الحليب الأسود
المحتويات
الأسلحة البلاستيكية عدو آخر تمت تصفيته على الباخرة!.
قد تقوم تلك الألعاب بتوجيه الإهانات بشكل ما لكن الصبية أنفسهم لن يقومو بذلك أبدا. إنهما لا يجرءان حتى على رفع رأسيهما و النظر لوالدتهما. أعتقد بأنه ليس من السهل على طفلين بعمرهما أن يحظيا بأم جذابة كهذه!
مقتعنة بأنه ليس بوسع الصبيين ولا أمهما مساعدتي في مهمة البحث عن ورقة إلتفت نحو الرجل الجالس إلى شمالي إنه يرتدي نظارة ذات إطار معدني و ملامحه صارمة بعض الشيء و أفترض أنه قد بلغ الأربعين توا إذ بدأت قمة رأسه بالتخفف من الشعر.
شاكرة الرجل بدأت الكتابة ناظرة للحبر يجف و أنا أمضي. تنسكب الحروف مني كأنها تكتب نفسها بنفسها و تقود السطور
بحيرة أنظر للورقة أهذا إذن ما كان يدور في رأسي
اقتربت مني المرأة التي بجانبي التصقت بي و مدت رأسها نحو الورقة التي في حضڼي. ستعتاد في بواخر اسطنبول على الناس يقرأون معك جريدتك من فوق كتفك إلا أن هذه السيدة تقرأ ورقتي بوقاحة و صراحة. لذا أملت علي غريزتي أن أقوم بتغطية ما كتبته إلا أنني بعد برهة استسلمت لعدم جدوى البحث عن أي نوع من الخصوصية في هذه المساحة الضيقة و المحدودة و سمحت لها بالقراءة.
أنا أكتب و المرأة على حالها تقرأ. في إحدى اللحظات مالت كثيرا على كتفي الأيمن حتى لامس شعرها وجهي. استنشقت شذى غسول شعرها. فواكه لاذعة. و يبدو أنها تواجه صعوبة في قراءة ما أكتب لكنني بوضع خط يدي الرديء في الحسبان لا ألومها. اجتهدت أكثر في توضيح خطي.
حليب أسود
الفصل 4
البداية دوما كوب شاي
لاحقا بعد أسابيع معدودة من أحداث الباخرة و مبكرا جدا على تجوال فكرة الزواج في رأسي ها أنا أحتسي كوب شاي مع روائية. ما أقل ما كنت أعرفه قبل هذا اللقاء عن الخيار الصعب بين إنجاب الأطفال و إنجاب الكتب. هذا لقاء دفعني للتفكير مليا بالأمر.
? الآنسة شفق أود لو ألتقيك لم لا نحتسي الشاي سويا في منزلي.
ثم أضافت بضحكة عالية
? لا يعدو الشاي أن يكون عذرا و حسب فليس هناك من مناسبة سوى أنني أود أن نتحادث تفضلي عندي.
كانت قد بلغت الحادي و الثمانين من عمرها ولا تزال شغوفة بالكتابة كما كانت أيام صباها. السيدة عدالة آؤلو من أشهر الأصوات الأدبية التركية في جيلها و أنا جد متحمسة للقائها.
بعد خمس
متابعة القراءة