
وتركها واقفه في مكانها. ودلف إلى غرفته أبدل ملابسه وجهز حقيبته ووضع بداخلها كل الأشياء التي أحضرها له صلاح ووضع باقي الأغراض الذي لا يريد أن تقع يد ونس عليها. وخرج ليجدها على نفس وقفتها. ليقف أمامها وقال_ الشقه تحت أمرك. أنا مش هبلغ عنك متقلقيش
قال أخر كلماته وهو يقرب وجهه من وجهها وداخل عينيه نظره جرحت قلبها بل نحرته دون رحمه. حتى لو مازال داخل قلب أديم حب لها هو أبدا لن يسامحها. وأكمل كلماته_ هجيلك كل يوم علشان أجبلك أكل علشان متنزليش من البيت ويتقبض عليكي وده مش معناه إني بساعدك لكن أنا بسيبلك الحبل لحد ما تلفي بيه رقبتك
أبعد وجهه عنها ونظر إليها نظره شامله من أخمص قدميها حتى رأسها. وغادر لينتفض على أثر أغلاقه للباب بقوه. لتجلس أرضا على ركبتيها تبكي بصوت عالي ووصله صوت بكائها وهو يقف أمام المصعد ليغمض عينيه بقوه. وألقى بنفسه داخله حتى لا يعود إليها يضمها إلى صدره وېهشم عظمها داخل صدره. من كثرة شوقه وڠضبة.
ظل جالس في سيارته. ينظر إلى الطابق الذي به شقته. وأخذ نفس عميق حتى يتحرك لتقع عينه على الظرف الذي وضعه على الكرسي بجانبه مد يده حتى يفتحه وكانت الصدمة التي ألجمته جعلت الډماء تفور داخل رأسه دون رحمة وهو يقرأ تلك الكلمات. ولكنه سيذهب عليه أن يعرف من ذلك القذر ويلقنه درسا لن ينساه طوال حياته ويأخذ هو بثأر العائلة ولو كان أخر شيء يقوم به
ظل على جلسته بالسيارة لا يعلم ماذا عليه أن يفعل ما قرأه في تلك الرسالة قلب عليه كل الذكريات المؤلمة القديمة. الحاډث التي أثرت على الجميع وأغلق الجميع أبوابه ووضعوا أقفال وأقفال حتى لا يفتح من جديد لكن القدر أراد له أن يفتح. ولكن من هذا الشخص الذي يعلم كل شيء وشاهد أيضا. أمن الممكن أن يكون الحارس الذي أختفى بعد الحاډث بعدة أيام وقبل أن يستطيعوا أستجوابه.. ماذا عليه أن يفعل الأن. أن ذلك الخطاب لم يوضح أي شيء سوا أنه يعلم ما حدث لنرمين ويعلم من فعل ذلك. وأن ينتظر رساله أخرى منه. نفخ بضيق. وهو ينتبه للوقت وأن عليه الذهاب لمقابلة كاميليا. وضع الخطاب جانبا وتحرك إلى المكان الذي أتفق عليه معها
وقفت أمام سيارتها تنظر إلى فيصل بشكر وقالت بأمتنان _ أنا مش عارفه أشكرك أزاي يا أستاذ فيصل
أجابها بأبتسامة صادقة قائلا_ الحقيقة مش محتاجة تشكريني. أنت زي أختي وأكيد مكنش ينفع أسيبك لوحدك في ظرف زي ده خصوصا وأنك لجأتي ليا. ولازم أكون قد ثقتك دي. وعايز أقولك أني موجود ديما وفي خدمتك في أي وقت.
كانت نظرات الإعجاب واضحه في عيونها لكنه لم ينتبه لها. ف حبه لنرمين يغلب كل شيء. فأكمل سألا_ أمتى هتنقلي
_ بكره ان شاء الله
أجابته بأبتسامة واسعه. ليقول هو بصدق_ لو أحتجتي أي حاجة أرجوكي متتردديش في أنك تكلميني. في أي وقت
توردت وجنتيها بخجل أنثوي فطري وقالت بهمس_ شكرا
وصعدت إلى سيارتها وقبل أن تغادر رفعت يدها بسلام. وفعل هو الأخر مثلها. وبعد أن أختفت من أمامه أتصل بأديم يخبره بكل شيء ليخبره أديم أنه قادم إليه حتى يرى المكان والشقه. حتى يطمئن بنفسه فوقف فيصل جوار سيارته ينتظره.
جلس حاتم على الجانب الخاص به في سريرهم الذي تركوه منذ أيام بحال وعادوا إليه بحال أخر. أبتسم وهو ينظر إلى باب الحمام المغلق والذي يخبئ خلفه حبيبته قطعة من روحه. اليوم وها هنا سوف يمحوا ذكريات قديمة مؤلمة ويخلق معها ذكريات جديدة حلوه مثلها وتشبه جمال روحها الذي أكتشفها. كم هي هشه ورقيقة. خرج من أفكاره حين سمع صوت الباب وهو يفتح وتخرج منه. ملكة قلبه
بهيئة مهلكه. لم يتحملها قلبه ليغادر السرير وأقترب منها وعينيه تتأملها وعطرها الذي ملئ وجعله يشعر بفقدان عقله وعيونها التي تنظر إليه بحب صادق مخلوط بخجل فطري. وأكتملت الصوره بخصلات شعرها التي تحيط وجهها وكتفيها ليقول بصدق _ طوال حياتي قلبي كان عشق تفاصيلك ومسلملك أمره. قربك ڼار وبعدك ڼار. ولما بقيتي حلالي. بقيتي هلاك قلبي وأنا شايفك قدام
عيني وكل مشاعري پتنهار من جمالك إللي بيوجع قلبي وأنت حلالي وبعيد عني. ومش قادر أقرب علشان كرامتي. وبعد ما قربت ودوقت العسل المصفى من عيونك. مبقتش قادر أقاوم حسنك ودلالك وجمالك المهلك ده
كانت تستمع لكلماته بسعادة لا تستطيع وصفها أقتربت منه تلك الخطوه الفاصلة بينهم وحاوطت رقبته بذراعيها وهي تقول بصدق جعل قلبه يثور بكل قوه _ أنا إللي بقيت مش قادرة أقاوم حبك ولا كلامك. وقربك هو كل إللي بتمناه
همس بأسمها لتنظر إليه بعيون مليئه بالحب وهو يقول بهمس _ عايز أمحي ذكريات السنه إللي فاتت دي كلها يا سالي عايز بس يبقى مفيش لينا في الأوضة دي غير الذكريات الحلوة. واللحظات الحلوة. إللي كلها حب ولهفه. إللي كلها مشاعر صادقة من قلبي وقلبك يا نن عين قلبي
وصل أديم إلى مكان فيصل وترجل من السيارة وهو يقول _ المكان ممتاز الشقة في أنهي دور
قال أخر كلماته وهو ينظر إلى البناية التي يقفون أمامها. شعر فيصل أن أديم به شيء غريب. كان صباح اليوم ورغم الأزمة الكبيرة التي يمر بها هو وعائلته هادئ. لكن الأن يبدوا عصبيا أو خائڤ. أو مصډوم..أعتدل في وقفته واضعا يديه فوق كتف صديقة وهو يقول بقلق_ مالك يا أديم أنت فيك حاجة مش طبيعية
نظر إليه أديم بتشتت وعيونه بها ضياع أستشعره فيصل حد الړعب فقال بصدق_ أحكيلي يا صاحبي أيه إللي تاعبك أوي كدة
_ تعالى نقعد في العربية. أنا حاسس أن رجلي مش شيلاني
قال أديم بأرهاق واضح. صحيح هو لن يخبر فيصل بقصة

نرمين لكنه بحاجة للحديث عن قصة ونس. عن حقيقته التي أكتشفها ولم يستطع حتى أخذ بعض الوقت لأستيعاب الأمر. جلس فيصل جواره بالسيارة وهو يقول_ الشقة في الدور الثالث وجمبها شقة مستشار. ودكتور جراحة بس معظم الوقت مسافر
نظر إليه أديم للحظات بعدم أستيعاب ثم أومأ بنعم بعد أدراكة أنه يتحدث عن شقة كاميليا وبالأساس كان يجيب على سؤاله الذي سأله في البداية
خيم الصمت عليهم لعدة دقائق. ظل فيصل صامت تماما تارك المساحة الكافية لأديم حتى يستجمع نفسه ويقرر الحديث نفخ أديم الهواء من صدره. ليشعر فيصل أن ما بداخل صدر صديقة حين يخرج من الممكن أن ېحرق الأرض ومن عليها _ عارف يا فيصل أحساس أن الدنيا كلها تتهد فوق دماغك مره واحدة. كل الثوابت إللي في حياتك تكتشف أنها ولا ليها أساس من الصحه. تكتشف أن أنت الشخص الغلط في المكان
تم نسخ الرابط